كشف جلالة الملك عبد الله قصة هامة في الفصل السادس لكتابه الذي حمل عنوان "فرصتنا الاخيرة" التي روى فيها قصة حياته، حيث روى جلالته انه واثناء خدمته في اللواء المدرع الاربعين في القطرانة طلب منه والده جلالة المغفور له الحسين بن طلال ان يكون مرافقا عسكريا للملكة اليزابيث الثانية اثناء زيارتها الى الاردن عام 1984.
سرايا تنشر نص ما جاء في هذه الرواية حيث يقول جلالته في كتابه: في اذار/ مارس من العام 1984 جاءت الملكة اليزابيث الثانية الى الاردن في زيارة دولية وكانت الاجراءات الامنية مشددة لان الارهابيين كانوا قد فجروا قنبلة في احد فنادق عمان قبل مجيئ الملكة بيومين.
طلب الي والدي ان اعمل مرافقا عسكريا للملكة وزوجها الامير فيليب. شعرت بالحماسة لاداء هذه المهمة خصوصا انني كنت قد تخرجت حديثا من ساندهرست وتدربت في الجيش البريطاني . ونظرا للهاجس الامني طلب والدي ان اكون الحارس الشخصي للملكة ولهذا الغرض ذهبت الى القوات الخاصة للخضوع لمزيد من التدريب .مع اقتراب يوم الزيارة سألت والدي: اذا اطلق احد علي النار فسأرد باطلاق النار لكن الى اي مدى تريدني ان اذهب اذا اطلق احد النار على الملكة.
اجاب والدي: ترمي نفسك بينها وبين النار، واذا كانت حياتك ثمنا لحماية ضيفنا فالافضل لك الا تتردد لحظة واحدة لأنك اذا ترددت فساطلق عليك النار بنفسي.
كنت مدركا تماما انه اختار تعابيره بدقة ليكون لها الوقع المطلوب لكن بالنسبة الى والدي كان الواجب والشرف على راس الاولويات وفي مرتبة تفوق بالاهمية حتى عائلته.
بقيت الى جانب الملكة طوال فترة زيارتها التي امتدت خمسة ايام والحمد لله انني لم اضطر لتلقي رصاصة من اجلها. لا شك ان والدي كان يلجأ الى نبرة قاسية احيانا لكن نحن الاثنين كنا نلتقي في حبنا للجيش وطالما جمعنا الحديث عن ذلك.
ويبدو لي ان امتهاني العمل العسكري اكسبني بعدا جديدا من الاحترام عند والدي. وهكذا، ومع مرور الوقت، بدأ يطلب مني تولي واجبات ومسؤوليات اضافية.