يطالعنا بعض الكتاب بين الحين والآخر بكتاباتهم التي ينكرون فيها جهود الإخوان في فلسطين فمنهم من يدعي عدم وجود متطوعي للإخوان في الحرب، ومنهم من ينكر ما قاموا به، وآخر هؤلاء كان الأستاذ حلمي النمنم في صحيفة المصري اليوم في عددها 1432 يوم الخميس 15/5/2008م، حيث أخذ يتهكم على كتاب ومجاهدي الإخوان الذين أرخوا لفترة الحرب، وذكر أن الوثائق والتغطيات لا تذكر أثرا كبيرا لمتطوعي الإخوان، وطالب الأستاذ الفاضل بتحقيق تاريخي يقوم به مؤرخون عسكريون وغيرهم من المحققين للوقوف على حقيقة دور متطوعي الإخوان في فلسطين.
وأنا أضم صوتي لصوت الأستاذ حلمي النمنم في هذا الطلب بإيجاد لجنة محايدة نزيهة بعيدة عن الهواء والخصومات الحزبية أو الميل للإخوان في كتابة تاريخ الإخوان ودورهم، وإظهار حقيقته على أن تعتمد هذه اللجنة على الوثائق والمشاهد دون الأخذ من الكتاب المغالين ضد الإخوان أو الذين يحاولون تشويه الصورة لأهواء نفسية، أو المؤيدين بشدة للإخوان أو الذين يكتبون بعاطفة الحب لهم.
لكن لابد أن نرجع الحق لأهله مؤقتا حتى تتم هذه اللجنة ونعترف بجهود الإخوان التي يعرفها القاصي والداني والتي اعترف بها كثيرا من الضباط الأحرار أمثال عبد اللطيف البغدادي وذكر ذلك في مذكراته وحسين كمال الدين والمؤرخ العسكري جمال حماد وأخر اعتراف له كان في حلقة (بلا حدود) على قناة الجزيرة يوم الأربعاء الموافق 14/5/2008م، والتي ذكر فيها دور متطوعي الإخوان مع العلم أن هذا الرجل ليس من مؤرخي الإخوان كما يعلم الجميع.
ولكي ندرك دور الإخوان نحو فلسطين منذ نشأة الجماعة لابد أن ندرك أن فلسطين بلد لها مكانة في قلب كل مسلم لارتباطها بمسري النبي (ص) وبالمسجد الأقصى الموجود بها، ومن ثم أخذت مكانتها وأهميتها في قلوب المسلمين، هذا غير وجود قبر جد رسول الله (ص) الكبر هاشم والذي دفن بغزة، فهي ترتبط بكل معاني الروابط بالعالم الإسلامي.
ومنذ انعقاد مؤتمر بال بسويسرا عام 1897م وقد حدد اليهود فيه فلسطين لتكون موطنا لهم وقد أدرك أهلها والمسلمون خطورة الأيام القادمة, حتى استيقظ المسلمون على خبر نزل كالصاعقة على قلوبهم في نوفمبر 1917 وهو وعد بلفور الذي وعد فيه اليهود بموطن لهم في فلسطين.
وإن كان وجود اليهود في فلسطين لا يشكل خطرا إن قبلوا التعايش فيها كمواطنين عاديين على أن تعود الحقوق والأراضي لأصحابها, غير أن ذلك لم ولن يحدث لطبيعة وتركيبة اليهود.
بعد ذلك القرار انتفض المخلصين من أبناء الإسلام يزودن عن البلاد طمع اليهود، وتحركت المظاهرات والإضرابات، في هذه الآونة نشأت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م, وما كاد عام 1936 يحل حتى انتفضت الثورة الكبرى التي قادها عز الدين القسام غير أن أصحاب السلطان في البلاد الإسلامية تخلوا عنها.
غير أن الإخوان المسلمين لم يتركوا البلاد ينهبها اليهود فمما ورد في صحف هذه الفترة وما جاء في وثائق عام 1936م والتحقيقات التي أجريت ضد الأستاذ البنا بتهمة توزيع كتاب النار والدمار في فلسطين, يدل على جهودهم نحو ثورة القسام، وأيضا ما جاء على لسان محمد أنور السادات في مقالته التي نشرتها صحيفة الجمهورية عام 1953م تحت عنوان «صفحات مجهولة» ذكر فيها أن الأستاذ البنا عام 1942م كان يجمع المال لشراء السلاح لإرسال إلى فلسطين.
ولم يتوقف جهود الإخوان عن هذا الحد فعندما صرح رئيس الوزراء محمد محمود باشا عام 1939م أثناء وجوده في لندن وأثناء سؤاله عن فلسطين كان رده:" أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين" فهاجمه الإخوان عبر صحفهم وندودوا بموقفه المخزي وأرسل له الأستاذ البنا خطاب يستنكر فيه هذا التصريح في الوقت الذي صمتت فيه الأحزاب والهيئات.
وفى عام 1946م حرك الإخوان المظاهرات بمناسبة ذكرى وعد بلفور وخطب الأستاذ البنا في الأزهر وقال بأنه سيرسل متطوعي الإخوان للدفاع عن فلسطين, وعندما أعلن مجلس الأمن قراره رقم 181 لسنة 1947م تحركت مظاهرات الإخوان بمشاركة القوى الوطنية تنديدا بهذا التقسيم, وقرر الأستاذ البنا فتح باب التطوع فتدافع الكثير من رجال الإخوان والوطنيين للحاق بالذهاب إلى فلسطين, وتحركت كما ذكرت صحف المصري والنداء الوفدية وصحف الإخوان أول كتيبة للإخوان إلى قطنة بسوريا للانضمام لإخوان سوريا تحت قيادة الشيخ مصطفى السباعي, كما تحركت الكتيبة الثانية والتي عسكرت في معسكر البريج تحت قيادة الشيخ محمد فرغلى وكامل الشريف, وما قام به الإخوان في الحرب – والذي ينكره بعض الكتاب الأفاضل – ذكره هؤلاء المجاهدين في مذكراتهم الخاصة, وكل منهم كان شاهد عيان, لكن لن أقف على شهادة هؤلاء نزولا على رغبة الأستاذ حلمي النمنم من أن هؤلاء في النهاية إخوان يؤرخون لتاريخهم لكنى أستند إلى ما جاء في صحيفة الأهرام الصفحة الثالثة الموافق 4 مارس 1949م من أن اللواء فؤاد صادق قائد الجيش المصري في فلسطين طلب إعطاء النياشين لمتطوعي الإخوان، فصدر الأمر الملكي بمنح كلاًّ من كامل الشريف وحسن دوح وسيد عيد وعويس عبد الوهاب نوط الشرف العسكري من الطبقة الأولى، أليس هذا دليلا على جهودهم الكبير؟؟؟
وأيضا ما جاء في أوراق قضية الجناية العسكرية رقم 227 عليا سنه 1948, وايلى, الخاصة بقضية السيارة الجيب في شهادة مفتى فلسطين الشيخ محمد أمين الحسيني واللواء أحمد المواوى قائد القوات المصرية في حرب فلسطين واللواء فؤاد صادق الذي خلف اللواء المواوى في قيادة الجيش في الحرب من أن البطولات التي قام بها الإخوان في فلسطين كانت لها أثرا كبيرا وأنهم كان لهم دور كبير في الدفاع عن فلسطين وعن فك الحصار أكثر من مرة والذي كان اليهود يضربونه حول الجيش المصري، بل كان اللواء فؤاد صادق يستعين بهم في استرجاع مواقع كان اليهود يسيطرون عليها، في الوقت التي سكتت كل الأحزاب الكبرى والصغرى، بل الأدهى اعتراف بعض الهيئات بقيام دولة إسرائيل كمنظة حدتو الشيوعية التي اعترفت بقيام دولة إسرائيل كما ذكر الدكتور رءوف عباس في كتابه أوراق هنرى كوبيل والحركة الشيوعية المصرية, ترجمة عزة كامل.
هذه حقائق موجودة لا طمس فيها ولا مغالاة ولا محاباة، وهذه جهود أناس قدموا أرواحهم لله ابتغاء رضوان الله فلم ينتظروا شكرا من أحد.
وإني أهيب بمن يجلس في ظل التكيفات وينكر جهود هؤلاء الذين اكتووا بحرارة الشمس ولهيب الصحراء ونيران اليهود من أن يتجرد في كتاباته ويعطى هؤلاء حقهم الأدبي في ذكر جهودهم في وقت لم يتحرك معهم أحد سوى الجيش المصري والذي خرج مرغما تحت أوامر الملك والنقراشي باشا.
وأنا أضم صوتي لصوت الأستاذ حلمي النمنم في هذا الطلب بإيجاد لجنة محايدة نزيهة بعيدة عن الهواء والخصومات الحزبية أو الميل للإخوان في كتابة تاريخ الإخوان ودورهم، وإظهار حقيقته على أن تعتمد هذه اللجنة على الوثائق والمشاهد دون الأخذ من الكتاب المغالين ضد الإخوان أو الذين يحاولون تشويه الصورة لأهواء نفسية، أو المؤيدين بشدة للإخوان أو الذين يكتبون بعاطفة الحب لهم.
لكن لابد أن نرجع الحق لأهله مؤقتا حتى تتم هذه اللجنة ونعترف بجهود الإخوان التي يعرفها القاصي والداني والتي اعترف بها كثيرا من الضباط الأحرار أمثال عبد اللطيف البغدادي وذكر ذلك في مذكراته وحسين كمال الدين والمؤرخ العسكري جمال حماد وأخر اعتراف له كان في حلقة (بلا حدود) على قناة الجزيرة يوم الأربعاء الموافق 14/5/2008م، والتي ذكر فيها دور متطوعي الإخوان مع العلم أن هذا الرجل ليس من مؤرخي الإخوان كما يعلم الجميع.
ولكي ندرك دور الإخوان نحو فلسطين منذ نشأة الجماعة لابد أن ندرك أن فلسطين بلد لها مكانة في قلب كل مسلم لارتباطها بمسري النبي (ص) وبالمسجد الأقصى الموجود بها، ومن ثم أخذت مكانتها وأهميتها في قلوب المسلمين، هذا غير وجود قبر جد رسول الله (ص) الكبر هاشم والذي دفن بغزة، فهي ترتبط بكل معاني الروابط بالعالم الإسلامي.
ومنذ انعقاد مؤتمر بال بسويسرا عام 1897م وقد حدد اليهود فيه فلسطين لتكون موطنا لهم وقد أدرك أهلها والمسلمون خطورة الأيام القادمة, حتى استيقظ المسلمون على خبر نزل كالصاعقة على قلوبهم في نوفمبر 1917 وهو وعد بلفور الذي وعد فيه اليهود بموطن لهم في فلسطين.
وإن كان وجود اليهود في فلسطين لا يشكل خطرا إن قبلوا التعايش فيها كمواطنين عاديين على أن تعود الحقوق والأراضي لأصحابها, غير أن ذلك لم ولن يحدث لطبيعة وتركيبة اليهود.
بعد ذلك القرار انتفض المخلصين من أبناء الإسلام يزودن عن البلاد طمع اليهود، وتحركت المظاهرات والإضرابات، في هذه الآونة نشأت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م, وما كاد عام 1936 يحل حتى انتفضت الثورة الكبرى التي قادها عز الدين القسام غير أن أصحاب السلطان في البلاد الإسلامية تخلوا عنها.
غير أن الإخوان المسلمين لم يتركوا البلاد ينهبها اليهود فمما ورد في صحف هذه الفترة وما جاء في وثائق عام 1936م والتحقيقات التي أجريت ضد الأستاذ البنا بتهمة توزيع كتاب النار والدمار في فلسطين, يدل على جهودهم نحو ثورة القسام، وأيضا ما جاء على لسان محمد أنور السادات في مقالته التي نشرتها صحيفة الجمهورية عام 1953م تحت عنوان «صفحات مجهولة» ذكر فيها أن الأستاذ البنا عام 1942م كان يجمع المال لشراء السلاح لإرسال إلى فلسطين.
ولم يتوقف جهود الإخوان عن هذا الحد فعندما صرح رئيس الوزراء محمد محمود باشا عام 1939م أثناء وجوده في لندن وأثناء سؤاله عن فلسطين كان رده:" أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين" فهاجمه الإخوان عبر صحفهم وندودوا بموقفه المخزي وأرسل له الأستاذ البنا خطاب يستنكر فيه هذا التصريح في الوقت الذي صمتت فيه الأحزاب والهيئات.
وفى عام 1946م حرك الإخوان المظاهرات بمناسبة ذكرى وعد بلفور وخطب الأستاذ البنا في الأزهر وقال بأنه سيرسل متطوعي الإخوان للدفاع عن فلسطين, وعندما أعلن مجلس الأمن قراره رقم 181 لسنة 1947م تحركت مظاهرات الإخوان بمشاركة القوى الوطنية تنديدا بهذا التقسيم, وقرر الأستاذ البنا فتح باب التطوع فتدافع الكثير من رجال الإخوان والوطنيين للحاق بالذهاب إلى فلسطين, وتحركت كما ذكرت صحف المصري والنداء الوفدية وصحف الإخوان أول كتيبة للإخوان إلى قطنة بسوريا للانضمام لإخوان سوريا تحت قيادة الشيخ مصطفى السباعي, كما تحركت الكتيبة الثانية والتي عسكرت في معسكر البريج تحت قيادة الشيخ محمد فرغلى وكامل الشريف, وما قام به الإخوان في الحرب – والذي ينكره بعض الكتاب الأفاضل – ذكره هؤلاء المجاهدين في مذكراتهم الخاصة, وكل منهم كان شاهد عيان, لكن لن أقف على شهادة هؤلاء نزولا على رغبة الأستاذ حلمي النمنم من أن هؤلاء في النهاية إخوان يؤرخون لتاريخهم لكنى أستند إلى ما جاء في صحيفة الأهرام الصفحة الثالثة الموافق 4 مارس 1949م من أن اللواء فؤاد صادق قائد الجيش المصري في فلسطين طلب إعطاء النياشين لمتطوعي الإخوان، فصدر الأمر الملكي بمنح كلاًّ من كامل الشريف وحسن دوح وسيد عيد وعويس عبد الوهاب نوط الشرف العسكري من الطبقة الأولى، أليس هذا دليلا على جهودهم الكبير؟؟؟
وأيضا ما جاء في أوراق قضية الجناية العسكرية رقم 227 عليا سنه 1948, وايلى, الخاصة بقضية السيارة الجيب في شهادة مفتى فلسطين الشيخ محمد أمين الحسيني واللواء أحمد المواوى قائد القوات المصرية في حرب فلسطين واللواء فؤاد صادق الذي خلف اللواء المواوى في قيادة الجيش في الحرب من أن البطولات التي قام بها الإخوان في فلسطين كانت لها أثرا كبيرا وأنهم كان لهم دور كبير في الدفاع عن فلسطين وعن فك الحصار أكثر من مرة والذي كان اليهود يضربونه حول الجيش المصري، بل كان اللواء فؤاد صادق يستعين بهم في استرجاع مواقع كان اليهود يسيطرون عليها، في الوقت التي سكتت كل الأحزاب الكبرى والصغرى، بل الأدهى اعتراف بعض الهيئات بقيام دولة إسرائيل كمنظة حدتو الشيوعية التي اعترفت بقيام دولة إسرائيل كما ذكر الدكتور رءوف عباس في كتابه أوراق هنرى كوبيل والحركة الشيوعية المصرية, ترجمة عزة كامل.
هذه حقائق موجودة لا طمس فيها ولا مغالاة ولا محاباة، وهذه جهود أناس قدموا أرواحهم لله ابتغاء رضوان الله فلم ينتظروا شكرا من أحد.
وإني أهيب بمن يجلس في ظل التكيفات وينكر جهود هؤلاء الذين اكتووا بحرارة الشمس ولهيب الصحراء ونيران اليهود من أن يتجرد في كتاباته ويعطى هؤلاء حقهم الأدبي في ذكر جهودهم في وقت لم يتحرك معهم أحد سوى الجيش المصري والذي خرج مرغما تحت أوامر الملك والنقراشي باشا.
عبده مصطفى دسوقي
باحث تاريخي