نجحت إسرائيل مؤخراً بوضع قمر اصطناعي في المدار الفضائي مخصص لأغراض التجسس، وطبقا لما ذكره الخبراء العسكريون، فإن هذا القمر الجديد يسمح لإسرائيل بمراقبة منطقة الشرق الأوسط باستخدام تقنية خاصة تستخدم لأول مرة وتهدف إلى مراقبة أية تحركات عسكرية مباغتة لأعدائها المعلنين، والقمر الجديد الذي يسمى أفق ـ 5 مزود بكاميرا خاصة لتصوير العديد من المواقع في الشرق الأوسط بأكملها بشكل يومي وأكثر تفصيلا يزود الاستخبارات الإسرائيلية بصور على قدر عال من الدقة إلى درجة أنه يمكن عبرها تمييز الأجسام المختلفة.
- وبإطلاق هذا القمر تكون إسرائيل قد أكملت الجزء الأكبر من مشروعها الهادف إلى بسط السيطرة على فضاء الشرق الأوسط، وقد عبرت بعض المصادر الإسرائيلية في نفس يوم الإطلاق عن ذلك الحدث بأنه لم تعد هناك أية نقطة في الشرق الأوسط تغيب عن عين قمر التجسس الإسرائيلي، كما أن إسرائيل انضمت إلى عضوية "نادي التجسس الفضائي" الذي يضم فقط الولايات المتحدة وروسيا والصين.
بداية عمل القمر
- منذ اليوم الأول من يونيو 2002 بدأ القمر ببث صوره التجسسية، وتلقى الخبراء والأخصائيون العسكريون الإسرائيليون الصور الأولى مما يبثه القمر، وتقنيا يقوم القمر الجديد بالدوران حول الأرض كل 90 دقيقة على ارتفاع 450 كيلومترا، ينقل خلالها صورا عن تحركات القوات ومواقع بطاريات الصواريخ أو منشآت المواقع النووية وفق ما أفاد به خبراء عسكريون إسرائيليون، ويشكل القمر الاصطناعي الإسرائيلي الجديد، والذي سيحل محل القمر أفق ـ3، تحديا كبيرا للأمن القومي العربي، فهو يهدد أمن جميع دول الشرق الأوسط خاصة الدول العربية المحاذية إسرائيل، حيث تستطيع إسرائيل كشف المواقع العسكرية في تلك الدول بدقة متناهية وبشكل روتيني ودقيق جدا وذلك لدرجة الوضوح التام فيما يلتقطه القمر وما يرسله من صور للمواقع.
- فباستطاعة هذا القمر أن ينقل صورا لأشياء يبلغ حجمها أقل من متر طولا تلتقط على علو450 كيلومترا، كما أنه القمر الوحيد في العالم الذي أطلق عكس اتجاه دوران الأرض من الشرق إلى الغرب حتى تسقط شظاياه في حال وقوع حادث طارئ في البحر وليس على اليابسة، وحسب ما أفاد به الخبراء، فإن تكلفة بناء وإطلاق القمر الاصطناعي أفق ـ5، الذي يأتي بعد فشل تجربة القمر أفق ـ4 والذي أطلق سرا في يناير ،1998 بلغ ما يقرب من 100 مليون دولار، وسوف يحل محل القمر السابق أفق ـ3 الذي أطلق إلى الفضاء في أبريل من العام 1995 وتوقف عن العمل بعد أن انتهت مدة صلاحيته في يناير من العام ،2001 حيث نفذ منه الغاز الذي يمكن لخبراء القاعدة الأرضية التحكم في مساره،، ويبلغ طول قمر التجسس أفق ـ5 مترين و300 سنتيمتر، وقطره حوالي متر و200 سنتيمتر، ويبلغ وزنه 300 كيلوجرام وهو مصنوع بالكامل في إسرائيل، ويدور حول الأرض على ارتفاع يتراوح ما بين 400 و600 كيلومتر، ويحمل كاميرا تليسكوبية صممتها شركة "البيت سيستمز" الإسرائيلية،، ويبلغ متوسط عمره الافتراضي أربع سنوات ويستطيع تصوير أية بقعة في العالم16 مرة يوميا.
- وبإطلاق القمر أفق ـ 5 تكون إسرائيل قد اكتسبت ميزة كبيرة وتفوقا يضاف إلى التفوق الذي كانت تتميز به، حيث يمنح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فرصة للتحكم بما يدور على الأرض في المناطق المعادية لإسرائيل،، فقد قال الخبير العسكري الإسرائيلي زئيف شيف أن إسرائيل قد عززت بذلك قدرتها على الردع ضد الأخطار التي تهدد وجودها.
بداية التخطيط الإسرائيلي لبرنامجها الفضائي:
- وبالعودة إلى الوراء، فإن إسرائيل بدأت التخطيط الفعلي لبرنامجها الفضائي منذ عام1959 حينما أنشأت اللجنة القومية لأبحاث الفضاء برئاسة البروفيسور ديفيد بريجمان، وفي عام 1966 تم الإعلان عن إنشاء معهد متخصص في بحوث الفضاء في جامعة تل أبيب، وتم في نفس العام إنشاء فريق من علماء الفضاء تحت إشراف مباشر من وزير الخارجية الحالي ورئيس الوزراء السابق شمعون بيريز الذي كان يشغل منصب مدير عام وزارة الدفاع آنذاك، وبالطبع فإن إسرائيل لم يكن بمقدورها لوحدها من تطوير قدراتها التكنولوجية في مجال أبحاث الفضاء، فكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي البديل، حيث ساعدت التقنية الأمريكية إسرائيل على تطوير صاروخ إسرائيلي كان يحمل اسم "شافيت" تم إطلاقه بنجاح عام 1961 وخلال الأعوام من 1964 إلى 1984 حصلت إسرائيل على مساعدات تقنية لا حدود لها من الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تطوير وبناء وتأسيس مراكز ومحطات أبحاث الفضاء ففي عام 1946 أقامت إسرائيل محطة لرصد الأقمار الاصطناعية، وفي عام 1948 أكملت بناء الوكالة الإسرائيلية لأبحاث الفضاء التي وضعت خطة طموحة تنفذ على ثلاث مراحل، وتهدف إلى اتباع استراتيجية للوصول إلى إنتاج ثلاثة أجيال من أقمار اصطناعية إسرائيلية الصنع بالكامل.
- وباختصار القول فإنه على مدى أربعة عقود متتالية، تواصل إسرائيل بناء وتحديث برنامجها الفضائي تحقيقا لمبدأ السيطرة المطلقة بغية تحقيق التفوق في ميزان القوى، واستطاعت بفضل الدعم الأمريكي والأوروبي اقتحام النادي الفضائي العالمي حينما أطلقت القمر الاصطناعي للاتصالات العسكرية والمدنية عاموس في عام 2000 وتمكنت في الوقت نفسه من اختبار قدرة الصاروخ اريحا-1 الذي يصل مداه إلى 1320 كيلومترا، وأريحا-2 الذي يصل مداه إلى 6 آلاف كيلومتر، وبالطبع فإن إسرائيل لم تحقق كل هذه النجاحات الفضائية المثيرة للقلق بدون دعم أمريكي غير محدود، ومساعدات فرنسية وروسية أحيانا في العلن وفي كثير من الأحيان في السر، خاصة في مجال تكنولوجيا إطلاق الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وكانت ثمرة هذه الاستراتيجية إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية هي على التوالي:
1- أفق ـ1: وأطلق بتاريخ 19/9/1988 وكان الهدف منه اختبار قدرات تكنولوجية معينة للصاروخ السابق الذكر "شافيت".
2- أفق ـ2: وأطلق في 3/4/1990 وكانت إسرائيل تهدف من وراء إطلاقه التأكد من قدرتها على إطلاق وتشغيل الجيل القادم من الأقمار الاصطناعية المقبلة.
3- أفق ـ3: وأطلق في تاريخ 6/4/1995 وهو الصاروخ الذي أثبت قدرات إسرائيل على التحكم بعمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية دون الحاجة لتلقي أية مساعدة خارجية، وقد تم إطلاق القمرين الاصطناعيين أفق ـ 1 ثم أفق ـ 2 بهدف التجسس والاستطلاع وتطوير صواريخ آرو المضادة للصواريخ وكذلك لتطوير صواريخ أريحاـ1 ذي المراحل الثلاث، والذي يصل مداه إلى حوالى 1350 كيلومترا وأريحاـ2 الذي يصل مداه إلى حوالي ستة آلاف كيلومتر،، إلى جانب ذلك حققت إسرائيل خطوة مهمة في مجال التجسس باستخدام الفضاء.
الأهداف الإسرائيلية من وراء إطلاق القمر الاصطناعي "أفق – 5".
- ويبدو بعد إطلاق القمر الاصطناعي أفق ـ 5 أن إسرائيل قد ضمنت الآن التجسس على الأجواء العربية، فالأجواء العربية صارت الآن مفتوحة تماما أمام الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية وهذا يعتبر أخطر تحد يواجه العرب في الألفية الثالثة، فقد أوردت بعض المصادر الإسرائيلية أن القمر أفق ـ5 استطاع بنجاح بث صور بالغة الوضوح والدقة لبغداد وطهران وذلك في اليوم الأول لبدء دورانه حول الأرض لمراقبة منطقة الشرق الأوسط، واستقبل الوزراء الإسرائيليون الصور بالتصفيق خلال اجتماعهم الأسبوعي في مبنى الحكومة، وقد أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعايزر أن القمر الاصطناعي الذي تم إطلاقه يوم الثلاثاء الماضي هو أحد أكثر الأقمار الاصطناعية تقدما في العالم،، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون فيقول أن المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال أفق ـ 5 تعد من نوعية لم نعرف لها مثيلا من قبل، والقمر الاصطناعي أفق ـ 5 معد أساسا لمهمات التجسس والاستطلاع والتصوير الدقيق، وهو دليل على المستوى الذي وصلت إليه إسرائيل في مجال الصناعات الإلكترونية على صعيد أنظمة الرؤية والتنصت والمتابعة والقيادة والتحكم، وهو مزود بأجهزة وبمعدات تشغيل متطورة للغاية تعمل بواسطة الطاقة الشمسية وبمصادر طاقة ذاتية الإنتاج وبأجهزة كمبيوتر ذات قدرات عالية بمقدورها إجراء مليارات العمليات الحسابية وتحليل معلومات خلال دقائق معدودة، كما أنه مزود بأنظمة استطلاع وتجسس بصرية توفرها كاميرات قوية الالتقاط، ومعدات تنصت إلكترونية وسمعية متطورة، تستطيع أن توفر لإسرائيل القدرة على التقاط صور فوتوغرافية تصل إلى حد قراءة أرقام السيارات في الشوارع ومعرفة التوقيت من ساعة يلبسها شخص في معصمه ولديه القدرة على التنصت على المكالمات الهاتفية واللاسلكية ومعرفة ما يدور في الاجتماعات المغلقة في أجزاء واسعة النطاق من منطقة الشرق الأوسط دون أي عائق أو عرقلة من جانب أطراف أخرى
ومن أهم مزايا هذا القمر الجديد هي القدرة على جمع المعلومات على مسافة تصل إلى أكثر من خمسة آلاف ميل، كما أنه يستطيع العمل في جميع الأجواء الصعبة، وهو مخصص للمساعدة على توفير معلومات دقيقة عن المنشآت الأرضية، ومتابعة التطورات في دول المواجهة البعيدة مثل إقامة مصنع أو مجمع نووي في إيران أو العراق، أو تطوير القدرات العسكرية لبعض الدول العربية المجاورة لإسرائيل ويستطيع كشف ورصد وإعطاء إنذار في اللحظة التي ينطلق فيها أي صاروخ أو طائرة مقاتلة أو حتى إطلاق أو تشغيل أنظمة الصواريخ ،وسوف يوفر نجاح إطلاق واستقرار القمر الاصطناعي الجديد في مداره لإسرائيل ميزة مهمة وسمعة بين الدول الاصطناعية الكبرى والدول المستوردة لهذه النوعية من التكنولوجيا، حيث بدأت بعض الدول الكبرى مثل الصين وروسيا تطرق باب إسرائيل للحصول منها على أسرار تقنية أبحاث الفضاء بعد أن ثبت أن لها قدرة ذاتية على التطوير التكنولوجي الأمر الذي يعرض احتكار دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا لتكنولوجيا الفضاء للخطر، وإلى جانب ذلك فإن أهم مكسب لإسرائيل بعد كل تلك المكاسب يتمثل في توفر عنصر الردع في أي صراع عسكري مقبل مع العرب، ففي الوقت الذي ما زال فيه العرب يعتمدون على التسلح بأنظمة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، ويعتمدون على استراتيجيات بلى عليها الزمن لتوفير أنظمة الدفاع الجوي، تقوم إسرائيل بنقل المعركة إلى الفضاء الخارجي مما يعني أن الفارق في تكنولوجيا التسليح بين العرب وإسرائيل قد بلغ ذروته وصارت الفجوة عميقة من الصعب سدها أو تضييقها.
- وتهدف الاستراتيجية الإسرائيلية من وراء الاعتماد على أقمار التجسس إلى تقليص النفقات العسكرية مستقبلا عن طريق تقليص الاعتماد على الأسلحة التقليدية، ولهذا فإنها تسارع الخطى لإعادة هيكلة الآلة العسكرية بحيث تستوعب كل المستجدات التكنولوجية في بيئة التسليح العالم لجعلها تتوافق مع كل مستجدات ومتطلبات ثورة تقنية المعلومات وتكنولوجيا القتال وكل التطور الهائل في مجال الكمبيوتر وتطبيقاته، والطفرة في مجال ثورة الاتصالات والأقمار الاصطناعية والإنترنت والتكنولوجيا الراقية،وفي هذا الإطار فإن إسرائيل واصلت جهودها منذ مطلع التسعينات لتحقيق تفوق نوعي في مجال أبحاث الفضاء، ولم تتوقف تلك الجهود حتى مع بدء مرحلة التسوية في الشرق الأوسط ، بل اعتمدت الخطة الشاملة للإصلاح،، وقد أفصح عن هذه الاستراتيجية الجنرال شاؤول موفاز، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، الذي أعلن أن حكومته بصدد البدء في تخفيض عدد وحدات الاحتياط في مقابل زيادة القدرات التكنولوجية لمواجهة التهديدات الاستراتيجية الجديدة في المنطقة التي قد تتعرض لها إسرائيل من جيرانها مثل : والعراق وإيران على حد زعمه، وفي هذا السياق تسارعت الخطوات الإسرائيلية لتحقيق هذه النقلة النوعية لإعداد جيش حديث هو بكل المقاييس الأكثر تقدماً وتجهيزاً في المنطقة، ويمكن أن نرصد هنا بعض الملامح الرئيسية للهدف الأساسي من تسارع وتيرة السبق باتجاه السيطرة على الفضاء العربي وذلك في الملاحظات التالية:
1- استكمال تجهيز وتطوير المنظومة المضادة للصواريخ البالستية آرو "السهم" أو ما يطلق عليه بالعبرية حيتس مع الاحتفاظ بالعديد من البطاريات الصاروخية الأمريكية الصنع من طراز باتريوت التي منحتها أمريكا لإسرائيل إبان حرب الخليج،لتحييد القدرات الصاروخية العربية.
2- استمرار الانفراد بالرادع النووي، وتطوير أسلحة تكتيكية هجومية، وفي هذا الصدد ذكر بعض الخبراء أن هناك جهودا إسرائيلية حثيثة في مجال إنتاج الأسلحة الهيدروجينية، وقنبلة النيترون، فقد أصدرت وزارة الطاقة الأمريكية ملخص وثيقة صادرة عنها تضع إسرائيل في المرتبة السادسة في مجموعة الدول الكبرى نووياً، بقدرتها على امتلاك 250 سلاحاً على الأقل.
3- تدعيم أسطول الردع الجوي الاستراتيجي المتمثل بسلاح الطيران الإسرائيلي بكل ما هو حديث ومتطور في الترسانة العسكرية الأمريكية، وآخرها الحصول على دفعة من 150 طائرة قتالية جديدة من طراز "اف –16" المجهزة بتجهيزات إلكترونية متقدمة، إضافة إلى تدعيم منظومة التجسس الإلكتروني عن التزود بطائرات رادارية وطائرات موجهة عن بعد بدون طيار وصواريخ متطورة جو - أرض أمريكية الصنع.
4- تطوير آليات التجسس عبر الأقمار الاصطناعية، واحتكار الخدمات الأمريكية المتفوقة في هذا المجال، وإطلاق مجموعة خاصة من أقمار التجسس سلسلة أفق ووعوليس وغيرهما، لجمع المعلومات عن مسرح العمليات المقبل، والجيوش العربية وجيوش الدول التي تعتبرها إسرائيل معادية لها.
5- تدعيم الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية، وتطويرها والارتكاز عليها لتحقيق الأهداف الأربعة الآتية:
أولا: تحقيق التفوق العلمي والإبقاء على الفارق النوعي في هذا الجانب.
ثانيا: تقوية الوضع العسكري الإسرائيلي وتطوير قدراته التكنولوجية.
ثالثا: استخدام التطور في مجال تكنولوجيا الفضاء كوسيلة لتدعيم علاقات التعاون الاستراتيجي مع الدول العظمى مثل الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
رابعا: استخدام هذا التقدم العلمي كمصدر للدخل يدعم الموازنة ويقلل من تكاليف تهيئة القوة العسكرية وتطوير أوضاعها.
خامسا: تحقيق المزيد من الاستقلالية النسبية والاعتماد على الذات في إنتاج الأسلحة وفي تطوير تقنية أبحاث الفضاء وفي مجال التسليح بحيث يمنح هذا التقدم إسرائيل القدرة على مواجهة أية ضغوط دولية محتملة في المستقبل.
- وعلى ذكر هذه النقطة فإن إسرائيل تعتبر من الدول القادرة على تسويق تكنولوجيا الفضاء، فقد أفادت مصادر غربية أن الصناعات الجوية الإسرائيلية استطاعت بعد مفاوضات شاقة ومتقدمة بيع أقمار اصطناعية تجسسية لسنغافورة بمبلغ يزيد على مليار دولار، كما أفادت نشرة "جينز ديفنس اللندنية المتخصصة في الشؤون العسكرية" أن الصفقة ستساعد الإسرائيليين على تمويل مشاريع الأقمار الاصطناعية التي بدؤوا في تطويرها، كما أنها ستمكّن سنغافورة من التزود بالأقمار الاصطناعية التجسسية اللازمة لها، لمتابعة ما يجري في الدول المجاورة لها، وأضافت النشرة أن الصناعات الجوية الإسرائيلية ستكون المورد الرئيسي المسؤول عن صفقة الأقمار الاصطناعية مع سنغافورة، وستشارك في الصفقة شركات إسرائيلية أخرى كمورد ثانوي، ومنها شركتا رفائيل وإيلبيت لصناعة المعدات الإلكترونية.
6– إحداث اختراق استراتيجي لمواقع عديدة عن طريق توثيق علاقات التعاون العسكري والتقني في مجال الفضاء مع بلدان كانت حتى وقت قريب صديقة للدول العربية مثل الصين والهند وروسيا، وهذه الدول بإمكانها تقديم الكثير في مجال تكنولوجيا الفضاء وأبحاثها وفي مجال التعاون الاستراتيجي كتطوير صناعة الطيران العسكري والصواريخ والفضاء وتقنيات الاتصال المتقدمة
- وبإطلاق هذا القمر تكون إسرائيل قد أكملت الجزء الأكبر من مشروعها الهادف إلى بسط السيطرة على فضاء الشرق الأوسط، وقد عبرت بعض المصادر الإسرائيلية في نفس يوم الإطلاق عن ذلك الحدث بأنه لم تعد هناك أية نقطة في الشرق الأوسط تغيب عن عين قمر التجسس الإسرائيلي، كما أن إسرائيل انضمت إلى عضوية "نادي التجسس الفضائي" الذي يضم فقط الولايات المتحدة وروسيا والصين.
بداية عمل القمر
- منذ اليوم الأول من يونيو 2002 بدأ القمر ببث صوره التجسسية، وتلقى الخبراء والأخصائيون العسكريون الإسرائيليون الصور الأولى مما يبثه القمر، وتقنيا يقوم القمر الجديد بالدوران حول الأرض كل 90 دقيقة على ارتفاع 450 كيلومترا، ينقل خلالها صورا عن تحركات القوات ومواقع بطاريات الصواريخ أو منشآت المواقع النووية وفق ما أفاد به خبراء عسكريون إسرائيليون، ويشكل القمر الاصطناعي الإسرائيلي الجديد، والذي سيحل محل القمر أفق ـ3، تحديا كبيرا للأمن القومي العربي، فهو يهدد أمن جميع دول الشرق الأوسط خاصة الدول العربية المحاذية إسرائيل، حيث تستطيع إسرائيل كشف المواقع العسكرية في تلك الدول بدقة متناهية وبشكل روتيني ودقيق جدا وذلك لدرجة الوضوح التام فيما يلتقطه القمر وما يرسله من صور للمواقع.
- فباستطاعة هذا القمر أن ينقل صورا لأشياء يبلغ حجمها أقل من متر طولا تلتقط على علو450 كيلومترا، كما أنه القمر الوحيد في العالم الذي أطلق عكس اتجاه دوران الأرض من الشرق إلى الغرب حتى تسقط شظاياه في حال وقوع حادث طارئ في البحر وليس على اليابسة، وحسب ما أفاد به الخبراء، فإن تكلفة بناء وإطلاق القمر الاصطناعي أفق ـ5، الذي يأتي بعد فشل تجربة القمر أفق ـ4 والذي أطلق سرا في يناير ،1998 بلغ ما يقرب من 100 مليون دولار، وسوف يحل محل القمر السابق أفق ـ3 الذي أطلق إلى الفضاء في أبريل من العام 1995 وتوقف عن العمل بعد أن انتهت مدة صلاحيته في يناير من العام ،2001 حيث نفذ منه الغاز الذي يمكن لخبراء القاعدة الأرضية التحكم في مساره،، ويبلغ طول قمر التجسس أفق ـ5 مترين و300 سنتيمتر، وقطره حوالي متر و200 سنتيمتر، ويبلغ وزنه 300 كيلوجرام وهو مصنوع بالكامل في إسرائيل، ويدور حول الأرض على ارتفاع يتراوح ما بين 400 و600 كيلومتر، ويحمل كاميرا تليسكوبية صممتها شركة "البيت سيستمز" الإسرائيلية،، ويبلغ متوسط عمره الافتراضي أربع سنوات ويستطيع تصوير أية بقعة في العالم16 مرة يوميا.
- وبإطلاق القمر أفق ـ 5 تكون إسرائيل قد اكتسبت ميزة كبيرة وتفوقا يضاف إلى التفوق الذي كانت تتميز به، حيث يمنح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فرصة للتحكم بما يدور على الأرض في المناطق المعادية لإسرائيل،، فقد قال الخبير العسكري الإسرائيلي زئيف شيف أن إسرائيل قد عززت بذلك قدرتها على الردع ضد الأخطار التي تهدد وجودها.
بداية التخطيط الإسرائيلي لبرنامجها الفضائي:
- وبالعودة إلى الوراء، فإن إسرائيل بدأت التخطيط الفعلي لبرنامجها الفضائي منذ عام1959 حينما أنشأت اللجنة القومية لأبحاث الفضاء برئاسة البروفيسور ديفيد بريجمان، وفي عام 1966 تم الإعلان عن إنشاء معهد متخصص في بحوث الفضاء في جامعة تل أبيب، وتم في نفس العام إنشاء فريق من علماء الفضاء تحت إشراف مباشر من وزير الخارجية الحالي ورئيس الوزراء السابق شمعون بيريز الذي كان يشغل منصب مدير عام وزارة الدفاع آنذاك، وبالطبع فإن إسرائيل لم يكن بمقدورها لوحدها من تطوير قدراتها التكنولوجية في مجال أبحاث الفضاء، فكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي البديل، حيث ساعدت التقنية الأمريكية إسرائيل على تطوير صاروخ إسرائيلي كان يحمل اسم "شافيت" تم إطلاقه بنجاح عام 1961 وخلال الأعوام من 1964 إلى 1984 حصلت إسرائيل على مساعدات تقنية لا حدود لها من الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تطوير وبناء وتأسيس مراكز ومحطات أبحاث الفضاء ففي عام 1946 أقامت إسرائيل محطة لرصد الأقمار الاصطناعية، وفي عام 1948 أكملت بناء الوكالة الإسرائيلية لأبحاث الفضاء التي وضعت خطة طموحة تنفذ على ثلاث مراحل، وتهدف إلى اتباع استراتيجية للوصول إلى إنتاج ثلاثة أجيال من أقمار اصطناعية إسرائيلية الصنع بالكامل.
- وباختصار القول فإنه على مدى أربعة عقود متتالية، تواصل إسرائيل بناء وتحديث برنامجها الفضائي تحقيقا لمبدأ السيطرة المطلقة بغية تحقيق التفوق في ميزان القوى، واستطاعت بفضل الدعم الأمريكي والأوروبي اقتحام النادي الفضائي العالمي حينما أطلقت القمر الاصطناعي للاتصالات العسكرية والمدنية عاموس في عام 2000 وتمكنت في الوقت نفسه من اختبار قدرة الصاروخ اريحا-1 الذي يصل مداه إلى 1320 كيلومترا، وأريحا-2 الذي يصل مداه إلى 6 آلاف كيلومتر، وبالطبع فإن إسرائيل لم تحقق كل هذه النجاحات الفضائية المثيرة للقلق بدون دعم أمريكي غير محدود، ومساعدات فرنسية وروسية أحيانا في العلن وفي كثير من الأحيان في السر، خاصة في مجال تكنولوجيا إطلاق الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وكانت ثمرة هذه الاستراتيجية إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية هي على التوالي:
1- أفق ـ1: وأطلق بتاريخ 19/9/1988 وكان الهدف منه اختبار قدرات تكنولوجية معينة للصاروخ السابق الذكر "شافيت".
2- أفق ـ2: وأطلق في 3/4/1990 وكانت إسرائيل تهدف من وراء إطلاقه التأكد من قدرتها على إطلاق وتشغيل الجيل القادم من الأقمار الاصطناعية المقبلة.
3- أفق ـ3: وأطلق في تاريخ 6/4/1995 وهو الصاروخ الذي أثبت قدرات إسرائيل على التحكم بعمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية دون الحاجة لتلقي أية مساعدة خارجية، وقد تم إطلاق القمرين الاصطناعيين أفق ـ 1 ثم أفق ـ 2 بهدف التجسس والاستطلاع وتطوير صواريخ آرو المضادة للصواريخ وكذلك لتطوير صواريخ أريحاـ1 ذي المراحل الثلاث، والذي يصل مداه إلى حوالى 1350 كيلومترا وأريحاـ2 الذي يصل مداه إلى حوالي ستة آلاف كيلومتر،، إلى جانب ذلك حققت إسرائيل خطوة مهمة في مجال التجسس باستخدام الفضاء.
الأهداف الإسرائيلية من وراء إطلاق القمر الاصطناعي "أفق – 5".
- ويبدو بعد إطلاق القمر الاصطناعي أفق ـ 5 أن إسرائيل قد ضمنت الآن التجسس على الأجواء العربية، فالأجواء العربية صارت الآن مفتوحة تماما أمام الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية وهذا يعتبر أخطر تحد يواجه العرب في الألفية الثالثة، فقد أوردت بعض المصادر الإسرائيلية أن القمر أفق ـ5 استطاع بنجاح بث صور بالغة الوضوح والدقة لبغداد وطهران وذلك في اليوم الأول لبدء دورانه حول الأرض لمراقبة منطقة الشرق الأوسط، واستقبل الوزراء الإسرائيليون الصور بالتصفيق خلال اجتماعهم الأسبوعي في مبنى الحكومة، وقد أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعايزر أن القمر الاصطناعي الذي تم إطلاقه يوم الثلاثاء الماضي هو أحد أكثر الأقمار الاصطناعية تقدما في العالم،، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون فيقول أن المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال أفق ـ 5 تعد من نوعية لم نعرف لها مثيلا من قبل، والقمر الاصطناعي أفق ـ 5 معد أساسا لمهمات التجسس والاستطلاع والتصوير الدقيق، وهو دليل على المستوى الذي وصلت إليه إسرائيل في مجال الصناعات الإلكترونية على صعيد أنظمة الرؤية والتنصت والمتابعة والقيادة والتحكم، وهو مزود بأجهزة وبمعدات تشغيل متطورة للغاية تعمل بواسطة الطاقة الشمسية وبمصادر طاقة ذاتية الإنتاج وبأجهزة كمبيوتر ذات قدرات عالية بمقدورها إجراء مليارات العمليات الحسابية وتحليل معلومات خلال دقائق معدودة، كما أنه مزود بأنظمة استطلاع وتجسس بصرية توفرها كاميرات قوية الالتقاط، ومعدات تنصت إلكترونية وسمعية متطورة، تستطيع أن توفر لإسرائيل القدرة على التقاط صور فوتوغرافية تصل إلى حد قراءة أرقام السيارات في الشوارع ومعرفة التوقيت من ساعة يلبسها شخص في معصمه ولديه القدرة على التنصت على المكالمات الهاتفية واللاسلكية ومعرفة ما يدور في الاجتماعات المغلقة في أجزاء واسعة النطاق من منطقة الشرق الأوسط دون أي عائق أو عرقلة من جانب أطراف أخرى
ومن أهم مزايا هذا القمر الجديد هي القدرة على جمع المعلومات على مسافة تصل إلى أكثر من خمسة آلاف ميل، كما أنه يستطيع العمل في جميع الأجواء الصعبة، وهو مخصص للمساعدة على توفير معلومات دقيقة عن المنشآت الأرضية، ومتابعة التطورات في دول المواجهة البعيدة مثل إقامة مصنع أو مجمع نووي في إيران أو العراق، أو تطوير القدرات العسكرية لبعض الدول العربية المجاورة لإسرائيل ويستطيع كشف ورصد وإعطاء إنذار في اللحظة التي ينطلق فيها أي صاروخ أو طائرة مقاتلة أو حتى إطلاق أو تشغيل أنظمة الصواريخ ،وسوف يوفر نجاح إطلاق واستقرار القمر الاصطناعي الجديد في مداره لإسرائيل ميزة مهمة وسمعة بين الدول الاصطناعية الكبرى والدول المستوردة لهذه النوعية من التكنولوجيا، حيث بدأت بعض الدول الكبرى مثل الصين وروسيا تطرق باب إسرائيل للحصول منها على أسرار تقنية أبحاث الفضاء بعد أن ثبت أن لها قدرة ذاتية على التطوير التكنولوجي الأمر الذي يعرض احتكار دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا لتكنولوجيا الفضاء للخطر، وإلى جانب ذلك فإن أهم مكسب لإسرائيل بعد كل تلك المكاسب يتمثل في توفر عنصر الردع في أي صراع عسكري مقبل مع العرب، ففي الوقت الذي ما زال فيه العرب يعتمدون على التسلح بأنظمة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، ويعتمدون على استراتيجيات بلى عليها الزمن لتوفير أنظمة الدفاع الجوي، تقوم إسرائيل بنقل المعركة إلى الفضاء الخارجي مما يعني أن الفارق في تكنولوجيا التسليح بين العرب وإسرائيل قد بلغ ذروته وصارت الفجوة عميقة من الصعب سدها أو تضييقها.
- وتهدف الاستراتيجية الإسرائيلية من وراء الاعتماد على أقمار التجسس إلى تقليص النفقات العسكرية مستقبلا عن طريق تقليص الاعتماد على الأسلحة التقليدية، ولهذا فإنها تسارع الخطى لإعادة هيكلة الآلة العسكرية بحيث تستوعب كل المستجدات التكنولوجية في بيئة التسليح العالم لجعلها تتوافق مع كل مستجدات ومتطلبات ثورة تقنية المعلومات وتكنولوجيا القتال وكل التطور الهائل في مجال الكمبيوتر وتطبيقاته، والطفرة في مجال ثورة الاتصالات والأقمار الاصطناعية والإنترنت والتكنولوجيا الراقية،وفي هذا الإطار فإن إسرائيل واصلت جهودها منذ مطلع التسعينات لتحقيق تفوق نوعي في مجال أبحاث الفضاء، ولم تتوقف تلك الجهود حتى مع بدء مرحلة التسوية في الشرق الأوسط ، بل اعتمدت الخطة الشاملة للإصلاح،، وقد أفصح عن هذه الاستراتيجية الجنرال شاؤول موفاز، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، الذي أعلن أن حكومته بصدد البدء في تخفيض عدد وحدات الاحتياط في مقابل زيادة القدرات التكنولوجية لمواجهة التهديدات الاستراتيجية الجديدة في المنطقة التي قد تتعرض لها إسرائيل من جيرانها مثل : والعراق وإيران على حد زعمه، وفي هذا السياق تسارعت الخطوات الإسرائيلية لتحقيق هذه النقلة النوعية لإعداد جيش حديث هو بكل المقاييس الأكثر تقدماً وتجهيزاً في المنطقة، ويمكن أن نرصد هنا بعض الملامح الرئيسية للهدف الأساسي من تسارع وتيرة السبق باتجاه السيطرة على الفضاء العربي وذلك في الملاحظات التالية:
1- استكمال تجهيز وتطوير المنظومة المضادة للصواريخ البالستية آرو "السهم" أو ما يطلق عليه بالعبرية حيتس مع الاحتفاظ بالعديد من البطاريات الصاروخية الأمريكية الصنع من طراز باتريوت التي منحتها أمريكا لإسرائيل إبان حرب الخليج،لتحييد القدرات الصاروخية العربية.
2- استمرار الانفراد بالرادع النووي، وتطوير أسلحة تكتيكية هجومية، وفي هذا الصدد ذكر بعض الخبراء أن هناك جهودا إسرائيلية حثيثة في مجال إنتاج الأسلحة الهيدروجينية، وقنبلة النيترون، فقد أصدرت وزارة الطاقة الأمريكية ملخص وثيقة صادرة عنها تضع إسرائيل في المرتبة السادسة في مجموعة الدول الكبرى نووياً، بقدرتها على امتلاك 250 سلاحاً على الأقل.
3- تدعيم أسطول الردع الجوي الاستراتيجي المتمثل بسلاح الطيران الإسرائيلي بكل ما هو حديث ومتطور في الترسانة العسكرية الأمريكية، وآخرها الحصول على دفعة من 150 طائرة قتالية جديدة من طراز "اف –16" المجهزة بتجهيزات إلكترونية متقدمة، إضافة إلى تدعيم منظومة التجسس الإلكتروني عن التزود بطائرات رادارية وطائرات موجهة عن بعد بدون طيار وصواريخ متطورة جو - أرض أمريكية الصنع.
4- تطوير آليات التجسس عبر الأقمار الاصطناعية، واحتكار الخدمات الأمريكية المتفوقة في هذا المجال، وإطلاق مجموعة خاصة من أقمار التجسس سلسلة أفق ووعوليس وغيرهما، لجمع المعلومات عن مسرح العمليات المقبل، والجيوش العربية وجيوش الدول التي تعتبرها إسرائيل معادية لها.
5- تدعيم الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية، وتطويرها والارتكاز عليها لتحقيق الأهداف الأربعة الآتية:
أولا: تحقيق التفوق العلمي والإبقاء على الفارق النوعي في هذا الجانب.
ثانيا: تقوية الوضع العسكري الإسرائيلي وتطوير قدراته التكنولوجية.
ثالثا: استخدام التطور في مجال تكنولوجيا الفضاء كوسيلة لتدعيم علاقات التعاون الاستراتيجي مع الدول العظمى مثل الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
رابعا: استخدام هذا التقدم العلمي كمصدر للدخل يدعم الموازنة ويقلل من تكاليف تهيئة القوة العسكرية وتطوير أوضاعها.
خامسا: تحقيق المزيد من الاستقلالية النسبية والاعتماد على الذات في إنتاج الأسلحة وفي تطوير تقنية أبحاث الفضاء وفي مجال التسليح بحيث يمنح هذا التقدم إسرائيل القدرة على مواجهة أية ضغوط دولية محتملة في المستقبل.
- وعلى ذكر هذه النقطة فإن إسرائيل تعتبر من الدول القادرة على تسويق تكنولوجيا الفضاء، فقد أفادت مصادر غربية أن الصناعات الجوية الإسرائيلية استطاعت بعد مفاوضات شاقة ومتقدمة بيع أقمار اصطناعية تجسسية لسنغافورة بمبلغ يزيد على مليار دولار، كما أفادت نشرة "جينز ديفنس اللندنية المتخصصة في الشؤون العسكرية" أن الصفقة ستساعد الإسرائيليين على تمويل مشاريع الأقمار الاصطناعية التي بدؤوا في تطويرها، كما أنها ستمكّن سنغافورة من التزود بالأقمار الاصطناعية التجسسية اللازمة لها، لمتابعة ما يجري في الدول المجاورة لها، وأضافت النشرة أن الصناعات الجوية الإسرائيلية ستكون المورد الرئيسي المسؤول عن صفقة الأقمار الاصطناعية مع سنغافورة، وستشارك في الصفقة شركات إسرائيلية أخرى كمورد ثانوي، ومنها شركتا رفائيل وإيلبيت لصناعة المعدات الإلكترونية.
6– إحداث اختراق استراتيجي لمواقع عديدة عن طريق توثيق علاقات التعاون العسكري والتقني في مجال الفضاء مع بلدان كانت حتى وقت قريب صديقة للدول العربية مثل الصين والهند وروسيا، وهذه الدول بإمكانها تقديم الكثير في مجال تكنولوجيا الفضاء وأبحاثها وفي مجال التعاون الاستراتيجي كتطوير صناعة الطيران العسكري والصواريخ والفضاء وتقنيات الاتصال المتقدمة