خبير استراتيجي: ستكون الحرب القادمة في الشرق الاوسط عالية التكاليف ولن يستطيع اي طرف حسمها لصالحه
يعتقد الخبير الاستراتيجي اللواء صفوت الزيات الذي استضافه برنامج " حديث اليوم" ان اية حرب قادمة في الشرق الاوسط ستكون عالية التكاليف ولاتوجد لدى اي طرف حلول عملية يحسم بها الحرب. وحسب قوله فان الاشتباك الاخير بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي هو احد الافعال العدائية لأسرائيل التي تواصل انتهاك جميع الحدود العربية المحيطة بها. واتصور ان اختيار التوقيت في هذا اليوم كان متعمدا .. فقد كان هناك خطاب الامين العام لحزب الله في الذكرى الرابعة لانتهاء الحرب في لبنان في عام 2006 ..وبالتالي كان المقصود ايجاد مشكلة حدودية خطط لها الطرف الاسرائيلي لقصف بعض مواقع حزب الله.. واذا تورط حزب الله في الرد على هذه العمليات فأن الامين العام يخرج في تلك الليلة محبطا ومعتدى عليه.. وبالتالي ربما تتحدث القوات الاسرائيلية عن انجاز ما وانها في طريقها الى تثبيت وتأكيد الردع. وربما كانت هناك محاولة من طرف اسرائيل لسبر غور ما حدث في مؤتمر القمة الثلاثي بمشاركة العاهل السعودي والرئيس السوري والرئيس اللبناني.. وربما يدور الحديث عن تخلي سورية جزئيا عن حزب الله.. ان الاسرائيليين كانوا يريدون ان يعرفوا ماذا حدث في هذه الفترة .. هناك حالة اسرائيلية قلقة بعد ايام من اطلاق الصواريخ على منطقة خليج العقبة وايلات.. كان هناك جو لا يصح فيه تصعيد الازمة في هذه المرحلة.
وبصدد اطلاق الصواريخ على منطقة العقبة قال اللواء الزيات ان الجميع يبدون خاسرين ولا يوجد اي احد رابح. لكن هذا الحادث اظهر انكشافية الطرف الاسرائيلي الذي لا يملك حتى الآن اية دفاعات صاروخية مقنعة على الجبهة الجنوبية. علما ان أهمية ميناء ايلات الاستراتيجية بدأت تتصاعد في الفترة الاخيرة تحسبا للقيام بعمل ما ضد البرنامج النووي الايراني .. هناك حشود للقوات الامريكية في صحرا ء النقب ، وبالتالي هناك تصاعد لأهمية هذا المحور.. وعندما تطلق مثل هذه الانواع من الصواريخ دون انذار مسبق او اعتراض فهو يظهر انكشافية تحاول جماعات المقاومة او الجماعات الجهادية او مهما كان مصدر الصواريخ ان يبرز هذه الانكشافية. اما الطرف المصري فهو يعاني بلا شك من اتفاقية السلام التي افرغت سيناء من الوجود العسكري المصري.
ويرى اللواء الزيات ان الولايات المتحدة ربما ستضطر في فترة غير قريبة ربما بعد عامين او اكثر لشن عملية عسكرية ضد ايران. لكن الامريكيين غير واثقين حتى الآن من وجود برنامج نووي عسكري لدى ايران . ويبدو ان الاسرائيليين اكثر انفعالا وتهورا. لكن الجميع يعلم بأنه في حالة نشوب حرب سواء ضد ايران ام على الجبهة السورية – الاسرائيلية او اللبنانية – الاسرائيلية فانها ستكون عالية التكاليف ولن يستطيع اي طرف طرح الحلول العملية التي يمكن ان تحسم هذه الحرب.
المصدر
http://arabic.rt.com/prg/telecast/52652