"النجاشي" ملك الحبشة الصالح

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
"النجاشي" ملك الحبشة الصالح

محيط - مي كمال الدين


النجاشي ملك الحبشة وصفه رسول الله "صلى الله عليه وسلم " بأنه ملك صالح" و"أنه ملك لا يُظلم عنده أحداً"، ويقال عنه أنه كان عبداً صالحاً لبيباً زكياً، عادلاً عالماً.

اسمه أصحمة ويعني "عطية" ويقال أن كلمة "نجاشي" هي لفظ من الحبشة يطلق على الحاكم أو الملك مثل "قيصر" لملك الروم، و"كسرى" لملك الفرس، وفرعون لملك مصر وهكذا.

تولى الحكم بعد وفاة عمه بصاعقة، اشتهر النجاشي بعدله في الحكم وتجاوزت سيرته الطيبة الحبشة وانتشرت في العديد من البلدان.

نصح الرسول "صلى الله عليه وسلم" المسلمين عندما اشتد أذى المشركين بهم بترك مكة والهجرة إلى الحبشة لأن بها ملك عادل في حكمه لا يًظلم عنده أحد.




النجاشي والمسلمين

للنجاشي العديد من المواقف التي ساعد بها المسلمين وكان سبباً في إسلام عمرو بن العا ص نذكر من هذه المواقف استقباله للمسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة هروباً من اضطهاد قريش، وذلك عندما نصحهم الرسول "صلى الله عليه و سلم" بترك مكة و الهجرة إلى الحبشة لأن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد و عادل في حكمة كريماً في خلقة، كما أنه هو الذي قام بدفع صداق السيدة أم حبيبة رضي الله عنها، وأرسلها مع المهاجرين العائدين من الحبشة إلى الرسول "صلى الله عليه وسلم".




هجرة المسلمين للحبشة



كان عمرو بن العاص على الجاهلية عندما وفد على النجاشي جماعة المسلمين المهاجرين إلى الحبشة، وأراد عمرو أن يسلمه النجاشي هؤلاء المسلمين فذهب إليه مع أعوانه محملاً بالهداية الثمينة، طالباً منه أن يسلمه المسلمين فرفض النجاشي أن يسلمهم له دون أن يستمع لهم فدعاهم النجاشي، ولما حضروا صاح جعفر بن أبي طالب بالباب " يستأذن عليك حزب الله " فقال النجاشي: مروا هذا الصائح فليعد كلامه، ففعل.

قال نعم فليدخلوا بإذن الله وذمته، فدخلوا ولم يسجدوا له، فقال: ما منعكم أن تسجدوا لي؟ قالوا: إنما نسجد لله الذي خلقك وملكك، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان، فبعث الله فينا نبيا صادقا، وأمرنا بالتحية التي رضيها الله، وهي " السلام " تحية أهل الجنة، فعرف النجاشي أن ذلك حق، وأنه في التوراة والإنجيل.



فقال أيكم الهاتف يستأذن؟ فقال جعفر أنا، قال فتكلم، قال إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم، وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي، فأمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما، فتسمع محاورتنا، فقال عمرو لجعفر تكلم. فقال جعفر للنجاشي سله أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنا عبيدا أبقنا من أربابنا فارددنا إليهم، فقال عمرو : بل أحرار كرام . فقال: هل أهرقنا دما بغير حق فيقتص منا؟ قال عمرو: ولا قطرة، فقال هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا قضاؤها ؟ فقال عمرو: ولا قيراط، فقال النجاشي: فما تطلبون منه؟ قال كنا نحن وهم على أمر واحد على دين آبائنا، فتركوا ذلك واتبعوا غيره، فقال النجاشي: ما هذا الذي كنتم عليه، وما الذي اتبعتموه؟ قل وأصدقني .

فقال جعفر: أما الذي كنا عليه فتركناه وهو دين الشيطان ، كنا نكفر بالله ونعبد الحجارة، وأما الذي تحولنا إليه فدين الله الإسلام جاءنا به من الله رسول وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقا له، فقال تكلمت بأمر عظيم، فعلى رسلك .

ثم أمر بضرب الناقوس فاجتمع إليه كل قسيس وراهب، فقال لهم أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، هل تجدون بين:عيسى وبين يوم القيامة نبيا ؟ قالوا: اللهم نعم، قد بشرنا به عيسى، وقال من آمن به فقد آمن بي، ومن كفر به فقد كفر بي، فقال النجاشي لجعفر رضي الله عنه ماذا يقول لكم هذا الرجل ؟ وما يأمركم به؟ وما ينهاكم عنه؟، فقال يقرأ علينا كتاب الله، ويأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر، ويأمرنا بحسن الجوار وصلة الرحم وبر اليتيم، ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له .

فقال اقرأ مما يقرأ عليكم، فقرأ سورتي العنكبوت والروم، ففاضت عينا النجاشي من الدمع، وقال زدنا من هذا الحديث الطيب، فقرأ عليهم سورة الكهف .

فأراد عمرو أن يغضب النجاشي، فقال إنهم يشتمون عيسى وأمه، فقال ما تقولون في عيسى وأمه ؟ فقرأ عليهم سورة مريم، فلما أتى على ذكر عيسى وأمه رفع النجاشي بقشة من سواكه قدر ما يقذي العين، فقال والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيرا .

ورفض النجاشي أن يسلم المسلمين لعمرو بن العاص بعد أن سمع منهم، وأمنهم في بلده، وعاد المسلمون من الحبشة مرة أخرى عقب فتح خيبر وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب، وفرح الرسول "صلى الله عليه وسلم" بهم كثيراً حتى انه قال: " ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا؛ أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟".





في كتاب البداية والنهاية لابن كثير يذكر لنا:


رسل رسول الله

ذكر البيهقي أيضاً عن الحاكم، عن أبي الحسن محمد بن عبد الله الفقيه - بمرو - حدثنا حماد بن احمد، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن اسحاق قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شان جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وكتب معه كتاباً‏:‏

‏"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلام عليك فاني احمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن، واشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخته، كما خلق ادم بيده ونفخه‏.‏

واني ادعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وان تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فاني رسول الله وقد بعثت إليك ابن عمي جعفراً، ومعه نفر من المسلمين فإذا جاءوك فاقرهم ودع التجبر، فاني ادعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى‏‏".‏

فكتب النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم بن ابجر، سلام عليك يا نبي الله من الله ورحمة الله وبركاته لا اله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت‏.‏

وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقرينا ابن عمك وأصحابه، فاشهد انك رسول الله صادقاً ومصدقاً، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين‏.‏

وقد بعثت إليك يا نبي الله باربحا بن الأصحم بن ابجر، فاني لا املك إلا نفسي، وان شئت أن أتيك فعلت يا رسول الله فاني اشهد أن ما تقول حق‏".‏‏





عمرو بن العاص والنجاشي



كان عمرو بن العاص مازال على الجاهلية عندما قدم المهاجرين المسلمين على النجاشي في الحبشة، وكان يقول لو أسلمت قريش كلها لن اسلم، وكان للنجاشي فضل كبير في إسلام عمرو بعد ذلك، وتبدأ قصته مع النجاشي كما يلي:

قال عمرو بن العاص: لما انصرفنا يوم الأحزاب عن الخندق، جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون رأيي، ويسمعون مني، فقلت لهم‏:‏ تعلمون والله إني أرى أمر محمد يعلو الأمور علواً منكراً، واني لقد رأيت أمراً فما ترون فيه‏؟‏

قالوا‏:‏ وما رأيت ‏؟‏

قال‏:‏ رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فان ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فانا إن نكن تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وان ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير‏.‏

قالوا‏:‏ إن هذا لرأي‏.‏

قلت‏:‏ فاجمعوا لنا ما نهدي له، فكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الادم، فجمعنا له ادماً كثيراً، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله أنا لعنده إذ جاءه عمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شان جعفر وأصحابه‏، وأيضاً بكتاب ليزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان.

قال‏:‏ فدخل عليه، ثم خرج من عنده‏.‏

قال‏:‏ فقلت لأصحابي‏:‏ هذا عمرو بن أمية لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فاعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت رأت قريش إني قد اجزات عنها حين قتلت رسول محمد‏.‏

فدخلت على النجاشي فسجدت له كما كنت اصنع، فقال‏:‏ مرحباً بصديقي اهديت لي من بلادك شيئاً‏؟‏

قال‏:‏ قلت نعم أيها الملك، اهديت لك ادماً كثيراً‏.‏

ثم قدمته فأعجبه، وفرق منه شيئاً بين بطارقته، وأمر بسائره فادخل في موضعٍ، وأمر أن يكتب ويحتفظ به، فلما رأيت طيب نفسه قلت‏:‏ أيها الملك، إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك وهو رسول عدو لنا، قد وترنا وقتل أشرافنا وخيارنا فأعطنيه فاقتله‏.‏

فغضب من ذلك، ورفع يده فضرب بها انفي ضربة ظننت انه كسره، فابتدر منخراي فجعلت أتلقى الدم بثيابي، فأصابني من الذل ما لو انشقت بي الأرض دخلت فيها فرقاً منه‏.‏

ثم قلت‏:‏ أيها الملك لو ظننت انك تكره ما قلت ما سألتك‏.‏

قال‏:‏ فاستحيا وقال‏:‏ يا عمرو تسألني أن أعطيك رسول رسول الله من يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، والذي كان يأتي عيسى لتقتله‏؟‏

قال عمرو‏:‏ فغير الله قلبي عما كنت عليه، وقلت في نفسي‏:‏ عرف هذا الحق، والعرب، والعجم، وتخالف أنت‏؟‏

ثم قلت‏:‏ أتشهد أيها الملك بهذا‏؟‏

قال‏:‏ نعم، اشهد به عند الله يا عمرو فاطعني واتبعه، فوالله انه لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده‏.‏

قلت‏:‏ أتبايعني له على الإسلام‏؟‏

قال‏:‏ نعم، فبسط يده فبايعني على الإسلام، ثم دعا بطست فغسل عني الدم، وكساني ثياباً - وكانت ثيابي قد أمتلات بالدم فألقيتها - ثم خرجت على أصحابي فلما رأوا كسوة النجاشي سروا بذلك، وقالوا‏:‏ هل أدركت من صاحبك ما أردت‏؟‏

فقلت لهم‏:‏ كرهت أن اكلمه في أول مرة، وقلت أعود إليه‏.‏

فقالوا‏:‏ الرأي ما رأيت‏.‏

خرج عمرو بن العاص من عند النجاشي وقد شرح الله قلبه للإسلام وبالفعل انطلق قاصداً رسول الله، والتقى بكل من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وأعلن الجميع إسلامهم بن يدي رسول الله "صلى الله عليه وسلم".




تلبيته لطلب الرسول

أرسل الرسول "صلى الله عليه وسلم" إلى النجاشي بكتاب ليزوجه من السيدة أم حبيبة – رملة بنت أبي سفيان - وهي رضي الله عنها كانت واحدة من المهاجرات المسلمات إلى الحبشة، وواحدة من ضمن المسلمين الذين اشتد عليهم أذى الكفار فهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش مع من هاجر إلى الحبشة من المسلمين، ولكن محنة أخرى أصابتها بعدما ارتد زوجها عن الإسلام وتحول إلى النصرانية ثم انكب على الخمر حتى مات، وقد بشرت أم المؤمنين "أم حبيبة" في منام لها أن جاءها آت في المنام وناداها بأم المؤمنين.

لبى النجاشي طلب الرسول ودفع صداق أم حبيبة أربعمائة دينار بالحبشة وجهزها نيابة عن الرسول وأرسلها مع المهاجرين العائدين من الحبشة.




كرم الرسول وتواضعه

نذكر هنا أحد الموقف كما رواها ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، قال أبي قتادة قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يخدمهم فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله، فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم "انهم كانوا لأصحابنا مكرمين وإني أحب أن اكافيهم"



وفاة النجاشي

عندما توفى النجاشي نعاه الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" قال البخاري‏ في موت النجاشي‏:‏ حدثنا أبو الربيع، حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" - حين مات النجاشي:‏ ‏‏مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة".

وفي كتاب البداية والنهاية لابن كثير يذكر لنا: ذكر الحافظ البيهقي ها هنا موت النجاشي صاحب الحبشة على الإسلام، ونعي رسول الله صلى الله عليه وسلم له إلى المسلمين وصلاته عليه‏، فروى‏:‏ من طريق مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى إلى الناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم وكبر أربع تكبيرات‏.‏

وقال العلماء أنه صلي عليه لأنه كان يكتم إيمانه عن قومه فلم يكن عنده يوم وفاته من يصلي عليه عقب عودة المسلمين من الحبشة، فصلى الرسول "صلى الله عليه وسلم عليه" صلاة الغائب، ويقال أن وفاته كانت في رجب السنة التاسعة من الهج
 
رد: "النجاشي" ملك الحبشة الصالح

بارك الله فيك أخي العزيز

أستفدت كثيرا مما قرأت
 
رد: "النجاشي" ملك الحبشة الصالح

بارك الله فيك اخي ..
يا موصيبه انا استمتعت بقراءة موضوعك الرائع وخاصة اننا في نهار رمضان ..

تقييم ..
 
رد: "النجاشي" ملك الحبشة الصالح

بالفعل حااكم عاادل رحمه الله
 
رد: "النجاشي" ملك الحبشة الصالح

بارك الله في الاخوة
لكن عندي سؤال على حاكم يشبه بعض الشئء وهو هرقل
فقد سمعت ان هرقل عضيم الروم اسلم وكتم اسلامه خوفا من قتله من طرف القساوسة وهربان الدين المسيحي
فهل صحيح هرقل اسلم وكتم اسلامه في اخر عمره ?!
 
رد: "النجاشي" ملك الحبشة الصالح

بارك الله في الاخوة
لكن عندي سؤال على حاكم يشبه بعض الشئء وهو هرقل
فقد سمعت ان هرقل عضيم الروم اسلم وكتم اسلامه خوفا من قتله من طرف القساوسة وهربان الدين المسيحي
فهل صحيح هرقل اسلم وكتم اسلامه في اخر عمره ?!
الله واعلم لكان حسب مااعلم هو احترم الاسلام ولم يقطع رساله الرسول صلى الله عليه وسلم كما فعل زعيم المجوس النتينين

ولااعتقد انه اسلام لاان بذلك الوقت سلطته كاانت اقوى من القساوسه القساوسه سيطرو على اوروبا بالقرن الثالث هجري على مماعتقد سيطره كامله
 
رد: "النجاشي" ملك الحبشة الصالح

الله واعلم لكان حسب مااعلم هو احترم الاسلام ولم يقطع رساله الرسول صلى الله عليه وسلم كما فعل زعيم المجوس النتينين

ولااعتقد انه اسلام لاان بذلك الوقت سلطته كاانت اقوى من القساوسه القساوسه سيطرو على اوروبا بالقرن الثالث هجري على مماعتقد سيطره كامله

بارك الله فيك اخي على الاهتمام والتوضيح
واحد افراد الامبراطورية الرومانية هنا في المنتدى وراح نوجه له السؤال
هل هرقل عضيم الروم اسلم وكتم اسلامه في اخر ايامه مثل النجاشي كما يقال اويشاع ام لا
هو عارف نفسه المطلوب منه الاجابة
:a030[2]:
 
رد: "النجاشي" ملك الحبشة الصالح

إسلام هرقل ملك الشام
[FONT=times new roman(arabic)]من كتاب

[/FONT]مختصر هداية الحيارى في الرد على اليهود والنصارى

فاصل

كا ت هرقل [FONT=times new roman(arabic)]ملك الشام أحد أكابر علمائهم بالنصرانية ‏(‏هرقل‏)‏قد عرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، وعزم على الإسلام فأبى عليه النصارى، فخافهم على نفسه، وضل بملكه مع علمه بأنه سينقل عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ونحن نسوق قصته، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس أن أبا سفيان أخبره من فِيه إلى فِيه، قال‏:‏انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، وقد كان دحية بن خليفة جاء به، فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل، فقال هرقل‏:‏هل ههنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي‏؟‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، فدعا بترجمانه، فقال‏:‏قل لهم إني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كذبني فكذبوه، فقال أبو سفيان‏:‏ وأيم الله، لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب لكذبت، ثم قال لترجمانه‏:‏ سله كيف حسبه فيكم‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ هو فينا ذو حسب، قال‏:‏ فهل كان من آبائه [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]‏(‏ص 33‏)‏ من ملك‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ومن اتبعه أشراف الناس أم ضعفاءهم‏؟‏ قلت‏:‏ بل ضعفاؤهم، قال‏:‏ أيزيدون أم ينقصون‏؟‏ قلت‏:‏ لا، بل يزيدون، قال‏:‏ فهل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له قال‏:‏ قلت‏:‏ لا، قال‏:‏ فهل قاتلتموه‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ فكيف كان قتالكم إياه‏؟‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]قال‏:‏ قلت‏:‏ يكون الحرب بيننا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه، قال‏:‏ فهل يغدر‏؟‏ قلت‏:‏ لا، ونحن منه في مدة ما ندري ما هو صانع فيها، قال‏:‏ فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه، قال‏:‏ فهل قال هذا القول أحد قبله‏؟‏ قلت‏:‏ لا، قال لترجمانه‏:‏ قل له أني سألتك عن حسبه، فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك هل كان في آبائه ملك، فزعمت أن لا، فقلت‏:‏ لو كان في آبائه ملك، لقلت رجل يطلب ملك آبائه‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم‏؟‏ فقلت‏:‏ بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال‏؟‏ فزعمت أن لا، فقد عرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله عز وجل‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخله سخطة له‏؟‏ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك هل يزيدون أم ينقصون‏؟‏ فزعمت أنهم يزيدون‏؟‏ وكذلك الإيمان حتى يتم‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك هل قاتلتموه‏؟‏ فزعمت أنكم قاتلتموه فيكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لها العاقبة‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك هل يغدر‏؟‏ فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله‏؟‏ فزعمت أن لا، فقلت‏:‏ لو قال هذا القول أحد من قبله قلت‏:‏ رجل إئتم بقول قيل قبله‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ثم قال‏:‏ فبم يأمركم‏؟‏ قلت‏:‏ يأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصلة، والعفاف، قال إن يكن ما تقول حقا إنه لنبي، وقد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أكن أظنه منكم، ولو أعلم أني أخلص إليه لا حببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه ‏(‏‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد‏:‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]فإني أدعوك بدعاية إذ أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك لعنة الأريسيين و [/FONT]
[FONT=&quot]‏(‏يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا أشهد بأنا مسلمون‏[/FONT][FONT=&quot]([/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] فلما قرأه، وفرغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات عنده، وكثر اللغط، وأمر بنا فأخرجنا‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ثم أذن هرقل عظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمرا بأبوابها فغلقت، ثم أطلع فقال‏:‏ يا معشر الروم‏!‏ هل لكم في الفلاح والرشد، وأن تثبت مملكتكم فتبايعوا هذا النبي‏؟‏ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد‏(‏ص 34‏)‏ غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان، قال‏:‏ ردوهم علي، فقال‏:‏ إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له، ورضوا عنه‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]فهذا ملك الروم، وكان من علمائهم أيضا، عرف وأقر أنه نبي، وأنه سيملك ما تحت قدميه، وأحب الدخول في الإسلام، فدعى قومه إليه فولوا عنه معرضين كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة، فمنعه من الإسلام الخوف على ملكه ورياسته، ومنع أشباه الحمير ما منع الأمم قبلهم‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ولما عرف ‏(‏‏(‏النجاشي ملك الحبشة‏)‏‏)‏ أن النصارى لا يخرجون عن عبادة الصليب إلى عبادة الله وحده أسلم سرا، وكان يكتم إسلامه بينهم هو وأهل بيته، ولا يمكنه مجاهرتهم‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسل إليه عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه، مكانه يدعوه إلى الإسلام، [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]فقال له عمرو‏:‏ يا أصحمة‏!‏علي القول وعليك الاستماع، إنك كأنك في الرقة علينا منا وكانا في الثقة بك منك لأنا لم نظن بك خيرا قط إلا نلناه، ولم نخفك على شيء قط إلا أمناه، وقد أخذنا الحجة عليك من فيك الإنجيل بيننا وبينك شاهد لا يرد، وقاض لا يجور، وفي ذلك موقع الحز، وإصابة المفصل، وإلا فأنت في هذا النبي الأمي كاليهود في عيسى ابن مريم‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم رسله إلى الناس فرجاك لما لم يرجهم له، وأمنك على ما خافهم عليه لخبر سالف، وأجر منتظر، فقال النجاشي‏:‏ أشهد بالله إنه للنبي الأمي الذي ينتظره أهل الكتاب، وإن بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل، وإن العيان ليس بأشفى من الخبر‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]قال الواقدي‏:‏ وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ‏(‏‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة‏:‏ أسلم أنت فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته، ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، حملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وإن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله إليك، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت، ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى‏)‏‏)‏‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]فكتب إليه النجاشي‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله من النجاشي أصحمة، سلام عليك يا نبي الله من الله وبركات الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد‏:‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]فلقد بلغني كتابك فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض إن عيسى لا يزيد على ما ذكرت تفروقا، إنه كما ذكرت وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قر بنا‏(‏ص 35‏)‏ ابن عمك وأصحابه، فأشهد إنك رسول الله صادقا مصدقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]و‏(‏‏(‏التفروق‏)‏‏)‏‏:‏ علامة تكون بين النواة والتمرة‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]فاصل[/FONT]
 
عودة
أعلى