أسطورة الضربة الاسرائيلية العسكرية لايران

السفير

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2007
المشاركات
636
التفاعل
38 0 0
مكان النشر: مجلة آراء حول الخليج الصادر عن مركز الخليج للأبحاث (الامارات), العدد 24, أيلول 2006
تاريخ النشر: 1-9-2006.
بقلم: علي حسين باكير/باحث مهتم بالشؤون الاستراتيجية


f-16i_9.jpg




ممّا لا شكّ فيه انّ الأزمة النووية الايرانية لن تخرج بأي حال من الأحوال عن 3 حالات حصرا و هي: امّا القبول بايران نووية, و امّا حل دبلوماسي يقضي بايقاف او تعليق عملية تخصيب اليورانيوم لمدّة طويلة زمنيا مقابل حصول ايران على مكاسب هائلة, و امّا الخيار العسكري الذي يقتضي توجيه ضربة لايران.

ننطلق في تحليلنا هذا من افتراض فشل جميع الجهود الدبلوماسية المبذولة لمعالجة الأزمة النووية الإيرانية و لجوء الاطراف الى الخيار العسكري. و السؤال الرئيسي الذي نحاول الاجابة عنه في مقالنا هو: "هل من هجوم عسكري اسرائيلي على ايران؟".

تذهب شريحة كبيرة من المحللين و الكتّاب العرب و الأجانب الى التحذير من هجوم اسرائيلي وشيك على ايران خوفا من امتلاكها القنبلة النووية فيما بعد. و لكنّ الأمر تحوّل في الآونة الأخير الى بروبغندا اعلاميّا لصالح كل من اسرائيل و ايران على نطاق واسع و كانّ المسألة في غاية البساطة.

بطبيعة الحال لا يمكن استبعاد أي احتمال في مجال التحليل الاستراتيجي و العلاقات الدوليّة, لكن هكذا تحليل يجب ان يستند الى حجج قويّة, فمسألة شن اسرائيل هجوما عسكريا على ايران مسألة غاية في التعقيد و تدخل فيها العديد من الحسابات و النتائج. و من هذا المنطلق سنتناول قدرة اسرائيل على القيام بعمل عسكري, و هل ستتّخذ مثل هذا القرار فيما لو توفّرت كل الامكانيات لديها لمهاجمة ايران؟

هل اسرائيل قادرة على ضرب ايران؟

· من الناحية النظرية:

531px-F-15I_Ra'am.jpg


1- قدرات اسرائيل الجويّة:

ما يهمنا في قدرات اسرائيل العسكرية هو القوّة الجويّة التي تمتلكها, و ذلك لأنّ اسرائيل و على عكس الولايات المتّحدة, لن يكون لديها خيار آخر باستثناء استخدام قوّتها الجويّة لضرب ايران.

تمتلك اسرائيل استنادا الى معلومات موقع "القوّة الجويّة الاسرائيلية" التابع لوزارة الدفاع, 25 طائرة F-15I "حرف آي يرمز الى اسرائيل" المعدلّة, و يطلق عليها اسم "رعد". اذ كانت اسرائيل قد اشترت 21 نسخة من طائرات F-15E و F-16 في كانون الأول من العام 1994 بمبلغ 2 مليار دولار و من ثمّ 4 طائرات أخرى في العام 1995 و استلمتهم جميعا بعد تعديلهم في العام 1997 و 1998 و هم جاهزين في الخدمة.

تلعب هذه الطائرة المقاتلة الطويلة المدى F-15I دورا مزدوجا في كونها طائرة هجومية و اعتراضية في نفس الوقت. تتميز هذه المقاتلة التي هي نموذج معدّل عن طائرة F-15 التقليدية بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة و أنظمتها الشديدة التعقيد, و هي قادرة على تنفيذ هجمات في العمق, على مسافات بعيدة, ارتفاع منخفض, في جميع الاوقات في النهار او الليل, و في مختلف الاحول الجويّة. و هي مزّودة بنظام رادار APG-70 متطور جدا و بنظام LANTIRN لاصابة الاهداف بدقّة عالية.

تستطيع هذه الطائرة الطيران لمسافات طويلة دون التزوّد بالوقود, فهي تحمل حوالي 4,5 طن من الفيول تمكّنها من الطيران مسافة غير مسبوقة تبلغ 4.450 كلم, و هي قادرة على حمل 11 طن من الذخائر المتنوعة التي تتضمّن صواريخ جو-جو دفاعية مختلفة, أنواع متعدّدة من الصواريخ و القنابل و القذائف الهجوميّة الموجّهة.

F-16I_2.jpg



تمتلك اسرائيل أيضا عدد من طائرات F-16I المعدّلة الطويلة المدى أيضا, و اسمها الاسرائيلي "عاصفة". فقد قامت اسرائيل بعقد أضخم صفقة عسكرية بتاريخها بشرائها 102 طائرة من هذه الطائرات بمبلغ 4.5 مليار دولار يتم تمويلها بواسطة حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية التي تتلقّاها سنويا. تمّ التفاق بداية في العام 2001 على شراء 25 طائرة ثمّ تمّ رفع العدد الى 102 و تمّ تسليم عدد منها الى اسرائيل في العام 2003 على ان يتم استكمال باقي العدد حتى عام 2008.

تستطيع هذه الطائرة ايضا ضرب اهداف ضمن شعاع يزيد عن 500 ميل, الامر الذي يعني انّ ايران و ليبيا ضمن النطاق المسموح. و تتمتع هذه الطائرة بنفس مواصفات الطائرة السابق ذكرها و هي طائرة متعددة المهام و التعديلات التي تتمتع بها مهمة جدا و مزودة لنظام رادار امريكي دقيق و بنظام اشعة تحت الحمراء و تستطيع استهداف جميع الاهداف الأرضية في مختلف الظروف و ذلك بشكل اوتوماتيكي دون الحاجة حتى الى تدخّل الطيار يدويا.

و تشكّل هذه الطائرة و الطائرة السابقة العمود الفقري الأساسي للجيش الاسرائيلي, و بحصولها عليها جميعا سيكون لدى اسرائيل ما مجموعه 362 من الطائرات و هو الأسطول الأكبر من هذا النوع في أيّ بلاد في العالم بعد الولايات المتّحدة.

gbu28_11.jpg


2- القنبلة الخارقة للتحصينات الأرضيّة (GBU-28):

تمتلك اسرائيل عددا من القنابل الخارقة للتحصينات و التي يزيد عددها عن 100. فقد كانت تقدّمت في 26-4-2005 بطلب لشراء مئة قنبلة من هذا النوع من الولايات المتّحدة الأمريكية بصفقة بلغت قيمتها 30 مليون دولار. هذه القنابل تم تطويرها لاختراق مراكز القيادة المحصنة والواقعة تحت الأرض وتزن ألفي كيلوجرام، ويمكن لرأسها الحربي اختراق ستة أمتار من الخرسانة و30 مترا من التربة الأرضية, و يتم توجيهها بالليزر لضرب الأهداف الأرضيّة الثابتة عبر الطائرات المقاتلة القاذفة. و استنادا الى "جلوبل سيكيوريتي", فانّ هذه القنبلة تقوم باختراق الأهداف المحصّنة و الصلبة ثمّ تنفجر بعد ذلك في داخلها, و هي مصمّمة لاختراق الأرض بعمق 100 قدم أو التحصينات الخرسانية بعمق 20 قدم. و تمّ استخدامها ضدّ مراكز القيادة و التحكم التحت أرضية ضدّ العراق و ضدّ يوغوسلافيا السابقة ايضا. و تعتبر هذه القنبلة مناسبة جدّا لنماذج F-15I و F-16I الاسرائيلية و التي من المتوقع ان تحملها في أي غارات على المنشآت النووية و المحصنّة.

من الناحية العملية:

كما رأينا, فانّ اسرائيل تمتلك من الناحيّة المبدئية النظرية ما يخوّلها قصف المنشآت النووية الايرانية متخطّية بذلك عقبة طول المسافة و عائق التحصينات الخراسانية و التحت أرضيّة, لكن مع ذلك فهناك العديد من المصاعب العملية التي تحول دون قدرتها على الاستفادة من قدراتها السابق ذكرها لقصف ايران, و منها:

1- أذونات المرور فوق أراضي الدول الأخرى:

على الرغم من انّ هناك اتّفاقية استراتيجية بين تركيا و اسرائيل الاّ انه من المستبعد جدا ان تقوم تركيا بمنح اسرائيل اذن بمهاجمة ايران عبر اجوائها, فهي غير مستعدة لخسارة علاقاتها الاستراتيجية مع ايران مقابل ضربة اسرائيلية, لذلك فالخيار التركي مستبعد كليا. يقبى لاسرائيل خيارين, امّا عبور الاجواء الاردنية-السعودية نحو الخليج العربي و بعدها مباشرة الى قلب ايران. و امّا عبور الأجواء الاردنية-العراقية و بعدها مباشرة الى قلب ايران. بالنسبة الى الخيار الأول, فانّ اعطاء السعودية اذنا لاسرائيل للمرور امر بالغ الصعوبة و حتى لو ارادت السعودية غض النظر عن مرور الطائرات الاسرائيلية فهي لن تفعل ذلك نظار لردود الفعل التي ستنشأ في ظل وجود تيار القاعدة ايضا الذي سيستغل هكذا خطوة. يبقى الخيار الثاني و هو الأسهل و الافضل عمليا لانّ الاجواء العراقية تتحكّم بها قوّات الاحتلال الأمريكية و لكنّ هذا ان حصل فسيخلق ثورة عارمة في البلاد و سيدفع الشيعة الى الالتحاق بالمقاومة و سينعكس ذلك كارثة على الجيش الامريكي و على المنطقة.

2- امكانية اكتشاف الطائرات:

حتى لو قررت اسرائيل دخول اجواء الدول الأخرى دون اذن فهذا يعرّض هذه الطائرات للكشف خاصّة في السعودية التي تمتلك نظام رادار متطور و طائرات اواكس للرصد و ستكون هناك مشكلة في حال اعتراض طائرات أي من هذه البلدان للطائرات الاسرائيلية التي ستضطر الى التخلي عن بعض خزانات الوقود الاضافية للدفاع عن نفسها و بالتالي ستخسر امكانية الوصول الى الهدف الايراني حتما حينها.

3- التوقيت: اذا تمّت الضربة خلال ساعات النهار فانّها ستكون معرّضة مباشرة للمنظومة الدفاعية الايرانية الارضيّة و الجوّية و هذا قد يفشلها او يلحق بها خسائر مختلفة, و ان هيّ تمّت في الليل و هو الزمن الأفضل , فانّها ستفقد الكثير م نفعاليتها و ذلك بسبب غياب العاملين في المواقع و المنشآت النووية و هذا يعني انّ الخسائر ستكون مادّية فقط و بالتالي يمكن لايران ان تعود بسرعة الى وضعها السابق مع وجود كل الفنيين و الخبراء و التقنين و العلماء.

4- الدفاعات الايرانية:

تنقسم الدفاعات الايرانية الى قسمين أرضي و جوّي. و وفقا لتقرير "انتوني كوردسمن" فقد خصصت ايران منذ العام 1995 حوالي 12000 رجل لمهام الدفاع الجوي في القواعد الأرضيّة, و هي تمتلك عددا كبيرا من صواريخ أرض-جو من الصين و روسيا اضافة الى حوالي 2000 مدفع مضاد للطائرات بعضها موجّه بالرادار ذاتي الحركة, بالاضافة الى امتلاكها عددا من قاذفات أرض-جو التي تجمل على الكتف نوع "ستينغر" الأمريكي الذي اثبت فعاليته في أفغانستان ضد الروس, و كانت ايران حصلت عليهم من هناك. على الصعيد الجوّي, علينا ان لا ننسى انّ ايران حوالي 75 طائرة اعتراضية امريكية الصنع من نوع F-14A (TOMCAT) مع راداراتهم الطويلة المدى AGW-9 و معدّاتهم, كانت ايران حصلت عليهم قبل سقوط الشاه بقليل, و هذه الطائرات متطورة في المجال الدفاعي الاعتراضي و يقدّر الخبراء انّ الصالح للعمل منها لدى ايران هو ما بين 50-70% من المجموع الكلّي, ممّا يعني انّ على الغاراة الاسرائيلية تفاديها حتما, و الاّ واجهت الحملة الفشل المحتوم.

5- قلّة فعالية الهجوم:

اذ انّ ايران تعلّمت الدرس جيدا من العراق, فقامت بتوزيع مراكزها النووية في اكثر من 22 موقعا متباعدا في مساحة جغرافية واسعة في قلب ايران, و هذا يعني انّه على اسرائيل تقسيم سربها الى مجموعات لاستهداف اهم المراكز و من شان هذا ان يؤدي الى اضعاف الضربات الموجّهة للمنشآت او اقتصار الأضرار على بعض الاماكن الحسّاسة دون الاخرى لاقتصار الهجوم الاسرائيلي على غارة واحدة كبيرة على الأرجح.


هل ستتّخذ اسرائيل قرار شن الهجوم؟

لو افترضنا جدلا انّ اسرائيل قادرة على تجاوز كل هذه العقبات المذكورة اعلاه و أنّها قادرة على ضرب المنشآت النووية الايرانية بفاعلية, فالسؤال المطروح هو: هل ستتّخذ قرار شن الهجوم العسكري على ايران؟

على عكس ما يعتقده الكثيرون, نرى انّ اسرائيل لن تتّخذ هذا القرار و ذلك لعدد من الأسباب الموضوعيّة و الجوهريّة و منها:

من الناحية النظرية:

1- صحيح انّ اسرائيل تعارض فكرة ايران نووية, و لكنّ ذلك ليس لانّ ايران هي من سيمتلك هذه القدرة, فحتى لو قرر اكثر حلفاء اسرائيل في الشرق الاوسط امتلاك قوّة نووية فاسرائيل سوف تعترض. اسرائيل تعلم انّها لن تستطيع الحفاظ على تفوّقها الاستراتيجي في المنطقة الى الأبد, و من هذا الباب هناك من يرى في اسرائيل انّ امتلاك ايران للقدرات النووية سيؤدي بالضرورة الى فتح قنوات اتّصال و تواصل و خط ساخن بين ايران و اسرائيل للحفاظ على الاستقرار و تبادل المعلومات فيما يتعلّق بالنووي. و نماذج الاتحاد السوفيتي و الولايات المتّحدة, الباكستان و الهند نماذج أكثر من كافية في هذا الاطار.

2- لا يوجد تناقض استراتيجي في مصالح البلدين, و لا يوجد أي احتكاك مسلح في تاريخ العلاقات الإسرائيلية-الإيرانية العلنية وقت الشاه أو السرية وقت "الجمهورية الإسلامية" صغير أو كبير بري أو بحري أو جوي, يعطي اشارة على امكانية اندلاع حرب حاليا.

3- وجود وجهة نظر اسرائيلية تقول انّ السلاح النووي الايراني في حال امتلاكها له سيكون موجها ضدّ العرب بالأساس و من ثمّ الأتراك, و يستندون في تحليلهم هذا على ان لا عداء حقيقي مع ايران و اّن لا اطماع لدى الطرفين في أي منهما و يدعمون وجهة نظرهم بجملة من الوقائع و الوثائق و التحاليل المنطقية العقلانية البعيدة عن البروبغندا الاعلامية و التوجهات العاطفية, على اساس انّ القراءات التاريخية تقول انّ ايران تحاول دائما مدّ نفوذها باتّجاه الخليج لتسيّد الاطار الممتد من الشمال (آسيا الوسطى) الى الجنوب (الخليج) و من الشرق (أفغانستان) الى الغرب (العراق و سوريا و لبنان).

4- ايران لا تعتبر اسرائيل عدوا لها. ففي أواخر عام 2004 صدر كتاب اسرائيلي بعنوان "إيران من الإرهاب الي القنابل النووية: أبعاد التهديد الإيراني" من 518 صفحة في اطار الانشغال الاسرائيلي على كل المستويات السياسية و النخبوية العسكرية فضلاً عن المؤسسات البحثية ووسائل الاعلام بما يسمونه مخاطر البرنامج النووي الإيراني علي الدولة العبرية.

هذا الكتاب ألّفه أحد أشهر الخبراء في مجال الاستخبارات والباحث في "مركز جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب" الدكتور "افرايم كام" بتكليف من وزارة الدفاع التي أصدرته و نشرته فيما بعد و يشمل عرضًا لكثير من الوثائق التي ترصد تطور القوة العسكرية الايرانية، فضلا عن الاستغراق في تحليل الدوافع الكامنة خلف الاستراتيجية التي تتبعها الجمهورية الاسلامية,و هو يستند الي الف ومائتي مرجع ووثيقة و يصل الي قناعة مفادها "ان ايران من ناحية عملية لا تعتبر اسرائيل العدو الاول لها ولا حتي الاكثر أهمية من بين أعدائها". فبحسب افرايم كام، فإنه "على الرغم من الخطاب السياسي الايراني المناكف لاسرائيل اعلاميا، الا ان الاعتبارات التي تحكم الاستراتيجية الايرانية ترتبط بمصالحها ووضعها في الخليج و ليس بعدائها لاسرائيل، وهي تبدي حساسية كبيرة لما يجري في دول الجوار، وخاصة في العراق.

5- ما يزيد و يؤكد صحة ما ذكرناه في النقطة السابقة, قيام معهد 'omedia' البحثي الإسرائيلي بنشر تقرير مهم مؤخرا بعنوان 'إيران في حاجة لإسرائيل' للباحث 'زيو مائور' جاء فيه: "أن إيران لا تشكل أي خطر على إسرائيل ولا تريد تدميرها, بل هي في حاجة لإسرائيل وتعتبرها مكسبًا إستراتيجيًا هامًا حتى تظل قوة عظمى في المنطقة و هي تستغل و تستخدم "اسرائيل" كذريعة لتحقيق أهدافها و لدعم مكانتها الإقليمية ولنشر مبادئ الثورة الإيرانية تحت شعار "معاداة اسرائيل", و يضيف التقرير بانّ التصريحات الدعائية الإيرانية ضد الولايات المتحدة الأمريكية هي من باب الاستهلاك الإعلامي فقط.

من الناحية العملية:

لو تجاهلنا كل ما تمّ ذكره سابقا, فلا نزال نعتقد انّ اسرائيل لن تتّخذ هكذا قرار على الأرجح, فهي تفضّل ان تلعب دور المحرّض بدلا من التنفيذ و ذلك للأسباب التالية:

1- انّ ضربتها للمنشآت النووية الايرانية لن تكون ذات جدوى, ففي احسن الاحوال ستؤخّر البرنامج النووي الايراني لمدّة 3 سنوات على الأكثر, و بالتالي فهذا ليس حلّا للمشكلة و لا تخلّصا منها, و سيكون لدى ايران حينها القدرة و الرغبة في الانتقام من اسرائيل و هي قادرة على ذلك و ليست مسلوبة الارادة سياسيا و لا عسكريا كما حال العرب.

2- انّ هذه الطريقة تمكّنها من حرق ورقة ايران القريبة من حدودها و المتمثلة في حزب الله الذي أقام مؤخرا شبكة تتضمن نحو 12 الف صاروخ كاتيوشا وانواعاً اخرى من الصواريخ, قادرة على ضرب اهداف في جنوب حيفا وليس في منطقة خليج حيفا فحسب خاصّة بعد تضاعف مدى صاروخ "فجر 3" و"فجر 5" ليصل الى نحو 70 كيلومترا بالاضافة الى زلزال واحد و اثنين بمدى 150 و 200 كلم تطال تل أبيب و ما بعدها.

3- انّها بتفاديها الاشتراك في ضرب ايران تضمن عدم حصول اجماع اسلامي حول المشروع النووي الايراني, لأن لو كانت الضربة اسرائيلية فانّ ذلك سيجعل الجميع في صف ايران بخض النظر عن حجم الخلافات.

4- انّ عدم قيام اسرائيل بضرب ايران يحرم الأخيرة من ذريعة الرد عليها باستخدام صواريخ شهاب البعيدة. فلو قامت اسرائيل بقصف ايران, فانّ ايران سيكون لديها كافّة المبررات و كل الحق لاستهداف اسرائيل بكل ما لديها من قوّة, و هذا آخر ما تتمنى اسرائيل حدوثه.

5- انّ ايران سترى في حال قيام اسرائيل بقصفها, انّه ما كان ذلك ليتم بدون تواطؤ و ضوء أحمر أمريكي, و بالتالي ستقوم ايران بالرد على القوات الأمريكية و مصالحها في الخليج و المنطقة, و هذا يعني انّه اذا كانت امريكا ستتلقى ردّة الفعل في حال قيام اسرائيل بالهجوم, فمن الأجدر ان تبقى اسرائيل على جانب و تقوم هي بتنفيذ ضربة قوية جدا لايران, و بالتالي لا حاجة للضربة الاسرائيلية من الاساس.

6- أخيرا و بناءا على تجارب سابقة, فانّ اسرائيل في هكذا حالات تبقى على حدى الى حين قيام الآخرين بتنفيذ المهمّة عنها و هو الأسلوب الذي اصبح متّبعا -لتجنيب اسرائيل ايّة خسائر- منذ انهيار الاتّحاد السوفيتي و تفرّد امريكا بقيادة النظام العالمي حتى اليوم.

 
دراسة رائعة ونقاط مهمة جدا تم طرحها بواقعية
فقد ازدادت الصعوبات الاسرائيلية لضرب المنشات الايرانية النووية واصبحت اكثر صعوبة
ولربما تسببت هذه الضربة في تسرب الاشعاعات النووية من هذه المفعالات وهي النقطة التي
لم تذكرها الدراسة وهي نقطة مهمة جدا فالمفاعلات الايراينية تختلف عن مفاعل تموز العراقي
الذي كان تحت الانشاء تقريبا بعكس المنشات الايرانية .

الف شكر للرائع السفير
 
بسم الله

مجهود رائع جدا
اسرئيل وايران وجهان لعملة واحده
هذا ماأراه....


ومضه(والله انك تعلم اني اعلم انك كاذب)
 
أنا أستغرب هذه الدراسة
نسيت التسرب النووي الذي ضرره سيكون على الجميع
تناسى أن السعودية لن تسمح لإسرائيل أوتغض الطرف لإستخدام مجالها الجوي
السعودية متفقة تقريباً مع ايران وايضاً تركيا والعراق لاحول له ولاقوة
واخيراً اسرائيل أجبن من ان تفعلها
 
عودة
أعلى