اسلحة تايوان رسالة واشنطن لبكين
أوباما زار الصين مؤخرا وعاد منها خالي اليدين (الفرنسية)
قالت صحيفة أميركية إن الإعلان عن صفقة الأسلحة إلى تايوان المتزامن مع تصريحات جافة ضد بكين أطلقتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشأن الموقف من إيران، يمثل رسالة من واشنطن إلى بكين في ظل ما وصفته باستعراض الأخيرة عضلاتها أمام الولايات المتحدة.
كلينتون أطلقت تصريحات نارية ضد بكين بشأن الموقف من النووي الإيراني (الفرنسية)
تصريحات كلينتون
وما أثار غضب التنين الصيني هو أن الإعلان عن صفقة بيع الأسلحة الأميركية لتايوان جاء متزامنا مع تصريحات كلينتون التي تحمل تعنيفا للصين بشأن عدم اتخاذها موقفا أقوى إزاء البرنامج النووي الإيراني.
بكين تعاقب شركات سلاح أميركية
جنود تايوانيون فوق مركبات عسكرية أميركية الصنع (الفرنسية-أرشيف)
قال متحدث باسم الخارجية الصينية اليوم الخميس إن قرار الحكومة فرض عقوبات غير محددة على الشركات الأميركية التي تبيع أسلحة لـتايوانhttp://www.aljazeera.net/NR/exeres/3CD2DCA4-54C3-4275-A866-4550E1ABCAB6.htm إجراء "مناسب".
وهددت بكين بفرض العقوبات مطلع الأسبوع الحالي بعدما قالت واشنطن إنها ستمضي قدما في صفقة لبيع أسلحة بقيمة 6.4 مليارات دولار إلى تايوان، وهو ما أثار غضب الصينيين.
في الوقت نفسه قال محللون إستراتيجيون لوكالة الأنباء الفرنسية إن صفقة الأسلحة الأميركية لن تهدد التفوق العسكري الساحق للصين، لكنها يمكن أن تجعل أي هجوم أو غزو لتايوان باهظ التكلفة.
وكانت تايوان أعلنت الأربعاء أنها تريد مزيدا من الأسلحة، ولاسيما أسلحة متطورة غير مكتفية بصفقة السلاح الحالية.
وشهدت تايوان تراجعا عسكريا أمام الصين خلال السنوات القليلة الماضية بسبب زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي الصيني، وهي تريد بشكل عاجل الحصول على طائرات متطورة من طراز أف16 وغواصات.
وقال توني وانغ المتحدث باسم الرئيس التايواني "نأمل بالحصول على طائرات أف16، مازلنا نسأل عن الغواصات ورغم تحسن العلاقات مع الصين فما زالت تايوان تحتاج لقوتها الدفاعية الخاصة بها.. نحتاج إلى إحساس بالأمن".
وتقول الصين إن هذه الصفقة يمكن أن تؤثر على مهمة التوحيد السلمي مع تايوان. وتطالب بكين بالسيادة على تايوان وهددت بمهاجمتها إذا حاولت تايبيه إضفاء الصفة الرسمية على استقلالها الفعلي.
وتسببت مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان في الماضي في إثارة غضب الصين التي تعد الجزيرة إقليما مارقا، وهددت باستعادتها بالقوة
ولكن تايوان تفضل ان لا تكون ورقة لعب بين بكين وواشنطن فتتوجه لاوربا لتسليحها وهذا مثال على ذلك
تايوان تشتري مروحيات أوروبية
مروحيات أوروبية من طراز أي سي 635 بعرض لسلاح الجو السويسري (رويترز-أرشيف)
يُذكر أن الشركة الصانعة لهذه المروحيات يوروكوبتر هي فرع من شركة الطيران والدفاع الأوروبية، الشركة الأم لشركة أيرباص لصناعة الطائرات التجارية وواحدة من ثلاث أكبر شركات بالعالم في الصناعات الجوية.
مروحية قتالية أميركية من طراز بلاك هوك (الفرنسية-أرشيف)
وفي هذا السياق لا تزال أزمة صفقة الأسلحة الأميركية الأخيرة إلى تايوان تتفاعل بين بكين وواشنطن التي دعت القيادة الصينية إلى فرض عقوبات على الشركات الأميركية التي تشملها الصفقة سبب الأزمة بين البلدين.
الرد الصيني كان ولا يزال في النطاق المتوقع، لكنه أشار إلى أنه من المبكر تحديد الضرر الذي قد تخلفه الأزمة على العلاقات بين البلدين.
قالت صحيفة أميركية إن الإعلان عن صفقة الأسلحة إلى تايوان المتزامن مع تصريحات جافة ضد بكين أطلقتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشأن الموقف من إيران، يمثل رسالة من واشنطن إلى بكين في ظل ما وصفته باستعراض الأخيرة عضلاتها أمام الولايات المتحدة.
وأوضحت نيويورك تايمز أن الصين تسببت بشكل أو بآخر بإهانة المسؤولين الأميركيين في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية، وأنها رفضت دعم خطوة أميركية أقوى إزاء التغير المناخي في قمة كوبنهاغن، وأنها وقفت ضد الطلبات الأميركية من مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات ضد إيران.
ومضت في تحليلها تقول إن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت الآن بالرد على الخطوات والمواقف الصينية عبر إعلانها عن اعتزامها بيع صفقة أسلحة تقدر بأكثر من ستة مليارات دولار إلى تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، مما أثار سخطا صينيا متزايدا، وما انعكس في أشد توتر في العلاقات الصينية الأميركية منذ 1972.
وبينما هددت بكين بفرض عقوبات على شركات الأسلحة الأميركية التي تصدر السلاح إلى تايوان وبخفض التعاون مع واشنطن، قررت في الوقت نفسه تعليق التبادل العسكري المشترك مع واشنطن، بالإضافة إلى قرارها تأجيل اجتماع تشاوري إستراتيجي مع الولايات المتحدة، ملوحة بالتداعيات السلبية المحتملة على التعاون بشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.
تصريحات كلينتون
وما أثار غضب التنين الصيني هو أن الإعلان عن صفقة بيع الأسلحة الأميركية لتايوان جاء متزامنا مع تصريحات كلينتون التي تحمل تعنيفا للصين بشأن عدم اتخاذها موقفا أقوى إزاء البرنامج النووي الإيراني.
ونسبت الصحيفة إلى أحد كبار المسؤولين بإدارة أوباما القول إن تلك الخطوات تأتي لتثبت للصين أنه يمكن للولايات المتحدة أن تتحرك وفق ما يقتضيه الأمن القومي الأميركي، ونسبت لمسؤول آخر قوله "إننا وعلى عكس الإدارة السابقة، لم ننتظر حتى النهاية لنعلن عن صفقة الأسلحة إلى تايوان" في إشارة إلى أن إدارة بوش هي التي أبرمت الصفقة، وأن أوباما الآن ينفذها على العلن.
وتساءلت نيويورك تايمز عن المسار الذي تتخذه إدارة أوباما بالعلاقات مع بكين؟ وعن جدوى الخطوات الأميركية المحتملة؟
وأجابت بأنه بعد تهديدات كل من الحربين على العراق وأفغانستان، فإن علاقات واشنطن مع بكين تشكل التحدي الأكبر لسياسة أوباما الخارجية، في ظل ما تشهده الصين من نمو اقتصادي للدرجة التي باتت فيها بكين المقرض الأجنبي الأكبر للولايات المتحدة نفسها، بالإضافة إلى كون الصين شريكا تجاريا للبلاد ومنافسا دوليا من حيث النفوذ الاقتصادي على المستوى العالمي.
"
تزامن الإعلان عن صفقة السلاح لتايوان وتصريحات كلينتون بشأن الموقف الصيني من الملف النووي الإيراني لم يأت من فراغ وإنما جاء للتأكيد على صلابة الموقف الأميركي بحد ذاته
"الصراحة والحزم
وأوضحت الصحيفة أن خطوة أوباما الأخيرة إزاء الصين تتمثل في أنه يرتئي أن بإمكانه أن يكون دبلوماسيا ومتعاونا في النقاط التي يلتقي بها مع بكين، وأن يكون صريحا وحازما بشأن المواقف التي لا يتفق بشأنها الجانبان.
تزامن الإعلان عن صفقة السلاح لتايوان وتصريحات كلينتون بشأن الموقف الصيني من الملف النووي الإيراني لم يأت من فراغ وإنما جاء للتأكيد على صلابة الموقف الأميركي بحد ذاته
"الصراحة والحزم
وأوضحت الصحيفة أن خطوة أوباما الأخيرة إزاء الصين تتمثل في أنه يرتئي أن بإمكانه أن يكون دبلوماسيا ومتعاونا في النقاط التي يلتقي بها مع بكين، وأن يكون صريحا وحازما بشأن المواقف التي لا يتفق بشأنها الجانبان.
ومضى أحد كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية والذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف، إلى أن تزامن الإعلان عن صفقة السلاح لتايوان وتصريحات كلينتون بشأن الموقف الصيني من الملف النووي الإيراني لم يأت من فراغ، وإنما جاء للتأكيد على صلابة الموقف الأميركي بحد ذاته.
وأشارت نيويورك تايمز بتحليلها إلى ما سمته التاريخ القديم من توتر العلاقات الأميركية الصينية، موضحة أن الرئيس السابق بيل كلينتون عمل على عزل الصين بسبب انتهاكاتها لقضايا تتعلق بحقوق الإنسان، وأنه تخلى عن موقفه عام 1994.
كما ذكرت أن مباحثات الرئيس السابق جورج بوش مع بكين شهدت نكدا، في ظل محاولة استعادة واشنطن طاقم طائرة التجسس التي أجبرها الصينيون على الهبوط في جزيرة هاينان الصينية.
وأما في عهد أوباما، فقالت نيويورك تايمز إن واشنطن تحتاج لبكين في قضايا تتعلق بالاقتصاد والتغير المناخي والملفين الإيراني والكوري الشمالي، مضيفة أن الأميركيين أرادوا مراقصة نظرائهم الصينيين على نغمات الموسيقى الهادئة، لكن الرياح جرت بما لم تشته السفن.
وأشارت إلى ما سمتها الإهانة الدبلوماسة الدولية التي وجهها رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو للرئيس الأميركي في كوبنهاغن عندما غادر المسؤول الصيني القمة الأخيرة وأرسل موفدا أقل مستوى ليتناقش مع أوباما.
بكين تعاقب شركات سلاح أميركية
قال متحدث باسم الخارجية الصينية اليوم الخميس إن قرار الحكومة فرض عقوبات غير محددة على الشركات الأميركية التي تبيع أسلحة لـتايوانhttp://www.aljazeera.net/NR/exeres/3CD2DCA4-54C3-4275-A866-4550E1ABCAB6.htm إجراء "مناسب".
وهددت بكين بفرض العقوبات مطلع الأسبوع الحالي بعدما قالت واشنطن إنها ستمضي قدما في صفقة لبيع أسلحة بقيمة 6.4 مليارات دولار إلى تايوان، وهو ما أثار غضب الصينيين.
في الوقت نفسه قال محللون إستراتيجيون لوكالة الأنباء الفرنسية إن صفقة الأسلحة الأميركية لن تهدد التفوق العسكري الساحق للصين، لكنها يمكن أن تجعل أي هجوم أو غزو لتايوان باهظ التكلفة.
وكانت تايوان أعلنت الأربعاء أنها تريد مزيدا من الأسلحة، ولاسيما أسلحة متطورة غير مكتفية بصفقة السلاح الحالية.
وشهدت تايوان تراجعا عسكريا أمام الصين خلال السنوات القليلة الماضية بسبب زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي الصيني، وهي تريد بشكل عاجل الحصول على طائرات متطورة من طراز أف16 وغواصات.
وقال توني وانغ المتحدث باسم الرئيس التايواني "نأمل بالحصول على طائرات أف16، مازلنا نسأل عن الغواصات ورغم تحسن العلاقات مع الصين فما زالت تايوان تحتاج لقوتها الدفاعية الخاصة بها.. نحتاج إلى إحساس بالأمن".
وتقول الصين إن هذه الصفقة يمكن أن تؤثر على مهمة التوحيد السلمي مع تايوان. وتطالب بكين بالسيادة على تايوان وهددت بمهاجمتها إذا حاولت تايبيه إضفاء الصفة الرسمية على استقلالها الفعلي.
وتسببت مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان في الماضي في إثارة غضب الصين التي تعد الجزيرة إقليما مارقا، وهددت باستعادتها بالقوة
ولكن تايوان تفضل ان لا تكون ورقة لعب بين بكين وواشنطن فتتوجه لاوربا لتسليحها وهذا مثال على ذلك
تايوان تشتري مروحيات أوروبية
أكدت تايوان عزمها شراء مروحيات عسكرية أوروبية في خطوة يتوقع لها أن تثير حفيظة الصين، في الوقت الذي لا تزال أزمة صفقة الأسلحة الأميركية إلى الجزيرة تتفاعل بين واشنطن وبكين.
وجاء الإعلان التايواني على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع مارتن يو الذي قال بتصريح له الجمعة إن بلاده ستشتري مروحيات من طراز أي سي 225 المخصصة للبحث والإنقاذ دون أن يعطي المزيد من التفاصيل، في الوقت الذي ذكرت مجلة الدفاع في تايوان أن الحكومة ستوقع خلال أيام عقدا مع شركة يوروكوبتر بقيمة 111 مليون دولار لشراء عشرين مروحية عسكرية.
ونقل عن مسؤول بسلاح الجو التايواني ترجيحه أن تسلم هذه الطائرات -التي تعتبر واحدة من أفضل مروحيات النقل للمسافات الطويلة- إلى تايوان مع نهاية العام المقبل، مع الإشارة إلى أنها مخصصة لعمليات البحث والإنقاذ وليس الأعمال القتالية.
الشركة الأوروبيةيُذكر أن الشركة الصانعة لهذه المروحيات يوروكوبتر هي فرع من شركة الطيران والدفاع الأوروبية، الشركة الأم لشركة أيرباص لصناعة الطائرات التجارية وواحدة من ثلاث أكبر شركات بالعالم في الصناعات الجوية.
وتعتبر هذه المرة الثالثة التي تتوجه فيها تايوان إلى أوروبا لشراء معدات عسكرية بعد شرائها سفنا حربية فرنسية من طراز لافاييت، ومقاتلات من طراز ميراج في تسعينيات القرن الماضي.
وفي هذا الإطار تحدثت مجلة الدفاع التايوانية عن صمت صيني مستغرب تجاه صفقة المروحيات الأوروبية بعد أزمة أثيرت أعقاب إقرار وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) صفقة بمليارات الدولارات إلى تايوان تضم منظومة متطورة من صواريخ باتريوتومروحيات مقاتلة من طراز بلاك هوك.
ولم تستبعد المجلة أن يكون الصمت الصيني عائدا إلى المعلومات التي تتحدث عن حراك أوروبي لرفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى الصين منذ عام 1989 على خلفية أحداث ساحة تيانمين.
ولم تستبعد المجلة أن يكون الصمت الصيني عائدا إلى المعلومات التي تتحدث عن حراك أوروبي لرفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى الصين منذ عام 1989 على خلفية أحداث ساحة تيانمين.
يُشار إلى أن تايوان تسعى إلى تعزيز قدراتها العسكرية بجيل متطور من منظومات الأسلحة بهدف إبقاء التوازن العسكري قائما في مضيق تايوان مع الاعتماد على دعم الولايات المتحدة.
الأزمة مستمرةوفي هذا السياق لا تزال أزمة صفقة الأسلحة الأميركية الأخيرة إلى تايوان تتفاعل بين بكين وواشنطن التي دعت القيادة الصينية إلى فرض عقوبات على الشركات الأميركية التي تشملها الصفقة سبب الأزمة بين البلدين.
ففي إفادة قدمها أمام لجنة مراجعة العلاقات الصينية الأميركية الاقتصادية والأمنية، قال ديفيد شير نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا إن إدارة الرئيس باراك أوباما تجري مشاورات مع الشركات المعنية بالصفقة مؤكدا بالوقت ذاته أن بكين لم تتخذ حتى الآن أي إجراء بهذا الصدد. الرد الصيني كان ولا يزال في النطاق المتوقع، لكنه أشار إلى أنه من المبكر تحديد الضرر الذي قد تخلفه الأزمة على العلاقات بين البلدين.
أما روبرت سكير نائب مساعد وزير الدفاع، فقد دعا إلى مزيد من الحوار مع الصين للتأكد من قيام الأخيرة بتهديد المصالح الأميركية في آسيا عسكريا.
يُذكر أن الشركات الأميركية المستفيدة من صفقة الأسلحة إلى تايوان هي بوينغ، ومجموعة شركات المتحدة للتكنولوجيا، وشركة لوكهيد مارتين وشرطة رايثيون. علما بأن شركتي بوينغ والمتحدة للتكنولوجيا تتمتعان بعلاقات وتعاون كبيرين مع السلطات الصينية.