الصواريخ الساحلية تتفوق

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
يؤكدالباحثون والمعنيون بالحروب البحرية على أهمية الدفاع الساحلي بمنظومات الصواريخ لأسباب كثيرة، من أبرزها: أن تصنيع هذه الصواريخ يخضع لعمليات تطوير وتحديث مستمرة، فضلاً عمَّا تمتاز به الصواريخ الساحلية الحديثة من المرونة الحركية العالية والقدرة على الانتشار والتشغيل في وقت قصير.
وهذه المقالة تتناول تعديل الصواريخ البحرية إلى صواريخ دفاع السواحل، وسعي معظم الدول ذات السواحل البحرية إلى تعزيز دفاعاتها الساحلية، وقيام الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بتعديل أشهر صواريخها البحرية لتصبح صواريخ دفاع ساحلي.
استناداً إلى تجارب الحروب البحرية الحديثة ثارت منذ سبعينيات القرن الماضي نقاشات حامية حول جدوى المواجهات البحرية في المياه، فعملياً لم تحقق المواجهات البحرية المباشرة نتائج تُذكر بقوة في أية معركة بحرية حديثة، والسبب هو أن الوسائط المتقاتلة من سفن حربية، وغواصات، وطرادات في الطرفين المتقاتلين مزوّدة بكل عناصر الحماية الإلكترونية، ووسائط شلّ أسلحة الخصم، وبالتالي لا يتجاوز الأمر غالباً إلاّ هدر الذخائر والصواريخ دون إصابات محققة في الوسائط البحرية للطرفين. وقد مالت النقاشات إلى تفضيل الدفاع الساحلي، أي محاربة القوى والوسائط البحرية المعادية من البر الساحلي،
وهي في عمق البحر وعلى مسافة المدى المجدي لوسائط الدفاع الساحلي، وبعد كثير من الحوارات وتجارب حروب بحرية لاحقة مالت الكفة إلى تفضيل الدفاع الساحلي على خوض معركة بحرية، وتعززت الكفة لمن يفضلون ذلك بالتطور الهائل والسريع الذي حققته الصواريخ بأنواعها، إذ لم تعد وسائط الدفاع عن السواحل هي المدفعية فقط بإمكاناتها المحدودة، بل صارت الصواريخ ذات المديات البعيدة وبوسائط التوجيه الإلكتروني والتقنيات العالية قادرة بعد إطلاقها من الساحل على الوصول إلى السفن المعادية الموجودة على مسافات بعيدة عن الساحل.
يحقق الدفاع الساحلي بهذا الشكل وخصوصاً بالصواريخ، وبالتعاون مع الوسائط الأخرى من مدفعية بعيدة المدى وطيران قوة ردع قوية للقوى البحرية المعادية، ويضمن عدم خسارة قوى بحرية في مواجهات بحرية مباشرة، بالإضافة إلى مزايا أخرى كثيرة جعلت معظم الدول التي لها سواحل بحرية تعمل على تعزيز دفاعاتها الساحلية كاستراتيجية بحرية أولى ومفضلة.
ويمكن القول: إن معظم منظّري الحروب البحرية يؤكدون على أهمية الدفاع الساحلي بمنظومات الصواريخ لأسباب كثيرة، منها: أن أنظمة الصواريخ الساحلية الحديثة تمتاز بمرونة حركية عالية، وقدرة على الانتشار والتشغيل في وقت قصير، وكذلك زيادة عدد المقذوفات, ليتمكن النظام من إطلاق الصواريخ المجنحة المضادة للسفن بنظام الرماية المفرد أو عدة صواريخ (القصف) مع فاعلية تدميرية عالية، والقدرة على استخدام الأسلحة في مختلف الظروف الجوية والجغرافية، بشكل عام يمكن القول إن الصواريخ المجنحة تعتبر السلاح الرئيس المستخدم في الدفاع الساحلي لمعظم البلدان الساحلية، والتي يتواصل تحديثها باستمرار، فهي قادرة ـــ بفضل حركيتها وقدرتها النارية العالية ـــ على تغطية جزء كبير من مسرح العمليات الساحلية، حيث تمتاز عن ذخائر المدفعية الساحلية في زيادة المدى وسرعة الطيران ومعدل القدرة التدميرية.
وتُجهّز أنظمة الصواريخ الساحلية في عدة نماذج مختلفة، والنموذج الأساسي وحدة للقيادة ومركز السيطرة والاتصالات، وتبقى الوحدات الأخرى كاحتياط، وبسبب توفّر مركزين (القيادة، والسيطرة والاتصالات)، فيمكن استخدام القدرة الكاملة للقناة السلبية لتحديد الأهداف، كما زوّدت الأنظمة بتجهيزات الرؤية الليلية وأجهزة الملاحة والمسح لإتاحة الفرصة لإعادة تحميل المواقع والانطلاق بسرعة بعد تنفيذ المهمة القتالية، بتشكيل متفرق إلى منطقة جديدة،
وفي الوقت الحالي تعتمد قوات الدفاع الساحلي على منصات الصواريخ الساحلية المتحركة مثل: Rubezh و Redut الروسية، و RBS-15 السويدية، و Sea Skua البريطانية، و Exocet الفرنسية، و SSI اليابانية، و Harpoon الأمريكية، و C-802 الصينية، وتواجه كافة المنظومات الصاروخية البحرية عائق مشترك، وهو وجود منطقة ميتة تختلف مدياتها بحسب نوع النظام الصاروخي، وكذلك تعاني منظومات الصواريخ الساحلية من انخفاض الفاعلية ضد الأهداف البحرية المتحركة صغيرة الحجم، من ضمنها سفن الإنزال الصغيرة والحوامات ذات الوسائل الهوائية ... وغيرها، ولذلك فأنظمة الصواريخ الساحلية غير قادرة على الدفاع عن المناطق الساحلية لوحدها.

تعديل الصواريخ البحرية إلى صواريخ دفاع ساحلي

وهكذا تزايدت أهمية الدفاع الساحلي في الاستراتيجيات العسكرية البحرية، وصار من المفضل عند معظم الاستراتيجيين عدم خوض المعركة البحرية في العمق المائي، بل استدراج القوى البحرية المعادية إلى قرب السواحل والتصدي لها، وضربها بالصواريخ المتطورة المخصصة للدفاع الساحلي، لكن الإشكالية تبدّت في تكاليف البرامج الخاصة بإنتاج وتطوير صواريخ دفاع ساحلي تلبي متطلبات استراتيجية الدفاع الساحلي،
ووجدت القيادات العسكرية نفسها أمام أمرين: إما تنفيذ هذه البرامج بكلفتها العالية، أو تعديل الصواريخ المتوفرة لتصبح قادرة على العمل من البر الساحلي كصواريخ دفاع ساحلي، والأمر الثاني يتوافق مع الإمكانات المحدودة مالياً للدول الساحلية الفقيرة، أي تعديل ما لديها من صواريخ بحرية لتصبح صواريخ دفاع ساحلي بدلاً من شراء صواريخ من الأجيال الجديدة الخاصة بالدفاع الساحلي. وبدا من الواضح أن الأمر الثاني كان المفضل، فمنذ ثمانينيات القرن الماضي أخضعت الصواريخ البحرية المعروفة والمستعملة في مختلف المهمات والوسائط القتالية إلى برامج تعديل وتطوير حرصت على المحافظة على قدرات الصاروخ المعروفة، مع إضافة مزية جديدة له وهي إمكانية استعماله كصاروخ دفاع ساحلي، ولأننا لن نستطيع استعراض كافة طرز الصواريخ البحرية التي جرى تعديلها سنكتفي باستعراض بعضها في عدة دول.

تعديل الصواريخ الروسية

نعني بتعديل طرز عديدة من الصواريخ البحرية أن تصبح قادرة على العمل كصواريخ دفاع جوي؛ ففي زمن الاتحاد السوفيتي السابق كان تصدير الأسلحة الصاروخية مقصوراً على الدول المتفقة مع الاتحاد السوفيتي أيديولوجياً، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وجدت روسيا نفسها أمام مخزون كبير من طرز الصواريخ البحرية بحر ـــ بحر، وجو ـــ جو، وهذا المخزون كان يجب تصديره دون النظر لأية اعتبارات أيديولوجية، ولما كان المطلوب أكثر من غيره من صواريخ الدفاع الساحلي لجأت روسيا إلى تعديل قسم كبير من طرز صواريخها البحرية لتصلح ضمن مهامها كصواريخ للدفاع الساحلي، ومن هذه الصواريخ: الصاروخ SS-N-12 Bazalt، وهو بالأساس صاروخ مضاد للسفن بعيد المدى ويسير بسرعة تفوق سرعة الصوت. ولم يكن هذا الصاروخ معروضاً للتصدير حتى عام 2006م عندما تم تطويره ليصلح أيضاً للاستعمال كصاروخ دفاع ساحلي، و يبلغ مداه (550) كم، مما ينتج عن استعماله كصاروخ دفاع ساحلي تحقيق قوة ردع ومنع السفن المعادية من الاقتراب من السواحل التي يدافع عنها.
وينطبق الأمر نفسه على الصاروخ الروسي SS-N-19 Granit ، فقد تم تطوير الجيل الجديد منه ليصلح للاستعمال كصاروخ دفاع ساحلي، ويبلغ مداه (445) كم، وطوله (10) متر، مما يتيح نشر عدد كبير منه على طول الساحل المدافع عنه.
ونذكر ـــ أيضاً ـــ الصاروخ الروسي SS-M-3 الذي ينتمي لعائلة الصواريخ المضادة للسفن فائقة السرعة وبعيدة المدى، ومنذ عام 2004م تم عرضه للبيع بعد إجراء تعديلات عليه تجعله صاروخاً رئيساً في الدفاع الساحلي، ويبلغ طوله (10.2) المجتمع ، ومداه (300) كم، وقد صار هذا الصاروخ أكثر الصواريخ رغبة في الاقتناء من قِبل عدة دول نظراً لرخص ثمنه قياساً بالصواريخ الأخرى.
والصاروخ SS-N-2A Styx الذي يبلغ مداه من (45) إلى (100) كم، مما يجعله صاروخاً فعالاً في الاشتباك مع القطع البحرية المعادية التي تنجح في الاقتراب من السواحل، ومن ميزاته طوله الذي يبلغ (49.5) المجتمع ، مما يتيح نشر عدد كبير منه على طول الساحل، ويستعمل هذا الصاروخ كصاروخ دفاع ساحلي في عدد من الدول، منها: روسيا، ومصر، وأنجولا، وبلغاريا، وكرواتيا، وكوبا، ونيجيريا، وسوريا، واليمن. وعلى سبيل المثال أيضاً نذكر الصاروخ 3M24 الذي يحمل رأساً حربياً وزنه (145) كلم، ويصل مداه إلى (130) كم بسرعة (315) متراِ في الثانية، ولا يزيد طوله عن (75.3) المجتمع ، ووزنه (630) كغ، والصاروخ SS-N-25، ويعتبر من أشهر صواريخ الدفاع الساحلي الآن في عدة دول.

الصواريخ الأمريكية

أعطت الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة أهمية كبيرة لصواريخ الدفاع الساحلي، ووضعت برامج خاصة لإنتاج هذه الصواريخ، بالإضافة إلى تعديل طرازات من الصواريخ الموجودة لديها لتصبح صواريخ دفاع ساحلي، ومن هذه الصواريخ الصاروخ penguin المضاد للسفن من منظومة M.K.A؛ فقد تم تصميمه لزوارق الدورية في البحريتين النرويجية والسويدية، ولكن سرعان ما تم حمله على متن الطائرات والعموديات ونشره على السواحل، واختير له التوجيه بالأشعة تحت الحمراء كي يعمل بفاعلية في بيئة من التشويش الراداري المكثف، ويمنح التوجيه بالأشعة تحت الحمراء الصاروخ ميزة الخفاء نسبياً، مما يجعله صعب الكشف على طائرات الاستطلاع المعادية عند نشره على السواحل،
ويتم تعزيز هذا الخفاء من خلال جهاز ليزري نبضي لقياس الارتفاع بدلاً من الرادار العادي، لإبقاء الصاروخ على مستوى ماسح لسطح البحر ما بين (10) إلى (50) متراً ارتفاعاً.
وصار الطراز mk2-mod7 penguin يتمتع بعد تعديله بإمكانية الاشتباك به مع سفن السطح من خلال إطلاقه من الطائرات العمودية أو من القطع البحرية، أو من قواعد ساحلية كصاروخ دفاع ساحلي، كما أن الصاروخ مزوّد بمحركين أحدهما للإطلاق (الدفع) والآخر للطيران، ويجري توجيهه بالأشعة تحت الحمراء. وفي النموذج بر fpv agm-119a الذي ظهر عام 2009م يوجد باحث يستطيع قياس حرارة الهدف كميزة إضافية لمواجهة الإجراءات المعاكسة للإجراءات الإلكترونية المضادة، وجهاز راداري لقياس الارتفاع بدلاً من الليزر، كما يدفع هذا النموذج محرك صاروخي جديد أجنحته أصغر حجماً ليسهل حمله تحت أجنحة الطائرة، ويبلغ وزنه (350) كغ، ورأسه الحربية (120) كغ.
واشتهر مؤخراً نظام Viaas، فقد تم تطويره كصاروخ جديد يستطيع مهاجمة سفن السطح والأهداف الساحلية، ولاحقاً خضع لبرنامج تطوير وتعديل جعله يصلح للاستعمال كصاروخ دفاع ساحلي، ويستخدم هذا النظام صاروخاً حاملاً للذخائر من طراز Mk-15، يحمل أربع ذخائر موجهة، وسوف يُطلق من نظام الإطلاق الرأسي Mk141 ويقوم الصاروخ الحامل للذخائر بالانفتاح على ارتفاع من (15000) إلى (20000) قدم لإطلاق الذخائر الموجهة المحمولة، ثم تقوم الذخائر بالانزلاق حتى يبدأ محرك التوجيه التوربيني لكل ذخيرة من الذخائر الأربع المحمولة بالعمل، وكل ذخيرة تستطيع توجيه نفسها نحو الهدف إلى مسافة (100) ميل بحري، كما تقوم الذخائر بالتحويم للبحث عن الهدف في مسافة (250) ميلاً مربعاً، وعند اكتشاف الهدف تتوجه الذخائر للإطباق عليه وتدميره.
ومن الصواريخ الأمريكية التي تم تعديلها لتصبح صواريخ دفاع ساحلي الصاروخ Slammer متعدد المهام، والذي دخل الخدمة في البحرية الأمريكية في بداية عام 2004م، وهذا الصاروخ هو تطوير للصاروخ Slam المضاد للسفن، والذي تمتلك البحرية الأمريكية منه (700) صاروخ سوف يتم تعديلها جميعاً لتصبح متعددة المهام، بما فيها مهام الدفاع الساحلي، وسينشر جزء منها على السواحل الأمريكية، والصاروخ Slammer يبلغ مداه ضعف الصاروخ Slam، ويمكن إطلاقه من ارتفاع (40000) قدم، ويبلغ مداه (150) ميلاً بحرياً ويمكنه مهاجمة عدد كبير من الأهداف، ويبلغ وزن رأسه المدمر (227) كغ، وهو مربوط بالنظام العالمي لتحديد الموقع، وهو مزود بجيرسكوب ليزري ونظام رقمي لتحديد مسار الصاروخ، ويتم التوجيه والتلقي من النظام العالمي لتحديد الموقع بواسطة خمس قنوات استقبال.

الصواريخ الفرنسية المعدلة

شمل ـــ أيضاً ـــ تعديل الصواريخ البحرية لتصبح ضمن مهامها صواريخ دفاع ساحلي، ومن أشهر هذه الصواريخ الفرنسية الصاروخ (أكزوسيت) الذي يحتل المقام الأول في تشكلية الصواريخ التي تتزود بها البحرية الفرنسية، ويفوق مداها (70) كيلومتراً، ويعمل على مبدأ (اطلق وانس)، أي أنه يتوجه ذاتياً نحو الهدف، وقد خضع هذا الصاروخ لبرنامج فرنسي سويدي مشترك لتعديله وتطويره كصاروخ دفاع ساحلي، وفي عام 2004م قيل إنه بيع كصاروخ دفاع ساحلي لعدة دول، ومثله الصاروخ (أوتو مات)، الذي تتسلح به عدة دول أوروبية،

وقد اعتبرت القيادة الفرنسية أن هذ الصاروخ قد صار من الجيل الأول، ولابد من العمل على إنتاج صاروخ من الجيل الثاني، ونتيجة لذلك بدأ إنتاج صاروخ A.N.S بعيد المدى، وهذا الصاروخ تم تطويره بالتعاون مع فرنسا وألمانيا، والنسخة الأحدث منه هي Exocet AM39، وهو صاروخ مضاد للسفن له قدرة حاسمة على لطيران البحري في الحرب المضادة للسفن، فمداه البعيد واستخدامه لأسلوب (اطلق وانس) يقي الطائرة المهاجمة من الدفاعات الجوية على متن السفينة أو السفن المجاورة، وتم صنع نسخة منه للدفاع الساحلي تحت اسم MM38 لم يتم الإفصاح عن مواصفاتها حتى الآن، ولكن حسب بعض المجالات العسكرية الغربية فإن وزنه (655) كج، وينطلق بسرعة (93) ماخاً، ومداه من (50) إلى (70) كم تبعاً لبعد الأهداف البحرية المعادية عن السواحل التي ينشر الصاروخ فيها.
وهناك الصاروخ جو ـــ بحر A.M-39 الذي يُطلق بواسطة الطائرة، وهو صاروخ حقق أروع الانتصارات في حرب الماليفانس، وقد وضع في الخدمة في غواصات الهجوم والغواصات النووية قاذفة الصواريخ لضرب أهداف على سطح الماء، والنسخة الجديدة ظهرت في المعارض العسكرية الأخيرة بإمكانية استعماله كصاروخ دفاع ساحلي، وعرضت فرنسا تصدير الصاروخ Malafoone ـــ المخصص سابقاً لمواجهة تهديدات الصواريخ والطوربيدات الجديدة الصادرة عن الغواصات ـــ كصاروخ معدّل قادر على العمل من السواحل ضد الأهداف البحرية المعادية.
هناك الآن قناعة عسكرية شبه تامة بأهمية الدفاع الساحلي في الاستراتيجيات البحرية، ولأن الصواريخ هي السلاح الأساسي في الدفاع الساحلي، فإن برامج تصنيع صواريخ خاصة بالدفاع الساحلي مستمرة، وفي الوقت ذاته حدث لهاث في سباق تعديل الصواريخ المعروفة لتصلح للعمل أيضاً كصواريخ دفاع ساحلي تنطلق من قواعد ثابتة أو عربات متحركة، فهل نقول بعد ذلك إن كل طرز الصواريخ صارت محكومة للدفاع الساحلي؟ يبدو أن الأمر كذلك
بدأ استخدام الصواريخ المضادة للسفن في الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمت ألمانيا الصواريخ طرازات (Fritz X)، و Hs 293، و Hs294، BV246، واستخدمت اليابان الصواريخ طراز Igo، وطراز Ohka (وهو مقذوف مأهول انتحاري)، واستخدمت أمريكا الصواريخ طراز Bat مرة واحدة وأغرقت بها سفينة حربية يابانية، واستخدمت البحرية المصرية الصواريخ الموجهة سطح/سطح السوفيتية الصنع من طراز P-15 Termit، المعروف لدى حلف شمال الأطلسي باسم (ستايكس) ss-n-2 Styx ضد المدمرة الإسرائيلية (إيلات)، وأغرقتها في أكتوبر 1967م، وعندئذٍ بدأ الاتجاه نحو تسليح القطع البحرية بالصواريخ الموجهة المضادة للسفن بدلاً من المدفعيات الثقيلة بعيدة المدى. وقد برزت خطورة هذه الصواريخ والتهديد الكبير الذي تمثّله بالنسبة لسفن السطح بعدما أصاب الصاروخ الفرنسي من طراز (اكزوسيت) Exocet المدمرة البريطانية (شيفلد) في الرابع من مايو عام 1982م، فدمرها، وقتل عشرين من طاقمها عندما كانت في مياه جنوب المحيط الأطلسي خلال حرب (الفوكلاند)، فزاد هذا الحادث من تسليط الضوء على قابلية إصابة سفن السطح الحربية غير المجهزة أو غير المهيأة للتصدي للتهديدات الحديثة التي تنطلق على ارتفاع قريب من سطح الماء، وخصوصاً بعد إنتاج صواريخ مضادة للسفن أكثر ذكاء، وتستعمل مجموعة من أساليب الخداع، كالاقتراب المنخفض، بملامسة سطح البحر، أو الانقضاض من أعلى ، للتقليل من فاعلية النظم الدفاعية.

الصواريخ الأمريكية

يشكِّل الصاروخ (هاربون) AGM-84 Harpoon من إنتاج شركة (بوينج) أكثر الصواريخ المضادة للسفن المستعملة على نطاق واسع في العالم، فهو يجهّز القوات الأمريكية وقوات أخري من (26) بلداً أجنبياً، ويبلغ وزنه لدى إطلاقه (526) كجم، وهو مجهز بمحرك توربيني نفّاث، ويحمل رأساً حربياً زنته (125) كجم، لمسافة (125) كلم، ويتمتع النموذج من فئة (بلوك 2) Blook II، بملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية، وبالقصور الذاتي في منتصف المسار، مع توجيه راداري نشط في مرحلته النهائية، وهو مستعمل على سلسلة واسعة من الطائرات مثل: P-3 و F/A-18 و F-16، ويصل مداه إلى (235) كم، وبدأ تصميمه منذ عام 1965م لمهاجمة الغواصات، لكن تم تطويره لمواجهة مختلف أنواع السفن في عام 1970م بإطالة مداه، كما يمكن إطلاقه من السفن والغواصات، بحيث يحقق مدى (100) كلم من السفن، و (15) كلم من الغواصات.
وأُجريت عدة عمليات تحديث للصاروخ (هاربون) لتحسين أدائه القتالي وفعاليته، وشملت التحسينات مقاومة أفضل للتشويش، ومدى أبعد، وهو في الأساس يستطيع العمل في كل الأحوال الجوية، من خلال التوجيه الراداري النشط، مع استخدام باحث يتتبع عدة مسارات يحددها الطيار، ويستخدم مصهراً تقاربياً Froximity Fuse، يمكن ضبطه للانفجار بعد اختراق السفينة.
ويتم تحديث الصاروخ من خلالة (المجموعة 2) التي تتمثل بكمبيوتر لتوجيه نموذج الصاروخ (سلام) SLAM، الذي يعتبر هو نفسه مطوّراً من صاروخ (هاربون)، ويضاف إلى ذلك وحدة تعمل بإشارات نظام تحديد الموقع عالمياً ونظام الملاحة بالقصور الذاتي GPS/INS مأخوذة من السلاح JDAM، مما يخفف الحاجة قدر الإمكان إلى رادار باحث في المرحلة النهائية، وهذا التحديث يؤهل الصاروخ أيضاً لضرب أهداف برية معروفة إحداثياتها مسبقاً.
ولعل الصاروخ الأمريكي (هلفاير 2) Hellfire II المضاد للسفن، يعتبر أحد أخفّ الصواريخ، ويطلق من الطائرات العمودية، فهو موجّه ليزرياً، ويزن (45) كجم، ويبلغ مداه أكثر من (8) كيلومترات، ومتوفر بطرازين أساسيين، هما: الطراز AGM-114K والطراز AGM-114M، برأس حربي متشظي. وتنتج شركة (رايثيـون) الأمريكية الصـاروخ (مافريك) Maverick، الذي يُطـلق من العموديات بوزن (220) كجم، مع رأس حربي بوزن يبلغ (57) كجم، وينتج هذا الصاروخ حالياً في نموذجين: الأول يوجه تلفزيونياً، ويُعرف باسم AGM-65H، والنموذج الثاني يوجه بالأشعة تحت الحمراء، ويُعرف باسم AGM-65D، ويبلغ مداه (12) كلم إذا أطلق بسرعة بطيئة من ارتفاع منخفض، وتستعمله (نيوزيلندا) على العموديات AH-1W و AH-64 و SH-20.
ويستعمل الصاروخ (مافريك) الموجه ليزرياً طراز AGM-65E سلاح مشاة البحرية الأمريكية، في حين تستخدم البحرية الأمريكية الصاروخ طراز AGM-65 J/K الموجه تلفزيونياً، والصاروخ طراز AGM-65 F/G الموجه بالأشعة تحت الحمراء التصويرية.

الصواريخ الأوروبية

ينتج التجمّع الأوروبي MBDA مجموعة من الصواريخ المضادة للسفن، والمنطلقة من منصات جوية، ومنها الصاروخ AS-15TT المنطلق من العموديات، والذي يزن (103) كجم، ويتم التحكم به تلقائياً بواسطة الرادار Agrion الفرنسي المثبت في العمودية، ويبلغ مداه الأقصى (17) كلم، وتستعمله عدة دول. ويطوّر هذا التجمّع أيضاً صاروخاً آخر لاستعماله من السفن، هو الصاروخ (بوليفم) Polyphem، المعروض أيضاً للاستعمال من على طائرات عمودية، ويزن (160) كجم، ويحمل رأساً حربية زنتها (25) كجم حتى مسافة (60) كلم، بفضل محرّك نفّاث توربيني، ويمتاز هذا الصاروخ بتجهيزه بباحث تصويري، يعمل بالأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى وصلة ليفية ضوئية Fiber Optics مرتبطة بوحدة الإطلاق. والصاروخ يقاوم التشويش، وبإمكانه تمييز الأهداف الخادعة، واختارته البحرية الألمانية لتجهيز سفن دوريتها من فئة K130.
ويصنع التجمّع MBDA الصاروخ Sea Skura، الذي يزن (147) كجم، ويستعمل توجيهاً رادارياً نصف نشط، ويبلغ مداه أكثر من (15) كلم، وقد سلَّحت به عموديات (لينكس) Lynx العاملة لدى بحريات عديدة، منها المملكة المتحدة، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، وعموديات البحرية الألمانية من نوع (سي كينج) Seaking، و (سوبر لينكس) Super-Lynx، والعموديات التركية AB-212.
ويصنع التجمع MBDA في الفئة الأكبر وزناً قليلاً صواريخ Marte MK 2/s بوزن (324) كجم، وأحدثها تستعمله عموديات البحرية الايطالية تحت تسمية SH-3D، وهو يحمل رأساً حربية وزنها (70) كجم، إلى مسافة تزيد عن (25) كلم، ويستطيع اتباع مسار متعرج إلى الهدف بمناورة متضللة في المرحلة النهائية، كما يستعمل الملاحة بالأقمار الاصطناعية، ثم بالقصور الذاتي عدد منتصف مساره، وبتوجيه راداري نشط في المرحلة النهائية، ويعمل الصاروخ على العموديات الايطالية من فئة EH-101، وسيستعمل أيضاً على العمودية الأوروبية الجديدة طراز NH90.
ويدرس تجمع MBDA إنتاج نموذج مضاد للسفن من صاروخ (بريمستون) Brimstone المشتق من صاروخ (هلفاير) Hellfire، لتلبية حاجة البحرية الأمريكية لتسلّح به العمودية MH-90. وفي النرويج، صممت شركة Kongsberg الصاروخ (بنجوين Penguin المضاد للسفن كسلاح لزوارق الدورية للبحريتين النرويجية والسويدية، وهذا الصاروخ يتم حمله علي متن الطائرات والعموديات، واختير له التوجيه بالأشعة تحت الحمراء، كي يعمل بفعالية في بيئة من التشويش الراداري المكثّف، ويتم تعزيز الخفاء من خلال جهاز ليزري نبضي لقياس الارتفاع بدلاً من الرادار العادي، لإبقاء الصاروخ على مستوي ماسح لسطح البحر، ما بين (10 إلى 50) متراً ارتفاعاً.
واعتمد الصاروخ (بنجوين) Penguin MK2 Mod 7 في فئة الوزن البالغ (370) كجم، على أجنحة مطوية لتسهيل حمله على العموديات، وصمم الصاروخ لضرب سفن الإنزال، التي تتحرك بين الجزر، ويستخدم باحثاً تصويرياً يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويبلغ مداه الأقصى (55) كلم، وتستعمله القوات البحرية النرويجية على طائرات F-16. ويتميز هذا الطراز بإمكانية الاشتباك مع سفن السطح من خلال إطلاقه من الطائرات العمودية، أو من القطع البحرية، كما أن الصاروخ مزوّد بمحركين أحدهما للإطلاق (الدفع)، والآخر للطيران، ويجري توجيهه بالأشعة تحت الحمراء.
وتتعاون النرويج مع تجمع MBDA لإنتاج الصاروخ البحري الضارب NSM، حيث يمدها التجمّع بالمحرّك النفّاث التوربيني ونظام الوقود، وصمّم هذا الصاروخ في البداية لاستعماله من السفن، وسمح فيما بعد بإنتاج نموذج محمول على عمودية، ويحمل رأساً حربية جديدة، زنتها (125) كجم، إلى مدى يصل إلى (160) كلم.
يحقق الصاروخ الأوروبي (اكزوسيت) Exocet AM 39 قدرة حاسمة للطيران البحري في الحرب المضادة للسفن، فمداه البعيد، واستخدامه لتقنية (اطلق وانس) Fire and Forget يقي الطائرة المهاجمة من الدفاعات الجوية على متن السفنية أو السفن المجاورة، ويتبع الصاروخ مساراً ماسحاً لسطح البحر، ويصعب كشفه، بحيث يحلّق على أدنى ارتفاع، تكيّفاً مع ارتفاع الأمواج، مما يضمن له نسبة أكبر في تحقيق الإصابات، وهو يستطيع من خلال رأسه الحربية زنة (165) كجم، ودقة توجيهه، أن يحدث الدمار في مختلف أنواع الأهداف البحرية.
ويعمل التجمع الأوروبي MBDA على تطوير الصاروخ (أكزوسيت) المطلق من السفن إلى فئة (بلوك 3) Block III عن طريق تزويده بمحرك توربيني لزيادة مداه إلى (180) كلم، ويجهز الصاروخ أنواعاً مختلفة من الطائرات ثابتة الجناح، بما فيها طائرات (ميراج 2000)، وطائرات (أتلانتيك).
أما الصاروخ السويدي/الألماني طراز RBS15 MK3، فهو تطوير للصاروخ الأقدم RBS15 MK2، وهو ثقيل الوزن، ويعمل في القوات البحرية السويدية والبولندية، ومداه يصل إلى (200) كلم، ويستخدم الرادار النشط للبحث، ويستطيع استهداف سفن بحرية وأهداف أرضية.
الصاروخ الأوروبي (أتومات) Otomat، إنتاج مشترك بين كل من إيطاليا وفرنسا، تم تطويره في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وهو صاروخ مضاد لسفن السطح، بعيد المدى، يُدفع بمحرك نفّاث، ويمكن إطلاقه من الجو، أو من على سفن السطح، أو من منصة برية، وقد بدأت دراسات إنتاج هذا الصاروخ في عام 1967م، وأنتج أول صاروخ تجريبي عام 1971م، أما الإنتاج الكمي للصاروخ فلم يبدأ إلاّ في عام 1976م.

الصواريخ الروسيـة

تميزت الصواريخ الروسية المضادة للسفن بأن سرعتها تفوق سرعة الصوت، وهو نهج مخالف للنهج الذي اتبعته دول حلف شمال الأطلسي، التي تستخدم صواريخ سرعتها أقل من سرعة الصوت، ويوجد اتجاه قوي لدى بعض دول الحلف لزيادة سرعة صواريخها المضادة للسفن التي يتم تطويرها لتفوق سرعة الصوت، وكانت أول مناسبة يتم فيها استخدام واختبار الصواريخ الروسية المضادة للسفن أثناء حرب الاستنزاف عام 1967م بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية، حيث قامت القوات المصرية في يوم 21 أكتوبر من ذلك العام بتدمير المدمرة الإسرائيلية (إيلات) التي كانت تقوم بدورية بالقرب من مدينة بور سعيد، وفي هذه العملية، قام قاربان للصواريخ تابعان للقوات البحرية المصرية، من فئة (كومار)، كل منهما مسلح بصاروخين من النوع P-15 Termit بالمناورة داخل الميناء، وقاما بإطلاق أربعة صواريخ، حيث تم إصابة الهدف بالصواريخ الثلاثة الأولي.
وأدرك السوفييت قبل حرب السادس من أكتوبر 1973م قابلية الصاروخ P-15 للتأثر بالإجراءات الإلكترونية المضادة، سواء الإيجابية أو السلبية، ولذلك تمت إجراءات لتحسين أداء الصاروخ ضد هذه الإجراءات، وفي هذا الاتجاه تم تطوير نسختين جديدتين، هما النسخة P-15U، التي كانت أقل تأثراً بأعمال الإعاقة المعادية، والنسخة P-15T، الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، والتي حسنت كثيراً من فاعلية النظام، وتم الاختبار العملي لتلك النسخ بنجاحخلال الحرب الهندية الباكستانية في ديسمبر عام 1971م، وذلك عندما قامت القوات الهندية بإطلاق (11) صاروخاً على أهداف، وكان لها نتائج إيجابية، وتم إغراق المدمرة الباكستانية (خيبر) بواسطة صاروخين P-15U، بينما تم إغراق القاطرة بصاروخ واحد فقط.
كما تطوّر شركة روسية الصاروخ Kh-59 MK، بوزن (930) كجم، والذي يعتمد على تصميم الصاروخ البري Kh-59K، الموجه تليفزيونياً، ويتمتع بوقود إضافي ومروحة توربينية، ويستعمل باحثاً رادارياً، ويسير بسرعة أقل من سرعة الصوت، والهدف من تطويره هو تسليح الطائرة الصينية Su-MKK. أما الصاروخ Khـ29 TE، فيتمتع بمدى طويل (20 ـ 30 كلم)، وبرأس حربية تزن (320) كجم، ويمكن استعماله بتوجيه تليفزيوني.
وأهم تطور للصواريخ الروسية المضادة للسفن، هو الصاروخ SS-N-26، وقد جهز بمحرك نفاث ضاغط بسرعة (5،2) ماخ، وهو قيد الخدمة في السفن الروسية والصينية، وله قدرات توجيه ذاتي عالية الدقة، ويعمل بتقنية (اطلق وانس)، ويبلغ مداه (186) ميلاً، ويقلع في الجزء الأول من خط مساره في الجو، وفي الجزء الثاني ينحدر إلى ارتفاع منخفض، وفي الجزء الثالث يطير على ارتفاع (15) متراً فوق سطح الماء، ويصل إلى هدفه حاملاً رأساً حربياً متفجراً وزنه (553) رطلاً، وهو يستخدم تقنيات الإخفاء، ويمكن أن يطلق من الطائرات المقاتلة، أو من الزوارق الحربية، أو السفن، أو الغواصات، أو من المنصات البحرية. أما الصاروخ SS-N16 Stallion، فهو صاروخ حديث يمكن إطلاقه من الزوارق والغواصات بمدى من (50 ـ 100) كلم.
وقامت الصناعات الروسية بتطوير صاروخ مضاد للسفن يتم إطلاقه من البحر، ومن الجو ومن الساحل، وأخذت النسخة التي يتم إطلاقها من الجو اسم الطراز kh-35، أما النسخة التي يتم إطلاقها من البحر فأخذت اسم الطراز 3M24، الذي يُعرف لدى حلف الناتو باسم SS-N-25، ويمكن النظر إلى هذا الصاروخ على أنه نسخة متطابقة تقريباً مع الصاروخ الأمريكي (هاربون) Harpoon، وله مفهوم الاستخدام والشكل والخصائص نفسها.
انضمت عدة شركات روسية لتطوّر معاً الصاروخ الذي يٌُطلق من السفن، والمعروف بتسمية Yakhont-M، بوزن (2500) كجم، والذي يُطلق من الجو، وسيحمل رأساً حربية وزنها (200) كجم إلى مسافة (300) كلم، بما فيها اندفاع على مستوى منخفض في الأربعين كيلومتراً النهائية.
ومنذ عام 1998م، بدأ تطوير نسخة أخري من الصاروخ Yakhont، أطلق عليها (براهموس) Brahmos، وهو مشروع استثماري مشترك بين روسيا والهند لتحقيق المطالب الهندية، وبعد إجراء الاختبارات، أعلنت المصادر الهندية أن دفعة مكونة من (9) صواريخ منه يمكنها تدمير ثلاث فرقاطات، تحت أي ظروف، ويختلف الصاروخ (براهموس) عن الصاروخ الروسي Yakhont-M في أنه يتم إطلاقه رأسياً، بينما يتم إطلاق الصاروخ الروسي من قواذف مائلة، وتم التخطيط أيضاً لتطوير نسخة من هذا الصاروخ لاستخدامها في الهجوم البري، حسب تصريحات الجانب الروسي، فإن الخطة تقضي بتصنيع (1000) صاروخ من هذا الطراز حتي عام 2016م، يخصص نصفها للتصدير، وكانت ماليزيا أول مشترٍ لهذا الصاروخ في عام 2007م، كما أدخل هذا الصاروخ للخدمة العملياتية في البحرية الهندية مع بداية عام 2008م.
ويعتبر الصاروخ SS-N27 الأكبر مدى في الترسانة الروسية، حيث يصل مداه إلى (300) كلم، ويزن رأسه الحربي (450) كجم، وله محركان، أحدهما للقذف، وينفصل بعد ثوان من الإطلاق، والآخر للمسير، وعادة ما يشار إلى عائلة تلك الصواريخ باسم Klub 3M54، وتشمل الصواريخ التي تُطلق من الغواصات، ويُشار إليها باسم Klub-S، والصواريخ التي تُطلق من سفن السطح، ويُشار إليها باسم Klub-N.
تنتج الصناعات البحرية الروسية الصاروخ (موسكيت) P-270 Moskit المضاد للسفن، وله سرعة أعلى من سرعة الصوت، ويطير قريباً من سطح البحر، ويعرف لدى دول حلف الناتو باسم SS-N-22 Sunburn، والذي يُشار إليه أيضاً في بعض المراجع الروسية باسم P-270. وتم تطوير نظام جديد لتوجيه الصاروخ بالرادار، كما يتم التوجيه على إشارات الإعاقة الإلكترونية المضادة، أو مايسمى بالتوجيه على مصدر الإعاقة المعادية، ويأخذ الصاروخ (موسكيت) الشكل التقليدي للصاروخ الموجه، حيث تأخذ الأجنحة شكل X، ويتم دفع الصاروخ بواسطة محركين صاروخين، ويصل مداه إلى (120) كلم، وتبلغ سرعته (2800) كلم في الساعة عند الطيران على الارتفاعات العالية، و (1800) كلم في الساعة عند الطيران على الارتفاعات المنخفضة، وعندما يكون الهدف على مسافة (10) كلم، فإن الصاروخ يستغرق أقل من (20) ثانية للاصطدام به، وهو ما يقلل كثيراً من فرصة الهدف للقيام برد الفعل، كما أن الوضع السلبي للباحث الراداري يتيح للصاروخ أن يكتشف مصادر الإعاقة الإيجابية المعادية، ويستغلها للتوجيه عليها.

الصواريخ الصينية

الصاروخ الصيني (سيك وورم) Silkworm المضاد للسفن، يستخدم من فوق سفن السطح أو من على منصة إطلاق برية، وأطلقت دول حلف الأطلسي عليه اسم HY-2، وأعطى الترقيم CSS-N2، للدلالة على أنه تعديل وتطوير صيني، للصاروخ السوفيتي SS-N2 Styx، الذي حصلت الصين على التكنولوجيا الخاصة به في عام 1965م، وبدأت إنتاجه في عام 1974م، وهو صاروخ بحري، متوسط المدى، ذو أجنحة مثلثة الشكل، ومسار طيرانه منخفض، من (10 20) متراً، ويتميز بإمكانات فعّالة لمقاومة الإعاقة الإلكترونية، وقد خضع الصاروخ لمراحل تطوير متتالية، كان أهمها الطراز HY-2A، ذو الرأس الباحث، الذي يعتمد على المستشعر الحراري فقط لتجنّب الإعاقة الإلكترونية على الباحث الراداري، ثم الطراز HY-2B، وقد طوِّر رادار رأس الصاروخ ليكون من النوع المقاوم للإعاقة الإلكترونية، ثم الطراز HY-2C، واستخدم فيه التوجيه التلفزيوني، كمرحلة توجيه أخيرة على الهدف، وأخيراً الطراز HY-2G، الذي جمع بين التوجيه الراداري والتوجيه الحراري، ليزيد من دقة إصابة الهدف، وتجنّب أعمال الخداع.
وقد بدأ تطوير الصاروخ HY-3 في أواسط ثمانينيات القرن العشرين، وهو عبارة عن صورة مكبّرة من الصاروخ C-101، وصمم ليطلق من منصَّات أرضية ضمن أنظمة الدفاع الساحلية، ولا
يساعد وزنه الثقيل على تحميله في الطائرات أو إطلاقه منها، وهناك تقارير تفيد أنه يجري تطوير نموذج من هذا الصاروخ للإطلاق من السفن، وربما يظهر نموذج للصاروخ يستخدم في الهجوم على الأهداف الأرضية.
الصاروخ الصيني المضاد للسفن C-802، الذي يسميه الصينيون Yingii-82، بينما يطلق عليه حلف شمال الأطلسي اسم Eagle Strike، تم عرضه أول مرة سنة 1989م، وعلى المستوى التقني، ونظراً للبصمة الرادارية الصغيرة للصاروخ، ومسار طيرانه المنخفض الذي لا يتجاوز (7 إلى 5 أمتار)، والقدرات المضادة للتشويش، فإن السفن المستهدفة تقل قدراتها بشكل كبير على اعتراضه، وبذلك تبلغ احتمالية إصابته للهدف (98?)، يمكن إطلاق الصاروخ من الطائرات وسفن السطح والغواصات وكذلك من قواعد إطلاق متحركة وثابتة على الشواطئ.
لقد استمد تصميم الصاروخ C-802، من الطراز الذي يسبقه، والمعروف باسم YJ-8 C-801، الذي يشبهه في الشكل الخارجي ونظام الدفع ونظام التوجيه أيضاً، بينما يبقى الاختلاف الأساسي في نوعية الوقود الصلب الذي يعتمد على مادة البارافين كمكوّن رئيس، ولهذا السبب تم تمديد طول الصاروخ لاستيعاب كميات إضافية من الوقود، كما تمت زيادة المدى الأقصى للصاروخ من (40) كيلومتراً للطراز C-801 إلى (120) كيلومتراً، وقام الصينيون بنشر الصاروخ C-802 على ظهر بعض الممرات، كما تم تعديل بعض السفن القديمة لكي تحمله، وبسبب المدى الطويل له فإنه يصبح من الضروري الاعتماد على رادار ونظام توجيه محمول جواً على طائرات عمودية وطائرات بدون طيار، لتوفير معلومات دقيقة ومستمرة عن وضعية وإحداثيات الهدف، كما يمكن إطلاق طراز من هذا الصاروخ من الجو، حيث يمكن تحميل (4) صواريخ على الطائرة المقاتلة الصينية Xian Jh-7، ويستخدم هذا الطراز لقصف الأهداف الشاطئية، كموانئ تجمع سفن القتال والمدمرات والغواصات الراسية.
يتميز الصاروخ C-802 بشكله الطويل والرأس البيضاوي، مع مدخل هواء صغير للمحرك النفاث، كما يتوفر على أربعة أجنحة
على شكل دلتا، وأربعة أجنحة تثبيت للطيران في المؤخرة، ويتم طي هذه الأجنحة عندما يكون الصاروخ داخل القاذف، وعندما يتم إطلاق الصاروخ من القاذف يقوم الوقود الصلب في نظام الإشعال بتحقيق قوة دفع وتسارع صاروخية تصل إلى (9،.) ماخ في بضع ثوان، ومباشرة بعد ذلك ينفصل نظام الاشتعال عن الصاروخ ليبدأ المحرك في العمل، وتتم السيطرة على الصاروخ بنظام الطيار الآلي الذي يعمل بالقصور الذاتي، كما يتم التحكم في الارتفاع بنظام رايدو يجعل الصاروخ لا يتجاوز ارتفاع (20) متراً عن سطح البحر، ولا ينخفض عن (5) أمتار، ويستخدم الصاروخ رأساً حربياً يزن (165) كيلوجراماً من المتفجرات الخارقة للدروع والمضادة للأفراد، ويعتمد على الطاقة الحركية للصاروخ لاختراق سطح السفينة لينفجر داخلها.

الخلاصـة

جاء التهديد الكبير للقطع البحرية نتيجة لدخول الصواريخ الموجهة المضادة للسفن، والتي تطير على ارتفاعات منخفضة فوق سطح البحر، وستظل هذه الصواريخ تمثل أكبر التهديدات المحتملة، وبخاصة بعد دخول الصواريخ الأسرع من الصوت إلى الخدمة، مما زاد صعوبة مواجهتها.
وستبقى النظم الصاروخية العاملة على منصات مختلفة تشكل الخطر الأكبر على الأهداف البحرية، وهذه التهديدات تضاعفت بعـدالتحسينات النوعية المتلاحقة للنظم الصارخية
 
رد: الصواريخ الساحلية تتفوق

الصواريخ السطح سطح حسمت هذا الصراع منذ ان استخدمناه ضد المدمرة ايلات صاروخ سريع وقوى وذو رأس مدمر ثقيل يستطيع ان يحدث فى الثفينة ثقبا كبيرا اذا ارتطم بها يستطيع ان يحول سطحها لجمرة مشتعلة يستطيع ان يصيب مخازن ذخيرتها فيجعلها اثرا بعد عين
 
رد: الصواريخ الساحلية تتفوق

موضوع غني بالمعلومات لو تكرمت وذكرت لنا مفاظلة لما تراه أحسن هذه الصواريخ
 
رد: الصواريخ الساحلية تتفوق

ياخونت الروسى هو الاقوى والاحدث
 
رد: الصواريخ الساحلية تتفوق

الطوربيدات التاثير لها اقوى فليس لديها دفاع حتى الان كله تشويش

يوجد نظام باراك الفاشل للدفاع ضد الصواريخ الساحلية فى الهند واسرائيل



بالتوفيق
 
رد: الصواريخ الساحلية تتفوق

الطوربيدات التاثير لها اقوى فليس لديها دفاع حتى الان كله تشويش

يوجد نظام باراك الفاشل للدفاع ضد الصواريخ الساحلية فى الهند واسرائيل


بالتوفيق

من 2012 والناس عارفينه
 
رد: الصواريخ الساحلية تتفوق

الصواريخ السطح سطح حسمت هذا الصراع منذ ان استخدمناه ضد المدمرة ايلات صاروخ سريع وقوى وذو رأس مدمر ثقيل يستطيع ان يحدث فى الثفينة ثقبا كبيرا اذا ارتطم بها يستطيع ان يحول سطحها لجمرة مشتعلة يستطيع ان يصيب مخازن ذخيرتها فيجعلها اثرا بعد عين
اللهم قدرات هذه الصواريخ على مواجهة منظومات القتل الصعب سواء صواريخ أو مدفعية م/ط وخاصة مع تطورها بصورة كبيرة من حيث المحركات التصاميم الرؤوس الحربية البواحث وحتى الرادارات الموجهة وايضا قدرتها على مقاومة اعمل الإعاقة الالكترونية المنطلقة سواء من البر أو البحر أو الجو
 
عودة
أعلى