الاسطورة ابراهيم الرفاعى

إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
347
التفاعل
145 0 0
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
..............................
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" للشهيد عند الله سبع خصال ، يغفر له في أول دفقة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم


البداية والنشأة

ولد البطل / إبراهيم الرفاعي في محافظة الدقهلية في السابع والعشرين من يونيه 1931 ، وقد ورث عن جده ( الأميرالاى ) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فدائاً للوطن ، كما كان لنشئته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه .

التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954 ، وأنضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة واكن ضمن أول فرقة صاعقة مصرية في منطقة ( أبو عجيلة ) ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير .

تم تعيينه مدرسا بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد .

ويمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل / إبراهيم الرفاعي ، إذ عرف مكانه تماما في القتال خلف خطوط العدو ، وقد كان لدى البطل أقتناع تام بأنه لن يستطيع أن يتقدم مالم يتعلم فواصل السير على طريق أكتساب الخبرات وتنمية إمكانياته فالتحق بفرقة بمدرسة المظلات ثم أنتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات .

بداية الأسطورة

وأتت حرب اليمن لتزيد خبرات ومهارات البطل أضعافا ، ويتولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذى قام به خلال المعارك ، حتى أن التقارير التى أعقبت الحرب ذكرت أنه " ضابط مقاتل من الطراز الأول ، جرىء وشجاع ويعتمد عليه ، يميل إلى التشبث برأيه ، محارب ينتظره مستقبل باهر ".

خلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية أستثنائية تقديرًا للإعمال البطولية التى قام بها في الميدان اليمنى .
بعد معارك 1967 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء ، كمحاولة من القايدة لإستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالإمن ، ولقد وقع الإختيار على البطل / إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة ، فبدأ على الفور في إختيار العناصر الصالحة للتعاون معه .
كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عن ( الشيخ زويد ) ثم نسف مخازن الذخيرة التى تركتها قواتنا عند أنسحابها من معارك 1967 ، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين ، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذى يبذله في قيادة المجموعة .
كانو الفرقة الوحيده التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر اتفاقيه روجز لوقف اطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من المجموعه 39قتال الي منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسو مهماتتهم بحربه خلف خطوط العدو ويقال ان افرادها هم اول من الف نشيد الفدائيين المعروف .

استردو شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم (المجموعه 39قتال) صباح الخامس من اكتوبر 73 عندما تم اسقاطم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباريه ارضية تمهيدا للتحرير واطلق عليهم الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد مجموعه الاشباح.

فقط ظلت هذه المجموعه تقاتل علي ارض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من اكتوبر وحتي نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان ..من راس شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي راس نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين الي ثلاثه في اليوم بايقاع اذهل مراقبي الاستخبارات الاسرائيليه لسرعته وعدم افتقادهم للقوه او العزيمة رغم ضغوط العمليات.

ومع الوقت كبرت المجموعة التى يقودها البطل وصار الإنضمام إليها شرفا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة ، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء ، فصار أختيار أسم لهذه المجموعة أمر ضرورى ، وبالفعل أُطلق على المجموعة أسم " المجموعة 39 قتال " ، وأختار الشهيد البطل / إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة ، وهو نفس الشعار الذى أتخذه الشهيد / أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 .

كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967 ، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والهول والدمار على العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدات ، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيدًا كالعصفور تواقا لعملية جديدة ، يبث بها الرعب في نفوس العدو .

لقد تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة ، لم يكن عبوره هو الخبر أنما عودته دائما ما كانت المفاجأة ، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو وأستغاثات جنوده ، وفي إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلىء بإستغاثات العدو وصرخات جنوده كالنساء .

فهو الذي قام و مجموعته صباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانو داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط وكانت النتيجه ان اسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في 9مارس 69 ان قتلاها (تم تمزيق جثثهم بوحشية).

كما ان المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل في اسر اول اسير اسرائيلي في عام 1968 عندما قامت اثناء تنفيذ احد عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الاسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد.

وكانو اول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه اشهر فوق حطام موقع المعدية رقم 6 .

ومع حلول أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات ترتفع في مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضع إبراهيم برامج جديدة للتدريب ويرسم خططا للهجوم ، كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو برجاله للحرب ، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لإستعادة الأرض والكرامة هو القتال ، كان على يقين بإن المعركة قادمة وعليه أعداد رجاله في إنتظار المعركة المرتقبة .

وصدق حدس الشهيد وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة ، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر ، أنطلقت كتيبة الصاعقة التى يقودها البطل في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الإستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة .

وتتوالى عمليات المجموعة الناجحة ...
ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي ( شرم الشيخ ) و ( رأس محمد ) وفي السابع من أكتوبر تنجح المجموعة في الإغارة على مطار ( الطور ) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالإرتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل (كانت للجمات علي ابار البترول اثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائات التجسس والاقمار الصناعيه الامريكية وهو تكنيك اثبت فعاليه) .

في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة إختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ( الدفرسوار ) لتدمير المعبر الذى أقامه العدو لعبور قواته ، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذى تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاه طريق ( الإسماعيلية / القاهرة ) .

وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته ، فيصل إلى منطقة ( نفيشه ) في صباح اليوم التالى ، ثم جسر ( المحسمة ) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات ، أحتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر ( المحسمة ) إلى قرية ( نفيشه ) لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة .

وما وصلت مدرعات العدو حتى أنهالت عليها قذائف الـ ( آربي جي ) لتثنيه عن التقدم ، ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات .

وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا مع مدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ، ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا ، فيسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الإستمرار في معركتهم ومعركة الوطن ..
ويلفظ البطل أنفاسه وينضم إلى طابور الشهداء ، عليهم جميعًا رحمة الله.

ذكريات عن الشهيد يحكيها احد ابطال مجموعته :

1-ويذكر علي أبو الحسن أنه رغم كل المخاطر التي كانت المجموعة 39 تتعرض لها إلا أنهم كانوا يواجهون كل ذلك بروح المرح والسخرية ويقول : كنا نذهب إلي أي عملية وكأننا ذاهبين إلي نزهة أو رحلة ممتعة، ولم تكن كلمة الخوف موجودة في قاموسنا، وكان الرفاعي رحمه الله يقول أننا نجاهد في سبيل الله فلا يجب أن ننتظر أي مقابل وكنا مؤمنين بذلك.وأذكر كثيراً من الواقف الطريفة التي حدثت لنا في تلك الفترة، فمثلاً د. علي نصر القائد الثاني وعلي الرغم من كونه ينتمي لعائلة أرستقراطية وثرية جداً إلا أنه كانت له هواية دائمة فكان يقول لي : ((أعمل لنا يا أبو الحسن شاي في الكريستال)) وكان الكريستال هذا هو علب الفول الفارغة وكان لا يشرب الشاي إلا فيها.

وأذكر في أحد المرات أننا كنا نتدرب في بحيرة قارون بالفيوم وكان موجوداً معنا خبير هولندي كان قد حضر و معه نوع جديد من القوارب لنجربه، وفي فترة الراحة ذهبنا للتمشية في المزارع القريبة من البحيرة وكان معي زميلين كانوا يسبقاني وفوجئت بهم يعودان وهم يجرون بسرعة وسألتهم عما حدث فقالوا لي ثعبان ولم أكن أتخيل أن يفعل بنا ثعبان هذا ولكني رأيته وفوجئت بثعبان ضخم طوله أكثر من أربعة أمتار وكان هناك (نمسين) يناوشان الثعبان وجرحوه مما أهاج الثعبان وحينما رآنا النمسان هربا جري الثعبان ورائنا حتى وصلنا إلي مكان التدريب ورآنا الرفاعي قادمين نجري مثل الريح وحينما لمحته تأخرت عن زميلي فسألهم الرفاعي ماذا حدث فقالوا له ثعبان فاستاء جداً أن يفعل فينا ثعبان ذلك ونحن المتعودين علي صيد الثعابين، ولم يسأل ولم يستفسر ولكنه قال جملة واحدة : ((أية ثعبان ؟ روحوا هاتوه)). وكان لابد من تنفيذ الأمر وأمسك بي الغضب من زملائي فأمسكت أحدهم وضربته من غضبي فأين سنعثر علي الثعبان وسط المزارع وبدأنا نبحث عنه حتى وجدنا ووجدنا النمسان عادوا له وتعاملنا مع الثعبان حتى تمكنا منه وقتلناه وعدنا ونحن نسحبه وراءنا ونحن فرحين وبمجر أن رآنا الخبير الهولندي ورأي ضخامة الثعبان جري مثل الريح من الخوف، وقد أقمنا وليمة من الثعبان في ذلك اليوم وأكلت منه المجموعة كلها.

ومن المواقف الطريفة التي لا أنساها أيضاً أنني قبل أن انضم للمجموعة 39 قتال كان مقر عملي في لواء الضفادع بالإسكندرية وكنا نخرج مأموريات تستمر أسبوع أو اثنان أو شهر بالأكثر، وعندما انضممت للمجموعة صدرت الأوامر لنا بعدم إخبار أي شخص من مكاننا فكنت أقول لزوجتي أنني في مأمورية، وظللت علي ذلك لمدة عامين حتى ظنت زوجتي أنني تزوجت بأخري لأن مقرنا كان في القاهرة حتى أصبت في مرة بقاذف لهب في وجهي في إحدي العمليات وحدثت حروق بوجهي وعندما عدت في أجازة وأنا مصاب أيقنت زوجتي إنني كنت في مهمة عمل خاصة أنها كانت قد رأت رؤيا لي في نفس لحظة إصابتي وانتهي شكها في أنني تزوجت بغيرها.

وبعد كل هذه السنوات أقول الحمد لله الذي أقدرنا علي أن نقدم شئ ساهم في تحرير تراب وطننا وأقول رحم الله شهدائنا العظام الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم.

2-ممنوع دخول الفتيات :

ويضيف أبو الحين قائلاً أن الإسرائيليين كانوا كثيروا ما يحاولوا استفزاز المصريين الموجودين علي الضفة الغربية للقناة، فكان يوم السبت هو يوم الترفيه بالنسبة للإسرائيليين وكانت تحضر لهم فتيات إسرائيليات للترفيه عن الجنود وكانوا ينزلون للسباحة في القناة ليستفزوا المصريين بتصرفاتهم فقرر الرفاعي أن نأسر إحدي هؤلاء الفتيات لكي يتوقف الإسرائيليين عن إحضار فتيات لجنودهم، وبالفعل خرجنا لعمل استطلاع لمعرفة مواعيد نزولهم القناة وأثناء الاستطلاع قاد لي د. علي نصر أن هذه العملية عمليتك خطط أنت لها ونفذها، وكان لدينا أجهزة تنفس تحت الماء مفتوحة يمكن أن تنكشف من خلال الفقاقيع التي تخرج منها فذهبت إلي الإسكندرية وأحضرت أجهزة تنفس بالأكسجين مغلقة لا تنكشف وكان الإسرائيليون ينزلون إلي القناة من الساعة الخامسة إلي السادسة وكان البرد شديد في ذلك الوقت فنزلت إلي القناة قبل الساعة الخامسة وسبحت حتى وصلت إلي شمندوره تتوسط المسافة بيننا وبينهم في القناة وكانوا معتادين أن يعوموا حتى يصلوا إليها وظللت تحت الشمندوره لمدة ساعة كاملة انتظرهم وكان معي طرف حبل والطرف الآخر كان يمسك به الشهيد إبراهيم الرفاعي ود. علي نصر وكان برج المراقبة عندنا يراهم بوضوح، ومن شدة البرد شعرت أن أطرافي تكاد تتجمد لإني لا أتحرك فأعطيت لنفسي مهلة 5 دقائق أعود بعدها لموقعنا إذا لم ينزلوا إلي الماء.

وفجأة وجدت الرفاعي يجذب الحبل بسرعة وكان ذلك علامة علي أن الجنود الإسرائيليين نزلوا للمياه فانتظرت حتى وصلوا إلي الشمندوره وفجأة وجدتهم يعودوا للشاطئ مرة أخري، وأراد الله أن تكون هناك فتاة في نهاية الصف وبسرعة أمسكت بها ولففت الحبل حولها فبدأت في الصراخ بصوت عالي وبدأ الإسرائيليين يضربون بالرشاش حولنا حتى لا تصاب الفتاة وكان زملائي يسحبون الحبل بسرعة فصعدت إلي سطح المياه وأخذت الفتاة علي صدري حتى يتوقفون عن الضرب وسحبني زملائي حتى وصلت للشط وبدأت الفتاة تصرخ وتسبنا وتحاول خربشتنا وأخذناها كأسيرة ومن ذلك اليوم لم تجرؤ فتاة أو جندي إسرائيلي علي النزول إلي مياه القناة، وقد بادلنا الفتاة بعدد كبير من جداً من الأسري المصريين بعد ذلك "وحرمناهم" إحضار فتيات إلي جنودهم.

وأذكر في أحد المرات أن الشهيد الرفاعي كان يقوم بتصوير موقع إسرائيلي علي القناة من علي الضفة الغربية فرآه جندي إسرائيلي يقف علي الضفة الشرقية فقام بحركة سخيفة بيده لاستفزاز الرفاعي، فصوره الرفاعي وقام بتكبير الصورة وتوزيعها علينا وأمرنا أن نحضر هذا الجندي كأسير وبالفعل حفظنا شكله وبعد شهر كامل استطعنا أن نأسره عقاباً له علي فعلته.

3-الثغرة واستشهاد الرفاعي :

ويحكي أبو الحسن قصة الثغرة واستشهاد الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي فيقول : كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في أجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إلي مقرنا وتوقعنا أن نحصل علي أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفوجئنا أن هناك سلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخري إلي الإسماعيلية ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يسألوننا أنتم رايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنت أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة (الذخيرة) وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيز علي أول سيارة وآخر سيارة، ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي .

وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق (مدق) وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أن داخلين علي الموت ودخلت السيارات تحت الشجر وترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شئ ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير و(هجنا هياج الموت) وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثوا عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز وظل يضرب في الإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكنا نشك أن أي سائق سيحضر ولكن سائق أسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارة ولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا.

فتعلقوا في السيارة وسحبتهم ورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأي زملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك .. رحمة الله
............................
تم بحمد الله
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رحم الله المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات
 
رحم الله الشهيد
الابطال هم الابطال
في كل وقت وكل زمان
 
رحم الله شهداء المسلمين .ورحم الله الشهيد ابراهيم الرفاعي
 
e7.jpg
October20.jpg
 
لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك .. رحمة الله.

هذا شأن الشهداء ,,,,,,, اللهم ارزقنا الشهادة ......... أمين , أمين , أمين .
 
من كثرة ما قرأت عن هذا الرجل وددت لو كنت جنديا تحت امرته

وسبحان الله عندما رأيت ابنه يشبهه كثيرا

تذكرت المثل المصري الشهير
اللي خلف مماتش


واذكر موقف له أثناء الثغرة قيل له ان قائد الهجوم هو شارون وهو لئيم كالثعبان
فرد عليهم وانا الرفاعي

(في اللهجة المصرية الرفاعي هو الشخص الذي يصيد الثعابين)
 
بالفعل اخي لقد قرات عن هذا الرجل الكثير وهو يعتبر من اساطير الصاعقة المصرية
 
اليوم ذكرى استشهاده الخامسة عشرة

نعم انه ابن شرعي لاسد الله حمزة و سيف الله خالد ناصر دين الله صلاح الدين

لقد حسنت نيته في هذه الحروب , فقد جعلها جهادا خالصا ابتغاء مرضاة الله و كان يردد ذلك دائما و يقول هذا جهاد لله و لا نريد مقابل من احد.

و احب ان اذكر اخواني الاحباب بالمنتدى بذكرى استشهاده الخامسة عشرة فقد استشهد في يوم 19 اكتوبر 1973 ساعة اذان الجمعة فرحم الله شهيدنا الحبيب و يا لها من موتة عز....

في الجهاد ضد اليهود

و في رمضان

و في يوم الجمعة

و ساعة الاجابة عند صلاة الظهر.
 
عودة
أعلى