المفاعلات النووية الإيرانية والتحركات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي ... الى أين ؟!!!

"المغوار"

راقب كلماتك .. فهي دليل شخصيتك
عضو مميز
إنضم
27 أغسطس 2010
المشاركات
9,928
التفاعل
21,904 10 0
الدولة
Jordan

MasterNewLogo.jpg
SelectBar.jpg











BSMN.gif

Shi3ar.gif
المفاعلات النووية الإيرانية والتحركات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي ... الى أين ؟!!!

شبكة المنصور دجلة وحيد



شهدت منطقة الخليج العربي في الأونة الأخيرة نشاطات سياسية متشابكة وتحركات عسكرية وإعلامية أمريكية لم يسبق لها مثيل منذ أن أحتل العراق حيث أعلن عن أن الولايات المتحدة تعجل بنصب أنظمة دفاع صاروخية في أربعة دول عربية خليجية (قطر والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة) وتعمل على تعزيز قواتها البحرية الضاربة في مياه الخليج، وقد قامت حديثا أيضا بعمليات عسكرية داخل اليمن ضد تنظيم القاعدة، واعلنت عن إستعداد وزارة دفاعها إرسال قوات خاصة الى اليمن لتدريب قوات الأمن اليمنية لمكافحة ما يسمى بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، هذا إضافة الى أنها ستزيد من معوناتها المالية الى الحكومة اليمنية. في خضم هذا التصعيد، هاجم علي لاريجاني (الرئيس الحالي للبرلمان الإيراني) الولايات المتحدة في مؤتمر صحفي عقد في الكويت مؤخرا وذكر أنها تسعى لبث الرعب في دول الخليج العربي بسبب تصاعد النفوذ السياسي والقوة العسكرية الإيرانية في المنطقة، وحذر بصورة غير مباشرة دول الخليج العربية التي تمتلك قواعد عسكرية أمريكية في أراضيها من مغبة السماح لإستعمال تلك القواعد لضرب إيران، وفي نفس الوقت ذكر أن إيران لا تود إلحاق الأذى بدول مجلس التعاون الخليجي. كل هذه التحركات والإنفعالات المضادة سببها وحسب الإعلام المنشور هي الأنشطة والطموحات الإيرانية للحصول على السلاح النووي وزعزعة الإستقرار في منطقة الخليج العربي وتهديد السيل المتواصل من وسائل الطاقة البيترولية من منطقة الخليج عبر مضيق هرمز، إضافة وكما يقال الى حماية مستقبل الكيان الصهيوني في المنطقة.

ما هي الغاية الحقيقية من هذه التحركات والأنشطة العسكرية الأمريكية وما هي أهدافها؟!!!
وهل صحيح أنها عملية تحضيرية لضرب إيران عسكريا وتقليم أظافرها بسبب عنجهيتها وإصرارها على الإستمرار في تخصيب اليورانيوم والذي في النهاية قد يؤدي الى إمتلاك إيران القنبلة الذرية التي ستساعدها أن تصبح قوة سياسية وعسكرية مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم خلال العقد والنصف القادمين - كما صرح به أحمدي نجاد رئيس دولة ملالي قم وطهران في خطابه أمام البرلمان الإيراني في 11 يناير/كانون ثاني 2010 - وتزعزع الإستقرار في منطقة الخليج وتهدد الإمدادات البترولية الى دول العالم وخصوصا الدول الصناعية الكبرى؟!!!
أم أنها حماية للكيان الصهيوني الذي أخذ يهدد دعائيا إيران بضربة إستباقية؟!!!

هل ستضرب إيران حقا؟!!! أم أن هذه النشاطات لا تعدو عن كونها زوبعة في فنجان وسحابة مطر صيفية تبغي الى التمهيد الى هيمنة عسكرية وإقتصادية أمريكو- صهيونية كاملة على المشرق العربي كواقع حال يجب الإعتراف به؟!!!

قبل الإجابة على هذه الأسئلة نود وبإختصار التحدث عن تاريخ ومشاكل النشاط النووي الإيراني وكما يلي:

يرجع تاريخ الدعم الغربي لأول نشاط نووي إيراني الى عام 1958 حينما تعاقدت إيران مع الولايات المتحدة لبناء محطة نووية في طهران وكانت كل من فرنسا والمانيا من الدول المتعاونة في بناء هذا المشروع، إضافة الى تعاون "إسرائيل" في المشروع فيما بعد في العقد السابع من القرن الماضي.

أنشأ شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1960 وبمساعدة أمريكية منظمة الطاقة النووية الإيرانية ومركز طهران للبحوث النووية الذي الحق بجامعة طهران عام 1967 ووضع هذا المركز بعد ذلك تحت إشراف منظمة الطاقة النووية الإيرانية، وقد أهدت الولايات المتحدة لهذا المركز مفاعلا نوويا صغيرا بقدرة 5 ميغاواط لأغراض التدريب والبحوث النووية، وكانت قدرته الإنتاجية السنوية لعنصر البلوتونيوم من الوقود النووي المستهلك هي 600 غرام.

بعد توقيع إيران على معاهدة الحد من إنتاج وإنتشار الأسلحة النووية عام 1968 التي أصبحت نافذة المفعول في عام 1970 أصبح لها "الحق في تطوير وإنتاج وإستعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية دون تمييز يذكر وإمتلاك المواد والإجهزة والمعلومات التكنولوجية والعلمية". وبناءاَ على ذلك تمكنت إيران من عقد إتفاقيات خصوصا مع الولايات المتحدة لبناء وتطوير مفاعلات نووية من أجل سد إحتياجاتها من الطاقة الكهربائية، وساعد على ذلك موقفها المعادي للعرب اثناء حرب أوكتوبر/تشرين ثاني عام 1973 حيث أنها لم تشارك في إستعمال النفط كسلاح ضد الدول المساندة للكيان الصهيوني في الحرب وأنها واصلت ضخ النفط وبكميات كبيرة في أسواق النفط العالمية لإفشال المجهود العربي آنذاك. في عام 1975 بنت شركات أمريكية خمسة مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في أماكن متفرقة من إيران. طموحات شاه إيران لتوسيع إستخدام الطاقة النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية دفعته الى التخطيط لبناء أكثر من عشرين مفاعلا نوويا وبفترة زمنية قياسية قصيرة ولهذا أبرمت حكومته عقودا مع شركات المانية وفرنسية وهندية وصينية إضافة الى الشركات الأمريكية للوصول الى ذلك الهدف. بناء مفاعل بوشهر الثلاثي المثير للجدل في الوقت الحاضر كان من نصيب شركة كرافت فيرك الألمانية التي أوكلت شركة سيمنز لتنفيذ بنائه. شركة سيمنز أكملت حوالي 90% من بناء مفاعل (بوشهر-1) وحوالي 50% من مفاعل (بوشهر-2) قبل سقوط الشاه. كلا المفاعلين دمرا تدميرا كاملا من قبل القوة الجوية العراقية أثناء حرب الثمان سنوات مع إيران حيث أن مفاعل (بوشهر-1) سوي بالأرض تماما. معظم العقود التي ابرمتها حكومة الشاه مع الشركات الغربية والصينية والهندية لبناء المفاعلات النووية ومعاهد تدريب المهندسين والكوادر الفنية الإيرانية لإدارة المفاعلات خصوصا مفاعل بوشهر قد أخفق إكمالها بسبب الضغوط الأمريكية التي سلطتها على نظام الشاه الذي حاول التخفيف من الإعتماد على الخبرات الأمريكية وقد إنتهت تلك العقود بعد سقوط الشاه وصعود خميني الى دفة الحكم في إيران.

لقد حاولت إيران منذ إنهيار الإتحاد السوفيتي عام 1990 إعادة إحياء بناء مشروع مفاعل بوشهر النووي - الذي دمرته القوة الجوية العراقية أثناء حرب قادسية صدام المجيدة - من خلال إتصالها بشركات ألمانية وإسبانية وإيطالية وبولونية وروسية إلا أنها أخفقت بسبب الضغوط الأمريكية على حكومات تلك الدول لأن الولايات المتحدة كانت تشك بأن إيران من خلال إعادة تفعيل هذا المشروع الضخم - الذي يمكن أن ينتج حوالي 23 كيلوغرام من البلوتونيوم سنويا - تستطيع أن تستخدمه عسكريا في أي وقت كان لصناعة قنابل نووية. لكن مع هذا إستطاعت إيران عام 1991 إستغلال الخلافات في العلاقات السياسية والمصالح المتضاربة بين الولايات المتحدة والصين الشعبية - وكذلك ظروف حرب الخليج الثانية وتواطئها مع أمريكا ضد العراق، إضافة الى إنشغال الولايات المتحدة بجمع أكثر عدد ممكن من الدول الى جانبها ومن ضمنها الصين من أجل ضرب العراق وإخراجه من الكويت - من عقد إتفاقية مع الإخيرة بموجبها تزود الصين إيران بالوقود النووي الغازي المسمى بالـ "يورانيوم هيكساكلورايد" الذي يستعمل في تخصيب اليورانيوم الخام. إستلمت إيران من الصين ودون إعلام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يعادل طن من اليورانيوم الغازي، 400 كيلوغرام من فلوريد اليورانيوم الرباعي، 400 كيلوغرام من اليورانيوم المتأكسد (يورانيوم أوكسايد) و 120 كيلوغرام من اليورانيوم المكثف الخام.

نجحت إيران عام 1995 في إبرام عقد مع روسيا للشروع في بناء مشروع بوشهر تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية على الرغم من الضغوط والجهود التي بذلتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لإفشال ذلك العقد وذلك بسبب الأزمة الإقتصادية الحادة التي كانت تعصف بالإقتصاد الروسي آنذاك وإحتياج روسيا الى العملة الصعبة. تضمن ذلك العقد بناء عدة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية التي لها القابيلة على إنتاج ما يقارب 180 كيلوغرام من البلوتونيوم سنويا، بناء وحدة إنتاج الوقود النووي الغازي "يورانيوم هيكساكلورايد" الذي يستعمل في تخصيب اليورانيوم الخام، إضافة الى تدريب خبراء نوويون إيرانيون.

إيران نجحت كذلك عام 1998 - على الرغم من ضغوط إدارة بيل كلينتون على إدارة الرئيس الروسي السابق فلادمير بوتين - في إقناع الجانب الروسي من التخلي عن طلب نقل نفايات البلوتونيوم النووية من مفاعلات بوشهر الإيرانية الى روسيا لخزنها في سيبيريا مقابل تعويضات مالية. أعتبر هذا النجاح الإيراني الأخير من قبل الولايات المتحدة على أنه محاولة إيرانية لتطوير أسلحة نووية والتي مستقبلا ستهدد سلامة وجود الكيان الصهيوني.


هل تستحق إيران التمتع بحرية تخصيب اليورانيوم والحصول على كميات كبيرة من البلوتونيوم وحسب بروتوكولات وكالة الطاقة الذرية؟!!! وهل يمكن الوثوق بها حينما تدعي بأن تلك المواد النووية ستستعمل للأغراض السلمية؟!!!

صحيح أن للدول المسالمة والتي تتبع وتحترم القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها "لها الحق في تطوير وإنتاج وإستعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية دون تمييز يذكر وإمتلاك المواد والإجهزة والمعلومات التكنولوجية والعلمية". لكن جوابنا الأني للسؤالين المذكورين هو كلا لأن النظام العنصري والطائفي الحاكم في إيران هو نظام فاشي وقومي شوفيني مماطل يبغى التوسع والهيمنة على الأقطار العربية بإسم الدين، ولا يمكن الوثوق به وخير دليل على ذلك هو عدم إفصاحه عن المواد النووية التي حصل عليها من الصين في بداية العقد التاسع من القرن الماضي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنه قد تأمر على العراق وإشترك في عملية إحتلاله وتدميره كما شارك سابقا في عملية إحتلال أفغانستان، وكذلك أنه مستمر في تدخله في الشؤون الداخلية للعراق وباقي الأقطار العربية حيث أنه مازال يحتل أراضي عربية منها الأحواز العربية وثلاث جزر في الخليج العربي إضافة الى أراضي وحقول نفطية عراقية وأخرها حقل الفكة، وله خلايا تأمرية وإرهابية مجرمة نائمة منتشرة في عدة دول عربية وأفريقية. لذا وعليه نعتبر التضييق على هذا النظام ومحاصرته وإسقاطه مطلب إنساني يخلص المنطقة العربية من شروره ويخلص الشعوب الإيرانية بالدرجة الأولى من أساليبه القمعية. جوابنا هذا لا يعني أن للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة الحق في إمتلاك أسلحة نووية وتهديد الدول العربية ومحاولته السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية بكاملها وقضم اراضيها ولا يعني مساندة الولايات المتحدة المحتلة للعراق تهديد إيران من أجل حماية الكيان الصهيوني فقط.

قبل الدخول في تفسير الغاية الحقيقية للتحركات والأنشطة الأمريكية في الخليج العربي نود التطرق الى الأسئلة الذي طرحناها في بداية هذا المقال حول جدية التهديدات الأمريكية والصهيونية لإيران بسبب طموحاتها النووية وعنجهيتها ومراوغتها في المحادثات مع ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مع لجان الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي وغيرها من البلدان المعنية.

هل ستؤدي التحركات والتحضيرات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي الى ضرب إيران عسكريا بسبب طموحاتها النووية وسلوكيتها العدوانية في المنطقة؟!!!

جوابنا بكل صراحة وبدون عاطفة أو تطبيل إعلامي هو كلا وللأسباب التالية:

1- أن إيران حليف إستراتيجي للولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة حيث أنها إعترفت بذلك، وحسب تصريحات كبار المسؤولين فيها أن "لولا إيران لما إستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية من إحتلال كل من أفغانستان والعراق". كذلك إن أرادت فلها القابلية على زعزعة الإستقرار في الدول العربية والإسلامية خدمة لمصالحها وللمصالح الصهيوأمريكية في المنطقة من خلال خلاياها الطائفية والإرهابية النائمة والمستيقضة وخير دليل على ذلك هو ماحصل ويحصل الأن في العراق وافغانستان (قبائل الهزارة الشيعية) ولبنان ومصر وفلسطين واليمن والسعودية والمغرب العربي وفي أفريقيا السوداء. ولولا هذا التحالف الإستراتيجي مع الولايات المتحدة لما كان بمقدور إيران وعملائها السيطرة على مقدرات العراق ولم تكن هناك إمكانيات لزيارات كبار المسؤولين الإيرانيين الى المنطقة الخضراء والتباحث مع الأمريكان حول مستقبل العراق.

2- على الرغم من إتهامها لإيران بتزويد المنظمات والمليشيات الإرهابية الشيعية الموالية لنظام ملالي قم وطهران، وتنظيم القاعدة في العراق بالسلاح وإختطاف وقتل الجنود الأمريكان والموظفين الغربيين العاملين مع حكومة العمالة في المنطقة الخضراء إلا أن الولايات المتحدة لم تطلق إطلاقة واحدة على إيران ومنذ عام 1979 حينما إستولى الحاخام خميني على دفة الحكم فيها وحجز موظفي السفارة الأمريكية في طهران من قبل الحرس الثوري الإيراني وفشل المحاولة الأمريكية لإنقاذ محتجزيها هناك. على عكس ذلك فإن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني زودتا إيران بالأسلحة والذخائر أثناء حرب الخليج الأولى. إضافة الى ذلك أن القوات الأمريكية المحتلة للعراق والتي تتحمل مسؤولية الدفاع عنه وعن سلامة أراضيه وحسب الإتفاقية الأمنية الموقعة بين حكومة المالكي العميلة وإدارة المجرم جورج بوش الصغير في نهاية عام 2008 فإنها لم تحرك ساكنا حينما إحتلت القوات الإيرانية حقول الفكة النفطية أو حينما إحتلت جزيرة أم الرصاص العراقية وغيرها من الأراضي العراقية أو حينما يتعرض شمال العراق الى القصف الإيراني المتواصل للقرى الحدودية.

3- أن إيران مسلحة الى حد أسنانها بأسلحة حديثة ومتطورة ولها القابلية على تصنيع الكثير من تلك الأسلحة ولا تعتمد بصورة متكاملة على إستيرادها من مصادر خارجية، حتى ولو فرضنا أنها كانت محتاجة الى إستيراد السلاح فلها علاقات معروفة مع السوق السوداء وتجار الأسلحة ولها المال لشراء ما تحتاجهة. كذلك أنها ليست محاصرة كما كان العراق ولها علاقات عادية مع دول جوارها من الذين لا يوافقون على توجيه أي ضرية عسكرية لها.

4- أن لإيران جيش مليوني كبير وقوة جوية وقوة بحرية متكون معظمها من الحرس الثوري الفاشي والقمعي والمتطرف دينيا والذي يعمل المستحيل من أجل الدفاع عن نفسه وعن مصالحه ومصالح نظام ولاية الفقيه. إضافة أن إيران قد إستفادت من تجربة إحتلال العراق وتدميره ولايمكن لها أن تجلس ساكنة دون تحضير لأي عمل طارئ أو مدروس يزعزع نظامها حتى لو إفترضنا أن الولايات المتحدة مصممة على ضرب وغزو إيران من أجل إسقاط وتغيير النظام كما حصل في العراق. هناك شواهد عن كيفية قمع مظاهرات المعارضة الإيرانية التي حصلت في طهران وفي مدن إيرانية أخرى في نهاية عام 2009. إضافة الى ذلك أن إيران مستعدة لضرب القوات الأمريكية المتواجدة في العراق إذا تعرضت الى حملة عسكرية أمريكية من خلال تحريك المليشيات الشيعية المسلحة العراقية الموالية لها وكذلك بإمكانها تعريض القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو المتواجدة في أفغنستان الى المخاطر.

5- على عكس الطبيعة الجغرافية للعراق، أن الأراضي الإيرانية اراضي واسعة ومختلفة التضاريس لا يمكن للولايات المتحدة - حتى لو حصلت على تخويل لغزو إيران - السيطرة عليها بصورة كاملة دون مقاومة طويلة وخسائر فادحة وإستعمال أسلحة محرمة دوليا ومنها القنابل الحرارية والقنابل الذرية والقنابل النيوترونية التكتيكية.

6- على عكس عملاء الإحتلال من العراقيين والمستعرقين، فإن المعارضة الإيرانية لا توافق على ضرب إيران عسكريا وإحتلالها من أجل إسقاط النظام.

7- لإيران تأثير مباشر على اقتصاديات العالم من خلال إمكانياتها وقدرتها على قطع إمدادات النفط من منطقة الخليج العربي عن طريق مضيق هرمز الى دول العالم وخصوصا الهند والصين الشعبية التي تعتمد أعتمادا كبيرا في صناعاتها على الطاقة المستوردة من الخليج العربي وخصوصا من إيران. هذه الدول المهمة لا تسمح للولايات المتحدة بقيام أي عمل عسكري ضد إيران على الرغم من محاولات الإبتزاز الأمريكية لتحييد الصين من خلال الضغط عليها بواسطة بيع أسلحة متقدمة لتايوان. ولقد إنتقدت الصين اليوم القوى الغربية التي تريد فرض عقوبات قاسية على إيران بسبب برنامجها النووي. كذلك أن روسيا لا توافق على القيام بأي عمل عسكري ضد إيران لأنها ترتبط معها بعلاقات ديبلوماسية طيبة وعلاقات إقتصادية مهمة وأن الإقتصاد الروسي يحتاج الى العملة الصعبة. إضافة الى ذلك، ليس من مصلحة دول وإمارات الخليج العربي قبول ضرب إيران عسكريا لأنها ستتعرض الى هجوم صاروخي إيراني كبير على الرغم من نصب صواريخ الباتريوت المضادة في البعض من هذه الدول. التجربة الأمريكية الأخيرة للصواريخ المضادة قد اظهرت عورات هذا النظام الدفاعي مثلما فشل سابقا في إعاقة وصول الصواريخ العراقية الى أهدافها في حرب عام 1991.

8- بإمكان الإسلوب الديبلوماسي الإيراني المتقلب والمعتمد على إسلوب التقية الديالكتيكية في التعامل إمتصاص اي ضغط قد يؤدي الى عواقب وخيمة على النظام، حيث أنه بالرغم من عنجهية الإسلوب الإعلامي الفض والمتشدد للمسؤولين الإيرانيين الكبار حول حقهم في الإستمرار في تخصيب اليورانيوم في إيران نرى أن هناك تراجع متنوع في هذا المسار كلما شعروا بأنهم سيحاصرون في زاوية ضيقة ليبدءوا بمرحلة جديدة من المحادثات والنفاق السياسي. بينما رفضت إيران سابقا وحسب ديبلوماسيوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإقتراح المقدم لها من قبل الغرب بنقل اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب لإعادة تخصيبه في الخارج (في روسيا) ولوحت بأنها ستقوم بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بنفسها - إذا لم تقبل الدول المعنية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بالشروط الإيرانية- شدد هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران في 31/1/2010 على رفض إيران التراجع عن موقفها من الإستمرار في تخصيب اليورانيوم وذكر أن على الغرب أن يعلم "بأن إيران جادة في الموضوع النووي، سواء أكان تخصيب اليورانيوم أو تبادل اليورانيوم، وإنها لم ولن تتراجع عن موقفها هذا". ولكن بعد ثلاث أيام فقط من هذا التصريح خرج علينا محمود أحمدي نجاد رئيس جمهوري دولة ملالي قم وطهران في 3/2/2010 بتصريح مفاده أن إيران مستعدة لإتمام صفقة تبادل اليورانيوم مع الدول الغربية وأنه لا توجد مشاكل في مبادلة اليورانيوم الغير مخصب الإيراني بوقود ننوي منخفض التخصيب وأن إيران على إستعداد توقيع عقد لضمان إتمام الصفقة بشكل صحيح وتنفيذها بشكل كامل.

إذن ما هي الغاية الحقيقية وراء التحركات والأنشطة العسكرية الأمريكية في الخليج العربي وما هي أهدافها إن لم تستطع أمريكا ضرب إيران عسكريا وتغيير نظامها في الوقت الحاضر؟!!!

هل أن هذه النشاطات لا تعدو عن كونها زوبعة في فنجان وسحابة مطر صيفية تبغي التمهيد الى هيمنة عسكرية وإقتصادية أمريكو- صهيونية كاملة على المشرق العربي كواقع حال يجب الإعتراف به؟!!! أم أنها مؤامرة لإبتزاز المال العربي من خلال خلق أزمة وحالة سباق تسلح في منطقة الخليج من أجل بيع الأسلحة للدول المستهدفة؟!!!

كما هو معروف أن الولايات المتحدة وبريطانية تمتلكا حوالي 280 ألف جندي مرابطون في قواعد بحرية وجوية ومعسكرات داخلية كبيرة في دول وإمارات الخليج العربي والعراق هذا ما عدا مئات الألاف من مرتزقة الشركات الأمنية الأمريكية وغيرها في العراق والكويت. الإنفاق العسكري الكبير للولايات المتحدة في منطقة الخليج والعراق وافغانستان قد فاق الـ 800 مليار دولار سنويا وأن إدارة أوباما الصهيونية قد طلبت المزيد من الأموال من الكونجرس لتمويل إستمرار حربها في العراق وافغانستان وباكستان على الرغم من المصاعب التي يمر بها الإقتصاد الأمريكي وعملية التقشف في المصروفات الفيدرالية التي أعلن عنها أوباما في خطابه الأخير. معظم الأموال التي تستخدم لإسناد الإقتصاد الأمريكي وتمويل الحرب في العراق وافغانستان تأتي من الضرائب وبيع السندات الحكومية التي تشتري معظمها الصين الشعبية. الصناعات الحربية الأمريكية والبريطانية تحتاج الى تصدير منتجاتها في سبيل جلب موارد مالية لبقائها ودفع الضرائب المحلية والإستمرار في البحوث من أجل تطوير تلك المنتجات. أهم عامل لتصدير الأسلحة هو خلق مناطق ساخنة حول العالم، وأهم منطقة ساخنة في الوقت الحاضر هي منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط حيث أن حجة رفض إيران لإرسال اليورانيوم المخصب الى الخارج ومناوراتها العسكرية الإستفزازية في الخليج العربية وإسنادها للتمرد الحوثي في اليمن كان أهم دافع للتعجيل في نصب بطاريات الباتريوت الأمريكية في أربعة دول عربية خليجة وكذلك أنه سيدفع الى المزيد من بيع الأسلحة الى هذه الدول الخليجية. إن نصب هذه البطاريات في هذه الدول لم يكن مجانا أو حبا لسواد عيون العرب لأن هذه الدول ستدفع فاتورة هذا العمل عاجلا أم أجلا ماديا وعن طريق تنازلات سياسية وإقتصادية لحساب الولايات المتحدة إضافة الى دفعها الى شراء المزيد من الأسلحة من المصانع الأمريكية والبريطانية والفرنسية. وبالفعل وعلى اساس مشاكل إيران مع الغرب وتدخلاتها في عدة دول عربية وحسب المعلومات المنشورة أن دول وإمارات الخليج العربي قد زادت من شرائها للأسلحة والمعدات العسكرية والطائرات الحربية من المصانع الأمريكية والبريطانية حيث أن السعودية إستلمت طائرات مقاتلة من نوع تايفون إيروفايتر من شركة بي آي أي البريطانية. كذلك أن دولة الإمارات العربية التي اصبحت - حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام - في المرتبة الثالثة كأكبر دولة مستوردة للسلاح في العالم بعد الهند والصين قد وافقت على شراء طائرتين إستطلاع من شركة ساب السويدية و25 طائرة تدريب من سويسرا، وكذلك عقدت صفقة مع فرنسا لإستبدال 63 طائرة من نوع ميراج بمقاتلات داسول رافائيل، كما أنها تقدمت بعرض لشراء نظام مضاد للصواريخ من الولايات المتحدة بتكلفة 7 مليارات دولار.

من وجهة نظرنا أن الأزمة الحالية التي تدور رحاها حاليا في منطقة الخليج العربي بين إيران من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى هي زوبعة في فنجان سوف تختفي عاجلا أم أجلا بعد تحقيق كل من أمريكا وإيران والكيان الصهيوني أهداف أجنداتهم الخاصة على حساب العرب وخصوصا القضية الفلسطينية.
إ
الجمعة / ٢١ صـفـر ١٤٣١ هـ
***
الموافق ٠٥ / شـبــاط / ٢٠١٠ م
| | | | |







المصدر :

Iraq.gif
 
التعديل الأخير:
رد: المفاعلات النووية الإيرانية والتحركات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي ... الى أين

قرآت المقال و وجدت ان ايران هي قوه لايستهان بها حسب ماتضمنه المقال. على عكس مايدعيه البعض
 
رد: المفاعلات النووية الإيرانية والتحركات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي ... الى أين

قرآت المقال و وجدت ان ايران هي قوه لايستهان بها حسب ماتضمنه المقال. على عكس مايدعيه البعض


ربما انت تخلط بين الامرين .... ايران لا يستهان بها ....ولكن في نفس الوقت ليس تلك القوة التي يمكن لها ان تحكم المنطقة كما تريد في احلامها ... هل فهمت ؟

ثم لماذا لم تعلق على الموضوع الاخر والذي يقول ان كل تحركات امريكا في المنطقة هي لحماية ايران !!!!!1 ارجو الاجابة
 
التعديل الأخير:
رد: المفاعلات النووية الإيرانية والتحركات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي ... الى أين

من مصلحة امريكا + اسرائيل ...بقاء النظام الايراني واذنابه في المنطقه
ألـــى ان تشاء امريكا وتتغير معالم واوراق اللعبه وهذا قريب جدا
ثم تصبح ايران كغيرها ...ممن سبقوهــا :)
:walw[1]:
 
رد: المفاعلات النووية الإيرانية والتحركات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي ... الى أين

من مصلحة امريكا + اسرائيل ...بقاء النظام الايراني واذنابه في المنطقه
ألـــى ان تشاء امريكا وتتغير معالم واوراق اللعبه وهذا قريب جدا
ثم تصبح ايران كغيرها ...ممن سبقوهــا :)
:walw[1]:


شكرا على مرورك
 
عودة
أعلى