الدفاع والأمن ،اخبار العالم
08.11.201109:11 هل حقق الامريكيون اهدافهم في افغانستان؟
نشرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" مقالا عن الوضع في أفغانستان، جاء فيه أن القوات الأمريكية بدأت عملياتها العسكرية على أرض هذا البلد أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001 . ويرى كاتب المقال ان هذه الحرب تعتبر الأكثر فشلا لواشنطن وحلفائها. وفي محاولة منها لتصحيح أخطائها بشكل ما ، أخذت واشنطن تدرس تجربة القوات السوفيتية في سلسلة جبال هندوكوش، وتحليل ما قام به العسكريون السوفييت والمستشارون المدنيون، الذين كانوا يعملون في افغانستان في مجالات مختلفة: حزبية، واقتصادية وشبابية. فحتى في سنوات المعارك الأكثر ضراوة كان يعمل آلاف الاختصاصيين السوفييت في جمهورية أفغانستان الديمقراطية، لمساعدة جيرانهم على تخطي التخلف. وفي الجامعات والمعاهد والكليات الحربية السوفيتية درس آلاف الشباب الأفغان وحصلوا على المعارف، اضافة الى تعرفهم على حياة أخرى غير التي كان يقترحها عليهم المتزمتون. وبعد عودتهم الى بلادهم أصبحوا حلفاء للنظام القائم آنذاك، ومازالوا الى الآن يحفظون الود للمواطنين الروس.
ففي البداية اعتقد السوفييت أن قواتهم العسكرية ستسحق بسرعة فصائل المقاومة الأفغانية ذات الأسلحة البدائية، والعودة بعدئذ الى أماكن تمركزها الدائمة. ولكن سرعان ما اتضح أن مجموعات المجاهدين الملتحين، ما هي الا قمة الجبل الجليدي، وان خلفها امكانيات هائلة من الولايات المتحدة والعربية السعودية والصين وباكستان ومصر واسرائيل، والكثير من الدول الأخرى، التي استغلت على نحو باهر الفرصة السانحة لاعلان الاتحاد السوفيتي "امبراطورية للشر"، وجره الى حرب استنزاف طويلة الأمد، وتحقيق الانتصار النهائي عليه.
آنذاك تصدى للقوة العسكرية السوفيتية المحدودة كل الشرق الإسلامي عمليا، وكذلك "الغرب الامبريالي". وعلى العكس من ذلك، فإن قوات التحالف التي تقاتل اليوم ضد طالبان تتمتع عمليا بتأييد العالم كله ، وضمنا روسيا الاتحادية. إن وحدات عسكرية من 50 بلدا تقريبا، ساعدت الأمريكيين لتعزيز مواقعهم في أفغانستان ، ولكن دون جدوى. وتكمن المشكلة في أن الولايات المتحدة، وخلافا للاتحاد السوفيتي، اعتمدت لفترة طويلة على جبروتها العسكري حصرا. وفي هذا الشأن يلفت المقال إلى أن الجيش قد ينتصر على العدو في معركة مفتوحة، ولكنه يجد نفسه عاجزا تماما حيث العدو شبح بلا جسد. ولن تنفع الجيش في هذه الحال كل الأسلحة الحديثة ووسائل الاتصال، وامكانيات أفضل الأجهزة الاستخبارية ، وتوفر الاسناد في المؤخرة. وبالمناسبة، فإن أفغانستان هي تلك الحالة الغامضة حيث لا يوجد عدو ظاهر، مع ذلك فإن الجندي الأجنبي يجد نفسه عرضة للخطر في كل مكان.
ويلفت كاتب المقال إلى أن الولايات المتحدة لا تعزز حضورها في آسيا الوسطى رغبة منها بالتعامل مع خلايا طالبان النائمة، والقضاء على مقاتلي القاعدة الخرافيين، بل انها مهتمة بتحديات أخرى. إن واشنطن تريد التحكم بباكستان النووية، التي تلعب لحسابها الخاص. وكذلك بإيران التي لا يمكن التكهن بتصرفاتها، فضلا عن الصين المجاورة، التي ستغدو في المستقبل القريب المنافس الأول للولايات المتحدة . وإن وجود الأمريكيين في افغانستان يتيح لهم أن يضعوا تحت مرمى نيرانهم جزء الكرة الأرضية الأكبر حيث يصنع المستقبل. وبهذا الصدد ليس ثمة جواب عن السؤال المتعلق بموقف روسيا من الحضور العسكري الأمريكي في هذه المنطقة، فمن جهة يشعر الروس بعدم الارتياح لوجود هؤلاء الجيران. ومن جهة أخرى تدرك موسكو أن انسحاب قوات التحالف سيعني حتما عودة الإسلاميين الراديكاليين الذي ستنتشر أفكارهم في الجوار. وهذا يعني أن منطقة هائلة ستتعرض لموجات من عدم الاستقرار، الأمر الذي لا يتوافق ومصالح روسيا القومية.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68576/
08.11.201109:11 هل حقق الامريكيون اهدافهم في افغانستان؟
نشرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" مقالا عن الوضع في أفغانستان، جاء فيه أن القوات الأمريكية بدأت عملياتها العسكرية على أرض هذا البلد أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001 . ويرى كاتب المقال ان هذه الحرب تعتبر الأكثر فشلا لواشنطن وحلفائها. وفي محاولة منها لتصحيح أخطائها بشكل ما ، أخذت واشنطن تدرس تجربة القوات السوفيتية في سلسلة جبال هندوكوش، وتحليل ما قام به العسكريون السوفييت والمستشارون المدنيون، الذين كانوا يعملون في افغانستان في مجالات مختلفة: حزبية، واقتصادية وشبابية. فحتى في سنوات المعارك الأكثر ضراوة كان يعمل آلاف الاختصاصيين السوفييت في جمهورية أفغانستان الديمقراطية، لمساعدة جيرانهم على تخطي التخلف. وفي الجامعات والمعاهد والكليات الحربية السوفيتية درس آلاف الشباب الأفغان وحصلوا على المعارف، اضافة الى تعرفهم على حياة أخرى غير التي كان يقترحها عليهم المتزمتون. وبعد عودتهم الى بلادهم أصبحوا حلفاء للنظام القائم آنذاك، ومازالوا الى الآن يحفظون الود للمواطنين الروس.
ففي البداية اعتقد السوفييت أن قواتهم العسكرية ستسحق بسرعة فصائل المقاومة الأفغانية ذات الأسلحة البدائية، والعودة بعدئذ الى أماكن تمركزها الدائمة. ولكن سرعان ما اتضح أن مجموعات المجاهدين الملتحين، ما هي الا قمة الجبل الجليدي، وان خلفها امكانيات هائلة من الولايات المتحدة والعربية السعودية والصين وباكستان ومصر واسرائيل، والكثير من الدول الأخرى، التي استغلت على نحو باهر الفرصة السانحة لاعلان الاتحاد السوفيتي "امبراطورية للشر"، وجره الى حرب استنزاف طويلة الأمد، وتحقيق الانتصار النهائي عليه.
آنذاك تصدى للقوة العسكرية السوفيتية المحدودة كل الشرق الإسلامي عمليا، وكذلك "الغرب الامبريالي". وعلى العكس من ذلك، فإن قوات التحالف التي تقاتل اليوم ضد طالبان تتمتع عمليا بتأييد العالم كله ، وضمنا روسيا الاتحادية. إن وحدات عسكرية من 50 بلدا تقريبا، ساعدت الأمريكيين لتعزيز مواقعهم في أفغانستان ، ولكن دون جدوى. وتكمن المشكلة في أن الولايات المتحدة، وخلافا للاتحاد السوفيتي، اعتمدت لفترة طويلة على جبروتها العسكري حصرا. وفي هذا الشأن يلفت المقال إلى أن الجيش قد ينتصر على العدو في معركة مفتوحة، ولكنه يجد نفسه عاجزا تماما حيث العدو شبح بلا جسد. ولن تنفع الجيش في هذه الحال كل الأسلحة الحديثة ووسائل الاتصال، وامكانيات أفضل الأجهزة الاستخبارية ، وتوفر الاسناد في المؤخرة. وبالمناسبة، فإن أفغانستان هي تلك الحالة الغامضة حيث لا يوجد عدو ظاهر، مع ذلك فإن الجندي الأجنبي يجد نفسه عرضة للخطر في كل مكان.
ويلفت كاتب المقال إلى أن الولايات المتحدة لا تعزز حضورها في آسيا الوسطى رغبة منها بالتعامل مع خلايا طالبان النائمة، والقضاء على مقاتلي القاعدة الخرافيين، بل انها مهتمة بتحديات أخرى. إن واشنطن تريد التحكم بباكستان النووية، التي تلعب لحسابها الخاص. وكذلك بإيران التي لا يمكن التكهن بتصرفاتها، فضلا عن الصين المجاورة، التي ستغدو في المستقبل القريب المنافس الأول للولايات المتحدة . وإن وجود الأمريكيين في افغانستان يتيح لهم أن يضعوا تحت مرمى نيرانهم جزء الكرة الأرضية الأكبر حيث يصنع المستقبل. وبهذا الصدد ليس ثمة جواب عن السؤال المتعلق بموقف روسيا من الحضور العسكري الأمريكي في هذه المنطقة، فمن جهة يشعر الروس بعدم الارتياح لوجود هؤلاء الجيران. ومن جهة أخرى تدرك موسكو أن انسحاب قوات التحالف سيعني حتما عودة الإسلاميين الراديكاليين الذي ستنتشر أفكارهم في الجوار. وهذا يعني أن منطقة هائلة ستتعرض لموجات من عدم الاستقرار، الأمر الذي لا يتوافق ومصالح روسيا القومية.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68576/