الإسلام يهدد الغرب .. أكذوبة لا تنتهي!

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
الإسلام يهدد الغرب .. أكذوبة لا تنتهي!
يامن زكريا


ترجمة/ حسن شعيب

أصبح من الواضح أن الغرب- الذي يعاني في الآونة الأخيرة من أعمال الشغب في لندن واليونان بالإضافة إلى أزمتي الدين العام ومنطقة اليورو- يواجه تهديدًا حقيقيًا يتعلق بأنظمته الاقتصادية قد يمثل خطرًا على استقراره, مما يؤكد أن ما يسمى بـ "التهديد الإسلامي" للغرب ليس سوى ذريعة يستخدمها اليمين المتطرف وبعض الصحف المغمورة وكتاب الأعمدة البغيضة, لتبرير عنصريتهم ضد المسلمين, وحقدهم وكراهيتهم للأجانب.
قد يحلو للبعض أن يعتبر هذا "التهديد الإسلامي" حقيقة، أو يتصوره كائنًا؛ بسبب بعض التوترات مع الخصوم, إلا أنه يمكن تفسيرها على أنها ذريعة لتبرير العدوان الغاشم، على العراق, بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل, والعدوان الإسرائيلي غير المبرر في عام 2008 على غزة، والذي أسفر عن مذبحة للمدنيين العُزِّل في القطاع الذي يعتبر بمثابة "معسكر اعتقال".
لذا فقد دأبت وسائل الإعلام الصهيونية على التهويل من صواريخ حركة حماس, كي تبرر عدوانها الغاشم وتزعم بأنه انتقام من هذه الصواريخ, والتي تشير الحقائق إلى أن الأضرار التي سببتها "صواريخ المقاومة" لا تمثل سوى إزعاج بسيط للمستوطنين, إذا ما قورن مع الموت والدمار الذي ارتكبته القوات الإسرائيلية, والمحصلة في النهاية, حوالي 10 قتلى إسرائيليين مقابل 1800 فلسطيني, خلاف الجرحى والمصابين.
وبالاستناد إلى نفس الحجج, قررت الولايات المتحدة استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان, التي لم تكن تشكل أي تهديد يُذكر, بل إنها دعت أمريكا بواسطة ستالين إلى "التفاوض" على شروط الاستسلام, إلا أن هاري ترومان, القائد الأمريكي المتعطش للدماء، أراد أن يختبر الأسلحة النووية, لذلك فقد استهدف اثنين من المدن المأهولة بالسكان ولم يكن لهما أي أهمية عسكرية.
ونخلص من هذا إلى أن أي دولة تريد أن تثبت أنها تقع تحت تهديد ما ينبغي عليها أن تتأكد من شيئين:-
(1) أن التهديد ليس ردًا على عدوان قامت به في السابق.
(2) تقديم الأدلة الفعلية للتهديد القريب.
وباستخدام هذين المعيارين, يمكن للمرء تقييم مدى صحة التهديد الإسلامي للغرب, والذي ينتشر الحديث عنه, لاسيما في أوساط اليمين المتطرف بعد أحداث 11 سبتمبر.
وبالنسبة للغرب, سيكون من السذاجة استبعاد استخدام "التهديد الإسلامي" كدعاية لمرحلة ما بعد 11 سبتمبر, لتبرير السياسة الخارجية العدوانية تجاه العالم الإسلامي, في حين أن هذا التهديد ينبعث بالأساس من الجهات غير الحكومية التي تشن حرب عصابات, أو ترتكب ما يُسمى بأعمال الإرهاب.
لكنك حينما تلقي نظرة خاطفة على الأحداث زمنيًا يتبين لك أن أعمال "الإرهاب" هذه تكون غالبًا ردًا على عدوان، أو نوعًا من الانتقام, وبالتالي فإن الغرب يُصدِّر التهديد والخطر لنفسه من أفعاله, فمثلاً: إذا لم تستمر الحرب على العراق بعد حرب الخليج الأولى مع فرض العقوبات القاسية, فعلى الأرجح لم تكن هجمات 11 سبتمبر لتحدث, وبالمثل, إذا لم يتورط نظام بلير في غزو العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل, لما وقعت أحداث 7/7 في لندن.
في الآونة الأخيرة, كثر (داخل الغرب) اللغط والحديث عن الخطر الإسلامي, وبخاصة من اليمين المتطرف, إلا أن الفعل الإجرامي الذي ارتكبه أندريس بريفيك في النرويج, تصدر المشهد, ليؤكد أن الأسلوب البغيض لكتاب الأعمدة من اليمين المتطرف يدفع الكثيرين إلى كراهية الأجانب وزيادة العنصرية ضد التنامي الطبيعي للمسلمين في الدول الأوربية.
لا أحد يستطيع أن يُنكر أن هناك صدامًا بين الإسلام والقيم الليبرالية الغربية, وإلا لما زادت الخلافات بينهما, برغم ذلك, فإن المسلمين لا يصرون على تطبيق الشريعة الإسلامية على غيرهم, وبالتالي, كيف يمثل هذا الصدام بين القيم تهديدًا في ظل الديمقراطية التي من المفترض أن تقبل الثقافات المتعددة وتدعم مفهوم حرية الاعتقاد؟
أين هو مفهوم الحرية, إذا كان الغرب غير قادر على تحمل الاختلافات؟ يبدو أن التهديد الإسلامي ينبع من غياب الوضوح عن مفهوم الحرية في الغرب, والدال على ذلك حظر الحجاب, كمثال يتعارض مع مفهوم الحرية الفردية, فإذا كانت الحرية قيمة غربية هامة فإن اختيار ارتداء البيكيني أو الحجاب حرية لمن يشاء.
علاوة على ذلك, فإن المسلمين في الغرب لم يحاولوا تطبيق الشريعة من خلال الغزو العسكري, بل يحترمون القانون في الداخل, في حين أننا يمكننا رؤية سياسة الكيل بمكيالين في الغرب, الذي يدعم انتفاضة الشعوب العربية على الطغاة لتحديد مستقبلهم, لكن الأمر يختلف حينما يتعلق بالفلسطينيين الذين يحاولون أن يحصلوا على حريتهم من الطغيان الإسرائيلي.
لقد بات من المؤكد بعد الربيع العربي أن المسلمين لا يهتمون بمعاداة الغرب, لكنهم يريدون الحصول على حقوقهم الأساسية فحسب, وحرية اختيار حكومتهم ورئيسهم, وتحقيق النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية, ومنهم بالتأكيد الشعب الفلسطيني.

 
عودة
أعلى