الموساد بين الماضى والحاضر

إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
347
التفاعل
145 0 0
الدولة
Egypt
أدت سلسلة من الفضائح والعمليات الفاشلة، التي مني بها جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) خلال السنوات الاخيرة، والتي كان آخرها قضية الشكوك القوية حول وجود جاسوس إسرائيلي في وزارة الدفاع الأميركية المرشحة للتفاعل هذه الأيام وقبلها قضية إلقاء القبض على عملاء لهذا الجهاز في نيوزيلاندا وتقديمهم إلى المحاكمة بتهمة إنتهاك سيادة تلك الدولة وتفاعلاتها المستمرة حتى الآن، الى تسليط قدر كبير من الاضواء الصحافية والاعلامية على هذا الجهاز الذي حرصت اسرائيل منذ تأسيسه في العام 1951، على اضفاء هالة من الغموض، وستار من السرية والتكتم الشديدين، على عمله وأنشطته التجسسية وعملياته الخاصة.
وكجهاز استخبارات خارجي، فان نشاطات وعمليات "الموساد" لم تقتصر على ساحة الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط التي لا تزال اسرائيل وبعد مرور اربعة وخمسين عاما على قيامها تعتبر انها تعيش وسطها "كجزيرة مهددة في محيط دائم العداء والتربص بها"، بل امتدت وتشعبت لتصل الى ما وراء البحار والمحيطات، مما جعل جهاز "الموساد" يتمتع بمرور السنوات بصيت وشهرة واسعين وضعاه في مصاف افضل اجهزة التجسس والاستخبارات على مستوى العالم.
ولعله لم يكن من باب المصادفة ان يستهل الرئيس السابق للموساد، افرايم هليفي، مهام منصبه بعد يومين على صدور القرار الرسمي بتعيينه في الرابع من اذار 1998، بنشر مقالة مذيلة بتوقيعه في احدى الصحف العبرية الاوسع انشارا في اسرائيل، قيمت على انها محاولة من جانب "هليفي"، الذي امضى سنوات طويلة من الخدمة في "الموساد"، لخطب ود الاسرائيليين ولاصلاح صورة الجهاز وسمعته التي اهتزت في نظرهم بفعل سلسلة الفضائح والاخفاقات المتتالية التي تعرض لها، وأدت تداعيات اثنين منها مني بهما الجهاز على التوالي عام 1996، بفشل فريق من عملائه في تنفيذ محاولة اغتيال في الاردن استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل، (في ايلول 1996)، واخفاق فريق آخر من عملاء الجهاز في تنفيذ عملية تجسس في سويسرا (في شباط 1997)، الى الاطاحة برؤوس عدد من كبار قادة ومسؤولي "الموساد" بينهم رئيسه الجنرال داني ياتوم، الذي اضطر مرغما الى تقديم استقالته من منصبه، ورئيس قسم العمليات في الجهاز الذي استقال طوعا (قبل ياتوم) بعد فترة قصيرة من تكشف فضيحة فشل محاولة اغتيال مشعل، فضلا عما تسببت به فضيحتا الفشل من ضرر واساءة كبيرين لسمعة اسرائيل وموقفها عربيا ودوليا وعلى الاخص علاقاتها مع الاردن..
وقد اعاد رئيس "الموساد" السابق، افرايم هليفي، بنشره في صحيفة "يديعوت احرونوت" (عدد 6 اذار 1998) مقالته الدفاعية النادرة بالنسبة لجهاز يعول في عمله على السرية المطلقة، التذكير بان اسرائيل مازالت في حاجة الى جهاز استخبارات خارجي قوي للحفاظ على توازن القوى في منطقة الشرق الاوسط..
ورغم ان " هليفي" تحاشى في مقالته الخوض مباشرة في موضوع الجانب الخفي الاخر من نشاطات "الموساد" السرية - عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية لخصوم اسرائيل واعدائها- وهو ما اكد عليه بوضوح شديد الصحافي والخبير الاسرائيلي في شؤون اجهزة الاستخبارات السرية الاسرائيلية، يوسي ميلمان، بقوله في مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس" بتاريخ 26 شباط 1998: " لغاية الاونة الاخيرة لم يكن ثمة احد في المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة يعارض قيام تنظيم تجسس كالموساد بعملية اغتيال، الا ان ذلك اثير الان بعد فشل محاولة اغتيال (خالد) مشعل" ، غير ان "هليفي" بربطه في مقالته بين العمل الاستخباري – التجسسي المناط بالجهاز في الوقت الحالي وبين التاريخ القديم لليهود واللاحق قبل وبعد قيام الدولة العبرية، بقوله ان "التوراة تحدثت عن الاثني عشر جاسوسا الذين ارسلوا الى ارض كنعان" وان "اسرائيل منذ قيامها اعتبرت المخابرات الخارجية جدارها الشرقي المنيع.. وشرطا اساسيا ليس فقط لوجودها المادي كدولة، بل ولمناعتها الاجتماعية والحضارية.." وتشديده على ان "العمل الاستخباري شمولي"، انما اعاد بذلك بقصد او دونما قصد، التأكيد والاعتراف بحقيقة ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلية "الموساد" لا يعكس فقط ماضي اسرائيل "الذي قام على العنف" بل ويعكس ايضا "حاضرها القلق" رغم انها كانت تحتفل في تلك الايام (تاريخ كتابة المقال) بالذكرى السنوية الخمسين على تأسيسها، وانها رغم توقيعها خلال العقدين الماضيين على معاهدتين للسلام مع مصر والاردن وعلى اتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين، لا زالت تعتبر نفسها "في حالة حرب مع جيرانها العرب..". وهكذا، فقد ولَدت اهمية الدور الذي ما انفكت اسرائيل توليه لجهاز استخبارات "الموساد"، لا سيما على ضوء سلسلة الفضائح والاخفاقات التي تعرض لها وكان لها وقع الصدمة الشديدة بين الاسرائيليين عموما، والهزة القوية داخل الجهاز نفسه على وجه الخصوص، الحاجة الى القاء الضوء مجددا على طابع تكوين ومجالات عمل ومهام "الموساد"، ماضيا وحاضرا، بما له وعليه، مع التنبيه المسبق بالطبع الى ان كل محاولة من هذا القبيل، حرصت على توخي قدر من الدقة والمصداقية، سواء تمت في السابق او ستتم مستقبلا، وبضمنها هذه المحاولة، كانت وستبقى محكومة ومقيدة في حدود المصادر القليلة المتاحة، وما سمحت الرقابة الاسرائيلية الصارمة المفروضة على عمل الجهاز، بنشره في اسرائيل..
التسمية والتأسيس
يطلق اسم "الموساد" على جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلي، والاسم الرسمي الكامل للموساد هو "مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة".. تأسس "الموساد" في العام 1951 بقرار صدر عن اول رئيس وزراء لاسرائيل، ديفيد بن غوريون، ليكون بمثابة ذراع استخبارات خارجية رئيسي ضمن اجهزة الاستخبارات السرية المتعددة التي عملت في ذلك الوقت في خدمة الحركة الصهيونية ودولتها الوليدة التي لم يكن قد مضى على اعلان قيامها في الجزء الاكبر من حدود فلسطين التاريخية سوى ثلاث سنوات..
واستنادا لما يذكره الكاتبان الصحفيان يوسي ميلمان ودان رافيف، في مؤلفهما النادر الذي يسرد "التاريخ الشامل" لنشاطات اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بفروعها المتعددة والذي صدر ونشر في اسرائيل في العام 1990 تحت عنوان "امراء الموساد"، فقد تشكل جهاز "الموساد" اول ما تشكل "على انقاض الدائرة السياسية" التي عملت في نطاق وزارة الخارجية الاسرائيلية في حينه، وكانت مهمتها الرئيسية جمع المعلومات خارج اسرائيل.. وقد عمل "الموساد" في البداية تحت تسميات مختلفة، منها "المركز الرئيسي للتنسيق"، ثم "المؤسسة الرئيسية للاستخبارات والامن" وانتهى لاحقا بظهوره باسمه الرسمي الحالي "مؤسسة الاستخبارات والمهمات الخاصة".. ويعتبر الاول من نيسان عام 1951، من ناحية رسمية، يوم تأسيس "الموساد"، حيث قام رئيس وزراء اسرائيل "بن غوريون" بتعيين مستشاره ومساعده الخاص للشؤون الخارجية "روبين شيلوح"، واسمه الحقيقي "روبين زاسلانسكي"، ليكون اول مدير (رئيس) لجهاز "الموساد"..
ولما كان "شيلوح" من بين الناشطين الصهيونيين الذين اوكلوا بتأدية مهام سرية وتجسسية منذ الثلاثينيات، بما في ذلك في دول عربية، وأحد الذين عهدت اليهم المنظمة العسكرية المركزية في الحركة – الصهيونية (الهاغناه) في اواسط الثلاثينيات بمهمة اقامة "دائرة مخابرات محترفة لحماية المصالح البعيدة المدى للييشوف اليهودي" في فلسطين، لتظهر بعد ذلك بفترة وجيزة اول مؤسسة استخبارات في الحركة الصهيونية عرفت في حينه باسم "شاي" ، وهو الاسم المختصر لـ "خدمة المعلومات"، فقد كلف "بن غوريون" مساعده المقرب "شيلوح" باعادة تنظيم وهيكلة جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد" على اسس جديدة، تضع حدا لحالة الفوضى والتخبط التي سادت العمل الاستخباري الاسرائيلي الخارجي ابان تلك الفترة، فقام "شيلوح" بحل الدائرة السياسية الخارجية، وباعادة تنظيم العمل الاسخباري الخارجي، في اطار الجهاز الجديد (الموساد) الذي اصبح منذ ذلك الحين يخضع مباشرة لمسؤولية رئيس الوزراء، ملغيا بذلك النمط السابق للتجسس الخارجي الذي كان يخضع لمسؤولية وزير الخارجية، وفق نموذج المخابرات السرية في بريطانيا (ام – اي – 6) ليحل بدلا من ذلك نموذج وكالة المخابرات المركزية الاميركية (السي – اي- ايه) التي تتبع مباشرة إلى المكتب البيضاوي – مكتب الرئيس الاميركي.
وبخلاف الـ "سي – اي - ايه" لم تكن لدى "الموساد" خلال الفترة الاولى من عمله شعبة عمليات، حيث اقتصرت مهامه على انشطة التجسس وجمع المعلومات، لكن رؤساءه عملوا مع ذلك ضمن لجنة مشتركة مع قادة شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي ("امان") اشرفت خلال سنوات الخمسينيات والستينيات على تنفيذ عمليات ومهمات خاصة خلف خطوط المواجهة مع دول الطوق العربية عن طريق وحدات عسكرية سرية اقامها الجيش الاسرائيلي..
وبحسب ما يسرده كتاب "امراء الموساد" فقد استطاع روبين شيلوح، رغم الفترة القصيرة التي اشغلها كأول رئيس للموساد (18 شهرا)، ان يكرس المبادئ الاساسية التي وجهت عمل الجهاز لعقود مقبلة..
وقد ظلت نشاطات "الموساد" الذي شهد منذ ذلك الحين العديد من التغييرات والاضافات الوظيفية والبنيوية الداخلية، تخضع من حيث المبدأ للرقابة العسكرية في اسرائيل التي كانت تفرض بقاء اسم رئيس الجهاز سريا حتى العام 1996، حيث كشفت للمرة الاولى عن اسم رئيس "الموساد" الجنرال داني ياتوم عقب تعيينه في اذار من العام المذكور في المنصب الذي اضطر للاستقاله منه بعد مرور اقل من سنتين على توليه لرئاسة الجهاز..
مهام واقسام
تأسس جهاز "الموساد" في غمرة حالة الفوضى والتذبذب التي رافقت بدايات اقامة الدولة العبرية وتكوين مؤسساتها العسكرية والمدنية المعول عليها في حماية الدولة الوليدة وتثبيت دعائمها ووجودها المادي وفي مواصلة العمل في نفس الوقت من اجل خدمة وتحقيق اهداف المشروع الصهيوني العالمي.. وعموما فان ما يعرف بـ "مجتمع الاستخبارات الاسرائيلي" بفروعه المتعددة التي تبلورت لاحقا في ثلاثة اجهزة رئيسية، جهاز المخابرات الداخلية (الشين بيت)، والاستخبارات الخارجية "الموساد"، وشعبة الاستخبارات العسكرية "امان"، انبثق اساسا عن تنظيم "شاي" المخابراتي الذي تبع حتى حرب العام 1948 لمنظمة "الهاغناه" التي شكلت بدورها من ناحية عملية النواة الرئيسية للجيش الاسرائيلي لدى الاعلان رسميا عن اقامته في 15 ايار 1948.
ومن هنا، وبحكم التداخل والاختلاط الشديد الذي ساد خلال السنوات الاولى عمل اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية حديثة التأسيس، لم تكن هناك لسنوات عديدة لاحقة مهام واقسام ثابتة، محددة وواضحة المعالم، تضبط وتنظم عمل جهاز "الموساد" وانشطته.. وطبقا لما تذكره مصادر اسرائيلية مختلفة فقد اقتصرت مهام "الموساد" في البداية على جمع المعلومات في الخارج والمساعدة في تنظيم هجرة اليهود الى اسرائيل، خاصة الجاليات اليهودية التي كانت تقيم حينذاك في الدول العربية.
وفيما يتعلق بمهمة جمع المعلومات، فان الطريقة التي تميز العمل التجسسي للموساد، وفقا لما ذكره يوسي ميلمان في تقريره المنشور في صحيفة "هآرتس" في 26 شباط 1998، تستند الى العنصر البشري ( العملاء) وهي طريقة تدعى باللغة المهنية "هيومانت"، وتعني الاستخبارات الانسانية. ويقوم "الموساد" بموجب هذه الطريقة بزرع عملاء (جواسيس) اسرائيليين يحصلون على هوية جديدة في دولة او تنظيم يتحولان الى مصدر مباشر لجمع المعلومات. وبحسب ما يذكره فيكتور اوستروفسكي عميل "الموساد" السابق في كتابة "عن طريق الخداع"، فان استخدام هؤلاء العملاء يتم بواسطة وحدة ميدانية في (الموساد) يطلق عليها اسم "متسادا".. ويقول "ميلمان" ان 90 في المائة من جهود وطاقات جهاز "الموساد" توجه نحو مهمة "جمع المعلومات"، وان جزءا ضئيلا من انشطته وفعالياته يكرس لتنفيذ "عمليات خاصة" او حسب وصف ميلمان "عمليات عنيفة وصاخبة" في اشارة لمسلسل طويل من اعمال الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي وقف "الموساد" مباشرة او اشترك مع اجهزة وفرق استخبارية وعسكرية اخرى في تنفيذها، وعلى الاخص منذ مطلع السبعينيات، دون ان تعترف اسرائيل او تنسب لهذا الجهاز التجسسي المسؤولية عنها، تمشيا مع قواعد السرية شبه المطلقة التي احيط بها عمل "الموساد" منذ تأسيسه وحتى الان، ضمن نسق ونهج ينسجمان مع تقاليد الدولة العبرية في "تمجيد الاغتيالات السرية" وسعيها الدؤوب إلى ابقاء جهازها الاستخباري الخارجي محاطا بهالة من الغموض تضفي عليه هيبة و "جبروت الذراع الخفية" القادرة على التسلل والوصول الى كل مكان في العالم.
ويتحدث افي دغان، الذي قدمته صحيفة "يديعوت احرونوت" في مقابلة اجرتها معه ونشرتها في عددها الصادر بتاريخ 12.4.1998 على انه مسؤول كبير سابق في "الموساد" تحول لاحقا الى "العمل الخاص والحياة المدنية" بعد ثلاثين عاما امضاها في العمل السري، عن تجربته في مجال تجنيد العملاء.. يقول "دغان"، الذي ترأس بين السنوات 1990- 1997 القسم الاكثر اهمية في الموساد، قسم جمع المعلومات: ".. ليست هناك اداة لجمع المعلومات افضل من تشغيل العملاء... صحيح ان التنصت والكاميرات الخفية هامة الا ان المعلومات التي يحملها العميل هي التي تساعد على فهم المعطيات وتحليلها..".
ويضيف "دغان"، الذي كان من بين الذين ترددت اسماؤهم كمرشحين لرئاسة "الموساد" بعد استقالة الجنرال داني ياتوم في شباط 1998، ان " العمل في مجال تشغيل العملاء معقد جدا لانه يتعامل مع النفس الانسانية وهذه مهارة يتم اكتسابها بعد سنوات طويلة من العمل الميداني، وهي اشبه بلعبة شطرنج لا تنتهي ابدا..".
ويتحدث المسؤول الكبير السابق في " الموساد" عن ان تجنيد العملاء يتم عن طريق اكتشاف واستغلال نقاط ضعفهم. ويعترف "دغان" في تفس الوقت ان "من الصعب العمل في هذا المجال والبقاء نظيفا" لكنه انتقد بشدة من ناحية اخرى وسائل الاعلام الاسرائيلية بسبب نشرها للفضائح والاخفاقات التي تعرض لها "الموساد"، مشيرا الى ان "سبب حظر نشر عمليات الموساد لا يكمن في الخوف من الانتقادات بل لأن كل عملية نشر تتناقض تناقضا تاما مع طابع العمل الذي يعتمد نجاحه بشكل مباشر على السرية".
وبالعودة الى مرجعيات تبلور مهام ووظائف "الموساد"، كما تسردها المصادر الاسرائيلية، يتضح ان الجهاز اضطلع منذ تأسيسه، الى جانب مهمته الاساسية في جمع المعلومات في الخارج، بوظيفة ودور هامين في تنظيم حملات تهجير لليهود من الدول العربية، ومن بين الحملات الشهيرة التي اشرف "الموساد" على تنظيمها كعمليات احيطت بالسرية، احيانا من خلال عقد "صفقات" وتقديم رشاوى واحيانا اخرى تحت طائلة ممارسة الابتزاز والتخويف والترهيب، تهجير القسم الاكبر من يهود المغرب واليمن والعراق في الخمسينيات، وتهجير اليهود (الفلاشا) من اثيوبيا اواسط الثمانينيات، وقد تمت هذه العمليات والحملات بواسطة وحدة خاصة في " الموساد" يطلق عليها اسم "بتسور".
وخلال السنوات الاولى من بدء مزاولته لعمله وانشطته، لم تكن لدى "الموساد" شعبة عمليات خاصة، لكن مثل هذه الشعبة التي تعرف الان بـ "قسم العمليات" بدأت تتشكل وتتبلور منذ العام 1963، عندما قام رئيس "الموساد" في ذلك الوقت، الجنرال مائير عميت، الذي كلف باعادة تنظيم هيكلية الجهاز، بضم وحدة الجيش السرية رقم 131، والتي عملت كذراع للعمليات الخاصة في اطار شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" التي جمع "عميت" لفترة من الوقت بين قيادته لها وبين رئاسته للموساد، لتصبح جزءا من وحدات "الموساد" ونواة اسست بعد دمجها مع وحدتين صغيرتين ادارهما الجهاز، لاقامة وتشكيل قسم جديد، تحت اسم "قسم العمليات" الذي يعد الى الان القسم الأكثر اهمية وحيوية من بين سائر الاقسام التي يتكون منها "الموساد"..
وبحكم الطابع السري الذي اتسمت به غالبا ولا تزال دبلوماسية اسرائيل وسياستها الخارجية، كنتاج بديهي منبثق عن طبيعة تكوينها ونشوئها، فقد كان من الطبيعي ان يضطلع جهازها التجسسي "الموساد" بمسؤوليات ووظائف هامة في نسج وارساء علاقات وصلات اسرائيل الخارجية، وحتى في مجال عقد اتفاقيات وصفقات عسكرية وتجارية واقتصادية واحيانا سياسية، لحسابها مع دول وجهات مختلفة في انحاء العالم..
وللتذكير، فان جهاز الموساد اقيم، كما اسلفنا استنادا لما ورد في كتاب "امراء الموساد"، "على انقاض الدائرة السياسية" التي عملت في نطاق وزارة الخارجية الاسرائيلية، كما ان الجهاز ذاته عمل في المرحلة الاولى من نشاطه وتأسيسه تحت مسؤولية وزير خارجية اسرائيل..
وقد اقام "الموساد" لهذا الغرض، في وقت لاحق، قسما رئيسيا خاصا ضمن صفوفه ليكون مكلفا ومسؤولا عن ملف العلاقات الخارجية.. ولا يزال هذا القسم الذي يطلق عليه اسم "تيفيل" يدير الى الان عشرات الممثليات والمحطات الثابتة والمتنقلة في العديد من دول العالم، يعمل بعضها بصفة رسمية وبعضها الاخر الى جانب سفارات اسرائيل او تحت غطاء بعثاتها الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية وغيرها .. وكثيرا ما تسببت النشاطات الموازية لممثليات ومراكز هذا القسم في "الموساد" باحتكاكات واحتجاجات، طفت على السطح احيانا، مع وزارة الخارجية الاسرائيلية وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج، التي رأت في نشاطات "الموساد" هذه ليس فقط مصدر منافسة لوظيفتها بل تجاوزا وتهميشا لصلاحياتها ودورها كممثل وناطق رسمي لاسرائيل في الخارج.
وبحسب ما يسرده كتاب "امراء الموساد" فقد تحول "قسم الاتصال والعمل السياسي" في الموساد منذ العام 1963 الى ما يشبه "وزارة خارجية سرية ثانية، كانت تتفوق في بعض الاحيان على الوزارة الاصلية"..
ومهمة هذا القسم تتمثل في اختراق المؤسسات والدوائر التجارية والصناعية والمعلوماتية، خاصة الامنية والعسكرية، وغيرها من المؤسسات والاجهزة الحساسة في الدول المستهدفة عن طريق ارسال مستشارين او دس "عملاء محليين" يتمتعون بمراكز نفوذ وتأثير، ليس بهدف جمع المعلومات عن برامج وخطط وتوجهات هذه الدول فقط، بل ولممارسة التأثير على سياسات حكوماتها بقصد توجيهها في اتجاهات معينة بما يخدم مصالح واهداف اسرائيل والحركة الصهيونية ..
وعموما، وبحسب مصادر مختلفة، فان جهاز "الموساد"، الذي شهد في عهد رئيسه الثالث الجنرال مائير عميت (1963- 1968) اوسع اصلاحات وتغييرات في بنيته وهيكله التنظيمي اصبح، ولا يزال تقريبا، يتكون من مجموعة اقسام ودوائر رئيسية تتبعها شعب ووحدات ومحطات ميدانية وفرعية، تعرف وفق التسميات التالية:
. قسم جمع المعلومات، ويدعى "تسومت" (مفترق) وهو منظم على اساس اقليمي ووظيفي تخصصي، تتبع له وحدة ميدانية رئيسية تسمى "متسادا"(حصن، قلعة) تنظم وتضم في صفوفها الجواسيس الاسرائيليين(اليهود).
·قسم العمليات، ويعد من الاقسام الرئيسية الاهم في "الموساد"، وتتبع له دائرة للتخطيط العملياتي والتنسيق، كما تخضع لمسؤوليته المباشرة وحدات وفرق التنفيذ الميدانية المتخصصة في عمليات التجسس المعقدة والاغتيالات والتصفيات الجسدية وعمليات "الاختطاف" وما شابه..
·قسم الاتصال - الارتباط- والعمل السياسي، ويطلق عليه اسم "تيفيل" وتعني في تعريبها (المعمورة) او (الكون).. وهو قسم واسع وكبير مكلف بمسؤولية العلاقات الخارجية بما يشمل اقامة وادارة روابط وعلاقات التنسيق والتعاون مع اجهزة الاستخبارات والتجسس في دول العالم وتنظيم الاتصالات مع الجاليات والاقليات اليهودية في "الدول المعادية"، كما ومن مهمة هذا القسم المنظم اقليميا ووظيفيا على اساس تخصصي مساعدة حكومات الدولة العبرية عن طريق ممثلياته ومحطاته العلنية والسرية الخارجية، في اقامة وعقد الاتفاقات والروابط السياسية والدبلوماسية والامنية وغيرها مع جهات وحكومات في دول اخرى..
·قسم الادارة والتنظيم: ويعنى بشؤون العمل والتنظيم الداخلي للموساد ..
وتعمل الى جانب هذه الاقسام الرئيسية، مجموعة دوائر مساعدة، متخصصة في مجالات البحث والتخطيط والعمليات الفنية والتكنولوجيا والتدريب والتنظيم، اضافة الى شعب ووحدات ميدانية تنفيذية.. وبحسب ما يذكره الصحافي يوسي ميلمان، في تقريره المنشور في صحيفة "هآرتس" في 26.2.1998 ، فان جهاز "الموساد"، وفي اطار تكليفه بمسؤولية "تنظيم هجرة اليهود الذين يمرون في ظروف صعبة ويقعون تحت تهديد انظمة معادية، وكذلك المساعدة في الدفاع عنهم اذا ما دعت حاجة لذلك"، قام بتشكيل وحدة ميدانية هامة لهذا الغرض تعمل تحت اسم "بتسور" وتعني (تحصين)...
ترهل ..وفساد
أصاب "الموساد" مع مرور الوقت، كجهاز تجسسي سري يعمل في "الظلمة" بعيدا عن الاضواء وخارج اطر الرقابة القانونية والقضائية، الكثير من مظاهر الفساد والترهل والتضخم، كما اعترف العديد من كبار مسؤوليه السابقين، مما ولد دعوات متكررة بين فترة واخرى، لا سيما بعد كل فضيحة كبرى او فشل ذريع تعرض له "الموساد"، وتسرب ذلك الى وسائل الاعلام، الى ضرورة اجراء اصلاحات واعادة تنظيم جذرية لاقسام وهياكل وحتى مهام ووظائف الجهاز الذي لا يتم الاعلان عن حجم الميزانيات والاموال التي تنفقها عليه خزينة الدولة العبرية، اذ تبقى ميزانيته السنوية كغيره من اجهزة الاستخبارات السرية الاسرائيلية، كبند سري ضمن الموازنة العامة للدولة...
ولكن هذه الاصلاحات والتغييرات التنظيمية والبنيوية التي كان الجهاز بحاجة ماسة لها خلال السنوات الاخيرة على وجه الخصوص، كما تردد في تقارير صحافية اسرائيلية عديدة، لم تتم او على الادق لم تستكمل خلال فترة الرئيس الثامن للموساد، داني ياتوم، الذي كان يعول عليه كثيرا كجنرال عسكري مرموق سابق، في انجاز هذه المهمة الصعبة، على ضوء استقالته المبكرة بعد اقل من نصف فترة ولايته المقررة..

تمجيد وتنصل
يقول مراقبون ان "الموساد" برهن بلا شك، خلال سنوات عمله الطويلة، على قسوته وفاعليته كجهاز للتجسس والعمليات الخاصة.. وبالرغم عن حرص اسرائيل الشديد على ابقاء هالة الغموض والسرية المتناهية حول "الموساد" ونشاطاته، الا ان الاسرائيليين عموما، والمطلعون منهم على وجه الخصوص، ما زالوا يذكرون بقدر كبير من التفاخر والاعجاب مسلسل عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية "الناجحة" وغيرها من العمليات المنسوبة للموساد فيما مضى، حتى في اثناء انشغال كبار مسؤوليهم في مراجعة وتفحص الاسباب والاخطاء التي ادت الى فشل عملية ما، نفذها "الموساد" وعملاؤه في بلد او مكان ما في الخارج، كما حدث بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل في الاردن، في ايلول 1997 وعملية "التجسس" الفاشلة في سويسرا في شباط 1998.
ومن الملاحظ واللافت للنظر ان "الموساد"، الذي يخضع النشر عن نشاطاته وعملياته لرقابة عسكرية مشددة في اسرائيل، ينشط دوما لا سيما بعد كل فضيحة او فشل ذريع يرتبط اسمه بهما، في تسريب معلومات وتقارير الى وسائل الاعلام، احيانا بواسطة صحافيين اسرائيليين واجانب "مقربين"، واحيانا اخرى عن طريق عملاء ومسؤولين "سابقين" في الجهاز، وتتسم هذه التقارير والمعلومات المسربة غالبا بطابع "التمجيد بمآثر ونجاحات" سابقة تنسب للموساد، و"الدفاع عنه" في غمرة فضيحة او فشل يمنى بهما..
بعد استقالة داني ياتوم من رئاسة "الموساد" (في اواخر شهر شباط 1998)، نشرت الصحف العبرية اليومية عشرات التقارير والمقالات التي تميز الكثير منها بهذا الطابع...
يوسي ميلمان استطرد، في واحد من تقاريره الدفاعية عن الجهاز، قائلا : " 90 في المائة من مهمات وطاقات الموساد توجه نحو جمع المعلومات، وهي عمليات سرية لا يعلم بها الجمهور. وقسم صغير فقط من نشاطاته يعتبر عمليات (عنيفة) و(صاخبة)، وفشل هذه العمليات او نجاحها يضع الموساد في صدارة العناوين..".
وعلى رغم ما يبديه "الموساد" والقائمون عليه من حرص شديد حتى الان على فرض قاعدتي
"السرية والتنصل" حول نشاطات وعمليات الجهاز، كما شدد على ذلك رئيسه الاسبق افرايم هليفي، الذي اشار الى ان "الحالتين" (الفشلين في الاردن وسويسرا) اللتين اعترف "الموساد" بسؤوليته عنهما "شاذتين عن القاعدة"، الا ان التسريبات، التي تمت بقصد او دون قصد، سمحت بتكوين اطلالة معينة على سجل "النجاح والفشل" للعمليات التي نفذها "الموساد" او نسب له الوقوف وراء تنفيذها..
ومن أبرز العمليات "الناجحة" التي ارتبط تنفيذها باسم "الموساد"، والتي تذكرها بشكل خاص مصادر وتقارير اسرائيلية:
·الاشراف منذ اوائل الخمسينيات على تنظيم سلسلة حملات تهجير سرية للقسم الاكبر من الجاليات اليهودية التي كانت تقيم في الدول العربية، وخاصة يهود العراق و المغرب واليمن، وكان آخر هذه الحملات السرية تهجير اليهود الاثيوبيين (الفلاشا) في منتصف الثمانينيات، والتي اطلق عليها اسم "عملية موسى"، حيث تم نقل بضعة الاف من اليهود الفلاشا الى اسرائيل عبر رحلات جوية اقلعت من مطار الخرطوم (عاصمة السودان) بموجب صفقة "رشوة" عقدها "الموساد" مع الرئيس السوداني في حينه جعفر النميري، الذي اطيح به من الحكم بعد تكشف تواطئه في تسهيل هجرة اليهود الاثيوبيين.
·ينسب الاسرائيليون لجواسيس "الموساد"، كانجاز هام، الحصول على الخطاب السري الذي القاه الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف، امام المؤتمر العام للحزب الشيوعي الحاكم، في موسكو في شباط 1956، حيث قام "الموساد" بتسليم "النص الكامل" للخطاب السري، الذي شجب فيه خروتشوف "جرائم" سلفه ستالين، لوكالة المخابرات المركزية الاميركية الـ "سي اي ايه"، في نطاق اتفاقية التعاون الموقعة بين الجهازين، الاسرائيلي والاميركي، وقد وصف رئيس "الموساد" في حينه ايسار هارئيل، هذه "الخدمة" في مذكراته بقوله "لقد قدمنا لنظرائنا الاميركيين وثيقة تعتبر من اهم الانجازات في تاريخ الاستخبارات ..".
·اختطاف المسؤول النازي السابق ادولف ايخمان من الارجنتين عام 1960 ونقله الى اسرائيل حيث تمت محاكمته واعدامه.
·اغواء طيار في الجيش العراقي واقناعه بالهرب بطائرته الحربية "ميغ 21" الى اسرائيل عام 1966.
·زرع الجاسوس ايلي كوهين في سورية، حيث قام بامداد "الموساد" بمعلومات من دمشق التي يقال انه تمكن من التسلل، بعد وصوله اليها كـ "ارجنتيني" عام 1962، الى مراكز نفوذ قريبة من الحكم، الى ان ضبطته المخابرات السورية متلبسا بالتجسس لحساب اسرائيل العام 1965 حيث حوكم واعدم شنقا..
·اغتيال عدد من قادة اعضاء تنظيم "ايلول الاسود" الفلسطيني الذي نفذ عام 1972 عملية "ميونيخ" في المانيا والتي قتل خلالها (11) لاعبا اسرائيليا كانوا يشاركون في دورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت هناك .. وقد قام فريق اغتيالات تابع "للموساد" شكل بقرار وايعاز من رئيسة وزراء اسرائيل في حينه، غولدا مائير، بقتل (12) فلسطينيا خلال عامي 72- 73، بدعوى علاقتهم بقتل الرياضيين الاسرائيليين، وكانت العديد من العواصم الاوروبية، كروما وباريس ونيقوسيا، مسرحا لمسلسل اغتيالات "الموساد" هذا..
·ينسب للموساد القيام بدور مساعد عن طريق جواسيسه وعملائه في لبنان في عملية اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال عدوان، محمود النجار، وكمال ناصر، في بيروت في نيسان 1973، وهي عملية نفذها فريق كوماندوز خاص من الجيش الاسرائيلي كان من قادته ايهود باراك.
كما ينسب للموساد المساعدة والمشاركة بدور هام، بما في ذلك عن طريق جواسيس عملوا لحسابه في تونس، في عملية اغتيال القائد الفلسطيني البارز خليل الوزير( ابو جهاد) في منزله بضواحي العاصمة التونسية في 16 نيسان 1988..
·يسجل للموساد "كانجاز" استدراج التقني النووي الاسرائيلي مردخاي فعنونو من لندن الى روما ثم خطفه واحضاره الى اسرائيل عام 1986، حيث حكم عليه بالسجن بتهمة التجسس وافشاء اسرار اسرائيل الذرية ومفاعلها النووي في ديمونا الذي كان فعنونو يعمل مهندسا فيه. وقد اطلق سراح فعنونو مؤخرا (في ايار 2004) بعد ان امضى محكوميته ..
·نجاح "الموساد" في اغتيال زعيم حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية، د. فتحي الشقاقي، في تشرين الاول عام 1996 في مالطا..
وتقول مصادر اسرائيلية وغربية ان هناك عددًا آخر من العمليات الناجحة التي نفذها "الموساد" ولم تكشف اسرائيل عنها لدواع امنية..

جواسيس وجنرالات في رئاسة "الموساد"
يخضع "الموساد" منذ تأسيسه في العام 1951 لمسؤولية رئيس الوزراء الاسرائيلي المباشرة، وهو الذي يقرر في مسألة تعيين رئيس الجهاز، كما يصادق على عملياته وخططه الهامة.. وقد ابقت اسرائيل اسماء رؤساء الجهاز سرية يحظر نشرها لغاية العام 1996، حيث سمح للمرة الاولى باشهار واعلان اسمي رئيسي الجهازين الاستخباريين السريين، الاستخبارات الخارجية (الموساد) والمخابرات الداخلية (الشين بيت) ضمن تقليد جديد صادق عليه الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي..
فترة الولاية القانونية المحددة لمنصب رئيس "الموساد"، مدتها خمس سنوات لكن عددا من الذين تولوا المنصب، وهم غالبا اما "جواسيس محترفين" عملوا في خدمة اسرائيل واجهزتها الاستخبارية سنوات طويلة او جنرالات عسكريين لامعين استقدموا مباشرة من الخدمة في الجيش الاسرائيلي لرئاسة الجهاز، اشغلوه في عدد من الحالات لفترات اطول، واحيانا اضطروا للاستقالة قبل انتهاء فترة ولايتهم المحددة، بسبب فضائح او اخفاقات مني بها "الموساد" تحت رئاستهم.. وتشمل قائمة الذين اشغلوا رئاسة "الموساد" منذ تأسيسه الاسماء التالية :
-روبين شيلوح. عين في نيسان 1951 كأول رئيس للموساد، لكنه امضى اقل فترة في المنصب اذ اضطر لتقديم استقالته في ايلول 1952
-ايسار هارئيل. وامضى اطول فترة في رئاسة الجهاز (12 عاما) من عام 1952 وحتى عام 1963، ويقال انه اضطر للاستقالة اثر فضيحة اعتقال جاسوسين للموساد في سويسرا، في ذلك الوقت.. و"هارئيل" من مواليد روسيا عام 1912.
-الجنرال مائير عميت من 1963 وحتى 1968.. ويعتبر اول من يعين لمنصب رفيع في الموساد من خارجه.. حيث استقدم مباشرة من رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (أمان) وقد جمع لفترة من الوقت بين رئاسته للجهازين الاستخباريين في آن واحد..
-الجنرال تسفي زامير ( من مواليد بولندا عام 1925) عين كرئيس للموساد عام 1968 وتقاعد من الخدمة عام 1974..
-الجنرال اسحق حوفي ( من مواليد عام 1927) عينه زميله في قوات " البلماح" ولاحقا في الجيش الاسرائيلي، رئيس الوزراء في حينه اسحق رابين، وقد اشغل "حوفي" قبل تعيينه في رئاسة "الموساد" منصب قائد المنطقة العسكرية الشمالية خلال حرب 73، ويقال ان "حوفي" كان من بين القلائل الذين نبهوا سلفا من حرب اكتوبر التي فوجئت بها اسرائيل وانه لعب خلال فترة رئاسته للموساد التي امتدت لغاية عام 1982، دورا هاما في الاتصالات السرية التي مهدت لزيارة الرئيس السادات لاسرائيل عام 1977..
-ناحوم ادموني (من مواليد عام 1929) وكان نائبا لرئيس "الموساد" قبل تعيينه لرئاسة الجهاز عام 1982، وتقاعد من الخدمة عام 1989.
-شبتاي شبيط اشغل رئاسة الموساد بين سنوات 1990 و 1996..
-الجنرال داني ياتوم، عينه شمعون بيريس رئيسا للموساد في اذار 1996 واضطر الى تقديم استقالته في شباط 1998 بسبب تداعيات فضيحتي الفشل في الاردن وسويسرا.. وكما هو معروف فقد عين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو، افرايم هليفي، نائب رئيس "الموساد" السابق، خلفا لداني ياتوم في رئاسة الجهاز وذلك لفترة انتقالية، عول عليه خلالها اعادة تنظيم واجراء اصلاحات في صفوف وهيكلية "الموساد" التي اصابها الكثير من الترهل والوهن مع مرور الزمن.
-الجنرال مئير دغان، الرئيس الحالي للموساد، عينه أريئيل شارون بعد وصوله إلى كرسي رئيس الوزراء في 2001 . وقد أشغل في السابق عدة مناصب في الجيش. كما أشغل منصب مستشار رئيس الوزراء "لمكافحة الإرهاب".
سجل الفشل والاخفاقات
يرتبط اسم "الموساد" ايضا بسلسلة طويلة من الاخفاقات والعمليات الفاشلة التي هزت صورة الجهاز وتسببت مرارا بحرج بالغ لاسرائيل واحيانا الحقت ضررا بعلاقاتها على المستوى الدولي.. ولدى حديثها عن مسلسل الفشل في تاريخ "الموساد"، تذكر المصادر الاسرائيلية ابرز ما في قائمته على النحو التالي:
·في تموز عام 1973 اغتال عملاء "الموساد" خطأ في منتجع "ليليهامر" الشتوي في النرويج نادلا مغربيا، اعتقدوا انه المسؤول الفلسطيني ( ابو حسن سلامة) عن منظمة ايلول الاسود.. وقد اعتقلت السلطات النرويجية اثر الحادث عددا من الاسرائيليين وحكم بالسجن على ثلاثة منهم ادينوا بالاشتراك في العملية الفاشلة..
·ادت معلومات خاطئة قدمها "الموساد" الى قيام طائرة حربية اسرائيلية في آب عام 1973 باعتراض طائرة ركاب مدنية ليبية واجبارها على الهبوط في اسرائيل ظنا ان زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، د. جورج حبش، موجود على متنها، فتبين انه لا يوجد بين ركابها اي مسؤول في المقاومة الفلسطينية، ما سبب حرجا بالغا في حينه لاسرائيل و"الموساد".
·يتهم "الموساد" بانه ساهم في جر واقحام اسرائيل في المستنقع اللبناني (عام 1982) بتقديمه معلومات واحكام خاطئة ومضللة عن الوضع هناك، وخاصة ما يتعلق بقدرات حلفاء اسرائيل في "المليشيات المسيحية المارونية" في لبنان.
·في نيسان عام 1991 القى شرطي قبرصي القبض بمفرده على اربعة من عملاء "الموساد" بينما كانوا يحاولون وضع اجهزة تنصت في السفارة الايرانية في نيقوسيا.. وافرجت السلطات القبرصية عن العملاء الاربعة بالكفالة بعد اسبوعين بناء على تسوية توصلت لها مع اسرائيل..
·في تشرين الثاني 1985 اوقفت السلطات الاميركية جوناثان بولارد، اليهودي الاميركي، الذي اتهم بانه عميل سري لاسرائيل وانه قام بحكم عمله كمهندس في البحرية الاميركية بتزويد الاستخبارات الاسرائيلية بوثائق ومعلومات سرية وحساسة، وقد ادانته محكمة اميركية في واشنطن بتهمة التجسس لحساب الدولة العبرية وحكمت عليه عام 1987 بالسجن المؤبد.. وفي منتصف التسعينيات منحت اسرائيل عميلها "بولارد" الجنسية الاسرائيلية في نطاق ضغوطها على السلطات الاميركية لاطلاق سراحه.
·في كانون الثاني 1997، تم في اسرائيل توقيف يهودا جيل، وهو عميل سابق بارز في "الموساد"، اتهم بمد المسؤولين عنه في الجهاز طيلة سنوات عديدة بتقارير ومعلومات مضللة وملفقة نسب فيها الى سورية نوايا عدوانية لا وجود لها مما وضع البلدين في اواسط التسعينيات مرتين على حافة اندلاع حرب بينهما خاصة في صيف العام 1996.. واعتبرت قضية "جيل" بمثابة فضيحة كبيرة لجهاز "الموساد"..
·عملية الموساد الفاشلة في الاردن: في 25 ايلول 1997 اعتقلت السلطات الاردنية في العاصمة عمان عميلين اسرائيليين من عملاء "الموساد" اثر مشاركتهما في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، خالد مشعل.. وقد استنكر الاردن بشدة محاولة الاعتداء التي تعرض لها المسؤول الفلسطيني على ارض الاردن، واحتجت كندا على استخدام عميلي "الموساد" جوازات سفر كندية مزورة اثناء تنفيذهما لمحاولة الاغتيال الفاشلة واضطرت اسرائيل الى الاعتذار للبلدين والى اطلاق سراح المرشد الروحي (الراحل) لحركة "حماس" الشيخ احمد ياسين بعد سجن دام ثماني سنوات مقابل افراج السلطات الاردنية عن عميليها..
·سويسرا 1998: اخفاق فريق من عملاء "الموساد" في تنفيذ مهمة تجسسية خاصة، في مدينة "بيرن" استهدفت، حسب مصادر اسرائيلية، زرع اجهزة تنصت في شقة مواطن من اصل لبناني ينسب له الارتباط بعلاقة تعاون ونشاط لحساب منظمة "حزب الله" اللبنانية.. وقد اوقفت السلطات السويسرية وسجنت في 19 شباط 1998 احد عملاء فريق "الموساد" الذين ضبطوا متلبسين بالمحاولة .
·قضية نيوزيلاندا: فضيحة "الموساد" في نيوزيلاندا انفجرت في شهر تموز 2004، لكنها بدأت ترّوج قبل عدة شهور. ففي حينه قررت اسرائيل القيام بعمليات اغتيال ضد عدد من قادة "حزب الله" والتنظيمات الفلسطينية في مختلف انحاء العالم، وبشكل خاص في لبنان وسورية. ولهذا الغرض، كما يبدو، حاولت الحصول على جوازات سفر لدول محايدة لا تثير الشبهات، وبينها نيوزيلاندا. الا ان المحاولة انكشفت هنا، إذ ان موظفا في مكتب التسجيل في وزارة الداخلية في نيوزيلاندا كان متيقظا، فاكتشف محاولة لتزوير احد الجوازات لمواطن مقعد من نيوزيلاندا، وتم ضبط مواطنين اسرائيليين، هما ايلي فرا واريئيل زيسا، متلبسين. بينما فر مواطن اسرائيلي ثالث، يدعى زئيف وليام بركان، وجرى الحديث عن شخص رابع مجهول الهوية. وقد حكمت محكمة نيوزيلاندا على المتهمين الثلاثة بالسجن 6 أشهر، احدهم (بركان) كان الحكم عليه غيابيا. واستأنف الاسرائيليان الحكم بدعوى انه قاس. أما الشخص الرابع، فقد تبين انه مواطن اسرائيلي سابق من عائلة "رزنيك" حصل على الجنسية النيوزيلاندية منذ 11 عاما، وهو يهودي، يعمل محاضرا في معهد تكنولوجي ويتطوع في الخدمة في سيارات الاسعاف. وقد فر من البلاد الى هونغ كونغ فور انفجار الفضيحة. وحسب مصادر اعلامية، فإن "رزنيك" خدم في الجيش الاسرائيلي، وملفه يقول على انه خدم ممرضا، مما يقوي الشكوك بأنه خدم في "الموساد"، اذ ان "الخدمة ممرضا" تستخدم كثيرا للتغطية على الجواسيس، لأنها تدل على ان صاحبها لا يخفي أمر خدمته العسكرية ولكنه في الوقت نفسه خدم في مجال خدماتي غير حربي. وذكرت مصادر اسرائيلية بالمقابل ان "رزنيك" في طريقه الى اسرائيل، حيث يريد ان يستقر فيها مع عائلته، التي هربت وراءه حالما غادر نيوزيلاندا الى هونغ كونغ. وتدل هذه المعلومات على تشعب فضحية "الموساد" في نيوزيلاندا، خصوصا بعد تورط المواطن اليهودي فيها.
وكانت نيوزيلاندا قد طالبت اسرائيل بالاعتذار حتى تغلق هذا الملف، الا ان اسرائيل خشيت من ان الاقدام على خطوة كهذه سيثير القضاء في نيوزيلاندا، فيعيد محاكمة الجواسيس ويضاعف العقوبة عليهم عدة مرات. لذلك اختارت الصمت، وهذا، على ما يبدو، هو أكثر ما يغيظ السلطات الرسمية في نيوزيلاندا.
وقد اتهمت مصادر في حكومة نيوزيلاندا اسرائيل بالعودة الى سياسة استخدام يهود العالم لخدمة جهاز "الموساد"، وهي السياسة التي كانت متبعة في الماضي وتقرر الغاؤها بعد ضبط المواطن اليهودي الاميركي جوناثان بولارد، يتجسس في سلاح البحرية الاميركي لخدمة "الموساد".
وتعهدت اسرائيل بعد اعتقال بولارد قبل 18 عاما وأمام الولايات المتحدة بشكل خاص، وكذلك امام دول اخرى، بألا تستخدم اليهود فيها لمهمات تجسس او لخدمة أي جهاز مخابرات اسرائيلي. وقيل في حينه ان مثل هذا الاستخدام سيلحق الضرر الكبير بالمواطنين اليهود في تلك الدول. وطلبت المنظمات اليهودية من حكومة اسرائيل، بحدة وحزم، ان تتوقف عن تلك السياسة، مؤكدة انها تتسبب في كراهية اليهود وربما الاعتداء عليهم. وهكذا يأتي الاتهام من حكومة نيوزيلاندا حول نشاط "الموساد" على اراضيها ليثير ليس فقط دول العالم المختلفة التي تتعرض لهذا النشاط، بل ايضا المنظمات اليهودية في تلك البلدان.
أدت سلسلة من الفضائح والعمليات الفاشلة، التي مني بها جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) خلال السنوات الاخيرة، والتي كان آخرها قضية الشكوك القوية حول وجود جاسوس إسرائيلي في وزارة الدفاع الأميركية المرشحة للتفاعل هذه الأيام وقبلها قضية إلقاء القبض على عملاء لهذا الجهاز في نيوزيلاندا وتقديمهم إلى المحاكمة بتهمة إنتهاك سيادة تلك الدولة وتفاعلاتها المستمرة حتى الآن، الى تسليط قدر كبير من الاضواء الصحافية والاعلامية على هذا الجهاز الذي حرصت اسرائيل منذ تأسيسه في العام 1951، على اضفاء هالة من الغموض، وستار من السرية والتكتم الشديدين، على عمله وأنشطته التجسسية وعملياته الخاصة.

الفضائح والعمليات الفاشلة
وكجهاز استخبارات خارجي، فان نشاطات وعمليات "الموساد" لم تقتصر على ساحة الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط التي لا تزال اسرائيل وبعد مرور اربعة وخمسين عاما على قيامها تعتبر انها تعيش وسطها "كجزيرة مهددة في محيط دائم العداء والتربص بها"، بل امتدت وتشعبت لتصل الى ما وراء البحار والمحيطات، مما جعل جهاز "الموساد" يتمتع بمرور السنوات بصيت وشهرة واسعين وضعاه في مصاف افضل اجهزة التجسس والاستخبارات على مستوى العالم.
ولعله لم يكن من باب المصادفة ان يستهل الرئيس السابق للموساد، افرايم هليفي، مهام منصبه بعد يومين على صدور القرار الرسمي بتعيينه في الرابع من اذار 1998، بنشر مقالة مذيلة بتوقيعه في احدى الصحف العبرية الاوسع انشارا في اسرائيل، قيمت على انها محاولة من جانب "هليفي"، الذي امضى سنوات طويلة من الخدمة في "الموساد"، لخطب ود الاسرائيليين ولاصلاح صورة الجهاز وسمعته التي اهتزت في نظرهم بفعل سلسلة الفضائح والاخفاقات المتتالية التي تعرض لها، وأدت تداعيات اثنين منها مني بهما الجهاز على التوالي عام 1996، بفشل فريق من عملائه في تنفيذ محاولة اغتيال في الاردن استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل، (في ايلول 1996)، واخفاق فريق آخر من عملاء الجهاز في تنفيذ عملية تجسس في سويسرا (في شباط 1997)، الى الاطاحة برؤوس عدد من كبار قادة ومسؤولي "الموساد" بينهم رئيسه الجنرال داني ياتوم، الذي اضطر مرغما الى تقديم استقالته من منصبه، ورئيس قسم العمليات في الجهاز الذي استقال طوعا (قبل ياتوم) بعد فترة قصيرة من تكشف فضيحة فشل محاولة اغتيال مشعل، فضلا عما تسببت به فضيحتا الفشل من ضرر واساءة كبيرين لسمعة اسرائيل وموقفها عربيا ودوليا وعلى الاخص علاقاتها مع الاردن..
وقد اعاد رئيس "الموساد" السابق، افرايم هليفي، بنشره في صحيفة "يديعوت احرونوت" (عدد 6 اذار 1998) مقالته الدفاعية النادرة بالنسبة لجهاز يعول في عمله على السرية المطلقة، التذكير بان اسرائيل مازالت في حاجة الى جهاز استخبارات خارجي قوي للحفاظ على توازن القوى في منطقة الشرق الاوسط..
ورغم ان " هليفي" تحاشى في مقالته الخوض مباشرة في موضوع الجانب الخفي الاخر من نشاطات "الموساد" السرية - عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية لخصوم اسرائيل واعدائها- وهو ما اكد عليه بوضوح شديد الصحافي والخبير الاسرائيلي في شؤون اجهزة الاستخبارات السرية الاسرائيلية، يوسي ميلمان، بقوله في مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس" بتاريخ 26 شباط 1998: " لغاية الاونة الاخيرة لم يكن ثمة احد في المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة يعارض قيام تنظيم تجسس كالموساد بعملية اغتيال، الا ان ذلك اثير الان بعد فشل محاولة اغتيال (خالد) مشعل" ، غير ان "هليفي" بربطه في مقالته بين العمل الاستخباري – التجسسي المناط بالجهاز في الوقت الحالي وبين التاريخ القديم لليهود واللاحق قبل وبعد قيام الدولة العبرية، بقوله ان "التوراة تحدثت عن الاثني عشر جاسوسا الذين ارسلوا الى ارض كنعان" وان "اسرائيل منذ قيامها اعتبرت المخابرات الخارجية جدارها الشرقي المنيع.. وشرطا اساسيا ليس فقط لوجودها المادي كدولة، بل ولمناعتها الاجتماعية والحضارية.." وتشديده على ان "العمل الاستخباري شمولي"، انما اعاد بذلك بقصد او دونما قصد، التأكيد والاعتراف بحقيقة ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلية "الموساد" لا يعكس فقط ماضي اسرائيل "الذي قام على العنف" بل ويعكس ايضا "حاضرها القلق" رغم انها كانت تحتفل في تلك الايام (تاريخ كتابة المقال) بالذكرى السنوية الخمسين على تأسيسها، وانها رغم توقيعها خلال العقدين الماضيين على معاهدتين للسلام مع مصر والاردن وعلى اتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين، لا زالت تعتبر نفسها "في حالة حرب مع جيرانها العرب..".
وهكذا، فقد ولَدت اهمية الدور الذي ما انفكت اسرائيل توليه لجهاز استخبارات "الموساد"، لا سيما على ضوء سلسلة الفضائح والاخفاقات التي تعرض لها وكان لها وقع الصدمة الشديدة بين الاسرائيليين عموما، والهزة القوية داخل الجهاز نفسه على وجه الخصوص، الحاجة الى القاء الضوء مجددا على طابع تكوين ومجالات عمل ومهام "الموساد"، ماضيا وحاضرا، بما له وعليه، مع التنبيه المسبق بالطبع الى ان كل محاولة من هذا القبيل، حرصت على توخي قدر من الدقة والمصداقية، سواء تمت في السابق او ستتم مستقبلا، وبضمنها هذه المحاولة، كانت وستبقى محكومة ومقيدة في حدود المصادر القليلة المتاحة، وما سمحت الرقابة الاسرائيلية الصارمة المفروضة على عمل الجهاز، بنشره في اسرائيل..
 
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
 
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
 
اتهام ضابط إسرائيلي بنقل معلومات عسكرية لبدو من سيناء لتسهيل إدخال الأسلحة والمخدرات والمسلحين عبر الحدود

كتب محمد عطية (المصريون): : بتاريخ 4 - 6 - 2008وجه المدعي العام الإسرائيلي، أمس، اتهاما إلى ضابط درزي بشرطة حرس الحدود الإسرائيلية بنقل معلومات إلى بدو مصريين حول الدوريات الإسرائيلية على طول الحدود مع مصر.
وتقول لائحة الاتهام، إن الضابط ويبلغ من العمر 33 عامًا وهو من قرية جت في الجليل، نقل إلى مهربين بدو من سيناء معلومات سرية جدًا حول أماكن الدوريات الإسرائيلية على طول الحدود مع مصر، وأخبرهم بمعلومات حول نقاط المراقبة، ونقل للمهربين خرائط لمساعدتهم في تهريب أسلحة ومخدرات، ودخول مسلحين لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل.
ويواجه الضابط اتهاما بإجراء اتصالات مع تاجرْي مخدرات من سيناء، لمساعدتهما على إدخال مخدرات إلى إسرائيل عبر الأراضي المصرية، بواسطة سيارة الشرطة التي يستخدمها، ونجح في إحدى المرات في نقل شحنة تزن 25 كيلو جرامًا من الحشيش.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن ملف المدعي العام يتضمن تهمًا خطيرة ضد المتهم الذي يعمل كضابط عمليات في وحدة خاصة في حرس الحدود "رامون" والمسئولة بشكل مباشر عن منع تهريب المخدرات والأسلحة ودخول منفذي العمليات من مصر إلى إسرائيل.
وكانت الشرطة الإسرائيلية بدأت التحقيق في القضية بعد أن تلقت في الأسابيع الأخيرة معلومات حول تقديم الضابط المتهم المساعدات لمهربين مصريين، وفي أعقاب هذه المعلومات، قامت الشرطة بمراقبة مكالمات هاتفه، الأمر الذي مكن الوحدات الخاصة في الشرطة من اعتقاله في نهاية الأمر.
 
شكككككككككررررررررررررررااااااااااااااا جزيلا
بس برغم كل ده لا أحد ينكر أن الموساد جهاز قوي (أقوى قسم فيه هو الاغتيالات)
 
تستطيع أن تضع كلمة الموساد بين قوسين

الأول.................... نجاحات مبهرة

والثاني ...................فشل ذريع
 
عودة
أعلى