سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر للشيخ سالم العجمي
سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر
line.gif

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله و صحبه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد..
فإن من المعلوم أن الحق والباطل لا زالا في صراع منذ قيام الدنيا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وإن في قصص الزمان عبرة للمعتبر وعظة للمتعظ، وحريٌّ بالمرء أن يطلع على قصص التاريخ فإن فيها دروسا وعبرا وعظات.
وإننا في هذه الكلمات نريد أن نتكلم حول سقوط الدولة العباسية، تلك الدولة العظيمة التي عمّرت ردحاً من الزمن وكان سقوطها عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين، وهذه هي سنة الله جل وعلا في خلقه، قال سبحانه وتعالى: {حتى إذا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظن أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قـدِرُونَ عَلِيْهَآ أَتاها أَمْـرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْناهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْن بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نفصلُ الآيات ِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ}(1).
وقال نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: "حقٌ على الله ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه"(2).
ولكن الذي يتأمل هذه القصة يعلم علم اليقين أنها مأساة، وأنها ليست بقصة تذكر وتمر، فهي قصة ولكنها في الحقيقة غصة في حلق التاريخ، ويندى لها جبين البشرية، وتتصدع لهولها الجبال الراسيات، وعقت الأيام والليالي أن تلد مثلها.
فإن الذي يتأمل فيها يجد محناً وويلات جُرت على الأمة الإسلامية بسبب غفلة وحسن ظن وطيب نية، استغلها من في قلبه حقد ودغل على الإسلام وأهله وقد بات في خلده حلم لا يغيب يتمثل بتغيير الواقع المنير إلى واقع مظلم بئيس.
إن الدولة الإسلامية منذ قيام دولة بني العباس قد دب فيها التفرق والاختلاف، فحين خرج أبو العباس السفاح على دولة بني أمية فرَّ عبد الرحمن الداخل -رحمه الله- وأقام دولة بني أمية في بلاد الأندلس، وهذا هو بداية التفرق، على أن حصول التفرق في الأمة الإسلامية منذ ذلك التاريخ كان على مراحل، وكلما تقدم الزمن كان يظهر التفرق جليا واضحاً، ففي البداية كان هناك دولة بني العباس ودولة بني أمية الثانية التي أقامها عبد الرحمن الداخل، وبعد ذلك بدأت تخرج تلك الدويلات، فظهرت دولة خوارزم، ودولة السلاجقة، والدولة الأيوبية، ودولة العبيديين الفاطميين الرافضة في مصر، وهكذا، ولكن هذا التفرق كما ذُكر جاء على مراحل.
وفي عام 616هـ كان ظهور التتار وهم الذين سقطت الدولة العباسية على أيديهم، وواكب ذلك أن دولة بني العباس في هذا التاريخ كانت دولة ضعيفة بالنسبة لما قبلها، فقد كانت سيطرتها الفعلية فقط على بغداد ونواحي بغداد، وكانت الدويلات الصغيرة التي ذُكِرَت وغيرها قد انتشرت في العالم الإسلامي.
في عام 616هـ كان الحاكم للدولة العباسية الناصر، والناصر هذا كان أطول بني عباس مدة، فقد حكم من عام 575هـ إلى عام 633هـ، وقد ذُكر من سيرته أنه كان شحيحا، وقد وضع المكوس التي أثقلت كاهل الأمة ومن ولاه الله عليهم، وقد بقي في الخلافة إلى سنة 622هـ ثم خلفه بعده ابنه الظاهر، والظاهر -رحمه الله- كان عدلاً حسن السيرة مع من ولاه الله عليهم، وكان وقوراً ديناً عاقلاً وهو أسن بني العباس من ناحية الحكم، فقد كان عمره حين تولى الخلافة اثنين وخمسين عاماً، وقيل فيه من ناحية العدل والإحسان أنه لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز أعدل منه لو طالت مدته، فإنه لم تمض عليه بعد توليه الخلافة تسعة أشهر حتى توفي رحمه الله.
ثم خلفه بعده ابنه المستنصر والذي تولى الخلافة من عام 623هـ حتى عام 640هـ، وكان كأبيه كثير الصدقة، محسنا إلى الرعية، كثير النفقات على المحاويج والعلماء، ولم تزل الخلافة له حتى توفاه الله في عام 640هـ فتولى الخلافة بعده ابنه المستعصم بالله وهو الذي زالت الدولة العباسية على يديه .
ما هي قصة مجيء التتار؟ ومن أين جاؤوا؟
التتار كانوا يسكنون في جبال طغماج في الصين وقد عبروا نهر ديجون إلى دولة الإسلام بصحبة حاكمهم جنكيزخان، وقصة هذا العبور أن جنكيزخان بعث تجاراً له إلى دولة شاه خوارزم ليشتروا له بعض الملابس ويتبضعوا له من هناك. فلما وصلوا إلى تلك السلطنة -وكان خوارزم في الخارج- أرسل إليه نائب السلطنة بمجيء هؤلاء التجار من طرف جنكيزخان وأن معهم أموالاً كثيرة فلم يحسن شاه خوارزم التصرف فأمر بقتلهم و مصادرة الأموال.
يقول المؤرخون: أنه بتصرفه هذا كان هو السبب في مجيء التتار إلى أمة الإسلام، فبسبب ذلك غضب جنكيزخان، وأرسل يتهدد شاه خوارزم، ثم عبر التتار على إثر ذلك نهر ديجون قادمين إلى بلاد خوارزم، فلما أقبلوا على شاه خوارزم حدث بينهم وبينه قتال عظيم، والدولة الخوارزمية كانت دولة عتية وقوية، فحصل بينهم قتال شديد حتى قتل من الفريقين خلق كثير، حتى أن الخيول كانت تتزحلق في الدماء، وكان جملة من قتل من المسلمين عشرين ألفاً ومن التتار أضعاف ذلك، وبعد ذلك تحاجز الفريقان وتولى كل منهم إلى بلاده ورجع شاه خوارزم وأصحابه إلى بخارى وسمرقند.
ثم جاء جنكيزخان فحاصر سمرقند وبخارى، فطلب أهلها منه الأمان فأمَّنهم غدراً وخيانة وخديعة، فأحسن فيهم السيرة، وامتنعت عليه القلعة التي تحصن بها بعض من كان في تلك البلاد فحاصرها واستعمل أهل البلاد بأنفسهم لدفنها من أجل أن يفتح تلك القلعة، ولما فتحت تلك القلعة عاد إلى بلاد بخارى وسمرقند وصادر أموال تجارها وأباحها لجنده فقتلوا من أهلها خلقا لا يحصيه إلا الله جل وعلا، وأسروا الذرية والنساء وفعلوا بهن الفواحش بحضرة أهليهن، فمن الناس من قاتل دون أهله حتى قُتل، ومنهم من أسر فعذب بأنواع العذاب.
وكثر البكاء والضجيج في البلد، ثم ألقت التتار النار في دور بخارى ومدارسها ومساجدها فاحترقت حتى صارت بلاقع خاوية على عروشها.
وفي هذا العام أيضا كان القتال ناشب بين الفرنج وأهل الإسلام، فعدى الفرنج على مدينة دمياط ودخلوها بالأمان، حيث أمنوا أهلها ثم غدروا بهم بعد ذلك وقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال، وفجروا بالنساء، وبعثوا بمنبر الجامع والمصاحف ورؤوس القتلى إلى الجزائر وجعلوا الجامع كنيسة وهذه ثمرة من ثمرات التفرق.
ثم دخلت سنة 617هـ، وفي هذه السنة عم البلاء الفعلي بجنكيزخان ومن معه واستفحل أمرهم وامتد فسادهم من أقصى بلاد الصين إلى أن وصلوا بلاد العراق ومن حولها، فكانوا إذا دخلوا بلداً خربوا المنازل وقتلوا النساء والرجال، وفجروا بالنساء وقتلوا الأطفال، وكانوا يأخذون الأسرى من المسلمين فيقاتلون بهم ويحاصرون بهم، وإن لم ينصحوا بالقتال قتلوهم، حتى إنهم كانوا يجعلون المسلمين كحائط صد في قتالهم، حتى إذا وقع القتل، وقع في المسلمين.
وقد عظمت بهم المصيبة في بلاد الإسلام فكانوا يشقون بطون الحوامل ويقتلون الأجنة، ولم يكن لهذه الأحداث التي فعلها التتار مثيل فقد استطار شررها في جميع بلاد الإسلام وما تركوا قرية من قرى الإسلام في ذلك الوقت إلا دخلوها ذهبوا إلى الري وبلاد الجبل، وذهبوا إلى همادان، وكانت هذه سيرتهم. والمصيبة العظيمة أن التتار قد نشروا الرعب والخوف في قلوب الناس.
كانوا قد جاءوا إلى أذربيجان فقتلوا من أهلها خلقا كثيرا وجما غفيرا وحرّقوها وأيضا كانوا يفجرون بالنساء ثم يقتلونهم ويشقون بطونهم عن الأجنة، وقصدوا مدينة مرو واستنـزلوا نائبها خديعة، ثم غدروا به وبأهل البلد فقتلوهم وغنموهم وسبوهم وعاقبوهم بأنواع العذاب، حتى قيل إنهم قتلوا منهم في يوم واحد سبعمائة ألف إنسان، ثم ساروا إلى نيسابور وفعلوا نفس الفعل.
ثم استمر حالهم على تلك الأفعال منذ ذلك الزمان وحتى سنة 624هـوفي هذه السنة أرسلت الإسماعيلية من الرافضة إلى التتار تخبرهم بأحوال المسلمين، وكانوا من أكبر العون على المسلمين لما قدم التتار إلى الناس، بل إنهم كانوا كما يقول أهل التاريخ أضر على المسلمين من التتار،واستمر الحال على نفس الصورة في القتل والنهب والسبي وشق البطون وقتل الأجنة إلى سنه 628هـ وهنا خرجت طائفة من التتار مره أخرى من بلاد ما وراء النهر، وكان سبب قدومهم أيضا أن الإسماعيلية كتبوا إليهم يخبرونهم بضعف أمر جلال الدين ابن خوارزم شاه، وهنا جاءت التتار وتمكنت من الناس في سائر البلاد لا يجدون من يمنعهم ولا من يردعهم، وقد ألقى الله تعالى الوهن والضعف في قلوب الناس منهم.
كانوا كثيرا ما يقتلون الناس فيقول المسلم: لا بالله لا بالله، فكانوا يلعبون على الخيل ويغنون -يحاكون الناس لابالله لابالله- وهذه طامة عظمى وداهية كبرى. وعلى الرغم من هذا كله إلا أن القتال إلى ذلك الوقت لم يكن قريبا من خلافة بني العباس.
ثم دخل عام 640هـ، وهنا تولى المستعصم بالله -رحمه الله- الخلافة، وكان عمره آنذاك ثلاثين سنة، وقد حفظ القرآن في شبيبته، وأتقن العربية والخط الحسن، وله غير ذلك من الفضائل فقد كان يكثر التلاوة ويحسن الأداء طيب الصوت يظهر عليه خشوع و إنابة، كما ذكر من سيرته وكان مشهوراً بالخير مقتديا بأبيه المستنصر وقد سارت الأمور في أيامه على السداد والاستقامة، إلى أن جاء عام 656هـ وكان فيه سقوط الدولة العباسية وانتهاء عصرها وأفول شمسها بعد أن استمرت ردحا من الزمن، وكما قال القائل:
لكل شي إذا مـا تم نُقصــان فلا يغر بطيب العيش إنســان
هي الأمور كمـا شاهدتها دول من سره زمـن سـاءته أزمان
وهذه الدار لا تبقـي على أحد ولا يدوم على حـال لها شان
وقد كان لهذا السقوط قصة، وأي قصة؟؟
هذه القصة كانت قصة دامية بحق، وقد جرَّت على الأمة الإسلامية كثيرا من الويلات، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}(3)، والسعيد من أخذ من قصص الزمان عبرة وعظة له.
يذكر أهل التاريخ أن المستنصر -والد المستعصم- رحمه الله كان ذا همة عالية، وشجاعة وافرة، ونفس أبية، وعنده إقدام عظيم، وقد استخدم جيوشاً كثيرةً وعساكر عظيمة في الخلافة، كما كان له أخ يُعرف بالخفاجي رحمه الله، كان يزيد عليه بالشجاعة والإقدام، وقد ذُكر عنه أنه كان يقول: إن ملّكني الله الأرض لأعبرن بالجيوش نهر ديجون، وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم.
فلما توفي المستنصر فضّل أكابر الأمراء ممن كانوا بعده أن يعّين المستعصم، لأنهم خافوا من إقدام الخفاجي، وعلموا في المستعصم ضعف رأيه وانقياده لهم فأرادوا أن تكون لهم الكبرياء فأقاموه خلفا للمستنصر.
ومع الأسف الشديد بداية الطامة والمصيبة العظمى التي أدت إلى سقوط دولة بني العباس، أن الخليفة المستعصم بالله- غفر الله له- قد اتخذ وزيراً خبيثاً رافضي المذهب يقال له: ابن العلقمي وذلك في عام 642هـ، وابن العلقمي هذا قد حبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر، ولم يعصم المستعصم بالله في وزارته، ولم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة، وكان ابن العلقمي معادياً للأمير أبي بكر ابن الخليفة وأصحابه، لأن أبا بكر كان من أهل السنة، وقد نهب الكرخ ومحلة الرافضة في بغداد، حين سمع عن الروافض أنهم قد تعرضوا لأهل السنة بالأذى، والمتأمل في التاريخ يجد أن الروافض لم تمض سنة من السنوات إلا ويكيدون لأهل السنة مئات المكائد.
فلما دخل أبو بكر -ابن المستعصم- ومن معه فعلوا بالروافض أمورا عظيمة، ونهبوا دور قرابات ابن العلقمي، وقد حدث ذلك عام 555هـ، وحينذاك فقد تملك الحقد من ابن العلقمي، وأضمر في نفسه الغل، واشتد حنقه على أهل الإسلام، وكان مما أهاجه على تدبير أكبر مكيدة على الإسلام مما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه، منذ أن بنيت بغداد وحتى وقوع هذه الحادثة، وكتب الوزير ابن العلقمي إلى الخليفة بإربل وهو تاج الدين محمد بن صلايا -وهو أيضاً رافضي- رسالة يقول فيها: "نُهب الكرخ المكرم والعترة العلوية، وقد عزموا لا أتم الله عزمهم -أي أهل السنة- ولا أنفذ أمرهم على نهب الحلة والنيل، بل سولت لهم أنفسهم أمراً فصبر جميل، والخادم قد أسلف الإنذار وعجل لهم الأعذار، فلا بد من الشنيعة بعد قتل جميع الشيعة، وإحراق كتب الوسيلة والذريعة، فكن لما نقول سميعا وإلا جرعناك الحمام تجريعا، ولآتينَّهم بجنود لا قبل لهم بها و لأخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون".
فاجتهد ابن العلقمي في إعداد المخططات والمكائد، حتى إنه كان يبذل كل ما في وسعه لصرف جيوش الدولة العباسية، وإسقاط أسهمهم من الديوان، فقد بلغت العساكر في آخر أيام المستنصر -والد المستعصم- قريبا من مائة ألف مقاتل من الأمراء، وممن هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فما زال يجتهد ابن العلقمي في تقليلهم ويسول للخليفة؛ بحجة تقليل النفقات وحجج أخرى واهية، حتى إنه لم يبق في زمان المستعصم سوى عشرة آلاف.
تأمل! من مائة ألف إلى عشرة آلاف!
خلافة إسلامية ولها عشرة آلاف جندي؟ كيف يستقيم هذا؟ وكيف يصنعون في مواجهة الأعداء والتتار يبلغون الأعداد الهائلة؟
ثم بعد ذلك كاتب ابن العلقمي التتار، وأطمعهم في البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك طمعا في أن يزيل السنّة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضية، ويقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتين، وكما قيل:
كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين
ثم استهلت سنة656هـ، وجنود التتار كانوا قد نازلوا بغداد، وجاءت إليهم إمدادات صاحب الموصل يساعدونهم -ومع الأسف الشديد- على البغاددة!
لماذا؟؟
كل ذلك خوفا من التتار، فصاحب الموصل خاف على حكمه فساعد التتار على إخوانه من البغاددة، فعل ذلك مصانعة للتتريين قبحهم الله جميعا.
وعند ذلك سترت بغداد، ونصبت عليها المجانيق وغيرها من آلات الممانعة، ولكن لا راد لما قدر الله {إِنّ أَجَلَ الّلهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ}(4)، فقد أحاطت التتار ببغداد، وبدار الخلافة بالذات، يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية بين يدي أمير المؤمنين المستعصم، وكان قائد التتار ذلك الوقت هو هولاكو، فقد ذهب زمن جنكيزخان.
وقد كان زمن قدومه بجنوده كلها -وهم نحو مائتي ألف مقاتل إلى بغداد في ثاني عشر المحرم من تلك السنة، وكان هولاكو شديد الحنق بسبب ما كان قد تقدم من الأمر الذي قدره الله وقضاه، وذلك أن هولاكو لما كان أول بروزه من همادان كان متوجها إلى العراق، فأشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة أن يبعث له بالهدايا السنِيّة، ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم في دار الخلافة، وأشار بعض أصحاب الخليفة عليه أن يبعث له شيئاً يسيرا، فأرسل إلى هولاكو بشيء يسير من الهدايا، فلما بلغته تلك الهدايا غضب ورآها شيئاً حقيراً، وأرسل إلى الخليفة يطالبه أن يبعث له من أشار عليه بإرسال تلك الهدايا الحقيرة التي لا تليق بمقامه، فلم يفعل الخليفة ذلك ولا بالى به حتى جاء الوقت ووصل هولاكو ومن معه إلى بغداد بتلك الجنود الكثيرة التي لا تحصى عدداً، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم بقية الجيش، قد صُرفوا عن استقطاعاتهم التي يُعطون إياها، بل ويذكر أهل التاريخ أن بعضهم صار يستجدي في الأسواق وأبواب المساجد، وصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات، ومنهم من يكاري على فرسه، ليصلوا إلى ما يتقوتون به.
حتى أنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم، ويحزنون على الإسلام وأهله.
فتأمل ما آل إليه الحال؟! من غاية في الضعف والذلة بسبب مشورة وزير السوء الرافضي ابن العلقمي.
ولهذا كان أول من برز إلى التتار عندما قدموا بغداد هو ابن العلقمي، وقد أشار على الخليفة بمصانعتهم، وقال: أخرج أنا إليهم في تقدير الصلح وتقريره، فخرج وتوثق لنفسه من التتار، ثم رجع إلى المستعصم وقال: إن السلطان يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب في أن يزوج ابنته بابنك الأمير أبي بكر، ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطنته، ولا يُؤثر إلا أن تكون الطاعة له، وينصرف عنك بجيوشه، وقال له من باب إظهار الصورة الحسنة عند الخليفة، فيا مولانا أمير المؤمنين ليتك تفعل هذا، فإن فيه حقن دماء المسلمين، وبعد ذلك يمكننا أن نفعل ما نريد، ثم عاد وأشار على الخليفة بالخروج إلى هولاكو، وأن يمثل الخليفة العباسي بين يدي هولاكو لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق للخليفة العباسي المستعصم بالله، والنصف الآخر لهولاكو.
فخرج الخليفة المستعصم بالله في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء ورؤوس الأمراء والأعيان، وذلك بمشورة من ابن العلقمي الذي ما أراد بهم خيراً، فلما اقتربوا من منـزل السلطان هولاكو، حجبوهم عن الخليفة وقتلوا عن آخرهم، ولم يبق مع الخليفة إلا سبعة عشر نفساً، وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة، فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد وفي صحبته خوجة نصير الطوسي الرافضي والوزير بن العلقمي، وقد أُحضر من دار الخليفة شيئا كثيرا من الذهب والحلي والجواهر والأشياء النفيسة.
ثم أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن يصالح الخليفة، فقال الوزير ابن العلقمي -لكيده ومكره وحقده على الإسلام وأهله- متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر إلا عاماً أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، فحسّن لهولاكو قتل الخليفة، فلما عاد الخليفة لهولاكو أمر بقتله، وقيل إن من أشار بقتل الخليفة الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الطوسي وكلاهما رافضي، وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه ليكون في خدمته كالوزير المشير.
تأمّل!
لما قدم الخليفة إلى هولاكو تهيب من قتله لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما تهيب من ذلك -رغم جبروته وطغيانه- هوّن عليه الطوسي الرافضي والوزير بن العلقمي ذلك فقتلوه، قيل إنه خنق خنقا، وقيل إنه أغرق وسبحان الله: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكَ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وََتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(5). فباءوا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد في بلاده، ثم بعد ذلك مالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والشيوخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقنا الوسخ، وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب، فيفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعلى الأماكن فيقتلونهم بالأسطح حتى تجري الميازيب من الدماء في الشوارع، وكذلك كانوا يدخلون عليهم في المساجد والجوامع، ولم ينجُ منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إلى اليهود والنصارى! وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي!، وكذلك طائفة من التجار أخذوا لهم أمان بما بذلوا عليه أموال جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم.
وعادت بغداد -بعد أن كانت آنس المدن كلها- خرابا، ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وصدق فيهم قول القائل:
ودارت على الإسلام أكبـر فتنـة وسلت سيوف البغي من كل غادر
وذُلّت رقـاب من رجال أعـزة وكانوا على الإسـلام أهل تناصر
وأضحى بنو الإسلام في كل مأزق تزورهموا غرثى السبـاع الضوامر
وهتـّك سـتر للحرائر جهـرة بأيدي غواة مـن بوادٍ وحاضـر
وجاءوا من الفحشاء مالا يعده لبيـبٌ ولا يحصيه نظم لشـاعر
وبات الأيامى في الشتاء شواعثا يبكّين أزواجا وخيـر العشائـر
وشتت شمل الدين وانبتّ حبله وصار مضـاعاً بين شر العساكر
وقد اختلف في عدد القتلى ممن مات ببغداد من المسلمين في هذه الواقعة، فقيل ثمانمائة ألف، وقيل مليون، وقيل بلغ القتلى مليونين، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان دخول التتار إلى البلاد في أواخر محرم، ومازال السيف يقتل أهلها أربعين يوما، وكان قتل الخليفة المستعصم بالله يوم الأربعاء رابع عشر من شهر صفر، وعفي قبره ولم يعرف، وقُتِل معه ولده الأكبر أحمد وولده الأوسط، وأسر ولده الأصغر مبارك، وأسرت أخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم، وأسر من دار الخلافة من الأبكار ما يقارب ألف بكر فيما قيل، والله أعلم.
وكان الرجل من بني العباس يُستدعى به من دار الخلافة، فيخرج بأولاده ونسائه فيُذهب به إلى مقبرة الخلاّل، فيذبح كما تُذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه.
فتأمل غاية الذلة والمهانة الذي تسبب به وزير السوء ابن العلقمي، وصدق قول القائل في حالهم آنذاك في تفرقهم وتشتتهم:
يا رُبَّ أم وطفـل حيـل بينهـما كما تفـرق أرواح وأبـــدان
وطفلة مثل عين الشمس إذ طلعت كأنمـــا هي ياقوت ومرجان
يقودها العـلج للمـكروه مكرهة والعين باكية والقلـب حيـران
وكان يومـاً عظيماً من كثرة البكاء من الرجال والنساء والولدان، فتفرقوا وتمزقوا كل ممزق، واقتسم أولئك التتار النساء، وارتكبوا معهن الفواحش، والناس ينظرون ويبكون ولا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم شيئا مما نزل بهم، وأضحت البلاد خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس، وقُتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن وتعطلت المساجد والجماعات و الجمعات مدة شهور ببغداد.
وأراد الوزير ابن العلقمي الرافضي قبحه الله ولعنه أن يعطل المدارس والمساجد، ويرفع المشاهد والقبور والأضرحة لمن يزعم أنهم أولياء، ويجعل بغداد مجالا للرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون بها علمهم، والحمد لله أنّ الله لم يقدره على ذلك، بل أزال نعمته عنه وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة المؤلمة وأتبعه بولده.
ولما انقضى الأمر المقدر، وانقضت الأربعون يوما، بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس!..
كأنْ لم يكنْ بين الحجونِ إلى الصفا أنيـسٌ ولم يسمـر بمكـة سـامر
وأصبح القتلى في الطرقات كأنهم التلول، وقد سقط عليهم المطر، فتغيرت صورهم، وأنتنت جيفهم، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد، حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد غير بغداد فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم بعد ذلك نودي ببغداد بالأمان فخرج من تحت الأرض من كان بالمطامن والمقابر، كأنهم الموتى إذا نُبشوا من قبورهم وقد أنكر بعضهم بعضا فلا يعرف الوالد ولده، ولا الأخ أخاه!! ولا يُستغرب ذلك، فأربعون يوما وهم مدفونون تحت الأرض، والله المستعان.
ثم بعد ذلك أخذهم الوباء الشديد، فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من شدة الأمراض والوباء، واجتمعوا تحت الثرى، بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى.
فجائع الدهــر أنواع منوعــة وللزمان مسرات وأحــــزان
وللحـوادث سلـوان يهونهــا ومـا لمـا حل بالإسلام سلـوان
وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو قاتله الله عن بغداد، في جمادى الأولى من هذه السنة، رحل إلى مقر ملكه، وفوض أمر بغداد إلى الأمين علي بهادر وإلى الوزير الرافضي بن العلقمي الذي لم يمهله الله ولا أهمله، بل أخذه أخذ عزيز مقتدر، فمات جهدا وغما وحزنا وندما، إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.
وقد كان رافضيا خبيثا رديء الطوية على الإسلام وأهله، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة في أيام المستعصم ما لم يحصل لغيره من الوزراء، إلا أنه مالأَ الكفار على الإسلام وأهله، وكان نتيجة فعله ما حل بالإسلام وأهله مما تقدم ذكره، ثم حصل له بعد ذلك من الإهانة والذل على أيدي التتار الذين مالأهم، وزال عنه ستر الله، وذاق الخزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة إن شاء الله أخزى وأشد.
وقد رأته امرأة ذات يوم وهو في الذل والهوان، وهو راكب في أيام التتار على برذون وهو مرسّم عليه، وسائق يسوق به ويضرب فرسه، فوقفت إلى جانبه، وقالت: يا ابن العلقمي أهكذا كان بنوا العباس يعاملونك؟؟!
فوقعت كلمتها في قلبه، وانقطع في داره إلى أن مات كمدا وغبينة وضيقا، وقلة وذلة، ودفن بعد ذلك في قبور الروافض، وقد سمع بأذنيه، ورأى بعينيه من الإهانة والذل على أيدي التتار والمسلمين مالا يحد ولا يوصف.
إخواني: إن هذه القصة تذكر لنا تلك المأساة العظيمة التي تسبب بها وزير السوء ابن العلقمي في سقوط تلك الدولة الفتية دولة بني العباس، التي كان تدين لها مشارق الأرض ومغاربها بالولاء والطاعة، ثم تمالأ عليها إلى أن أسقطها حقدا وضغينة للإسلام وأهله.
إنها حقاً قصة مؤلمة، فإن هذه الدولة لم تنته نهاية على عاديّة، أو زالت من غير ضحايا إنما زالت وخلفت جروحا لا تزول من القلوب..
يؤرقـني حنـينٌ وادّكــــارُ وقــد خلـت المرابـع والديارُ
تناءى الظـاعنون ولـي فــؤاد يسير مع الهـوادج حيـث ساروا
حنيــن مثلما شـــاء التنائي وشـــــوق كلما بعد المزارُ
وليلي بعد بينهمــوا طويــل فأين مضــت لياليّ القصـــارُ
وقد حكم السهاد على جفــوني تســـاوى الليل عندي والنهارُ
سهادي بعد نأيهمـوا كثـــير ونومي بعدمــــا رحلوا غرارُ
فمن ذا يستعير لنا عيونـــــا تنــام وهل تـرى عينا تُعــارُ؟!
فـلا ليلي له صبح منـــــير ولا وجدي يقـــــال له عثارُ
وكم من قائل والحي غـــــادٍ يحـجّب ظعنه النقـــــع المثارُ
وقوفـك في الديـــار وأنت حي وقـد رحل الخليـــط عليك عارُ
ولكن العاقل هو الذي يستفيد من دروس الزمان، والقصص التي تجري على الإنسان في حياته.
وهذه القصة لها فوائد:
منها: الاستفادة من قصص التاريخ، حيث يجب على الإنسان أن يعي قصص التاريخ ويدرسها، حتى لا يقع في الخطأ الذي وقع فيه غيره، وحتى لا يكون ضحية مؤامرة قد وقع مثلها في سالف الأزمان، وهذه سنة الله جل وعلا أن تتكرر الوقائع والأحداث وصاحب البصيرة هو الذي يقلب التاريخ.
ولذا فالواجب على المؤرخين والعقلاء، وولاة الأمور الذين ولاهم الله سبحانه وتعالى على الناس أن يطلعوا على قصص التاريخ، ويعرفوا مكائد العدو، حتى لا يُدخل عليهم من حيث لا يشعرون.
ومنها: الحذر من تقريب العدو وإبعاد الصديق، ويقال إن سقوط دولة بني أمية كان سببه أنهم أبعدوا الصديق لأنهم قد أمنوا جانبه، وقربوا العدو واتخذوه صديقاً حتى يأمنوا شره!!
فما الذي حدث؟!
بقي العدو على عداوته وازداد عداوة وتمكينا، وأصبح الصديق عدواً.
لم؟
لأن الصديق إذا حرمته، ولم يجد منك وداً ولا مكانة، لعله لا يصبر فينقلب إلى عدو، وهذه فائدة مهمة ودرس مهم، ولذلك إذا وُجد الصديق يجب أن يعطى المكانة التي تنبغي له، وإذا وجد الإنسان الذي يرى منه حرصه على الأمة وعلى سلامة الناس وعلى توجيههم التوجيه السليم أن يُتخذ صديقاً، وأن يُعطى قدره الذي ينبغي له.
ومن الفوائد: اتخاذ المعين الصالح والمستشار المؤتمن، ولذلك قال الإمام ابن حبان البستي: "رؤساء القوم أعظمهم هموماً، وأدومهم غموماً، وأشغلهم قلوباً، وأشهرهم عيوبا، وأكثرهم عدواً، وأشدهم أحزاناً، وأكثرهم في القيامة حساباً، وأشدهم -إن لم يعفو الله عنهم- عذابا، ومن أحسن ما يستعين به السلطان على أسبابه، اتخاذ وزير عفيف ناصح، فإن الوزير إذا غفل الأمير ذكره، وإذا ذكر أعانه، وإن سولت له نفسه سيئة صده، وإذا أراد طاعة نشّطه، فهو المحبب له إلى الناس، والمستجلب له دعاءهم".
وقال رحمه الله: "الواجب على السلطان قبل كل شيء أن يبدأ بتقوى الله، وإصلاح سريرته بينه وبين خالقه، ثم يتفكر فيما قلده الله من أمر إخوانه ورفعه عليهم، ليعلم أنه مسؤول عنهم في دق الأمور وجلها، ومحاسب على قليلها وكثيرها، ثم يتخذ وزيراً صالحاً عفيفاً نصوحاً، ولا يدوم مُلْكُ ملكٍ إلا بأعوان تطيعه، ولا يطيعه الأعوان إلا بوزير، ولا يتم له ذلك إلا أن يكون الوزير ودوداً نصوحاً، ولا يوجد ذلك من الوزير إلا بالعفاف والرأي، ولا يتم قوام هؤلاء إلا بالمال، ولا يوجد المال إلا بصلاح الرعية، ولا تصلح الرعية إلا بإقامة العدل، فكأن ثبات الملك لا يكون إلا بلزوم العدل، وزواله لا يكون إلا بمفارقته".
وقال بعض الكتّاب: "إن السلطان إذا كان صالحاً ووزراؤه وزراء سوء منعوا خيره، فلا يقدر أحد أن يدنو منه، ومثله في ذلك مثل الماء الطيب الذي فيه التماسيح، لا يقدر أحد أن يتناوله وإن كان إلى الماء محتاجاً، وإنما الملك زينته أن يكون جنده ووزراؤه ذوو صلاح، فيسددون أحوال الناس، وينظرون في صلاحهم".
وكان كسرى يُعرف بالحكمة، ومن أقواله: "إنما الملك بالأعوان".
ومن فوائد هذه القصة: أنه ينبغي تقوية جيش المسلمين، خصوصا إذا كانت تلك البلاد مما يخاف عليها المسلم، ويظنها بعد الله ملجأ إذا حدث أي حادث، ومما يجب حمايتها، فيجب تكثير الجيش والإغداق عليهم، وأذكر مثالاً: هذه دولة النمسا يقال إن عدد أهلها أربعة ملايين، ومع ذلك لا تطمع أكبر دولة أن تقتحمها. لم؟!
يقال: لأنهم يجندون مليوني شخص، كلهم مدربون على السلاح، ومتى احتيج لهم وجُدوا.
فيجب تقوية الجيش، ألا ترى أنّ ابن العلقمي عندما أراد تضعيف تلك الدولة العباسية أضعف الجيش وقللهم، وأشار على الحاكم بتقليل رواتبهم، وهذا يؤدي بالإنسان إلى الحقد، لأن من طبيعة الإنسان أنه متى أعطي أحب، ومتى مُنع بغض، إلا من رحمه الله ووفقه للعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولكن مع هذه الشبهات والشهوات، متى يعرف الإنسان هذا الحق؟
ولذلك يجد من أهل الشر من يدخل عليه مدخل سوء، ويسوّل له شراً، ولكن عندما يعطى يشكر النعمة، وقد قيل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهموا فطالما استعبد الإنسان إحســان
ومن الفوائد التي يستفيدها المسلم: معرفة منزلة الولاء والبراء، والولاء والبراء هو أوثق عرى الإيمان بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلوات ربي وسلامه عليه: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"(6).
كيف تعرف هذا الفرد معك أو عليك؟ إنما بالولاء للعقيدة الصحيحة، والبراء من العقيدة الباطلة، فيوالي أهل الإسلام وأهل التقوى، ويتبرأ من أهل الشر وأهل الضلال الذين يريدون في أمة الإسلام كيداً وضلالاً.
ومن الفوائد المهمة التي يستفيدها المسلم الذي يخاف على هذه الأمة الضياع: معرفة أحقاد أعداء الإسلام للإسلام وأهله، قال الله جل وعلا: {ما يَوَدُّ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِن رَّبِّكُمْ}(7)، وأكثر الناس شراً على أهل الإسلام وأهل السنة، هم أحفاد ابن العلقمي، وتأملوا في كتاب البداية والنهاية لابن كثير، سترون من بداية فتنة ابن سبأ إلى آخر حياة المؤلف، في كل زمن تظهر لهم مئات المكائد لأهل الإسلام.
ولذلك يجب على أهل الخير من الدعاة والمخلصين أن ينتبهوا لهذا غاية الانتباه، وأن يقربوا وجهات النظر، وأن يعلموا أن كثيراً من الأمور الإفسادية الموجودة، يجب أن تعالج بالحكمة وبالدليل الشرعي وبالنصيحة والهدوء وعدم الاستفزاز.
هذه الكلمات أبعثها رسالة لأهل الخير والمخلصين ممن ولاهم الله شأن المسلمين، سواءٌ كان حاكماً أو وزيراً أو متنفذاً، فإن هذه القصة التي ذكرت في سقوط دولة بني العباس إنما هو ربطُ واقعٍ قديم، بواقعٍ حاضر قد تؤدي الغفلة عنه إلى أن يتكرر ذلك الماضي المر الأليم حتى يكون واقعاً في أزماننا هذه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقي هذه الأمة كل شر، وأن ينجينا من مكائد الكائدين وأحقاد الحاقدين، وأن يسلمنا من مكائد أحفاد ابن العلقمي وأن يبصر ولاتنا بهم، وأن يوفقنا ويسددنا لصالح القول والعمل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

(1) سورة يونس: 24.
(2) رواه البخاري: 2660.
(3) سورة الأعراف: 176.
(4) سورة نوح الآية: 4.
(5) سورة آل عمران الآية: 26.
(6) رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني، سلسة الأحاديث الصحيحة 998.
(7) سورة البقرة، الآية: 105.


المصدر :
موقع الشيخ سالم العجمي
جزء التفريغات
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

وهذه القصة لها فوائد:
منها: الاستفادة من قصص التاريخ، حيث يجب على الإنسان أن يعي قصص التاريخ ويدرسها، حتى لا يقع في الخطأ الذي وقع فيه غيره، وحتى لا يكون ضحية مؤامرة قد وقع مثلها في سالف الأزمان، وهذه سنة الله جل وعلا أن تتكرر الوقائع والأحداث وصاحب البصيرة هو الذي يقلب التاريخ.
ولذا فالواجب على المؤرخين والعقلاء، وولاة الأمور الذين ولاهم الله سبحانه وتعالى على الناس أن يطلعوا على قصص التاريخ، ويعرفوا مكائد العدو، حتى لا يُدخل عليهم من حيث لا يشعرون.
ومنها: الحذر من تقريب العدو وإبعاد الصديق، ويقال إن سقوط دولة بني أمية كان سببه أنهم أبعدوا الصديق لأنهم قد أمنوا جانبه، وقربوا العدو واتخذوه صديقاً حتى يأمنوا شره!!
فما الذي حدث؟!
بقي العدو على عداوته وازداد عداوة وتمكينا، وأصبح الصديق عدواً.
لم؟
لأن الصديق إذا حرمته، ولم يجد منك وداً ولا مكانة، لعله لا يصبر فينقلب إلى عدو، وهذه فائدة مهمة ودرس مهم، ولذلك إذا وُجد الصديق يجب أن يعطى المكانة التي تنبغي له، وإذا وجد الإنسان الذي يرى منه حرصه على الأمة وعلى سلامة الناس وعلى توجيههم التوجيه السليم أن يُتخذ صديقاً، وأن يُعطى قدره الذي ينبغي له.



هذا هو الذي بقي يتكرر في كل عصر للاسف الشديد
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

لطالما كذبتم على امة محمد تلبسون ابن العلمي جريرة خليفة جشع جر الوبال على امة محمد وهولاء انتم بالامس واليوم تعبدون الحكام من دون الله تبراْ الخليفة والباس التهمة لبريء مشكلته انه على غير عقيدتكم, والان هذا السوال الذي سيزلزل نفوسكم ويفظح كذبكم وهو؟؟؟ اذا كان ابن العلقمي اسقط بغداد بزعمكم فهل هو ايضا اسقط دولة خوارزم وغير خوارزم حتى وصلوا الى بغداد؟؟؟ وهل هو اسقط الانلدس وسلمها للنصارا وهل هو سلم بيت المقدس الى الصليبيين وهل هو سلم فلسطين وهل هو سلم الجزائر الى الفرنسيين وهل وهل وهل لا جواب لكم على ذلك ولكن الجواب عندي وهو ولات السوء الذين تسمونهم بولاة الامر والله لن تفلحوا لانكم سلمتم عقولكم لوعاض السلاطين الذين يحسنون القبيح للحاكم ويقبحون الحسن, فعند اامة الضلال هولاء الحق ما احقه الحاكم وليس غيره وهذا تاريخكم اقراوه وانظروا الى كم الدماء الزكية البريئة التي اهرقت على ايدي الحكام الظالمين وطبعا الفتوى كانت حاضرة ولي الامر اجتهد فان اصاب فله اجران وان اخطاْ فله اجر ولا عزاء للمغدورين اذ ليس مشكلة فالناس حرث الارض ولا باس ان قتل الناس في سبيل رغبات الخليفة و ولي الامر اليس كذلك.
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

حبيبي

هذا ما ذكره إبن كثير و غيره.

و الدليل أن هولاكو أعطى حكم بغداد لإبن العلقمي بعد سقوطها.
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

حبيبي

هذا ما ذكره إبن كثير و غيره.

و الدليل أن هولاكو أعطى حكم بغداد لإبن العلقمي بعد سقوطها.
ان الظلم ظلمات يوم القيامة يا اخي وتذكر موقفك من النظام الان بسبب ما اصابكم به من نكبات لا تصل لشيء لما نكب به الميلمون الشيعة على يد من يدعون انهم اتباع لمحمد المصطفى الذي حرم دما واعراض المسلمين واليك الان هذه المقتطفات فاقراء واعطني رايك.
. مساندتهم للتتار عندما دخلوا بغداد وعاثوا فيها فسادا عن طريق ابن العلقمي والنصير الطوسي " . نقول : وأما الشيخ نصير الدين الطوسي فعند الرجوع إلى تاريخ ابن كثير تجده يقول : " ويقال إن الذي أشار بقتله - الخليفة المستعصم - الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي " (2) .
(1) مسند أبي يعلي - ج11 ص348​
(2) البداية والنهاية - ج13 ص234
- ج1 ص 47 -​
وفي مورد آخر يقول ما نصه :
" النصير الطوسي : محمد بن عبد الله الطوسي كان يقال له المولى نصير الدين ، اشتغل في شبيبته وحصل علم الأوائل جيدا وصنف في ذلك علم الكلام ، وشرح الإشارات لابن سينا ، ووزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية ، ثم وزر لهولاكو ، وكان معه في واقعة بغداد ، ومن الناس من يزعم أنه أشار على هولاكو خان بقتل الخليفة فالله أعلم ، وعندي أن هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل ، وقد ذكره بعض البغاددة فأثنى عليه قال : وكان عاقلا فاضلا كريم الأخلاق … " (1) .

فهذا ابن كثير يثني عليه ولا يتهمه بل يستبعـد أن يصدر منه مساندة للتتار ، وشهادة ابن كثير بأن ذلك " لا يصدر من عاقل فاضل مثله " ، علاوة على ذكر شهادة الآخرين له تكذب التهمة التي ألصقها ابن تيمية زورا وبهتانا .
فهل قرأ الكاتب هذه الشهادة من ابن كثير في حق الشيخ نصير الدين الطوسي قبل أن يجعل تاريخه مرجعا للقارئ ودليلا على اتهام للشيخ ؟
وهذا الذهبي يذكر الواقعة ولا يشير إلى دور لنصير الدين الطوسي في الأمر قال في ( العبر ) : " كان المؤيد ابن العلقمي قد كاتب التتار وحرضهم على قصد بغداد لأجل ما جرى على إخوانه الرافضة من النهب والخزي… " (2) .
أما قبول وزارة هولاكو فالتاريخ مليء بمن يضطر تحت التهديد والقوة أن يستوزر للظالمين ، ولكنه في نفس الوقت يحفظ دينه بل يسعى لتحقيق مصالح المسلمين أو تخفيف الضرر عنهم ، وهذا المحمل يتأكد في مثل الشيخ لما يتمتع به من الصلاح والعقل الذي صرح به ابن كثير وغيره .
(1) البداية والنهاية - ج13 ص313​
(2) العبر - ج3 ص277
- ج1 ص 48 -​
بل تجده يستفيد من موقعه لإنقاذ النفوس من بطش هولاكو نقل الصفدي في ( الوافي ) : " ومن دهائه ما حكي لي أنه حصل له - هولاكو - غضب على علاء الدين الجويني صاحب الديوان فيما أظن فأمر بقتله فجاء أخوه إليه وذكر له ذلك وطلب منه إبطال ذلك فقال : هذا القان وهؤلاء القوم إذا أمروا بأمر ما يمكن رده خصوصا إذا برز إلى الخارج ، فقال : لا بد من حيلة في ذلك … " (1) ، فذكر حيلة نصير الطوسي في إنقاذ الجويني من الموت .
أما ابن العلقمي فليس من علماء الشيعة وإنما كان وزيرا للمستعصم آخر خلفاء بني العباس أديبا محبا للعلماء ، واختلفت كلمات المؤرخين واضطربت آراؤهم في دوره في واقعة بغداد وقتل المستعصم فقد قال أبو الفداء في تاريخه ( المختصر في أخبار البشر ) وهو من وفيات ( 732 ) :
" في أول هذه السنة قصد هولاكو ملك التتر بغداد وملكها في العشرين من المحرم وقتل الخليفة المستعصم بالله ، وسبب ذلك أن وزير الخليفة مؤيد الدين ابن العلقمي كان رافضيا وكان أهل الكرخ أيضا روافض فجرت فتنة بين السنة والشيعة ببغداد على جاري عادتهم فأمر أبو بكر بن الخليفة وركن الدين الدوادار العسكر فنهبوا الكرخ وهتكوا النساء وركبوا منهن الفواحش ، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمي وكاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد … وخرج عسكر الخليفة لقتالهم … فانهزم عسكر الخليفة … وخـرج مؤيد الدين الوزير ابن العلقمي إلى هولاكو فتوثق منـه لنفسه وعهد إلى الخليفة المستعصم وقال إن هولاكو يبقيك في الخلافة … وحسن له الخروج إلى هولاكو فخرج إليه المستعصم في جمع من أكابر أصحابه …

(1) الوافي بالوفيات - ج1 ص112​
- ج1 ص 49 -​
فما تكاملوا قتلهم التتر عن آخرهم ثم مدوا الجسر وعدى باجو ومن معه وبذلوا السيف في بغداد … " (1) .
وقد بين الأستاذ محمد حسين شمس الدين وجهة النظر الأخرى في ابن العلقمي في تعليقه على ما كتبه أبو المحاسن الأتابكي في كتابه ( النجوم الزاهرة ) قال : " تطرح هنا مسألة موقف الوزير ابن العلقمي من سقوط بغداد بيد التتار وهل كان خائنا للخليفة المستعصم ؟ إن معظم المؤرخين المتأخرين - أمثال ابن تغردي بردي والمقريزي والعيني وابن كثير والسيوطي وغيرهم - يتهمون ابن العلقمي صراحة بالمخامرة على الخلافة العباسية ومواطأة التتار على سقوط بغداد ويردون ذلك إلى ميوله الشيعية ورواياتهم مشابهة لرواية أبي المحاسن هنا غير أن بعض المؤرخين - ومنهم الثقات - نفى عنه تهمة المخامرة ، وفي هذا الصدد يقول ابن الطقطقى في تاريخه ( الفخري ) : ونسبه الناس إلى أنه خامر وليس ذلك بصحيح ، … وفي اعتقادنا أن موقف ابن العلقمي يمكن فهمه في سياق مواقف جملة الأمراء والحكام في ذلك الوقت فقد كانت السلطة المركزية في بغداد متداعية ضعيفة وجاءت حملة هولاكو لتلقي الرعب في نفوس الأمراء في العاصمة والأطراف فها هو الملك الناصر صاحب حلب يرتعد خوفا ويتوسل جميع السبل لإرضاء هولاكو ( انظر مختصر الدول ص278 ) وهاهو بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل والأتابك أبو بكر في إقليم فارس يمدون هولاكو بالمال والرجال طمعا في رضاه وتجنبا لسخطه ( مؤرخ المغول رشيد الدين الهمداني ص35 ) حتى إن بعض سلاطين سلاجقة الروم وهو عز الدين كيكاوس الثاني رسم صورته على نعل زوج من الأحذية وقدمها للخان قائلا : عبدك يأمل أن يتفضل الملك فيشرف رأس عبده بوضع قدمه المباركة عليها ( المصدر السابق ص41 ) …
(1) المختصر في أخبار البشر - ج2 ص302​
- ج1 ص 50 -​
ونحن نميل إلى الاعتقاد أن ابن العلقمي عندما أقنع الخليفة بأنه لا داعي للهرب من بغداد لأنه مهد طريق الصلح ، وسوف يأتيه هولاكو والمغول طائعين كان قد وقع ضحية نفس الخدعة التي أوقع بها الخليفة وبالنتيجة كان سقوط بغداد والخلافة وبالا على جميع المسلمين بجميع مذاهبهم وفرقائهم " (1) .
وغالبا الأمر كما قال ، فقد ذكر ابن الطقطقى الوزير ابن العلقمي في كتابه ( الفخري ) : " اشتغل في صباه بالأدب ففاق فيه وكتب خطا مليحا وترسل ترسلا فصيحا ، وكان لبيبا كريما رئيسا متمسكا بقوانين الرياسة خبيرا بأدوات السياسة ، محبا للأدب مقربا لأهل العلم اقتنى كتبا كثيرة نفيسة وصنف الناس له منهم الغاني صنف له ( العباب ) وصنف له ابن أبي الحديد ( شرح نهج البلاغة ) وكان ممدحا مدحه الشعراء وانتجعه الفضلاء وأخباره الطيبة كثيرة وجلية " (2) .
وقال عنه ابن أبي الحديد في مقدمته على ( شرح النهج ) : " المولى الوزير الأعظم الصاحب ، الصدر الكبير المعظم العالم العادل المظفر المنصور المجاهد المرابط مؤيد الدين عضد الإسلام سيد وزراء الشرق والغرب أبي طالب محمد بن أحمد بن محمد العلقمي نصير أمير المؤمنين " (3) .
فابن العلقمي أراد أن ينتقم من قيادات الدولة التي قامت بجرائمها البشعة ضد الشيعة في منطقة الكرخ ببغداد وخاصة أبو بكر بن الخليفة المستعصم والدويدار الصغير ، قال الذهبي في ( العبر ) : " وكان الذي حمله على مكاتبة هولاكو عداوة الدويدار وأبي بكر بن المستعصم وما اعتمداه من نهب الكرخ وأذية الشيعة " (4) ،
(1) النجوم الزاهرة - ج7 ص44
(2) الفخري - ص295​
(3) مقدمة شرح نهج البلاغة - ص4
(4) العبر - ج3 ص284
- ج1 ص 51 -​
لكن تطورت الأحداث إلى فاجعة هي غالبا لم تكن في حسبان ابن العلقمي وأصبحت الأمور بيد أعتى مجرمي التاريخ وجرت تلك المذبحة العظيمة في حق المسلمين ، وقد ذكر الصفدي في ( الوافي بالوفيات ) ندم ابن العلقمي ، فقال : " وندم حيث لا ينفعه الندم " (1)
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

الموضوع يندرج تحت قول نصف الحقيقة

وكما هو معلوم نصف الحقيقة اسوا من الكذب


على كل حال لدي رجعة للمضووع وبالادلة والكتب والشهادات

وابن كثير ليس نبي

مرة اقرا كتابا لاحد من يعتبرون (خط احمر لا يجادلون ومصدر للتاريخ الاسلامي ) يقول ان عدد سكان مصر في عهد هارون الرشيد كان 300 مليون نسمة !!!!!!!!!!!!!!!
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

نقاشنا كان عن إبن العلقمي

ماذا قال إبن كثير فيه؟؟؟؟؟

و ما رأي إبن عساكر في الطوسي؟
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

الموضوع يندرج تحت قول نصف الحقيقة

وكما هو معلوم نصف الحقيقة اسوا من الكذب


على كل حال لدي رجعة للمضووع وبالادلة والكتب والشهادات

وابن كثير ليس نبي

مرة اقرا كتابا لاحد من يعتبرون (خط احمر لا يجادلون ومصدر للتاريخ الاسلامي ) يقول ان عدد سكان مصر في عهد هارون الرشيد كان 300 مليون نسمة !!!!!!!!!!!!!!!





أذكر المصدر

وسنرى إن كان كما تقول أم لا

إبن كثير



علامة حافظ متقن وكان يجادل النصارى فى قواعدهم الكنسية الباطلة عنده ويثبت جهل علماء كبار منهم

تخيل رجل يعتقد أن قواعدهم أصلا باطلة ومع ذلك يتقنها بشكل عجيب

فمابالك بمعرفته فى الفقه أو الحديث أو تاريخ امته

وإبن كثير نقل التاريخ وإختصر يعنى يبدأ بالطبرى ثم إبن الجوزى ثم الحافظ بن الأثير ثم الحافظ أبو شامة وقد يستعين بإبن عقيل وغيره

هو نفسه كتب الأحداث التى عاشها فقط أما الباقى فنقل ونقد وتتبع الروايات وطبعا قد يكمل جانب ينقص من كتاب آخر

فمثلا تاريخ المغرب العرب والأندلس له مؤرخوه فيستعين بكتبهم

وتخيل بعد كل هذا التحليل والتدقيق إختصر حتى لايطول الكتاب وفعلا اصبح الكتاب من أصغر كتب التاريخ حجما

يعنى لوقارنته بتاريخ دمشق لإبن عساكر تخطى المئة مجلد مقابل 7 فقط لإبن كثير
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

الموضوع يندرج تحت قول نصف الحقيقة

وكما هو معلوم نصف الحقيقة اسوا من الكذب


على كل حال لدي رجعة للمضووع وبالادلة والكتب والشهادات

وابن كثير ليس نبي

مرة اقرا كتابا لاحد من يعتبرون (خط احمر لا يجادلون ومصدر للتاريخ الاسلامي ) يقول ان عدد سكان مصر في عهد هارون الرشيد كان 300 مليون نسمة !!!!!!!!!!!!!!!

انا اول مرة اشوف ابن ملياردير يكسر في راسو على بحث التاريخ ونصف حقيقة وربع حقيقة وثلث

:fol[1]:
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

الموضوع يندرج تحت قول نصف الحقيقة

وكما هو معلوم نصف الحقيقة اسوا من الكذب


على كل حال لدي رجعة للمضووع وبالادلة والكتب والشهادات

وابن كثير ليس نبي

مرة اقرا كتابا لاحد من يعتبرون (خط احمر لا يجادلون ومصدر للتاريخ الاسلامي ) يقول ان عدد سكان مصر في عهد هارون الرشيد كان 300 مليون نسمة !!!!!!!!!!!!!!!

تاريخ العرب و المسلمين القديم كله يندرج تحت اطار قول نصف الحقيقة والكذب على الذات ، لذا لا تستغرب ان معظم كتب التاريخ الاسلامي والعربي تنطوي تحت هذا المبداء وليس الكتاب الذي قراته فقط....
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

تاريخ العرب و المسلمين القديم كله يندرج تحت اطار قول نصف الحقيقة والكذب على الذات ، لذا لا تستغرب ان معظم كتب التاريخ الاسلامي والعربي تنطوي تحت هذا المبداء وليس الكتاب الذي قراته فقط....

خخخخخخخخخخخ
وخاصة كينتقدو الرومان في تاريخهم
:yahoo[1]:
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

تاريخ العرب و المسلمين القديم كله يندرج تحت اطار قول نصف الحقيقة والكذب على الذات ، لذا لا تستغرب ان معظم كتب التاريخ الاسلامي والعربي تنطوي تحت هذا المبداء وليس الكتاب الذي قراته فقط....

كله؟؟؟
طيب تاريخ الرومان الذي تعشقه ألا يتأثر أيضا بتلك الأهواء.
عموما هناك مؤرخون فعلا جمعو الغث والثمين في الروايات دون تحقيق ولكن هناك مؤرخين محققين حققو في الروايات ومحصوها والتزمو أدق المعايير التي لم يلتزم بها مؤرخو أمم أخرى.
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

لطالما كذبتم على امة محمد تلبسون ابن العلمي جريرة خليفة جشع جر الوبال على امة محمد وهولاء انتم بالامس واليوم تعبدون الحكام من دون الله تبراْ الخليفة والباس التهمة لبريء مشكلته انه على غير عقيدتكم, والان هذا السوال الذي سيزلزل نفوسكم ويفظح كذبكم وهو؟؟؟ اذا كان ابن العلقمي اسقط بغداد بزعمكم فهل هو ايضا اسقط دولة خوارزم وغير خوارزم حتى وصلوا الى بغداد؟؟؟ وهل هو اسقط الانلدس وسلمها للنصارا وهل هو سلم بيت المقدس الى الصليبيين وهل هو سلم فلسطين وهل هو سلم الجزائر الى الفرنسيين وهل وهل وهل لا جواب لكم على ذلك ولكن الجواب عندي وهو ولات السوء الذين تسمونهم بولاة الامر والله لن تفلحوا لانكم سلمتم عقولكم لوعاض السلاطين الذين يحسنون القبيح للحاكم ويقبحون الحسن, فعند اامة الضلال هولاء الحق ما احقه الحاكم وليس غيره وهذا تاريخكم اقراوه وانظروا الى كم الدماء الزكية البريئة التي اهرقت على ايدي الحكام الظالمين وطبعا الفتوى كانت حاضرة ولي الامر اجتهد فان اصاب فله اجران وان اخطاْ فله اجر ولا عزاء للمغدورين اذ ليس مشكلة فالناس حرث الارض ولا باس ان قتل الناس في سبيل رغبات الخليفة و ولي الامر اليس كذلك.
ولماذا كتابة هذه المعلقة الطويلة (والتي هي اعذرني كلام عاطفي لا أكثر) عموما هؤلاء المؤرخين هم اكثر الناس انتقادا للحكام المسلمين وذكرو عيوبهم كما ذكرو المحاسن لا بل ان بعضهم وبسبب منهجه في جمع الغث والثمين دون تحقيق أدخل كتابه كثير من الشبهات ضد شخصيات اسلامية وترك للمحققين من بعده ارثا ثقيلا لكي يقوم بتحقيق الروايات.
ثم من برأ الخليفة المستعصم من المسؤولية؟؟؟
أصلا لولا المصادر السنية لما عرفنا لا جشعه ولا لهوه وعبثه وتركه لأمور الحكم لبطانته ولا عرفنا عنه بعض الحكايات الدالة على ذلك.
على فكرة المصادر السنية تلك هي نفسها التي أتيت منها بحادثة الاعتداء على سكان الكرخ من الشيعة وبعد كل هذا يتهمها الأخ الزعيم بأنها تذكر نصف الحقيقة (لو كانت تذكر نصف الحقيقة لما ذكرت تلك الحادثة واكتفت بذكر خيانة ابن العلقمي دون أن تذكر الحادثة التي كانت سببا مباشرا لذلك) وابن كثير نفسه ذكر تلك الحادثة لو قرأت ما ذكر
[font=&quot]قال ابن كثير رحمه الله في أحداث 655هـ: (وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة، فنهبت الكرخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير ابن العلقمي وكان ذلك من أقوى الأسباب في ممالأته للتتار)[/font][font=&quot]البداية والنهاية (13/196)[/font]

وابن كثير نفسه حين عرج على الطوسي قال رأيه الشخصي بأنه لا يرجح أن يكون هو من أشار على هولاكو بقتل المستعصم (وأنت نفسك استشهدت بكلامه في ردك) وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى تحقيق هذا المؤرخ الحافظ وتجرده لذكر الحقيقة رحمه الله.
 
التعديل الأخير:
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

وقد ذكر الصفدي في ( الوافي بالوفيات ) ندم ابن العلقمي ، فقال : " وندم حيث لا ينفعه الندم " (1)

هل تعرف أخي سبب ندمه ؟؟؟
ليس سبب ندمه ما جره على المسلمين بتلك الفعلة انما سبب ندمه ما حصل له وكيف آلت اليه أموره في ظل التتار بعد أن كان يطمع عندهم بالكثير.
[font=&quot]((الوزير ابن العلقمي الرافضي ، قبحه الله ، محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي طالب ، الوزير مؤيد الدين أبو طالب بن العلقمي البغدادي[/font]
[font=&quot]خدم في أيام المستنصر أستاذ دار الخلافة مدة طويلة ، ثم استوزره المستعصم ، ولم يكن وزير صدق ، فإنه كان من الفضلاء الأدباء إلا أنه كان رافضيا خبيثا ، رديء الطوية على الإسلام وأهله ، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة في أيام المستعصم ما لم يحصل لكثير ممن قبله من الوزراء ، ثم مالأ على الإسلام وأهله للتتار أصحاب هولاكوقان ، حتى جاءوا فجاسوا خلال الديار وكان أمرا مفعولا ، ثم حصل له من الإهانة في أيامهم والقلة والذلة وزوال ستر الله ، ما لا يحد ولا يوصف ، رأته امرأة وهو راكب في أيام التتار برذونا ، وسائق يضرب فرسه ، فوقفت إلى جانبه وقالت : يا ابن العلقمي ، هكذا كان بنو العباس يعاملونك؟ فوقعت كلمتها في قلبه ، وانقطع في داره إلى أن مات كمدا في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة ، وله من العمر ثلاث وستون سنة ، ودفن في قبور الروافض ، وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين ما لا يحد ولا يوصف ، وتولى بعده ولده الوزارة ، ثم أخذه الله إليه سريعا)) (البداية والنهاية جرء 17 , ص 379-380).[/font]
 
التعديل الأخير:
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

ولماذا كتابة هذه المعلقة الطويلة (والتي هي اعذرني كلام عاطفي لا أكثر) عموما هؤلاء المؤرخين هم اكثر الناس انتقادا للحكام المسلمين وذكرو عيوبهم كما ذكرو المحاسن لا بل ان بعضهم وبسبب منهجه في جمع الغث والثمين دون تحقيق أدخل كتابه كثير من الشبهات ضد شخصيات اسلامية وترك للمحققين من بعده ارثا ثقيلا لكي يقوم بتحقيق الروايات.
ثم من برأ الخليفة المستعصم من المسؤولية؟؟؟
أصلا لولا المصادر السنية لما عرفنا لا جشعه ولا لهوه وعبثه وتركه لأمور الحكم لبطانته ولا عرفنا عنه بعض الحكايات الدالة على ذلك.
على فكرة المصادر السنية تلك هي نفسها التي أتيت منها بحادثة الاعتداء على سكان الكرخ من الشيعة وبعد كل هذا يتهمها الأخ الزعيم بأنها تذكر نصف الحقيقة (لو كانت تذكر نصف الحقيقة لما ذكرت تلك الحادثة واكتفت بذكر خيانة ابن العلقمي دون أن تذكر الحادثة التي كانت سببا مباشرا لذلك) وابن كثير نفسها ذكر تلك الحادثة لو قرأت ما ذكر
[font=&quot]قال ابن كثير رحمه الله في أحداث 655هـ: (وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة، فنهبت الكرخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير ابن العلقمي وكان ذلك من أقوى الأسباب في ممالأته للتتار)[/font][font=&quot]البداية والنهاية (13/196)[/font]

وابن كثير نفسه حين عرج على الطوسي قال رأيه الشخصي بأنه لا يرجح أن يكون هو من أشار على هولاكو بقتل المستعصم (وأنت نفسك استشهدت بكلامه في ردك) وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى تحقيق هذا المؤرخ الحافظ وتجرده لذكر الحقيقة رحمه الله.
بارك الله في
اخى ابو مصطفى
على هذا التوضيح الشافى
فللاسف
هنااك معقدين نفسيين من اى شئ له علاقه بعرب او عرووبه
تطوور الى استحقاار واستصغاار للنفس
شفاهم الله وعافاهم
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

ولماذا كتابة هذه المعلقة الطويلة والتي هي (اعذرني كلام عاطفي لا أكثر) عموما هؤلاء المؤرخين هم اكثر الناس انتقادا للحكام المسلمين وذكرو عيوبهم كما ذكرو المحاسن لا بل ان بعضهم وبسبب منهجه في جمع الغث والثمين دون تحقيق أدخل كتابه كثير من الشبهات ضد شخصيات اسلامية وترك للمحققين من بعده ارثا ثقيلا لكي يقوم بتحقيق الروايات.
ثم من برأ الخليفة المستعصم من المسؤولية؟؟؟
أصلا لولا المصادر السنية لما عرفنا لا جشعه ولا لهوه وعبثه وتركه لأمور الحكم لبطانته ولا عرفنا عنه بعض الحكايات الدالة على ذلك.
على فكرة المصادر السنية تلك هي نفسها التي أتيت منها بحادثة الاعتداء على سكان الكرخ من الشيعة وبعد كل هذا يتهمها الأخ الزعيم بأنها تذكر نصف الحقيقة (لو كانت تذكر نصف الحقيقة لما ذكرت تلك الحادثة واكتفت بذكر خيانة ابن العلقمي دون أن تذكر الحادثة التي كانت سببا مباشرا لذلك) وابن كثير نفسها ذكر تلك الحادثة لو قرأت ما ذكر وابن كثير نفسه حين عرج على الطوسي قال رأيه الشخصي بأنه لا يرجح أن يكون هو من أشار على هولاكو بقتل المستعصم (وأنت نفسك استشهدت بكلامه في ردك) وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى تحقيق هذا المؤرخ الحافظ وتجرده لذكر الحقيقة رحمه الله.
كن على ثقة يا اخي لو انه وجد الشيء القليل ليتهم به نصير الدين الطوسي لما قصر ولكنه لم يستطع, ولهذا الحوا على ابن العلقمي ان يحملوه اكثر من طاقته!.
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

كن على ثقة يا اخي لو انه وجد الشيء القليل ليتهم به نصير الدين الطوسي لما قصر ولكنه لم يستطع, ولهذا الحوا على ابن العلقمي ان يحملوه اكثر من طاقته!.
عموما هذا رأيك الشخصي أخي وقد كان الحافظ ابن كثير رحمه الله قادرا على تبني ما أشيع حول الطوسي وتبناها بعض المؤرخين غيره لو أراد اتهامه (كان قادرا على الأقل على ايراد تلك الروايات عنه دون ان يعلق عليها ليترك القارئ فريسة لها) لكنه التزاما منه بمبدأه الذي الزم به نفسه علق على تلك الروايات واستبعدها من وجهة نظره.
عموما بالنسبة لابن العلقمي فكما قلت لك نحن لا نعفي المستعصم (ذلك الخليفة الضعيف الشخصية العابث اللاهي) من جريرة سقوط بغداد ولا نعفي البطانة الفاسدة مما ألت اليه الأمور ولكن لا يمكن أيضا تبرئة ابن العلقمي بل يجب أن ينال أيضا نصيبه العادل من المسؤولية.
أرجو منك الانصاف أخي.
تحياتي لك.
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

لطالما كذبتم على امة محمد تلبسون ابن العلمي جريرة خليفة جشع جر الوبال على امة محمد وهولاء انتم بالامس واليوم تعبدون الحكام من دون الله تبراْ الخليفة والباس التهمة لبريء مشكلته انه على غير عقيدتكم, والان هذا السوال الذي سيزلزل نفوسكم ويفظح كذبكم وهو؟؟؟ اذا كان ابن العلقمي اسقط بغداد بزعمكم فهل هو ايضا اسقط دولة خوارزم وغير خوارزم حتى وصلوا الى بغداد؟؟؟ وهل هو اسقط الانلدس وسلمها للنصارا وهل هو سلم بيت المقدس الى الصليبيين وهل هو سلم فلسطين وهل هو سلم الجزائر الى الفرنسيين وهل وهل وهل لا جواب لكم على ذلك ولكن الجواب عندي وهو ولات السوء الذين تسمونهم بولاة الامر والله لن تفلحوا لانكم سلمتم عقولكم لوعاض السلاطين الذين يحسنون القبيح للحاكم ويقبحون الحسن, فعند اامة الضلال هولاء الحق ما احقه الحاكم وليس غيره وهذا تاريخكم اقراوه وانظروا الى كم الدماء الزكية البريئة التي اهرقت على ايدي الحكام الظالمين وطبعا الفتوى كانت حاضرة ولي الامر اجتهد فان اصاب فله اجران وان اخطاْ فله اجر ولا عزاء للمغدورين اذ ليس مشكلة فالناس حرث الارض ولا باس ان قتل الناس في سبيل رغبات الخليفة و ولي الامر اليس كذلك.


هدى اعضائك شوية علينا

مالك متحمس كأننا تكلمنا على نبى مرسل اهدى شوية واقرأ


ابْنُ العَلْقَمِيِّ ...


اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى سُقُوْطِ الدَّولَةِ العَبَّاسِيَّةِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى مُوَالاَةِ الكُفَّارِ ...

اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ عَصْرٌ أَو مِصْرٌ حَيْثمَا وُجِد الرَّافِضَّةُ ... اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ كِتَابٌ سُطِر فِيهِ التَّارِيْخُ الإِسلاَمِيُّ .

ذَلِكَ الرَّافضِيُّ الخَائِنُ يُدَافِعُ عَنْهُ بَنُو مِلَّتِهِ ، وَيَنفُونَ عَنْهُ تُهْمَةَ الخِيَانَةِ كَالصَّفَّارِ ، وَفِي المُقَابِلِ يُثْنِي بَعْضُهُمْ عَلَيْهَا وَيَعُدُّوْنَهَا مِنْ أَعْظَمِ المَنَاقِبِ لَهُ .

تَعَالَوْا مَعِي نَعِيْشُ تِلْكَ الخِيَانَة بِشَيْءٍ مِنَ الاختصَارِ ، وَبِقَلَمِ الدُكتور نَاصِرٍ القِفَاري فِي " أُصُوْلِ مَذْهَبِ الشِّيْعَةِ " .


مُؤَامَرَةُ ابْنِ العَلْقَمِيِّ الرَّافضِيِّ
وملخصُ الحادثةِ أن ابنَ العلقمي كان وزيراً للخليفةِ العباسي المستعصمِ ، وكان الخليفةُ على مذهبِ أهلِ السنةِ ، كما كان أبوهُ وجدهُ ، ولكن كان فيه لينٌ وعدمُ تيقظٍ ، فكان هذا الوزيرُ الرافضي يخططُ للقضاءِ على دولةِ الخلافةِ ، وإبادةِ أهلِ السنةِ ، وإقامةِ دولةٍ على مذهبِ الرافضةِ ، فاستغل منصبهُ ، وغفلةَ الخليفةِ لتنفيذِ مؤامراتهِ ضد دولةِ الخلافةِ ، وكانت خيوطُ مؤامراتهِ تتمثلُ في ثلاثِ مراحلٍ :


- المرحلةُ الأولى : إضعافُ الجيشِ ، ومضايقةُ الناسِ ..

حيثُ سعى في قطعِ أرزاقِ عسكرِ المسلمين ، وضعفتهم :
قالَ ابنُ كثيرٍ : " وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف "[ البداية والنهاية : 13/202 ] .


- المرحلةُ الثانيةُ : مكاتبةُ التتارِ :
يقولُ ابنُ كثيرٍ : " ثم كاتب التتارَ ، وأطمعهم في أخذِ البلادِ ، وسهل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقةَ الحالِ ، وكشف لهم ضعفَ الرجالِ " [ البداية والنهاية : 13/202 ] .


المرحلةُ الثالثةُ :النهي عن قتالِ التتارِ ، وتثبيط الخليفةِ والناسِ :
فقد نهى العامةَ عن قتالِهِم [ منهاج السنة : 3/38 ] وأوهم الخليفةَ وحاشيتهُ أن ملكَ التتارِ يريدُ مصالحتهم ، وأشار على الخليفةِ بالخروجِ إليهِ ، والمثولِ بين يديهِ لتقع المصالحةُ على أن يكونَ نصفُ خراجِ العراقِ لهم ، ونصفهُ للخليفةِ ، فخرج الخليفةُ إليهِ في سبعمائةِ راكبٍ من القضاةِ والفقهاءِ والأمراءِ والأعيانِ ..

فتم بهذهِ الحيلةِ قتلُ الخليفةِ ومن معهُ من قوادِ الأمةِ وطلائعها بدونِ أي جهدٍ من التترِ ، وقد أشار أولئك الملأُ من الرافضةِ وغيرِهِم مِنْ المنافقين على هولاكو أن لا يصالحَ الخليفةَ ، وقال الوزيرُ ابنُ العلقمي : متى وقع الصلحُ على المناصفةِ لا يستمرُ هذا إلا عاماً أو عامين ، ثم يعودُ الأمرُ إلى ما كان عليه قبل ذلك ، وحسنوا له قتلَ الخليفةِ ، ويقال إن الذي أشار بقتلهِ الوزيرُ ابنُ العلقمي ، ونصيرُ الدينِ الطوسي [ وكان النصيرُ عند هولاكوا قد استصحبهُ في خدمتهُ لما فتح قلاعَ الألموت، وانتزعها من أيدي الإسماعيليةِ (ابن كثير/ البداية والنهاية : (13/201) ]


ثم مالوا على البلدِ فقتلوا جميعَ من قدروا عليه من الرجالِ والنساءِ والولدان والمشايخِ والكهولِ والشبانِ ، ولم ينج منهم أحدٌ سوى أهل الذمةِ من اليهودِ والنصارى ، ومن التجأ إليهم ، وإلى دار الوزيرِ ابنِ العلقمي الرافضي [ البداية والنهاية : 13/201-202 ]



وقد قتلوا من المسلمين ما يقالُ إنهُ بضعةُ عشر ألفِ ألفِ إنسانٍ أو أكثر أو أقل ، ولم يُر في الإسلامِ ملحمةٌ مثلَ ملحمةِ التركِ الكفارِ المسمين بالتترِ ، وقتلوا الهاشميين ، وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين ، فهل يكونُ موالياً لآلِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم من يسلطُ الكفارَ على قتلهم وسبيهم وعلى سائرِ المسلمين ؟ [ منهاج السنة : 3/38 ]

وقتل الخطباءُ والأئمةُ ، وحملةُ القرآنِ ، وتعطلت المساجدُ والجماعاتُ والجمعاتُ مدة شهورٍ ببغداد [البداية والنهاية : 13/203 ]


وكان هدفُ ابنِ العلقمي " أن يزيلَ السنةَ بالكليةِ وأن يظهرَ البدعةَ الرافضة ، وأن يعطلَ المساجدَ والمدارسَ ، وأن يبني للرافضةِ مدرسةً هائلةً ينشرون بها مذهبهم فلم يقدرهُ اللهُ على ذلك ، بل أزال نعمتهُ عنه وقصف عمره بعد شهورٍ يسيرةٍ من هذه الحادثةِ ، وأتبعه بولدهِ " [ البداية والنهاية : 13/202 - 203 ] .


فتأمل هذه الحادثةَ الكبرى والخيانةَ العظمى ، واعتبر بطيبةِ بعضِ أهلِ السنةِ إلى حد الغفلةِ بتقريبِ أعدى أعدائهم ، وعظيمَ حقدِ هؤلاءِ الروافضِ وغلهم على أهلِ السنةِ ، فهذا الرافضي كان وزيراً للمستعصمِ أربعَ عشرةَ سنة ، وقد حصل له من التعظيمِ والوجاهةِ ما لم يحصل لغيرهِ من الوزراءِ ، فلم يجد هذا التسامحَ والتقديرَ في إزالةِ الحقدِ والغلِ الذي يحملهُ لأهلِ السنةِ ، وقد كشف متأخروا الرافضةِ القناعَ عن قلوبهم ، وباحوا بالسرِ المكنون فعدوا جريمةَ ابنِ العلقمي والنصيرِ الطوسي في قتل المسلمين من عظيمِ مناقبهما عندهم .

فقال الخميني في الإشادةِ بما حققهُ نصيرُ الطوسي : ".. ويشعرُ الناسُ ( يعني شيعته ) بالخسارةِ .. بفقدانِ الخواجةِ نصيرِ الدينِ الطوسي وأضرابهِ ممن قدم خدماتٍ جليلة للإسلامِ " [ الحكومة الإسلامية : ص 128 ] .


والخدماتُ التي يعني هنا هي ما كشفها الخوانساري من قبله في قولهِ في ترجمةِ النصيرِ الطوسي : " ومن جملةِ أمرهِ المشهورِ المعروفِ المنقولِ حكايةً استيزاره للسلطانِ المحتشمِ .. هولاكو خان.. ومجيئهِ في موكبِ السلطانِ المؤيدِ مع كمالِ الاستعدادِ إلى دارِ السلامِ بغداد لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ .. بإبادةِ ملكِ بني العباسِ ، وإيقاعِ القتلِ العامِ من أتباعِ أولئك الطغام ، إلى أن أسالَ من دمائهم الأقذار كأمثالِ الأنهارِ ، فانهار بها في ماءِ دجلة ، ومنها إلى نارِ جهنم دارِ البوارِ" [ روضات الجنات : 6/300 - 301 ، وانظر أيضاً في ثناء الروافض على النصير الطوسي النوري الطبرسي / مستدرك الوسائل : 3/483 ، القمي / الكنى والألقاب : 1/356 ] .

فهم يعدون تدبيرهُ لإيقاعِ القتلِ العامِ بالمسلمين ، من أعظمِ مناقبهِ ، وهذا القتلُ هو الطريقُ عندهم لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ ، ويرون مصيرَ المسلمين الذي استشهدوا في هذهِ " الكارثة " إلى النارِ ، ومعنى هذا أن هولاكو الوثني وهو الذي يصفه بالمؤيدِ ، وجنده هم عندهم من أصحابِ الجنةِ ؛ لأنهم شفوا غيظ هؤلاء الروافضِ من المسلمين ، فانظر إلى عظيمِ هذا الحقدِ !! حتى صار قتلُ المسلمين من أغلى أمانيهم.. وصار الكفارُ عندهم أقربَ إليهم من أمةِ الإسلامِ .


هذه قصةُ ابنِ العلقمي أوردتها معظمُ كتبِ التاريخِ [ وانظر أيضاً في قصة تآمره : ابن شاكر الكتبي / فوات الوفيات : 2/313 ، الذهبي / العبر : 5/225 ، السبكي / طبقات الشافعية : 8/262-263 وغيرها ] ، وأقرتها كتبُ الرافضةِ ، وأشادت بها.. ومع ذلك فقد حاول الراوفضُ المعاصرين توهين القصةِ والطعنَ في ثبوتها ، وحجتهُ أن الذين ذكروا الحادثةَ غير معاصرين للواقعةِ ، وحينما جاء على من ذكر الحادثةَ من معاصريها مثل : أبي شامة شهابِ الدين عبدِ الرحمن بنِ إسماعيل ( ت665 هـ ) كان جوابُهُ عن ذلك بأنهُ وإن عاصرَ الحادثةَ معاصرةً زمانيةً ، لكنه من دمشق فلم تتوفر فيه المعاصرةُ المكانيةُ [ انظر : محمد الشيخ الساعدي / مؤيد الدين بن العلقمي وأسرار سقوط الدولة العباسية ، وقد ساعدت جامعة بغداد على نشر الكتاب ] .


وهي محاولةٌ لردِ ما استفاض أمرُهُ عند المؤرخين ، كمحاولتهم في إنكارِ وجودِ ابنِ سبأ، وقد بحثتُ في كتبِ التاريخِ فوجدتُ شهادةً هامةً لأحدِ كبارِ المؤرخين تتوفرُ فيه ثلاثُ صفاتٍ :

الأولى : أن الشيعةَ يعدونهُ من رجالهم .
والثانية : أنه من بغداد .
والثالثة : أنه متوفى سنة 674 هـ .


فهو شيعي بغدادي معاصرٌ للحادثةِ ؛ ذلك هو الإمامُ الفقيهُ علي بنُ أنجب المعروف بابنِ الساعي الذي شهد بجريمةِ ابنِ العلقمي فقال : "... وفي أيامهِ ( يعني المستعصم ) استولت التتارُ على بغداد ، وقتلوا الخليفة ، وبه انقضت الدولةُ العباسيةُ من أرض العراقِ ، وسببهُ أن وزيرَ الخليفةِ مؤيدَ الدين ابنَ العلقمي كان رافضياً.. ثم ساق القصةَ [ مختصر أخبار الخلفاء : ص 136 - 137 ]

وابنُ الساعي هذا ذكرهُ محسنُ الأمين من رجالِ الشيعةِ فقال : " علي بنُ أنجبٍ البغدادي المعروف بابنِ الساعي له أخبارُ الخلفاءِ ت 674 هـ " [ أعيان الشيعة : 1/305 ] .
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

ياجماعة ناقشو الموضوع بدون عاطفة وتهجم بارك الله فيكم
 
رد: سقوط الدولة العباسية.. دروس وعبر

هل تعرف أخي سبب ندمه ؟؟؟
ليس سبب ندمه ما جره على المسلمين بتلك الفعلة انما سبب ندمه ما حصل له وكيف آلت اليه أموره في ظل التتار بعد أن كان يطمع عندهم بالكثير.
[font=&quot]((الوزير ابن العلقمي الرافضي ، قبحه الله ، محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي طالب ، الوزير مؤيد الدين أبو طالب بن العلقمي البغدادي[/font]
[font=&quot]خدم في أيام المستنصر أستاذ دار الخلافة مدة طويلة ، ثم استوزره المستعصم ، ولم يكن وزير صدق ، فإنه كان من الفضلاء الأدباء إلا أنه كان رافضيا خبيثا ، رديء الطوية على الإسلام وأهله ، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة في أيام المستعصم ما لم يحصل لكثير ممن قبله من الوزراء ، ثم مالأ على الإسلام وأهله للتتار أصحاب هولاكوقان ، حتى جاءوا فجاسوا خلال الديار وكان أمرا مفعولا ، ثم حصل له من الإهانة في أيامهم والقلة والذلة وزوال ستر الله ، ما لا يحد ولا يوصف ، رأته امرأة وهو راكب في أيام التتار برذونا ، وسائق يضرب فرسه ، فوقفت إلى جانبه وقالت : يا ابن العلقمي ، هكذا كان بنو العباس يعاملونك؟ فوقعت كلمتها في قلبه ، وانقطع في داره إلى أن مات كمدا في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة ، وله من العمر ثلاث وستون سنة ، ودفن في قبور الروافض ، وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين ما لا يحد ولا يوصف ، وتولى بعده ولده الوزارة ، ثم أخذه الله إليه سريعا)) (البداية والنهاية جرء 17 , ص 379-380).[/font]
انظر كم مرة قال رافضي روافض على اني استطيع ان اقول ناصبي وناصبي خبيث كاد للاسلام واهله والحقيقة انه بالنصب والبغض لاهل الاسلام اقرب واليق, اذا كان لدينا خائن واحد فلديكم مئات الخونة قليل!!! نصيحة لوجه الله ولن تقبلوها مني هذه العقلية الاقصائية الالغائية لن توصلكم الا الى جهنم بدليل قول الرسول لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض والحمد لله اننا نحن الشيعة قبلنا بدور هابيل وصبرنا ولا نزال نصبر على اذاكم وسنصير, الى الله فهو الحكم والخصيم محمد, ثم لو اردنا ان نحدد المسلم حقا وصدقا ممن اشرك فسيكون ابن كثير واستاذه ومن اقتدى به اقرب للشرك منه للاسلام وليس بينه وبين خروجه من الملة سوى الشهادتين؟؟؟ اذ ليس التجسيم والتشبيه من الاسلام في شيء وقد اثبت هولاء الناس الجسم والشبه لله وهو محال اذ ليس كمثله شيء, و والله لو دخلنا هذا الباب فلن نخرج منه الا بما يغضب الله ورسوله فدعونا منه فاذا ابن العلقمي رجل فعل هذا بسبب ما اصاب قومه مرة قبل مئات السنين فجرائم الارهاب اليوم وخيانة الحكام العرب اليوم وادخالهم القوات الاجنبية على العراق اعضم فكم نعدد من الرزايا التي جاء بها خونة اليوم من الحكام ممن تسمون بولاة الامة.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى