صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" نشرت مقالا عن تعزيز تركمانستان مواقعها في بحر قزوين، جاء فيه أن هذا البلد يواصل العمل على زيادة حضوره العسكري في بحر قزوين، ويخطط لشراء مجموعة من أحدث الزوراق الحربية لدعم قواته البحرية. تقول الصحيفة إن الرئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف أكد في كلمة أمام البحارة أن "بحر قزوين كان دائما ، ويجب أن يبقى، وسيبقى بحر الصداقة والوفاق"، ومع ذلك فإن تركمانستان، كأية دولة لها حدود بحرية ، بحاجة إلى سفن لحراسة هذه الحدود ، وللتصدي للإرهاب والصيد غير المشروع وتهريب المخدرات. وتنقل الصحيفة عن خبراء أن التصدي للمهربين حجة رسمية. وحسب رأيهم فان نية عشق آباد لانشاء قاعدة عسكرية يدل على جدية المشكلات التي تعاني منها منطقة قزوين. علماً بأن تركمانستان ليست وحدها التي تتسلح، بل كل الدول المطلة على هذا البحر تفعل ذلك. وتنقل الصحيفة عن الباحث العلمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ألكسندر كنيازيف "ان الأحداث في الشرق الأوسط بينت أن مبدأ القوة يغدو المبدأ الرئيس في القانون الدولي، ولذا على كل البلدان أن تفكر بأمنها، وتركمانستان ليست استثناءً رغم حيادها. وهي لا تستطيع العيش في منطقة كبحر قزوين بدون جيش وأسطول، خاصة وأن لديها حقولاً نفطية تننازع عليها مع ايران وأذربيجان". إن النزاع بين تركمانستان وأذربيجان حول ثلاثة حقول للنفط في بحر قزوين يعود إلى زمن بعيد، فتركمانستان تعتبر تلك الحقول ملكاً لها، ولكن أذربيجان تستند الى خرائط من الحقبة السوفيتية تؤكد أن خبراء النفط الأذربيجانيين هم الذين اكتشفوها وعملوا فيها. من طرفها تحتكم عشق أباد الى الخبرة الدولية في هذه القضايا، فمواقع تلك الآبار أقرب الى شواطئ تركمانستان منها الى أذربيجان. إن هذا النزاع يشتد أحياناً ويفترُ أحياناً أخرى، ولكن حله يبدو بعيد المنال، فالحدود البحرية في قزوين بين تركمانستان وأذربيجان غير مرسّمة بعد. ويشير الكسندر كنيازيف إلى سبب آخر يدفع تركمانستان لتعزيز أسطولها في قزوين، فهي تتبنى مشروع انبوب الغاز (نابوكو) عبر بحر قزوين الذي سينقل الغاز التركماني حتى اوروبا. وهو المشروع الذي قد يثير حفيظة كل من روسيا وايران ويدفعهما الى معارضتة بقوة. إن الحديث لا يدور عن حرب مواقع في قزوين، ومع ذلك لا يجوز استبعاد مثل هذا السيناريو في المنطقة. ويضيف كنيازيف ان دفع الاتحاد الاوروبي باتجاه تمرير مشاريع الطاقة التي لأذربيجان مصلحة فيها أيضاً، رغم أنها لا تملك ما يكفي من الغاز لتشغيل الأنابيب، سيطرح بحدة مسألة اشتراك تركمانستان في تلك المشاريع. وهذا بدوره سيثير حساسية كافة بلدان حوض قزوين.
http://arabic.rt.com/news_all_news_def/analytics/68533/