الآلات السبع تعادل وزن 28 من طائرات الـ "جامبو" محملات بكامل عتادهن
بالصور.. قطار الرياض ينقل الإعلاميين بعمق 25 متراً تحت الأرض
عيسى الحربي-سبق-الرياض (تصوير فايز الزيادي): تمازجت مشاعر الذهول والفخر في نفوس عشرات الإعلاميين صباح اليوم الأربعاء وهم يمتطون صهوة قطار الرياض من أسفل دوار القاعدة الجوية حتى حي الملز عبر نفق بعمق 25 متراً، وطول 1.6 كيلومتر، وشاهدوا الآلة العملاقة "ظفرة" وهي تأكل الأرض، وتسابق الزمن لتحقيق معجزة "حلم الصحراء".
الجولة نظمتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، لعدد من المنتمين لوسائل الإعلام المختلفة، داخل نفق مسار الخط الأخضر من قطار الرياض "محور طريق الملك عبدالعزيز" ضمن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، والذي يجري حفره عبر آلة حفر الأنفاق العملاقة التي أطلق عليها سكان المدينة اسم "ظفرة".
وبدأت الجولة في موقع إدارة المشروع على طريق العروبة بجوار قاعدة الرياض الجوية، بتقديم عرض مرئي للتعريف بالمشروع بشقيه القطار والحافلات، ومنهجية الهيئة في إدارة وتنفيذ المشروع، والتعريف بمكونات المشروع، وشرح عن مسارات خطوط القطار الستة وأطوالها البالغة 176 كيلو متراً، ومحطاتها الـبالغة 81 محطة، إضافة إلى المحطات الأربع الرئيسية، وما يشتمل عليه المشروع من مواقف عامة، ومراكز للمبيت والصيانة والتحكم والتشغيل، وأعمال للتحسين العمراني وتنسيق المواقع على طول المسارات.
وجرى خلال اللقاء عرض فيلم موجز عن سير العمل في تنفيذ المشروع، وأبرز الأعمال الجاري تنفيذها حالياً على امتداد مسارات شبكة القطار الستة والحافلات في مختلف أرجاء المدينة، وتشمل: المحطات الرئيسية، ومحطة الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي، ومركز التحكم والتشغيل، ومراكز المبيت والصيانة، إضافة إلى أعمال التسليح وصب الخرسانة للعديد من المسارات والجسور، وأعمال تحويل الخدمات، وتزويد المشروع بالطاقة الكهربائية.
وبعد تقديم شرح مفصّل عن إجراءات الأمن والسلامة في المشروع، ارتدى الإعلاميون الأدوات الخاصة بزيارة مواقع العمل في المشروع، وغادروا عبر حافلة إلى موقع انطلاق آلة الحفر العملاقة "ظفرة" بجوار دوار قاعدة الرياض الجوية والذي يبلغ عمقه نحو 25 متراً تحت سطح الأرض.
بعدها انتقل الإعلاميون عبر مقطورات خاصة إلى داخل النفق الذي تجاوز طوله حتى الآن، 1.6 كيلومتر في اتجاه الجنوب ضمن مسار محور طريق الملك عبدالعزيز، والممتد من طريق الملك عبدالله بحوار مقر وزارة التربية والتعليم، حتى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في وسط المدينة.
وخلال الرحلة داخل النفق، شاهد الزملاء مكونات النفق بعد الحفر، والتي تشتمل على القطع الخرسانية المحيطة بجدار النفق التي يجري تصنيعها خصيصاً للنفق في مصنع مجاور ضمن المشروع، إضافة إلى تمديدات الخدمات العامة وأنظمة السلامة والتكييف، والسير الآلي الذي ينقل تربة الحفر إلى خارج النفق.
وفي نهاية الجزء المنجز من النفق، وصل الإعلاميون إلى موقع آلة "ظفرة" حيث شاهدوا مكونات الآلة العملاقة، ومعداتها الضخمة، وتقنياتها الحديثة، ووظائفها المتعددة، والتي تتجاوز مهمة حفر التربة ونقلها، إلى تبطين جدار النفق، وبناء جدار من قطع الخرسانة داخل النفق، دون أن تحدث أية اهتزازات أو ضجيج على سطح الأرض.
وتمثل الآلة "ظفرة" إحدى سبع آلات جرى تصنيعها خصيصاً للمشروع لاستخدامها في حفر أنفاق ثلاثة مسارات بطول إجمالي يبلغ 35 كيلومتراً، ويتراوح طول الآلة الواحدة، ما بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 50 شاحنة، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 2000 طن، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز "جامبو 747" بكامل حمولتها.