عظمة الطيران المصرى

إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
347
التفاعل
145 0 0
الدولة
Egypt
MOkasha.jpg
لواء طيار محمد عكاشة قائد سرب تدمير موقع صواريخ هوك وراوي هذه القصة​
كانت الثانية ظهرا واخر طائرات السرب قد هبطت على الأرض بعد تنفيذ مهام التدريب التي بدأت في السابعة.

وكان إرهاق التدريب وحرارة يوليو اللافحة قد نالا من الطيارين، فارتموا جميعا صامتين فوق المقاعد المتناثرة في الخيمة التي كانوا يتخذونها استراحة لهم، كانوا جميعا اشبه بمن انتهوا لتوهم من سباق للماراثون .. ودخلت عليهم الخيمة فهبوا جميعا واقفين كتقليد عسكري احتراما لقائد السرب.
وأمرتهم بالجلوس فانتظمت المقاعد المتناثرة في شكل صفوف وان اكنت متعرجة لسماع ملاحظاتي على ما دار في تدريب اليوم.

- حمد الله على السلامة جميعا، نسبة تنفيذ البرنامج 95% ، مجهود ممتاز يا قنديل انت والمهندسين وكل الميكانيكية. بالنسبة للطيارين باكرر للمرة الخمسين ، تيكتيكات القتال لازم تكون عنيفة لاقصى درجة، كل تشكيل لازم يتدرب على انه في اشتباك حقيقي .. ولما اقول الطيران على ارتفاع عشرين متر يبقى لازم كلنا نلتزم، عصام انت كنت اعلى من عشرين متر ليه؟ قادة التشكيلات مسئولة عن تنفيذ الملاحظات ، لأن كل ....
وقطع رنين التليفون استكمال الملاحظات وكانت قيادة القوات الجوية تطلبنب شخصيا.

- آلو، أيوه يا فندم النقيب طيار محمد مع سيادتك . جاهز يا فندم .. ثانية واحدة يا فندم علشان اكتب.
والتقطت النوتة الخاصة بي والقم لكتابة الأوامر التي يبدو أنها هامة من لهجة المتحدث
- ايوه يا فندم .. 8 طيارات .. مهاجمة منطقة شئون إدارية وموقع صواريخ هوك في منطقة رمانة على الطريق الشمالي .. تسليح كل طيارة اتنين قنبلة زائد 8 صواريخ .. الهدف 35 كيلو شرق القناة .. توقيت الهجوم مبدئيا الساعة 1800 حاضر يا فندم .. لا الطيارات حاتجهز كمان ساعة بالكتير .. أوامرك يا فندم.

والتفت الى ضباط السرب وقد ران علليهم الصمت غير مصدقين أن الأوامر قد صدرت بمهاجمة المواقع الإسرائيلية .. وعلى الفور استجمعت تفكيري وهدوئي ، فقد كنت أنا أيضا غير مصدق:
- زي ما سمعتوا حانهاجم اليهود، قنديل اتفضل انت والمهندسين تجهزوا 8 طيارات بالتسليح الكامل وطبعا 2 احتياطي عايز تمام التجهيز بعد ساعة ، يالا ورونا الهمة .. الطيارين تجيب الخرائط، وكل واحد يجيب الطبنجة بتاعته معاه .. أحمد ، الغدا تروح تجيبه العربية من الميس.

وفي لمح البصر انفض الجميع من حولي ، وبقيت وحدي في الخيمة أسترجع الأوامر التي صدرت لي، أفكر في المهمة وكيفية تنفيذها .. موقع الهوك سيكون من نصيبي، فهي المهمة الأصعب وأنا قائد السرب. حمدي يقود التشكيل المكلف بتدمير منطقة الشئون الإدارية .. الصاروخ الهوك يدمر الطائرات على ارتفاع 30 مترا .. جرثومة الخوف تتسلل داخلي .. أول مرة أقود السرب في عمليات حقيقية .. هل سأنجح في تدمير الهوك أم سيدمرني هو؟ سأستخدم الأرتفاع للهروب منه .. سأطير على ارتفاع 15 مترا ، وسأطير إليه مباشرة ... لو وصلت إلى الموقع أصبحت في أمان منه ، فهو يعجز عن تدمير الطائرات التي فوق الموقع، .. إنها النقطة الميتة للصاروخ ...

وانقطع حبل تفكيري بعودة الطيارين، والغريب أن وجوههم قد زال منها كل اثر للتعب أو الإرهاق .. وبدأت في إعطاء أوامري على خريطة كانت مفرودة على منضدة:

- أنا ومعايا طلال وحسن ومجدي حاناخد موقع الهوك، وهانطير مباشرة من فوق المنصورة على ارتفاع 15 متر، حمدي ومعاك عصام وجابر ورفعت بعدي بدقيقة، التشكيل بتاعك يا حمدي يدخل على مدينة القنطرة وبعدين تاخد اتجاه منطقة الشئون الإدارية . كده يبقى حمدي هيوصل المنطقة بعدي بدقيقتين ، يعني أنا والتشكيل بتاعي حنكون دمرنا موقع الهوك إن شاء الله ... حمدي حاتهاجم براحتك ، يبقى عايز نتائج عالية ، يعني تدمير شامل لمنطقة الشئون الإدارية .. الهجمة الأولى قنابل والتانية الـ 8 صواريخ.
- ممكن يا فندم نعمل هجمة تالتة بالمدافع

وبصوت تعمدت أن يكون حاسما:
- هجمتين اتنين بس، المدافع علشان لو حصل اشتباك مع الميراج اللي احتمال كبير حيطاردنا واحنا راجعين.
- ولو الميراج اعترضنا قبل ما نوصل للأهداف يا فندم؟
- على ارتفاع 15 متر اللي احنا حانطير عليه مفيش رادار اسرائيلي حيكشفنا، يعني اول بلاغ عننا حنكون بنعبر القناة.. يبقى الميراج احتمال يعترضنا بعد ما نكون ضربنا وراجعين ، بس برضه كل واحد عينيه في وسط رأسه من أول ما نعبر القناة .. ولو اعترضتنا الميراج بتاعتهم نرمي الحمولة على طول ونشتبك معاهم.

وحاولت أن أستكمل تعليماتي بصوت هادئ بعد أن لاحظت أن التوتر يبدو على وجوه الجميع :
- من هنا لغاية القناة اللاسلكي على قناة 2 بس محدش ينطق بكلمة لغاية القناة ، علشان التصنت اللاسلكي بتاعهم ممكن يلقطنا .. آخر حاجة لو أنا حصل لي أي حاجة حسن حيقود التشكيل..

وانكب الجميع على الخرائط كل يحاول أن تكون خريطته هي الأدق من ناحية الحسابات الملاحية .. واصبح كل أفراد السرب جميعا وكأنهم في سباق مع الزمن ، كل يريد أن ينهي ما كلف به في أسرع وقت ممكن .. وقبل الثالثة بخمس دقائق كانت الطائرات قد تم تجهيزها ، وهو زمن قياسي للتجهيز، لكن قنديل مهندس السرب كان ذا كفاءة عالية تمكنه من هذا الأداء المتميز . وكان الطيارون قد حفظوا مهامهم عن ظهر قلب، وتم إبلاغ غرفة العمليات بتمام الاستعداد لتنفيذ المهمة ، وطعام الضباط قد وصل في العربة .. والترقب والقلق قد بديا واضحين على الوجوه .. وهدأت الأصوات وساد المطار تيار من الصمت الغريب .. وكان لابد من شئ يكسر حده التوتر المرسوم على كل الوجوه..
- يالا يا جماعة ناكل لقمة ، وانت يا .... قنديل خللي الميكانيكية يريحوا جنب الطيارات لغاية ما تيجي أوامر الطلعة.

والتف الجميع حول الطعام يأكلون دون شهية ، حتى انتهوا منه في دقائق وكأنه مجرد تنفيذ للأوامر .. وشعرت بأنه لابد وأن يدور حديث ما حتى نخرج جميعا بما فيهم أنا من هذا التوتر :
- يالا يا مجدي رشة شاي على حسابك للسرب.
- يا نهار أسود يا فندم اسقي كل دول، ده يبقى جزا لي يا فندم

واندفع واحد من الطيارين :
- أوامر القومندان ما فيهاش هزار ... واد يا فارس .. هات عشرين شاي على حساب الضابط مجدي
- هو انت بس شاطر تشرب لما يكون على حساب حد تاني!
- يا اخي بطل شغل اليهود ده.
- والله المفروض انك ........

وهكذا انساب الحديث وتداخل فيه الجميع ، وتناثرت الكلمات والضحكات، وان مانت مشوبة بشئ من العصبية .. وتسللت أنا وحيدا من الخيمة ناظرا إلى السماء، إلى لا شئ.
- الصاروخ الهوك بيدمر الطيارة على ارتفاع 30 متر .. بقى لنا سنة بنضرب بالمدفعية ، ايه اللي حصل علشان نهاجم بالطيران النهاردة.. يا ترى حارجع من الطلعة دي؟... العن حاجة الوقت الطويل اللي بننتظر فيه .. المفروض أوامر الطلعة تيجي وبعدها ننفذ على طول .. العمر واحد ، والمكتوب مكتوب .. أول مرة واحد مصري يهاجم الهوك وبأيه؟ بطيارة ميج 17 . طارق ابني عنده سنتين ، وكان نفسي أجيب له أخ .. يا ترى يا منال حاتجيبي ولد والا بنت . لسه فاضل شهرين على الولادة .. بس انا حاسس إني حوصل للهوك وحضربه .. أما لو وصلنا ورجعنا إحنا التمانية 20 يوليو 69 حايتسجل في التاريخ ... طول الوقت والانتظار ده شئ فظيع .. من أول ما مسكت السرب والضباط بتقول إني شديد عليهم على طول .. كنت باشد عليهم في التدريب علشان يوم زي ده.. لكا نشوف النتيجة حاتكون ايه النهاردة....؟

وانتبهت على نداء حمدي على لكي أرد على التليفون الذي طلبني شخصيا
- أيوه يا فندم كله تمام جاهزين .. حاضر يا فندم .. أوامر سيادتك .. لا .. إن شاء الله خير.

تحدد موعد الهجوم بعد نصف ساعة ، وكان هذا الأمر كفيلا بأن ينتشلنا جميعا من التوتر والقلق الذين كانا يسيطران علينا طوال فترة الانتظار ، فقد اتجهت بكل احاسيسي ومشاعري الى الطيران وكيفية تنفيذ المهمة .. وعلى الفور اجتمعت في الخيمة بالطيارين المشتركين في المهمة فقط ، كي اطمئن إلى تفهم كل منهم لدوره في الطلعة، مكررا عليهم التعليمات السابقة ، حتى لا اترك شيئا للظروف.
- ان شاء الله حانروح إحنا التمانية وحانرجع برضه احنا التمانية..
- احتمال واحد ميراج من عندهم يتوه ويرجع معانا ونبقى رجعنا تسعة.
وكان لذلك التعليق الذي قاله رفعت مفعول السحر بين الطيارين ، فقد انطلقت تعليقاتهم وضحكاتهم، وتركت لهم الفرصة حتى يزول منهم أي توتر أو رهبة .. ثم وقفت استعدادا للإنطلاق:
- نقرا الفاتحة كلنا إن ربنا يوفقنا في الطلعة ونعمل نتائج كويسة.

وانطلقت إلى طائرتي وأنا اتمتم بآيات قرآنية ، تعودت على قراءتها منذ بدأت تعلم الطيران .. وبينما الميكانيكي يقوم بربط أحزمة المقعد حول كتفي، لمحت قنديل مهندس السرب يقف بجوار جناح الطائرة ووجه مضطرب أشد الاضطراب وفي نفس اللحظة كان أحد الميكانيكية يقبل الصواريخ المحملة بجناح الطائرة.

hawk.jpg
وانطلقت بالطائرة في الثانية المحددة ، وفوق المنصورة وجهت نفسي وطائرتي إلى اتجاه موقع الهوك .. وعلى ارتفاع 15 مترا وبنظرة سريعة تأكدت أن كل أفراد التشكيل في مواقعهم المحددة .. السرعة 600 كيلو متر .. الأرض حولي مزروعة بالقطن والذرة والقرى متناثرة على مرمى البصر .. الصاروخ الهوك يدمر الطائرة على ارتفاع 30 مترا .. "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" .. الاتجاه انحرف ثلاث درجات لليسار .. سأعبر القناة في الاتجاه الصحيح .. التشكيل في منتهى الدقة .. التدريب العنيف ظهرت نتائجة .. أحب كل تلك الحقول والترع والقرى .. أشم رائحة الطين رغم الكابينة المحكم غلقها علي .. دقيقتان ونصل إلى القناة ، هل ستعترضنا الميراج قبل وصولنا للهدف .. السرعةـ الاتجاه، الارتفاع .. القناة على مرمى البصر .. سيناء مرة اخرى بعد عامين .. يارب، خمسة وثلاثون كيلومترا ونصل إلى بطارية الهوك .. سيناء المحتلة شاهد عجزنا وتقصيرنا .. اين الميراج الإسرائيلي .. الارتفاع 15 مترا قلبي ينتفض في صدري، يداي تتشنجان على عصا القيادة .. دقيقة واحدة وأدخل المنطقة الميتة فوق الموقع .. يا إلهي .. صاروخ يمرق من أمام الطائرة ، أكاد أسمع صوت حشرجة اللهب المنبعث من ذيله ، من شدة قربه مني .. لم يصب أحد من التشكيل ، لقد نجحت خطتي في الطيران على ارتفاع 15 مترا.. ارتفاعنا المنخفض يحمينا منه .. أوامر للتشكيل بالاستعداد للهجوم .. هاهو الموقع أخيرا والصاروخ الثاني ينطلق من فوق القاذف مخلفا سحابة من الرمال تحدد الموقع تماما .. أحمدك يا رب .. لقد أصبحت فوق الموقع وانتهى الأمر .. فقد تمكنت منه.

- الموقع على شمالنا بالظبط، أنا وطلال حانهاجم مركز القيادة، حسن ومجدي حاتهاجموا الرادار.

وبدأ التشكيل في التنفيذ بدقة وبراعة لم أكن أنا نفسي أتوقعها منهم . وأرتفعت بالتشكيل إلى 800 متر، استعدادا لقذف القنابل .. وكان الموقع تحتي يبدو وكأنه صورة مجسمة .. ووضعت الطائرة في وضع الانقضاض، وغاب كل شئ عن ذهني ولم أعد أشعر بشئ من حولي ، سوى أن عيني قد تحجرتا من خلال جهاز التنشين على مركز القيادة ، خشية أن ينحرف التنشين قيد أنملة .. واستمر الوضع لثلاث ثواني كنت قد وصلت خلالها إلى ارتفاع 400 متر، وفي لمح البصر تأكدت من السرعة وكانت 650 كيلومتر، وكانت تلك هي اللحظة المناسبة فضغطت باصبعي على زر إسقاط القنابل. ثم على الفور بدأت في الخروج من الانقضاض..

- الله ينور يا فندم .. القنابل نزلت في حجر الراجل اللي في مركز القيادة!

أسعدني تعليق حسن أيما سعادة، فقد كان خلفي وكلماته تدل على أن قنابلي قد أصابت الهدف تماما، وبهذا توقفت بطارية الهوك عن العمل .. وخرجت من الهجمة الأولى وارتفاعي حوالي 10 امتار هربا من المدفعية المضادة التي ستحاول أن تصيب أيا من طائرات التشكيل .. وبدأت الالتفاف بطائرتي استعدادا للهجمة الثانية.

- كل التشكيل على ارتفاع 10 متر عشان الـ م/ ك

وارتفعت بالطائرة مرة اخرى إلى 700 متر، ثم وضعت الطائرة في وضع الانقضاض على أحد الرادارات . وتكرر ما حدث في الهجمة الأولى من تحجر عيني على الهدف حتى ضغت على زر اطلاق الصواريخ .. وفي ثوان معدودة كانت الصواريخ الثمانية تخترق الرادار فتحيله إلى كتلة من لهب ..

وانتابني شعور غريب بالراحة .. كنت أشعر كمن أنزل حملا ثقيلا من على كتفيه .. والتفت حولي كي الاحظ باقي طائرات التشكيل ، فرأيت حسنا ومجدي يهاجمان ببراعة، رغم أن هناك مدفعية مضادة للطائرات بدأت في مطاردتنا كي نتوقف عن مهاجمة الموقع، أو على الأقل نرتبك فتأتي هجماتنا غير مؤثرة.

- إيه يا حمدي أخبارك أيه؟
- كله تمام يا فندم ، في الهجمة التالتة والموقع تقريبا انتهى وأعلى حاجة فيه دلوقت الرصيف. ولم أترك حمدي وتشكيله يتمادى في حماسه ، فقد خالف أوامري بتلك الهجمة الثالثة.
- حمدي أوقف الهجوم خلاص .. جمع التشكيل بتاعك وخد اتجاه العودة
- حاضر يا فندم
- كل الطيارين تبص حواليها كويس ، احتمال الميراج يظهر دلوقت

وتركت موقع الهوك وتجمع باقي أفراد التشكيل حولي في مواقعهم المحددة .. وبعد أقل من دقيقة ظهر على البعد حمدي وتشكيله بعد أن ترك الموقع هو الاخر.
- أنا على يمينك على طول يا حمدي .. مسافتي منك 3 كيلو
- شايفك يا فندم ، وحاضم عليك

انتابني شئ من الزهو بداخلي، لكني قضيت عليه في لحظتها ، حين تذكرت بأنه يجب أن أعود بالثماني طائرات وكنا مازلنا على بعد دقيقتين من القناه .. كانت عيناي تمسحان السماء بحثا عن الميراج الإسرائيلي، حبث هي الخطر الذي يهددنا في هذه المرحلة من الطلعة .. سينا .. هل سيقدر لي العودة إليك مرة اخرى .. سأبقى على ارتفاع 15 مترا حتى القناة ..العرق يتصبب مني بغزارة ليست من طبيعتي .. القناة على مرمى البصر ..

- القناة تحتنا يا فندم

انطلقت الكلمات من جابر في جهاز اللاسلكي، وكان يبغي ان يطمئن الجميع إلى أننا أصبحنا فوق أرضنا وفي حماية الدفاع الجوي، الذي سيتكفل بأية طائرة معادية مقتربة منا .. وشعرت بأن الغدة اللعابية عندي قد بدأت تعمل لتزيل جفاف حلقي الشديد الذي بدأت أشعر به الان فقط ..

وما أن عبرت القناة وأصبحنا فوق الضفة الغربية، حتى بادرت بالتسلق التدريجي حتى وصلت بالطائرة إلى ارتفاع 100 متر وتنفست الصعداء، وخيل إلي أن هذه المائة متر ارتفاع كبير جدا، رغم أننا نتدرب على هذا الأرتفاع في مرحلة الطيران المنخفض .. ثم تابعت التسلق بعد فترة إل ارتفاع 800 متر، فامتلأت عيناي بخضرة المزارع والحقول الممتدة أمامي ، فانزاج عني كل تعب كنت أشعر به ، بل سرى في داخلي استرخاء غريب ..

وهبطنا ثماني طائرات بسلام، وغادرت طائرتي بعد أن أوقفت المحرك ، وفوجئت بالميكانيكية وهي تتجمع ثم يحملوني لأعلى وهم يهتفون باسم مصر .. وشعرت بحرج شديد وطلبت منهم أن ينزلوني .. فاستجابوا على الفور، لكن أمطروني بقبلات لا حصر لها .. والكل يردد كلمات واحدة كأنهم متفقون عليها.

- ألف مبروك .. حمد الله على السلامة

وفي دقائق معدودة كنا قد تجمعنا مرة اخرى في الخيمة، الكل يكاد يقفز فرحا وطربا .. الجميع يتكلمون ولا احد يستمع .. الطيارون يحتضن بعضهم بعضا .. الكل يقبل بعضه .. ثم تتكرر الاحضان والقبلات .. المشتركون في الطلعة يحكون للباقي تفاصيل ما تم في الطلعة وما شاهدوه لدى اليهود .. يقطع تلك الحكايات تعليقات وضحكات الباقين ..

- شفت المدفع اللي كان على يمين النقيب حمدي؟
- أنا قلت جابر حيرشق في الأرض .. كان بينه وبين الأرض مش أكتر من متر
- واحنا رايحين قلت النقيب محمد حايخبط في السلك اللي قبل القناة
- كنا طايرين ولا لما نكون بنزحف بالطيارات
- الواد طلال رقع الصواريخ بتاعته والعساكر بتاعتهم بتجري ناحية الرادار
- كانوا بيجروا لقضاهم
- بس النقيب محمد قومندان صح
- أنا مشفتش الصاروخ اللي بتقولوا عليه ده

وفي خضم هذا كله لابد وأن أنسحب من بين هؤلاء السكارى المنتشين بنصرهم الذي ذاقوا حلاوته .. فتوجهت لمكتبي في مبنى السرب وأنا أكاد أطير زهوا .. وانتهيت من إبلاغ القيادة بنتائج الطلعة ..وكان وقت الغروب قد حان، فخرجت من الغرفة ناظرا إلى الأفق إلى لا شئ، أسترجع ما حدث .. وبعد لحظات فوجئت بقنديل يقبل علي ولم أكن قد شاهدته بعد الطلعة .. واحتضنني قائلا

- حمد الله على السلامه يا فندم .. صور الأفلام بتقول ان النتايج ممتازة

ثم وضح الانفعال عليه ، وأدار وجهه ليخفي دموعه.
- أنا كنت خايف قوي يا نقيب محمد .. مع أني كنت هنا على الأرض.
 
وقائع هذه القصة حقيقية 100% كما رواها كاتبها اللواء طيار متقاعد/ محمد عكاشة، وقد تم نشر هذه القصة بعد استئذانه
 
اللـــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــر
اللـــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــر
اللـــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــر
اللـــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــر
اللـــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــر
اللـــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــر
 
هم ابطال حقا تحية منا اليهم
لكن الفشل الذريع للعرب هو في المواجهة الاشتباك بين طائرات العدو و طائرات العرب
حيث اننا نسمع كثيرا عن فوج الدبابات الذي خرج عن مضلة الصواريخ المصرية في حرب اكتوبر و تعرض للتدمير عن اخره من طرف الطيران الاسرائيلي و السؤال الذي يتبادر الى ذهني في كل مرة اين كان الطيران المصري انذاك او الطيران العربي الاخر ليتدخل لحماية الفيلق المدرع ام ان القصة كلها تفاخر لا غير اضن ان الطيران الذي بمقدوره ان يخادع و يهاجم لا بد ان يكون بمقدره الاشتباك و الدفاع ايضا اما ان كان عاجزا عت الدفاع و الاشتباك قسيكون الامر كارثة له اذا حدثت ردة فعل من طرف من قام بمهاجمتهم
و لا حول و لا قوة الا بالله
 
هما دول الابطال الحقيقين
الله اكبر
الله اكبر
العزه لمصر
 
رد: عظمة الطيران المصرى

لقد كان للجزائر دور كبير في حرب 1973 رغم بعدها عن أرض المعركة
 
رد: عظمة الطيران المصرى

هم ابطال حقا تحية منا اليهم
لكن الفشل الذريع للعرب هو في المواجهة الاشتباك بين طائرات العدو و طائرات العرب
حيث اننا نسمع كثيرا عن فوج الدبابات الذي خرج عن مضلة الصواريخ المصرية في حرب اكتوبر و تعرض للتدمير عن اخره من طرف الطيران الاسرائيلي و السؤال الذي يتبادر الى ذهني في كل مرة اين كان الطيران المصري انذاك او الطيران العربي الاخر ليتدخل لحماية الفيلق المدرع ام ان القصة كلها تفاخر لا غير اضن ان الطيران الذي بمقدوره ان يخادع و يهاجم لا بد ان يكون بمقدره الاشتباك و الدفاع ايضا اما ان كان عاجزا عت الدفاع و الاشتباك قسيكون الامر كارثة له اذا حدثت ردة فعل من طرف من قام بمهاجمتهم
و لا حول و لا قوة الا بالله
__________________
حسنا يا أخي سأوضح لك كيف كان الأمر في الاستنزاف و حرب رمضان
كان لدى مصر طائرات اعتراضية هي الميج 21 زائد الميج 19 /17 .
و تعد هذه الطائرات ممتازة لقدرتها على المناورة و الاشتباك و خاصة في الارتفاعات العالية و لكن كان بها عيب كبير ألا و هو سرعة نفاذ الوقود بالمقارنة بالميراج أو إف 4 التي كانت لدى اسرائيل .

أما القاذفات فكانت السوخوي 7 . و هي إن كانت أسرع من الصوت إلا أنها لا تملك أملا في المناورات .
كانت مشكلة القوات المصرية أن طائراتها الاعتراضية كانت غير قادرة على الدخول في معركة مفتوحة مع الطائرات الاسرائيلية نظرا لمشكلة نفاذ الوقود كما أن نقطة تفوق الميج كانت في الارتفاعات الاعلى لقوة محركها و هذا ما كان الاسرائيليين يتجنبوه لعلمهم بكافة تفصيلات الميج21 .
و كانوا يستخدمون معنا تكتيكات قاتلة بإرسال طائرات على إرتفاع الرادار بأعداد قليلة فتتصدى لها طائرات بأعداد مقاربة لها و بمطاردتها تكتشف مجموعة أخرى كبيرة تطير دون مستوى الرادار يقودها أفضل الطيارين الاسرائيليين و كانت النتيجة معروفة لنقص الوقود بعد دقائق .

و رفضت روسيا منحنا الميج 23 الأفضل وقتها فكان من شبه المستحيل أن يفكر العرب في معركة هجومية و ليس لديهم يوى تلك الطائرات الدفاعية الضعيفة الدور . و لعل هذا كان أكبر بند في خطة الخداع العربية لإسرائيل أننا لا يمكن أن نحارب بدون طائرات قادرة على التصدي للطيران الاسرائيلي ..و لكن لم يكن لدينا أي خيار أخر .

فدخلت مصر و سوريا المعركة مستعيضين بالدفاع الجوي ذي المدى المحدود (12 كلم ) عن ضعف القوات الجوية في الدفاع عن القوات المدرعة . و كانت الخطة هي عدن التقدم خارج مظلة الدفاع و لكن نتيجة الضغط الاسرائيلي على الجبهة السورية اضطرت مصر للتحرك و تطوير الهجوم لسحب المجهود الحربي الاسرائيلي تجاه الجبهة المصرية مما تسبب في الخسائر الكبيرة في ذلك اليوم نظرا لخروج القوات بعيدا عن مظلة الدفاع الجو ي الثابت .
 
رد: عظمة الطيران المصرى

هم ابطال حقا تحية منا اليهم
لكن الفشل الذريع للعرب هو في المواجهة الاشتباك بين طائرات العدو و طائرات العرب
حيث اننا نسمع كثيرا عن فوج الدبابات الذي خرج عن مضلة الصواريخ المصرية في حرب اكتوبر و تعرض للتدمير عن اخره من طرف الطيران الاسرائيلي و السؤال الذي يتبادر الى ذهني في كل مرة اين كان الطيران المصري انذاك او الطيران العربي الاخر ليتدخل لحماية الفيلق المدرع ام ان القصة كلها تفاخر لا غير اضن ان الطيران الذي بمقدوره ان يخادع و يهاجم لا بد ان يكون بمقدره الاشتباك و الدفاع ايضا اما ان كان عاجزا عت الدفاع و الاشتباك قسيكون الامر كارثة له اذا حدثت ردة فعل من طرف من قام بمهاجمتهم
و لا حول و لا قوة الا بالله
__________________
حسنا يا أخي سأوضح لك كيف كان الأمر في الاستنزاف و حرب رمضان
كان لدى مصر طائرات اعتراضية هي الميج 21 زائد الميج 19 /17 .
و تعد هذه الطائرات ممتازة لقدرتها على المناورة و الاشتباك و خاصة في الارتفاعات العالية و لكن كان بها عيب كبير ألا و هو سرعة نفاذ الوقود بالمقارنة بالميراج أو إف 4 التي كانت لدى اسرائيل .

أما القاذفات فكانت السوخوي 7 . و هي إن كانت أسرع من الصوت إلا أنها لا تملك أملا في المناورات .
كانت مشكلة القوات المصرية أن طائراتها الاعتراضية كانت غير قادرة على الدخول في معركة مفتوحة مع الطائرات الاسرائيلية نظرا لمشكلة نفاذ الوقود كما أن نقطة تفوق الميج كانت في الارتفاعات الاعلى لقوة محركها و هذا ما كان الاسرائيليين يتجنبوه لعلمهم بكافة تفصيلات الميج21 .
و كانوا يستخدمون معنا تكتيكات قاتلة بإرسال طائرات على إرتفاع الرادار بأعداد قليلة فتتصدى لها طائرات بأعداد مقاربة لها و بمطاردتها تكتشف مجموعة أخرى كبيرة تطير دون مستوى الرادار يقودها أفضل الطيارين الاسرائيليين و كانت النتيجة معروفة لنقص الوقود بعد دقائق:0126[1]: .

و رفضت روسيا منحنا الميج 23 الأفضل وقتها فكان من شبه المستحيل أن يفكر العرب في معركة هجومية و ليس لديهم يوى تلك الطائرات الدفاعية الضعيفة الدور . و لعل هذا كان أكبر بند في خطة الخداع العربية لإسرائيل أننا لا يمكن أن نحارب بدون طائرات قادرة على التصدي للطيران الاسرائيلي ..و لكن لم يكن لدينا أي خيار أخر .

فدخلت مصر و سوريا المعركة مستعيضين بالدفاع الجوي ذي المدى المحدود (12 كلم ) عن ضعف القوات الجوية في الدفاع عن القوات المدرعة . و كانت الخطة هي عدن التقدم خارج مظلة الدفاع و لكن نتيجة الضغط الاسرائيلي على الجبهة السورية اضطرت مصر للتحرك و تطوير الهجوم لسحب المجهود الحربي الاسرائيلي تجاه الجبهة المصرية مما تسبب في الخسائر الكبيرة في ذلك اليوم نظرا لخروج القوات بعيدا عن مظلة الدفاع الجو ي الثابت .

و لكن رغما عن هذا نجحت القوات الجوية المصرية في يوم14 -أكتوبر 1973 من التصدي و الدفاع عن قواعد المنصورة و شرق الدلتا و أفشلت كل الهجمات الاسرائيلية و كبدت العدو عشرات الطائرات بدون دعم كبير من الدفاع الجوي
 
رد: عظمة الطيران المصرى

ايوه ابطال ولا اجد غير ان اشكر صاحب هذا الموضوع واقول ان الفرق بين سلاح الجو السرائيلي والمصري قل مع ان الفجوة لسه موجودة شوف ميج 17 ضربت الصواريخ وهربت من الميراج اظن ان الطيران الاسرائيلي طلع ودور عليهم بس البراعة والذكاء لم يعرفوا اماكن الطيران فين والحمد لله رجعوا
 
عودة
أعلى