علم الغيب ,, يقتضي معرفة المستقبل وهذا ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ,, حتى الرسول لا يخبر عن أي خبر مستقبلي إلا بوحي من الله ..
نرجع لقصة سارية الجبل ,, ما حصل لسيدنا عمر رضي الله عنه هو نوع من الكرامات فالله سبحانه وتعالى كشف له بصره ليحذر السرية التي هم بها كلاب الفرس ليقضوا عليها وليس من علم الغيب كما تذكر ,,,لا شيء مستحيل على الله سبحانه وتعالى .. وكما هو معلوم أنه الله يكشف بصر الإنسان ,, وقد وردت الأية الكريمة ( فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد ) فالله سبحانه وتعالى يكشف بصر البشر أثناء سكرات الموت ليستطيعوا رؤية عالم البرزخ ويروا الملائكة ومنهم ملك الموت ويعرفوا مقعدهم هل هم من أهل الجنة أم من أهل النار,, فهذه ظاهرة ليست مستحيلة ,, كرامات الله كثيرة ولا تقتصر على الصحابة أو الأنبيا ء أو غيرهم مثل الخضر عليه السلام أو غيره ,,
هناك قصة تذكرتها للتو بالمناسبة .. أثناء الحروب الصليبية كان ملك صقلية جالس في مقعد ملكه وقد أرسل جيش لسواحل تونس ,, وأثناء جلوسه كان لديه عالم مغربي مسلم جليل وكان الملك الصليبي يجله ويقدره ,,
فأثناء جلوس العالم المغربي لديه أتته أخبار حملته على تونس وما أحدثته الحملة من قتل وتخريب ..بعدها ألتفت ملك صقلية للعالم المسلم وقال له مستهزئا اليوم فعلا الأفاعيل في تونس فأين نصر الله عنكم وأين كان محمد عنكم ,,, فرد عليه العالم المغربي فقال له : محمد - صلى الله عليه وسلم - كان حاضرا في فتح الرها .. فضحك عليه الحضور وأستهزؤا به ,, ما عدا الملك لأنه كان يعلم قدر العالم ,, فأمر الملك بكتابة كلام العالم ومطابقته بالتاريخ الذي ذكرته وظل الملك الصليبي مهموما .. وفعلا أتته الرسل بخبر فتح الرها على يد القائد المسلم المجاهد عماد الدين زنكي في 6 جمادى الأخر عام 539 وهو نفس التاريخ الذي قال له العالم المسلم بأن الرها فتحت وحضر فتحها محمد صلى الله عليه وسلم .. فكاد الملك أن يموت من الهم لأن مدينة الرها تعتبر رابع أقدس مدينة لدى النصارى وأول مملكة صليبية تأسست في العالم الإسلامي ..هذه القصة موجودة في التاريخ الأسلامي وفي كتب تاريخ صقلية وجنوب إيطاليا التي كتبها المؤرخون الصليبيون في تلك المرحلة
فلاحظ كيف الله سبحانه وتعالى كشف بصر هذا الرجل ليرد على الملك الكافر ويدافع عن نبيه ,, رغم أن هذا الرجل لا يقارن في مكانته بمكانى سيدنا عمر صاحب الرسول وجاره في الجنة ... فكيف تستغرب هذا على سيدنا عمر ؟؟!!