أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

هيرون 

فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً 🔻
طاقم الإدارة
عـضـو مـجـلـس الإدارة
إنضم
21 ديسمبر 2008
المشاركات
40,056
التفاعل
223,991 6,132 2
الدولة
Saudi Arabia
هذا الفيديو من النوادر بالنسبة لي في يوم 27 أكتوبر عام 1961 في برلين الألمانية عندما تواجهت الدبابات السوفيتية والأمريكية وجهاً لوجه واتخذ الجنود مواقعهم وجهز الطرفان مضادات الدبابات الخاصة بهم أنتظاراً لسفك الدماء ....
صراحه لا أعلم حيثيات الخبر بشكل كامل وننتظر منكم اثراء الموضوع بالقصة الكاملة لهذا الأحتقان بين حلف وراسو وحلف شمال الأطلسي التي كادت ان تعلن بدء الحرب العالمية الثالثة .......


 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

فعلا دائما أفكر لماذا لم تقع حرب رغم ان كلا الجانبين يريد ان يثبت انه الاقوى
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

الشعب الالمانى هو اللى كان مذلولا فى هذا الامر كله
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

الشعب الالمانى هو اللى كان مذلولا فى هذا الامر كله

بل أن التفكير السليم وسرعه الأفاقة من الصدمة والبدء في فهم العلاقات الدولية أدى الى الأسراع في أعادة الأعمار والخروج من تلك الكارثة بسرعة رهيبة واليوم أين هم وأين نحن :icon1366[1]::icon1366[1]:
فلم يكن هناك ذل بل فهم للواقع وتقليل للخسائر
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

ماهذا ولا تزال السيارات تسير انه لامر مرعب شكرا لك
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

بل أن التفكير السليم وسرعه الأفاقة من الصدمة والبدء في فهم العلاقات الدولية أدى الى الأسراع في أعادة الأعمار والخروج من تلك الكارثة بسرعة رهيبة واليوم أين هم وأين نحن :icon1366[1]::icon1366[1]:
فلم يكن هناك ذل بل فهم للواقع وتقليل للخسائر
لا بل كان و مازال ذلا على رقاب الشعب الالمانى
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

في ذلك الفيديو لم تتواجه الدبابات استعدادا للمعركة بل هي كانت تحرس المعبر بين برلين الشرقية والغربية وهو ما يسمى بـ " Checkpoint Charlie"

هاهو فيديو آخر يتكلم عنه
[ame]http://www.youtube.com/watch?v=-pUmfKX3C04&feature=related[/ame]

سترى في الثانية 39 نفس المشاهد

سأبحث عن المزيد من المعلومات حول الموضوع
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

هذا ما وجدته في ويكيبيديا بالانجليزية
لا يوجد مقال عنه بالعربية

Checkpoint Charlie (or "Checkpoint C") was the name given by the to the best-known crossing point between and during the .
The prompted the construction of the Berlin Wall in 1961 to stop westward through the Soviet border system, preventing escape across the city sector border from to . Checkpoint Charlie became a symbol of the , representing the separation of east and west. Soviet and American tanks briefly faced each other at the location during the .
After the dissolution of the and the , the building at Checkpoint Charlie became a tourist attraction. It is now located in the in the neighborhood of Berlin.

الترجمة بغوغل سيئة وليس لدي وقت حتى اترجمه بنفسي

وكان تشارلي الحاجز (أو "حاجز C") الاسم المعطى من قبل الحلفاء الغربيين إلى نقطة برلين المعروفة عبور الجدار بين برلين الشرقية وبرلين الغربية خلال الحرب الباردة.

ودفع الاتحاد السوفياتي في بناء حائط برلين في عام 1961 لوقف الهجرة الكتلة الشرقية غربا من خلال النظام السوفياتي الحدود، ومنع هروب عبر الحدود مدينة القطاع من برلين الشرقية إلى برلين الغربية. أصبح تشارلي حاجز رمزا للحرب الباردة، ويمثل الفصل بين الشرق والغرب. الدبابات السوفياتية والأميركية واجهت بعضهما البعض لفترة وجيزة في الموقع أثناء أزمة برلين عام 1961.

بعد تفكك الكتلة الشرقية وإعادة توحيد ألمانيا، وبناء حاجز تشارلي أصبح نقطة جذب سياحية. يقع الآن في متحف الحلفاء في حي Dahlem برلين.

صورة للافتة عند المعبر من جهة أمريكا

800px-Checkpoint_Charlie_sign.JPG



عربات عسكرية أمريكية في المعبر

690px-EUCOM_Checkpoint_Charlie_Standoff_1961.jpg



صورة للمعبر من جهة الاتحاد السوفياتي 1982

800px-Checkpoint_Charlie2.jpg




صورة للمعبر من جهة أمريكا 1963

350px-Berlin_-_Checkpoint_Charlie_1963.jpg







 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

هذا ما وجدته في ويكيبيديا بالانجليزية
لا يوجد مقال عنه بالعربية

Checkpoint Charlie (or "Checkpoint C") was the name given by the to the best-known crossing point between and during the .
The prompted the construction of the Berlin Wall in 1961 to stop westward through the Soviet border system, preventing escape across the city sector border from to . Checkpoint Charlie became a symbol of the , representing the separation of east and west. Soviet and American tanks briefly faced each other at the location during the .
After the dissolution of the and the , the building at Checkpoint Charlie became a tourist attraction. It is now located in the in the neighborhood of Berlin.
الترجمة بغوغل سيئة وليس لدي وقت حتى اترجمه بنفسي

وكان تشارلي الحاجز (أو "حاجز C") الاسم المعطى من قبل الحلفاء الغربيين إلى نقطة برلين المعروفة عبور الجدار بين برلين الشرقية وبرلين الغربية خلال الحرب الباردة.

ودفع الاتحاد السوفياتي في بناء حائط برلين في عام 1961 لوقف الهجرة الكتلة الشرقية غربا من خلال النظام السوفياتي الحدود، ومنع هروب عبر الحدود مدينة القطاع من برلين الشرقية إلى برلين الغربية. أصبح تشارلي حاجز رمزا للحرب الباردة، ويمثل الفصل بين الشرق والغرب. الدبابات السوفياتية والأميركية واجهت بعضهما البعض لفترة وجيزة في الموقع أثناء أزمة برلين عام 1961.

بعد تفكك الكتلة الشرقية وإعادة توحيد ألمانيا، وبناء حاجز تشارلي أصبح نقطة جذب سياحية. يقع الآن في متحف الحلفاء في حي Dahlem برلين.
صورة للافتة عند المعبر من جهة أمريكا

800px-Checkpoint_Charlie_sign.JPG



عربات عسكرية أمريكية في المعبر

690px-EUCOM_Checkpoint_Charlie_Standoff_1961.jpg



صورة للمعبر من جهة الاتحاد السوفياتي 1982

800px-Checkpoint_Charlie2.jpg




صورة للمعبر من جهة أمريكا 1963

350px-Berlin_-_Checkpoint_Charlie_1963.jpg







 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

إن شاء الله تكون معلوماتي صحيحة

يرجى من الإخوة الذين يعرفون أي شيء عنها لا يبخلون علينا

ويصححون معلوماتي إن كنت مخطئ

 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

في ذلك الفيديو لم تتواجه الدبابات استعدادا للمعركة بل هي كانت تحرس المعبر بين برلين الشرقية والغربية وهو ما يسمى بـ " checkpoint charlie"

هاهو فيديو آخر يتكلم عنه


سترى في الثانية 39 نفس المشاهد

سأبحث عن المزيد من المعلومات حول الموضوع

هناك دبابات تتخد وضعيات قتالية دفاعية وأخرى هجومية هذا ما لاحظته وحتى الجنود كانو مترقبين ومرتبكين بعض الشيئ وكل مرة يستعملون المناضير لكي يراقبون عن كثب تحركات الطرف الآخر
وحتى تلقيم مضادات والتأهب لا يوحي أنه مجرد يوم آخر في الحراسة
أتخيل أن لو أطلقت رصاصة بالخطئ من أي طرف كانت ستشعل معركة حامية في تلك المنطقة
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

هناك دبابات تتخد وضعيات قتالية دفاعية وأخرى هجومية هذا ما لاحظته وحتى الجنود كانو مترقبين ومرتبكين بعض الشيئ وكل مرة يستعملون المناضير لكي يراقبون عن كثب تحركات الطرف الآخر
وحتى تلقيم مضادات والتأهب لا يوحي أنه مجرد يوم آخر في الحراسة
أتخيل أن لو أطلقت رصاصة بالخطئ من أي طرف كانت ستشعل معركة حامية في تلك المنطقة


طبعا أخي يجب أن يكونوا مستعدين لأنهم في حالة حرب تقريبا

وكما قلت خطأ واحد فقط لاحترقت ألمانيا والعالم بأسره خصوصا في وجود السلاح النووي

لكن أردت أن أوضح أن ذلك الفيديو التقط للمعبر " Checkpoint Charlie"
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

أخي المحترم Specnaz
الاجواء لاتوحي بيوم أعتيادي بل هناك توتر ومذكور بالتاريخ يوم 27 أكتوبر 1961 ...
من يستطيع التنقيب عن أحداث ذلك اليوم وله جزيل الشكر ....
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


اخواني لقيت هذا الموضوع

ممكن يفسر شوي اللبس الي عدنا من هذه سبب هذه المواجهة الغامضة



ثلاثة وثلاثون دبابة سوفييتية متوسطة الحجم تحركت نحو مركز برلين الشرقية الليلة الماضية في عرض للقدرة العسكرية مقابل تفاخر القوة الذي اظهرته قوات الولايات المتحدة بتأكيد حق العبور الحر الى القطاع الشيوعي من المدينة..."
نيويورك تايمز، 27 اكتوبر 1961.

في السادس والعشرين من تشرين الأول، برز خطر الحرب مجدداً، عندما تحدى الجنرال الأميركي لوسيوس كلاي حق الألمان الشرقيين في تقييد التحركات العسكرية الغربية بين القطاعات وأمر وحدة دبابات دون إذن مسبق (ظاهرياً) بأن تجهز نفسها لاختراق الجـدار عند نقطة تشارلي ( نقطة اجتياز الحدود الرئيسية بين الشرق والغرب) إن مثل تلك المواجهة جعلت الألمان الشرقيين يلوذون بالصمت الشديد، ويتوقفوا عن الدعوة لإزالة الجدار لأنهم واجهوا ما هو أسوء من ذلك، لقد تنبهوا إلى أنه لا داعي لنشوب حرب على الجدار. فقد اندفعت الدبابات الروسية لمواجهة الدبابات الأميركية، وواجهت الآليات بعضها بعضاً ثلاثة أيام بلياليها: المحركات تعمل والمدافع تواجه بعضها بعضاً.

بقي قادة البلدين صامتين إزاء بعضهما البعض أثناء المواجهة مدّعين بأن الحادث وقع دون موافقة منهم. كانت المواجهة ضرورية لإثبات الثقل ألأميركي في المواجهة بموازاة الثقل السوفييتي، لكن ليس إلى الحد الذي قد ينقلب معه كل شيء. حذّر كينيدي الجنرال كلاي ضد التصميم المتشدد على تفاصيل الحقوق الغربية وأبرق له حول أهمية " الانطباع الواضح للتصميم والهدوء والوحدة " وبذات الوقت أمر خروتشوف الدبابات الروسية بالتراجع والانسحاب إلى الشوارع الجانبية، فانسحب القادة الأميركيون.

خروتشوف قال فيما بعد في أيار 1962 لبيير سالنجر خلال زيارة الأخير إلى موسكو: " إن برلين الغربية لا تعني شيئاً بالنسبة لنا، ولذلك أمرت المارشال مالينوفسكي (وزير الدفاع آنذاك) بأن يرجع دباباتنا إلى الوراء قليلاً وأن يخبئها وراء المباني حيث لا يستطيع الأميركيون أن يروها. وقلت لمالينوفسكي أننا إذا نحن فعلنا ذلك، فإن الدبابات الأميركية سترجع كذلك إلى الوراء في ظرف عشرين دقيقة ولن تكون هناك أزمة"
وفعلاُ تجمدت الأمور عند ذلك الحد، ولم يُقبل الرئيس كينيدي على أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى الحرب، ولم يوقع الاتحاد السوفييتي أي معاهدة سلام مع ألمانيا الشرقية فقد بقي حائط برلين منتصبا يحفظ مصالح الطرفين، كرمز للحرب الباردة.
لقد ثمّن كينيدي الاستقرار الذي نشأ عن جدار برلين، وبالنسبة لخروتشوف فقد صرّح ملطفاً بقوله : "إن مشكلة برلين ليس على هذا القدر من الأهمية بالنسبة لي، ما قيمة مليونين من الشيوعيين بالمقارنة مع بليون شيوعي؟ "

قبل مناقشة نتائج أزمة برلين، لا بد من التطرق إلى مصير بعض القضايا الجانبية التي وفّرت تلك الأزمة لها بيئة مناسبة لبحثها والنظر في حلول لها، كونها قد اندرجت في عداد المساومات المتعلقة بها. وعلى الرغم من وجود مسائل أخرى جرى ولا بد السجال حولها بين القوتين العظميين في أوج الحرب الباردة، إلا أنه سيتم الاقتصار على مسألتي لاوس وحظر التجارب النووية، باعتبار أنه تم التطرق إليهما خلال السطور السابقة.
بالنسبة لمسألة تحييد لاوس، فقد استغرقت أكثر مما استغرقته أزمة برلين، ولهذا فإن لاوس لم تلعب دوراً في جمع الزعيمين مجدداً بخصوص برلين بعد لقاء فيينا. حيث تمت الاستعاضة عن ذلك بمراسلات واتصالات عديدة بين الزعيمين قبل انقضاء أزمة برلين وبعدها، تلك الاتصالات التي أثمرت فيما بعد موافقة 14 دولة على حكومة محايدة تحت إمرة الأمير سوفانا فوما في تموز 1962، فتم نتيجة ذلك إعلان تحييد لاوس في اتفاق وقّع في جنيف، وتم تشكيل حكومة ائتلافية من الجناح اليميني والشيوعيين برعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. ولعلّ اغتيال الرئيس كينيدي (1963) ومن ثم إطاحة خروتشوف (1964) هو ما أدى إلى إخفاق التحييد عام 1964.
أما بالنسبة لحظر التجارب النووية، فقد كان استئناف الاتحاد السوفييتي ومن ثم الولايات المتحدة لتجاربهما النووية أثناء أزمة برلين، الدافع والحافز لتوقيع معاهدة لحظر إجراء التجارب النووية
في الفضاء والغلاف الجوي وتحت الماء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا في تموز عام 1963، ووقعت أكثر من 95 دولة على المعاهدة التي أصبحت سارية المفعول في خريف العام ذاته.
يمكن القول بأن الرئيس جون كينيدي قد حقق نجاحاً كبيراً في التفاهم مع رئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف في فيينا وما تبعها بخصوص برلين، واستطاع التوصل معه لحل يرضي كلا الطرفين. وحيث أنه قد أخذ بعين الاعتبار مصالح الطرف الآخر، فلا بد من القول بأن كينيدي قد تصرف بواقعية دون الامتثال إلى الدعوات المتطرفة التي كانت تحيط به، والتي كانت تطالبه باعتماد القوة فقط بمعناها المجرد كأسلوب سياسي في التعامل مع الاتحاد السوفييتي، بل حتى أنه استطاع دفع خروتشوف ليحذو حذوه بالتعامل بحنكة مع الظروف الداخلية المحيطة به بهدف النجاح في معالجة الاستحقاقات التي تواجهه على الصعيد الخارجي.

ولأِن كانت الواقعية تلتصق كمفهوم بالقوة المجردة، فإنه يمكن تسمية أسلوب كينيدي في التعامل مع الأزمات الدولية - برلين مثال نموذج - بالواقعية الجديدة، حيث أثبت بالفعل أنه مقاتل صلب بارد الأعصاب يعتمد الصبر والحكمة في استخدام القوة: في الوقت والمكان المناسبين وبالقدر المناسب. فالقوة لا تعني فقط امتلاك أسبابها، بل أيضاً امتلاك القدرة على الاستخدام الصائب لها. ولعلّ كينيدي يكون بذلك أكثر رئيس أميركي جسّد شعار الرئيس الأميركي، فالشعار الذي يتضمن النسر الأميركي الأصلع والذي يرمز إلى القوة الشرسة والحرية اللامحدودة، والذي يحمل بين مخالبه من جهة ثلاثة عشر سهماً ترمز للقدرة على خوض الحرب، ومن جهة غصن زيتون بثلاثة عشر ورقة ترمز إلى الرغبة في الحفاظ على السلام، هذا الشعار لا يمكن أن يعبّر إلا عن كينيدي نفسه.
ورّب قائل بأن خروتشوف قد أثبت ضراوته وعناده في حل أزمة برلين بالشكل الذي يرضيه مرغماً كينيدي على القبول بما لا يسبغ على هذا الأخير أي صفة تتعلق بالقوة، إلا أن ذلك بالتأكيد سيكون تفسيراً سطحياً. فرغم القوة الخاصة لتغطرسه المرح التي أعطت الانطباع بأن موسكو تمسك بزمام المبادرة، إلا أن وضع خروتشوف كما كان ينظر إليه من داخل الحقائق السوفييتية لم يكن يبدو أنه مأمون جداً. وكونه قد حقق بعض التخفيف في وسائل القمع المحلية المستمرة بعد فترة الرعب الستالينية، فإن ذلك ولا شك قد كوّن له رصيداً سياسياً.
لكن هدفه الذي لازمه بأن يوفر البضائع في أيدي المستهلكين وضعه على خلاف دائم مع العسكر الذين تزعمهم فرول كوزلوف وميخائيل سوسلوف، بشأن كم مصادر البلاد يجب أن تذهب للقوات المسلحة، ومن المحتمل أن نصراً دون إراقة الدماء بشأن المسألة الألمانية قد يمكنه من الالتفاف على "شوفينية" معارضيه ويخفف الحاجة للإنفاق العسكري.
وهكذا فإن كينيدي قد لعب على نقاط الضعف هذه ليجر خروتشوف إلى حل بأي شكل كان للمسألة الألمانية، دون أن يتغافل عن أن التفاهم مع خروتشوف ربما يكون في حيّز الإمكان أكثر مما لو كان التعامل مع خليفة محتمل له من بين المحيطين به، هذا التفاهم الذي من شأنه الامتداد لتحقيق المصالح الأميركية في برلين وغيرها. وتجدر الاشارة هنا إلى فائدة الحوارات غير الرسمية في انجاح التوصل إلى حلول للمشاكل الدولية، وإلى الإيجابية التي تكمن في تسليم المتحاورين بشرعية المصالح التي تحرك بعضهم بعضاً، وفي تطوير علاقة يستطيعون في إطارها أن يبحثوا عن المخاوف والمشاعر الحقيقية التي تكمن وراء المصالح المعلنة.
وفي إطار ازمة برلين، فقد بدا وأن كينيدي كان الطرف المبادر إلى الحوار الإيجابي بينما كان خروتشوف الطرف المقابل الملائم لتقبّل واستمرار مثل ذلك الحوار. كما تجدر الإشارة، إلى أن مناخ التسوية الذي ساد عقب أزمة برلين لا بد وأن يكون قد انعكس على إيجاد حل لأزمة الصواريخ السوفييتية في كوبا في تشرين الأول من العام التالي.
إن تصنيف أسلوب كينيدي في السياسة الخارجية على أنه "واقعية جديدة" تأخذ بالمفاهيم المثالية على أرض الواقع، لا يعني بالتأكيد أن فترة حكمه كانت أقرب إلى المثالية، فهو لم يكن ليتحكم في الظروف الدولية والتشابكات السلطوية الداخلية المعقدة التي ورثها بعد وصوله إلى الرئاسة، إلا أنه مع ذلك حاول أن يترك بصمات تطبع أسلوبه الشخصي في السياسة، وكمثال على ذلك نذكر " كتائب السلام " التي أسسها كينيدي في مطلع رئاسته بعد أن تحدث عنها في أواخر حملته الانتخابية مستثيراً لعلاقة جديدة بين الولايات المتحدة والبلدان النامية، تلك الوكالة الأميركية التي لها أكبر أثر باق على أفريقيا كما على معظم بلدان العالم الثالث، لقد كان المئة ألف متطوع الذين خدموا في الكتائب مساحي طرق وممرضين وفنيي زراعة ومهندسين ومعلمين، ورغم أنهم نادراً ما جادلوا لصالح سياسة الولايات المتحدة الخارجية إلا أن ذلك كان يقوم على احترام وحدة الثقافة في البلدان المضيفة، حيث بنوا سمعة حسنة كان لها منفعة سياسية، ورغم أنهم مثلوا أكثر من مجرد اختراق للشيوعية في تلك البلدان، لكنه كان على أي حال اختراقاً مغلفاً بقفاز مخملي. وقد ساهم ذلك في رفض الدول الأفريقية الانحياز إلى الجانب السوفييتي خلال أزمة كوبا 1962، حيث اعتبر كينيدي ذلك على أنه انجاز مهم لسياسته في القارة المضطربة.
تلك السياسة التي تتميز بالواقعية الجديدة، ينطبق عليها مصطلح " القوة الناعمة " الذي قدمه في أواخر الثمانينات "جوزيف ناي جونيور" في سياق محاولته الإجابة على سؤال: ماذا يتعين على الولايات المتحدة عمله لتحافظ على مكانتها كقوة عظمى عالمية وتتوقف عن إبعاد بقية العالم وتقليص دوره. حيث أجاب على ذلك السؤال بتأكيده على ضرورة استخدام القوة الناعمة التي لا تأتي من قوة الدولة العسكرية أو قدرتها الاقتصادية، بل من جاذبية الدولة، ثقافتها وسياستها ومبادئها السياسية، وهي بالضبط ما حاول كينيدي اتباعه في محيطه الداخلي والخارجي المضطرب.
إن تبني أسلوب كهذا من قبل صناع السياسة الخارجية لا بد وأن يعطي انطباعاً واضحاً بأن العلاقات الدولية الشائكة والمعقدة المصالح قد لا يكون محتماً لها أن لا تسير نحو الهاوية لدى حدوث أي ازمة، بحيث لا يكون السلاح المدمّر والفتّاك الحكم الأخير.
لكن هل حقق كينيدي مجرد حل للمشكلة الألمانية يضمن مصالح متوازنة للطرفين، أم كانت لديه مصالح أكبر ورؤى أبعد؟
إن المشكلة الألمانية سواء تم حلها بذالك الحين جزئياً أو كلياً، فإنها كان لا بد وأن تؤكد على ضرورة وجود القوات الأميركية في ألمانيا المنهوكة القوى والقلقة من جارتها روسيا، وبالطبع سيكون هناك مقابل لوجود تلك القوات تدفعه ألمانيا، وهذا الثمن سيترتب عليها سواء كانت القوات الأميركية بأعداد رمزية أو هائلة. ففي حال استمر التوتر فستكون كلفة وجود هذه القوات موازية للثمن الذي ستحصل عليه الولايات المتحدة. وفي حال تجمّد التوتر وانحسرت المشكلة ولو جزئياً، فمؤدى ذلك أن تجني الولايات المتحدة فائضاً يمكنّها من تنفيذ سياستها في أماكن أخرى من العالم.
فبالنسبة للعالم الثالث، كان كينيدي يرى بأنه من الصعب إنكار إمكانية إبعاد الدول الفقيرة عن الشيوعية، تلك الدول التي تنشد الانتقال السريع إلى التصنيع والتي تعجب بالهجوم المنظّم الذي تشنّه الشيوعية على مشاكل العصرنة الاقتصادية وإعادة التوزيع.
وكانت رؤى كينيدي حول المساعدات الاقتصادية للدول الفقيرة تمثل أسلوباً اتبعه كينيدي لجر تلك الدول من فلك موسكو بالطرق السلمية، وبالتالي فإذا كان من الواجب الدفاع عن ألمانيا الغربية بصورة خاصة بأي ثمن، فإن عليها بالمقابل أن تسهم باتجاه إدامة القوات الأميركية ومساعدة الدول النامية؛ لم يرغب كينيدي في أن يجلب انهياراً اقتصادياً لبلاده.
كما أن نجاح كينيدي في الحفاظ على برلين الغربية يتمثل في تكريس خلية رأسمالية كالكتلة السرطانية في الجسم الشيوعي، تلك الكتلة التي أصبحت منبراً للغرب وسط النفوذ السوفياتي.
فالجدار مادام منتصباً فهو سيواصل تذكير العالم بهمجية السياسة السوفييتية التي فرّقت أبناء المدينة الواحدة دون الاعتراف بقدسية أواصر الصداقة مهما تكن حميمة، ولم تحترم الروابط العائلية التي تنمو مع الإنسان، تعيش معه دون أن تموت برحيله. ومن المحيّر أن نتخيل كيف كان لكينيدي أن يقف في قلب ألمانيا الشرقية ببرلين ويوقد الحماس في نفوس آلاف الألمان وآلاف الحالمين بالحرية في أنحاء العالم لولا حفاظه على برلين الغربية.
ففي السادس والعشرين من حزيران 1963، قام كينيدي بزيارة إلى برلين التي أصبحت رمز المقاومة العالمية للأنظمة الشيوعية، وألقى خطاباً تاريخياً هز فيه مشاعر جماهير برلين الغربية، بقيت كلماته تتردد في الأسماع حتى انهيار الجدار، وفي كل مرة يتم فيها الحديث عن قصة الجدار إلى يومنا هذا:
" هناك البعض الذين يقولون في أوروبا وغيرها، أن الشيوعية هي الطريق الأفضل نحو المستقبل، فليأتوا إلى برلين...وهناك البعض الذين يقولون في أوروبا وغيرها أننا نستطيع العمل مع الشيوعيين، فليأتوا إلى برلين...وهناك أيضاً قلة يقولون أن الشيوعية نظام شرير ولكنها تسمح لنا بتحقيق تقدم اقتصادي، فليأتوا إلى برلين..." وقد ختم خطابه بتلك الكلمات المشهورة: " إن جميع الأحرار أينما يعيشون، هم مواطنون برلينيون، لذا فإني كرجل حرأفخر بالقول أني من برلين".
ثم قام كينيدي بجولة على الجدار وكأنه يعتقد بأنه نقطة تحول تاريخية ستسجّل بداية لنهاية الشيوعية.

" نحن على الهواء مباشرة من جدار برلين في الليلة الاكثر تاريخية في تاريخ هذا الجدار. ما ترونه خلفي هو احتفال بهذه السياسة الجديدة التي تم اعلانها اليوم من قبل حكومة ألمانيا الشرقية بأنه من الآن وللمرة الاولى منذ اقامة هذا الحائط في 1961، فانه سيكون بمقدور الناس التحرك عبره بحرية. "
توم بروكاو، شبكة اخبار ان بي سي، 9 نوفمبر 1989

" بوابة براندنبرغ التاريخية تفتح ألمانيا، الأمطار تفشل في اخماد حماسة الحشود فيما رمز الارض المقسمة يفتح الحدود مجددا "
ويليام تيوهي، لوس انجلوس تايمز، 23 ديسمبر 1989




الموضوع هذا منقول
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

MNr
ألف شكر لك على هذة الأضافه
 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

شكرا لك أخي على التوضيح

بأن تجهز نفسها لاختراق الجـدار عند نقطة تشارلي


لهذا كنت أقول أن الفيديو عن نقطة العبور تشارلي
لأنه كان مركز عليها

ظننت بما أن المعسكر الشرقي والغربي عدوان في ذلك الوقت فمن الطبيعي تكون قواتهما محتشدة في الحدود بين برلين الغربية والشرقية

المهم أجدد شكري للأخ MNr على توضيح هذه النقطة

 
رد: أمريكا vs الأتحاد السوفيتي . كادت أن تقع الكارثة

نسيت

تقييم للأخوين هيرون و MNr على التوضيح
 
عودة
أعلى