الشيخ عبد اللطيف السبكي والشيعة في مصر
هشام عبد الله
24 - 5 - 2008
كان تصنيف محمد الدريني (الزعيم الشيعي المصري) حسب ملفه الأمني هو "خطر فوق العادة" ... وهذا التصنيف لم يأت من فراغ، فالرجل يعمل في حقل شائك ومنطقة ملغومة، ويحمل فكرًا مخيفًا، ويعتنق عقيدة ذات تاريخ مريب ومرعب، ويتحرك بتؤدة من خلال إستراتيجية غامضة خدمة لمصالح أكثر غموضًا.
فهل هو فعلاً كما يدعي وكما يظهر من المسميات المعلنة يخدم ويرعى "آل البيت" .. حيث يترأس المجلس الأعلى لرعاية "آل البيت"؟، هذا إذا سلمنا مسبقًا أن "آل البيت" في حاجة لرعاية الدريني ومجلسه (الأعلى) ... هل هو فعلاً كما يدعي لا يرتبط بأية جهة خارجية؟، وأن إيران ـ المفترض مساندتها له ـ تتجاهله، ولا تدعمه، بل وتحرض ضده جهات مناوئة له؟ .. هل هو فعلاً كما يدعي مضطهد هو ومن معه ومضيق عليهم أمنيًا ولا يسمح لهم بأداء الشعائر وحرية التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم، ويجبرون على التوبة عن مذهبهم قبل الخروج من المعتقلات؟
ثم هل يعمل الرجل مخلصًا لفكرة ما متجردًا لها؟، أم أنه مجرد ورقة في يد جهات أخرى تستخدمها لأغراض سياسية؟الإجابة على هذه الأسئلة يتضح من خلالها مدى خطورة هذا الرجل ومجموعته على مصر وعلى أمنها .. بل وعلى الأمن القومي العربي و(الإسلامي).
ونحن هنا لن نكرر في هذا المقال لنطمئن أنفسنا كالعادة بأن مصر ليست كالعراق أو باكستان أو لبنان .. وبأن مصر مستعصية على التشيع، وبأنها لم تتغير ولم تتأثر بقرنين من الحكم الشيعي في العصر الفاطمي، وبأن المذهب السني ضارب في أعماق وجذور الشعب المصري .. لن نكرر ذلك لنطمئن أنفسنا، فنحن مطمئنون إلى أن مصر لن تتشيع وإلى أن المصريين بعفويتهم وبساطتهم وبما حصلوه من قليل علم وبما في قلوبهم من كثير إيمان، لا يقبلون على أنفسهم التورط في مذهب يُعتدى فيه على الصحابة، ويُسب فيه أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وأبو هريرة وطلحة والزبير ومعاوية وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .. .. فقط أردنا دق ناقوس الخطر لتحذير كل من يهمه أمر مصر، بأن هناك قرارًا اتخذ وخطة وضعت ويد (دفعت) وأخرى (قبضت) ومجموعات تحركت، بغرض إيجاد وخلق كيان شيعي بمصر، ليس بالضروري أن يكونوا بالملايين ليمثلوا خطرًا، ولكن المطلوب أن تكون لهم قوة ونفوذ وتجمع وحضور إعلامي فيما يشبه (اللوبي).
ويكفيني هنا أن أحشد مجموعة من الأخبار والأحداث المتفرقة التي وردت في الصحف ووسائل الإعلام ومواقع الإنترنت في تواريخ مختلفة ليشاركني القارئ هواجسي وقلقي ومخاوفي .. ولعل حشد هذه الأحداث يفيد في تصوير المشهد الشيعي في مصر ورسم ملامحه.
الدريني يتحدث عن تحولات من السنة إلى المذهب الشيعي في مصر، وعن تقديرات أمنية بوجود حوالي مليون شيعي متسترين وراء 76 طريقة صوفية.
- تقديرات أمريكية تصل بعدد الشيعة في مصر إلى 1% من إجمالي المسلمين في مصر أي حوالي 750 ألف نسمة. -
أنباء عن عزم الشيعة المصريين إنشاء حزب خاص بهم تحت اسم (الغدير)
- إحصائيات رسمية تشير إلى أن عدد العراقيين في مصر قد تزايد ليصل إلى 350 ألف عراقي (سنة وشيعة) .. يتمركزون في أحياء مدينة 6 أكتوبر ومدينة نصر والرحاب والهرم وغيرها. -
صحيفة القاهرة (تابعة وصادرة عن وزارة الثقافة المصرية) تنشر كتابًا لأحد علماء الشيعة اللبنانيين، فيه سب للصحابة وتطاول وهجوم على شيخ الإسلام ابن تيمية (ومعروف دور الإمام ابن تيمية في التصدي للفكر المنحرف والفرق الضالة، ومشهورة كتبه التي ترد عليهم وتفضح خباياهم وتكشف زيف دعاواهم).
- صحيفة الغد تنشر مقالاً فيه تطاول على مقام السيدة عائشة أم المؤمنين وزوج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. وفيه إساءة لعدد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم. -
صحيفة الفجر المصرية تنشر في ملحقها مقالاً يتطاول على السيدة عائشة رضي الله عنها.
- جريدة الدستور المصرية تطعن في الصحابي الجليل عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما. -
مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة يرفض طلب عدد من الشيعة بإقامة (حسينية) لهم بمدينة 6 أكتوبر.
- شيعي عراقي يعتدي بالضرب على مؤذن مسجد في مدينة 6 أكتوبر. -
شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي يسمح لطلاب شيعة من لبنان بالدراسة في جامعة (الأزهر). - اجتماعات الشيعة تتواصل في مساجد مصر (الفاطمية). لا أرى في ظل هذا المشهد الذي رسمته هذه الأخبار المتفرقة إلا أن الشيعة عندما فشلوا في التقريب لجئوا إلى الاختراق .. فهم يلجئون اليوم إلى اختراق مؤسسات إعلامية وثقافية وعلمية للوصول إلى أهدافهم التي فشلوا في تحقيقها عن طريق دعوى التقريب بين المذاهب.
انضم فضيلة الشيخ السبكي إلى جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية (أسسها محمد تقي القمى أحد علماء النجف) وأصبح أحد رواد دارها فلم يكن بوسعه كما قال: "أن أتخلف عن تلبية الدعوة لتجديد وحدة المسلمين التي هتف بها القرآن أول ما هتف: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } [الأنعام: 159].
وبعد أربع سنوات من التعارف والاجتماعات واختيار الرئيس والوكيل والسكرتير وإصدار مجلة ناطقة باسم الدار (مجلة رسالة الإسلام) ارتاب الرجل في أغراض هذه الجماعة ودارها ومجلتها، وتساءل عن موارد الدار ومن أين تنفق بسخاء على شقة كبيرة أنيقة بالزمالك فيها أثاث فاخر وأدوات قيمة؟ ومن أين تأتي مكافآت الكاتبين بالمجلة وعلى حساب من تطبعها هذه الطباعة الأنيقة وتغلفها هذا التغليف الفاخر؟ وفي النهاية تبين كما يقول فضيلة الشيخ السبكي: "تبين من أمارات عدة أننا مسوقون إلى تأييد النجف في مواسمها وفي الجنوح إليها دون أن يتقدموا إلينا ولو قليلاً".
ثم يتساءل فضيلة الشيخ السبكي ـ رحمه الله ـ في مقاله القيم الذي نشر في مجلة الأزهر ( ج 24 / 286): "هل صحيح أن علماء النجف مستعدون للتلاقي مع غيرهم لتعود وحدة المسلمين أو يتحقق شيء من التقريب؟ .. هل يمكنهم أن يحيدوا عن القول بأن لهم أئمة معدودين باثني عشر – مثلاً – وأن هؤلاء هم وحدهم المهديون ، ومن بينهم الإمام المنتظر المختفي حيث يعلم الله وإلى أن يشاء .. وهل هؤلاء الأئمة من ظهر منهم ومن اختفى معصومون كعصمة الأنبياء وإن لم يكونوا أنبياء؟!.. وهل الوصية لعلي رضي الله عنه أمر معقول فضلاً عن صحته واعتباره من أصول الدين؟ .. وهل زواج المتعة قابل للتفاهم معهم في صحته أو بطلانه وهم يستطيبونه وإن خالفوا ؟ .. وهل سب الصحابة والتنكر لأشياخ الصحابة أمر يرتضيه أدب الإسلام، وتسمح به تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ويتفق مع ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من التنويه بفضلهم؟"
ثم يقول رحمه الله في نهاية مقاله الرائع: " لقد أبى الأزهر من أول أمره أن يكون وطنًا للتشيع وأبت مصر من قديم أن تكون صومعة تفرخ فيها النحل الباطلة .. فما بالها تطمئن إلى تركيز دعوات الفرقة فيها على مقربة من الأزهر وهو المهيمن على التوجيه الديني وهو المرجع المأخوذ عنه في اطمئنان؟"
ثم يختم رحمه الله بقوله: "فعلى مصر أن تدرك اليوم ما فاتها بالأمس، ولتذكر مصر وعلماؤها أنها بلد القرآن حفظًا ودراسة وصيانة، وأنها بلد الأزهر، فما يليق بها أن تدع هذه الطفيليات تتراكم حول هذا المصباح الوضاء".
واليوم نحن بحاجة إلى رجال متجردين مخلصين كالشيخ عبد اللطيف السبكي والشيخ محمد عرفة والشيخ طه الساكت وغيرهم من علماء الأزهر الذين رفضوا دعوى التقريب المبطنة بالرغبة الحميمة في تشييع مؤسسات مصر العلمية والثقافية .. اليوم نحن بحاجة إلى من يوقف بحزم وجدية هذه الاختراقات الشيعية التي نراها في خطورة (الدريني) حسب تصنيفه الأمني (خطر فوق العادة) .
هشام عبد الله
24 - 5 - 2008
كان تصنيف محمد الدريني (الزعيم الشيعي المصري) حسب ملفه الأمني هو "خطر فوق العادة" ... وهذا التصنيف لم يأت من فراغ، فالرجل يعمل في حقل شائك ومنطقة ملغومة، ويحمل فكرًا مخيفًا، ويعتنق عقيدة ذات تاريخ مريب ومرعب، ويتحرك بتؤدة من خلال إستراتيجية غامضة خدمة لمصالح أكثر غموضًا.
فهل هو فعلاً كما يدعي وكما يظهر من المسميات المعلنة يخدم ويرعى "آل البيت" .. حيث يترأس المجلس الأعلى لرعاية "آل البيت"؟، هذا إذا سلمنا مسبقًا أن "آل البيت" في حاجة لرعاية الدريني ومجلسه (الأعلى) ... هل هو فعلاً كما يدعي لا يرتبط بأية جهة خارجية؟، وأن إيران ـ المفترض مساندتها له ـ تتجاهله، ولا تدعمه، بل وتحرض ضده جهات مناوئة له؟ .. هل هو فعلاً كما يدعي مضطهد هو ومن معه ومضيق عليهم أمنيًا ولا يسمح لهم بأداء الشعائر وحرية التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم، ويجبرون على التوبة عن مذهبهم قبل الخروج من المعتقلات؟
ثم هل يعمل الرجل مخلصًا لفكرة ما متجردًا لها؟، أم أنه مجرد ورقة في يد جهات أخرى تستخدمها لأغراض سياسية؟الإجابة على هذه الأسئلة يتضح من خلالها مدى خطورة هذا الرجل ومجموعته على مصر وعلى أمنها .. بل وعلى الأمن القومي العربي و(الإسلامي).
ونحن هنا لن نكرر في هذا المقال لنطمئن أنفسنا كالعادة بأن مصر ليست كالعراق أو باكستان أو لبنان .. وبأن مصر مستعصية على التشيع، وبأنها لم تتغير ولم تتأثر بقرنين من الحكم الشيعي في العصر الفاطمي، وبأن المذهب السني ضارب في أعماق وجذور الشعب المصري .. لن نكرر ذلك لنطمئن أنفسنا، فنحن مطمئنون إلى أن مصر لن تتشيع وإلى أن المصريين بعفويتهم وبساطتهم وبما حصلوه من قليل علم وبما في قلوبهم من كثير إيمان، لا يقبلون على أنفسهم التورط في مذهب يُعتدى فيه على الصحابة، ويُسب فيه أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وأبو هريرة وطلحة والزبير ومعاوية وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .. .. فقط أردنا دق ناقوس الخطر لتحذير كل من يهمه أمر مصر، بأن هناك قرارًا اتخذ وخطة وضعت ويد (دفعت) وأخرى (قبضت) ومجموعات تحركت، بغرض إيجاد وخلق كيان شيعي بمصر، ليس بالضروري أن يكونوا بالملايين ليمثلوا خطرًا، ولكن المطلوب أن تكون لهم قوة ونفوذ وتجمع وحضور إعلامي فيما يشبه (اللوبي).
ويكفيني هنا أن أحشد مجموعة من الأخبار والأحداث المتفرقة التي وردت في الصحف ووسائل الإعلام ومواقع الإنترنت في تواريخ مختلفة ليشاركني القارئ هواجسي وقلقي ومخاوفي .. ولعل حشد هذه الأحداث يفيد في تصوير المشهد الشيعي في مصر ورسم ملامحه.
شواهد و مواقف
- المفوضية العليا للأمم المتحدة تطالب مصر بإطلاق سراح محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت بعد عام ونصف من اعتقاله. - الدريني يتحدث عن تحولات من السنة إلى المذهب الشيعي في مصر، وعن تقديرات أمنية بوجود حوالي مليون شيعي متسترين وراء 76 طريقة صوفية.
- تقديرات أمريكية تصل بعدد الشيعة في مصر إلى 1% من إجمالي المسلمين في مصر أي حوالي 750 ألف نسمة. -
أنباء عن عزم الشيعة المصريين إنشاء حزب خاص بهم تحت اسم (الغدير)
- إحصائيات رسمية تشير إلى أن عدد العراقيين في مصر قد تزايد ليصل إلى 350 ألف عراقي (سنة وشيعة) .. يتمركزون في أحياء مدينة 6 أكتوبر ومدينة نصر والرحاب والهرم وغيرها. -
صحيفة القاهرة (تابعة وصادرة عن وزارة الثقافة المصرية) تنشر كتابًا لأحد علماء الشيعة اللبنانيين، فيه سب للصحابة وتطاول وهجوم على شيخ الإسلام ابن تيمية (ومعروف دور الإمام ابن تيمية في التصدي للفكر المنحرف والفرق الضالة، ومشهورة كتبه التي ترد عليهم وتفضح خباياهم وتكشف زيف دعاواهم).
- صحيفة الغد تنشر مقالاً فيه تطاول على مقام السيدة عائشة أم المؤمنين وزوج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. وفيه إساءة لعدد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم. -
صحيفة الفجر المصرية تنشر في ملحقها مقالاً يتطاول على السيدة عائشة رضي الله عنها.
- جريدة الدستور المصرية تطعن في الصحابي الجليل عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما. -
مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة يرفض طلب عدد من الشيعة بإقامة (حسينية) لهم بمدينة 6 أكتوبر.
- شيعي عراقي يعتدي بالضرب على مؤذن مسجد في مدينة 6 أكتوبر. -
شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي يسمح لطلاب شيعة من لبنان بالدراسة في جامعة (الأزهر). - اجتماعات الشيعة تتواصل في مساجد مصر (الفاطمية). لا أرى في ظل هذا المشهد الذي رسمته هذه الأخبار المتفرقة إلا أن الشيعة عندما فشلوا في التقريب لجئوا إلى الاختراق .. فهم يلجئون اليوم إلى اختراق مؤسسات إعلامية وثقافية وعلمية للوصول إلى أهدافهم التي فشلوا في تحقيقها عن طريق دعوى التقريب بين المذاهب.
شاهد عيان
ولا أرى سبيلاً لوقف هذه الاختراقات الشيعية إلا من خلال رجال كهؤلاء الذين فضحوا دعوى التقريب بين المذاهب، ووقفوا لها بالمرصاد، وأحبطوا مخططاتها، وهاكم مثال واحد من هؤلاء الرجال: إنه فضيلة الشيخ عبد اللطيف السبكي رحمه الله وهو أحد علماء الأزهر الشريف. انضم فضيلة الشيخ السبكي إلى جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية (أسسها محمد تقي القمى أحد علماء النجف) وأصبح أحد رواد دارها فلم يكن بوسعه كما قال: "أن أتخلف عن تلبية الدعوة لتجديد وحدة المسلمين التي هتف بها القرآن أول ما هتف: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } [الأنعام: 159].
وبعد أربع سنوات من التعارف والاجتماعات واختيار الرئيس والوكيل والسكرتير وإصدار مجلة ناطقة باسم الدار (مجلة رسالة الإسلام) ارتاب الرجل في أغراض هذه الجماعة ودارها ومجلتها، وتساءل عن موارد الدار ومن أين تنفق بسخاء على شقة كبيرة أنيقة بالزمالك فيها أثاث فاخر وأدوات قيمة؟ ومن أين تأتي مكافآت الكاتبين بالمجلة وعلى حساب من تطبعها هذه الطباعة الأنيقة وتغلفها هذا التغليف الفاخر؟ وفي النهاية تبين كما يقول فضيلة الشيخ السبكي: "تبين من أمارات عدة أننا مسوقون إلى تأييد النجف في مواسمها وفي الجنوح إليها دون أن يتقدموا إلينا ولو قليلاً".
ثم يتساءل فضيلة الشيخ السبكي ـ رحمه الله ـ في مقاله القيم الذي نشر في مجلة الأزهر ( ج 24 / 286): "هل صحيح أن علماء النجف مستعدون للتلاقي مع غيرهم لتعود وحدة المسلمين أو يتحقق شيء من التقريب؟ .. هل يمكنهم أن يحيدوا عن القول بأن لهم أئمة معدودين باثني عشر – مثلاً – وأن هؤلاء هم وحدهم المهديون ، ومن بينهم الإمام المنتظر المختفي حيث يعلم الله وإلى أن يشاء .. وهل هؤلاء الأئمة من ظهر منهم ومن اختفى معصومون كعصمة الأنبياء وإن لم يكونوا أنبياء؟!.. وهل الوصية لعلي رضي الله عنه أمر معقول فضلاً عن صحته واعتباره من أصول الدين؟ .. وهل زواج المتعة قابل للتفاهم معهم في صحته أو بطلانه وهم يستطيبونه وإن خالفوا ؟ .. وهل سب الصحابة والتنكر لأشياخ الصحابة أمر يرتضيه أدب الإسلام، وتسمح به تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ويتفق مع ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من التنويه بفضلهم؟"
ثم يقول رحمه الله في نهاية مقاله الرائع: " لقد أبى الأزهر من أول أمره أن يكون وطنًا للتشيع وأبت مصر من قديم أن تكون صومعة تفرخ فيها النحل الباطلة .. فما بالها تطمئن إلى تركيز دعوات الفرقة فيها على مقربة من الأزهر وهو المهيمن على التوجيه الديني وهو المرجع المأخوذ عنه في اطمئنان؟"
ثم يختم رحمه الله بقوله: "فعلى مصر أن تدرك اليوم ما فاتها بالأمس، ولتذكر مصر وعلماؤها أنها بلد القرآن حفظًا ودراسة وصيانة، وأنها بلد الأزهر، فما يليق بها أن تدع هذه الطفيليات تتراكم حول هذا المصباح الوضاء".
واليوم نحن بحاجة إلى رجال متجردين مخلصين كالشيخ عبد اللطيف السبكي والشيخ محمد عرفة والشيخ طه الساكت وغيرهم من علماء الأزهر الذين رفضوا دعوى التقريب المبطنة بالرغبة الحميمة في تشييع مؤسسات مصر العلمية والثقافية .. اليوم نحن بحاجة إلى من يوقف بحزم وجدية هذه الاختراقات الشيعية التي نراها في خطورة (الدريني) حسب تصنيفه الأمني (خطر فوق العادة) .
التعديل الأخير: