مفــهوم الكــارثة :
تغير مفهوم الكوارث في السنوات الأخيرة عن المفهوم السابق نتيجة لحدوث العديد من الكوارث الطبيعية والصناعية تضمنت فيضانات خطيرة في الكثير من البلدان راح ضحيتها العديد من الأرواح وقد شملت كثيرا من البلدان المتقدمة ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلاد التامة .
الكارثة حدث مفاجئ غالبا ما يكون بفعل الطبيعة ، يهدد المصالح القومية للبلاد ويخل بالتوازن الطبيعي للأمور ، وتشارك في مواجهته كافة أجهزة الدولة المختلفة . \والإصابات أو تدمير شامل للممتلكات ، والتي تتجاوز في مواجهتها الإمكانيات والجهود العادية لخدمات الدفاع المدني والشرطة والإسعاف ، والأمر الذي يتطلب معونات خارجية .
وكذلك تعرف الكارثة بأنها اضطراب مأساوي مفاجئ في حياة مجتمع ما . يقع بمنذرات بسيطة أو بدون إنذار ويتسبب في أو يهدد بوفاة أو إصابات خطيرة أو تشريد أعداد كبيرة من أفراد هذا المجتمع تفوق قدرة وإمكانات أجهزة الطوارئ المختصة والسلطات المحلية حين المتعامل معها في الحالات العادية ومن ثم تتطلب تحريك وحدات مماثلة لها من أماكن أخرى لمساعدتها في مواجهة الكارثة والسيطرة عليها .
ويمكن التفريق بين الكارثة والأزمة ، حيث أن الأزمة خلال مفاجئ ، نتيجة لأوضاع غير مستقرة يترتب عليها تطورات غير متوقعة نتيجة عدم القدرة على احتوائها من قبل الأطراف المعنية ، وغالبا ما تكون الإنسان . ويتجلى الفارق الجوهري بين الكارثة والأزمة ، في أن عنصر التنبؤ أو التوقع يكاد أن يكون مستحيلا بالنسبة للكارثة في حين يكون ممكنا بالنسبة للأزمة .
سمــات الكـارثـة :
من سمات الكارثة يمكن ذكر ما يلي :
§ سرعة وتتابع أحداثها .
§ الدرجة العالية من التوتر .
§ الضغط النفسي والعصبي الهائل .
§ نقص البيانات وبالتالي المعلومات .
§ التحدي الكبير للمسؤولين .
§ تستجوب ابتكار أساليب ، ونظم ومواجه ير مألوفة .
§ تستوجب توظيف أمثل للطاقات والإمكانات المتاحة .
§ تتطلب نظام اتصالات على مستوى عالي جدا .
§ تحتاج إلى درجة عالية من التنبؤ ، وبالتالي إلى أجهزة ذات قدرة تقنية عالية .
أنــواع الكـــوارث :
تقسم الكوارث إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي : -
§ الكــوارث الطبيعيـة :
وهي التي تتحكم فيها الطبيعة وليس للإنسان دخلا في أسباب وقوعها ولكن قد يتسبب في زيادة حجم الخسائر المترتبة على وقوعها بالإهمال وعدم اتخاذ الاحتياطات الملائمة لتفادي تلك الآثار الضارة أو التخفيف من آثارها .
ومن أمثلة الكوارث الطبيعية التي لا تدخل للنشاط الإنساني فيها :
§ الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات .
§ غزو الجراد والحشرات الضارة .
§ الجفاف ونضوب المواد المائية .
§ الإنزلاقات الأرضية .
كـوارث مـن صـنع البشـر :
يلعب العنصر البشري دورا رئيسيا في وقوعها وهي أما أن تكون من صنع البشر عمدا أو سهوا بالإضافة إلى عوامل التقنية الأخرى نتيجة الإهمال والتراخي وسوء الاستخدام وتدعو الكوارث المصطنعة أو غير الطبيعية وهذا النوع يمكن تجنبه بالتحكم في أسباب وقوعه ومن تلك الكوارث على بسبيل المثال لا الحصر :
§ التهديد بالغزو العسكري وما يسببه من ويلات .
§ عمليات الإرهاب بخطف الطائرات وأحتجاز الرهائن وزرع المتفجرات .
§ الإضطرابات العامة والفتن .
§ حوادث تلوث البيئة مثل تسرب الإشعاع السام الى الهواء والأرض والماء .
كــوارث مهجنــة :
وهي نوع مهجن ومركب من النوعين السابقين وفيها تبدأ الكارثة بفعل العامل البشري ثم تلعب الطبيعة ويتسبب سوء تصرف الإنسان في زيادة حجمها عما يجب أن تكون في الحالات المنفردة لكلا النوعين ومن الأمثلة الممكنة على ذلك ( وأن كانت متداخلة مع الحالات السابقة ) :
§ الإهمال التي يؤدي إلى أنهيار السـدود .
§ الحرائق الكبرى للمدن والغابات وغيرها .
§ حوادث الطائرات وغرق السفن وغيرها .
أبـــعاد الكارثــة :
يمكن وضع أبعاد الكارثة ضمن الإطار التالي :
§ مصدر الكارثة وأسبابها ، وهل هي تهديد خارجي أم عوامل طبيعية ، أم موقف طارئ داخلي .
§ ثقل الكارثة ، بمعنى مدى تهديدات للمصالح الحيوية للدولة .
§ تعقد الكارثة ، بمعنى مدى الخيارات المتاحة لمواجهتها .
§ كثافة الكارثة ، بمعنى مدى تلاحق أحداثها . المدى الزمني للكارثة ، الذي تستغرقة ( قصير – متوسط – طويل ) .
§ نطاق الكارثة ، وهو النطاق الجغرافي الذي تشملة بمعنى هل هي داخلية أم داخلية ممتدة للخارج ، أم خارجية
أهميـة أنشــاء إدارة الكـــوارث :
تتلخص أهمية أنشاء إدارة الكوارث للأسباب التالـــية :
§ تحقيق التناسق والتكامل بين مستويات الدولة والمحافظات وأجهزة الحكم المحلي ، بحيث يتحدد دور كل منها تفصيليا في كل مرحلة من مراحل إدارة الكارثة .
§ تحقيق الإستخدام الأمثل للإمكانيات المتاحة ومنع الإزدواجية والتداخل الذي يبدد الطاقات .
§ تحقيق درجة عالية من الفعالية ، لما لها من أمكانيات وصلاحيات تمكنها من التنسيق بين جميع المستويات .
§ التنسسيق بين المناطق المختلفة وأجهزة الحكم المحلي بما يضمن تنفيذ الإجراءات الواجب إتباعها في كافة مراحل الكارثة .
§ ضمان السيطرة على زمام المبادرة في جميع مراحل الكارثة من قبل جهة واحدة مما يحد من كثرة الآراء والأجتهادات التي تضيع الوقت .
§ ايجاد مركز للمعلومات والخبرة ، بما يركز على الإهتمام بالتحديث المستمر للخطط والبدائل التي يمكن خلالها المواجهة الناجمة في مراحل الكارثة .
ولكي تباشر إدارة الكوارث عملها بجدية لا بد لها من صلاحيات وقدرات تمكنها من تجاوز الإجراءات البيروقراطية الروتينية التي تتبعها أجهزة في الظروف العادية بحيث تكرس جهودها وأمكاناتها أثناء الكارثة بما يحقق التصدي لها ومواجهتها ، وأستبعاد كافة الأمور غير المتعلقة بالكارثة وكذلك أن تستمد سلطتها وصلاحياتهها من أعلى سلطة في الدولة ، وبالإضافة إلى ذلك أن يكون تنظيمها بالقدر الذي يسمح لها بالقدرة على المواجهة والتصدي بنجاح وأن يحقق أقصى قدر من المرونة والتكيف السريع مع المتغيرات والمستجدات المتتابعة على أن يراعي وضع الأنشطة والعمليات التي تمثل واحدة في وحدة تنظيمية واحدة مما يحقق درجة عالية من التبسيط ، وأخيرا يجب أن يتم ربطها بشبكة اتصالات فعالة ، يمكن من خلالها بمنتهى السرعة .
تتجة الأنظار الى علم غدارة الكارثة والذي أصبح من العلوم التي تناولتها كثير من الدراسات العلمية ، فهو عبارة عن مجموعة الخطط التي تستهدف المواجهة والتصدي للكارثة بما يقلل حجم الخسائر الى الأدنى ، بأقل جهد ، وفي أقل وقت بأقل تكلفة ، وذلك في حدود الأمكانات المتاحة .
أما إدارة الكارثة فهو ذلك الفريق الذي بعملبة الإدارة ، عن طريق مجموعة من الإ>اريية على مستوى عالي من التدريب على مواجهة الكارثة . ويجب أن يدخل في الإعتبار وأحتوائها بصورة إيجابية 100% فهذا غير متصور ، فكل مافي الأمر هو أن تتحقق درجة استجابة سريعة وفعالة ، تستهدف درء أخطار الكارثة بالإستعداد المسبق لها بما يخفف من أثارها التدميرية ، ويقلص من أضرارها ، ويوفر المساعدات والمعونات اللازمة لإعادة الحياة الطبيعية الى المناطق المنكوبة . فالكارثة لا ترد ولكن يمكن التدخل بما يخفف من حدتها .
مبــادئ إدارة الكــارثة :
يمكن وصف أهم المبادئ العامة والمشتركة فيما بين الكوارث بما ييلي :
§ مبدأ التخصص وتقسيم العمل حيث يؤدي الى تحقيق كفاءة الأداء .
§ مبدأ السلطة والمسؤولية ، التي يجب أن تمارس من خلال المركز أو الموقع الوظيفي ، وقوة الشخصية التي تقوم على الخبرة ، والذكاء والمظهر .. وذلك بقدر متساوي ومتوازي مع المسؤولية .
§ مبدأ الثواب والعقاب ، فإن أحترام أي نظام يجب أن يكون مقرونا بالجزاء الرادع لمن يخالفة ، والمكافأة المجزية لمن يحترمة .
§ مبدأ وحدة الأمر ، وإلا حدث التضارب الذي يشيع الإضطراب والفوضى .
§ مبدأ وحدة التوجية .
§ مبدأ إخضاع المصلحة الفردية للمصلحة العامة بمعنى الأهداف القومية لها أولوية وألإضلية على أي أهداف أخرى مهما كانت .
§ مبدأ المركزية ، بمعنى أن الموقف يقتضي أن يكون هناك جهة مركزية واحدة لها الصلاحية في إتخاذ القرارات .
§ مبدأ التسلسل الهرمي ، وتدرج السلطات ، ويراعي هنا أنهكلما كان خطة السلطة أسرع في توصيل التوجيهات ، والحصول على المعلومات كلما كانت الإدارة أكثر كفاءة .
§ مبدأ الترتيب ، أي وضع كل شئ في مكانة المناسب ، سواء كان أجهزة أو أفراد أو معدات أو مساعدات أو لآن تنفيذ ذلك يؤدي في النهاية إلى حسن الأداء وكفاءة العمل .
§ مبدأ المساواة معنى المساواة في معاملة المتضررين والعمال على ألا يكون هناك للوساطة أي أعتبار ، فيجب أن يحصل كل فرد متضرر من الكارثة على حقة في الأيواء والإعاشة والغذاء بنفس القدر الذي يحصل علية زميلة ن ومنع المستغلين للمواقف من انتهاز الفرصة .
§ مبدأ أستقرار العاملين في عملهم بمعنى أن هذه الإدارة بالذات لابد أن يستقر أفرادها عملا على زيادة الخبرة والممارسة .
§ مبدأ المبادرة والأبتكار ، لأن هذا النوع من الأدارة بالذات لابد أن يتميز بابتكار أساليب جديدة متطورة ، تقوم على الفكر البناء .
§ مبدأ روح الفريق ، إذا ليس في صالح إدارة الكارثة أن يسودها غير روح الفريق الواحد ، وتكون هناك الإتصالات الشفهية أحدى الوسائل حيث تحقق روح الألفة والتعاون ، وتسهل العمل الجماعي .
عـناصـر إدارة الكــارثــة :
يمكن وصف عناصر إدارة الكارثة أو مكونات العملية الإدارية بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والتنسيق .
التخــطيط لمــواجهـة الكــارثـة :
نظرا للأثار التدميرية الناجمة عن الكوارث فأنه من الضروري أن تقوم المؤسسات المختلفة بتخطيط برامج الإستعدادات والترتيبات اللازمة لمواجهة الكوارث والتخفيف من آثارها قدر الأمكان .
والتخطيط كلمة ليست عربية ولم ترد في الكتب السماوية الا أنها لم تخلو من معنى التخطيط فعلى سبيل المثال جاء في القرآن الكريم " وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ..." فالاعداد هنا يتضمن التخطيط .