ردود الفعل الأولية لبدء الحرب ... من سطور كتاب موشى ديان ....

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
ردود الفعل الأولية لبدء الحرب ... من سطور كتاب موشى ديان ....

ردود الفعل الأولية لبدء الحرب
...
من سطور كتاب موشى ديان ....




يكتب الأسرائيليون فى مذكرات موشى ديان ما يلى ....وتؤكده السجلات العربية ولا بد عدم نسيان .... راديو صوت العرب ... وأحمد سعيد ...

ةتستدعى السطر ، أن نقرأهم ... ونتعلم أحطائنا ، وكيف أن الأسرائيليين كانوا يستغلون أخطائنل لمصلحتهم .. دعائيا وعسكريا وسياسيا وتكتيكيا .....

يحى الشاعر


"................

[SIZE=+0]جاء أول رد فعل من خلال توجيه السؤال الخاص "من الذي أطلق الطلقة الأولى" في الساعة الثامنة والنصف من صباح ذلك اليوم من جانب أحد أعضاء لجنة الكنيست للشؤون الخارجية والأمن

[SIZE=+0]موجها سؤاله إلى الجنرال "موشى ديان" الذي كان قد غادر مقر القيادة الجوية لفترة قصيرة على مضض وقابل لجنة من الكنيست في مطار تل أبيب. وكان أعضاء اللجنة موجودين هناك في انتظار ركوب الطائرة للقيام برحلة إلى الجبهة الشمالية، كان قد تم الترتيب لها في الأسبوع الماضي، ولم يتم إلغائها حتى لا يثار التكهنات وتتعرض السرية للخطر. وعندما قابلهم ديان قرأ عليهم البيان الذي أصدره المتحدث العسكري منذ فترة قصيرة: "اعتباراً من صباح اليوم يدور قتال عنيف بين الطيران والقوات المدرعة المصرية المتقدمة نحو إسرائيل، وبين قواتنا التي خرجت لإيقافها" ثم أطلعهم في إيجاز على أحداث هذا الصباح، ولم يرد بشكل مباشر على التساؤل عن "الطلقة الأولى"، ولكن نظراً إلى أنهم قد سمعوا من قبل آرائه الخاصة بأهمية المبادرة والمباغتة في المعركة، فإنهم لم يكونوا في حاجة إلى الحدس والتخمين.[/SIZE]

[SIZE=+0]وفرضت قوات الدفاع الإسرائيلية ستاراً من السرية على أنباء المعركة إلى ما بعد منتصف ليلة اليوم الأول من الحرب، بينما راحت مصر تذيع وصفاً "لانتصارات". فأعلنت الإذاعة المصرية في الساعة الثامنة وخمسين دقيقة صباحاً: "أيها المواطنون، إننا نقف الآن وقفة رجل واحد قلباً وقالباً خلف قائدنا البطل "جمال عبدالناصر". سوف نردع بعزيمة قوية ذلك العدوان الغادر الذي بدأته إسرائيل ضدنا صباح اليوم. النصر حليفنا وحليف الأمة العربية ! النصر لجنودنا البواسل، أبطالنا الأحرار إلى الأمام نحو تل أبيب.[/SIZE]


[SIZE=+0]وفي الساعة 9.24 صباحاً صاح راديو القاهرة قائلاً :[/SIZE]

[SIZE=+0]"أيها الأخوة والجنود في غزة وسيناء وشرم الشيخ، أيها الأخوة الأبطال في الأردن وسورية! إلى الأمام نحو تل أبيب! يجب على كل عربي أن يثأر لعام 1948 وأن يتقدم عبر خطوط الهدنة لتدمير وكر العصابات الصهيونية في تل أبيب". [/SIZE]

[SIZE=+0]وبعد ذلك بدقيقة قطع راديو دمشق برامجه ليقول:[/SIZE]

[SIZE=+0]"نحن معكم يا رفاق السلاح في القاهرة. نحن معكم يا رفاق السلاح في غزة وسيناء، وشرم الشيخ. نحن معكم يا جماهير أمتنا العربية في الأردن، في زحفكم المشرف!" [/SIZE]

[SIZE=+0]وبعد ذلك وجه راديو دمشق النداء التالي إلى الشعب السوري :[/SIZE]

"أيها الأخوة المواطنون ! إن نيران المعركة قد اندلعت ولن تخمد بعد الآن. إن ساعة الثأر قد حانت. لقد بدأت معركة التحرير. أشعلوا النار، أحرقوا ودمروا الغزاة الصهاينة. إن برميل البارود قد انفجر ولهيب حرب التحرير ترتفع عالية. إلى السلاح يا عرب ! تقدموا إلى قلب فلسطين ! سنلتقي في تل أبيب ! سوف نسحق الغزاة والمعتدين. هيا إلى المعركة يا عرب! إن أجراس النصر تدوي لأن أمل التحرير قد تحقق" .

[SIZE=+0]ولم يسكت الأردن. فقد أذاع راديو عمان ما يلي وذلك في الساعة 9.40 صباحاً :[/SIZE]

[SIZE=+0]"أيها العرب في كل مكان! إن ساعة التحرير واستعادة حقوقنا المغتصبة قد حانت. إننا سندمر الحدود المصطنعة ونستعيد حقوقنا المسلوبة في هذه المعركة المصيرية التي تشنها قوى الشر والعدوان الصهيوني. إلى الجهاد ! وإلى النصر!".[/SIZE]

[SIZE=+0]وبعد ذلك التجاوب من إذاعتي سورية والأردن، أعلن راديو القاهرة أول الانتصارات : [/SIZE]

[SIZE=+0]"إسقاط" 23 طائرة إسرائيلية. وفي الساعة 10,10 قفز ذلك العدد إلى 42 طائرة، وأعلنت مصر في الساعة 12.40 أن سبعين طائرة إسرائيلية قد "دمرت". [/SIZE]

[SIZE=+0]وأذاعت محطات إذاعية عربية أخرى قصف تل أبيب وحيفا ومدن أخرى في شمال إسرائيل. ومع ذلك لم ترفع إسرائيل ستار السرية أو تنكر على العرب "انتصاراتهم" الزائفة حتى الساعة الواحدة من صباح يوم 6 يونيه. [/SIZE]

[SIZE=+0]ووجه راديو القاهرة في المساء الكلمة التالية باللغة العبرية إلى إسرائيل :[/SIZE]

[SIZE=+0]"إن قواتنا تهاجمكم من جميع الجهات، من كل جبهة ومن كل قرية. وفي هذه اللحظات فإن قنابلنا سوف تنسف كل مدنكم. لقد أعلناها حربا شاملة على إسرائيل. نحن لانبغى موتكم، إلا أنه لا مفر من ذلك المصير، فموتوا، ولن تأخذنا بكم شفقة. على من تقع مسؤولية تعاستكم أيها الحقراء المساكين ؟ إنها لمسؤولية زعمائكم. إن قواتنا تحيط بكم من كل جانب ونضرب بكل قوة وإحكام. زعماؤكم أداة في أيدي الإمبرياليين وعليهم تقع مسؤولية نهايتكم المريرة هذه؛ فهم الذين أقاموا إسرائيل لتكون نقطة سوداء في قلب وطننا العزيز".[/SIZE]


[SIZE=+0]وقال راديو القاهرة في إذاعة أخرى له :[/SIZE]

[SIZE=+0]"أين أنت الآن يا "موشى ديان"؟ في عام 1956 وصفوك بوزير النصر. إنك الآن وزير الهزيمة. وإذا كان شعبنا السوري الباسل قد اقتلع إحدى عينيك فسننتزع نحن عينك الأخرى اليوم".[/SIZE]

[SIZE=+0]لقد أوضحت تلك الإذاعات والتصريحات بجلاء أن الحرب لم تكن فقط مع مصر وإنما أيضاً مع الأردن وسورية والعراق. وكان لابد للقوات الجوية الأسرائيلية في اليوم الأول من القتال، أن تقوم بعملياتها ضد حلفاء "عبدالناصر" أيضاً.[/SIZE]

[SIZE=+0]وفي الوقت نفسه لم يكن هناك بالطبع أساس للزعم بأن هناك خسائر إسرائيلية فادحة ولكن الغرور والمبالغة العربية كان مفيدين لنا الآن تماماً فقد طلبت من المسؤولين عن الإعلام الجماهيري عدم ذكر أي أنباء عن انتصارات الأسرائيليين في اليوم الأول على الأقل، حتى تبقى معسكرات العدو في حالة بلبلة .[/SIZE]


[SIZE=+0]يقول "موشى ديان": [/SIZE]
[SIZE=+0]"لم يكن العالم الخارجي وحده هو الذي يهمنا، بل كان علينا أن نوجه كلمة ما إلى شعبنا وقواتنا. وعلى ذلك وجه رئيس الوزراء كلمة في الإذاعة إلى الأمة، ووجهت من جانبي كلمة إلى قواتنا عبر الإذاعة العسكرية قلت فيها: "إن "الفريق مرتجى"، القائد المصري للقوات العربية في سيناء قد أبلغ قواته أن العالم ينتظر مترقباً نتائج "الحرب المقدسة" التي يشنونها، وأنه طالبهم بالاستيلاء بقوة السلاح ووحدة الأخوة على "أرض فلسطين السليبة".[/SIZE]

[SIZE=+0]وقلت "يا جنود إسرائيل" ليست لدينا أهداف للغزو، إن هدفنا هو إحباط محاولات الجيوش العربية لغزو بلادنا وكسر حلقة الحصار والعدوان التي تهددنا. لقد عبأت مصر المساعدة من جانب سورية والأردن والعراق. [/SIZE]

[SIZE=+0]وضمت قوات تلك الدول تحت قيادتها كما أنها عززت قواتها بوحدات عسكرية من الكويت حتى الجزائر. وهم يتفوقون علينا عدداً، ولكننا سنتغلب عليهم وإننا أمة صغيرة، ولكنها قوية، إننا نحب السلام ولكننا في الوقت نفسه مستعدون للقتال دفاعا عن حياتنا وبلدنا. ولاشك في أن مواطنينا المدنيين في المؤخرة سيعانون. ولكن المطلوب منكم يا قواتنا المقاتلة في الجو والبر والبحر هو بذل أقصى جهدكم. يا جنود قوات الدفاع الإسرائيلي إن آمالنا وأمننا معلقان عليكم في هذا اليوم.[/SIZE]


[SIZE=+0]الذريعة لشن عمليات برية ضد الأردن وسورية :[/SIZE]

[SIZE=+0]دخلت سورية والأردن الحرب ففتحت الأردن نيران مدفعيتها ومدافع الهاون في الساعة 11.45 صباحاً على الأحياء اليهودية في القدس، وأعقبتها بعد فترة قصيرة نيران المدفعية والأسلحة الخفيفة على طول خط وقف إطلاق النار. وبعد ذلك بنصف ساعة بدأت سورية المعركة بقيام طيرانها بقصف مدينة طبرية ومجدو.[/SIZE]

[SIZE=+0]وأثار التحرك "العدواني" من جانب الأردن ثلاث تساؤلات.[/SIZE]

[SIZE=+0]كان الأول متعلقاً بالقدس التي يحميها لواء احتياط من بعض الرجال المسنين، وما هو العمل الذي يمكن اتخاذه ومتى ؟[/SIZE]

[SIZE=+0]أما السؤال الثاني فيتعلق بنظام الأولوية بالنسبة لتوزيع القوات. إذ يجب علينا أن نخصص جميع التشكيلات المطلوبة للجبهة المصرية حتى نحقق نصراً حاسماً وسريعاً. فمن أين إذا يمكن سحب وحدات وتحويلها إلى الجبهة الشرقية ؟ وكانت المشكلة الثالثة هي كيف يمكننا حماية سكاننا المدنيين من النيران الأردنية. وكانت الجبهة الأردنية، على خلاف الجبهة المصرية، ملتصقة بأكثر مراكزنا السكانية كثافة. منطقة القدس والسهل الساحلي المزدحم ووادي جيزربيل ووادي بيت شبعان.[/SIZE]

[SIZE=+0]وكانت المشكلة الرئيسية الناجمة عن دخول سورية الحرب هي معرفة ما إذا كان يجب علينا الرد بحرب شاملة أو أن نقتصر على شن غارات محلية وقصف بالمدفعية وغارات جوية. كانت وجهة نظري هي أنه يكفي أن نحارب على جبهتين فحسب، ولما كان الأمر يرجع إلينا فإنه يجب علينا أن نتجنب فتح جبهة ثالثة. وبالإضافة إلى ذلك فإنه لم تكن توجد في سورية أي أهداف تماثل في حيويتها شرم الشيخ ـ مفتاح الملاحة إلى إيلات ـ أو القدس والضفة الغربية، اللذين كان جزءاً من لحم ودم "أرض إسرائيل" بل في الواقع روحها ذاتها.[/SIZE]

[SIZE=+0]وبعد التشاور في قاعة الحرب مع رئيس الأركان وكبار ضباطه، أصدرت الأوامر التالية :[/SIZE]

[SIZE=+0]ـ[/SIZE]
[SIZE=+0]أن تتدخل قواتنا الجوية ضد أي دولة تقوم طائراتها بمهاجمتنا.[/SIZE]

[SIZE=+0]ـ[/SIZE]
[SIZE=+0]أن ترد نيراننا في منطقة القدس على مصادر نيران الأردن ولكن على ألا تقصف المدينة القديمة.[/SIZE]

[SIZE=+0]ـ[/SIZE]
[SIZE=+0]أن تعد القوات لشن هجوم على الأردن في منطقة القدس ( بواسطة اللواء العاشر ) وفي الشمال ( بواسطة وحدات القيادة الشمالية ).[/SIZE]
[SIZE=+0]وأجريت مشاورات في الساعة 12.30 بعد الظهر مع رئيس الوزراء، وقد وافق على تأشيرتي الخاصة باستيلاء اللواء العاشر على جبل المكبر. وأن تتعامل القوات الجوية مع الأهداف العسكرية في الأردن وسورية، وأن تستولي القيادة الشمالية على منطقة جنين، حتى تبعد مطارنا في تل أبيب عن مدى المدفعية الأردنية.[/SIZE]

[SIZE=+0]وسألني رئيس الأركان بعد الاجتماع عما إذا كان من الأفضل، أثناء عملية جنين، الاستيلاء أيضاً على بعباد، التي تقع على بعد أميال قليلة نحو الغرب. ووافقت على اقتراحه. وتعتبر بعباد قرية عربية كبيرة تقع على قمة تل يشرف على وادي دوثان، و كانت لها قيمة تاريخية قديماً وحديثاً. فهي المكان الذي باع فيه أخوة يوسف منذ 3500 عام أخاهم إلى تجار مدين. كما أن هذه القرية كانت الموقع الذي اكتشفت فيه امرأة عربية أثناء قيامها بجمع الحطب، خلال فترة الانتداب مخبأ الإرهابي المتطرف عز الدين القاسم وأصدقائه، حيث كانوا يختبئون في أحد الكهوف، وقد قامت بكشف أمرهم للسلطات البريطانية. وكان لأسطورة يوسف نهاية سعيدة. أما عصابة القاسم فقد أعدمت رمياً بالرصاص. وهذا هو العصر الحديث!.[/SIZE]


[SIZE=+0]طبيعة مسرح العمليات في مسرح سيناء الذي دارت عليه المعارك :[/SIZE]

[SIZE=+0]خلال السنوات العشر التي مرت منذ حملة سيناء سنة 1956 كان المصريون قد حركوا قوات كبيرة إلى شبه جزيرة سيناء وشيدوا سلسلة من المواقع المحصنة لخدمة أغراض الهجوم والدفاع المزدوجين.[/SIZE]

[SIZE=+0]وكانت أكثر المعاقل قرباً من حدود النقب في إسرائيل بمثابة نقط انطلاق لهجوم مصري على إسرائيل، كما كانت مواقع صد أي اختراق إسرائيلي لسيناء. أما التحصينات المقامة على عمق أكبر إلى الداخل فكانت بمثابة قواعد خلفية لخدمة المواقع الأمامية وتضم حشود قوات الاحتياطي وإمدادات لتغذية الجبهة ولتزويدها بخطوط دفاع خلفية في حالة سقوط المواقع الأمامية.[/SIZE]

[SIZE=+0]وكانت أقوى التحصينات الشرقية هي تلك التي تسيطر على الطرق التي تؤدى إلى إسرائيل، والتي يمكن أن تستخدمها أي قوات غزو مصرية، وفي الوقت نفسه تمنع الوصول إلى الطرق التي تخترق سيناء إذا ما شنت إسرائيل هجوما، وتقع الطرق الثلاث الوحيدة عبر سيناء التي يمكن أن تستخدمها العربات العسكرية الثقيلة في النصف الشمالي من الجزيرة. وهي عبارة عن منطقة صحراوية منبسطة تغطيها الكثبان الرملية، ويوجد بها أيضاً بعض الجبال والوديان. وكانت هذه هي منطقة القتال الرئيسية في سيناء، وهي تختلف عن النصف الجنوبي من شبه الجزيرة، المثلثة الشكل، ذات التضاريس الجبلية الذي يصعب اجتيازها. ويحد هذا الجزء الجنوبي خليج السويس من الغرب وخليج العقبة من الشرق. وقد كان من الممكن، عادة الوصول إلى شرم الشيخ الموجودة بالقرب من رأس المثلث عبر طريق ساحلي على طول الساحل الشرقي لخليج السويس.[/SIZE]

[SIZE=+0]وفي عام 1956 نجح لواؤنا التاسع في الوصول إلى شرم الشيخ باستخدام طريق يمتد على طول شاطئ خليج العقبة الأمر الذي فاجأ المصريين الموجودين هناك، وذلك بفضل الجهود الجبارة والمثابرة وسعة الحيلة وحدها.[/SIZE]

[SIZE=+0]وكانت الطرق التي يمكن استخدامها في النصف الشمالي لسيناء تقتصر على طريقتين أساسيين هما الطريق الشمالي والطريق الأوسط وطريق جنوبي إضافي وعر إلى حد ما، وهذه الطرق الرئيسية تتصل ببعضها على مسافات بواسطة طرق فرعية ومدقات، وأقام المصريون قاعدة محصنة في رفح في الزاوية الشمالية الشرقية لسيناء، وفي الطرف الجنوبي لقطاع غزة وذلك لحماية الطريق الشمالي الذي يصل حتى القنطرة على قناة السويس ضد أي محاولة للقوات الإسرائيلية لاستخدامه.[/SIZE]

[SIZE=+0]غير أن هذه القاعدة يمكن أن تستخدم أيضاً كنقطة انطلاق لهجوم مصري على السهل الساحلي الجنوبي لإسرائيل. والواقع أن القوات المصرية شنت هجومها ضد دولة إسرائيل الجديدة سنة 1948 عن طريق رفح وعبر قطاع غزة.[/SIZE]

[SIZE=+0]وأقامت مصر مجموعة من القواعد المحصنة في منطقة أبو عجيلة المنيعة وأم قطف لمنع إسرائيل من استخدام الطريق الأوسط الذي يمتد من حدودها حتى الإسماعيلية غرباً.[/SIZE]

[SIZE=+0]وأقيمت أيضاً قواعد في القسيمة جنوب أبو عجيلة وفي الكونتيلة في أقصى الجنوب. وتعتبر كلتا القاعدتين مدخلاً إلى الطريق الجنوبي الذي يصل حتى قناة السويس عند بور توفيق ومدينة السويس التي تقع على رأس قناة السويس ويمكن لكل من القسيمة والكونتيلة بوجه خاص أن تخدما أي قوات مصرية تسعى لعبور الحدود الإسرائيلية لعزل إيلات.[/SIZE]

[SIZE=+0]وكانت النقط الحصينة المصرية على الحدود تعتبر مواقع دفاعية ضخمة يصل عمقها في أحيان كثيرة إلى عشرين ميلاً. وفي قلب هذه التحصينات القوية توجد شبكة من مواقع المدفعية ومواقع المدافع المضادة للدبابات وأوكار المدافع الرشاشة بالإضافة إلى مفارز الدبابات وصفوف طويلة من الخنادق تحيط بها حقول ألغام ممتدة. وكانت تحمى المداخل مواقع أمامية تعتبر هي نفسها صورة مصغرة للحصن المركزي، وخلف كل هذا وعلى امتداد الطريق حتى القناة كانت توجد مواقع وقواعد عسكرية أخرى.[/SIZE]

[SIZE=+0]وبهذا فقد تم تحويل كل المنطقة الغربية الشمالية إلى منطقة محصنة كبيرة تم تصميمها كقاعدة ثابتة للهجوم على إسرائيل كما تم تجهيز طرق إضافية كدروس مستفادة من حرب 56 وقد تم حفر ممر جبلي ( الجدي ) الذي يوازي ممر متلا تم تجهيزه من خلال سلسلة من الجبال الموازية لقناة السويس لكي يحقق مرونة إضافية لتحركات القوات. كما أضيفت طرق إضافية من الشمال إلى الجنوب لربط جزئي سيناء الرئيسيين كما تم إنشاء نقاط قوية عملاقة وكذا قواعد جوية ومعسكرات تدريب ومخازن تكديسات ـ كل ذلك يشترك في إطار عمل منطقة محصنة كبيرة تمتد من حدود إسرائيل حتى عمق سيناء. أما قطاع غزة فقد تحول إلى حصن مجهز بالدبابات والمدفعية التي تغطى الحدود وعندما بدأ المصريون في التدفق على سيناء في نهاية شهر مايو وأوائل شهر يونيه 1967 تم إدخالهم قواعد سبق تجهيزها بكفاءة كاملة زودت المعدات والإمدادات وفي خلال أيام كانت القوات جاهزة لدخول معركة انطلاقاً من تلك المواقع السابق تجهيزها .[/SIZE]


[SIZE=+0]حجم القوات المصرية في سيناء[/SIZE]

[SIZE=+0]كانت القوات المصرية في سيناء تتضمن خمسة فرق مشاة وفرقتين مدرعتين تضم مائة ألف جندي مزودين بأكثر من 1000 دبابة ومئات من قطع المدفعية وكانت القوات المشاة تحتشد على المحاور الرئيسية القريبة من الحدود مع إسرائيل بينما كانت تتمركز القوات المدرعة كلها في منتصف سيناء وتغطي أيضاً الجانب الجنوبي من الجبهة أما بالنسبة للمحور الشمالي فكان يدافع عنه بالفرقة العشرون الفلسطينية بقيادة اللواء "عبدالمنعم محمد حسني" والمتمركزة في قطاع غزة والفرقة السابعة المشاة بقيادة اللواء "عبدالعزيز سليمان" والذي كان مسؤولاً عن المنطقة الجنوبية الشرقية من قطاع رفح إلى العريش وإلى الجنوب عبر المحور المركزي أما الفرقة الثانية المشاة بقيادة اللواء "سعدي محمد نجيب" كانت تتمركز في المنطقة المحصنة الممتدة من القسيمة إلى أبو عجيلة وتشمل أيضاً منطقة أم قطف الجنوبية أما الفرقة الثالثة المشاة بقيادة اللواء عثمان نصار فكانت غرب الفرقة المركزية الشمالية في جبل لبنى وبير الحسنة حيث العمق اللازم في عملية الانتشار.[/SIZE]

[SIZE=+0]وإلى الجنوب الفرقة السادسة المشاة ميكانيكي بقيادة اللواء "رؤوف محفوظ" وكانت في مواقع على امتداد الكونتيلا - التمد - نخل. وهو نفس المحور الذي حدث منه الاختراق الإسرائيلي عام 56 والذي تم احتلاله بواسطة لواء المظلات بقيادة العقيد "اريك شارون".[/SIZE]

[SIZE=+0]أما الفرقتين المدرعتين في الجيش المصري في سيناء فكانتا منتشرتين في العمق الإستراتيجي وكانت الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة اللواء "محمد صدقي الغول" تتمركز بمنطقة وادي المليز بين بير جفجافة وبين تمادا وهي قاعدة مركزية في عمق سيناء. أما القوات المدرعة الثانية بحجم فرقة والتي سميت قوة الاشاذلي باسم قائدها اللواء "سعد الدين الشاذلي" تحركت قرب الحدود الإسرائيلية بين القسيمة والكونتيلا ثم عسكرت لتكون جاهزة للاختراق داخل إسرائيل وفصل منطقة النقب الجنوبية وميناء إيلات .[/SIZE]


[SIZE=+0]حجم القوات الإسرائيلية المضادة[/SIZE]

[SIZE=+0]وبالنسبة للجانب الإسرائيلي فقد كانت القيادة الجنوبية بقيادة اللواء "بشياهو جافيتش" وتتكون من ثلاثة فرق بقيادة كل من "إسرائيل تال" و"افرهام يوفي" و"اريك شارون". أما عن الجنرال "جافيتش" فهو خريج مدرسة الحرب الفرنسية في باريس وكان مصاباً بعرجة بسبب جرح إصابة في حرب الاستقلال وقد كان ضابطاً رائعاً ذو كفاءة عالية وكان يعتبر واحداً من الضباط البارزين في القيادة الإسرائيلية. وفي حملة سيناء عام 1956 كان رئيساً لفرع العمليات مع رئيس الأركان "موشى ديان" وكان ضابط اتصال بين "ديان" والأركان العامة حيث كان "ديان" يصر على التواجد مع القوات في الإمام خلال القتال. وبعد حرب 67 خطا "جافيتش" وبسرعة ليصبح رئيساً للأركان بعد انتهاء فرصة "بارليف" وكان "موشي ديان" يفضله أكثر من "اليعازر". [/SIZE]

[SIZE=+0]وعلى أي حال فبالرغم من كون "ديان" وزير الدفاع إلا أنه لم يستطيع أن يفرض رأيه لصالح "جافيتش" في مواجهة رأي "جولدا مائير" رئيسة الوزراء مدعما برأي "بارليف" رئيس الأركان السابق وتم تعيين "دايفيد اليعازر" واستقال "جافيتش" من القوات المسلحة ليصبح نائباً لمدير أكبر مجموعة صناعية في إسرائيل ( مجموعة كور الصناعية ) أما الجنرال "تال" فهو رجل قصير خدم قبل ذلك في الجيش البريطاني في مجموعة اللواء اليهودي وهو رجل نظامي صارم صعد الدرجات في قوات الدفاع الإسرائيلية حتى قاد مجموعة مدرعة وقد تخرج في الفلسفة من جامعة هيبرو وأصبح عبقرياً في قوات الدفاع من الناحية الفنية وقد نال مرتين جائزة إسرائيل للمخترعات الهامة في مجال الأمن وصمم أخيراً الدبابة الإسرائيلية الرئيسية "مركافا أوتشاريوت" وهي واحدة من أكثر الدبابات تقدماً في العالم وقد بنيت فكرتها على الدروس المستفادة لدى القوات المدرعة الإسرائيلية في حروبهم المختلفة وخاصة حرب كيبور وقد ثارت حوله درجة معينة من الاختلاف في الرأي بعد حرب يوم كيبور والتي خدم فيها نائباً لرئيس الأركان جنرال "اليعازر" وأخير أصبح مستشاراً لوزير الدفاع للتطوير والتنظيم وينظر له حالياً على أنه شخصية عالمية في الحروب المدرعة.[/SIZE]


.................."


إنتهى النقل ....

ويبدأ التقييم والتحليل ....

وخاصة عندما نقرأ أيضا الخرائط من الكتاب التالي "الجيش الأسرائيلي"


د. يحى الشاعر


فيما يلى نماذج من الخرائط التى أنوى نشرهم بشكل منفصل ...


أولا : الكتاب




theisraeliarmybookcoverik7.jpg


ثانيا :



نموذج عن أحد الخرائط ، ويرى التفاصيل الدقيقة عن توزيع وتشكيلات كل من القوات الأسرائيلية والمصرية وقتها


islarmbks252isrgavishstfd0.jpg


للمقارنة (1) :

ثالثا :

نموذج آخر عن الجبهة السورية ومعركة الجولان والجليلية

wol_error.gif
هذه الصورة تم اعادة تحجيمها اضغط على الشريط الاصفر للحصول على الحجم الاصلي حجم الصورة الاصلي هو 1264x2103 ومساحتها 45 كيلو بايت
fightingonthisax0.png



د. يحى الشاعر


[/SIZE]
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى