اهم المعارك التي خاضها الجيش الاردني دفاعا عن كل شبر من ارض فلسطين

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
هم المعارك التي خاضها الجيش الاردني دفاعا عن كل شبر من ارض فلسطين


القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي هي امتداد لثورة الآباء والأجداد من بني هاشم وهي امتداد لجيش الثورة العربية الكبرى التي نادت بالوحدة العربية لتحقيق أماني العرب الذين شاركوا في الثورة العربية الكبرى وكذلك لم ينس هذا الجيش المصلحة الوطنية وحماية الوطن والدفاع عن تراب الأردن الطهور.إن المؤسسة العسكرية الأردنية تعد الوجه المشرق للمملكة الأردنية الهاشمية , لتميزها بالمستوى الفكري الرفيع وقوة الشكيمة والمستوى العالي بالضبط والربط والتدريب , فضلاً عن ولائها لقيادتها الهاشمية وطاعتها للأوامر وتنفيذها المهام الوطنية والقومية .

دور الجبش الاردني اولا في الدفاع عن فلسطين

تمثل الدور القومي للقوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي في عدة محاور أهمها:


أ. حرب عام 1948 م :عندما تأزمت الأمور بعد قرار التقسيم في تشرين الثاني من عام 1947 واصلت الدول العربية اجتماعاتها لبحث الوضع واتخاذ قرارات مناسبة وكانت الآراء عديدة وموزعة , وأعلنت الدول العربية الحصار البحري على فلسطين وأخذت تفتش البواخر في المياه الإقليمية وتم الاتفاق بين دول الجامعة العربية وقادة جيوشها على أن تزحف الجيوش العربية إلى فلسطين وكانت الدول العربية المستقلة عام 1948 هي مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق واليمن والسعودية , وقد حددت مهام الجيش الأردني بالزحف نحو رام الله والقدس، ويتقدم المتطوعون المصريون على طريق الخليل وبيت لحم لتطويق القدس متعاونين مع الأردنيين الذين يجب أن يحاصروها من الشمال والشرق وأعطيت القيادة العامة لهذه الجيوش لجلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه .

المرحلة الأولى:

من 15 أيار إلى 11 حزيران و في هذه المرحلة تمكن الجيش العربي الأردني من الاستيلاء على أريحا والبيرة في 16 أيار وفي يوم 28 أيار سقطت مدينة القدس القديمة بيد القوات الأردنية وفي 30 أيار احتلت القوات الأردنية رام الله واللد والرملة وأصبح الجيش الأردني على بعد ثمانية أميال من تل أبيب وتم الاتصال بينه وبين الجيش المصري جنوب القدس ،كانت الجيوش العربية الزاحفة تحرز الانتصارات فسقطت مدن نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية كما سقطت غزة بيد القوات المصرية وأحرزت القوات السورية انتصاراتها فسقطت بيدها طبريا سمخ وصفد , ثم أعلنت الهدنة بين القوات العربية واليهودية

المرحله الثانيه :

وهي مرحلة ما بعد الهدنة ، إذ تمكن اليهود من الاستفادة من الهدنة وطلب المساعدة الحربية من مختلف أقطار العالم فخرق اليهود الهدنة وفي 15 تموز قرر مجلس الأمن الدولي أن الحرب الدائرة في فلسطين تهدد السلام العالمي وبعد يومين قرر وقف القتال لكن اليهود أعلنوا التعبئة العامة في 22 آب وأطلقوا النار على وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت وأردوه قتيلاً .

المرحله الثالثه :

في 8تشرين أول 1948 – 7 كانون ثاني 1949 وفي هذه المرحلة شنت إسرائيل هجمات عنيفة في 9 تشرين أول على مواقع الجيش المصري وأقترح الدكتور (نبش) الوسيط الدولي وقف القتال لمدة أربعة أيام لكن اليهود لم يذعنوا وفي 8 تشرين أول وافقت مصر على وقف إطلاق النار وتدخلت الدول الأجنبية ونجحت أمريكا عن طريق توجيه إنذار لليهود بوقف إطلاق النار ليباشر العرب واليهود المباحثات في رودس , وقد نجح الجيش العربي الأردني في الحفاظ على عروبة القدس خلال هذه المرحلة بعد أن حال دون احتلال اليهود للضفة الغربية.

اهم المعارك التي خاضها الجيش الاردني دفاعا عن كل شبر من ارض فلسطين :

1- معركة القدس 15 – 28 أيار 1948م . بدأ القتال في القدس بعد انسحاب قوات الانتداب منها حيث أخذ اليهود داخل المدينة وخارجها يقذفون الأحياء العربية بمدافع الهاون وقدر عدد القوات اليهودية داخل المدينة بين 6 – 8 آلاف جندي .
عندما اشتدت وطأة القتال في القدس وخشي السكان العرب سقوط المدينة أرسلوا برقية إلى الملك عبد الله الأول في عمان يناشدونه نجدتهم فأصدر أوامره بتحريك القوات إلى القدس وبعث برقية إلى كلوب باشا يطلب منه إرسال القوات إلى القدس وأخذت قوات الجيش العربي الأردني تتجه إلى القدس وكانت (السرية الأولى المستقلة) أولى هذه القوات في احتلال مواقعها في جبل الزيتون والطور ودخلت من باب المغاربة داخل أسوار المدينة وبدأت بالاشتباك مع قوة من البالماخ كانت تشق طريقها إلى الحي اليهودي عن طريق باب النبي داود وتمكنت السرية الأولى الأردنية من طرد عناصر البالماخ اليهود خارج الأسوار ومنعتهم من الاتصال بالقوات اليهودية داخل الحي اليهودي.

2- معارك اللطرون وباب الواد . تأتي أهمية موقع باب الواد العسكرية من حيث اعتبارها مفتاح مدينة القدس , وقد قاتل الجيش العربي في هذه المعارك قتال الأبطال وأوقع أكبر الخسائر في صفوف العدو الإسرائيلي ودمر الكثير من معداتهم القتالية وسقط من أبطال هذا الجيش العديد من الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى القدس .
عندما قام الملك عبد الله الأول بزيارة مواقع القتال في اللطرون وباب الواد وشاهد بطولات هذا الجيش العربي وجثث اليهود وآلياتهم المدمرة شكر كافة أفراد ومرتبات الجيش العربي وأثنى على شجاعتهم وتضحياتهم وأطلق على الوحدة التي كانت تقاتل في معارك باب الواد واللطرون اسم الكتيبة الرابحة وهي التي كانت تسمى الكتيبة الرابعة.
كما شهدت عمارة النوتردام هجوماً قوياً نفذته الكتيبة الثالثة واستبسل أبطالها في محاولة احتلال هذه البناية اليهودية التي يتحصن بها مئات المقاتلين اليهود واستمر الهجوم عليها وحصارها حوالي ثلاثة أيام باعتبارها كانت تسيطر على منطقة باب العمود وقدمت هذه الكتيبة الكثير من الشهداء وقد أشار اليهود إلى ذلك اليوم 24 أيار في النوتردام لكثرة خسائرهم بأنه يوم مذبحة دامية.
وفي تلة الرادار التي تسيطر على مستعمرة الخميس والتي تمكنت القوات اليهودية من احتلالها بعد الانتداب دارت معارك ضارية بين السرية الرابعة من الكتيبة الأولى من اللواء الأول حيث تمكنت من طرد القوات اليهودية منها وقتلت منهم 13 جندياً واستشهد من أفرادها أربعة جنود وجرح ستة عشر آخرون بينهم قائد السرية واستطاعت الاحتفاظ بالموقع ومنع اليهود من احتلاله مرة ثانية بالرغم من كل محاولاتهم من أجل ذلك وأثناء إعلان الهدنة الأولى اعتباراً من صباح يوم 11 حزيران 1948 استغل الجيش العربي الأردني أسابيع الهدنة في إعادة التنظيم وتم تشكيل الكتيبة الخامسة وعندما استؤنف القتال ثانية في 9 تموز استطاع الجيش الإسرائيلي انتزاع زمام المبادأة الإستراتيجية من الجيوش العربية وحافظ على ذلك طيلة باقي أيام القتال بالرغم من فشله في بعض المعارك التعبوية مع الجيش العربي الأردني في باب الواد واللطرون وفي مرحلة الهدنة الثانية لم تتقيد القوات المعادية بقرار مجلس الأمن وواصلت اعتداءاتها على كافة الجبهات ومنها مواقع القوات المصرية وفي ذلك الوقت لم تكن المعلومات عن سير القتال على هذه المواقع تصل إلى الحكومة الأردنية أو قيادة الجيش العربي الأردني وعندما علمت الحكومة بذلك بعد أن تم محاصرة القوات المصرية قامت بتجهيز مجموعة قتال مؤلفة من سريتي مشاه وسرية مدرعات وحركتها إلى الخليل واستطاعت أن تفك الحصار عن القوات المصرية وحافظت على الخليل وبيت لحم من أية هجمات إسرائيلية وقد جرت مباحثات أطلق عليها اسم رودس تبعتها هدنة دائمة وقعت عليها جميع الأطراف المتحاربة بتاريخ 3 نيسان 1949م .

حرب ال 67 الايام الست :

بعد أن تم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن ومصر في 30 أيار 1967 فقد وضعت القوات المسلحة الأردنية في حالة تأهب قصوى وعين اللواء المصري عبد المنعم رياض قائدا عاما يساعده اللواء الركن عامر خماش رئيس هيئة الأركان الأردني وجاء سير العمليات العسكرية بين الجيش العربي الأردني والجيش اليهودي على النحو ....

نتيجة لتطور الأوضاع على الجبهة المصرية ونبأ تدمير المطارات المصرية أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين أوامره بالاشتباك على طول خط وقف إطلاق النار السابقة وصدر أمر لقيادة الجيش العربي الأردني باحتلال (جبل المكبر) المقام على قمته مبنى هيئة الأمم المتحدة وتم تكليف إحدى الكتائب في المنطقة بتنفيذ المهمة يوم 5 حزيران 1967 وحاولت القوات الإسرائيلية استعادة جبل المكبّر وقامت بتوسيع كل هجومها على محاور عدة شملت بقية المواقع الأردنية على طول خط المواجهة وقامت قوات العدو المؤلفة من (لواء مظليين ، لواء عصيوني) لواء هاري ايل الآلي ، لواء مشاة محمول ولواء مشاة) وباشر اللواء هاري ايل بالتعرض ضد المواقع العسكرية الأردنية المحيطة بمدينة القدس مساء يوم 5 حزيران وباشر الهجوم من ثلاث جهات بقصد احتلال المناطق الحيوية المسيطرة على طريق القدس وباب الواد ، وهي تل الرادار وتل الشيخ عبد العزيز وتل النبي صموئيل ، وتصدت لها وحدات اللواء الهاشمي وأوقعت بين صفوفها خسائر كبيرة.

معركه القدس :
كانت القوات الأردنية المناط بها الدفاع عن القدس تتمثل بلواء الملك طلال بوحداته الثلاثة أما القوات الإسرائيلية المعادية فقد تألفت من (لواء مظليين يحتل جبل الطور( المطلع) ويحيط بالمدينة من الشرق ولوائين أحدهما آلي والآخر مشاة يحيطان بالقدس من الشمال ، لواء مشاة معزز بالمدفعية والدبابات يحتل جبل المكبر ويحيط بالقدس من الجنوب...

لقد اشتبكت القوات الأردنية مع القوات اليهودية في مختلف المناطق التي كانت تسيطر عليها ودافعت عنها دفاعا مستميتا إلا أن مجموعة من العوامل أدت إلى أضعاف قدرة الجيش العربي الأردني وأثرت على معنوياته وشتتت جهده وبالرغم من كل هذا فما قدمه الجيش العربي الأردني في فلسطين تعجز الكلمات عن وصفه فهناك بطولات لكتائبه وألويته وأفراده تسجلها أرض فلسطين ويشهد عليها زيتونه وأرضها المباركة حتى لو جحد الجاحدون وتمادى ذوو القربى بظلم هذا الحمى ونكران وجحود بطولاته فتاريخه ناصع شهد به الأعداء قبل الأصدقاء .

حرب ال 73 :

أهمية المشاركة الأردنية في حرب 1973 .على الرغم من محدودية المشاركة الأردنية في حرب 1973 إلا أنها كانت إيجابية وفاعلة على المستويات الإستراتيجية والمعنوية ويمكن تلخيص هذه الأهمية بما يلي:
(أ) إشغال جزء من القوات الإسرائيلية على طول امتداد الجبهة الأردنية وحرصها على تعزيز قواتها على الجبهتين السورية والمصرية .
(ب) حرمان العدو الإسرائيلي من الالتفاف على الجزء الأيسر للقوات السورية وذلك من خلال تأمين القوات الأردنية الحماية لمحور درعا ودمشق والجناح الأيسر للقوات السورية .
(جـ) تثبيت القوات الإسرائيلية في الجولان بمساعدة القوات العراقية ومنعها من تطوير عملياتها الهجومية وإجبارها على التحول إلى وضعية الدفاع .
(د) تعميق مفهوم العمل العربي المشترك وتفعيله وتطبيقه على أرض الواقع .
نتائج الحرب على الأردن : كان للحرب نتائج إيجابية على الأردن ومنها :
(أ)إعادة العلاقات التي كانت مقطوعة بين الأردن وبعض الدول العربية .
(ب) استئناف المساعدات العربية التي كانت مقطوعة عن الأردن .
(جـ)تحريك القضية الفلسطينية على المستوى السياسي. وبعد هذا العرض للحروب التي خاضها الجيش العربي الأردني نجد أن الالتزام بقضايا العروبة بقي الهدف الأسمى للأردن على الدوام على الرغم من شح موارده وضيق إمكانياته لكن نداء العروبة والواجب وشرعية الرسالة والتاريخ جعلت من الأردن بلداً عربي الهمة والموقف عصياً على الاختراق بإذن الله تعالى.
العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 م . (1) لقي إعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس في 26 تموز 1956 تأييداً كبير في الأردن وبالذات على الصعيد العسكري إذ وجه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه رسالة إلى الرئيس المصري في 28 تموز أكد فيها تضامن الأردن مع مصر ووقوفه حكومة وشعباً في مواجهة العدو المشترك.

وايضا لا ننسى دور الجيش في تدريب قوات الامن في السلطه الفلسطينيه و ايضا ليومنا هذا يوجد عناصر من جيش بدر الفلسطيني يتلقون تدريبات على يد مدربين من الجيش العربي المصطفوي ..

دور الجيش الاردني اتجاه العراق :

تمثل دور الجيش الاردني في مساعدت الجيش العراقي و امداده بالاسلحه و عناصر من الجيش في حربها مع ايران و ايضا ليومنا هذا و بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين تتلقى القوات العراقيه على اختلاف تشكيلاتها تدريبات عسكريه ذات مستوى عالي من الجيش الاردني بسبب تطوره و مواكبته العصر و درايته بالاساليب العسكريه الحديثه .

دور الجيش الاردني في لبنان :

كان للجيش الاردني دور مهم و بارز في تقديم يد العون للاشقاء اللبنانيين في محناتهم الصعبه وخير دليل على ذلك في صيف العام الماضي عندما ارسل جلاله الملك مستشفى ميداني و ساهم في بناء و ترميم بعض الجسور المدمره و لا ننسى فتح جسر جوي من عمان الى مطار رفيق الحريري في الضاحيه الجنوبيه .... و ايضا ايامنا هذه عندما ارسل الاردن 6 طائرات مليئه بالمساعدات للجيش اللبناني لتقويه شوكته ع الارهابيين في فتح الاسلام ...

وكان و ما زال الجيش العربي المصطفوي يمد يد العون لجميع الاشقاء العرب و الى الدول الصديقه ...

 



2500 جندي اردني استشهدوا دفاعا عن ارض فلسطين​


18_18_18__new5.jpg



15/5/2008
العرب اليوم- عبدالله اليماني
شكل ابطال الجيش العربي سياجا منيعا في الدفاع عن ارض فلسطين من خلال تأديتهم لادوار بطولية في الدفاع عنها وضربوا اروع الملاحم البطولية والفداء والتضحية, وشكلوا حالة حب لفلسطين وافتدائها بالمهج والارواح والدماء الطاهرة الزكية. وتلاحموا مع ابناء الامة العربية الواحدة في الوقوف صفا واحدا دفاعا عنها ضد العدو الصهيوني المدعوم من بريطانيا بالدرجة الاولى.
اكثر من 2500 شهيد و20 الف جريح من الجيش العربي اثبتوا حضورا لافتا على درب الشهادة والدفاع عن ارض فلسطين, انها صورة تدل على المشاركة الفاعلة من قبل هذا الجيش الفتي انذاك الذي كان قادته من الضباط الانجليز, ومع ذلك فهي صورة تبرهن على انها جلية ناصعة البياض, رفعوا فيها رايات النصر على ارض فلسطين وتدل على عظمة التضحيات التي قدمها الجيش العربي على ثرى فلسطين.
"العرب اليوم" وبتجرد وحيادية ومصداقية تعيد التذكير بالبطولات والتضحيات التي خاضها الجيش العربي لكي يقرؤها ابناء الجيل الحاضر والمستقبل وللوقوف على مدى تشابك الوحدة العربية والدفاع عنها ومشاعر الحب والمودة التي كانت تسود ابناء الوطن العربي والنضال الوطني ووحدة الهدف لابناء الامة العربية.
خاض الجيش العربي العديد من المعارك في فلسطين ضد العدو الصهيوني وحقق فيها الانتصارات وقدم التضحيات الجسام في سبيل الدفاع عن قدس الاقداس وسائر ارض فلسطين, وكان يقوده المغفور له الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الذي استشهد في القدس. وقدم الجيش العربي اكثر من 2500 شهيد واكثر من 20 الف جريح.
ومن المعارك التي خاضها الجيش العربي ضد المنظمات الصهيونية المدعومة من الانتداب البريطاني, ووقعت قبل انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين 15/5/1948 معارك بيت نبالا- اللد شهر كانون الثاني ,1948 وصرفند- الرملة شهر شباط ,1948 ومستعمرة نيفي يعقوب الواقعة على طريق القدس ورام الله 18/4/1948 واسر فيها 70 اسرائيليا عدا الجرحى, واستشهد في المعركة قائد سرية رام الله ملازم اول محمد عقلة الربابعة وثلاثة آخرون.
واهم المعارك التي خاضها الجيش العربي معركة القدس لانها اتت بنصر تاريخي كان السبب الرئيسي في بقاء القدس القديمة وما جاورها من الاحياء في يد الاردن حتى عام 1967 حيث قتل في المعركة ما يزيد على 300 اسرائيلي من المحاربين بينهم 136 من عصابة الارغون وجرح 80 من الجيش العربي كانت نصف جراحهم خطيرة.
اسر الجيش العربي 340 اسيرا ارسلوا الى معسكر الاسر في المفرق. من نتائج معركة القدس انها حافظت على القدس عربية وجعلت منها - من الوجهة الحربية - دعامة للجناحين الايمن نابلس والايسر الخليل.
ولولا هذا الانتصار في معركة القدس القديمة, لما بقيت الضفة الغربية بايدي العرب.
كانت خسائر الجيش العربي في معركة القدس 14 شهيدا و10 مناضلين والجرحى 25 جنديا.
معركة كفار عتصيون 13/5/1948 استشهد فيها 8 شهداء وجرح 23 جنديا وأسر 283 اسرائيليا بينهم ابنة شرتوك وهو من مؤسسي الكيان الصهيوني وهي برتبة ملازم اول وشارك فيها مجموعة من اهالي الخليل تحت قيادة محمد علي الجعبري.
"العرب اليوم" تبرز الانتصارات في المعارك التي خاضها الجيش العربي على ارض فلسطين والتضحيات الجسام التي قدمها دفاعا عن الحق العربي في فلسطين وتعيد الى الاذهان تلك البطولات التي حققها الجيش العربي لتبقى في الذاكرة والوجدان.
معركة القدس
في 29/11/1947م تم تقسيم فلسطين ووضع القدس ومنطقتها التي تمتد شمالا شعفاط والعيزرية شرقا, بيت لحم جنوبا وقالونية غربا, تحت اشراف دولي ووافق الاسرائيليون على المشروع كله مع الاعتراض على دولية القدس ورفض العرب المشروع كله بما في ذلك دولية القدس. الا انهم اظهروا رغبة في تجنيب القدس ويلات الحرب بموافقتهم على تعيين رئيس مشترك لبلدية القدس, كان يمثله في المدينة السنيور اسكراتي الذي كان سكرتيرا للجنة القنصلية للهدنة.
واتفق الفريقان مع لجنة الهدنة القنصلية على ان يحتل اليهود ما كان يعرف بمنطقة السلام س (C) حول العمارة الروسية (المسكوبية) على ان يحتل العرب منطقتي السلام (A وب) اي منطقة الكولونية الالمانية وما حولها ومنطقة جمعية الشبان المسيحيين, لكن الهدنة الجديدة لم تكن لتعقد ويغادر الجنود البريطانيون القدس في 14-5/1948م. حتى شرع اليهود خرقا للهدنة في احتلال ما بأيدي العرب وما خصص لهم من مناطق, وكان الدفاع عن القدس العربية موكولا لجيش الانقاذ والجهاد المقدس ولم يكن الفريقان على استعداد عسكري كاف, ولم يكن الناس يعرفون انه لم تكن خطة الجيش العربي او القيادة العربية العامة تجنب احتلال القدس. وهكذا احتل الاسرائيليون تحت ستار الهدنة وخرقا لها اهم المناطق خارج السور وهي معسكر اللنبي, العلمية, دير ابو طور, النبي داوود, المسكوبية, المستشفى الايطالي, نوتردام, المصرارة, باب العمود, سعد وسعيد والشيخ جراح. ولم يبق للعرب من الاحياء خارج السور الا باب الساهرة ووادي الجوز. وكان العرب كلما احتجوا للجنة الهدنة والصليب الاحمر على خرق اليهود الهدنة, ردوا بان الجماعات اليهودية المنشقة هي المسؤولة عن ذلك ولا حول لهم في منعها.
اليهود يحاولون اقتحام القدس القديمة
يقول القائد عبدالله التل في مذكراته عن معركة القدس: خلال ثلاثة ايام ,15 ,16 17 ايار 1948 ساءت الحالة لدرجة اصبح معها جميع سكان القدس العربية مهددين بالفناء لان اليهود لم يكتفوا بما احتلوه من مواقع استراتيجية, بل اخذوا يهاجمون الابواب الرئـيسية للقدس القديمة, وهي: باب العمود, باب الخليل, الباب الجديد, باب النبي داوود, محاولين اقتحام المدينة القديمة التي احتشد فيها اكثر من 60 الف عربي نزح اكثرهم من الاحياء العربية في القدس الجديدة. وفي كل ليلة من تلك الليالي الثلاث كان العرب في القدس يتوقعون دخول اليهود من احد الابواب للفتك بهم وتدمير المقدسات العالمية (المسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة). ولكن بطولة جنود الانقاذ والجهاد المقدس وشرطة القدس استطاعت بقيادة المجاهد الكبير احمد حلمي باشا والقائد خالد الحسيني والرئـيس فاضل عبدالله صد اليهود عن الاسوار في تلك الفترة الحرجة بالرغم من نقص الذخيرة وسوء التدريب والفوضى التي دبت في صفوف العرب نتيجة هجمات اليهود المتواصلة وتأخر الجيش العربي الاردني عن الوصول للقدس.
ولذلك لم يكن امام الهيئات العربية في القدس سوى التوجه الى عمان للاستنجاد بالملك عبدالله, فذهبت الوفود في كل يوم من الايام الثلاثة المذكورة الى عمان, وشرحت لجلالته خطورة الحالة وذكرته بقبر والده وبالصخرة والحرم الشريف وكنيسة القيامة, وفي كل مرة كان جلالته يظهر اهتمامه واضطرابه, ويعد بارسال النجدات, ولا شك في ان السبب الذي أخر جلالته عن ارسال النجدة ثلاثة ايام كان الفريق كلوب الذي كما ذكرنا سابقا قد اسقط القدس من حسابه, ووضع خطة توزيع الجيش العربي بفلسطين على اساس ان القدس ستصبح يهودية, وتعليماته للكتيبة السادسة اكبر دليل على ذلك.
الزحف على القدس وانقاذها 17/5/1948
ويضيف كان آخر الوفود التي وصلت الى عمان وفد برئاسة د. عزت طنوس. وقد مر بقيادتي في اريحا ومكث حتى الساعة الثانية من صباح 17/5/,1948 وكان الدكتور منفعلا اشد الانفعال ناقما على العرب والعروبة. ولكن الله سبحانه وتعالى اراد حماية القدس المقدسة فأمر جلالة الملك بارسال سرية واحدة للقدس. فارسلتها فورا ثم وافق جلالته على حركتي مع بقية سرايا الكتيبة الى القدس, خاصة بعد ان اقنعته بان سرية واحدة لا تكفي لحماية احد الابواب, واذكر انه كان يتصل دوما بعطوفة احمد حلمي باشا وبالرئـيس فاضل عبدالله, مستفسرا عن الحالة, مشجعا وواعد بارسال نجدة من الجيش العربي.
ولم تمض ليلة 17-18/5/1948 حتى كانت الكتيبة السادسة قد اخلت مراكزها في الخان الاحمر وجسر اللنبي واريحا وانتقلت الى القدس.
ويقول التل: لم يوافق كلوب على حركة الكتيبة السادسة لانقاذ القدس بدليل ان الامر جاءني من الملك مباشرة ولم يأتني اي أمر او تعليمات من كلوب باشا او ممن هم دونه. والذي اكد لي ذلك انه رفض ان يبحث معي امر سحب احدى سرايا الكتيبة من داميا الى القدس لتكون الكتيبة كاملة, ومما قاله في الحديث الهاتفي (يا حبيبي ما يخصني), فايقنت ان مشادة هامة وقعت بينه وبين الملك, وان جلالته وقف موقفا جريئا وهكذا وصلت الى القدس مع ثلاث سرايا مشاة وتركت الرابعة في داميا.
تقدير الموقف الحربي وتوزيع الكتيبة في القدس
بما ان امر الملك الهاتفي لي كان بأن احمي القدس القديمة وما بها من مقدسات وقبر والده الحسين, فقد قدرت الموقف الحربي بمجرد وصولي الى "رأس العمود" الذي يشرف على القدس القديمة واغلب احياء القدس الجديدة من الجناح الايسر. وحسبت لكل شيء حسابه آخذا بعين الاعتبار الحال التي صار اليها المناضلون من الجهاد المقدس ومن جيش الانقاذ, والخطورة التامة على الابواب الرئيسية, ووضع الحي اليهودي داخل القدس القديمة وكونه خنجرا في قلب المدينة, رغم انه كان محاصرا من قبل المجاهدين العرب. ثم وزعت السرايا الثلاث على المواقع الهامة التي يهددها اليهود.
اتصلت بعطوفة حلمي باشا وبالرئيس فاضل عبدالله قائد قوات الانقاذ في القدس وبالقائد خالد الحسيني قائد الجهاد المقدس, ثم اتفقنا على توحيد القيادة وتسليمي مسؤولية الدفاع عن القدس. فنقلت قيادتي الى الروضة داخل السور, ومعي الملازم عبدالكريم الدباس اركان حرب الكتيبة.
وحدت قيادة السريتين: الأمن الاولى والسادسة, وجعلت عليهما الرئيس محمود موسى ومعه الضباط: الرئيس ضرغام الفالح, الملازم الاول حسين مفلح, الملازم الاول فريد القطب, الملازم نواف الجبر, الملازم مصطفى ابراهيم, الملازم حسن محمد, الملازم رستم يحيى.
وارسلت فئتين بقيادة الملازم نواف الجبر الى باب النبي داوود الذي كان يعتبر اخطر الابواب فهو الطريق الرئيسي بين القدس الجديدة والحي اليهودي بالقدس القديمة, وابقيت بقية السريتين في الطور.
ارسلت السرية الثامنة بقيادة الرئيس عبدالرازق عبدالله ومعه الملازم هذلول ساير والملازم جدعان مجيد والملازم تركي عبدالله, لتكون مسؤولة عن الباب الجديد وباب الخليل.
وزعت السرية المساندة التي شكلناها بسرعة عجيبة من فئة الهاون ومدافع عيار 6 ارطال ومدفعي هاوزر عيار 7/3 بوصة وفئة مدرعات في مواقع هامة برأس العمود وجبل الطور, وعهدت بقيادتها للملازم الاول غالب رضيمان ومعه الملازم محمد العرموطي.
أما السرية الثانية بقيادة الرئيس فواز ماهر ومعه الملازم مشرف حسن والملازم علي فلاح فقد بقيت في الغور حسب اوامر كلوب.
محاصرة الحي اليهودي وصد اليهود عن الابواب
كان اليهود يقومون بمحاولات جنونية يائسة لاقتحام ابواب المدينة القديمة خاصة باب النبي داوود, وذلك من اجل انقاذ يهود القدس القديمة الذين كان يحاصرهم المجاهدون اولا ثم زاد الحصار عليهم والخوف على مصيرهم منذ دخول القوات الاردنية للقدس. ولقد شهدت ابواب المدينة معارك طاحنة. وكانت المسافة بين اليهود في النوتردام والجيش العربي في الباب الجديد لا تزيد على خمسين مترا مما ساعد اليهود على الاحتشاد في مراكزهم والقيام بالهجمات في الاوقات التي يريدونها. اما باب الخليل فقد كانت المناوشات تقع فيه على مسافات بعيدة نوعا ما لان المنطقة مكشوفة ويصعب على اليهود اقتحامها. أما باب النبي داوود فقد شهد اكثر الهجمات اليائسة لانه كما ذكرنا سابقا اقرب طريق الى الحي اليهودي المحاصر.
الخدعة الحربية
لقد وقعت في باب النبي داوود خدعة حربية لم يعلم بها احد حتى يومنا هذا, وهي ان القوة الصغيرة التي ارسلناها لحراسة الباب ليلة 17-18/5/1948 انبأتني بتجمع اليهود في النبي داوود بقصد اقتحام الباب وتعزيز يهود القدس القديمة او انقاذهم واخراجهم. فاخبرت قائد المفرزة ان لا يتشدد كثيرا حتى يمكن اليهود من ادخال اكبر عدد ممكن على ان لا يسمح لهم بالخروج تلك الليلة, لبينما ارسل الى الباب القوة الرئيسية بقيادة الرئيس محمود موسى. وبالفعل وقع الهجوم ليلة 18-19/5 ودخل 85 من جنود الهاجناه والارغون للحي اليهودي ولكنهم لم يخرجوا منه بالمرة, لانني ارسلت في الصباح القوة الرئيسية التي اعددتها لباب النبي داوود والمنطقة المحيطة به فجعلت قيادتها في دير الارمن, ومنذ ذلك اليوم اقفل باب القفص ولم يستطع احد من يهود الحي القديم ان ينجو ولم يستطع احد من يهود القدس الجديدة الدخول ثانية لتعزيز المحاصرين الى ان استسلموا في 28/5/.1948
وقد كانت اوامري للجنود على كافة الابواب تقضي بالدفاع عنها حتى آخر جندي.
انذار يهود القدس بواسطة لجنة الهدنة
لكي يتصور القارىء الروح العالية والثقة التامة بالنصر والنية الخالصة التي تحلينا بها في حرب فلسطين فليقرأ صيغة الانذار الذي وجهته الى يهود القدس الجديدة الذين كانوا يعدون مئة الف, وقد سلمته الى احد القناصل من لجنة الهدنة.
الانذار
(باسم جلالة الملك عبدالله ادعو يهود القدس للتسليم حقنا للدماء, والا فانني ساضطر الى قصف الاحياء اليهودية جميعها وتدميرها).
وقد جاءني الرد بنفس اليوم بالرفض.
ولقد ارسلت الانذار لاني كنت اتصور ان القدس واقعة بيدي لا محالة, وذلك لاني لم اكن اعلم بأني ساترك وحيدا في الميدان ومعي 600 جندي طوال ايام الحرب في القدس, ولم اكن اعلم بأن المدفعية ستعمل كما يأمرها لاش او اي ضابط انجليزي في معيته, ولو اتيح لي ما اردت لكان انذاري لليهود في محله ولكنت نفذته بالفعل.
قصف الحي اليهودي في القدس القديمة
لم يأت ظهر الثلاثاء في 18/5/1948 حتى كانت السرية المساندة قد استعدت للعمل من مواقعها في رأس العمود. وحينما اعطيتها الاوامر بدأت مدافع الهاون تلقي قنابلها على الحي اليهودي في فترات متقطعة للتخريب والازعاج. ثم بدأت المدرعات تطلق مدافعها من عيار رطلين فتصيب اهدافها المعينة اصابات مباشرة, أما مدافع الستة ارطال فقد عينت لها اهدافا اخرى خارج السور ومنها مراكز اليهود في النبي داوود والثوري.
وقد تغير موقف العرب تغيرا كليا, فاصبحوا بعد اليأس القاتل وكأنهم في احتفال, وصاروا يطربون لاصوات القنابل وازيز الرصاص الذي تنشره الرشاشات من رأس العمود على الحي اليهودي, ودبت فيهم الحياة من جديد, وارتفعت معنوياتهم الى السماء.
تعاون القوات العربية وتعييني قائدا لها
حينما اتصلت بعطوفة حلمي باشا وبالرئيس فاضل عبدالله والقائد خالد الحسيني اظهروا كل استعداد للتعاون والتضحية, فجعلت في كل مركز به جنود من الجيش العربي, مفرزة من جيش الانقاذ او الجهاد المقدس لتساعد الجنود في كل شيء, لا سيما ان المناضلين من جيش الانقاذ ومن الجهاد المقدس والشرطة قد سبقونا في التعرف الى المواقع ومقاصد اليهود ونواياهم, وكان لاولئك المجاهدين الفضل في صد اليهود عن اسوار المدينة حتى ساعة وصولنا; وقد اظهروا بطولة فائقة وقاوموا لاخر رصاصة, ولم يهربوا ويتركوا المدينة من اول هجوم يهودي كما جرى في غير القدس. ومنذ اليوم الاول لدخولنا المدينة انضوى تحت لواءي.
ومع انه كان بديهيا ان اصبح المسؤول الاول عن هذه القوات جميعها فقد جاء التأكيد على هذا من عمان عندما اتصل بي جلالة الملك هاتفيا وقال: (انت قائد القوات العربية في القدس ولا اعرف غير انت).
وبتاريخ 18/5/1948 حملت هذا اللقب الى ان ابعدني كلوب عن الجيش وعينت حاكما عسكريا للقدس في 1/10/.1948
احتلال مستعمرتي قلندية والنبي يعقوب
قلنا فيما مضى ان الكتيبة الخامسة استقرت في رام الله, وكان اول واجب لها طرد اليهود من مستعمرة عطروت (قلندية) ومن مستعمرة نيفي يعقوب (النبي يعقوب) وكلاهما في شمال القدس. ولم تكن مهمة الكتيبة صعبة لان اليهود في هاتين المستعمرتين كانوا محصورين من مدة طويلة وليس عندهم من الذخائر ما يكفي لاي معركة ذات شأن. وقد ابى لاش ان يؤخر الهجوم على هاتين المستعمرتين حتى صباح 17/5/1948 فاعطى بذلك الفرصة الكافية ليهود المستعمرتين لينسحبوا بامان الى القدس قبل ان تطلق عليهم رصاصة واحدة. وحينما وصلت طلائع الكتيبة الخامسة الى هاتين المستعمرتين يوم الاثنين 17/5/1948 وجدوا ان اليهود قد انسحبوا باسلحتهم وذخائرهم وكما حصل في مشروعي روتنبرغ والبوتاس فقد حصل في قلندية والنبي يعقوب.
احتلال الشيخ جراح
وبعد ان استقرت السريتان التاسعة والعاشرة من الكتيبة الخامسة في قلندية والنبي يعقوب عين لهما الهدف الثاني وهو الشيخ جراح الذي كان اليهود يحتلونه ويفصلون بذلك القدس عن الشمال. ولما كان الشيخ جراح حيا عربيا فقد وافق الانجليز هذه المرة على العمل بنية صادقة لانقاذ الحي, وسمحوا للضباط العرب ان يعملوا بحرية لطرد اليهود واحتلال الحي العربي. فطلب قائد السرية التاسعة الرئيس سليمان مسعود نصف سرية من المدرعات فوافق لاش على طلبه وارسل اليه الملازم حمدان صبيح مع ستة مدرعات.
وفي مساء 17/5/1948 وضع الضابطان خطة الهجوم على الشيخ جراح وتتلخص في قصف الحي في بادىء الامر بالمدفعية الثقيلة التي سمح الانجليز بها ثم تتقدم المدرعات فترمي بمدافعها جميع استحكامات اليهود, لم تتقدم المشاة تحت ستر كثيف من رشاشات المدرعات.
وفي فجر الثلاثاء 18/5/1948 نُفذت الخطة باحكام ولم ترتفع شمس ذلك اليوم حتى كان اليهود ينسحبون هاربين الى الاحياء اليهودية في القدس الجديدة. وتم للجيش العربي احتلال حي الشيخ جراح بأكمله, فتم بذلك اتصالنا بالقوات الزاحفة من الشمال لان وادي الجوز وباب الساهرة كانا بيد المناضلين العرب من الجهاد المقدس وجيش الانقاذ, وباحتلال الشيخ جراح تم فصل مستشفى هداسا والجامعة العبرية عن يهود القدس ثانية بعد ان نجح اليهود في الاتصال بهما بعد خروج الانكليز, ولا بد لي قبل ان اترك الحديث عن معركة الشيخ جراح من ذكر حادثة وقعت مع الضباط الانكليز واثبتت قيمة اخلاص الاجنبي لقضايا العرب..!
فقد حدث حينما تقررت ساعة الهجوم ان اصدر لاش امره الى احد الضابط الانكليز من رتبة (ميجر) بمرافقة السريتين في الهجوم لتقديم النصح والارشاد الى الضباط العرب الذين يجهلون فنون الحرب كما يزعم الانكليز. الا ان ذلك الضابط قد رفض الامر وقال بانه ليس على استعداد لتضحية نفسه في سبيل العرب, وتساءل بوقاحة عن مصير زوجته اذا خسر حياته في المعركة... وارجو ان لا يعجب القارئ حينما يعلم بان ذلك الضابط كان يتقاضى راتبا يزيد على راتب من يسمى نفسه بوزير الدفاع, ولاقارن بين هذا الضابط الانكليزي وسواه من الضباط العرب, اذكر ان الملازم علي ابو نوار من ضباط الفرقة قد دفعته الغيرة لان يشترك في هذه المعركة دون ان يكون مكلفا بذلك.
الهدنة الاولى
والحالة في القدس قبل اعلانها
بعدما كان من تأثر جلالة الملك حينما عرضت على مسامعه هاتفيا اسباب فشل هجوم الكتيبة الثالثة, صممت على ان احيطه علما بكل ما وقع بواسطة رسول امين. وكان ذلك الرسول هو المجاهد عمر بهاء الاميري من رجالات سورية. وقد كنت وجدته مع بعض اخوانه في القدس حينما دخلت اليها, وبعد سقوط الحي اليهودي رغب السيد عمر في السفر الى عمان ووجدت فيه ضالتي لما خبرته فيه من امانة واخلاص اكيد. وقبل سفره الى عمان اجتمعت به في خلوة سرية وكلفته ان ينقل ملاحظاتي العامة عن الحالة في القدس الى مسامع الملك, وقد عمدت الى ذلك لاني لم اكن في وضع يمكنني من مراسلة الملك خطيا وقد ظننت ان رسولا امينا يفي بالغرض ولم يدر في خلدي ان الملك سيتأثر من تكليفي لذاك الرسول نقل امور فيها مساس بالانكليز.
أما الرسالة الشفهية التي نقلها السيد عمر بهاء الاميري فتتلخص باسباب فشل هجوم الكتيبة الثالثة كما بينتها في غير هذا المكان, وقد كنت صريحا لاتمكن من جعل جلالته يدرك ان الانكليز قصدوا تلك النتيجة عن سابق تصور وتصميم.
معركة كفار عصيون كما يروها:
* الجنرال جون باجوت جلوب
ورد رأي الجنرال جلوب باشا قائد الجيش آنذاك عن معركة كفار عصيون على الصفحة 78 من كتابه "جندي مع العرب" حيث قال ما ترجمته:
"بموجب مشروع تقسيم فلسطين الصادر عن الامم المتحدة, تقع مستعمرات كفار عصيون في وسط منطقة عربية خالصة, وكانت هذه المستعمرات في وضع يمكنها من قطع الخليل عن القدس بعد انتهاء الانتداب. وكان من المقرر ان تعود قافلتنا القادمة من مصر قبل انتهاء الانتداب بيومين. كانت القوات اليهودية تعمل في مناطق عديدة داخل المنطقة المخصصة للعرب. ووفقا لذلك فقد قررنا ازالة مستعمرات كفار عصيون قبل ان تتمكن من تدمير قافلتنا وتقطعنا عن الخليل.
وقبل يومين من نهاية الانتداب, هاجم الجيش العربي كفار عصيون بسريتين ساندهما اربعة مدافع مورتر 3 انش. كانت المستعمرات محاطة بأحزمة من الاسلاك الشائكة وحقول الغام واسعة. واثناء العملية هبطت قوات يهودية بالبراشوت قادمة من السهل الساحلي لتعزيز المستعمرة. وفي آخر الامر تم احتلال المستعمرات الاربع ونقلت حامياتها الى شرق الاردن. عامل الجيش العربي جميع اليهود كأسرى حرب.
* وهكذا, فان مصير مستعمرات كفار عصيون لم يتقرر من السلطات العليا في الجيش العربي وانما بالآراء الوطنية لضابط عربي وطني شاب أعد للحرب هو عبدالله التل.
كانت سياسة الجنرال جلوب في فلسطين تجنب حدوث اشتباكات مباشرة مع القوات اليهودية الا في حالات الدفاع عن النفس.
كان لاحتلال مستعمرات كفار عصيون اهمية مزدوجة بالنسبة لليهود. فقد جعل اليهود يدركون ضعفهم امام قوة عربية نظامية مسلحة, مثل قوة الجيش العربي الاردني, هذا من جهة, ومن جهة اخرى, فقد سمحت للجيش العربي لدخول فلسطين بدون وجود جزر يهودية خلفه, وبهذا خلق استمرارية الاتصال العربي الحدودي والارضي في كافة مناطق الضفة الغربية. وقد بلغت خسائر اليهود في معركة الدفاع عن مستعمرات كفارعصيون 233 قتيلا منهم 45 قتلوا اثناء الدفاع الفعلي عن المستعمرة, و 61 قتلوا في القافلة التي ارسلت لمساعدة المستعمرات, و 127 قتلوا في المستعمرات بعد استسلامها من قبل المتطوعين العرب.
ان سقوط مستعمرات كفار عصيون ومذبحة السكان التي ترتبت على سقوطها قد ادى الى الاخلاء الفوري تقريبا لبقية المستعمرات اليهودية الواقعة داخل مناطق عربية. فقد تم اخلاء عطروط ونيفي يعقوب يوم 15 مايو ,1948 وتم اخلاء منطقة كالية بعد ذلك باربعة ايام. وباستثناء اعمال البوتاس في جنوب البحر الميت, والتي لم يكن لها اهمية عسكرية, لم تبق حصون يهودية في مؤخرة الجيش العربي بعد 15 مايو .1948 كان احتلال مستعمرات كفار عصيون قبل انتهاء الانتداب البريطاني للاسباب التالية:
- كانت مستعمرات كفار عصيون تقع في عمق منطقة عربية تم الاتفاق على تخصيصها لشرق الاردن.
- كان تمسك اليهود بمستعمرات كفار عصيون لاعتبارات تتعلق بالمعنويات اكثر مما هو لحسابات عسكرية, ولم يكن اليهود يهدفون من وراء التمسك بها ان تكون نقطة الانطلاق لاحتلال مناطق عربية حولها.
* يوري بارجوزيف الحاكم العسكري للضفة الغربية بعد احتلالها
ورد في كتاب "افضل الاعداء, اسرائيل وشرق الاردن في حرب عام 1948" لمؤلفه يوري بار جوزيف ان كفارعصيون اسم يطلق على مجموعة من اربع مستعمرات تقع على الطريق التي تربط القدس بالخليل. وقد زرعت في وسط المنطقة العربية التي تم تخصيصها بموجب قرار التقسيم للعرب الفلسطينيين ولتكون تابعة لسلطة شرق الاردن بموجب تفاهم نوفمبر 1947 الذي تم بين الحكومة البريطانية والحكومة الاردنية.
كما ذكر يوري بار جوزيف انه تم عزل مستعمرات كفار عصيون عن الجسم الرئيسي للشعب اليهودي بعد مذبحة Lamed - Heh وهي قافلة تتألف من 35 رجلا ارسلوا لاعادة تموين المستعمرة في 15 يناير 1948 بعد ان تعرضت المستعمرة لاول هجوم عربي. كما تم تأكيد عزل المستعمرة بسقوط "قافلة النبي دانييل" عند عودتها من مستعمرة عصيون في نهاية شهر مارس .1948 فمن الناحية العسكرية المجردة, كانت هاتان الهزيمتان دليلا كافيا على ان مصير مستعمرات كفار عصيون كان قد تقرر نهائيا.
حاييم هيرتزوغ
ولدى مطالعة ما ورد في مذكرات جنرالات اليهود عن هذه المعركة ومن ابرزها مذكرات موشي دايان وحاييم هيرتزوغ واسحق رابين ورفائيل ايتان وعيزر وايزمن, ومن السياسيين مذكرات ديفيد بن غوريون وجولدا مئير وناحوم غولدمان, نجد شرحا تفصيليا لاحداث معركة كفار عتسيون واعترافا واضحا بانتصار قوات الجيش العربي الاردني والمناضلين واستسلام اليهود الاحياء من حامية المستعمرات وارسالهم الى شرقي الاردن اسرى حرب. ويقول حاييم هيرتزوغ في مذكراته "الحروب العربية - الاسرائيلية" كما يلي:
"تقع مستعمرات كفار عصيون اليهودية الى جنوب مدينة القدس بين بيت لحم والخليل, وكانت محاصرة من قبل العرب لعدة اسابيع ولا تصلها الامدادات الا عن طريق المظلات من الجو بواسطة طائرات صغيرة وخفيفة... وكانت حامية هذه المستعمرات تتألف من 280 من الذكور والاناث من سكان المستعمرات تساندهم فئة من قوة البالماخ وسرية ميدان الهاجناة فيصبح المجموع حوالي (500) مقاتل. وفي يوم 4 مايو 1948 قامت سرية من الجيش العربي الاردني ملحقة بالجيش البريطاني في منطقة الخليل, تساندها قوة مشاة غير نظامية من سكان القرى العربية المجاروة بمهاجمة الموقع المجاور للدير الروسي ومواقع اخرى تحت سيطرة المستوطنين اليهود قرب طريق القدس - الخليل وقتلت 12 شخصا من قوة الهاجناة وجرحت اكثر من هذا العدد بكثير. وفي يوم 12 مايو ,1948 شنت قوات الجيش العربي هجومها النهائي ولم يبق من الجنود المدافعين عن الدير سوى ثمانية مقاتلين جميعهم جرحى تمكنوا من الانسحاب. وفي يوم 13 مايو 1948 سيطرت قوات الجيش العربي الاردني على تلال مرتفعة لفصل قوات الدفاع الاساسية اليهودية لمستعمرات "عصيون" واحدة عن الاخرى, بينما قامت قوة اخرى من قوات الجيش العربي باختراق المستعمرة الرئيسية كفار عصيون. وهجم سكان القرى العربية خلف قوات الجيش العربي وقتلوا الاسرى من الرجال والنساء, ولم ينج من الاسرى اليهود سوى ثلاثة رجال وفتاة تمكنوا من الهرب تحت جنح الظلام.
وعندما اصبح واضحا للمدافعين اليهود بان الحالة ميئوس منها, جرت مفاوضات في القدس باشراف هيئة الصليب الاحمر الدولية لاستسلام بقية مستعمرات كفار عصيون. وفي 14 مايو ,1948 اخذ الجيش العربي اليهود الاحياء كأسرى حرب بينما تم تسليم الجرحى الى الصليب الاحمر لارسالهم الى القدس, وتم نهب وتدمير المستعمرات اليهودية من قبل المتطوعين العرب ولم تعد المستعمرات للمستوطنين اليهود الا في شهر حزيران 1967".
بناء على التعليمات الواردة من السلطات اليهودية العليا قام الجنود والمستوطنون اليهود في كفار عصيون بنصب كمائن للسيارات العربية المارة في الطريق وقطعوا الطريق لمنع تعزيزات الجيش العربي من الوصول الى القدس خلال هجوم البالماخ العدواني على حي القطمون.
لقد وصلت انباء سقوط مجموعة مستعمرات كفار عصيون الى بن غوريون وهو في اجتماع حاسم وعصيب لمجلس الدولة الذي تم استدعاؤه ليقرر إما قبول اقتراح عقد هدنة وتأجيل اعلان الاستقلال او السير في تنفيذ الخطة الاصلية لاعلان تأسيس دولة يهودية مهما كانت الاخطار والشكوك والضغوط الدولية, وحول هذا الموضوع كتب بن غوريون في يومياته في 11/5/1948 مايلي:
"جلسة المركز (ماباي) عرضت وضع الامن (انجازات واخطار, في منتصف الجلسة حضرت غولدا مئير, وبعد المناقشة ذهبت الى (البيت الاحمر) فورا, واستدعيت على عجل يغئيل, ووارتز, ويسرائيل غاليلي. طلبت تحويل جميع قواتنا الى قوات متنقلة, واستعجال احتلال طريق القدس والجزر العربية داخل (بين) المستوطنات, والتخطيط لمعركة ضد غزو عربي شامل. يغئيل يثير التساؤلات التالية: هل سنحارب الملك عبد الله فورا عندما يجتاز حدود البلد الانتدابية, أم عندما يجتاز حدود الدولة اليهودية? اجبت بأن الـ 13 وحدها تستطيع ان تقرر في هذا الشأن".
 
arabarmy-refugee.jpg

[FONT=Times, Times New Roman]

[/FONT]
1948-2.jpg

refugeesonthemove-10-30-1948-jalil-215x140.jpg

refugeesonthemove-10-30-1948-jalil_3.jpg

rations.jpg.w300h218.jpg

11-03-refugees1948-sm.jpg

7.jpg

15.jpg

armylorries-ref.jpg

[FONT=Times, Times New Roman]
اخرجوهم مشيا على اقدامهم الى حيث لا يدرون حتى ان بعض ضباط مصر استكثروا عليهم السير على الطرقات وبعضهم نقلتهم عربات جند العرب وقذفت بهم خارج حدود الوطن الذي بيع بثمن بخس بمقدساته وترابه المجبول بدماء الشهداء..

..ماذا اخذتم معكم..وماذا ستأخذون ايها الأحياء الذين لا زالوا على طريق التآمر والخيانة​
[/FONT]
palestin48.jpg

29.jpg.w300h486.jpg

palestin1.jpg

[FONT=Times, Times New Roman]
لكم دينكم ولي دين .صدق الله العظيم​
[/FONT]


[FONT=Times, Times New Roman]
[/FONT]
naqba_tentschool1948.jpg

2a918e71b38a9203c76a.jpg

[FONT=Times, Times New Roman]
أخرجوا من ديارهم صغارا ليذلوهم ويذبحوهم كبارا​
[/FONT]
 
شخصيا انا جد معجب بأدااء الجيش الاردني الشقيق في حروبه مع اسرائيل وخصوصا على المستويات الصغرى وعلى مستوى الجنود أداء يشرف ويرفع رأس العسكرية العربية عاليا
 
رحمهم الله رحمة واسعة رفعو روسنا جعلهم الله في جنات الخلد مع النبيين والمقربين والصالحين
 
رحم الله شهداء الاردن الشقيق بوااسع رحمتة


الصرااحة انت مبدع جد بختيااار مواضيعك دكتور يحى والله يبارك فيك وفى جهودك​
 
رائع دكتور يحيي ، موضوع جميل للغايه
ولو تسمح ساضيف فقره اخرى ، تتحدث بالتفصيل عن يوم 5 حزيران 1967

في اوائل سنة 1964 .. دعا الرئيس عبد الناصر الملوك والرؤساء العرب الى اول مؤتمر للقمة ، وكان من أهم قراراته أنشاء قيادة عسكرية عربية موحدة ، و أختير الفريق علي علي عامر قائدا ، والفريق عبد المنعم رياض رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة . وهنا اريد الاشارة الى معلومات عسكرية حدثني عنها الفريق محمد امين الحافظ الذي كان رئيسا للجمهورية العربية السورية حتى 23 شباط 1966 : ( الفريق عبد المنعم رياض بفكريته العسكرية ووطنيته وقوميته وحماسته وأتساع معارفه في العلوم العسكرية كلف بوضع استراتيجية واسعة تغطي كافة مسارح العمليات في دول المواجهة ( مصر ، سوريا ، الاردن ، لبنان ) بالأضافة لطرق الأقتراب التي تربط بين دول المواجهة ، وبين بقية الدول العربية خلفها في العمق المحيط . ويقول الفريق امين الحافظ : في مؤتمر القمة الثالث في الدار البيضاء سنة 1965 ، قدم الفريق عبد المنعم رياض دراسته العسكرية . واتخذ قرار من القمة والفريق الحافظ كان عضوا فيها ، بدعم القيادة العربية الموحدة . لكن حدث بعد هذا المؤتمر ان خلافات نشبت بين الدول العربية وصلت لدرجة الشتائم . وبدأت محاولات أضعاف القيادة العربية الموحدة خلافا لمقررات الملوك والرؤساء الصريحة ، وبدأت حالة انهيار في القيادة العربية الموحدة حتى أصبحت مجمدة قبيل حزيران 1967 !!

تسارعت الاحداث في الوطن العربي وصار واضحا أن العدوان الاسرائيلي قادم لا محال ، فطار الملك حسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية يوم 30 ايار / مايو 1967 الى القاهرة ، ووقع اتفاقا عسكريا ثنائيا مع الرئيس جمال عبد الناصر ، وطلب الملك الحسين من الرئيس عبد الناصر أن يكون الفريق عبد المنعم رياض قائدا لجبهة الاردن . وافق عبد الناصر ، وطار الفريق رياض من سيناء الى القاهرة ومنها الى عمان يوم 2 حزيران 1967 .. ويوم الاثنين 5 حزيران ، تندلع الحرب !

العمليات الحربية على جبهة الاردن من خلال الوثائق السرية والتقارير العسكرية :
عقد الفريق عبد المنعم رياض ومعاونوه من كبار الضباط المصريين من الاسلحة المختلفة مؤتمرا عسكريا يوم الجمعة 2 حزيران في مقر قيادته باحدى ضواحي عمان كما يقول التعبير العسكري الوارد في الوثائق السرية .
وقد شهد المؤتمر الملك حسين نفسه ، ومعه رؤساء الاركان في القوات الاردنية .. في البداية ، ظل الفريق رياض يستمع طويلا لشروح رؤساء الاركان الاردنيين ، وتقديرهم للموقف .. ثم تكلم الفريق رياض ، بعد ان استنار عقله بكل جوانب الصورة .. راح على الخريطة يعطي تصورا مبدئيا لشكل المعركة المقبلة مع العدو . وطلب ان يزور في اليوم التالي كافة المواقع الاردنية على المحورين الرئيسيين للمواجهة مع العدو : محور ( القدس – النبي موسى ) في الشمال . ومحور( الخليل ) شمال البحر الميت ، في الجنوب من وادي الاردن .

اكتشف الفريق رياض ان مواقع مدفعية الميدان الاردنية في منطقة القدس ليست منتخبة انتخابا جيدا . مواقعها مزدحمة ومتقاربة ، لا تعطيها حرية المناورة . ولا تطول من القدس الجديدة الا اهدافا غير حيوية . قام الفريق رياض بتحديد مواقع جديدة للمدفعية . وانتقلت المدافع الى مواقعها الجديدة فعلا في يوم الاحد 4 حزيران ، بعد ان كان العدو قد رصدها بطائراته وهي في مواقعها القديمة ، باعتبار انها المواقع النهائية التي سيتعامل معها . ولهذا كانت مفاجأة العدو كاملة عندما بدأ عدوانه على القدس العربية في التاسعة من صباح الاثنين 5 حزيران .. كانت المدفعية الاردنية تأتيه من حيث لا يتوقع .. اصابت مبنى الكنيسيت ومبنى الهستدروت ( اتحاد العمال ) والجامعة العبرية . ومحطة الكهرباء . والسوق التجاري وموقف السيارات العامة حتى مسكن رئيس الدولة الصهيونية لم يسلم من الدمار ، وساد الاضطراب شوارع القدس الجديدة ، بفعل القذائف الاردنية المنهمرة .. لدرجة ان بعض شرفات المنازل رصدت في الساعات الاولى من المعركة ، والاسرائليون من سكانها يطلون منها ملوحين بالملايات البيضاء طلبا للتسليم . ويسجل موشى دايان – فيما بعد – اعترافه بكلماته : ( ان انتخاب مواقع المدفعية الاردنية في منطقة القدس كان طبقا لخطة حكيمة جدا ، ومخادعة جدا .. فقد كانت تطول كل شبر في القدس الجديدة ، وهي مستورة كل الوقت في مواقع ذكية يصعب تدميرها ) .

عقد الفريق رياض مؤتمر شهده الفريق عامر خماش رئيس الاركان الاردني وجميع الضباط المعاونين ، وانضم اليهم خلال دقائق جلالة الملك الحسين ، وبحثوا اعداد خطة استراتيجية تحكم التحركات التعبوية لقوات الجبهة .
كان الملك الحسين موعودا ان تشارك القوات العراقية والسعودية والسورية لدعم الجبهة الاردنية . وفي كتابه ( حربنا مع اسرائيل ) ،يلخص جلالة الملك حسين ما جرى في هذا المؤتمر : ( بعد أخذ ورد ، أخترنا الاستمرار في موقف الدفاع عن الجبهة بأنتظار وصول القوات العراقية والسعودية .. وبعد وصولها ، تأخذ الجبهة الاردنية في الامتداد تدريجيا ، ويصبح بأمكاننا اعداد المرحلة الهجومية من العمليات . بواسطة المدفعية والطيران لتعطيل المطارات الاسرائيلية ) . الا ان العدوان بدأ واندلع على الجبهة الاردنية ولم تصل أي من القوات العربية – عراقية . سعودية – لم تصل لتاخذ مواقعها التي وزع عليها في هذا المؤتمر .. على الخريطة ! وهنا اود الاشارة الى حديث العقيد العراقي مسؤول الامداد والتموين ( يوسف بيثون النقاش ) الذي اعلمني أن القوات العراقية تعرضت لقصف جوي اسرائيلي داخل الاراضي الاردنية وهي في طريقها لمواقعها على الجبهة .

م 5 حزيران وقبل التاسعة صباحا ، وصلت من القاهرة تعليمات الى مركز القيادة المتقدم بعمان ، مفادها : الطائرات الاسرائيلية تقصف القواعد الجوية المصرية . القوات المصرية اشتبكت مع العدو في سيناء . امر بفتح جبهة جديدة ، وان تبدا العمليات الهجومية وفقا للخطة التي رسمت في مؤتمر الامس . ومن فوره ، انطلق الفريق رياض ومعه نشامى الجيش الاردني باصدار سلسلة اوامر عمليات للمدفعية الاردنية وفي كل مواقعها

على محاور المواجهة ، بالتعامل مع العدو ، والتركيز على مطاراته . وامر الى الطيران الاردني ، متعاونا مع باقي القوات الجوية الموجودة ، بان يقصف القواعد الجوية داخل اسرائيل ، ليحد من نشاط سلاح الجو الاسرائيلي . وامر الى كتيبة مشاة تابعة للواء الاردني الذي يحمل اسم ( الامام علي ) ، ويحتل مواقع دفاعية في منطقة القدس العربية ، ويحتل ( جبل المكبر ) ، وهذه الكتيبة من المشاة الاردنيين المغاوير ، صنعت – وحدها – معجزة كاملة . والوثائق السرية تشير الى معجزة الكتيبة الاردنية بقليل من التفصيل :

القدس العربية في الشرق . وغربها ، وخارج اسوارها ، تمتد القدس الجديدة . وجبل المكبر يحتضن المدينتين في الجنوب ، ممتدا من أقصى الشرق الى أقصى الغرب . والذي يسيطر على المكبر ، يقبض بيد صخرية واحدة على المدينتين . ويقطع كل المواصلات الأرضية – سكة حديد . طرق برية – بين القدس الجديدة وتل ابيب ، وكل تفرعاتها الموصلة بالمدن الاسرائيلية في الشمال والجنوب . لهذا كان جبل المكبر ضمن المنطقة المنزوعة السلاح ، حول مدينة القدس بشقيها . وفي زمن قياسي في العلم العسكري ، تمكنت كتيبة المشاة الاردنية من احتلال جبل المكبر ، وانتشرت في مواقعها . هذه البطولة والشجاعة من نشامى الاردن أفقدت الكيان الصهيوني صوابه . ففي السا عة الواحدة والنصف بعد الظهر ، شن العدو أول هجوم مضاد لأسترداد الجبل ، بعدد من الكتائب المدفعية والمشاة والمدرعات ، لكنه أنكسر وفشل امام صمود وقتال الاردنيين ، ومع اول ضياء صباح الثلاثاء 6 حزيران ، كثف العدو طيرانه في موجات متتالية ، راحت بصواريخها وقنابل النابالم تحرث الجبل حرثا .. ثم بدأ الهجوم الاسرائيلي الثاني يزحف على المكبر .. لكن الكتيبة الاردنية صمدت ، وردت الهجوم الاسرائيلي على اعقابه يتدحرج على سفح الجبل .. الى شوارع القدس الجديدة .. وهجوم ثالث في نفس اليوم ، ولكنه كسابقه ارتد وانكسر .. ولم تنجح القوات الاسرائيلية في استرداد الجبل ، الا بعد الهجوم الرابع شنته ضحى الاربعاء 7 حزيران من كل الجهات . وبكل الاسلحة . وبقوة تفوق في عددها القوة الاردنية عشرة مرات . ومع ذلك فقد فوجيء كل 10 من القوات الاسرائيلية المهاجمة ، بسونكي اردني في انتظارهم ، يحمي موقعه ويخوض معهم معركة قاسية با لسلاح الابيض . ثم غلبت الكثرة شجاعة رجال الاردن . )

صباح 5 حزيران ، وفي ثلاث طلعات متتالية ، هاجمت الطائرات الاردنية من طراز ( هوكر هنتر ) مطار ( ناتانيا ) الاسرائيلي ، وعادت الى قاعدتها سالمة ، بعد ان دمرت 4 طائرات اسرائيلية كانت جاثمة على ارض المطار ، ولم يكن هناك غيرها ، وقام الطيران العراقي بقصف مطار اللد . اما الطيران السوري فقد اغار على مطار ( رامات دافيد ) ، وعلى مصفاة البترول في حيفا .

الوثائق السرية تبين ان الفريق رياض لم يفقد اصراره على هدفه : تحطيم مطارات العدو ، بأية وسيلة . ففي الخامسة بعد الظهر ، اصدر اوامره الى قائد القطاع الغربي من الجبهة الاردنية بأن يقصف بمدفعيته الثقيلة البعيدة المدى ، قواعد اسرائيل الجوية في ( كفر سركين ، العين ، شامر ، ماجيد ، وكبول ) .. بالاضافة الى محطة الرادار الاسرائيلية في القسطل .

تحطم معظم الطيران الاردني . لكن الطيارين الاردنيين كتبت لهم السلامة .. باستثناء قائد السرب ( فراس العجلوني ) الذي استشهد في مطار المفرق ، وهو يقلع بطائرته ليواجه وحدة موجات الميراج الاسرائيلي التي تهاجم المطار . وانتقل الطيارون في سيارة عسكرية سريعة الى القاعدة الجوية العراقية ( هاء 3 ) على الحدود الاردنية العراقية . وفور وصولهم ، وضعت القوات الجوية العراقية تحت تصرفهم عددا كافيا من طائرات ( هوكر هنتر ) ، نفس طراز طائراتهم التي تمرسوا على العمل بها . وفي هجوم جوي واحد لطائرات العدو على القاعدة العراقية هاء 3 ) تمكن الطيارون الاردنيون من اسقاط 9 طائرات من طرازات مختلفة : ميراج ز ميستر . فوتور .

كان الملك حسين والفريق عبد المنعم رياض على الحافات الامامية للجبهة لم يذوقوا طعم النوم منذ 72 ساعة . والملك حسين يناشد نشامى الاردن ( قاتلوا في اسنانكم .. قاتلوا في أظافركم ) . والمجال لا يتسع لتفاصيل أكثر. والقدس سقطت يوم الاربعاء 7 حزيران وسط مقاومة باسلة في ظروف قاسية . الطائرات الاسرائيلية فوق المدينة المقدسة ، كالغربان تحلق في موجات لا تنقطع ، وتركز قنابلها وصواريخها على المواقع الاردنية
المتشبثة بالمدينة . القتال يدور من شارع لشارع في قلب المدينة ، ومن بيت لبيت . واندفعت تشكيلات العدو الى قلب المدينة ، فغلبت بكثرتها بسالة فرسان الاردن . وبسقوط القدس ، اندفع العدو يخترق القوات الاردنية على محور ( القدس – البحر الميت ) . لكنه لم يكن اختراق السكين في الزبد .. فقد كانت المدفعية الاردنية تنهش الطوابير الاسرائيلية المندفعة نهشا ، وتكبدها أكبر خسائر ممكنة . ثم سقطت نابلس بعد 18 ساعة من القصف الجوي والمدفعي المتواصل . وبعدها جاء دور أريحا و الخليل . وأعطى الفريق عبد المنعم رياض أخر أمر للقوات الاردنية الباقية ، بالانسحاب الى الضفة الشرقية لنهر الاردن ، واتخاذ مواقع دفاعية جديدة . وسقطت الضفة الغربية ، الى حين .

في تقرير كان سري أنذاك للفريق عبد المنعم رياض كتبه الى القيادة المشتركة في القاهرة يقول فيه :
( اولا لم تكن هذه المعركة ، من وجهة نظر مسرح عمليات الجبهة الاردنية ، معركة متكافئة بأي حال من الاحوال . ولم يكن في الامكان ان تنتهي الا الى النتيجة التي انتهينا اليها فعلا . فمن ناحية ، قد ادت المفاجأة التي منيت بها القوات الجوية المصرية ، الى حصول العدو على السيطرة الجوية عموما منذ اولى ساعات العمليات . وبالتالي تكبدت القوات الجوية السورية خسائر كبيرة استبعدتها عمليا من جو المعركة ، مما ادى الى خوض المعركة في الجبهة الاردنية بلا معاونة او غطاء جوي يذكر . واصبح العدو في موقف متميز الى حد كبير ، اذ كان يقوم بتدمير قواتنا جوا ، ثم يتقدم بقواته البرية عندئذ بلا عناء . ) واضاف : ( ومع ان القوات الجوية العراقية والاردنية قدمت كل مافي طاقاتها المحدودة عددا ، الا ان ذلك لم يكن كافيا بأي حال لمعاونة القوات البرية الاردنية ، او لتغطية عملياتها جوا .. وذلك يرجع اساسا الى قلة عدد الطائرات ، وعدم وجود مطارات في الجبهة الاردنية تسمح للمقاتلات العراقية المحدودة المدى بالعمل منها لتغطية عمليات القوات البرية الاردنية . ) ولخص الفريق رياض النتيجة بقوله :
( وعليه كاستنتاج عام ، فان المعركة كانت معركة جوية اولا واخيرا .. حصل فيها العدو على السيطرة الجوية منذ الساعات الأولى ، وسهل ذلك لقواته البرية النجاح بلا عناء كبير .) وقال : ( وقد قاتلت القوات الاردنية قتالا مريرا في ظروف غير مقبولة ، وأدت واجبها بكل أمانة وشرف ولكن الموقف الجوي المطلق لصالح العدو لم يمكنها من اداء مهمتها . )
 
مشكور اخوي على جهدك المتعوب عليه ومعلوماتك المميزه .
والجيش الاردني يعد احد افضل الجيوش العربيه تدريبا وتسلحا وانضباطا
ومهاره قتاليه وخير دليل مشاركته في قوات حفظ السلام الدوليه في عدة دول .
 
الله يحفظ الجيوش العربيه والاسلاميه ولكن ليه سؤال ياريت حد يجاوبنى عليه :

هل نجحت الجيوش العربيه فى تحرير فلسطين وتدمير اسرائيل ( السرطان ) ؟ ولماذا ؟
 
عودة
أعلى