قال لويس كابريولي المدير السابق لمكافحة الإرهاب في المخابرات الفرنسية أن الجزائر هي الدولة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب في منطقة الساحل، مشيرا إلى أن الدول الأخرى الموجودة في المنطقة يجب أن تسمح للجيش الجزائري بعبور الحدود من أجل مطاردة إرهابيي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأضاف كابريولي في حوار تنشره صحيفة 'الخبر الأسبوعي' ( أسبوعية خاصة) في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن الجزائر دولة رائدة في مجال محاربة الإرهاب، وأنها اكتسبت خبرة طويلة في هذا المجال خلال تسعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن دول المنطقة يجب أن تتحرك بسرعة وفاعلية ضد التهديدات الإرهابية. وأوضح أن العملية العسكرية الفرنسية ـ الموريتانية فوق الأراضي المالية تمت بموافقة نواكشوط، التي طلبت تدخل ومساعدة الفرنسيين، مشيرا إلى أن موريتانيا تعرضت عدة مرات لضربات من القاعدة، كما أنها تعرف بأنها لا تملك الإمكانيات اللازمة للعمل وحدها، لذا فضلت طلب مساعدة من الفرنسيين. واعتبر أنه يتفهم الموقف الجزائري الرافض للتدخل العسكري الفرنسي في المنطقة، على اعتبار أن فرنسا هي القوة الاستعمارية القديمة، مشيرا في المقابل إلى أن ما فعلته فرنسا قد يشكل حافزا لتتحرك دول المنطقة بشكل أكثر سرعة، خاصة فيما يتعلق بغرفة قيادة العمليات المشتركة التي أسست بين أربع دول ومقرها تامنراست في الصحراء الجزائرية، التي يجب أن تتحرك بسرعة. وأوضح المسؤول الأمني الفرنسي السابق أن دولا مثل مالي والنيجر عاجزة عن تأمين مناطقها الشمالية، وهو الأمر الذي تستغله القاعدة من أجل التحرك بطلاقة، مشيرا إلى أنه حان الوقت ليعبر الجيش الجزائري الحدود من أجل مطاردة إرهابيي القاعدة والقضاء عليهم، وأنه يتعين على دول المنطقة التخلص من النظرة الضيقة للسيادة. وذكر أن هذه الدول لا تستطيع العمل بمفردها، وهي غير قادرة على مواجهة تهديدات القاعدة لوحدها، موضحا أن الجزائر هي الوحيدة القادرة على العمل لوحدها، وأنه حتى في حالة تشكيل قوات مشتركة فإن المساهمة الكبرى ستكون من الجزائر، ومن الطبيعي أن تؤول القيادة إليها. واعتبر أنه من الأفضل أن تستغل دول الساحل المساعدة المعروضة عليها من الأمريكيين والفرنسيين أيضا، سواء تعلق الأمر بالمعلومات الاستخباراتية أو التجهيزات الالكترونية المتطورة التي تسمح بتحديد أماكن تواجد وتحركات العناصر الإرهابية بالمنطقة. وأكد لويس كابريولي أن فرنسا ليست لها أطماع في ثروات المنطقة، مشيرا إلى أنها ليست الوحيدة المتواجدة في حقول اليورانيوم بالنيجر لأن هناك دولا ً أخرى لا أحد يتحدث عنها. وشدد على أن مشروع 'أفريكوم' الأمريكي ( القيادة العسكرية الأمريكية في افريقيا) يصل إلى نيجيريا التي توجد بها حقول بترول وغاز مهمة، مؤكدا أن السلطات الأمريكية تراجعت عن إنشاء مقر للأفريكوم في إفريقيا حتى لا تتحول إلى هدف بالنسبة للمتشددين. ونفى المصدر ذاته أن تكون لدى فرنسا نية في إقصاء الجزائر عن الحرب على القاعدة في الساحل، على خلفية استثنائها من جولة وزير الخارجية برنارد كوشنير إلى منطقة الساحل، مؤكدا أن أي خطوة لا يمكن أن تنجح دون مشاركة الجزائر، وأنه من الأفضل أن تتولى هي ( الجزائر) عملية قيادة التحالف ضد الإرهاب مع مساعدة فنية بالعتاد والتجهيزات من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. الجزائر تايمز / كمال زايت
http://algeriatimes.net/algerianews6558.html
http://algeriatimes.net/algerianews6558.html