


الطائرة الوحيدة التي سيمكنها إختراق نظم الدفاع الجوي المتكامل حتى عام 2020 هي الرابتور F-22A RAPTOR وفي الصورة طائرة رابتور تقذف قنبلة GBU-32 JDAM
عمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بنهاية الحرب الباردة إلى الإعتماد على التفوق والتعامل السريع مع منظومات الدفاع الجوي المتكاملة المعادية وكذلك لضرب العدو عبر السلاح الجوي المميز بكونه القوة رقم 1 ذات الأولوية القصوى لحل أي صراع عسكري.
ويعتبر انتشار نظم الدفاع الجوي المتكامل العالمية وتطورها هو التهديد الأبرز لسلاحي الجو وطيران البحرية الأمريكية خصوصا مع تنامي القدرات الروسية والصينية في هذا المجال عبر التطور التقني وفي المدى والتأثير لنظم الدفاع الجوي.
فعندما تحلق الطائرات الأمريكية الحالية من طرازات مثل ال F-15 أو ال F/A-18E/F فسوف تواجه هذه الطائرات مخاطر عدة تصل إلى حد فقد بعض الطائرات المهاجمة وذلك خلال محاولة هذه الطائرات إختراق نظم الدفاع المتكامل للعدو ومحاولة تدميره.
فنظم الدفاع المتكامل التي نختصرها ب IADS أو كما نسميها Integrated Air Defence System حاليا يتم تطويرها وتشغيلها في العديد من الدول كالصين و إيران وفنزويلا ودول أخرى وكثير من هذه الدول تمتلك علاقات واهية للغاية مع الغرب .
وإلى أن تقوم الولايات المتحدة بإنتاج أعداد كافية من قاذفات الجيل الجديد بعد عام 2020 تبقى ال F-22A Raptor وال B-2A Spirit هما القادرتان على إحداث إختراق عبر نظم الدفاع الجوي المتكامل.
ويوجد حاليا عدد 20 طائرة فقط من الطراز B-2A مع التوجه لتصنيع B-2C كنوع من التماس مع ملامح قاذفات الجيل الجديد.
لذلك حاليا لا تمتلك الولايات المتحدة غير خيار إستراتيجي واحد في المرحلة الراهنة وهو تصنيع عدد كبير من الطائرة F-22A Raptor وذلك لتمنح القوات الأمريكية القدرة على شن حملات مأمونة نظريا عبر الدفاعات المتكاملة عبر مزيج من قاذفات ال B-2A و F-22A حتى لا يقف عدد الطائرات الحالي كحائل أمام تنفيذ المهام الموكلة للقوات الجوية الأمريكية.
ولم تعد فرضية قدرة الأمريكان على إختراق الدفاعات المتكاملة بأعداد صغيرة من الطائرات لم تعد تلك الفرضية ناجحة وذلك لتنامي قدرات التحديد والتعقب والقتل بالنسبة لمنظومات الدفاع الجوي الصاروخي الحديثة والتي جاءت كرد فعل مباشر للحملة التي شنها الناتو على صربيا عام 1999 .
لذا سيتوجب أن تشتمل الطائرات طراز رابتور على مدى واسع من وسائل الإختراق والإجراءات الإليكترونية والإليكترونية المضادة والقدرة على تدمير نظم العدو destruction of enemy air defences أو كما سنرمز لها DEAD أو تحييد نظم العدو والشوشرة عليها suppression of enemy air defences أو كما سنرمز لها SEAD ومن ثم إختراق طائرات الحرب الأليكترونية للمجال الجوي للعدو ثم توجيه ضربة قاصمة للأهداف التكتيكية والإستراتيجية .
وتمتلك الرابتور فعلا هذه القابليات لكن محدودية عددها سيحجم كثيرا من دورها إلى أدوار محددة ومختارة وغياب الكثير من الخيارات الناجحة التي توفرها الطائرة لحل المشاكل المختلفة خصوصا فيما يتعلق بمعركة أمام عدو يمتلك نظم دفاع جوي متكامل.
فلو تخيلنا أن الطائرة F-22A Block 40 ستدخل معركة مماثلة لعاصفة الصحراء عام 1991 فسيكون العدد الذي تحتاجه القوات لتغطية نقاط الإختراق المختلفة لدفاعات العدو هو 500-600 طائرة كعدد إجمالي.
لذا لم يعد أمام الولايات المتحدة حلولا أخرى لحل المعضلة ومع مايثار حول رغبة الأمريكان في تعليق مشروع الرابتور فسيكون لزاما على الأمريكان أن يتمنوا أن يبقى وضعهم الإستراتيجي مستقرا بين عامي 2010 و 2020 . لذا سيكون تنامي أي قوة معادية وتهديدها للوضع الإستراتيجي الأمريكي هو فعلا مشكلة كبرى لن يتحملها التحالف الغربي وسيكون لزاما عليه المخاطرة بشيئ ما.
يتبع