اتفقت القوى الإسلامية على عدم النزول إلى ميدان التحرير للمشاركة فى اعتصام مجلس الوزراء، واعتبرت قيادات إسلامية أن مشاركتهم فى الأحداث ستؤدى إلى تصعيد الموقف وتعطيل اجراء الانتخابات كما اعتبروا أن "المفسدة الأعظم" هى تعطيل عملية تسليم السلطة.
من ناحيته، قال الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن أسباب عدم نزول الجماعة إلى اعتصام مجلس الوزراء هى نفس الأسباب التى دعتها من قبل إلى عدم النزول فى أحداث شارع محمد محمود، حيث أشار إلى أن مشاركة الإخوان فى الأحداث قد تؤدى إلى مزيد من التصعيد أو إلغاء الانتخابات.
وأشار غزلان إلى أن المطالب التى طالبت بها الجماعة هى المناسبة فى الوقت الحالى والتى تتضمن المطالبة باعتذار واضح وصريح من المجلس العسكرى والتحقيق العادل من جهة مستقلة وتعويض أهالى الشهداء وعلاج جميع المصابين على نفقة الدولة والاستمرار فى إجراء الانتخابات البرلمانية وتسليم السلطة للمدنيين قبل نهاية يونيو 2012 .
كما طالبت الجماعة نواب الشعب أن يتدخلوا لدى المؤسسات المسئولة لإطفاء نيران الفتنة والحفاظ على الأرواح وتهدئة المناخ لاستكمال الانتخابات البرلمانية.
فى الوقت نفسه تجاهلت جماعة الدعوة السلفية أحداث مجلس الوزراء ولم تصدر أى بيان للتعليق عليها فيما اكتفى حزب النور "السلفى" بتصريح مقتضب على لسان نادر بكار المتحدث الإعلامى باسم الحزب، أكد فيه أن الحزب سيصدر بياناً بخصوص المجلس الاستشارى وأحداث مجلس الوزراء، وأن الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب توجه على رأس مجموعة من الأعضاء إلى ميدان التحرير للمطالبة بحقوق الثوار والشهداء المشروعة، وأشار إلى أن الحزب يتوجه بالعزاء لكل ضحايا أحداث العنف.
وأوضح بكار أن موقف حزب النور يتلخص فى التأكيد على الحق الدستورى فى التظاهر والاعتصام السلميين، طالما لم يخل ذلك بالحياة المدنية والرفض التام لاستخدام العنف ضد المتظاهريين، واعتبار ذلك جريمة أخرى تضاف إلى أحداث التحرير السابقة والمطالبة بمحاسبة المسئوليين والتأكيد على ألا تؤثر هذه الأحداث سلبا على العملية الانتخابية.
بينما دعا الدكتور أحمد خليل خير الله "المحتمل" نجاحه فى مجلس الشعب عن قائمة حزب النور بالإسكندرية جميع نواب مجلس الشعب الذين نجحوا حتى الآن فى العملية الانتخابية بالتوافد على ميدان التحرير حتى لو كانوا معترضين على الاعتصام، مشيرا إلى أنه بدأ فى إجراء اتصالات مع النواب الناجحين من مختلف القوى السياسية لإعلان حل للأزمة من داخل ميدان التحرير .
وأوضح خليل فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه نزل إلى ميدان التحرير باعتباره نائبا عن الشعب المصرى وليس عن حزب النور فقط.
بينما اتهم عاصم عبد الماجد المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الإسلامية المعتصمين بارتكاب عدد من التجاوزات وقال: "هناك فيديوهات تبين أن المعتصمين كانوا يذهبون إلى مبنى وزارة الداخلية، وسب المتواجدين هناك بألفاظ نابية، بالإضافة إلى أنهم منعوا رئيس الوزراء من مباشرة عمله وسعوا إلى فرض البرادعى رئيسا للوزراء"، موضحا فى الوقت نفسه أن قوات الجيش ارتكبت تجاوزا عندما استخدمت القوة المفرطة ضد المعتصمين.
وأضاف: "ما يجرى فى التحرير مفسدة، لكن المفسدة الأكبر هى تعطيل تسليم السلطة، لأنها ستدخل مصر فى حالة من الفوضى تهدد بتحول مصر إلى دولة مليشيات".