استراتيجية اسرائيل العسكرية عام2010، القوات البحرية ووحدات الحرب الالكترونية في الكيان الصهيوني، يخطط سلاح البحرية الاسرائيلي للتحول هذا القرن الجديد ليكون لاسطول المياه العميقة (Blue Water Navy), بحيث يكون قادرا على العمل بحرية ولفترات طويلة خارج مياه اسرائيل الاقليمية, وهو ما يعني التحول لقوة هجومية قادرة على تغطية كل البحر المتوسط حتى مخرجه الغربي عند مضيق جبل طارق , وكل البحر الاحمر حتى مخرجه الجنوبي عند باب المندب ويتطلب ذلك بالطبع امتلاك قطع بحرية كبيرة نسبيا تجمع بين القدرة على العمل على مسافات بعيدة, والبقاء في البحر لفترات طويلة, مع التمتع بخفة حركة ومناورة عالية, وتسليح متطور لقتال سفن واهداف العدو الساحلية, وتوافر امكانات ذاتية للدفاع الجوي, واستطلاع وقتال الغواصات بواسطة الهليوكبترات المخصصة لذلك, والمتواجدة فوق اسطح الفرقاطات والقراويطات. وقد حققت ذلك من خلال امتلاكها لثلاث قراويطات (سعر ـ 5) مزودة بصواريخ سطح/ سطح (جبرائيل) و (هاربون) بعيدة المدى 200 كم واسرع من الصوت, وصواريخ سطح/ جو (باراك), بالاضافة لتزويدها بانظمة حرب الكترونية تمكنها من تنفيذ اعاقة رادارية ولاسلكية على سفن العدو, وبما يفسد عليه الاشتباك بالصواريخ البحرية, وقد تم بناؤها في الترسانة البحرية الامريكية. ـ وتملك البحرية الاسرائيلية حاليا 4 غواصات, 36 زورق صواريخ طرازات (سعر, ريشيف, دفورا, فلاجستاف, ايلات, رامات), 88 زورق مرور وحراسة, 14 وحدة انزال بحري, 6 سفن مساعدة. 6 طائرات استطلاع بحري. ومن المتوقع في العقد المقبل ان يكتمل وصول القراويطات (سعر ـ 5), مع احتمال زيادتها الى خمس قراويطات في حالة توافر ميزانية لذلك. كما ينتظر ان يستكمل وصول باقي الغواصات (دولفين) الالمانية التي تم بناؤها في المانيا ليصبح عددها 3 غواصات (وصلت منها واحدة حتى نهاية 1999), وبذلك يصبح اجمالي ما لدى اسرائيل من غواصات في عام 2000 ست غواصات. ـ وقد حرصت اسرائيل على تزويد الغواصات (دولفين) بصواريخ بالستية من طراز (اريحا ـ 3) بالاضافة لتسلحها التقليدي بـ 16 طوربيدا. ويبلغ مدى الصاروخ (اريحا ـ 3) حوالي 2300كم, كذلك صواريخ كروز, وكلاهما يمكنها حمل رؤوس نووية, وكان قد سبق لاسرائيل ان دخلت في برنامج لتطوير هذا النوع المتقدم من الصواريخ الطوافة مع كل من جنوب افريقيا وتايوان كشفت عنها الواشنطن بوست في 8/12/,1980 وحددت مدى الصاروخ كروز بـ 3000 كم. ومغزى تزويد هذه الغواصات بهذه الصواريخ انه يمكن لها توجيه ضربات صاروخية بحر/ ارض, وهو ما يصعب رصدها والتعامل معها بالنظر لسرعة اختفائها تحت الماء, على عكس الصواريخ ارض/ ارض التي يمكن رصد مواقعها بوسائل الاستطلاع الجوي والفضائي, ثم التعامل معها بعد ذلك بالوسائل الايجابية من مقاتلات وصواريخ مضادة للصواريخ (مثل باتريوت, آرو, اس ـ 300 الروسي). وهو ما يعني في النهاية امكانية اقتراب هذه الغواصات من السواحل العربية, وتوجيه ضربات صاروخية ليس فقط ضد الموانىء والقواعد البحرية العربية, ولكن ايضا ضد الاهداف الاستراتيجية في العمق العربي, بمعنى اخر انه في حالة تعرض اسرائيل لضربة اولى من الجانب العربي, فانه يمكن بواسطة الغواصات (دولفين) ان توجه اسرائيل ضربة ثانية ضد الدول العربية بما تحمله من صواريخ (اريحا) ثم (كروز) مسلحة برؤوس نووية, وتشير المعلومات الى ان اسرائيل سبق ان عدلت غواصاتها القديمة في المانيا لتزويدها ايضا بصواريخ (اريحا). ـ تعطي اسرائيل الاسبقية الثالثة (بعد القراويطات سعر ـ 5 والغواصات دولفين) لتحسين قدرات لنشات الصواريخ في الدفاع الذاتي, وذلك بتزويدها بصواريخ ارض/ جو (باراك) ورشاشات مضادة للطائرات, ونظم حرب الكترونية موجبة وسالبة, مع تحسين منظومات القيادة والسيطرة والملاحة والتوجيه واستقبال وتوزيع المعلومات. هذا بالاضافة لتعديل المحركات لزيادة قوة السفن وقدراتها على المناورة والعمل لمدى ابعد, بجانب العمل على تزويد سفن السطح بطائرات بدون طيار صغيرة, ووسائل مضادة للصواريخ المعادية سطح/ سطح. ـ اما الاسبقية الرابعة فتعطيها اسرائيل لتدعيم الجناح الجوي للبحرية, وذلك بتواجد هليوكبتر (دولفين سي) على سطح كل فرقاطة وقراويطة للقيام بمهام استطلاع وقتال الغواصات, بالاضافة لتمركز باقي سرب الهليوكبتر (14 طائرة) في القواعد البحرية. كما تعمل 7 طائرات (سي سكان) في مهام الدوريات والاستطلاع البحري, وسيتم خلال العقد المقبل تدعيم البحرية بنماذج معدلة من طائرات (سي ـ وند). كذلك جار انتاج جهاز رادار (أ.م.د.ر) لكشف صواريخ السطح آليا, حيث يعمل بنظام النبض المتجانس (دوبلر). فيحتاج لعملية مسح واحدة بعد كشف الاهداف للتحقق منها قبل الانذار بها. يدخل في ذلك اكتشاف الصواريخ المعادية على مسافة 20 كم لامكان تجنبها او تدميرها, والاهداف الطائرة على مسافة 7 كم. تطوير وحدات الحرب الالكترونية ـ تعتبر الحرب الالكترونية من المجالات الرئيسية التي تبذل اسرائيل جهودا خاصة لتطويرها, وذلك بهدف تخريب وافساد عمل انظمة التسليح والقيادة والسيطرة والاستطلاع وادارة النيران في الجيوش العربية في البر البحر والجو, ومن اجل فرض سيطرتها على ميدان القتال المستقبلي. ـ والمبدأ الذي تضعه اسرائىل في الاعتبار في هذا الخصوص ان تكون كل المعدات والاجهزة التي تستخدمها في هذا الميدان من انتاجها وليست مستوردة حتى تحتفظ باسرارها, مع تصعيب عملية اكتشاف وفك شيفرتها حتى وان كان نظام التسليح نفسه مستوردا من الولايات المتحدة, فانه يتم تعديله لتكوين (البصمة الالكترونية) فيه اسرائيلية تماما. كذلك تسعى اسرائيل الى ان تكون انظمة توجيه ذخائرها وكاميراتها من النوع السلبي الذي لا يصدر اشعاعا يمكن رصده والدخول عليه. ـ وتركز اسرائيل انشطتها في هذا الميدان في مجال انتاج اجهزة التنصت اللاسلكي للترددات العالية جدا وفوق العالية, واجهزة قياس محددات الارسال بما يغطى حيز الاتصالات WHF, VHF, HF, واجهزة استطلاع الكتروني تعمل مع معدات الاعاقة واجهزة اعاقة ضد نظم الاتصالات التكتيكية, واجهزة اعاقة اخرى سلبية ضد الصواريخ والرادارات بالرقائق المعدنية تستخدم مع القطع البحرية في المسافات القصيرة والبعيدة. هذا بالاضافة لمستودعات اعاقة ايجابية رادارية للحماية الذاتية للطائرات ضد الرادارات الجوية والارضية المعادية. كذلك نظام حرب الكترونية بحري متكامل لزوارق المرور والحراسة والفرقاطات, يجمع بين النظامين السلبي والارهابي ويرتبط بنظم الانذار المبكر الجوية. ـ كما قامت الصناعات الحديثة الاسرائيلية بتجهيز عدد من طائرات (بوينج 707) بمعدات حرب الكترونية تقوم بمهام الاستطلاع والاعاقة الالكترونية ضد مراكز المراقبة والتوجيه الارضية المعادية ورادارات واجهزة الملاحة والاتصالات في المقاتلات المعادية, كذلك طائرات الخصم العاملة في مجال الانذار المبكر والقيادة والسيطرة. وبذا اصبح في مقدور اسرائيل ان تدير حربا الكترونية تستخدم فيها وسائل واساليب متنوعة للاعاقة اللاسلكية والرادارية ضد جميع انظمة تسليح خصومها ومراكز قياداتهم ومحطات راداراتهم في البر والبحر والجو, بالاضافة للتداخل الخداعي بواسطة وسائل سلبية (Decays) على الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات والصواريخ سطح/سطح. كما حصلت اسرائيل مؤخرا على ثلاثة اجهزة من منظومة الحاسبات فائقة السرعة (سوبر كمبيوتر) من الولايات المتحدة, والتي ستؤدي الى تطور هام في برامج التسلح الاستراتيجي واجراء التجارب العملية في مجال تطوير اسلحة الدمار الشامل وتقدير درجة تأثيرها. كذلك في مجال استقبال الانذار المبكر من اقمار الاتصالات الامريكية عبر مركز الانذار الامريكي المتواجد في (كولورادو) تطوير الذخائر من تقليدية الى ذكية ـ يحظى تطوير الذخائر باهتمام كبير في اسرائيل لكونه يرتبط اساسا باستراتيجية التسليح, وما تكتنزه اسرائيل من خبرات قديمة ومتجددة في مجال تصنيع وتطوير الذخائر, ومسايرة, التقدم التكنولوجي في تطويرها على المستوى العالمي, بجانب حرصها على تحقيق التفوق النوعي على الجيوش العربية في هذا المجال ايضا, شأنها في ذلك شأن باقي الاسلحة والمعدات. وقد تطلب اعتماد اسرائيل لاساليب (الحرب الجوبرية) العميقة, والسرعة في توجيه الضربات الوقائية والاستباقية وحسمها في اقل زمن ممكن, ان يطيل من مدى ذخيرة المدفعية وراجمات الصواريخ, وزيادة دقتها و تأثيرها. ـ وتتسم خطط تطوير الذخائر في اسرائيل بالشمولية, بمعنى انتاج جميع انواع الذخائر لجميع انواع القوات المسلحة, والتجديد والابتكار في انتاجها لكي تشجع عمليات التصدير الى الدول الاخرى, ومحاكاة ما تنتجه الدول الكبرى حتى لا تبذل جهودا واموالا ووقتا ضائعا في مشروعات ابحاث وتطوير ذخائر سبقتها اليها دول اخرى, وحققت انجازات في تصنيعها, وهو ما يسمى بـ (Proven technology) بمعنى انها تبدأ من حيث ينتهي الآخرون. ـ ففي مجال ذخائر الدبابات نقلت اسرائيل تكنولوجيا الذخائر (السابو) الامريكية المجنحة واجيال تالية منها. وابرز ملامحها استخدام اليورانيوم المستنفذ (Depleted uranium), في انتاج القلب الخارق للدروع وهو اتجاه تتفرد به الصناعة الحربية الامريكية حتى الآن, ورغم ما تبث من خطورته على اطقم الدبابات من حيث تأثرهم بالاشعاع الناتج. وتتجه خطة التطوير في هذا النوع الى زيادة مدى الذخائر وتحقيق قدرة على اختراق الدروع المقواة والمطورة. كذلك تصنيع عبوات دخان تنتجها الدبابة لحمايتها من المقذوفات المعادية الموجهة بالليزر في حالة تعرضها لها. اما فيما يتعلق بذخائر المدفعية, فان الاتجاه يرمي الى تطوير نوعيات لقنيبلات مضادة للدبابات والافراد تنفجر جوا وتنتشر فوق مناطق تجمع مدرعات وافراد العو (تحمل قذيفة المدفع عيار 203 مم 120 قنبلة مزدوجة التأثير ضد المدرعات والافراد). كذلك زيادة مدى الذخائر ليصل الى اكثر من 30 كم بالنسبة للمدفع الرئيسي وهو 155مم, بالاضافة لنوعيات موجهة ذاتية باستخدام مصدر ليزر لتوجيه القذيفة نحو الهدف مثل الطراز (كوبرهيد). وتحاول اسرائيل الاستفادة من التقدم الجاري في الميكرو الكترونك من اجل التحكم في ارتفاع ومدى وتوقيت تفجير القذائف فوق الهدف, وكذلك تصنيع الطابات التقاربية والتصادمية لكي تعمل الكترونيا, والذخائر الحاملة الموجهة, والحاملة للالغام الذكية, والذخائر التلسكوبية. ـ اما فيما يتعلق بالصواريخ المضادة للدبابات, فقد تم تطوير الصاروخ الامريكي Tow لزيادة مداها الى 3.75كم وتطوير الرأس المدمرة ليصل اختراقها الى 900مم, وتزويده بنظام توجيه (TIGS) لزيادة دقة الاصابة. هذا الى جانب حصولها على الصاروخ المطور (Tow - 2 B) وهو الاحدث في الترسانة الامريكية, بالاضافة للصاروخ (هيلرفاير). كما نجحت الصناعة الحربية الاسرائيلية في انتاج المضاد للدبابات (مابات) المزود بنظام اطلاق نهاري وليلي, ويبلغ مداه حوالي 5 كم, كذلك الصاروخ (سوبر دراجون). وتستخدم اسرائىل الرأس المدمرة المزدوجة (Tandom W.H) للتعامل مع الدروع الايجابية Active, كما تنتج صواريخ الضرب المباشر باستخدام الالياف الضوئية والكاميرات التلفزيونية والرؤوس المشكلة بالانفجار (EFP) وصواريخ الهجوم الرأسي Top attack كما تدرس مع الولايات المتحدة امكانية تصنيع مشترك لنظم مزدوجة تجمع بين الدفاع الجوي والدفاع المضاد للدبابات ومن ابرزها النظام الامريكي (ADATS) Air defence and anti tank system, وهو نظام مصمم ليعمل ضد الطائرات المقتربة على ارتفاعات متوسطة او منخفضة, وفي نفس الوقت يمكن استخدامه ضد مدرعات العدو, ويتكون من 8 قواذف محمولة على مدرعة مع نظام التوجيه والكشف والتعقب والاطلاق بالكامل, ويمكن الاشتباك به حتى مدى 10 كم وارتفاع 7 كم ضد الطائرات التي تصل سرعتها الى 3 ماخ كذلك ضد الدبابات حتى مدى 5 كم, وهو مزود برادار بحث ومكتشف اهداف ووحدة تعقب تعمل بالاشعة دون الحمراء وكاميرا تلفزيونية ومنظار ضوئي, بالاضافة لرأس حربي مزدوج الغرض يحتوي شحنة متفجرة ومقذوفا مدببا يخترق دروعا صلبة حتى 900مم. ـ وتسعى اسرائيل الى الاشتراك مع الولايات المتحدة في انتاج الصواريخ فائقة السرعة Hypervelocity Missiles والمدافع فائقة السرعة التي تعتمد على الطاقة الكهرومغناطيسة Hypervelacity Electromagnetic guns ومدافع الوقود السائل, ومدافع البلازما المنتجة للطاقة الكهروحرارية Electro - Thermel guns وقنابل الطائرات الموجهة بالليزر Pave way, والصواريخ المضادة للطائرات (هارم), وصواريخ بعيدة المدى ضد الاهداف البحرية من نوع (SLAM) Stand off Land Attack Missiles, والصواريخ ذات انظمة التوجيه الراداري, والقنابل الانزلاقية لضرب الاهداف الثابتة مثل (CBU-15) وهي قنابل ذكية زنة 2000 رطل تطلق من الطائرات ويصل مداها الى 45 ميلا, وتستخدم ضد المواقع المحصنة, وهي ذات توجيه ذاتي تلفزيوني بالاضافة لقنابل الجاذبية التي تقذف من الطائرات, وتتراوح اوزانها بين 500 ـ 2000 رطل وتستخدم ضد المواقع الدفاعية ومناطق تمركز وانتشار القوات لاحداث اكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية.