ردة الفرسان' دراسة عن وقائع الغزو والتحرير ودروسهما

IF-15C

عضو مميز
إنضم
3 سبتمبر 2007
المشاركات
2,746
التفاعل
81 0 0
دراسة الفرسان من المواضيع العسكرية والتحليلات الجميلة المفيدة

تطرق اليها واحد من كبار ضباط الجيش الكويتي الا وهو المقدم المتقاعد المحامي ناصر الدويلة

319705_400002.jpg


والأن إلى :

'ردة الفرسان' (1)
دراسة عن وقائع الغزو والتحرير ودروسهما


 
'ردة الفرسان' (1)
دراسة عن وقائع الغزو والتحرير ودروسهما


04/10/2007 بقلم: المقدم المتقاعد المحامي ناصر الدويلة

'ردة الفرسان' دراسة للمقدم المتقاعد ناصر الدويلة حول دروس تجربة الغزو العراقي لدولة الكويت في ،1990/8/2 ثم التحرير في يناير 1991 من الغزو الصدامي . ويؤكد الدويلة في دراسته، التي تصدر في كتاب بعد فترة، ان الجيش الكويتي كان قادرا على صد الغزو لفترة طويلة لو توافر له القرار السياسي والتخطيط الجيد. لأنه كان متفوقا على الغازي في جملة عوامل، اولها انه يقاتل على ارضه، وثانيها انه يمتلك تفوقا في نوعية الاسلحة المستخدمة، والاهم من هذا وذاك ان المعارك المتفرقة والمحدودة اثبتت وجود رغبة في التضحية لدى الجندي الكويتي للدفاع عن ارضه.

ما اراده المقدم ناصر الدويلة من دراسته هو استخلاص الدروس لمنع تكرار الاخطاء، لأن لديه قناعة راسخة بأن الخطر لا يزال ماثلا على الكويت ويجب ان تستعد له بكل ما اوتيت من امكانات.
وننشر في 'القبس' القسم الاخير من الدراسة المتعلقة بمرحلة التحرير:


[/URL]


بداية المعركة

اشتعلت مواجهة القوات الساترة التي تمثلها كتيبة الدبابات 7 باطلاق النار وتم ابلاغ العمليات المشتركة المتقدمة جنوب القيصومة ببدء المعركة مع القوات الساترة وتحركت آلة الحرب الرهيبة في كل الجبهة وتوجهت طائرات الاستطلاع وبدأت التقارير تباعا عن سماع اصوات جنازير دبابات العدوالمتقدمة ليلا وابلغت بعض القوات في المنطقة الخلفية عن وصول مدرعات العدوبالقرب منها واطلاق النار عليها وابلغت القيادة في الرياض بالاشتباك واظنهم ابلغوا الملك فهد، رحمة الله، وجورج بوش وكل القيادات فماذا حدث في تلك الليلة وعلى من اطلقت النيران؟ وكيف تطور الموقف؟

تحرك عراقي

بدأت القصة عندما ورد التقرير الاستخباري اليومي بان فرقة توكلنا على الله من الحرس الجمهوري العراقي والتي تعرضت لقصف مركز من الطيران الحلفاء في الايام الماضية قد بدأت تحركها مرة آخرى نحوالحدود باتجاه 'الرقعي' وكانت الفرقة العراقية قد تعرضت للقصف الشديد طوال الايام الماضية وخسرت اكثر 40% من قواتها اثناء محاولة تقدمها نحوالحدود مستخدمة 'وادي الباطن' كمحور تقرب باتجاه الرقعي، ولكن المفاجأة ان قيادة الحرس الجمهوري العراقي قد اعادت تنظيم الفرقة بأن ألحقت بها لواء مدرع كاملا من فرقة الدبابات 10 المتمركزة في منطقة 'حومة' وهى منطقة تقع الى الشرق من منطقة الابرق بمسافة 20 كم تقريبا فتم تحريك اللواء 70 المدرع من الفرقة10 نحو فرقة توكلنا حرس جمهوري بعد ان قام قائد الفرقة بدمج الباقي من وحدات فرقتة بتشكيل قتالي كل تشكيل بحجم لواء وبذلك استعادت الفرقة تشكيلها الثلاثي واصبح غطاء قواتها يقارب 90% واخذت تشكيلة التقدم قبل مغيب شمس يوم 7 فبراير 1991، حسب ما تسعفني الذاكرة اوتاريخ قريب منه وكانت تتقدم بسرعة 30 كم في الساعة وبسبب استمرار القصف الجوي عليها يتأخر معدل التقدم بعض الشيء، مما يعني انها قد تصل في الساعة 8 مساء الى الحدود التي لاتبعد عنا سوى مسيرة ساعة وكانت قوات التحالف تراقب اعمال العدو وتتدخل فيها، لكن اصرار فرقة توكلنا على اعادة التنظيم والتحرك نحوالجنوب افزع كل الجبهة من تكرار عملية احتلال الخفجي التي تمت يوم الثلاثاء 29 يناير 1991 واستطاعت القوات السعودية ومعها كتيبة دبابات قطرية وكتيبة من وحدات درع الجزيرة من ضمنها سرية مدرعات بي ام بي 2 كويتية تطهير الخفجي بعد 3 ايام من هجوم الفرقة الخامسة الآلية العراقية.

وخلال هذه العملية حاول طابور من الدبابات العراقية دعم هجوم الفرقة الخامسة يوم 30 يناير لكن هجوم الطيران المكثف احبط التقدم شمال منطقة الوفرة الكويتية وانقضى شهر يناير بنصر مؤزر للجيش السعودي والقطري وقوات درع الجزيرة، ولكن هذه المحاولة اليائسة من صدام جعلتنا نخشى ان يكررها في جبهة الرقعي لذلك تم التعامل مع الموقف بجدية بالغة واستمرت التقارير تصل كل ساعة عند تطور تحرك العدو ونتائج القصف المستمر عليه ولم اكن اعلم اي شيء عن هذا الامر، فقد كنت اشرف على عملية التكديس الامامية ومعي مايقارب 35 -40 عسكريا نقوم بنقل الذخائرمن قاعدة الملك خالد العسكرية الى نقاط التكديس الامامية استعدادا للمعركة.

وكنت استخدم لنقل الجنود سيارات وانيت حمولة واحد ونصف طن أكل عليها الدهر وشرب بسبب قلة الصيانة وصعوبة العمل في الصحراء وكنا نستخدمها في كل شيء فتعرضت الآليات الى استهلاك كبير اصبحت معه لا تصلح لخوض العمليات ومع ذلك لا خيار لدينا غير هذا.

وبعد يوم طويل عمل فيه الجنود لمدة 18 ساعة في تنزيل الذخائر وتمويه حفر التكديس قررت ان اعود للموقع وكانت الساعة تشير الى 8 مساء وهو الموعد نفسه الذي كانت تتوقعه التقارير الاستخبارية لوصول طليعة العدوللحدود وكانت التقارير تصل تباعا لدرجة ان حالة الاستنفار قد اعلنت في الجبهة وكان الجميع على آلياتهم وينتظرون بدء الاشتباك ولم نكن نعلم انا والجنود الذين معى عن هذا الموقف اي شيء وقد رجعنا باتجاه موقعنا ونحن مطفئو الانوار حسب التعليمات السابقة وقبل الوصول الى موقع الكتيبة تعطلت احدى السيارات التي معي فركب الافراد جميعهم في السيارة الاخرى وكان عدد الجميع مايقارب 28 جنديا بعد ان رجع بعض الجنود مع سيارة الاعاشة التي نقلت لنا وجبة الغداء في موقع التكديس وكان العدد كبيرا جدا على سيارة وانيت 'برازيلي' ولكن لا خيار امامنا فلا نستطيع ترك الجنود في الصحراء ليلا والعودة لهم لاحتمال تعرضهم لنيران قوات الاستطلاع اوالطيران اولأي خطر آخر فاضطررت لنقلهم فوق طاقة الآلية وبعد ان اقتربت السيارة بنا من الموقع الدفاعي للكتيبة 7 وهوموقع متقدم على جميع القوات في الجبهة باعتبارها القوة الساترة لقطاع الجيش الكويتي والسعودي والفرقة السورية 9 المتمركزة في الخلف كاحتياط.

نقل سرية كاملة

لم اشأ ان ادخل الموقع من جهة العدوبل تعمدت ان التف بعيدا عن مواجهة السرايا الامامية ودخلت الموقع من خلف الجناح الايسر للكتيبة للوصول الى المنطقة الادارية للسرية 2 ومن هناك كنت سأترك عددا من جنود السرية2 في وحدتهم وسينتقل الباقون الى وحداتهم مستخدمين آليات من السرية 2 وعندما وصلت الى مسافة 300 متر من فصيل الادارة في السرية 2 تعطلت السيارة الثانية فاضطررنا للنزول والسير على الاقدام نحو موقع فصيل الادارة وبقيت انا والملازم والمجند على غزاي العتيبي لنقل الوثائق والمعدات التي في السيارة ولم يكن في الامر ما يريب، فالجميع يعرفون كلمة السر والافراد يعرف بعضهم بعضا ونحن قد جئنا من الخلف وليس من جهة العدو وكان شكل الجنود وهم يسيرون ويتمازحون بصوت عال فرحين بعودتهم لموقعهم بعد يوم عمل شاق لايثير الريبة، ولكن في هذه اللحظة كان آمر فصيل الادارة الوكيل خلف دويل الشمري مناوبا على جهاز اللاسلكي وكنت قد ركبت اجهزت لاسلكية في جميع فصائل الادارة وهى لم تركب ابدا في تاريخ الجيش الكويتي مع فصائل الادارة وكان الوكيل خليف غازي سلاف (كما صار اسمه بعد التحرير) احد الجنود الذين تشرفت في تدريبهم على اعمال الادارة في الميدان وكان رجلا صادقا ومخلصا ومؤمنا وصبورا جدا وعلاقاته جيدة جدا مع الجميع وهومطيع ومتفان في عمله وهو وكيل القوة الوحيد في الكتيبة الذي نفذ الاوامر الثابتة بالحرب 100% لذلك كان فصيل الادارة الذي تولى قيادته قد استطاع ان ينقل كامل عهده السرية من الاسلحة والمعدات والبوصلات والمناظير والخرائط وعددها اكثر من 150 لوحة اعطينا منها قيادة اللواء وكل كتيبة في اللواء خارطة كاملة وكذلك ارسلنا منها نسخة للقيادة الكويتية في حفر الباطن وكذلك ارسلنا نسخة منها لمقر الحكومة الكويتية في الطائف وكذلك اعطينا مركز الخفجي الذي فيه الشيخ ناصر صباح الاحمد والشيخ الدكتور محمد صباح السالم وآخرون فتخيل كفاءة هذا الوكيل الذي قاد فصيل ادارته احسن قيادة وكان معه رجال مثل حسون خلف ومحمد نويران وآخرين حققوا الكثير لوحدتهم يوم الغزوواستفدنا من انجازاتهم طوال الحرب وكان الوكيل خليف ممن شارك في عمليات لواء اليرموك على الجبهة السورية عام 1973، وهو الآن يعيش في مدينة رفحة في المملكة العربية السعودية بعد ان تقاعد.

وعندما اقترب الجنود الذين كانوا معي من خيمة استراحة فصيل الادارة وكانت الليلة مقمرة ويمكن لأي حارس ان يرى الجنود وهم يسيرون منذ نزولهم من السيارة ولكن الحارس في ذلك الوقت هوالعريف حمدان شعيبان وهوعسكري كثير المرح والضحك وقليل الضبط والربط وكان اصحابه يلعبون الورق في الخيمة باعتبارهم من الاداريين سائقي الشاحنات ولم يكن احد من فصيل الادارة يتوقع ان يحصل اشتباك بالقرب منهم، لانهم في المنطقة الادارية الخلفية للسرية 2 بعيدا عن الدبابات الأمامية.

نار في الهواء

وبينما العريف حمدان شعيبان يراقب زملاءه في لعب الورق اذا سمع صوت الجنود المقتربين من خيمتهم وكانوا شبابا وفي ظروف الحرب والتعب يزيد المزاح بينهم، خاصة ان الضباط بقوا في السيارة لجلب الوثائق والمعدات فكان مزاح الجنود عاليا وبعضهم يضرب بعضا ويجري بعضهم خلف بعض فسمع الحارس الجلبة في الخارج فخرج يستطلع الامر واذا بفصيل من المشاة يبعدون عنه مسافة 50 مترا فقط وبعضهم يجري نحوه فلم يتمكن من عمل اي شيء فأطلق النار في الهواء لتنبيه زملائه وهنا انتبه الوكيل خلف الذي كان في آلية اللاسلكي يتابع تقارير الموقف عن اقتراب فرقة المدينة من الحدود فبمجرد ان سمع اطلاق النار التفت نحوالجنود وقد انبطح بعضهم وبعضهم اخذ يصيح فما كان من الوكيل خلف الا ان ارسل نداء الانذار وهوان يقول باللاسلكي عبارة 'تقرير اشتباك تقرير اشتباك انتظر انتهى' وفي هذه الحالة يرسل فورا آمر السرية على شبكة الكتيبة 'تقرير اشتباك تقرير اشتباك انتظر انتهى' فتتوقف جميع المكالمات اللاسلكية بانتظار سماع تقرير الاشتباك وعلى قائد الكتيبة ان يرسل برقية عاجلة على شبكة اللواء ببدء الاشتباك وفي هذه الحالة ترسل قيادة اللواء برقية عاجلة الى قائد الفرقة وهواللواء تركي حديجان الذي عليه ان يرسل فورا برقية عاجلة الى مركز العمليات المشتركة المتقدم للجبهة الشمالية لانذار جميع القوات المشتركة في الجبهة ببدء الاشتباك مع القوات الساترة الامامية وعلى مركز العمليات المشتركة المتقدم ان يرسل الى مركز العمليات المشتركة في الرياض برقية عاجلة ببدء الاشتباك مع القوات الساترة ويتم فورا ابلاغ مراكز القرار السياسي في السعودية ودول التحالف ببدء الاشتباك مع القوات الساترة التي تمثلها كتيبة الدبابات 7 كل هذا بسبب حمدان شعيبان، عندما ترك موقع حراسته واخذ يراقب لعب الورق من زملائه مستغلا غياب آمر فصيل الادارة وانشغاله في متابعة الموقف على جهاز اللاسلكي.

خطأ يشعل الجبهة

الذي حصل بعد ذلك ان الجنود عندما رمى حمدان في الهواء صاحوا عليه ونادوه باسمه فتوقف وعرفهم وما لم يكن حمدان ولا الجنود يعرفونه انهم اشغلوا الجبهة من النويصيب الى رفحا بسبب هذا الخطأ وعندما ارسل آمر فصيل الادارة التقرير حولت بعض الدبابات الخلفية مدافعها باتجاه فصيل الادارة وبدأت تقارير المراقبة ترد على آمر السرية الذي يرسلها فورا الى قيادة الكتيبة وعندما حاول احد الضباط تحرير قاعدة المدفع الرشاش ضغط على زر الرمي فانطلقت صلية من الرشاش الثقيل مدوية في السماء وقد شغلت الدبابات واشتغلت منظومات ضبط الرمي في المدافع وتوجهت كل الاسلحة نحوموقع فصيل الادارة في السرية 2 واخذ الحماس بعض افراد سرية الدبابات 3 وهى بعيدة كل البعد عن موقع الاشتباك ولم يطلب منهم احد شيئا فاخذوا يوجهون اسلحتهم الرشاشة نحوموقع فصيل الادارة في السرية 2 ويطلقون الرشقات تلو الرشقات ووقع آمر دبابة من السرية الثالثة في نفس الخطأ وذلك بالضغط على زر الرمي من المدفع الثقيل فانطلقت طلقات مدوية تشق السماء واصبحت ترى الطلقات الخطاط في السماء وعندما توالى الرمي تجاه فصيل الادارة حاول الوكيل خليف الشمري ان يصحح المعلومات ويقول ان في الامر خطأ وانهم قوات صديقة، لكن الشبكة اصبحت مشغولة وكل يدلي بتصريح وتقرير واستمر الضغط على الشبكة لمدة 15 دقيقة لم يتم خلالها لآمر فصيل الادارة ان يرسل حتى تقرير الاشتباك بشكل صحيح .

عندما بدأ اطلاق النيران قفزت من السيارة انا والمجند علي غازي العتيبي وشخص آخر لا اذكره الى خنادق بالقرب منا ونحن نعتقد ان زملاءنا الذين سبقونا قد قتلوا اوجرحوا واستمر اطلاق النار وانا اصيح بصوت عال لاترم لاترم من دون جدوى واخذت اصيح نحن كويتيون اصدقاء ولا مجيب وانا اسمع كل كلامهم واميز اصواتهم واخذت اناديهم باسمائهم يا فلان انا النقيب ناصر اوقف الرمي نحن اصدقاؤكم فلم يجب احد وقررت ان افتح ضوء التحذير في الوانيت 'الفلاشر'، لكن الملازم0000 قرر انه هومن سيقوم بذلك واندفع الملازم 00000 خارجا من الخندق نحوالسيارة التي تبعد عنا اكثر من 80 مترا وكانت مخاطرة كبيرة قام بها وفعلا فتح اضواء التحذير في السيارة، لكنه دون جدوى واخذ الرمي باتجاه السيارة ولكنه رمي اسلحة خفيفة متقطع فقررت ان اقوم بمخاطرة مازلت لا اعرف سببها وغير متأكد من سلامة ماقمت به فقد اخذت مسدس الاشارة واطلقت منه طلقة تنوير في السماء وعندما اضاءت الطلقة التنويرية السماء خرجت من الخندق رافعا يدي للاعلى وانا اصيح باسماء الضباط والافراد والذين اسمع اصواتهم وهنا كادت تقع كارثة، فقد كان مدفعي آمر الكتيبة الرقيب خليف العنزي وهومدرب قدير قد وجه مدفع دبابته نحوموقع الاشتباك وكشف بالناظور الليلي فرآني رافعا يدي وأؤشر بها فقال للمقدم احمد الوزان هذا انا اشوفه يؤشر بيده هل ارميه بقذيفة متفجر فقال له المقدم احمد لا ترم ليس هذا قوس مسؤوليتك وهم والسرية اقرب اليه منك وبعد ان رميت طلقات التنوير تأزم الموقف عند البعض واعتبروا ان ذلك اشارة للعدوفي حين كانت الشبكة مشغولة جدا وآمر فصيل الادارة عجز عن ارسال تصحيح الاشتباك ولايستطيع ان يتحرك بالسيارة لموقع قيادة السرية في مثل تلك الظروف واخيرا ناديت باقصى قوة على النقيب مناع قبلان الشمري فسمع صوتي فقلت له لا ترم انا ناصر حرام عليكم ماذا عملتم حرام حرام حرام يامناع ما هكذا الحرب.

الجميع بخير

من دون شعور اندفع الملازم مناع وهويصيح لاترمون وهو يركض باتجاهي ولا يراني لبعدي عنه ولكنه يتبع صوتي حتى وصلني فعانقني وهو يبكي، واخيرا توقفت الشبكة واخطر قائد الكتيبة بالخطأ فتوقف الرمي بعد ان نشفت دماؤنا، وكنت اتوقع ان المجموعة التي سبقتني قد أصيبت وكنت ناقما جدا على ما حصل، ولكنني عندما علمت ان جميع الجنود لم يصب منهم احد باذى زال الغضب عني بعض الشيء.

والغريب ان احد جنود قيادة الكتيبة 'ابونمش' قد سمع صوتي وانا اصيح واقول انا ناصر لاترمون، فقال هذا صوت النقيب ناصر وقع باسر الجنود العراقيين فأجبروه على ذلك فرمى باتجاهي ثلاث طلقات وهويقول حسافة على النقيب ناصر.

فرار فصيل الهاون

اما آمر فصيل الهاون السعودي الملحق بكتيبة الدبابات 7 فقد قدر ان العدو نجح في تطويق موقع الكتيبة، فقرر النجاة بنفسه والانسحاب دون اذن فتحرك مذعورا نحو المواقع الخلفية باقصى سرعة، وكلما مرعلى قوة من قوات التحالف اشتبكت معه ليلا وهكذا طول ليله حتى نفد منه الوقود قرب مدينة القيصومة، وقد انشغلت الجبهة بسبب حركة فرار فصيل الهاون حيث انه اثناء هروبه كان لا يلوي على شيء وفقد اتجاهه وصار كلما اقترب من حدود وحدة من الوحدات الخلفية فتحت عليه النار فيتراجع الى وحدة اخرى فتفتح عليه النار وهكذا كانت تقارير الاشتباك ترد من كله الجبهة حتى القوات السورية على بعد 120كلم خلف الجبهة اشتبكت مع الفصيل الهارب وهويعتقد ان الجبهة اصبحت كلها عراقيين ولم يتوقف الرمي في مؤخرة الجبهة الا بعد ساعات عندما نفد الوقود من مدرعات الفصيل المنهزم المرعوب.

وعندما اصبح الصباح حضر اللواء تركي حديجان لقيادة الكتيبة وهويعرف مدى الارباك الذي تسببنا به ومقدار الحرج الذي تعرض له شخصيا وعندما عرف تفاصيل الحادث سألنا سؤالا واحدا هل رمى عليكم احد؟ فكان الجواب لا، فقال لماذا اذن تشتبكون لمدة 15 دقيقة مع العفاريت ولا يوجد عدو؟ فلم نكن نملك الجواب وغادر وهو يهز رأسه وسأل عن فصيل الهاون فلم يجد عندنا جوابا و علم بعد العصر انه متوقف قرب القيصومة على بعد 120 كلم من موقعه من دون وقود، فارسل لاحضاره وعاقب آمر فصيل الهاون بان تركه عدة ليال يحرس آلية سكراب على الساتر الترابي الفاصل بين الكويت والسعودية لوحده حتى يطهر قلبه من الخوف، وكنت اعرف انه يمر عليه بالليل للاطمئنان على سلامته الشخصية وهوتصرف يعكس شخصية اللواء تركي حديجان وانسانيته.

وتجدر الاشادة بالنقيب الحميدي عبدالله المطيري آمر سرية الدبابات 1 حيث لم يرتكب اي خطأ في هذه الحادثة فقد اصدر اوامره لجنوده ان يلتزموا باقواس مسؤوليتهم والا يشتبكوا الا مع من يدخل قوس مسؤوليتهم وكان يراقب ما يحصل في الخلف ولم يتدخل هو أو احد من فصائله لالتزامه التام بقواعد الاشتباك واقواس المسؤولية. وقد مرت هذه الحادثة دون اصابات ولكنها درس عملي قاس جدا تعلمنا منه ضرورة الالتزام باقواس المسؤولية والالتزام بقواعد الاشتباك وبأصول مخابرة الكلام التي تعلمناها في دروس الاشارة.

ومما تجدر الاشارة اليه ايضا ان النقيب تركي علي الشمري كان ضابط عمليات الكتيبة وكان من طاقمي في مدرعة القيادة، وعندما حصل الاشتباك المجنون كنت انا تحت النيران وهدفا لقواتي وركب المقدم احمد الوزان دبابة القيادة وراح يراقب الموقف الذي يزداد غموضا كل دقيقة بسبب الرمايات التي تمر من فوق الرؤوس وهو يحاول السيطرة على الموقف والموقف يزداد سواء كل ثانية، وكما قلت فقد انطلقت من دبابة القيادة صلية رشاش ثقيل اربكت الجميع وهنا قفز النقيب تركي من مدرعة القيادة واخذ يصيح 'لا ترمون لا ترمون' لا يوجد احد يرمي عليكم كل الطلقات من مواقعنا ولا احد يرد عليه واخذ يوجه السرايا ويغضب عليهم ويصدر الاوامر بصياح للجميع، ولقد لاحظ المقدم احمد الوزان ان تركي يحل محلي ويتصرف بجدارة منقطعة النظير وبثبات فاعطاه فرصة ليتولى الصراخ على السرايا حتى هدأت الامور، ومما يذكر للمقدم احمد الوزان انه لم يعاتب تركي على تدخله بالقيادة، ولكن بعد 3 ايام وبعد ان تلاشت آثار الازمة وفي جلسة من جلسات السمر التي يضحك فيها الجميع قال لتركي 'تعال ما تقولي من اعطاك القيادة ليلة الهدير'، فضحك الجميع. والحمد لله رب العالمين فاصعب ما على المقاتل ان يقتله اصدقاؤه.

مزيد من الآليات للكتيبة السابعة

1ـ كان المكان الذي اخترته ليكون منطقة تكديس الذخيرة يقع على الحد الفاصل بين حدود القوات السعودية والمصرية واثناء استطلاع قائد القوات المصرية، واظنه قائد الفرقة الثالثة، وجد الحفر الكبيرة التي كدست فيها الذخيرة في الامام وكانت تلامس حدود مسؤوليته فطلب من اللواء تركي ازالت تلك الاكداس الضخمة من قاطع مسؤوليته، وسأل اللواء تركي من وضع هذه الاكداس هناك؟ ولم يجد جوابا وبعد الفحص عليها وجد انها للدبابات الكويتية، فسال اللواء 35 عنها فقالوا هذه الاكداس للسابعة وهي تتبع للقيادة السعودية، وجاء اللواء تركي يعتب علينا، فقلت له انت عندك كل ما تحتاج اليه من معدات النقل ونحن لا نملك الوسائل المطلوبة، فقال خلاص حدد احتياجاتك وخذها من منطقة التأجير الخلفية.

2ـ لم نصدق ما نسمع فسنحصل على تريلات لنقل الذخيرة والوقود والتموين! وبسرعة كنت في المنطقة الخلفية واخترت 21 تريلة مختلفة حملت كل الذخائر والوقود والمياه والتموين، واخذت تريلة كبيرة وحملت فيها ثلاجة ملأتها بتموين من اللحوم والدجاج المثلج ما يكفينا لمدة شهر ولم يبق لنا الا دخول الحرب.

3ـ جاءنا ضباط اللواء يهرعون يريدون ان يحصلوا منا على بعض الآليات وتصدى لهم صخرة الدفاع المقدم احمد الوزان وقال: لكم قيادة ترجعون اليها وتؤمن لكم ما تحتاجونه فرجعوا بخفي حنين.

4ـ واخيرا تم تأجير الآليات من قبل المكتب العسكري في الرياض للقوات الكويتية التي في الجبهة سواء الشمالية اوالشرقية ولم نطلب من تلك الآليات شيئا لكفايتنا، ولكن ما وصل للواء اجمع اقل مما حصلنا عليه من اللواء تركي.. وهكذا الحال دائما.

[/URL]
 
التعديل الأخير:
'ردة الفرسان' (2)
دراسة عن وقائع الغزو والتحرير ودروسهما

هكذا أسسنا مدرسة تدريب على الدبابات الجديدة انسحاب القيادة السياسية و4 قطاعات من الجيش لم يسقط إرادة القتال

[/URL]

التسليح الجديد للجيش الكويتي الدبابة ام 84 اليوغسلافية

بقلم: المقدم المتقاعد - المحامي ناصر الدويلة


مرحلة إعادة البناء

1 - بعد كل معركة حاسمة يتكبد احد طرفي القتال خسائر كبرى قد تؤدي الى خسارته للحرب او الى خسارته للمرحلة او للمعركة فقط والفرق بين خسارة معركة وخسارة الحرب ان خسارة الحرب تنهي الصراع المسلح بين الطرفين ويخرج الطرف الخاسر من الحرب ويخضع لشروط المنتصر كما حدث في الحرب العالمية الثانية بالنسبة لالمانيا واليابان، فقد انتهت الحرب نهائيا واستسلمت الدولتان للحلفاء وفقدت الدولتان ارادة المقاومة او الحرب واحتلت اراضيهما اما خسارة المعركة اوخسارة مرحلة من مراحل الحرب فتختلف عن خسارة الحرب ففي خسارة المرحلة تلحق الطرف المنهزم خسائر فادحة تؤدي الى خسارته ارضا كبيرة والى استيلاء عدوه المنتصر على مدن ومساحات شاسعة ويكون المنهزم في حال تراجع عام بهدف الوصول الى مواقع آمنة ويركن الى الدفاع فترة قد تطول يعيد فيها بناء قواته في الوقت الذي ينعم فيه المنتصر في انتصاره ويستولي على اراضي المنهزم ويستغل خيراتها وقد توقع اتفاقية هدنة مذلة للطرف الخاسر ولكنها ليست وثيقة استسلام واقرب مثال لخسارة مرحلة من مراحل الحرب هزيمة العرب النكراء في 6 حزيران عام ،1967 فقد هزمت الجيوش العربية واستولت اسرائيل على اراضي 4 دول بالاضافة الى الضفة الغربية وقطاع غزة وسحقت جيوش كاملة واخرجت من ساحة المعركة ولكن ارادة القتال لم تتزعزع لدى العرب ولم توقع اي دولة عربية على وثيقة استسلام وبمجرد استقرار الاوضاع في إسرائيل بدأت حرب استنزاف كان الخاسر الاكبر فيها الطرف المنتصر.

2 - اما خسارة المعركة فهى تلحق بأحد الجيوش هزيمة في المعركة، ولكن الطرف المنهزم يعيد تنظيم قواته ويستمر في القتال وقد ينتصر في معركة او معارك لاحقة، كما حصل للجيش الاسرائيلي عندما فقد خط بارليف خلال 6 ساعات وهو الخط الذي كان اعد لصد هجوم مصري وتعطيله لمدة تزيد على 3 اسابيع وبعد 18 ساعة كانت القوات المصرية قد أنشأت رؤوس جسور للفرق شرق القناة وبعد 24 ساعة تأسس رأس جسر واحد للجيش الثاني شرق الاسماعيلية ورأس جسر واحد للجيش الثالث شرق السويس والبحيرات المرة الكبرى ولقد خسرت اسرائيل معركة خط بارليف، ولكنها لم تخسر الحرب واستمرت عمليات الهجوم المعاكس حتى نجحت في ثغرة الدفرسوار وانتهت الحرب بتوقيع سلام بين مصر واسرائيل وما حصل يوم الغزو العراقي للكويت .

انسحاب ناجح

ان العراق احتل دولة الكويت وسحق جيشها وفرض ارادته عليها، لكن الانسحاب الناجح للقيادة السياسية للسعودية وما قامت به 4 قطاعات من الجيش الكويتي من انسحاب ناجح بقوتها الى السعودية وهذه القطاعات هى لواء الدروع 35 بقيادة العقيد سالم سعود وكتيبة المشاة الآلية الثانية بقيادة النقيب حامد السنافي ولواء حرس حدود بقيادة العقيد راكان عبيسان وعدد من طائرات القوات الجوية وزورقين من زوارق القوة البحرية وعدد من ضباط رئاسة الاركان العامة بمن فيهم رئيس الاركان اللواء مزيد الصانع ونائبه اللواء جابر الخالد ومعاون رئيس الاركان العميد جاسم شهاب والعميد متعب بنيه الخرينج وجميع من ذكرت قد خرجوا من مركز القيادة البديل مساء يوم 1990/8/2 مع وزير الدفاع الشيخ نواف الاحمد والتحق بهم عدد كبير من ضباط الجيش الكويتي الموجودين ساعة الغزو خارج الكويت وعدد اخر من القادة من داخل الكويت وأخص بالذكر العقيد محمد العفاسي والعقيد فؤاد حداد والعقيد راشد السيف والعقيد جاسر خزعل والعقيد عبدالهادي الراجحي والمقدم حمد الرشيدي والمقدم ناصر السمار والمقدم عيسى السميط والعقيد خالد ارديني والمقدم احمد اليتامي والمقدم علي الزعابي وعدد اخر لا يسع المجال لحصرهم وبذلك لم تسقط ارادة القتال لدى الحكومة الكويتية ولا الشعب الكويتي وتمثلت هذه الارادة في اعادة تنظيم الجيش في السعودية وعقد المؤتمر الشعبي في جدة واستمرار اعمال المقاومة في داخل الكويت ورفض الاحتلال والعمل السياسي الجبار الذي قاده سمو امير دولة الكويت وسمو ولي عهده الذي كان عبارة عن شعله من الحماس والارادة الحديدية التي لاتلين فربح العراق معركة دخول الكويت، لكنه خسر مرحلة ما بعد الغزو واخيرا خسر الحرب ووقع على وثيقة شروط الحلفاء المنتصرين في خيمة سفوان في نهاية الحرب.

باخرة اسلحة في ميناء الشويخ

في يوم 28 كانت باخرة اسلحة حديثة تنتظر الاذن للرسو في ميناء الشويخ وعندما حدث الغزو انسحبت الباخرة الى ميناء جبل علي بناء على طلب تعليمات المصدر وكانت الباخرة تحمل 70 دبابة M84 يوغسلافية الصنع وهى نسخة مطورة من الدبابة الروسية T72 مزودة بمعدات ضبط وسيطرة على الرمي حديثة جدا وتتفوق على الدبابات العراقية وكانت الحكومة الكويتية قد أشترت 220 دبابة من يوغسلافيا وكانت الدفعه الأولى من الدبابات في تلك الباخرة، وبعد تأسيس الحكومة الكويتية في المنفى وتأمين الاتصالات وردت برقيه من مكتب لندن، أي المكتب العسكري في سفارة دولة الكويت في لندن، وهو يدير 80% من مشتريات السلاح الكويتي، وقد كان لوصول البرقيه أثر السحر على اللواء الدروع 35 حيث تم سؤالنا هل تستطيعون استيعاب السلاح الجديد ومن دون أي تردد أبدينا استعدادنا وحماسنا للأمر ولكن أين المدربون وأين وسائل التدريب؟

مشكلة التدريب

كان شهر أكتوبر 1990 هو الشهر الذي بدأت جهود العميد جاسم شهاب واللواء جابر الخالد تنتج ثمارها فقد تم تأسيس قيادة فعاله ومنظمة ومنضبطة ولها قنوات اتصال مع كل الأطراف وتم تجميع معظم أفراد وضباط الجيش الكويتي في مجموعات التعزيز استعدادا لدفعها للوحدات المزمع تشكيلها وكان العقيد حمد الرشيدي مسؤول عن مشروع الدبابة الحديثة، وقد حاول أن يجمع بعض مدرببن مدرسة الدروع الذين كانوا قد تدربوا على الدبابة، فوجد عددا منهم كما وجد عددا من ضباط مدرسة الدروع ووجد كذلك بعض المدربين قد أحضر معه من الكويت كراسات التدريب الخاصة بالدبابة الحديثة وقد وقع الاختيار على أن تكون كتيبة الدبابات 7 هى أول كتيبة كويتية تسلح بالدبابات الحديثة، وكنت أعمل مساعدا لقائد الكتيبة المقدم أحمد الوزان الذي كلفني بمهمة تدريب الكتيبة واختيار الضباط من قوات التعزيز في القاعدة لسد النقص في أعداد ضباط الكتيبة وللأمانه فإن جميع آمار السرايا في كتيبة الدبابات 7 نخبه نادرة الحدوث في تاريخ الجيوش وخاصة في زمن الحرب ولهذا السبب تميزت كتيبة الدبابات 7 خلال فترة اعادة التنظيم وخلال معركة التحرير وإلى اليوم، وهو مجهود موفق من آمر الكتيبة المقدم أحمد الوزان الذي كان يحرص كل الحرص على اختيار الأحسن دائما.

مرحلة إعداد الكراسات

بمجرد حصر المدربين واستلام نسخة من كراسة التدريب تم تفريغي لهذه المهمة، واذكر انني أمضيت 7 أيام كاملة في القاعدة يرافقني الرقيب حمود عيد وهو طباع الكتيبة وبمساعدة مدربي مدرسة الدروع الذين أصبحوا فيما بعد أمار دبابات في كتيبة الدبابات 7 حتى التحرير، وكانت الامكانات محدوده بالنسبة للقيادة الكويتية، فلم تتوافر لنا آلة كاتبة لطباعة الكراسة على ورق حرير لسحبها وتوزيعها على جميع الضباط والأفراد الذين سيدخلون دورة تحويلية من سلاح قديم هو دبابه التشيفتن وهي الدبابة التي في الخدمة في ذلك الوقت إلى الدبابة اليوغسلافيه الحديثة، ودبابة التشيفتن هى دبابة انكليزية اشترتها الكويت في منتصف السبعينات وفيها عيوب كبيرة ولاتصلح في الصحراء وعيوب محركها وأعطال أنظمتها جعلت منها عالة على الجيش ولم تصمد في ظروف المعركة ورغم اننا قاتلنا في يوم 2/8 بعدد 30 دبابة تشيفتن فان الذي وصل إلى الحدود السعودية في عملية الانسحاب فقط خمس دبابات وجميع الدبابات قد تعطلت أما أثناء المعركة أو أثناء الانسحاب ولم يدمر لنا العدو أي دبابة في الاشتباكات. وخلال الاسبوعين التاليين من الانسحاب للسعودية تمكنت من سحب 5 دبابات معطلة من داخل الكويت وكان تسليح الجيش الكويتي قبل الغزو غربيا واما الدبابة الحديثة فهي شرقية ويختلف السلاح الشرقي عن السلاح الغربي في نظرية السيطرة النارية وفن الاشتباك بالاضافة الى أن الدبابة اليوغسلافيه مزودة بجهاز كمبيوتر رمي لم نكن قد تعاملنا مع مثله من قبل لذلك كانت تحديات التدريب كبيرة جدا أمامنا، فاذا أضفنا إلى ذلك عدم وجود كراريس بعدد الطلبه وعدم وجود آلة طابعة وعدم السماح لنا بالبقاء في مكاتب القيادة بعد انتهاء الدوام فيها في الساعة 8 مساء، نجد اننا أمام معاضل عديدة، ولكن الارادة الحديدية في الصمود والاستعداد للمعركة جعلتنا لا نستسلم للواقع، فقد تم حل مشكلة الآلة الطابعة حيث حصلنا على اذن بالعمل بعد انتهاء الدوام واغلاق المكاتب مستخدمين الآلات المتوافرة في مكاتب القيادة وهذا يتطلب أن يبدأ عملنا من الساعة 7 مساء ولغاية فجر اليوم التالي يوميا. وكانت تعليمات القيادة اغلاق المكاتب الساعة 8 مساء وهى تعليمات صادرة من العميد جاسم شهاب الذي لايمكن مخالفة أوامره، فقدمت له طلبا بالسماح لنا باستخدام مكاتب القيادة بعد نهاية الدوام لغاية الساعة 7 مساء يوميا فوافق فورا وهذا معناه أن يكون عملنا 24 ساعة يوميا حيث المطلوب استلام وجرد الدبابات التي وصلت حديثا في الصباح ومقابلة الضباط الجدد وتدقيق ملفاتهم وشخصياتهم عصرا والبدء في الطباعة مساء حتى الصباح ولقد ساعدني الضباط الذين تم اختيارهم والمدربون ولكن المجهود كان جبارا على الجميع وبعد أن استقام الأمر للرقيب حمود عيد وهو طباع ماهر وكتوم ومخلص جدا ومواطب على عمله دون ملل أو تذمر قررت زيارة المقدم الوزان في الصحراء لاطلاعة على سير الأمور حيث كان يكره مغادرة الصحراء ويحب أن يكون بين جنوده وضباطه رغم أنهم لايرغبون بوجوده بينهم لحرصه الشديد على أن تكون جميع الاعمال قد تمت حسب الاصول، ولا يحب أن يرى أي تقصير أو أهمال، فدائما تجده مهموما ومنزعجا من عدم سير العمل حسب ما هو مرسوم بدقة متناهية، ولكن بمجرد تحقيق الغاية نجدة يفرح بشدة ويشكر الجميع ويمكن أن ينام مرتاحا في تلك الليلة ولكن في الصباح الباكر تجده مره آخرى مهموما من جدول اليوم حتى يتم تنفيذه بالكامل وهكذا حياته التي ألفناها وتعودنا عليها.

وبحكم خبرتي السابقة فقد قررت أن تكون مدة دورة التدريب على الدبابات فقط أسبوعين وهذه فترة قصيرة جدا حيث أن مدة الدورة العادية 3 اشهر إلا أننا في سباق مع الزمن وكانت خطة عاصفة الصحراء توشك ان توضع في شكلها النهائي، فإذا كان الجيش الكويتي غير مؤثر في العمليات فلن يشترك فيها أما اذا نجحنا في تدريب كتيبة الدبابات 7 وكتيبة الدبابات 8 على السلاح الجديد فسيكون لدينا لواء مدرع ثقيل مكون من كتيبتي دبابات حديثة وكتيبة مشاة آليه هى كتيبة حامد السنافي الثانية التي انسحب بها من اللواء 15 كما بينت سابقا ولم يكن لدينا إلا 3 مدافع من عيار 155 ملم وبقي 11 مدفعا في معسكر اللواء و4 مدافع تعطلت في طريق الأنسحاب، أما سرية الهندسة فقد وصلت كاملة بافرادها ولم يكن معها أي معدات، وبالأصل فان سلاح الهندسة بالجيش سلاح مهمل ومهمش وغير مزود بأي معدات ميدانية فكل المعدات التي بحوزته هى معدات مدنية وليست عسكرية ورغم أن سرية الهندسة تدعم لواء مدرعا فانها لا تملك مدرعة واحدة لنقل المهندسين ولا آليه لكسح الألغام ولا قواذف أفعوانية لتفجير الألغام ولا دبابات حاملات الجسور لعبور الخنادق المضادة للدبابات ولا دبابات قاذفات اللهب أو دبابات مهندسين لتدمير التحصينات وباختصار اننا أمام جنود مدربين على مهارات ميدان ولسنا أمام تشكيلات مهندسين في الجيش نظامي، وللأسف الشديد فإننا لهذا اليوم لم نزود المهندسين بتلك المعدات والأدهى والأمر من ذلك أن ضباط الهندسة لا يعون واقعهم المرير هذا ورغم أنهم تدربوا في انكلترا ومصر والأردن واشتركوا مع الجيش السعودي في الحرب ومع الجيش الاميركي في التمارين وكل تلك الجيوش تستخدم تلك المعدات، فان ضباط الهندسة لا يتكلمون ولا يناقشون ولم يجعلوا توفير تلك المعدات هدفا يسعون اليه ولم يحاولوا وضع هذه المعدات حتى في تنظيم وحدات المهندسين ولو على الورق ولايوجد قائد في الجيش الكويتي إلى اليوم يعتقد أن هناك مشكلة في المهندسين أما لجهل القادة بمتطلبات المعركة الحديثة أو لاقتناعهم بعدم جدوى المطالبة بالأساس، وهذ يؤكد قول من قال ان الجيش الكويتي لم يتم اعداده للقتال بل للاستعراض ولعمليات الأمن الداخلي، والواقع إن واقع الحال يخالف هذا القول ويؤكد أن الجيش الكويتي شارك في أكثر من 3 حروب شرسة داخل وخارج الكويت ومازال سلاح المهندسين في الجيش الكويتي مهمشا ميدانيا ونشيطا في الاعمال التي يقوم فيها أي مقاول مدني فهل من مستمع أو مجيب.

مدرسة دروع الصحراء

تم استلام 12 خيمة لتكون قاعات للمحاضرات نصبت في الصحراء في موقع كتيبة الدبابات 7 على أن تخصص 4 خيم لتدريب السواقين و4 خيم لتدريب المدفعيين و4 خيم لتدريب الأمار وقد تقرر ان يدخل جميع ضباط وجنود كتيبة الدبابات 7 و8 وعددهم 70 طاقم دبابة بمن فيهم آمرو الكتائب ومساعديهم هذه الدورة وتم طبع عدد 250 كراسة تدريب لكل متدرب لعدد 70 دبابة، وكانت الكراسات متخصصة لكل وظائف الدبابة، فكراسات للسواقين وكراسات للمدفعيين وكراسات للأمار حيث أن طاقم الدبابة اليوغسلافيه 3 أفراد فقط ولكن لم يكن لدينا أي وسائل للتدريب لذلك تقرر ان اذهب للرياض واشتري كل احتياجاتنا من وسائل الايضاح واخذت مبلغ اثني عشر الف ريال وانطلقت الساعة التاسعة مساء من مدينة الملك خالد العسكرية نحو الرياض.

شراء وسائل التدريب

وصلت الرياض في الساعة 3 فجرا نمت فيها في فندق حيث كانت تسكن زوجتي الحامل وأطفالي الثلاثة وفي العصر غادرت الفندق نحو سوق الرياض واشتريت أقلاما ودفاتر لكل متدرب وسبورات لكل قاعة درس واشتريت لكل آمر سرية ولكل ضابط ركن في قيادة الكتيبة شنطة لحفظ الاوامر والخرائط والأدوات حيث لم يكن لدينا شيء اشتريت سيوفا للعرضه وطبول وطيران للحفلات وآلة كاتبه وقرطاسية لقيادة الكتيبة ولقيادات السرايا وملفات مختلفه وملفات بوكس وكل ماسنحتاجه في المستقبل، وانتهيت من مشترياتي في الرياض الساعة 10 مساء من يوم الجمعة وكان أحمد الوزان ينتظر وصولي في أي لحظة لأن الدورة لابد أن تبدأ يوم غد السبت وغادرت الرياض الساعة 10 مساء ووصلت الى موقع الكتيبة في جنوب الدبدبة الساعة 4.30 فجرا وكنت في غاية الاجهاد فبعد غياب أكثر من 25 يوما عن أسرتي حضرت اليهم الساعة 3 فجر الجمعة وغادرتهم بعد الظهر ولم ينعم الأطفال برؤيتي سوى سويعات قليلة تناولت معهم فيها طعام الغداء وودعتهم وامهم وغادرت للاستعداد للمعركة.

لقد كنت في عمل دائم ومتصل طوال الأسبوعين الماضيين لأعداد المدربين والضباط والأفراد الجدد المطلوب إدخالهم دورة الدبابات وتم طبع وأعداد كراسات التدريب واستلام الدبابات ونقلها من مدينة حفر الباطن إلى موقع الكتيبة في 'الدبدبة' لقد كان مجهود عدد كبير من القادة والضباط والجنود وكنت قاسما مشتركا للجميع في كل مراحل هذا المشروع الحيوي في تاريخ الجيش.

وصلت إلى الكتيبة في حدود الساعة الرابعة والنصف فجرا وعند وصولي لقيادة الكتيبة كان عدد من الجنود قد استيقظوا وأعدوا الشاي والقهوة وأوقدوا النار كعادتهم قبل صلاة الفجر ولم ينم المقدم احمد الوزان جيدا في تلك الليلة لانشغالة علي وهل سأنجح في الوصول في الوقت المناسب أم لا، وبمجرد خروجه من خيمته ذهب قبل أن يتوضأ إلى خيمتي ووجدها فارغة لأنني لم أدخلها بعد وكنت مع الجنود الملتفين حول النار نراقبه ونضحك، وقد بدا عليه القلق فقد كان يتردد على خيمتي طول الليل وعندما توضأ حضر ليتدفأ على النار وعندما جلس قلت له 'بو' وهي اشارة لا تستخدم إلا للدلالة على وصولي وهي تعليق أطلقة علي النقيب أسعد الهندي في ازمة 86 حيث يقول على سبيل المزاح أينما تذهب فستجد ناصر الدويلة وعندما رآني المقدم الوزان وقبل أن يسلم علي سألني هل أحضرت كل شيء فقلت نعم كل شيء، وهنا قال الحمدلله على سلامتك وبمجرد أن صلينا الفجر ذهب المقدم للوانيت ليتفقد وسائل التدريب التي كلفني بشرائها ولكنه أغمي عليه عندما رأى الطبول والسيوف و'الطيران' أي الدفوف باللهجة الكويتية، واستشاط غضبا فلم يكن في حياته مجال للهزل فقد نذر حياته لتحرير الكويت ونسي نفسة لدرجة أنه لم يأخذ اجازة طوال 7 شهور إلا مرة واحدة ولمدة يوم واحد فقط وندم على ذلك كما سنرى لاحقا.

برنامج الدورة التحويلية في 'الدبدبة'

في الصباح الباكر وبمجرد الانتهاء من صلاة الفجر ذهبت نحو موقع التدريب وهو عبارة عن جزء من الصحراء يقع شمال مواقع الكتيبة 7.

قمت بتركيب السبورات داخل الخيام المعده كقاعات درس كما قمت بتسليم كل مدرب كراسات التدريب الخاصة بالطلبة ودفاتر وأقلام لكل طالب وقمت بتوزيع الزمر في كل زمرة وكان أحمد الوزان، رغم اختلافه الكامل مع أسلوب عملي، يثق في ثقة تكاد تكون عمياء إلا في موضوع منح الاجازات فلم أكن محل ثقته مطلقا، بل إن كل اجازة أمنحها لضابط أو فرد تتم غالبا دون علمه لأنه يكره الاجازة ويعتبرها تهربا من العمل، وأظن أن هذه الطبيعة ولدت معه وسيموت معها فلن يتغير، ومع ذلك فقد حافظت على ان أكون محط ثقته ظاهرا وباطنا فلولا دعمه لي لم أستطع أن أقوم بكل الأعمال التي أعتبرها جزءا مهما من تاريخي العسكري والوطني، وللأمانة فرغم أنه منضبط ومتحفظ الا انني وفي أحيان كثيرة لا أستشيره في بعض الأمور لرفع الحرج عنه، وكان دائما يكون سعيدا بنتائج الأعمال ولو لم يعلم عنها شيئا، وباختصار هو رجل وطني تهمه مصلحة الكويت أولا وأخيرا ولا يهمه هل سيرضى القادة عن عمله هذا أم لا؟ ولكن نظرا لطبيعته المنضبطة فقد ترك أمور التمرد ومخالفة الأوامر والتعليمات لي.

بداية المشاكل

لقد كان للدقة الشديدة التي اتبعناها في اختيار الضباط عيب خفي، حيث كنا نحرص على ان نختار الضباط الشجعان والاذكياء، وهؤلاء دائما يكونون اقل انضباطا في السلم، وفرسانا في الحرب، حيث اننا في حالة استعداد واعداد ولم تبدأ المعركة بعد، فقد أبدى الضباط بعض التسيب في الانضباط العام وهو أمر خطير في هذه المرحلة حيث ان الدورة على فترتين، صباحية ومسائية، واذا كنت والمقدم احمد الوزان ننام بعد صلاة العشاء مباشرة فان الضباط الاكثر شبابا يسهرون الى ساعات متاخرة، فاذا كان وقت الاستيقاظ في الصحراء الساعة 5:30 وتبدأ الدراسة الساعة 7:00 صباحا وتنتهي الساعة الثانية ظهرا ثم تكون هناك فترة استراحة لمدة ساعة ونصف الساعة، لتبدأ الدراسة في الساعة 3:30 عصرا وتنتهي الساعة 6 مساء، فان هذا اليوم طويل جدا ومرهق، ومع ذلك لا يستفيد الضباط من ساعات النوم بل يسهرون الى الساعة الواحدة ليلا وهذا أمر فيه تبديد للجهد والطاقة، خاصة في مرحلة الدورة التحويلية.

شيشة في قاعة الدروس!

كان ضباط الكتيبة يحترمونني، ولايخافون مني، ولكنهم يخافون من المقدم احمد الوزان ويحترمونه ايضا، وكان المدربون ضباط صف وكانت مجموعتان من مجموعات المتدربين مخصصة للضابط وقد انقسم الضباط الى زمرتين، زمرة مع آمر الكتيبة، وزمرة معي، وكنت اقوم بالتطبيق العملي واذهب لتفقد باقي المجموعات والتأكد من سير البرنامج، كان المقدم احمد الوزان يحضر الحصة من اولها الى اخرها، وهو منضبط كالطالب، لدرجة انه كان يستأذن من المدرب ان استدعاه آمر اللواء اواضطر للرد على برقية، وبالتالي لا مفر أمامي من متابعة كل اعمال الزمر وحضور التدريب مع الجميع ولكن الزمرة التي معي كانت زمرة النقيب طالب جويعد الشمري وهي زمرة تشكلت طبيعيا من الضباط الأكثر مرحا في الكتيبة وكان طالب لا يدخن ولكنه تولع بالشيشة بسبب الغزو ومعه مجموعة لا تعرف الحزن ولا الزعل ولا الكدر، فكل حياتها مرح وضحك حتى في اثناء الاشتباك والقتال الفعلي، انها مجموعة يصعب تجميعها مرة اخرى، لقد احضروا معهم في خيمة المحاضرات شيشة كبيرة، ولها هوز طويل يشبه هوز المطافئ، يتداورونه بينهم كل واحد يأخذ شفطة، وللشيشة بربرة مسموعة والدخان يزكم الانوف في الخيمة، واذا اشتكى المدرب سمح النقيب طالب للمدرب بأن يأخذ شفطة ويواصل المحاضرة ولم اكن اعرف انهم قد احضروا معهم شيشة لانهم كانوا يخفونها خلف الاغراض في الخيمة، كما كانوا يفترشون الارض والسبورة معلقه بخيطين على رواق الخيمة، وتكون الدبابة خارج الخيمة للتطبيق العملي، وعندما فاجأتهم بالمرور ووجدت الشيشة غضبت بشدة، وابدى النقيب طالب أسفه وقرر اطفاء الشيشة، وتعهد بارجاعها للمعسكر بعد الدرس، ولكن بمجرد ان غادرت الخيمة عادوا وأشعلوها، وعندما اعترض المدرب اعطوه شفطة فأكمل الدرس وحرصوا على ان يكون لهم حارس في الخارج لإبلاغهم عن وصولي واستطاعوا هكذا إخفاء امر الشيشة مدة طويلة، ولكنني فاجأتهم مرة اخرى، وهنا أخذت الشيشة في سيارتي، وبعد نصف ساعة عدت ووجدت عندهم شيشة اكبر من السابقة، ولكنهم جعلوها خارج الخيمة وادخلوا الهوز من تحت الرواق، وعند دخولي شممت رائحة الدخان ولم اجد الشيشة وخرجت خارج الخيمة ووجدت الشيشة مغطاة بقطعة خيش، فأخذت حجرا وكسرتها وعاتبت الضباط الذين أبدوا حزنهم على الشيشة ولم يعتذروا لي، تركتهم بعد ان أسمعتهم كلاما قاسيا ولم يأبهوا، فهم 'متعودين على زف ابوعلي'، وبعد ساعة رجعت لأكمل الدرس فوجدت امام كل واحد منهم بطل ماء صحة بلاستيك وقد استخدمة كشيشة خاصة به وقال النقيب طالب هذا ضد الكسر فغادرت الخيمة دون تعليق، 'إنه ثمن لابد ان يدفعه القائد اذا اختار الشجعان الذين غالبا ما يكونوا متمردين'، وانتشر مثل هذا النوع من الشيشة البلاستيكية في كل الجيش واعتقد ان ظروف الحرب والخدمة في الميدان تفرز انماطا من السلوك يجب على القادة تفهمها، فليس كل قواعد السلم صالحة في الحرب ولا بد ان يحظى الجندي بهامش من التسامح خاصة في قواعد الانضباط، في الواقع كانت الشيشة متنفسا للشباب في ظروف الخدمة الميدانية القاسية وانصح كل قائد ان يعيش عصر جنوده ولا يفرض عصره على جنوده فما تراه حقا يراه غيرك باطلا.

والامر ليس على اطلاقه ولكن لم تكن الشيشة جريمة نكراء بعد ذلك اليوم، والغريب انني رأيت المقدم احمد الوزان في فترة من فترات الحرب يأخذ له 'شفطة' دون ان يؤثر ذلك في انضباطه العام أو وطنيته، الا ترون معي ان معيار المصلحة العامة في احيان كثيرة هو معيار شخصي يختلف من شخص لآخر ومن زمن الى زمن، فالمهم هو الثوابت الوطنية الاساسية والقواعد الانسانية والاخلاقية التي لاتختلف بين ثقافة واخرى وزمن عن زمن.
 
التعديل الأخير:
200px-British_gulf_war.jpg



خطة عاصفة الصحراء

1ـ فكرة خطة عاصفة الصحراء فكرة بسيطة للغاية تقوم على فهم معضلة مسرح العمليات في الكويت فهو مسرح يحده من جهة الشرق البحر ومن جهة الغرب الصحراء، وهو بهذا مسرح مكشوف الاجناب ويمكن لاي قوة تملك الامكانات والتصميم ان تصل الى مؤخرة الخصم الموجود في هذا المسرح سواء من جهة الشرق عبر الانزال البحري او من جهة الغرب عبر المناورة العميقة على الاجناب وفقا لنظرية التقرب غير المباشر.

2ـ نظرية التقرب غير المباشر: هي نظرية مطبقة منذ القدم وكل القادة العظام في التاريخ حققوا اغلب انتصاراتهم من خلال تطبيقات هذه النظرية وقد تحدث عنها فيلسوف الحرب الالماني الجنرال كارل فون كوزفيتز في كتابه الشهير في الحرب ولكن الذي أطر هذه النظرية في اطارها الحديث هو المنظر الانكليزي ليدل هارت في كتابه 'استراتيجية التقرب غير المباشر' وهي نظرية تقوم على وصول القوات الى مؤخرة العدو دون الاصطدام بقوته الرئيسية لفرض واقع استراتيجي في جبهة العدو يفرض عليه مواجهة التدمير اوالاستسلام، وقد تلقف القادة الالمان هذه النظرية بعد ان ظهرت القدرة الحركية في الجيوش التي تمثلها الدبابات وطبقوها في الحرب الخاطفة التي شنت لاخضاع غرب اوروبا وطبقتها اسرائيل في كل حروبها ونجحت الا في حرب لبنان عام 2006 لانها لم تطبقها حيث حصرت مسرح العمليات في نهر الليطاني ولو وسعت مسرح العمليات عبر المناورة العميقة في سهل البقاع لخلقت واقعا استراتيجيا صعبا على قوات حزب الله.

3ـ وتقوم خطة شوارزكوف على استغلال حقيقة ان اي قوات تحتل الكويت لن تستطيع ان تغطي كل جناحها الغربي حيث لا حدود للصحراء وبالتالي ستتعرض القوات التي تحتل الكويت لخطر لا يمكنها تجنبه وهو الالتفاف على جناحها الغربي.

4ـ ومن المناسب ان اذكر للقارئ انني قد ناديت بهذه الفكرة للدفاع عن الكويت ضد غزو عراقي محتمل في دراسة قدمتها للعقيد ابراهيم الوسمي قبل الغزو بستة اشهر وقلت بالحرف الواحد: ان العدو سيركز على المدينة وسنخرجه منها دون قتال اذا قطعنا خطوط امداده بالالتفاف عبر وادي الباطن لعزل قواته في مسرح عمليات الكويت وهذا ما عمله شوارزكوف، واللواء ابراهيم الوسمي الذي يقود الآن القوات البرية شاهد حي وهو الذي استلم دراستي تلك واقترح تغيير اسمها لتكون خطة 'السادة 1' فهل هو توارد خواطر بين الخطتين ام تحليل منطقي لمسرح العمليات وفهم لاصول التخطيط الاستراتيجي؟

5ـ كان العراق يطبق تجربته في حربه مع ايران دون الانتباه الى حرية الحركة التي تتحلى بها قوات التحالف وكنت اصر على ان الجيش العراقي جيد في المعركة الدفاعية والهجوم المضاد ولكنه لا يملك خبرة وقدرة الحرب المتحركة، لقد استخدم الحرس الجمهوري لشن هجمات معاكسة ولم يستخدم في حرب متحركة وعميقة، لقد كان العدو دائما ثابتا وكان العراقيون متحركين فالآية انقلبت فالعراقيون ثابتون وينتظرون العدو والعدو يملك حرية الحركة في كل مكان، لم يفهم صدام صعوبة تقرب احتياطه العملياتي من مناطق الاختراق تحت سيادة جوية معادية.

6ـ كنت اراقب توضيع القطاعات العراقية في الجبهة عبر التقارير اليومية عن تحركاتها واعرف ان الجيش العراقي لم يغير اسلوب ترتيبه الدفاعي من حربه مع ايران وانه ينتظر منا ان نكون بقدرات المشاة الايرانيين نفسها وهذا خطأه الذي دفع ثمنه.

7ـ خطة دفاع القوات العراقية: وضع العراق الفيلق الرابع في جبهة السالمي والفيلق الثالث في جبهة المناقيش والفيلق السابع في جبهة البنيدر واحتلت 12 فرقة مشاة راجلة خط الجبهة في الكويت فقط وكل فرقة معها 40 دبابة تي 54 احتياط لمسك مواقع غلق وصد في مناطق الاختراق في جبهتها وجعل الفرقة العاشرة المدرعة احتياطا عملياتيا للفيلق السابع في منطقة 'اديرع الخلة' والفرقة السادسة المدرعة احتياطا عملياتيا للفيلق الثالث في 'اديرع الحصن' والفرقة الاولى المدرعة تؤمن خانق المطلاع كهدف استراتيجي، والفرقة الخامسة الالية احتياط عملياتي للفيلق السابع وجعل فرقة المدينة (حرس) احتياطا استراتيجيا في العبدلي وفرقة توكلنا (حرس) احتياطا استراتيجيا في منطقة جريشان وفرقة حمورابي (حرس) احتياطا استراتيجيا في غرب البصرة (الحبايش) وجعل فرقة بغداد وفرقة نبوخذ نصر في بغداد وفرقة عدنان في الكوت احتياط قيادة عامة ولتأمين بغداد.

8ـ عيوب الخط العراقية:

ا لا يوجد مع فرق النسق الاول قوات مدرعة تكفي لصد ووقف اختراق دروع العدو فقط 40 دبابة قديمة.

ب. بعد مواقع قوات الاحتياط العملياتي عن مواقع الاختراقات المحتملة مما سيمكن العدو من تفتيت الترتيب الدفاعي قبل ان تصل قوات الاحتياط ولن يكون لوصولها معنى بعد ان فقدت قاعدة انطلاقها المفترضة (مواقع الصد).

ج ـ لم تأخذ الخطة العراقية بعين الاعتبار صعوبة وصول الاحتياط العملياتي اوالاستراتيجي لقوات النسق الاول بسبب السيادة الجوية للحلفاء.

د ـ استهلكت جهود الجيش العراقي في نصب شبكة من الموانع الصناعية دون الاخذ بعين الاعتبار التفوق الهندسي المعادي.

ه ـ لم يرتكز دفاع القوات العراقية على المناطق المبنية رغم انهم مشاة بل ركز كل قوته على الدفاع في الصحراء المكشوفة مما سهل القضاء على قواته في الحملة الجوية الطويلة.

الخطة العامة للحلفاء:

قسم شوارزكوف الجبهه الى 7 قطاعات برية وقطاع بحري استخدمه للخداع الاستراتيجي فيما يعرف بعملية 'اسد البحر' ورتبت القوات البرية لتنفيذ مناورة كبرى باسلوب الهجوم بالمواجهة لتثبيت العدو والالتفاف العميق على الجناح الغربي للوصول الى مؤخرة قوات العدو (التقرب غير المباشر) لقطع طريق انسحاب القوات العراقية من مسرح عمليات الكويت وتدمير الحرس الجمهوري واجبار القوات التي في الكويت على الاستسلام كما يلي:

ا ـ القطاع الشرقي: بقيادة اللواء سلطان بن عادي المطيري من الجيش العربي السعودي ومحور انطلاقه من مدينة الخفجي ومحور تقدمه الطريق الدولي النويصيب الفحيحيل ويضم هذا القطاع مجموعة اللواء الحادي عشر السعودي ومجموعة اللواء الثامن السعودي وفرقة مشاة كويتية (القطاع الشرقي) بقيادة العقيد محمد الحرمي وتضم لواء الفتح بقيادة العقيد فؤاد حداد الايوبي وتسليحه 3 كتائب مدرعات الفهد المصرية بدون مدفعية اومهندسين ولواء الحق بقيادة العقيد عبد الهادي الراجحي ولواء بدر بقيادة العقيد ابراهيم الوسمي وهي لواءات مشاة خفيفة بدون اي اسلحة دعم ولم يشترك في معركة التحرير سوى لواء الفتح اما لواء الحق ولواء بدر فقد تم دخولهما الكويت في مرحلة التطهير وساعدت هذه القوة بتأمين المدن الجنوبية وفرض الامن فيها.
ب- قطاع المارينز: ويتمركز في منطقة 'القرعة' وهو عبارة عن فرقة مارينز مدعومة بلواء مدرع (لواء النمور) ومحور تقدمها من خبرى جلهم نحو المناقيش ثم تتجه الفرقة نحو كبد والفروانية لتأمين المطار وينفصل لواء النمور ويعبر من جهة المطلاع لمتابعة قوات العدو المتراجعة.
ج ـ قطاع الفيلق العربي الشمالي وقيادته في جنوب مدينه القيصومة ويقوده اللواء ناصر الكعبي من السعودية ويتبع هذا القطاع كل القوات العربية في القطاع الشمالي وهي خمس فرق فرقة كويتية (القطاع الشمالي) بقيادة العقيد راشد السيف وتضم لواء الشهيد المدرع 35 بقيادة العقيد سالم مسعود ولواء التحرير مشاة خفيف ويقوده العقيد خالد رديني كما يضم هذا القطاع فرقة سعودية بقيادة تركي حديجان وتتكون من لواءين سعودسيين هما مجموعة اللواء العشرين بقيادة اللواء صالح القبيل ومجموعة اللواء الرابع بقيادة اللواء.. ويقود القوات الكويتية والقوات السعودية اللواء تركي حديجان.

والقوات المصرية مكونة من فرقتين سبق تفصيلها والقوات السورية مكونة من فرقة الفرقة المدرعة التاسعة سبق شرحها.

الجيش الثالث الاميركي: يتكون من
1ـ القوات الانكليزية الفرقة المدرعة الاولى ومعها 'جرذان الصحراء' وقاطعها وادي الباطن الى خبارى العوازم ثم تلتف الى ان تقطع طريق الصبية ام قصر في منطقة حصوان جنوب البحرة والبحيث.

2ـ الفيلق السابع الاميركي: مكون من الفرق 1،2،3 الاميركية ومحورها يحده من اليمين الفرقة الانكليزية في وادي الباطن ومن اليسار شعيب ابوغار والمحور المركزي يمر في العظامي ثم ام حجول ثم ضبع ثم البولية ثم تستدير نحو الشرق وتحقق الاتصال بقوات الفرقة 24 التي ستقطع طريق البصرة الناصرية عبر الابرار الجوي في نقطة قريبة من مطار جليبة وسوف يندفع النسق الثاني للفيلق السابع لقطع طريق البصرة بغداد غرب الرميلة.

3ـ الفرقة 24 مشاة آلية: وهي فرقة من فرق التدخل السريع سابقا ويتم ابرارها بواسطة الطائرات العمودية في منطقة قريبة من مطار جليبة الذي سرعان ما سيتحول الى قاعدة للفرقة وستقطع الطريق الدولي بصرة بغداد في الحبايش ويتم تأمين الاتصال معها بواسطة قوات الفيلق السابع.
4 - الفيلق الثامن عشر: يتكون من الفرقة 82 والفرقة 101 ويتم ابرارها بواسطة الطائرات العمودية لضرب العدو لمنعه من التدخل في عمليات الفيلق السابع وينطلق من مدينة رفحة.
5 - الفرقة الاجنبية الفرنسية: وواجبها تأمين الجناح الايسر للفيلق الثامن عشر الاميركي في قاطع عمليات السلمان.
خطأ قاتل في خطة الحلفاء

1ـ في 15 فبراير وزعت خطة تحرير الكويت على القوات دون ان تحدد ساعة الصفر وان كنا نعرف انها قريبة جدا وصرفت شفافات الخطة التي ذهب ضابط عمليات الكتيبة النقيب تركي علي الشمري مع الرقيب اول فايز خلف العنزي ورسما خطة العمليات على شفاف وعندما علقت الخطة على لوحة مواقع العدو صعقت من هذه الخطة واستدعيت المقدم احمد الوزان لمدرعة القيادة ليشاهد الخطة المرسومة على الشفاف وعندما القى نظره على الشفاف هز رأسه وهو يقول غير معقول غير معقول فما هو الخطأ؟

2ـ كان الترتيب الدفاعي لقوات العدو يستند الى سلسلة من الموانع بعمق 2000 متر ويحمي المانع مواقع لقوات الحجابات تكون امام الموقع الرئيسي في حدود 2800 متر ويتكون المانع الرئيسي للعدو من حفر بترولية تم تمديد انابيب البترول الخام لها من حقل المناقيش وحقل الرميلة ويكون طول كل حفرة 100 متر تقريبا وعرضها 3 امتار وعمقها في حدود متر ونصف ويغذي كل حفرة انبوب 2 بوصة متفرع من انبوب 6 بوصات يغذي 4 حفر وكل 8 حفر يوجد بينها ممر ضيق يسمح بمرور آلية واحدة وبعد الحفر البترولية بمسافة 1800 متر يأتي حقل الالغام المضاد للدروع بعمق 80 مترا ثم تأتي موانع سلكية مضادة للمشاة والاليات عبارة عن سلك شائك بارتفاع قدمين وعلى شكل شبكة عنكبوتية بعمق 40 مترا تمثل غابة من الاسلاك الشائكة والقضبان الحديدية وبعد ذلك يأتي حقل ألغام مضاد للافراد بعمق 80 مترا ويأتي بعدها سلك شائك منفاخي وبعد ذلك يأتي الموقع الدفاعي الرئيسي خلف الموانع في حدود 400 متر.

3ـ ترتيب الموقع الدفاعي الرئيسي: رتب العدو مواقعه على اساس ان تكون حدود مسؤولية الفرقة 20 كلم وعمقها 30 وتحتل الفرقة موقعها بلوائين في الامام ولواء في الخلف ويكون خلف فرق النسق الاول فرقة في العمق من فرق الفيلق والغريب ان كل الفرق التي في النسق الاول والنسق الثاني للفيلق عبارة عن فرق مشاة وهذا معناه شيء واحد، ان معركة الفيلق تبدأ دفاعية وتستمر دفاعية وتنتهي دفاعية بحتة حتى لو تدخلت فرق الاحتياط العملياتي للفيلق والتي لن يكون لها اي دور سوى احتلال مواقع صد، نظرا لبعد الاحتياط عن مناطق الاختراق ولتفوق تسليح دروع الحلفاء على تسليح دروع الجيش العراقي وبعد قوات الحرس الجمهوري عن مسرح العمليات وصعوبة تدخله بسبب السيادة الجوية للحلفاء.

-4 كان عمق الفيلق يقع خلف قوات النسق الاول بمسافة 18كلم وبالتالي يكون عمق مسؤولية الفيلق العراقي في حدود 50كلم ومواجهة الفيلق في حدود 90 كم وهذا واسع بالنسبة للمشاة الراجلة في الصحراء المكشوفة، لقد طبق صدام تكتيكات الحرب العراقية في غير مكانها وفي ظروف تفوق العدو الاستراتيجي في المناورة والنيران.

اين الخطأ القاتل:

1- كانت مهمة القوات التي مع اللواء تركي حديجان والمكونة من لواء الشهيد المدرع 35 ويتبعه لواء التحرير، الكويتيان ومجموعة اللواء العشرون ويتبعه مجموعة اللواء الرابع، السعوديان ان تنطلق من منطقة (قلمة صباح) وتحتل معسكر اللواء 35 كهدف للمرحلة الاولى ثم تندفع نحو مدينة الفروانية عبر الصحراء مرورا ب(ارحية وامغرة والصليبية والعارضية ثم تأمين منطقة الفروانية) والقوات المصرية التي على يسارنا عليها ان تنطلق من مركز النمرتين نحو منطقة الابرق ثم تتجه الى قاعدة علي السالم الجوية بخط مستقيم نحو الشرق ثم تتجه نحو الصبية ثم الى ام قصر وكان على فرقة المارينز ان تؤمن حقول البترول في البرقان والمقوع وتؤمن المطار الدولي في الفروانية وينفصل منها لواء النمور للمرور عبر المطلاع نحوالعبدلي.

2- وهذه الخطة رغم ركاكتها التي اثبتها التطبيق العملي لكنها كانت تحتوي على خطأ لا يمكننا قبوله مهما حصل عندما ظهر على الشفافات خط سير القوتين الكويتية والسعودية فرسمت خط السير من قلمة صباح نحو المواقع الدفاعية للفرق العراقية وبعد ان نجتاز كتائب النسق الاول للالوية العراقية التي تحتل الموقع الدفاعي الاول ننحرف الى اليمين تاركين عمق العدو سليما ثم نسير مسافة 40 كلم وسط المواقع الدفاعية العراقية معرضين اجنابنا للعدو وكأن العدو سيسمح لنا بأن نمر وسط قواته معرضين اجنابنا ومؤخرتنا وخطوط امدادنا لتأثير مواقع العدو التي على جانبينا الايمن والايسر واذا مرت القوات المدرعة فان الرتل الاداري الطويل جدا، المكون من الشاحنات والتناكر ووحدات الصيانة سيمر امام مواقع العدو وبين خنادقه بسلام وهذا هراء لا يمكن قبوله.

-3 قررت ان ازور قيادة اللواء العشرون للتأكد من رسم محور الاختراق وذهبت لغرفة عمليات اللواء -3 ووجدت السهم نفسه الذي يمر وسط مواقع العدو، مرسوما فقررت ان ازور موقع القيادة المتقدم في القيصومة وهو المركز الذي يسيطر على الجبهة الشمالية (الفيلق العربي) وكان مركزا يضم عشرات الضباط السعوديين والاميركان والبريطانيين والمصريين وذهبت الى غرفة الحرب واستعنت بامير سعودي شاب صغير لكنه يتوقد ذكاء وحيوية ليمكنني من الدخول لغرفة الحرب في القيادة المتقدمة وفعلا دخلت معه فوجدت السهم نفسه الكارثة مرسوما وهنا كانت المشكلة فمن سيصدق نقيبا ومقدما امام كل هذه الهيئات وادركت ان المشكلة اعمق وقررنا ان نستعين بالسلاح السري.

-4 كان مع الكتيبة السابعة فريق من القوات الخاصة الاميركية مكون من 3 افراد وضابط برتبة نقيب، الحق لنا حديثا وكان واجبهم هو توجيه الطيران والارتباط وعندما ابلغت المقدم احمد الوزان بما رأيت في مركز القيادة المتقدم قال: وكيف الحل؟ قلت: الحل نطلب آمر القوات الخاصة الاميركية التي معنا الرائد شو ونشرح له خطورة الخطة على سلامة قواته التي معنا وهو سيتصل بالعقيد توني آمر مجموعة القوات الخاصة الخامسة وهذا العقيد الذي احبنا كثيرا سيفهم كل ما نقول وسيمنع تطبيق هذة الخطة الغبية حماية لقواته التي معنا فهو شخصية اعرفها جيدا لن يقف في وجه شوارسكوف، رغم انه عقيد فالكل يحترمه ويهابه انه الرجل الذي قال لي عندما رآني ادقق النظر في لوحة المعركة وعليها مئات المربعات الحمراء التي تشير الى المواقع العراقية فربت على كتفي ووقال: (يا صديقي النقيب ناصر لا تقلق فالجندي في المعركة لا يحتاج اكثر من بندقية وحربة وكمامة غاز كي يكون مستعدا للقتال) وحضر الرائد شو بناء على طلبنا وشرحت له الخطأ بمثل بسيط فقلت اذا كان معك مسمار طولة بوصتان ومعك لوح خشب بطول 30 بوصة عرض 15 بوصة ارتفاع بوصة واحدة وتريد ان تخترق هذا اللوح بهذا المسمار ففي اي اتجاه ستضع المسمار فقال في اتجاه البوصة الواحدة فقلت ولكن الخطة تضع المسمار وهو قوات الاختراق في اتجاه ال30 بوصة فاقتنع فورا بان هناك خطأ ولكن من سيقول للدب (شوارسكوف انه اخطأ) لم يغب الرائد شو طويلا حتى حضر توني القبيح وهو العقيد توني قائد لواء القوات الخاصة العاملة معنا وشرحت الامر له بسهو لة فقال هذا العمل غبي جدا وسأتحقق منه شخصيا وبعد يوم ابلغني النقيب ستيف وليمز ان العقيد توني يبلغ كتيبة الدبابات السابعة بانهم على حق وان القيادة المتقدمة رسمت السهم خطأ وان السهم سيصحح على كل القوات فورا.

-5 ما زلت احتفظ بالشفاف المرسوم عليه السهم الخطأ ومن هذه الواقعة يتضح ان الاخطاء يمكن ان تقع دائما وان القادة عليهم ألا يستهينوا بالمشورة العلمية مهما صغرت رتبة قائلها.
الخطة بعد التعديل

-1 تخترق قواتنا دفاعات العدو شمال مطافي السالمي حتى عمق الفيلق الرابع جنوب ميدان الابرق وذلك من خلال سحق قوات فرقة المشاة العراقية الثلاثين كهدف للمرحلة الاولى ثم تلتف قواتنا باستدارة كبيرة نحوالشرق وتطوق الفرقتين 16و36 من الخلف وتحتل معسكر اللواء 35 كهدف المرحلة الثانية وبهذا فاننا نخترق العدو من اقصر نقطة ثم نطوق قواته التي ستسقط دون قتال.
2ـ وفي المرحلة الثالثة فاننا سنمر من خلال مواقع الفرقة المدرعة الاولى بعد ان تكون فرقة المارينز قد سحقتها واتجه لواء النمور الاميركي شمالا الى المطلاع قبل مرورنا بساعات وستتولى قوات المارينز تدمير قوات الفيلق السابع في منطقة المناقيش وكبد وجويهل الى المطار الدولى وستتولى القوات الكويتية والسعودية تطهير المناطق المبنية بما فيها العاصمة والجهراء.

3ـ تحتل القوات المصرية الابرق كهدف مرحلة اولى وتستدير شرقا عبر خباري سالم وتنحدر مرورا بشعيب النعايم ثم ام رجم ثم خشم العفري وتحتل قاعدة علي السالم الجوية كهدف المرحلة الثانية تندفع القوات المصرية نحو الصبية وفي اتجاه الحدود مع العراق عند ام قصر في المرحلة الثالثة.

-4 تكون القوات السورية احتياطا للفيلق العربي.

5. لا تغيير على خطة عمليات القاطع الشرقي.
اعادة التجميع للقتال

1ـ بعد ان صدرت الخطة العامة للهجوم وبناء على طلب العقيد سالم مسعود تمت اعادة الكتيبة السابعة للواء 35 بعد ان كانت مفرزة مع اللواء العشرين واعطيت سرية الدبابات 2 بقيادة النقيب طالب جويعد الشمري من الكتيبة السابعة للواء العشرين لتقود عمليات فتح الثغرة والحقت كتيبة المشاة الآلية الثالثة من اللواء العشرين مع لواء الشهيد 35 بقيادة العقيد غازي العتيبي وألحق معه الرائد محمد مزعل ليكون ضابط عمليات له وكان الرائد محمد مزعل في القيادة الكويتية وطلب ان يلحق مع القوات المهاجمة وصار في مقدمتها فتحية لهذا البطل علما بانه من ضباط الكتيبة السابعة في السابق.

-2 الحقت سرية مشاة آلية من الكتيبة الثالثة السعودية مع كتائب الدروع في اللواء 35 فكان قائد سرية المشاة الثانية الرائد البطل وحشان القرني مع كتيبة الدبابات السابعة وكان مقداما وشجاعا وحكيما ومتعاونا وترك بصمة لا تنسى في الكتيبة السابعة وكان رجلا كبير القلب وبعيدا عن الشكليات كان برتبة رائد يقود سرية وكنت برتبة نقيب مساعد قائد الكتيبة ولم يعترض وقال انا جئت لمساعدتكم على تحرير الكويت ولم آت ابحث عن المناصب وكان ظريفا وحاضر الدعابة، ففي اثناء المعركة غادر المقدم دبابته ليصلي فطلب مني تسلم القيادة وكان علينا قصف شديد والكل مشدود الاعصاب فلما سمع انني أتسلم القيادة ناداني وقال انت يا نقيب ناصر تسلم القيادة وانا الرائد وحشان سوف احضر لكم الغداء او سأقطع بصلا لحين عودة مقدمك اسمع يا ناصر انت ومقدمك هذا احترما حالكما والا ؟! فاعتذرت منه وقلت انت سيدنا وكل ما في الامر انني انا الذي في مدرعة القيادة التي فيها الاتصالات كلها واذا يرغب يحضر للمدرعة وسأسلمه القيادة فقال: خلاص تسلم القيادة انت واحترم حالك والا فقلت: انا تحت اوامرك. فقال: ايوه كده والا.. وشككت في الامر من تكرار والا فقلت والا ماذا فقال لسه مش فاهم هذي حرب يا استاذ اقصد اذا ما يعجبك كلامي انا راح اقطع بصل زي ما يأمر القائد ما في تمرد في الحرب يا ناصر ايش ما يطلب المقدم ينفذ فضحكنا على روح الفكاهة عنده حتى تحت القصف الشديد ولم تكن هي المرة الاولى له في الحرب فقد اصيب في احداث الحرم المكي في فتنة جهيمان وكانت اصابته خطرة ولكن استعاد لياقته.

-3 نظرا لافتقار المهندسين التاريخي في الجيش الكويتي للمعدات العسكرية فقد الحقت سرية المهندسين في مجموعة اللواء الرابع السعودي بكل معداتها للواء 35 وهي التي تولت فتح الثغرات بمساعدة مهندسي اللواء الذين لا يملكون اي معدة سوى تراكتورات والى ساعة تقاعدي لا يملك المهندسون سوى التراكتورات.

تنفيذ الخطة العامة

-1 قرر اللواء تركي حديجان ان ينفذ المهمة الموكلة لقواته (سعودية - كويتية مشتركة) عبر الهجوم في مواجهة لوائين في الامام ولوائين في الخلف.

-2 لواء الشهيد المدرع 35 (كويتي) في الامام يمين يتبعه لواء التحرير (كويتي) ومجموعة اللواء20 (سعودي) في الامام يسار وتتبعه مجموعة اللواء الرابع (سعودي).

-3 تتولى سرية الهندسة المدرعة في اللواء الرابع السعودي فتح ثغرتين لعبور لواء الشهيد المدرع 35 كما ستتولى سرية الهندسة المدرعة في اللواء العشرين فتح ثغرتين لعبور اللواء العشرين.
خطة آمر لواء الشهيد المدرع 35

-1 قرر العقيد سالم مسعود ان تتولى كتائب المشاة عمليات فتح الثغرات وتأمين عمل المهندسين والحق فصيلي دبابات من الكتيبة الثامنة مع كل كتيبة مشاة لحماية المشاة والمهندسين اثناء العمل في فتح الثغرات وقد انفصلت سرية دبابات من الكتيبة السابعة لدعم اللواء العشرين.

4ـ تفتح كتيبة المشاة الثانية بقيادة المقدم حمد الرشيدي ويساعده حامد السنافي العازمي ثغرة واحدة تعبر منها الكتيبة السابعة بقيادة المقدم احمد الوزان ويساعده ناصر الدويلة وستتولى الكتيبة السابعة الاندفاع نحو عمق الفيلق الرابع الى جنوب ميدان رماية الابرق غرب النقطة K64.

5ـ تفتح كتيبة المشاة الثالثة بقيادة العقيد غازي العتيبي ثغرة وتعبر منها كتيبة الدبابات الثامنة التي يقودها المقدم علي الملا ويساعده النقيب هباس الظفيري وتندفع الى عمق الفيلق الرابع على خط الشماليات العسكري 40.
 
التعديل الأخير:
'ردة الفرسان'
دراسة عن وقائع الغزو والتحرير ودروسهما ( 3)

.. وخرج عظم 'لوبان' من ساعده.. فأصر على تدريبنا بعد 4 أيام! عدد القراء:

[/URL]

07/10/2007

بقلم: المقدم المتقاعد - المحامي ناصر الدويلة

استوعب جنود الدبابات في يوم ما يستوعبونه في أسبوع انتعشت آمالنا مع رؤيتنا الرتل يتوجه للرماية
شباب أحضروا بطاقات أقاربهم لينضموا باسمهم إلى الجيش 12 مدربا صربيا ساعدونا في التدريب على ال'إم84-'
مع كل دورة كنا نختصر أيام التدريب تمسكنا بالحصول على 39 شاحنة 'شناير' أي 60% من شاحنات الجيش

'ردة الفرسان' دراسة للمقدم المتقاعد ناصر الدويلة حول دروس تجربة الغزو العراقي لدولة الكويت في ،1990/8/2 ثم التحرير في يناير 1991 من الغزو الصدامي المجرم. ويؤكد الدويلة في دراسته، التي تصدر في كتاب بعد فترة، ان الجيش الكويتي كان قادرا على صد الغزو لفترة طويلة لو توافر له القرار السياسي والتخطيط الجيد. لأنه كان متفوقا على الغازي في جملة عوامل، اولها انه يقاتل على ارضه، وثانيها انه يمتلك تفوقا في نوعية الاسلحة المستخدمة، والاهم من هذا وذاك ان المعارك المتفرقة والمحدودة اثبتت وجود رغبة في التضحية لدى الجندي الكويتي للدفاع عن ارضه.
ما اراده المقدم ناصر الدويلة من دراسته هو استخلاص الدروس لمنع تكرار الاخطاء، لأن لديه قناعة راسخة بأن الخطر لا يزال ماثلا على الكويت ويجب ان تستعد له بكل ما اوتيت من امكانات.
وننشر في 'القبس' القسم الاخير من الدراسة المتعلقة بمرحلة التحرير:

الرماية بالذخيرة الحية

استمرت الدورة بحماس عال، واستوعب الجنود في يوم مايستوعبونه في اسبوع، وحرص الجميع على التدريب وكانت لحظات سعيدة في اول يوم أشاهد الجنود يؤدون الدرس الاول العملي في سياقة الدبابات والامار والمدفعيين يقومون بمحاصرة الأهداف في المعركة، كان يوما رائعا وكان الجميع يتنافسون، حتى ادركت انني استطيع ان اختصر برنامج الدورة من 15 يوما الى 10 ايام، ولكن المقدم احمد الوزان أصر على الالتزام بالبرنامج الموضوع دون تغيير، وفعلا بعد اسبوعين انتهت الدورة بنجاح باهر، والمطلوب الآن إجراء الرماية بالذخيرة الحية للمرة الاولى، وقد صدرت أوامر الحركة حسبما هومخطط لها وقررنا ان تكون الرمايه شاملة كل الفنون للجميع، فلا نعلم إن كنا سنستطيع ان نعيد الرماية مرة اخرى قبل الحرب ام انها ستكون المرة الاولى وستبدأ الحرب خلال اسابيع ونحن نشرف على نهاية شهر 11 عام 1990.
بعد تمام التدريب على الدبابات قام كل طاقم باستلام دبابته، واصبح في كل سرية 11 دبابة، واصطفت امام السرايا الدبابات الجديدة، بالاضافة الى دبابات التشيفتن القديمة، ووقفت امام خيمة آمر الكتيبة دبابة القائد وامام خيمتي مدرعة القيادة وأصبحت كتيبة الدبابات 7 محل أنظار الجميع وكثرت الزيارات لنا لدرجة تجد ان الجنود والضباط يقومون بدور المدربين في شرح خواص هذا السلاح واسلوب عمله ونقاط تفوق دبابتنا على الدبابات العراقية، والواقع انها دبابة تتفوق على جميع الدبابات في الجبهة عدا الدبابات الاميركية.

رتل الدبابات

تم حجز ميدان الرماية بالذخيرة الحية في منطقة 'غباشة' التي تقع الى الغرب من مدينة الملك خالد العسكرية وتبعد عن موقع تمركز الكتيبة مسافة 170 كلم وتحركت مع السرية الاولى للميدان وقد تم نقل الذخائرالحية ايضا التي سلمت مع الدباباتو وكان لحركة الرتل المحمل بالدبابات تأثير السحر فينا، لقد انتعشت آمالنا مرة اخرى بخوض حرب التحرير، وببناء الجيش الكويتي، ووصلنا الى الميدان وقد وضعت خطة الرماية بحيث لا يتم تعبئة الدبابات كاملة بالذخيرة بل كنا نعبئ كل مرحلة من مراحل الرماية على حدة، وذلك ليتعود الجنود والضباط على أسلوب تعبئة الذخيرة وكذلك على اسلوب اعادة التعبئة في الميدان، وأذكر اننا قد أعدنا التذكيرعلى دروس التعبئة والرماية وأعدنا التأكيد على احتياطات الأمان، وكان بعض اطقم الدبابات يتعامل لأول مرة في حياته مع الدبابة، فلم يكونوا قد خدموا في وحدات الدروع من قبل، بل ان بعضهم كانوا مدنيين تطوعوا بالسعودية وانخرطوا في الكتيبة 7 ضمن وحدات التعزيز، وكان حسن شارع العجمي طالبا في ثالثة ثانوي وعمره لا يتجاوز 17 سنة، ولشدة حماسه للقتال استعار هوية قريب له يعمل في سلك الشرطة والتحق بالجيش الكويتي باسم قريبه وطلب ان ينضم لسلاح الدروع، فكان ضمن قوة التعزيز للكتيبة 7 وعمل كسائق دبابة، وكذلك المجند علي غزاي العتيبي، وكذلك حسن المخيال، الذي كان جنديا في الحرس الوطني واحضره والده وأصر ان يكون مع طاقم الدبابة، وكان بعضهم جنودا في المطافئ، وآخرون في الشرطة، وكلهم حماسه للقتال، واستوعبوا دروس الدبابات بشكل جيد جدا ولم يكن الامر ينحصر على اطقم الدبابات، فقد كانت المعركة تحتاج لكل التخصصات، فالعقيد محسن عفاش من الحرس الوطني احضر لي ابنه الصغير صباح - رحمه الله - وطلب ان يكون في الكتيبة السابعة وكان صغير السن، فعينته مسعفا في عيادة الكتيبة، وكان اول عمل قام به بهذه الصفة ان ولدت بين يديه امرأة في سيارة الاسعاف؟!.. لا بد للحياة ان تسير بأي وجه والمهم انه نجح مشروعنا وبدأت الرماية.

أنواع الرماية

وتمت إصابةالأهداف بسهولة نظرا لوجود منظومة السيطرة النارية الحديثة المزودة بكمبيوتر رمي فعال يجعل من اي هدف متحرك على هذه المسافة هدفا مدمرا.. وواجهتنا مشكلة في اصابة الأهداف المقبلة اوالمدبرة حيث لم تستطع الدبابات اصابة الأهداف بقذائف المتفجر اوالحارق من هذه المسافة رغم انها اصابت الأهداف عند استخدام قذائف الخارق لسرعتها الابتدائية العالية جدا ولكون خط سير الخارق على هذه المسافة مشدودا جدا بحيث تختفي فيه فوارق المسافة الى 600 متر واكتشفنا ان كمبيوتر الرمي في الدبابة اليوغسلافية يعطي تصحيحات الرمي للهدف المتحرك يمين اويسار بدقة عالية ولكنه لا يعطي اي تصحيح للهدف المقبل اوالمدبر ونظرا لكوننا ضباط دروع محترفين فقد قررنا ان يكون الاشتباك مع الأهداف المقبلة بقذائف الخارق فقط وان لاتزيد مسافة الاشتباك مع الأهداف المقبلة على مسافة 1800 متر ونظرا لاننا سنخوض معركة هجومية يكون العدو فيها غالبا في خنادق اومواقع ثابتة فلم تكن هذه معضلة كبيرة بالنسبة لنا حيث يمكننا الاشتباك من حالة الثبات مع العدو من مسافة 2800 متر قبل ان ندخل في مسافة اشتباك دبابات العدو.

اما النوع الثالث من الرماية فقد كان الرماية الليلية على مسافة 1200متر وكانت الدبابات مزودة بمناظير ليلية سلبية تستخدم ضوء النجوم وهي مناظير محدودة الرؤية بقدر مايكون في السماء من ضوء ولها سلبيات كثيرة ولكنها متفوقة على ما لدى العدو ايضا، وجربت المناظير الليلية في الليالي المقمرة لمسافة تزيد على 3000 متر بكفاءة عالية ولكنها تقل الى 1000 متر في حالة الغيوم اوفي الليالي المظلمة.
وقد بدأنا الرمي واول من بدأ الرمي الضباط وواجهنا اعطالا كثيرة ولكنها متوقعة، كما واجهنا التحديدات الفنية للدبابة حيث ان منظومة الرمي المركبة على الدبابة منظومة مستوردة لها من خارج بلد التصنيع فكان لابد ان تكون هناك تحديدات فنية لم يتمكن المصنع من تجاوزها مثل اختلاف خط النار عن خط النظر في الزوايا المنخفضة فمدفع الدبابات له درجة انخفاض محدودة (7 درجات) بسبب انخفاض البرج في الدبابة الشرقية عنها في الدبابة الغربية التي تصل فيها الدرجة الى (12) وكان الناظور المركب على الدبابة اليوغسلافية يمكن ان تصل زاوية النظر فيه الى اكثر من (-10) وهنا سيرفض الكمبيوتر عملية الاطلاق لاختلاف خط النار عن خط النظر وهي مشكلة تصنيع ليس لها حل الا تعديل وضع الدبابة لتعديل خط النار لدرجة اقل من (- 7) وكانت هذه المشكلة غير معروفة لدينا ولن تنفع فيها جميع حلول الاطلاق المتعثر المعروفة في حالة العمل الفوري وهو مصطلح يقوله الرامي في حالة تعطل الرماية بعد الضغط على الزناد وحيث انها المرة الاولى التي نتعامل فيها مع هذه التكنولوجيا فلم يكن المدربون ولا الضباط على علم بهذا النوع من التوقيفات الذي اصابنا بالاحباط حتى تدخل لوبان وما ادراك ما لوبان.

المقدم لوبان البطل المظلوم

وصل مع الدبابات اليوغسلافية فريق من الفنيين اليوغسلاف لتقديم الدعم لنا في الميدان والمشكلة ان يوغسلافيا لم تكن قد دخلت الحرب وهي بلد محايد وعقيدتها شرقية وميولها مع العراق ولكنها التزمت بعقدها مع حكومة الكويت فوصل مايقارب 12 فنيا يوغسلافيا مع الدبابات وكانوا بحق عبارة عن كتيبة صيانة كاملة وكان معهم خبير في الرماية هو المقدم لوبان وهو ضابط مخضرم يبلغ من العمر انذاك 50 عاما وزوجته كرواتية ويقيم في كرواتيا واصله صربي ولديه بنتان وكان معنا في فترة التدريب النظري، وكان ينام مع الجنود في الصحراء لحبه العمل، في حين ان الفريق اليوغسلافي يعود يوميا للمبيت في القاعدة التي تبعد عنا مسافة 120 كلم تقريبا.

وكان أهم مرحلة للوبان هي مرحلة الرماية الحية وكان يقفز من دبابة الى دبابة لتصليح الاعطال ولاعادة تعليم الطلبة اوحتى المدربين على كيفية تصليح الاعطال في الرمي.

وفي مرحلة الرماية الليلية وكانت ليلة باردة تعطلت احدى الدبابات فطلبنا لوبان ليحضر وكان المدفعي قد ارتكب عدة اخطاء مركبة وقد ضغط على زر اعادة التعبئة عدة مرات دون ان تعبأ الدبابة بسبب احد المفاتيح وعندما ركب لوبان محل الآمر لاكتشاف العطل حرك المدفعي المفتاح، الصحيح اثناء وضع لوبان يده على ذراع قذف الفوارغ فتحرك الذراع بسرعة وكسر ذراع لوبان وخرجت عظمتا الساعد خارج اللحم فاغمي عليه من شدة الضربة ولم يتنبه احد له لمدة تزيد على 10دقائق، وكنا نعتقد انه يقوم بتصليح العطل فالمحرك يدور والليل حالك الظلام وهناك الكثير من الاعمال المطلوب انجازها وقد افاق بعد اكثر من 10 دقائق ووجد ذراعه قد انطوت للخلف وهو يشعر بالعظام للخارج فسحب ذراعه بصعوبة بالغة واعاد الساعد الى وضعه الطبيعي واسنده بيده الاخرى وحاول الخروج من البرج وعندما وقف اغمي عليه مرة اخرى وهنا انتبه إليه احد الضباط واسرع إليه وتم سحبه خارج البرج وافاق وطلب من الضباط عدم ابلاغ الجنود كي لايؤثر ذلك في عملية الرمي وتم انزاله بمساعدة آخر ووقف منتصبا على رجليه وطلب نقله الى المستشفى وادعى انه مصاب بجرح بسيط وهو يتصنع الضحك وحينما حضرت له وكان واقفا لم الاحظ انه مصاب وكان يضحك وقال جرحت نفسي واريد الرجوع للخلف ولم نلاحظ مقدار اصابته لانه كان يرتدي جاكيت داكنا ولا يظهر من ساعده شيء وركب سيارة وانيت ولم يركب في الاسعاف كي لا يربك المتدربين، وبمجرد وصوله لمستشفى القاعدة تم ادخاله غرفة العمليات واجريت له عملية معقدة دامت 6 ساعات ركبت له فيها دعامتان حديديتان واعيد ترميم العظم وطلب منه الدكتور عدم مغادرة المستشفى لمدة 20 يوما الا انه بعد 4 ايام عاد إلى الميدان وعليه الجبس الذي استمر فيه لمدة شهرين.
توالت السرايا في الرمي وكلما انتهت رماية سرية رجعت وحضرت سرية محلها وهكذا على مدى 7 ايام حتى تم الانتهاء من الرماية بنجاح كبير.
مخالفة الأوامر.

كان من المقرر ان تبدأ دورة الكتيبة 8 بعد انتهاء الرماية بثلاثة ايام حيث انتهت الرماية يوم الجمعة ليلا، وهنا حضر المدربون وطلبوا مني اجازة لمدة اسبوع حيث انهم امضوا اكثر من 24 يوما في الصحراء دون اجازة قلت: ان المطلوب ان تبدأ دورة الكتيبة 8 يوم الاثنين، فقالوا: وهل سنبقى 3 اسابيع اخرى دون اجازة، وامام تقديري لظروفهم اضطررت ان اخالف تعليمات المقدم احمد الوزان الصارمة لعدم منح المدربين اكثر من 48 ساعة ليعودوا يوم الاثنين لتدريب الكتيبة 8، ولكنني ضعيف امام المنطق فاعطيت المدربين اجازة لمدة اسبوع على ان يعودوا للعمل مساء يوم الجمعة ليبدأ تدريب الكتيبة 8 يوم السبت ولمدة 10 ايام بدلا من اسبوعين، وعندما علم المقدم احمد الوزان ان المدربين لن يعودوا لمدة اسبوع غضب علي غضبا شديدا، وأظنه كان يرغب بضربي فقد أمسك بيديه بصدري واخذ يهزني بجنون، ولانني مذنب لم ارد عليه بكلمة واحدة ونفخ ثلاث مرات وهز رأسه ودفعني، وبعد ان سار 3 خطوات رجع والتفت إلي والغضب يلعب برأسه فقال 'لاتجعلني اتصرف معك تصرفا قاسيا جدا' ولم ارد عليه ونفخ ثلاث نفخات واستدار لخيمته ولم يكلمني منذ يوم الاثنين لغاية يوم السبت عندما عاد المدربون وبدأت دورة الكتيبة 8 وهي اكثر مرة غضب علي المقدم احمد الوزان في حياته، ولوكان الذي ارتكب المخالفة غيري لكانت مثل تلك المخالفة سببا لقطيعة ابدية بينه وبين المقدم احمد الوزان، ولكنه كان يحبني ويحترم علمي ويثق باخلاصي رغم اختلاف الطباع بيني وبينه.

ولكن المدربين حينما عادوا من اجازاتهم وجدتهم قد استعادوا حيويتهم ونشاطهم واندفعوا للعمل بطاقة متجددة وانجزوا مهمتهم في 10 ايام بكفاءة عالية خاصة انهم قد اكتسبوا خبرة في التدريب والرماية فكانت نتائجهم ممتازة ولم اندم على منحي تلك الاجازة للمدربين وكنت اتوقع ردة فعل المقدم احمد الوزان، ولكنني كنت مقتنعا بحقهم في الاجازة وانها ستكون ضرورية لاستمرار نشاطهم. بدأت بعد ذلك مرحلة جديدة في تدريب الكتيبة 7.

مرحلة التدريب التكتيكي

بمجرد ما انتهينا من مرحلة التدريب الفردي انتقلنا الى مرحلة تدريب الفصائل على معركة الفصيل، ومهارات الحركة في الميدان وتشكيلات الفصيل، ثم بدأنا مرحلة تدريب السرايا على عمليات التقرب النهاري والليلي وعلى تشكيلات السرية واوجه الحرب من تقدم ودفاع وهجوم وانسحاب، ثم تطور التدريب للوصول الى العمليات الخاصة وهي عبور الثغرات في حقول الالغام وعمليات عبور السواتر الترابية والخنادق المضادة للدبابات والتعامل على الحفر البترولية وعمليات اسناد وحدات الاقتحام وعمليات التوسع خلف الثغرة واحتلال موضع قدم خلف موانع العدو واستمرت التدريبات ليلا ونهارا مارس خلالها الجنود الاستخدام العملي لدباباتهم في الميدان وتدربوا بشدة على عمليات التصفير للمدافع والرشاشات وارتفعت الروح المعنوية كلما ارتفع مستوى التدريب في الكتيبة واكتسبنا ثقة بالنفس وبالسلاح وبدأنا نعد الايام لمعركة التحرير. ونتيجة لذلك كان لدينا كل يوم عشاء في سرية من السرايا ويعقب العشاء عرضة بالسيوف والطبول والطيران فاحدثت هذه الحفلات حماسة وترابطا بين الضباط والجنود، وكانت مثل هذه الحفلات ترطب نفوسنا خاصة شيلات السامري واناشيد الحرب والعرضة، وكان منظر السيوف في ايدي الضباط جميلا ولهم خيلاء حتى ان الملازم مناع الشمري طلب مني ان اعيره سيفا في العمليات، فسألته لماذا؟ قال انا متأكد من النصر واريد ان اشهر السيف في وجه الاسرى لارهابهم لانهم سيتوقعون منا قطع رؤوسهم بسبب ما ارتكبوه من جرائم في حقنا.

اللواء 35 وحدة فاعلة مرة أخرى

بعد انتهاء التدريب بالنسبة للكتيبة السابعة والكتيبة الثامنة استعاد اللواء قوته القتالية ونشطت تمارين التكتيكات الصغرى التي كنا ندرب فيها الأمار الاصاغر على الاستخدام التعبوي للدبابة الجديدة، وهي تمارين نهدف منها الى تأقلم الجنود والضباط مع الامكانات الفنية للسلاح وازالة الرهبة منه، فالدبابة آلة ثقيلة تحتاج الى كثيرمن المهارة والتدريب للتأقلم معها والتعرف على امكاناتها.

التشكيل النهائي للواء

بعد ان استكمل لواء الشهيد المدرع 35 تدريب قواته ودخلت كتيبة الدبابات 8 دورة على الدبابات الجديدة وانجزت التدريب في 10 ايام، وهذا يؤكد ان تحويل الكتائب المحترفة من سلاح قديم الى سلاح حديث امر ليس بالصعب جدا، فقد قدرت كما بينت سابقا ان تكون الدورة التحويلية اسبوعين، وبعد ان نفذنا اول دورة بالنسبة للكتيبة 7 اتضح لنا انه يمكننا ان نختصر الدورة الى اقل من ذلك، لذلك جعلت برنامج تدريب الكتيبة 8 فقط عشرة ايام وكنت رئيس لجنة تدريب واستيعاب الدبابات الجديدة، ولا اذكر ان احدا عينني رئيسا للجنة اوانه قد صدر امر بذلك ولكن المقدم احمد الوزان قائدي المباشر كلفني بأن اتولى مهمة تجهيز واعداد برامج التدريب وإنشاء مدرسة الدروع في الصحراء، وعلى هذا الاساس فرضت نفسي كسلطة واقعية تعامل معها الجميع برضى، وكنت بهذه الصفة اخاطب كل القيادات دون المرور على قيادة اللواء 35، واوجدت لنفسي منبرا اعترف به الجميع كأمر واقع والحقيقة التي يجب ألا تغيب ان كل الجهود كانت منصبة لانجاح مهمتي التي يتوقف عليها مستقبل اللواء 35، ولم يكن احد يسأل من اعطاك هذه الصلاحية او من سلمك هذه المهمة، كما ان المقدم احمد الوزان هو الذي يفرض ما يريد بالنسبة لاي امر يتعلق بكتيبة الدبابات 7 ولم تكن أوامره تناقش من اي سلطة. وبعد ان انجزت كتيبة الدبابات 8 مهمتها واستلمت دباباتها كان لهذا اليوم اثر كبير جدا على كل المستويات، لقد بذل آمر وضباط كتيبة الدبابات 8 جهدا كبيرا ونجحوا في تحدي الصعاب واستطاعوا في 10 ايام اتمام دورة التدريب على الدبابة اليوغسلافية M84 الحديثة.

معركة تجهيز الكتيبة

في هذه الاثناء كان الوقت في نهاية ديسمبر وكانت الكتيبة قد انتزعت لنفسها العديد من المعدات والتجهيزات التي كنا نحصل عليها بكل الطرق من القيادة وقبل ان نتحرك من موقع القيصومة انتزعنا 39 شاحنه جديدة نوع شتاير من القيادة الكويتية في حفر الباطن وكان الجيش قد اشترى هذة الشاحنات وعددها 60 شاحنة وقد خصصتها القيادة لدعم الوحدات الجديدة وما لم نكن نعرفه ان الرسالة التي ارسلتها لسمو الشيخ سعد قبل شهر ونصف الشهر قد تفاعلت جدا وصدرت الاوامر بتسليم قيادة القوة للعقيد راشد السيف ولم يكن قد صدر امر بتنحية آمر القوة الكويتية فهو لا يزال في ذلك الوقت الآمر ولكن موقفه غير واضح ولقد تأثر بشدة فهوالذي أسس القوة وهوالذي عمل كل هذا الجهد الجبار والآن يتم عزله في الوقت الذي شارفت فيه المعركة على البدء.

اتفقت مع المقدم احمد الوزان ان نستقبل حالة الاهتمام التي شعرنا بها كلما دخل هو او دخلت انا الى مبنى القيادة في حفر الباطن وقد كنا نقاتل للحصول على التجهيزات واذا حصلنا عليها تعالت اصوات القابعين في خيامهم يطالبون باقتسام تلك التجهيزات مع الكتيبة السابعة وهيهات ما دام احمد الوزان موجودا فهو مستعد للانفصال عن اللواء ولا يأخذ احد منه شيء وكان العقيد سالم يقدر المقدم احمد كثيرا واحمد لا يلين وشعاره ما اخذناه بالقوة لن نفرط فيه ابدا.

عند تولي العقيد راشد السيف القيادة هجمت عليه والمقدم احمد نطلب منه ان يسلمنا 39 شاحنة شتاير فقال انتم اكثر وحدات الجيش تجهيزا وعندكم اكثر من24 شاحنه كارجوولا يمكن ان تتسلموا اي شاحنة، فقال المقدم احمد الشاحنات التي عندنا اخذناها رغم انوف العراقيين وليس لاحد فضل علينا الا الله وحده، اما هذه الشاحنات فنحن من طلبها وسجلناها من ضمن احتياجاتنا وتم شراؤها بالعدد الذي طلبت به، فان كانت وحدات الجيش نائمة والآن تريد ان تتقاسم معي نقليات الخط الثاني فهيهات واحتد النقاش وطلب المقدم احمد الاتصال بالعميد جاسم شهاب وكان الشجار مع الكتيبة السابعة هوآخر ما يحتاجه العميد جاسم في محنته مع القيادة السياسية فقال للعقيد راشد خلاص خلاص هم طلبوها وهم يستاهلونها فتعجب العقيد راشد الذي وقع امر صرف الشاحنات التي تمثل 60 % من شاحنات الجيش.

لم يكن لدينا اي سواق للشاحنات فطلبنا من العقيد راشد ان يصدر امرا بتعزيزنا بعدد 40 عسكريا من السواقين واصدر الامر وجمعت السائقين ليلا وانطلق المقدم احمد للكتيبة فرحا وانا بت ليلتي في المدينة العسكرية انتظر الصباح.

تنازع الشاحنات

في الصباح الباكر اخذت السائقين وذهبت للعقيد متعب بنيه الخرينج مدير الامداد ومعي امر صرف 39 شاحنة فهز رأسه وقال والله تستاهلونها غيركم نايم وانتم كل يوم تتعاركون مع القيادة وصرفت الشاحنات وتعلم الجنود على سياقتها لمدة ساعة ثم انطلقنا نحوموقع الكتيبة وكان لدخول القافلة المكونة من رتل كبير من الشاحنات جديدة وقع الصاعقة على الجميع وجاء امار الكتائب لقائد اللواء يهرعون ويطالبونه بأن يصرف لهم مثلما صرف للكتيبة السابعة فقال لم اصرف لها شيئا وعلى الكتيبة ان تسلم.

كان المقدم احمد يعرف ما سيحاول قادة الوحدات فعله لذلك حضر عند آمر اللواء واخرج له جدول الاحتياجات التي رفعها لقيادة اللواء في شهر سبتمبر وقال تم شراء الشاحنات بناء على طلبنا ولوطلبتم انتم لتم الشراء لكم ايضا ولن يتسلم احد اي شاحنة مهما حصل ولقد حاول العقيد سالم ان يشرح للمقدم احمد موقف الكتائب الحرج وان الكتيبة السابعة تملك اكثر من كل اللواء مجتمع من شاحناتها القديمة فقال ليس لكم التكلم بما عندنا فقد اخرجناها رغما عن صدام وليس لكم ان تطلبوا منا شيئا من هذه الشاحنات فقد رفعتم احتياجاتكم ورفعنا احتياجاتنا فكل قد وصله ما طلب وبعد التوسل قرر ان يعطي قيادة اللواء 6 شاحنات مدنية اخرى قديمة تم الاستيلاء عليها من داخل الكويت ولم يعطهم اي شاحنة جديدة ولكن بعد يوم اعطى الكتيبة الثامنة 6 شاحنات جديدة تقديرا لبطولتها يوم الغزو ولقرب هذة الكتيبة من نفوسنا رغم التنافس الشريف بيننا.
لم اكن اخشى ان يعطيهم المقدم احمد شيئا فانا اعرفة جيدا فهو لا يحب التواكل فكل انسان يجب ان يسعى لنيل حقوقه واما حياة الطحالب التي تقتات على رزق الآخرين فهي عدوه اللدود.

انتزاع اجهزة الاتصال اللاسلكي

1ـ تميزت كتيبة الدبابات السابعة انها تطبق كل ما تعلمته من دروس فورا لذلك فقد كنا بحاجة الى ان نؤمن اتصال مع الوحدات الادارية الخلفية داخل الكتيبة ولقد اجتهدنا للبحث عن حلول لهذة المشكلة والتي لا يمكن حلها الا بالحصول على اجهزة لاسلكية كثيرة فالرتل الاداري للكتيبة السابعة كبير جدا ونحن نطبق الانساق الادارية كاملة وقد قررنا ان تكون كل انساق الخط الاول تحت سيطرة الكتيبة لعدم وجود تنظيم اداري في قيادة اللواء ولمعرفتنا بقدرات ضباط الادارة لذلك كانت هذة المشكلة معقدة جدا فلا آليات اتصال ولا اجهزة لاسلكية فمن اين نبدأ؟.
2ـ لقد تعلمت شيئا ان المحارب عليه شيء واحد وهوالعمل الصحيح والعزيمة وان النتيجة بيد الله فالله لا يطلب من المقاتل في سبيله الا بذل جهده واجتهاده والنتائج بيده سبحانه وتعالى ولقد شاهدت هذا الامر في كل حياتي العسكرية ولله الحمد.
3ـ ذهبت للقاعدة اتحسس عن اجهزة لا سلكية يمكن توفيرها حتى لوكانت اجهزة مدنية من النوع الذي تستخدمه سيارات الاجرة.

لوبان أيضا

4ـ قال لي لوبان الخبير اليوغسلافي ان الصفقة اليوغسلافية فيها عدد من الاجهزة اللاسلكية وهي مخزنة في الصناديق وكانت معلومة مهمة طرت لها فرحا فتقدمت للعقيد راشد السيف ان يصرف لنا الاجهزة التي جاءت بالصفقة، حيث انها للدبابات والواقع انني لم اكن اعلم عنها شيئا وكان ضباط الاشارة يعرفون عنها كل شيء وهي ليست للدبابات بل لمدرسة الدروع ولمدرسة الاشارة فاقنعته بصرف 16 جهازا للكتيبة السابعة والواقع ان وجودي في القيادة اصبح يسبب قلقا للجميع اما لوحضر المقدم احمد الوزان فان الامر ينذر بكارثة محققة.

-5 وعندما اصدر العقيد راشد امر الصرف لي صعق ضباط الاشارة ورفضوا تنفيذ الامر لأنه غير صحيح ان هذه الاجهزة لم تخصص بالصفقة لوحدات الدبابات وانهم في حاجة لها وكذلك باقي الوحدات في حاجة لها وصارت مجادلات كبيرة بيني وبين ضباط الاشارة لدرجة انني فكرت ان احضر جنودا من الكتيبة واقتحم المستودع واخذ الاجهزة اعتمادا على امر الصرف الذي بيدي، ولكنني استخدمت كل خبرتي في الاقناع والحجج القانونية وغير القانونية واحيانا انفعل واصرخ فتتم تهدئتي واخيرا وبعد ان مل ضباط الاشارة من طول النقاش والجدال والتوتر والزعل وانتهى الدوام وصارت الساعة التاسعة ليلا وانا كنت مستعدا للصراخ لمدة اسبوع في سبيل الحصول على الاجهزة وصل ملل الضباط اقصاه ولم تفلح محاولاتهم لادخال العقيد راشد السيف الذي فضل ان يترك الامر لتقديرهم انهارت معارضتهم واخذوا ينسحبون من المكاتب واحدا تلوالآخر وحاولت اغلاق الباب عليهم حتى احصل على الاجهزة فقال لي الرائد علي الصراف والله انك تستاهلها ووقع على سند الصرف وتسلمت الاجهزة بسرعة البرق حصلت على اكبر مما في امر الصرف فقد اخذت ايضا 10 اجهزة محمولة على الظهر لم اكن اعرف بوجودها وانطلقت هاربا لا الوي على شيء وبت ليلتي في الصحراء لانني خرجت من القاعدة عند منتصف الليل وخشيت لوطلعت علي الشمس عندهم ان يستعيدوا نشاطهم ويمنعوني فخرجت من القاعدة ونمت في استراحة بنزين.

-6 كان المقدم احمد يتفاءل بقدومي اذا غبت ليلة فهويعرف صاحبه لا يغيب عبثا ولم يكن يعرف عن الاجهزة شياء وعندما اخبرته طار فرحا، لاننا استطعنا حل مشكلة الاتصالات الادارية في الكتيبة ولا شك انها كانت معضلة مستعصية ولكن الله يسرها ولقد كنا نستحق ان نحصل اكثر من الاخرين لاننا نسعى باجتهاد للحصول عليها ونعرف كيف نستخدمها ونحافظ عليها.

تركيب الأجهزة على الشاحنات

-1 لا يعرف الجيش الكويتي اي حالة يركب فيها جهاز لاسلكي على شاحنة ولكننا لم نجد غضاضة في ذلك، حيث وزعنا الشاحنات الجديدة على السرايا وركبت في كل سرية جهازا لاسلكيا يؤمن الاتصال بين آمر فصيل الادارة وبين آمر سرية الدبابات وباقي الفصائل وبهذا نضمن استمرار التعويض بالذخيرة والوقود والارزاق طوال المعركة.

-2 كان جهاز الجاكوار متعدد القنوات ويستطيع ضابط الادارة في السرية المقاتلة ان يدخل على موجة سرية الامداد في قيادة الكتيبة فيطلب كل احتياجاته من الوقود والذخيرة والتصليحات والاسعاف الطبي وكل شيء من دون الحاجة الى ارسال مندوب وبهذا انتظمت معنا شبكة ادارية فعالة وتوافرت آليات جديدة اتاحت لنا افاقا كبيرة.

-3 لقد كان لنب حصولنا على اجهزة لاسلكية جديدة وقع الصاعقة في اللواء فبدأت سلسلة الاعتراضات المعتادة.

مشكلة الاعتراض على النجاحات

-1 جاء امار الكتائب لنا يهرعون وقد ألبوا علينا امر اللواء وضابط الاشارة واصطدموا بصخرة الدفاع المقدم احمد الوزان، ولكنه قبل ان تبدأ المعركة قال لي كم تحتاج من هذه الاجهزه فعلا فقلت 8 اجهزة جاكوار ولا تخبر احدا عن الاجهزة المحمولة فلا احد سينتبه لها.
-2 بدأت المعركة بين ضابط الاشارة والمقدم احمد وبتوسلات من امار الكتائب وصراخ مني واحتجاجات مفتعلة انتهت المعركة على غير ما جرى في السابق ففي هذة المرة تفضل المقدم احمد الوزان وقبل ان يقتسم الاجهزة بينه وبين قيادة اللواء فاحتفظنا بثمانية اجهزة وهي ما نحتاجه فعلا واعطينا باقي الوحدات 8 اجهزة، واما الاجهزة المحمولة فلم يعلم بها احد الا بعد فترة فتركوها خوفا من الوزان.

قصة ضابط الإدارة

يقود فصيل الإدارة في تنظيم الجيش وكيل قوة السرية وهويتولى في الواقع حظيرة إدارية مكونة من 7 جنود هم 2 كتبة و2 مسؤولي مستودعات و2 سواقين ومندوب ولكننا في معركة التحرير لم يكن مع اللواء اي خط ذخيرة فقررنا ان يكون مع كل سرية سيارات النسق أ 1 المخصصة للذخيرة وهي تزيد على 12 شاحنة، حيث تحمل 9 شاحنات محمولة ذخيرة وشاحنة مركب فيها جهاز لاسلكي لقائد الفصيل وقلم السرية وشاحنتين تحمل خياما وامتعة السرية.

ولاننا كنا نعد انفسنا لحرب طاحنة، فقد جعلنا على فصيل الإدارة ضابطا بدلا من وكيل ضابط لضمان استمرار الإمداد في المعركة ولاننا نتوقع ان يستخدم العدو سلاحا كيماويا فيكون مساعد آمر فصيل الإدارة وكيلا حتى نضمن استمرار سلسلة القيادة لو اصيب احد يتولى الآخر المهمة.
وكان لتركيب الاجهزة اللاسلكية في فصائل الإدارة اثر كبير في السيطرة على العدد الكبير من الآليات التابعة للكتيبة اثناء العمليات.

ما مميزات الدبابة M 84؟

هي دبابة يوغسلافية مصنوعة بالكامل في يوغسلافيا وهي تطوير للدبابة الروسيةT 72 ولكنها متفوقة عليها في منظومة السيطرة النارية وقدرة القتال الليلي.
ففي الدبابة الجديدة جهاز سيطرة نارية عبارة عن كمبيوتر لحساب تصحيحات الرمي للاصابة من الطلقة الاولى وهذا الكمبيوتر يقوم بحساب اكثر من 24 عاملا مؤثرا على دقة الاصابة آليا وأهم هذه العوامل هي:
1 ـ معلومات وزن الذخيرة.
2 ـ عمر سبطانة المدفع.
3 ـ قياس تأثير الضغط الجوي في مسار الطلقة.
4 ـ درجة حرارة الهواء الخارجي.
5 ـ درجة حرارة الحشوة الدافعة.
6 ـ سرعة الريح.
7 ـ اتجاه الريح.
8 ـ سرعة الهدف.
9 ـ سرعة الدبابة.
10ـ مسافة الهدف.
11ـ انحراف محور النار عن محور النظر.
12ـ نوع الذخيرة........ الخ.

والواقع ان هذا النوع من اجهزة السيطرة النارية موجود في الدبابات الحديثة منذ أكثر من 10 سنوات ولكنها لم تدخل الخدمة في الجيش الكويتي إلا في الدبابة اليوغسلافية خلال فترة الغزو.
لم تكن دبابات الجيش العراقي تملك هذه التكنولوجيا، وبالتالي كانت هذه الدبابة جيدة جدا ومتفوقة على دبابات الحرس الجمهوري العراقي، الذي يملك دباباتT 72 الروسية منها 600 دبابة نوع قديم، و300 دبابة نوع مطور، ولكنه لا يملك كمبيوتر رمي كالذي نملكه في الدبابات اليوغسلافية.
بمجرد ان استعاد اللواء 35 قوته والواقع انها قوة متفوقة عما كان لديه يوم الغزو، اصبح دخوله في الخطة العامة للمعركة مقبولا عند الجيش السعودي وباقي القوات.
 
التعديل الأخير:
عزيزي نراء اليوم كيف تحولت القوات السعوديه

الي قوه ترهب كل لمن تسول له نفسه الاعتداء

في كل القطاعات العسكريه

تسلم على هذا الموضوع المميز الرايع
 
ان الجيش الكويتي كان قادرا على صد الغزو لفترة طويلة لو توافر له القرار السياسي والتخطيط الجيد. لأنه كان متفوقا على الغازي في جملة عوامل، اولها انه يقاتل على ارضه، وثانيها انه يمتلك تفوقا في نوعية الاسلحة المستخدمة، والاهم من هذا وذاك ان المعارك المتفرقة والمحدودة اثبتت وجود رغبة في التضحية لدى الجندي الكويتي للدفاع عن ارضه.
سوف ارود على هذا الكلام فقط صديقى العزيز
العراق فى ذلك الوقت كان رابع اقوى جيش فى العالم والكويت عسكريا كانت ضعيفة وتعددها البشرى كان قليل مقارنة بجيش صدام وهذا كان واضح عند اجتياح صدام الكويت
وخير دليل قوات التحالف ولى رئسها امريكا والسعودية ومصر ما هيا مدة الحرب وماذا فعل صدام فى قوات التحالف
لذلك انا اتعارض مع صاحب الكتاب

 
انا في الحقيقة اتفق مع اخونا احمد رابتور - واشوف انو انسحاب القوات البريطانية الى السعودية لترتيب اوراقها كان افظل الحلول وانسحاب الطائرات الى القواعد العسكرية قرار صائب
نعم كان من الممكن ان تواجه القوات الكويتية القوات العراقية - ولكنها لن تصمد وستنهار بسرعة
وستخسر كثيرا لذا كان الانسحاب والاعداد الجيد والانظمام مع قوات التحالف امر جيد جدا
 
تؤكد هذه المذكرات ضعف الجيش الكويتي
دليل واضح على غياب الانضباط وسوء التدريب مما لايمكن غفرانه لقيادته.
حادث بسيط اشعل الجبهة كلها وبقاء المهندسين بدون تجهيزات وعدم حصول الوحدات على خدمة ادارية كافية وغياب التصال الجيد بين القطعات وقيادتها، كل هذا يعطي صورة سيئة للغاية
 
على الاقل ستستفيد الاجيال القادمة من هكذا احداث واسترتيجيات
ليس في الاستراتيجيات العربية الا القليل جدا نعتمد عليه
 
ذكر اخطاء الغزو العراقي للكويت جميل ويحتاج وقفات ولكن عندي تحفظات على الدويلة كمصدر واراءة وفكرة ومحاولة مدح نفسة اكثر من اللازم ويكفي فكرته الي ماتخطر على بال انه قام باصلاح دبابة بحبل البسطار اكرمكم الله غير مغامراته الي تجعل القارئ لكتابة يظن انه رامبوا وهو الي قام بكل شي بالغزو من صد الجيش العراقي الى معرفتة بالغزو قبل ايام من قرار الانسحاب كله هو الي قام فيه كأن هو اعلى رتبة بالجيش والامر الناهي
 
ذكر اخطاء الغزو العراقي للكويت جميل ويحتاج وقفات ولكن عندي تحفظات على الدويلة كمصدر واراءة وفكرة ومحاولة مدح نفسة اكثر من اللازم ويكفي فكرته الي ماتخطر على بال انه قام باصلاح دبابة بحبل البسطار اكرمكم الله غير مغامراته الي تجعل القارئ لكتابة يظن انه رامبوا وهو الي قام بكل شي بالغزو من صد الجيش العراقي الى معرفتة بالغزو قبل ايام من قرار الانسحاب كله هو الي قام فيه كأن هو اعلى رتبة بالجيش والامر الناهي
في الحقيقه أخي القيصر اتفق تماما معك فيما قلته ولايوجد تحفظ لدي على ردك ، ولكن السؤال من غير ناصر الدويله - من قيادات عسكريه كويتيه- عاصرت تلك الفتره ، قام بنشر مذكراته أو قام بتأليف كتاب أو كتب عسكريه تتكلم عن فترة الغزو العراقي الغاشم لوطننا العزيز وعملية التحرير بوجهة نظر كويتيه بخلاف وجهة نظر ناصر الدويله ..!!

للاسف الشديد ناصر الدويله كان ذكي جدا في استغلال هذه النقطه- عدم وجود كتب مشابه لكتابه في المحتوى من عسكريين كويتين سابقين في الساحه.. اللهم بعض الاصدارات ذات المستوى المتواضع جدا والتي هي اقل من اصابع اليد الواحده ولايعتد لها - والسؤال الذي يطرح نفسه اين البقيه الباقيه- وهم كثر -من القاده والضباط من الجيش الكويتي ليتطرقوا لتلك الفتره الخطيره في تاريخ الكويت و المنطقه وماحدث فيها من اخلال اصدار مؤلفات تفيد القارئ الكويتي وغيره للتعرف على اسرار تلك الفتره المظلمه والمأسويه من تاريخ الكويت وماذا حصل بالضبط من احداث ، بدل توجيه النقد والتجريح الشديد فقط اتجاه ناصر الدويله ومؤلفه ...!!

على الاقل ناصر الدويله ادى ماعليه - بغض النظر عن الانتقادات التي توجه لكتابه - واخرج لنا هذا المؤلف الذي يعتبر الكتاب ( العسكري ) الكويتي الوحيد تقريبا ، وبالتالي نحن ( مضطريين) بالرجوع إليه كونه المصدر الكويتي شبه الوحيد تقريبا الذي يتكلم عن غزو وتحرير الكويت ، فلماذا ( تخاذل وعجز ) قاده وعسكريون كويتين اخرون عن امدادنا بكتب تتكلم عن هذه الفتره رغم مرور اكثر من 27 سنه على تحرير الكويت بوجهة نظر مغايره عما طرحه ناصر الدويله .. !!

هل اكلت القطه لسانهم مثلا ام انهم فقدوا الذاكره ، ام انهم اثاروا السلامه بعيد عن المشاكل(...............)، اتذكر جيدا في احدى الندوات الانتخابيه عام 1996 احد المرشحين- دون ذكر اسماء- اقام ندوه تتكلم عن(( ماذا حدث في الغزو العراقي ولماذا سقطت الكويت بهذا الشكل)) وحاضر بهذه الندوه اثنان من كبار القاده العسكريين الذين عاصروا فترة الغزو ، وتكلموا بكل ألم و وحرقه و بكلام خطير جدا جدا وكشفوا عن ( فضائح) يشيب لها رأس الولدان جعلت الحضور وأنا منهم لانكاد نصدق مانسمع ، وأنا متأكد ان هؤلاء القاده العسكرين وغيرهم يملكون معلومات اشمل ، ومصداقيه اكبر ممايملكه ناصر الدويله- الذي عندما حدث الغزو لم يكن سوى برتبة ( نقيب) في كتيبة دبابات - ولكنهم فضلوا عدم التكلم وتسجيل مواقفهم في اصدارات مطبوعه ربما لابتعاد عن المشاكل واثارا للسلامه أو لأي سبب اخر غير معروف ...!!

وللامانه والتاريخ مذكرات ناصر الدويله أول مانشرت ، نشرها ناصر الدويله في الذكرى الاولى للغزو العراقي للكويت في جريدة ( القبس ) عبر سلسله من المقالات ، أي اقل من عام على تحرير الكويت ..
 
التعديل الأخير:
في الحقيقه أخي القيصر اتفق تماما معك فيما قلته ولايوجد تحفظ لدي على ردك ، ولكن السؤال من غير ناصر الدويله - من قيادات عسكريه كويتيه- عاصرت تلك الفتره ، قام بنشر مذكراته أو قام بتأليف كتاب أو كتب عسكريه تتكلم عن فترة الغزو العراقي الغاشم لوطننا العزيز وعملية التحرير بوجهة نظر كويتيه بخلاف وجهة نظر ناصر الدويله ..!!

للاسف الشديد ناصر الدويله كان ذكي جدا في استغلال هذه النقطه- عدم وجود كتب مشابه لكتابه في المحتوى من عسكريين كويتين سابقين في الساحه.. اللهم بعض الاصدارات ذات المستوى المتواضع جدا والتي هي اقل من اصابع اليد الواحده ولايعتد لها - والسؤال الذي يطرح نفسه اين البقيه الباقيه- وهم كثر -من القاده والضباط من الجيش الكويتي ليتطرقوا لتلك الفتره الخطيره في تاريخ الكويت و المنطقه وماحدث فيها من اخلال اصدار مؤلفات تفيد القارئ الكويتي وغيره للتعرف على اسرار تلك الفتره المظلمه والمأسويه من تاريخ الكويت وماذا حصل بالضبط من احداث ، بدل توجيه النقد والتجريح الشديد فقط اتجاه ناصر الدويله ومؤلفه ...!!

على الاقل ناصر الدويله ادى ماعليه - بغض النظر عن الانتقادات التي توجه لكتابه - واخرج لنا هذا المؤلف الذي يعتبر الكتاب ( العسكري ) الكويتي الوحيد تقريبا ، وبالتالي نحن ( مضطريين) بالرجوع إليه كونه المصدر الكويتي شبه الوحيد تقريبا الذي يتكلم عن غزو وتحرير الكويت ، فلماذا ( تخاذل وعجز ) قاده وعسكريون كويتين اخرون عن امدادنا بكتب تتكلم عن هذه الفتره رغم مرور اكثر من 27 سنه على تحرير الكويت بوجهة نظر مغايره عما طرحه ناصر الدويله .. !!

هل اكلت القطه لسانهم مثلا ام انهم فقدوا الذاكره ، ام انهم اثاروا السلامه بعيد عن المشاكل(...............)، اتذكر جيدا في احدى الندوات الانتخابيه عام 1996 احد المرشحين- دون ذكر اسماء- اقام ندوه تتكلم عن(( ماذا حدث في الغزو العراقي ولماذا سقطت الكويت بهذا الشكل)) وحاضر بهذه الندوه اثنان من كبار القاده العسكريين الذين عاصروا فترة الغزو ، وتكلموا بكل ألم و وحرقه و بكلام خطير جدا جدا وكشفوا عن ( فضائح) يشيب لها رأس الولدان جعلت الحضور وأنا منهم لانكاد نصدق مانسمع ، وأنا متأكد ان هؤلاء القاده العسكرين وغيرهم يملكون معلومات اشمل ، ومصداقيه اكبر ممايملكه ناصر الدويله- الذي عندما حدث الغزو لم يكن سوى برتبة ( نقيب) في كتيبة دبابات - ولكنهم فضلوا عدم التكلم وتسجيل مواقفهم في اصدارات مطبوعه ربما لابتعاد عن المشاكل واثارا للسلامه أو لأي سبب اخر غير معروف ...!!

وللامانه والتاريخ مذكرات ناصر الدويله أول مانشرت ، نشرها ناصر الدويله في الذكرى الاولى للغزو العراقي للكويت في جريدة ( القبس ) عبر سلسله من المقالات ، أي اقل من عام على تحرير الكويت ..

غالبيتهم ماعندهم الا سواد الوجهه شنو الي عندهم يكتبونه
 
عودة
أعلى