نحو تفسير أسهل
الدكتور عائض القرني
سورة البروج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الدكتور عائض القرني
سورة البروج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ ذات الْبُرُوجِ
(1)
أقسم قسما بالسماء ذات المنازل للكواكب، التي تنزلها الكواكب الاثنا عشر منزلا منزلا، وبرجا برجا بحساب وإتقان وحكمة.
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)
وأقسم قسما باليوم الذي جعله الله موعدا للعالم لفصل القضاء، فلا يخلف فيه وعده، بل هو واقع لا محالة، كائن لا شك في وقت معين وأجل مسمى.
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)
وأقسم بكل شاهد في ذاك اليوم وحاضر ومعاين لغيره، وكل مشهود عليه بأعماله التي عملها، فالرسل والأمم شاهد ومشهود، ولكل حكم وقضية شهود وخصوم، والحاكم هو الله وحده.
قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4)
لعن وعذب أصحاب الأخدود في نجران الذين حفروا شقا في الأرض، ثم ملأوه نارا وأقحموا فيه المؤمنين.
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)
حيث أشعلوا نارا عظيمة لها وقود ولهيب تأكل من وقع فيها، أشعلها الكفار للأبرار.
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)
والكفار قعدوا على حافة النار يشاهدون عذاب الأخيار، ليتشفوا بمشهد التعذيب شأن الجبابرة.
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
وهؤلاء الكفار ينظرون إلى المؤمنين يعذبون ويبصرون النار تشويهم، وقد جلسوا يتفرجون متلذذين بعذاب الصالحين.
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)
وما عابوا عليهم إلا الإيمان بالله، فليس للمؤمنين ذنب عندهم إلا طاعتهم لربهم وإلا فما آذوهم وما ظلموهم.
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
والله المعبود له ملك السماوات والأرض خلقا وتدبيرا وتصريفا، وهو شاهد على كل شيء، عالم بكل أمر، مطلع على كل فعل، محيط بما دق وجل.
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
إن الذين آذوا المؤمنين بالإحراق، وصدوهم عن دينهم، وابتلوهم في عقيدتهم، واستمروا على الكفر والأذى، ولم يتوبوا من الفعل الشنيع والأذى الفظيع، فسوف يحرقهم الله بنار الآخرة التي لا تبقي ولا تذر، خالدين فيها أبدا.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
إن الذين آمنوا بالله وعملوا الصالحات جزاؤهم الجنات في خلود مقيم، ونعيم عظيم في جوار ملك كريم، وهذا هو الظفر بالمطلوب، والفوز بالمرغوب، وإدراك كل محبوب، بفضل علام الغيوب.
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)
إن عذاب ربك عنيف لا يطاق، وإن أخذه شديد لا يقاوم، إذا أخذ أهلك، وإذا بطش دمر.. يقصم الجبابرة، ويمحق العتاة، ويبيد الطغاة.
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)
إنه سبحانه ينشئ الخلق في البدء، ويعيدهم في النهاية، يخلقهم من العدم، ويبعثهم وهم رمم، أمات وأحيا، وأنشأ وسوى، وخلق وهدى.
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)
كثير الغفران لأهل الذنوب والعصيان، وواسع الحلم والتودد لكل تائب ندمان.. للمقصر يغفر، وللمقبل متودد.
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)
خلق العرش العظيم واستوى عليه، وهو عظيم الذات، جميل الصفات، حسن الأفعال، له العظمة والجلال.
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)
يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، نفذت قدرته، وبهرت حكمته.
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)
هل نعلمك - أيها النبي - خبر الأقوام الطغاة الطغام؛ الذين حاربوا الرسل الكرام، وأكثروا في الأرض من الآثام، واغتروا بإقبال الأيام؟
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)
هم جنود فرعون العنيد، وجيش هذا الطاغية الرعديد، وقوم ثمود، الذين تجاوزوا الحدود، فكلهم بلغ غاية في الفساد، ووصل نهاية الإلحاد، وأمعن في العناد.
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)
بل حال هؤلاء الكفار عجيب، ونبؤهم غريب، فهم كذبوا الرسول، وأنكروا القرآن، وجحدوا الحساب، وارتكبوا الضلالة، وانحرفوا عن الهداية.
وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
والله محيط بهم.. لا يعجزونه، قادر عليهم لا يفوتونه.. تحت حكمه مقهورون، وعن ملكه لا يخرجون.
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)
بل إن هذا القرآن شريف المكان، ظاهر البيان، مبارك عظيم، مرشد كريم؛ لأنه كلام الرحمن الرحيم.
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
مكتوب في لوح محفوظ من الزيادة والنقصان، مصون عن تحريف الإنسان والجان، وتنزه عن الزلل، وجل عن الخلل؛ لأنه منزل من الله عز وجل.
عن الشرق الأوسط
أقسم قسما بالسماء ذات المنازل للكواكب، التي تنزلها الكواكب الاثنا عشر منزلا منزلا، وبرجا برجا بحساب وإتقان وحكمة.
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)
وأقسم قسما باليوم الذي جعله الله موعدا للعالم لفصل القضاء، فلا يخلف فيه وعده، بل هو واقع لا محالة، كائن لا شك في وقت معين وأجل مسمى.
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)
وأقسم بكل شاهد في ذاك اليوم وحاضر ومعاين لغيره، وكل مشهود عليه بأعماله التي عملها، فالرسل والأمم شاهد ومشهود، ولكل حكم وقضية شهود وخصوم، والحاكم هو الله وحده.
قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4)
لعن وعذب أصحاب الأخدود في نجران الذين حفروا شقا في الأرض، ثم ملأوه نارا وأقحموا فيه المؤمنين.
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)
حيث أشعلوا نارا عظيمة لها وقود ولهيب تأكل من وقع فيها، أشعلها الكفار للأبرار.
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)
والكفار قعدوا على حافة النار يشاهدون عذاب الأخيار، ليتشفوا بمشهد التعذيب شأن الجبابرة.
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
وهؤلاء الكفار ينظرون إلى المؤمنين يعذبون ويبصرون النار تشويهم، وقد جلسوا يتفرجون متلذذين بعذاب الصالحين.
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)
وما عابوا عليهم إلا الإيمان بالله، فليس للمؤمنين ذنب عندهم إلا طاعتهم لربهم وإلا فما آذوهم وما ظلموهم.
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
والله المعبود له ملك السماوات والأرض خلقا وتدبيرا وتصريفا، وهو شاهد على كل شيء، عالم بكل أمر، مطلع على كل فعل، محيط بما دق وجل.
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
إن الذين آذوا المؤمنين بالإحراق، وصدوهم عن دينهم، وابتلوهم في عقيدتهم، واستمروا على الكفر والأذى، ولم يتوبوا من الفعل الشنيع والأذى الفظيع، فسوف يحرقهم الله بنار الآخرة التي لا تبقي ولا تذر، خالدين فيها أبدا.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
إن الذين آمنوا بالله وعملوا الصالحات جزاؤهم الجنات في خلود مقيم، ونعيم عظيم في جوار ملك كريم، وهذا هو الظفر بالمطلوب، والفوز بالمرغوب، وإدراك كل محبوب، بفضل علام الغيوب.
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)
إن عذاب ربك عنيف لا يطاق، وإن أخذه شديد لا يقاوم، إذا أخذ أهلك، وإذا بطش دمر.. يقصم الجبابرة، ويمحق العتاة، ويبيد الطغاة.
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)
إنه سبحانه ينشئ الخلق في البدء، ويعيدهم في النهاية، يخلقهم من العدم، ويبعثهم وهم رمم، أمات وأحيا، وأنشأ وسوى، وخلق وهدى.
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)
كثير الغفران لأهل الذنوب والعصيان، وواسع الحلم والتودد لكل تائب ندمان.. للمقصر يغفر، وللمقبل متودد.
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)
خلق العرش العظيم واستوى عليه، وهو عظيم الذات، جميل الصفات، حسن الأفعال، له العظمة والجلال.
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)
يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، نفذت قدرته، وبهرت حكمته.
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)
هل نعلمك - أيها النبي - خبر الأقوام الطغاة الطغام؛ الذين حاربوا الرسل الكرام، وأكثروا في الأرض من الآثام، واغتروا بإقبال الأيام؟
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)
هم جنود فرعون العنيد، وجيش هذا الطاغية الرعديد، وقوم ثمود، الذين تجاوزوا الحدود، فكلهم بلغ غاية في الفساد، ووصل نهاية الإلحاد، وأمعن في العناد.
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)
بل حال هؤلاء الكفار عجيب، ونبؤهم غريب، فهم كذبوا الرسول، وأنكروا القرآن، وجحدوا الحساب، وارتكبوا الضلالة، وانحرفوا عن الهداية.
وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
والله محيط بهم.. لا يعجزونه، قادر عليهم لا يفوتونه.. تحت حكمه مقهورون، وعن ملكه لا يخرجون.
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)
بل إن هذا القرآن شريف المكان، ظاهر البيان، مبارك عظيم، مرشد كريم؛ لأنه كلام الرحمن الرحيم.
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
مكتوب في لوح محفوظ من الزيادة والنقصان، مصون عن تحريف الإنسان والجان، وتنزه عن الزلل، وجل عن الخلل؛ لأنه منزل من الله عز وجل.
عن الشرق الأوسط
التعديل الأخير: