الاستجواب الناعم
كيف تعترف بدون تعذيب (امثلة حية)
السلام عليكم
هذا تقرير صحفي تصرفت فيه لانه طويل وهو بقلم بوبي غوشنشر في مجلة تايم الامريكية و ترجمه حمد بن عبد العزيز العيسى وهو كاتب و مترجم سعودي مقيم بالمغرب لينشره في جريدة المساء المغربية.
لقد ترجمت هذا المقال لانه يؤكد فعالية طرق التحقيق السيكولوجية الناعمة بدل طرق التعذيب العنيفة لاستجواب الارهابيين و انتزاع المعلومات منهمو هذا الفن هو الذي ينقص رجال الامن في بلداننا العربية التي ابتليت بالارهاب.
التقديم و الاقواس هي للمترجم.
اكثر الاستجوابات نجاحا مع ارهابيي القاعدة التي قام بها المحققون الامريكيون لم تحتج الى ممارسة طرق تعذيب مثل الحرمان من النوم او الحبس الانفرادي او الايهام بالغرق.(اايهام بالغرق هي طريقة تعود الى ايام محاكم التفتيش باسبانيا.و يتم عبر غمر وجه المعتقل بالماء بواسطة جهاز خاص و بسيط.وجعله يتوهم بانه يغرق و يستغرق هذا الاسلوب تقريبا 20 دقيقة لكنه يترك اثارا نفسية و عقلية مدمرة على المعتقل)و ساعطي امثلة حية لمثل هذه الاستجوابات.
ابو جندل حارس بن لادن
ابو جندل كان موجودا في سجن يمني عندما وصل اليه محققان هما 'صوفان'من'الا بي أي' و'ماكفادن' من الان سي أي اس'
لكي يستجوباه بعد اسبوع من هجماة 11 سبتمبر.فقد كان الامريكيون يرغبون في منح المشككين ادلة دامغة على تورط القاعدة في الهجمات و خصوصا الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الذي لم تكن أي عملية امريكية للتم في افغانستان بدون دعمه اضافة الى ان الاستخبارات الامريكية كانت في حاجة الى فهم افضل لهيكلية القاعدة و قد كان"ابو جندل"المصدر المناسب لهذه المعلومات.
هذا اليمني المدعو ابو جندل كان حارس بن لادن الشخصي و لديه ثقة بن لادن الكاملة لاطلاق رصاصة في راسه ان قبض عليه الامريكيون.
لم تكن في نية ابو جندل ان يتعاون مع الامريكيين اذ رفض مجرد النظر اليهماو بدل ان يؤكد ان القاعدة لها يد في هجمات 11 /9 كان يصر على ان الموساد الاسرائيلي هو من نفذها.فكيف استخلصا منه المعلومات بدون تعذيبه ??
عندما ذهب او جندجل الى المرحاض(اعزكم الله)لاحظ المحققان انه لم يلمس الكعك المحلى الذي قدم اليه مع الشاي و تقصى صوفان الامر ليعرف ان ابا جندل يعاني من مرض السكريو في الاجتماع التالي قدم اليه كعكى بدون سكرو كانت لمسة انسانية لينت سلوك ابا جندل العدواني الشرس.يقول صوفان لقد اضهرنا لهالاحترام و التقدير عبر هذه اللمسة الانسانيةو لهذا بدا يتحدث معنا لاول مرة.لقد احتاج الامر بضعة اسئلة و مكر من المحققين لكي يبوح ابو جندل بمعلومات خطيرة بينها هويات سبعة من منفذي الهجمات.لقد كان الكعك المحلى نقطة التحول الرئيسية التي جعلت ابا جندل يفكر ان الامريكيين بشر مثله و ليسوا وحوشا.ثم اعطياه جريدة محلية كان عنوانها المزيف اكثر من 200 يمني قتلوا في هجمات سبتمبر ابو جندل حينها وافقهم انها جريمة مرعبة (الغبي لم يدرك ان امريكا التي وصلت الى لقمر في القرن الماضي بامكانها طبع جريدة مزيفة واحدة في هذا القرن) ثم بعد ذلك انهار ابو جندل و بدا يسرب المعلومات و اعترف بدون ان يدرك ان القاعدة هي المسؤولة عن هجمات سبتمبر.
بعض اكثر الاساليب استعمالا هي الاساليب العاطفية و فيها قد يثني المحققون على غرور المعتقل او او يتملقونه عن طريق مدح احدى صفاته او على العكس قد يحتقرونه مما يجبره على الدفاع عن نفسه فيعترف بدون ان يدرك.
الزرقاوي
الكساندر محقق امريكي في العراق افضت جهوده الى العثور على الزرقاوي و قتله. يقول كنت استعمل دائما حيلا لاتوجد في نظام الجيش لكن يعرفها أي شرطي مثلاعندما تحضر اثنين من المعتقلين تاخذهما الى غرفتين منفصلتين و تعرض صفقة مع اول من يعترف.
فالكذب و الخداع وسيلتان مهمتان.الكساندر كان يستجوب احد المتمردين فتكلم المتمرد عن زوجته المسرفة ليخبره الكساندر انه يتعالطف معه لان زوجته مبذرة ايضا فالتحم الرجلان حول هذه المعاناة المشتركة و لم يدرك المعتقل انه خدع لان الكساندر في الحقيقة اعزب.
الكساندر يقول ان على المحقق ان يعرف دوافع المعتقل.ففي ربيع 2006 كان يستجوب امام مسجد سنيا يعتقد انه عميل للقاعدة في العراق التي كان يقودها الزرقاوي انذاك.كان الامام يبارك الانتحاريين قبل ذهابهم فكانت اولى كلمات الامام لالكساندر.لو كانت معي سكين لذبحتك.فساله الكساندر بلطف عن السببفرد الامام ان الغزو الامريكي مكن ميليشيات الشيعة من طرد عائلته من منزلها واصبح يشعر بالاهانة و القهر و لذلك انضم الى المتمردين.فاجابه الكساندر بمكر استمع الي جيدا انا امريكي واريد ان اعتذر بصدق عن اخطائنا الكثيرة في بلدكم عندها بكى الامام واسح المجال ليتعاون وع بعض العبارات الماكرة باح الامام بمكان امن يسكنه انتحاريون فادى اقتحام المنزل الى ايجاد عميل للقاعدة دل الامريكيين على مكان اختباء الزرقاوي.
صدام حسين
خلال غزو العراق تعود المحقق مادوكس على استجواب المتمردين في اماكن اعتقالهم بسرعة فائقة و كلن هذفه انتزاع المعلومات بسرعة هن اماكن المتمردين الاخرين المختبئين في الجوار فكان يقول للمعتقل فور معرفة رفاقك باعتقالك سيفترضضون انك ابلغت عنهم (وسيهربون فورا)لذلك ان اردت مساعدة نفسك(والحصول على صفقة)فيجب ان تخبرني بسرعة لانك بعد ساعة او ساعتين لن تكون لديك أي معلومات مفيدة او قيمة.وقادت هذه الحيلة الماكرة مادوكس الى اهم و اسعد ساعة له في العراق ففي اليوم الاخير لخدمته هناك وقبل ساعتين فقط من اقلاع طائرته من بغدادبدا في استجواب محمد ابراهيم وهو قائد بعثي متوسط الاهمية ولكنه معروف بقربه من صدام واكن له 40 معتقلا من اقربائه و اصدقائه في العراق ولمدة ساعة و نصف حاول مادوكس اقناعه بالاعترافو في الاخير قال له مادوكس انه يجب ان يتكلم بسرعة لان صدام قد يغير مكانه و يصبح(محمد ابراهيم) عديم الفائدة.وانه عندما سيركب المحقق الطائرة لن يستطيع ابراهيم مساعدة المقربين منه المكعتقلينو سيجعله الجنود اضحوكة و سيصل الامر الى حد النعذيبو بدل ان يتمكن من اطلاق اقربائه الاربعين سيصبح هو المعتقل الواحد و اربعين.ونجحت الخدعة ففي تلك الليلة ادلى ابراهيم بمعلومات قيمة ارشدت الجيش الامريكي الى مكان اختباء صدام حسين.
انتهى المقال المتصرف فيه وامل انه اعجبكم:
كيف تعترف بدون تعذيب (امثلة حية)
السلام عليكم
هذا تقرير صحفي تصرفت فيه لانه طويل وهو بقلم بوبي غوشنشر في مجلة تايم الامريكية و ترجمه حمد بن عبد العزيز العيسى وهو كاتب و مترجم سعودي مقيم بالمغرب لينشره في جريدة المساء المغربية.
لقد ترجمت هذا المقال لانه يؤكد فعالية طرق التحقيق السيكولوجية الناعمة بدل طرق التعذيب العنيفة لاستجواب الارهابيين و انتزاع المعلومات منهمو هذا الفن هو الذي ينقص رجال الامن في بلداننا العربية التي ابتليت بالارهاب.
التقديم و الاقواس هي للمترجم.
اكثر الاستجوابات نجاحا مع ارهابيي القاعدة التي قام بها المحققون الامريكيون لم تحتج الى ممارسة طرق تعذيب مثل الحرمان من النوم او الحبس الانفرادي او الايهام بالغرق.(اايهام بالغرق هي طريقة تعود الى ايام محاكم التفتيش باسبانيا.و يتم عبر غمر وجه المعتقل بالماء بواسطة جهاز خاص و بسيط.وجعله يتوهم بانه يغرق و يستغرق هذا الاسلوب تقريبا 20 دقيقة لكنه يترك اثارا نفسية و عقلية مدمرة على المعتقل)و ساعطي امثلة حية لمثل هذه الاستجوابات.
ابو جندل حارس بن لادن
ابو جندل كان موجودا في سجن يمني عندما وصل اليه محققان هما 'صوفان'من'الا بي أي' و'ماكفادن' من الان سي أي اس'
لكي يستجوباه بعد اسبوع من هجماة 11 سبتمبر.فقد كان الامريكيون يرغبون في منح المشككين ادلة دامغة على تورط القاعدة في الهجمات و خصوصا الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الذي لم تكن أي عملية امريكية للتم في افغانستان بدون دعمه اضافة الى ان الاستخبارات الامريكية كانت في حاجة الى فهم افضل لهيكلية القاعدة و قد كان"ابو جندل"المصدر المناسب لهذه المعلومات.
هذا اليمني المدعو ابو جندل كان حارس بن لادن الشخصي و لديه ثقة بن لادن الكاملة لاطلاق رصاصة في راسه ان قبض عليه الامريكيون.
لم تكن في نية ابو جندل ان يتعاون مع الامريكيين اذ رفض مجرد النظر اليهماو بدل ان يؤكد ان القاعدة لها يد في هجمات 11 /9 كان يصر على ان الموساد الاسرائيلي هو من نفذها.فكيف استخلصا منه المعلومات بدون تعذيبه ??
عندما ذهب او جندجل الى المرحاض(اعزكم الله)لاحظ المحققان انه لم يلمس الكعك المحلى الذي قدم اليه مع الشاي و تقصى صوفان الامر ليعرف ان ابا جندل يعاني من مرض السكريو في الاجتماع التالي قدم اليه كعكى بدون سكرو كانت لمسة انسانية لينت سلوك ابا جندل العدواني الشرس.يقول صوفان لقد اضهرنا لهالاحترام و التقدير عبر هذه اللمسة الانسانيةو لهذا بدا يتحدث معنا لاول مرة.لقد احتاج الامر بضعة اسئلة و مكر من المحققين لكي يبوح ابو جندل بمعلومات خطيرة بينها هويات سبعة من منفذي الهجمات.لقد كان الكعك المحلى نقطة التحول الرئيسية التي جعلت ابا جندل يفكر ان الامريكيين بشر مثله و ليسوا وحوشا.ثم اعطياه جريدة محلية كان عنوانها المزيف اكثر من 200 يمني قتلوا في هجمات سبتمبر ابو جندل حينها وافقهم انها جريمة مرعبة (الغبي لم يدرك ان امريكا التي وصلت الى لقمر في القرن الماضي بامكانها طبع جريدة مزيفة واحدة في هذا القرن) ثم بعد ذلك انهار ابو جندل و بدا يسرب المعلومات و اعترف بدون ان يدرك ان القاعدة هي المسؤولة عن هجمات سبتمبر.
بعض اكثر الاساليب استعمالا هي الاساليب العاطفية و فيها قد يثني المحققون على غرور المعتقل او او يتملقونه عن طريق مدح احدى صفاته او على العكس قد يحتقرونه مما يجبره على الدفاع عن نفسه فيعترف بدون ان يدرك.
الزرقاوي
الكساندر محقق امريكي في العراق افضت جهوده الى العثور على الزرقاوي و قتله. يقول كنت استعمل دائما حيلا لاتوجد في نظام الجيش لكن يعرفها أي شرطي مثلاعندما تحضر اثنين من المعتقلين تاخذهما الى غرفتين منفصلتين و تعرض صفقة مع اول من يعترف.
فالكذب و الخداع وسيلتان مهمتان.الكساندر كان يستجوب احد المتمردين فتكلم المتمرد عن زوجته المسرفة ليخبره الكساندر انه يتعالطف معه لان زوجته مبذرة ايضا فالتحم الرجلان حول هذه المعاناة المشتركة و لم يدرك المعتقل انه خدع لان الكساندر في الحقيقة اعزب.
الكساندر يقول ان على المحقق ان يعرف دوافع المعتقل.ففي ربيع 2006 كان يستجوب امام مسجد سنيا يعتقد انه عميل للقاعدة في العراق التي كان يقودها الزرقاوي انذاك.كان الامام يبارك الانتحاريين قبل ذهابهم فكانت اولى كلمات الامام لالكساندر.لو كانت معي سكين لذبحتك.فساله الكساندر بلطف عن السببفرد الامام ان الغزو الامريكي مكن ميليشيات الشيعة من طرد عائلته من منزلها واصبح يشعر بالاهانة و القهر و لذلك انضم الى المتمردين.فاجابه الكساندر بمكر استمع الي جيدا انا امريكي واريد ان اعتذر بصدق عن اخطائنا الكثيرة في بلدكم عندها بكى الامام واسح المجال ليتعاون وع بعض العبارات الماكرة باح الامام بمكان امن يسكنه انتحاريون فادى اقتحام المنزل الى ايجاد عميل للقاعدة دل الامريكيين على مكان اختباء الزرقاوي.
صدام حسين
خلال غزو العراق تعود المحقق مادوكس على استجواب المتمردين في اماكن اعتقالهم بسرعة فائقة و كلن هذفه انتزاع المعلومات بسرعة هن اماكن المتمردين الاخرين المختبئين في الجوار فكان يقول للمعتقل فور معرفة رفاقك باعتقالك سيفترضضون انك ابلغت عنهم (وسيهربون فورا)لذلك ان اردت مساعدة نفسك(والحصول على صفقة)فيجب ان تخبرني بسرعة لانك بعد ساعة او ساعتين لن تكون لديك أي معلومات مفيدة او قيمة.وقادت هذه الحيلة الماكرة مادوكس الى اهم و اسعد ساعة له في العراق ففي اليوم الاخير لخدمته هناك وقبل ساعتين فقط من اقلاع طائرته من بغدادبدا في استجواب محمد ابراهيم وهو قائد بعثي متوسط الاهمية ولكنه معروف بقربه من صدام واكن له 40 معتقلا من اقربائه و اصدقائه في العراق ولمدة ساعة و نصف حاول مادوكس اقناعه بالاعترافو في الاخير قال له مادوكس انه يجب ان يتكلم بسرعة لان صدام قد يغير مكانه و يصبح(محمد ابراهيم) عديم الفائدة.وانه عندما سيركب المحقق الطائرة لن يستطيع ابراهيم مساعدة المقربين منه المكعتقلينو سيجعله الجنود اضحوكة و سيصل الامر الى حد النعذيبو بدل ان يتمكن من اطلاق اقربائه الاربعين سيصبح هو المعتقل الواحد و اربعين.ونجحت الخدعة ففي تلك الليلة ادلى ابراهيم بمعلومات قيمة ارشدت الجيش الامريكي الى مكان اختباء صدام حسين.
انتهى المقال المتصرف فيه وامل انه اعجبكم: