الاسلحة البيولوجية

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,268 1 0
الدولة
Jordan
الاسلحه البيولوجيه


يعيش الشعب الأميركي حالة من الفزع والخوف الشديدين مما أصبح يطلق عليه بهستيريا الجمرة الخبيثة أو فوبيا الأنثراكس، وهذا الخوف له ما يبرره عند المواطن العادي، فهناك بعض الوفيات والعديد من المصابين بمن فيهم بعض الساسة، والرسائل المعفرة بالمسحوق اللعين ما زالت تتوالى حاملة معها الجمرة الخبيثة في مشهد رهيب يُذكر الغارقين بملذات الدنيا بلظى الموت وجمرات جهنم. الخوف لم يقتصر على مرض الجمرة الخبيثة بل تعداه إلى التوقع بأن هجوما بيولوجيا بأنواع أخرى من الميكروبات المرعبة أصبح قاب قوسين أو أدنى. أما الأمر الذي يجهله الكثيرون من الشعب الأميركي فهو أن هذه الميكروبات هي إحدى الثمار المرة لأطماع حضارتهم التي لا تنتهي.​


* * *

في هذا المقال سنحاول الوقوف علي حقيقة الأسلحة البيولوجية وتاريخها ومدى خطورتها والدور المميز الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في تطوير هذه الأسلحة واستخدامها.

الأسلحة البيولوجية و مدى خطورتها:

استخدام الأسلحة البيولوجية يعني استخدام كائنات دقيقة - ميكروبات - لديها قدرات فتاكة، والغاية من استخدامها هي إما القتل أو التسبب بمرض مُقعد لدى المصاب، ومع أن الإنسان هو الهدف لمعظم هذه الأسلحة إلا أن هنالك أنواعاً من الأسلحة البيولوجية تستخدم للقضاء على الثروة الحيوانية أو على أصناف معينة من المحاصيل الزراعية للبلد المعادي. المواد الكيميائية السامة والتي تستخلص من بعض الكائنات الحية أُضيفت هي الأخرى إلى قائمة الأسلحة البيولوجية مع العلم أنها تشبه الأسلحة الكيميائية كونها غير قادرة على التكاثر والانتقال من المصابين إلى الأصحاء.

تعتبر الأسلحة البيولوجية من أشد الأسلحة قدرة على الفتك. وخطورة هذه الأسلحة تكمن في قدرتها المفزعة على التكاثر إذ بإمكان خلية بكتيريا واحدة - والتي لا ترى بالعين المجردة - أن تتضاعف إلى عدة بلايين خلال عشر ساعات إذا ما توفرت لها الظروف المناسبة كتلك التي يوفرها جسم الإنسان، وهذا الأمر يحوَّل المصابين إلى قنابل بيولوجية متحركة تنقل الميكروب أينما ذهبت، أما الأسلحة النووية والكيميائية فقدرتها على الفتك محصورة من ناحية الحيز الجغرافي. والأمر الأخر الذي يجعل هذه الأسلحة الأكثر رعباً هو أن الهجوم بها لا يحتاج بالضرورة إلى تجهيزات معقدة مثل الطائرات القاذفة أو الصواريخ العابرة للقارات، وكل ما يحتاجه المهاجم هو القليل من الخيال الهوليودي ليضعها إما في مياه الشرب أو الأغذية أو فلاتر السجائر أو أن يقوم بوضعها في مكيفات الهواء في بنايات مكتظة مما يجعل أكثر الدول تقدماً في النواحي التكنولوجية عاجزة عن رد هجوم مباغت في عقر دارها.

الكائنات الدقيقة المستخدمة لتصنيع الأسلحة البيولوجية:

تنقسم الكائنات الدقيقة المستخدمة لأغراض التسليح البيولوجي إلى أصناف ثلاثة:

1) البكتيريا: وأشهرها الـ "Bacillus anthracis" المسببة لمرض الجمرة الخبيثة أو ما يطلق عليه بالأنثراكس، والـ "Yersinia pestis" المسببة للطاعون، والـ "Vibrio cholera" المسببة للكوليرا.

2) الفيروسات: وأشهرها فيروس الإبولا - Ebola - الفتاك والذي يسبب نزفاً شديداً من أماكن مختلفة وغالباً ما تنتهي الإصابة بالوفاة. وفيروس الهنتا - Hanta Virus - والذي يسبب اضطرابات في الجهاز التنفسي، وفيروس الـ "Venezuelan Equine Encephalitis والذي يعرف اختصاراً "VEE" والذي يسبب ضرراً شديداً للجهاز العصبي قد ينتهي بوفاة المصاب.

3) الريكتسيات - Rickettsias -: التي تعيش داخل الخلية بشكل طفيلي وتنتقل عن طريق الحشرات، وأشهرها الـ "Rickettsia prowazekii" المسببة لحمى التيفوس التي أدى انتشارها خلال الحرب العالمية الأولى بشكل غامض إلى وفاة ثلاثة ملايين شخص في شرق أوروبا، والـ "Coxiella burnetii" والتي تتمتع بقدرة كبيرة على العدوى مسببة حمى وخلل في أنسجة عضلات القلب، وعلى الرغم من عدم خطورتها البالغة على الحياة إلا أن بإمكانها شل جيش كامل.

ومما يزيد في خطورة الأصناف الثلاثة المذكورة أعلاه هو إمكانية إضافة صفات وراثية جديدة لها عن طريق الهندسة الوراثية بحيث تصبح اكثر فتكاً أو أكثر مقاومةً للمضادات الحيوية.

أما بخصوص المواد السامة المستخلصة من الميكروبات فأشهرها وأكثرها فتكاً على الإطلاق هو سُم البوتولينم والذي يقدر الخبراء بأن بضع غرامات منه قادرة على إبادة مدينة كاملة إذا ما تم نشره بشكل جيد.

نبذة تاريخية:

شهد التاريخ البشري استخدام الأسلحة البيولوجية في الحروب منذ زمن بعيد، وفيما يلي أهم الأحداث التاريخية المتعلقة بهذا النوع من الأسلحة مرتبة حسب التسلسل الزمني لوقوعها:

استخدم الرومان جيف الحيوانات الميتة لتلويث مياه الشرب التي يستخدمها العدو.

1346م: قام التتار باستخدام المنجنيق لقذف جثث مصابة بالطاعون إلى داخل حصون أعدائهم في منطقة البحر الأسود.

1500م: قام الأسبان خلال حملاتهم ضد أميركا الجنوبية باستخدام المصابين بأمراض معدية لنقل تللك الأمراض للسكان المحليين والفتك بهم.

1763م: الجنرال البريطاني جفري أمهرست يعطي أوامره بتوزيع بطانيات كانت قد استُخدمت في مصحات لعلاج مرضى الجدري البريطانيين على الهنود الحمر الأمر الذي أدى إلى انتشار هذا الوباء بين الهنود الحمر والقضاء على أعداد هائلة منهم.

1914م: الحرب العالمية الأولى تشهد وفاة مائة ألف شخص وإصابة ما يقارب المليون نتيجة استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

1918م: الجيش الياباني ينشئ وحدة متخصصة للأسلحة البيولوجية أطلق عليها اسم الوحدة 731.

1925م: معاهدة جنيف لمنع استخدام الغازات السامة والبكتيريا الفتاكة خلال الحروب.

1930 -1940م: اليابان تحتل منطقة منشوريا الصينية والوحدة 731 في الجيش الياباني تقوم بتجارب واسعة النطاق على التجمعات الصينية مستخدمة أنواعاً مختلفة من الميكروبات إضافة إلى إطلاقها أعداداً هائلة من الجرذان الحاملة للطاعون.

خـلال نفس الفترة عدة دول من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية تبدأ برامج التسليح البيولوجي.

خلال الحرب العالمية الثانية قامت الوحدة 731 في الجيش الياباني باستخدام ميكروبات فتاكة في تجارب على الأسرى الأميركيين، إلا أن الأغرب من ذلك هو أن الولايات المتحدة الأميركية بعد انتهاء الحرب واستسلام اليابان قامت بمنح العديد من ضباط الوحدة 731 اليابانيين حصانة قضائية كي لا يُحاكموا كمجرمي حرب - مع علمها بما فعلوه بالأسرى الأميركيين - مقابل أن يزودوها بمعلوماتهم والنتائج التي حصلوا عليها من تجاربهم.

1943م: بريطانيا والولايات المتحدة تجربان البكتيريا المسببة للجمرة الخبيثة على جزيرة جرينارد الاسكتلندية والتي اعتُقد أنها بعيدة بما فيه الكفاية عن الشواطئ الاسكتلندية، إلا أنه تبين فيما بعد إصابة العديد من رؤوس الماشية في السواحل الاسكتلندية المقابلة.

1969م: الولايات المتحدة الأميركية تعلن وقف التجارب على الأسلحة البيولوجية من طرف واحد في مراوغة لدفع الرأي العام باتجاه الضغط على الاتحاد السوفيتي للتوقيع على معاهدة لوقف التجارب وتطوير الأسلحة البيولوجية.

1972م: الجمعية العمومية في الأمم المتحدة تصوت على معاهدة لوقف إنتاج وتطوير وتخزين الميكروبات الفتاكة والمواد السامة المستخلصة منها.

1974م: الولايات المتحدة تصادق على الاتفاقية كما أنها وافقت في نفس العام على اتفاقية جنيف 1925م - أي بعد نصف قرن -

1979م: حادثة تسرب للبكتيريا المسببة للجمرة الخبيثة من أحد المختبرات السوفيتية يؤدي لمصرع 60 شخص على الأقل، والحكومة الروسية في عهد يلتسين - عام 1992م - تعترف بأن ذلك التسرب كان من مختبر عسكري كان يقوم بإنتاج أسلحة بيولوجية.

الأسلحة البيولوجية؛ سهولة التصنيع وصعوبة المراقبة:

تعتبر الأسلحة البيولوجية الأقل تعقيداً من حيث الإنتاج إذا ما قورنت بالأنواع الأخرى لأسلحة الدمار الشامل فكل المعلومات المتعلقة بالإنتاج متوفرة إما في كتب جامعية أو في نشرات علمية أو حتى عبر شبكة الإنترنت، والعديد من التجارب الأساسية يتلقاها طلاب المرحلة الجامعية الأولى خلال دراستهم لتخصصات العلوم الحياتية المختلفة والمتوفرة في معظم بلدان العالم. إضافة إلى سهولة الإنتاج. تعتبر هذه الأسلحة الأقل كُلفةً فبأقل من خمسين ألف دولار يمكن لمجموعة من الهواة أن يمتلكوا سلاحاً بيولوجياً يهددون به دولة عظمى. لهذا السبب يُطلق على الأسلحة البيولوجية قنبلة الفقراء الذرية.

أما بخصوص مراقبة الأسلحة البيولوجية فالأمر في غاية الصعوبة بالمقارنة مع الأسلحة الكيميائية والنووية وذلك للأسباب التالية:

1) التنوع البيولوجي، فهنالك العديد من الكائنات الدقيقة التي تتواجد في الطبيعة منها ما هو معروف ومنها ما يزال مجهولاً.

2) عدم وجود حاجة لإنتاج وتخزين كميات كبيرة إلا عند الحاجة لتصنيع السلاح، ويُكتفى بتخزين كميات صغيرة جداً لا تتعدى بضع أجزاء من مليون من اللتر، أي أقل من قطرة.

3) ما ذكر آنفاً يجعل عملية نقل هذه الأسلحة أمراً في غاية السهولة بشكل لا يمكن ضبطه على النقاط الحدودية مهما كانت دقة التفتيش.

4) التكنولوجيا العلمية والتجهيزات المخبرية المستخدمة في تحضير هذه الأسلحة هي نفسها المستخدمة لأغراض البحث العلمي وهو ما يطلق عليه إمكانية الاستخدام المزدوج.

5) لا يمكن سن قوانين تمنع استخدام هذه الميكروبات الفتاكة على مستوى البحث العلمي، وذلك للحاجة الطبيعية والدائمة إلى تطوير مطاعيم وأدوية لهذه الميكروبات. من هذا المنطلق لا يمكن الحكم على بلد معين بأن لديه برنامج للتسليح البيولوجي لمجرد العثور على مثل هذه الميكروبات. إضافة إلى ذلك فإن المعاهدة الدولية لحظر إنتاج وتطوير وتخزين الأسلحة البيولوجية لعام 1972م تركت مرونة في بعض بنودها لضمان عدم الإضرار بمصالح الدول العظتمى فمثلاً تنص الفقرة الثانية من البند العاشر على "أن تطبيق هذه المعاهدة يجب أن يكون بطريقة تراعي عدم الإضرار بالتقدم التكنولوجي في مجال العلوم البيولوجية عند البلاد الموقعة".

الولايات المتحدة الأميركية والأسلحة البيولوجية:

تعتبر الولايات المتحدة الأميركية دولة ذات سجل مميز في إنتاج الأسلحة البيولوجية واستخدامها الفعلي ضد البشر والدواب والمحاصيل الزراعية إضافة إلى بيع هذه الأسلحة لعملائها في حربهم ضد المعارضين. فقد قامت الولايات المتحدة خلال وبعد الحرب العالمية الثانية باستثمار الكوادر البشرية التي هربت من أوروبا لتطوير برنامجها للتسليح البيولوجي والذي كانت قد بدأته في أوائل الأربعينيات وقام الجيش الأميركي وخلافاً للمعاهدات الدولية باستخدام أسلحة بيولوجية في العديد من حروبه مثل حرب كوريا وحرب فيتنام والعديد من الهجمات الجرثومية السرية ضد كوبا - حتى بعد توقيعها معاهدة 1972م - بهدف شل الطاقة البشرية عن طريق التسبب بأمراض غير قاتلة ولكنها مُقعِدة لليد العاملة أو عن طريق بث ميكروبات مهلكة للمحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الاقتصاد الكوبي، وهذا الأمر أشارت إليه صحيفة الواشنطن بوست خطأً عام 1979.

وفي عام 1981م أوردت وكالة الأنباء الهندية معلومات عن تجارب بالأسلحة الجرثومية أجرتها وحدة من العلماء تابعة للجيش الأميركي بالقرب من مدينة لاهور الباكستانية، والذي يؤكد صحة تلك المعلومات الأنباء بأن المنطقة المذكورة كانت قد شهدت في تلك الفترة عشرات الوفيات في ظروف غامضة.

ويبدو أن هنالك الكثير من الدلائل التي تؤكد استمرار أميركا في استخدام الأسلحة البيولوجية ضد كل من يهدد مصالحها كما حصل في حرب الخليج الثانية، فقد أشارت بعض الدراسات والتي قام بها البروفيسور جارث نيكلسون من جامعة تكساس وزوجته الدكتورة نانسي بأن الولايات المتحدة تخفي استخدامها لميكروبات من نوع الميكوبلازما الذي يحدث أعراض ما أطلق عليه بأعراض حرب الخليج التي ظهرت عند العديد من الجنود الأميركيين، وقد تعرض البروفيسور نيكلسون وزوجته للملاحقة والعديد من العقبات الأكاديمية كعقوبة على محاضراتهم المتكررة حول هذا الموضوع.

الولايات المتحدة وخلافاً لما تدعيه من تمتع مواطنيها بالحرية والحقوق المدنية قامت باستخدام المواطنين الأميركيين دون علمهم كفئران في تجارب على الأسلحة البيولوجية.

الميكروبات التي استخدمت في هذه التجارب معروفة بإحداثها لأعراض طفيفة نسبياً ولم تكن من الأنواع القاتلة أما الهدف من وراء هذه التجارب فكان تقييم الأضرار التي يمكن أن يُحدثها هجوم جرثومي على تجمعات سكانية، وقد اعترف الجيش الأميركي عام 1977م بإجراء 25 تجربة مستهدفاً التجمعات السكانية، والأغرب من ذلك أن قاضي المحكمة الأميركية العليا أنتوني سكاليا أصدر قراراً عام 1985م ينص على أن مساءلة الجيش الأميركي في مثل هذه القضايا يُعيق الأوامر العسكرية مما يضر بالأمن القومي.

أما أشهر تلك التجارب فكانت رش مدينة سان فرانسيسكو ببكتيريا الـ "Serratia marcesens" والتي أدت إلى حالة وفاة وبعض الإصابات وتبين فيما بعد أن معظم السكان قد وصلت البكتيريا إلى أجسامهم، وفي تجربة أخرى قام الجيش الأميركي بنفث دخان كثيف يحتوي على جراثيم غير فتاكة فوق مدينة مينابولس وقد بُلغ السكان وقتها أن هدف هذه التجربة هو فحص قدرة هذا الدخان على تضليل الصواريخ الموجهة بالرادار.

وفي تجربة أجريت عام 1966م أطلق الجيش الأميركي مسحوقاً يحتوي على بكتيريا الـ "Bacillus subtilis" غير الفتاكة في أحد محطات قطار الأنفاق في مدينة نيويورك والتي أثبتت أن آثار البكتيريا قد وصلت إلى جميع المحطات تحت المدينة نتيجة التيارات الهوائية التي تُحدثها القطارات.

الغريب أن كل هذه التجارب لم تُقنع أميركا بأنها الدولة الأكثر حساسية وضعفاً أمام هذه الأسلحة، والأمر اللافت للنظر أن العديد من التقارير حذرت من احتمال تعرض الولايات المتحدة الأميركية لهجمات جرثومية من المواطنين الأميركيين أنفسهم كما حصل مع فني المختبر لاري هاريس من أوهايو والذي قام بشراء كمية من البكتيريا المسببة لمرض الطاعون من شركة بيولوجية أميركية ثم تبيّن فيما بعد انتماؤه لمنظمة إرهابية أميركية.

وفي النهاية:

لابد لنا من نظرة تفحص، ووقفة تأمل نتجرد فيها من الأهواء، ونضع فيها هذه الأسلحة المرعبة، وتاريخها الممتلئ بالظلم، وحصد أرواح الأبرياء على بساط البحث لنرى أن الدول المفسدة، وذات الأطماع المادية، والرغبات الجامحة، وعلى رأسها الدول التي خرجت من رحم الرأسمالية، كانت صاحبة الريادة في استخدام هذه الأسلحة الشريرة لأن غاياتها العليا كانت، وما زالت، قهر الشعوب، واستعباد الأمم، ونهب خيراتهم.

أما الإسلام فقد جاء برسالة مميزة إلى أهل الأرض لتُشركهم فيما فيه المسلمون من نعمة، ولتخرجهم من الظُلمات والعبودية، إلى النور والانعتاق من ظلم البشر، وهذا ما جعل الملايين من شعوب الأرض المختلفة من مشارق الأرض ومغاربها تدخل في دين الله أفواجاً في زمن قياسي، قضت الدول الرأسمالية أضعافه لإرهاب الشعوب، وإجبارهم على العبودية للقيم المادية دون فائدة ترجى، أو نتيجة يُطمأَنُّ لها وصدق الله العظيم إذ يصف حالهم هذا.

{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}.

ويبدو أن الدول الرأسمالية التي قامت على أساس تقديس القيم المادية قد جعلت كل بنائها الحضاري مرهوناً بهذه القيم الواهية، فجاءها التحدي من أصغر العوامل المادية، وأحقرها في نظرهم ليُظهر لهم عجزهم، ووهن بنائهم الحضاري المتهاوي، وها هي عُصيات الجمرة الخبيثة تلقف ما صنعت أميركا من عِصي وحبال... وإذا بالسحر ينقلب على الساحر.

المصدر مجلة الوعي
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ممتاز اخي اسمح لي باثرائه

الحرب البيولوجيه

من بين كل الميكروبات الممرضة للإنسان، هناك عدد قليل وقع عليه الاختيار وتم إنتاجه وتطويره بطرق قياسية في ترسانات الأسلحة البيولوجية في العالم، مثل: ميكروبات الجمرة الخبيثة، والطاعون، والحمى الصفراء، والتهاب المخ السحائي، والحمي المتموجة، وحمي الأرنب والجدري.
وببساطة شديدة، تكون ميكروبات الحرب البيولوجية قاتلة إذا كانت مقاومة لفعل المضادات الحيوية، ثابتة في الظروف البيئية المختلفة، مقاومة لدرجات مختلفة من الحموضة والقلوية، يصاحبها معدلاتٍ عالية من النمو، سامة جداً وتستطيع أن تفرز سمّها في أطوار نموها الأولى - أي بعد 1:2 ساعة - لا تتأثر باللقاحات والأمصال الموجودة بداخل الجسم البشري. ولكن، كيف تتحقق الإمكانات والشروط السابقة لنوعٍ ممرض من البكتريا؟ ونجيب ببساطة شديدة، بأنه سيتحقق ذلك لو استطاعت وسائل الهندسة الوراثية من استزراع ميكروبات معدلة وراثياً لتتحقق فيها الشروط السابقة، وستكون تلك البكتريا فتاكة يمكن التحكم في نشرها بالقدر المطلوب. وهذه الميكروبات المهندسة وراثياً موجودة بالفعل في جهات عديدة في ترسانات الأسلحة الحيوية ببعض دول العالم، وستكون هذه الميكروبات المهندسة وراثياً مثالية في الحرب الحيوية، وستكون سلاحاً قاتلاً فتاكاً. وربما سيكون في استخدام مثل هذه البكتريا المهندسة وراثياً إيذاناً ببداية الهلاك للعالم كله.
ومما لاشك فيه أن تقنية الهندسة الوراثية تعطي الباحثين في مجال الميكروبيولوجيا العسكرية أدواتٍ فائقة المرونة، هائلة الإمكانات لإنتاج ميكروبات طبقاً للصفات المرغوب فيها بدقة. ومثل هذه الميكروبات سوف تشكل سلاحاً رهيباً، ولو وقعت في أيدي من لا قلب له ولا ضمير فلن يبقي ولا يذر. وينطبق عليهم قول الله تعالى: "وَمنَ النَاس مَنْ يُعَجبك َقوْلُه في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّيِ سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسدَ فِيْهَا وَيُهْلكَ الْحَرْثَ وَالنَسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُ الفَسَادَ وَإِذَا قِيْلَ لَهُ اَتَّقِ اللَّه أَخَذَتْهُ الِعزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّم ولبئسَ المِهَاد" سورة البقرة آية 204-206.

ثانياً : الأسلحة البيولوجية أسلحة رخيصة التكاليف سهلة الإنتاج

تعدّ الأسلحة البيولوجية من وسائل الحرب الرخيصة إذا قورنت بالأسلحة الكيماوية أو النووية. وجراثيم الميكروبات الممرضة يمكن تحضيرها بصورة بسيطة غير معقدة بواسطة بعص المختصين المهرة من علماء الأحياء الدقيقة، حيث تحضيرها لايحتاج لتقنيات علمية معقدة ولا تفاعلات عديدة أو متسلسلة. والمدهش أن طريقة تحضيرها لا يوجد بها سرية ولا قصورٍ معرفي لدى الكثير من العلماء، والذي يمنع من إنتاجها هو فقط الضمير الإنساني، إذ تتعالى الأصوات في كل الدول العربية لتفادي تصنيع هذه الأسلحة ليعيش المجتمع الدولي في أمنٍ ورخاء.
وإنني - كمتدرب ومختص في الهندسة الوراثية للبكتريا - يمكنني أن أقول إن الأسلحة البيولوجية، هي أسلحة الفقراء الصامته، فأي مصنع مضادات حيوية (كالبنسلين) يمكن برمجته لينتج أسلحة بيولوجية، فبدلاً من أن نضع قطرة البنسيليوم المنتجة للبنسلين مثلاً ، نضع ميكروب باسبللس آنثراسيس لينتج ميكروب الجمرة الخبيثة أو ميكروب باستوريلا بستس لإنتاج الطاعون، وغيرهما.
ويأتي الخطر الفادح إن استعملت سموم الميكروبات كسلاح بيولوجي، حيث يمكن استخلاص هذه السموم بطرقٍ سهلة لتحدث المرض بطريقة أشد فاعلية من الإصابة بالميكروب نفسه، نظراً لتركيز السم وإصابته المباشرة للإنسان، ولأن الميكروب يأخذ فترة حضانة معينة يفرز خلالها سمّه. هذا السمّ لو أُخذ جاهزاً لكانت الكارثة الإنسانية المحققة، حيث يقتل الإنسان فوراً، ولتصوّر فظاعة السموم الميكروبية، وُجدَ علمياً أن ميللي جرام واحداً "جزءاً من ألف جزء من الجرام" من أقوى سم بكتيري معروف - وهو سم البوتشولين المنتج من بكتيرة كلسترويم تيتاتي - يقتل مليون خنزير من خنازير غينيا التي أجريت عليها هذه التجربة.

ثالثاً : الغزو البيولوجي، سرّي الاستعمال ويصعب اكتشافه

لعلنا نعرف الآن فظاعة الأسلحة البيولوجية، أسلحة الفقراء الصامتة المدمرة الرهيبة، فكم من حروبٍ حسمت بهذه الأسلحة الرخيصة التي تعتمد على قوة العقل وبراعة التفكير والتدبير. واستعمالها يبث الذعر والفزع والقلق بالمجتمعات المعادية، وهذا أسلوب سرِّى يبث الهلع بين الأفراد، حيث إنهم يهاجمون بميكروب لايرونه ويفتك بهم ليضعف روحهم المعنوية ويثبط أفكارهم. وهذا الأسلوب هو حرب نفسية قوية تأتي بالقطع بأسلوب مدبر وعالي التخطيط. ومن المدهش أن استعمال هذه الأسلحة لا يكتشف بسهولة وبسرعة، حيث يأخذ الميكروب فترة حضانة لحين ظهور المرض. ومن الصعب معرفة مرتكبي جرائم الحرب البيولوجية بسهولة لأن الهواء قد يحمل ميكروباً آلاف الأميال ليهاجم الأفراد في مكانٍ بعيد، وكل ما سبق يعرفنا بخطورة الأسلحة البيولوجية ويجعلنا من المنادين دائماً بحظر استعمالها.

رابعاً : الأسلحة البيولوجية متعددة التأثير

من الأسلحة البيولوجية ما هو مضاد للمحاصيل الزراعية؛ ومنها ما هو مدمر للحيوانات الاقتصادية التي يعتمد عليها شعب ما؛ ومنها ما هو مهلك ومدمر للإنسان فقط دون غيره؛ ومنها ما هو مزدوج التأثير كالأمراض المشتركة التي تعدي الحيوان فتُهلك الثروة الحيوانية ويُعدى الإنسان من الحيوان بعد ذلك فتحدث أمراض وبائية للإنسان. ونتحدث هنا في عجالة شديدة عن ذلك.
أ- الأسلحة البيولوجية المضادة للمحاصيل الزراعية
هناك بعض الدول في كل قارات العالم تعتمد رسمياً على الزراعة، وتتميز كل دولة من هذه الدول على محصول زراعي قومي هو عماد الاقتصاد الوطني للدولة. ومسألة تحضير ميكروب ليصيب هذا المحصول معناه تدمير لاقتصاد هذه الدولة. وإدخال هذا الميكروب لهذه الدولة أمر غاية في السهولة، فقد يدخل مع هبوب الرياح أو يدخل مع بعض العملاء والجواسيس بأسلوب سري، أو يدخل مع شحنات التقاوي الزراعية المستوردة ... وغيرها. وقد يرش الميكروب بالطائرات في الحرب البيولوجية المعلنة، كتلك التي استعملتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد فيتنام، فقد رشوا سائلاً أصفر نزع اليخضور من الأشجار وقضى على محصول الأرز في هذا العام.
ودلت التقارير العلمية الموثقة المنشورة بأن ترسانات الأسلحة البيولوجية الأمريكية والروسية والإنجليزية والفرنسية، وأخيراً الأمريكية، تحتوي على كمياتٍ من الأنواع الجرثومية لفطريات الأمراض النباتية كتلك المحدثة لتفحم الذرة والقمح والشعير، ومحدثات صدأ القمح والفول البلدي والشعير والأرز، ومحدثات لفحات البطاطا والطماطم والفلفل والباذنجان، ومحدثات صدأ البصل والثوم ... وغيرها.
وإصابة النبات بغزو بيولوجي من الأمراض السابقة يعني تدميراً للنبات بشكل وبائي، إذ تكمن جراثيم هذه الأمراض بالتربة بعد إحاطة نفسها بجدار سميك لعدة سنوات طويلة دون أن تُضار، مع إصابة النبات في كل عام بعددٍ معين منها بشكل لاينتهي، حيث ينتج النبات المصاب جراثيم مرة ثانية تكمن مدة أخرى في التربة، ولذلك يجب أخذ الحيطة من الأسلحة البيولوجية المضادة للمحاصيل الزراعية، ويجب المناداة بوقف إنتاجها واستعمالها.
ب- إصابة الإنسان والحيوان معاً
ومن الأسلحة البيولوجية ماهو مزدوج التأثير، فقد يصيب الإنسان بطريقة مباشرة، أو يصيب الحيوان بطريقة مباشرة، أو كليهما. وقد يُعدى الإنسان من الحيوان من خلال أكل لحومه أو الاحتكاك به، مثل مرض الجمرة الخبيثة الذي كان لها وضع خاص منذ بعيد الزمن في نظر أولئك الذين يريدون استخدام الميكروبات كسلاح. فقد تتطلب الأوبئة مخلوقات حيوانية متعاونة، إذ على البرغوث أو البعوضة أو الذبابة أن تلدغ الضحية من الإنسان ليحدث المرض؛ ولكن بكتريا الجمرة الخبيثة، وعندما يتم تغذيتها بمغذيات بسيطة، تتكاثر بسهولة في وعاء عادي من أوعية المختبر؛ وعندما تصيب، فإنها تصيب الإنسان أو الحيوان أو كليهما، أو يُعدى الإنسان من الحيوان، ولذلك يجب وقف إنتاج هذا السلاح الذي يدمر الحيوانات الاقتصادية والإنسان معاً.
ج- إصابة الحيوان ثم عدوى الإنسان
ومن الأمراض البيولوجية ما يصيب الحيوان أولاً مسبباً بذلك خسارة اقتصادية، ثم يصاب الإنسان من الحيوانات المصابة بعد ذلك بأكل لحومها أو استعمال أصوافها وأظلافها، مثل مرض حمى الوادي المتصدع.
لكل ما سبق، نرى أن الأسلحة البيولوجية أسلحة خطيرة لسهولة إنتاجها ورخص ثمنها وتعدد تأثيرها على أشكال الحياة المختلفة من نبات وحيوان وإنسان

المصدر: مجله الملك خالد
 
من المعتاد عرض السلاح البيولوجي كـ"قنبلة الفقراء النووية". ويكفي رزم كمية قليلة من البكتيريا أو الفيروسات في قنبلة رخيصة الثمن، وجسم الإنسان الذي يصاب بها يصبح "كالفرن الذري" الذي يكون وبنجاعة بكتيريا أو فيروسات تخدم مرسلها
في عام 1972 عقدت جلسة للجنة العالمية للسلاح البيولوجي، وتم فيها
تعريف مصطلح "السلاح البيولوجي"
على انه يشمل: البكتيريا، الفيروسات وسموم مصدرها البكتيريا، مثل: سم بكتيريا البوتولينيوم وبكتيريا الستافيلوكوكوس.
بكتيريا الجمرة الخبيثة -الانتراكس ANTHRAX
بكتيريا الجمرة الخبيثة من اكثر أنواع البكتيريا المستخدمة في السلاح البيولوجي. وتتبع لمجموعة بكتيريا البسيلوس (Bacillus). فهي تكون غلاف حول نفسها ليحافظ عليها من خلايا جهاز المناعة عند الإنسان.
تنتقل البكتيريا إلى جسم الإنسان عبر جهاز التنفس بسرعة وتكون داخله سم يؤدي إلى حدوث إنتفاخات وإحمر في الجلد والى حدوث بقع سوداء نتيجة هدم موضعي للخلايا (ومن هنا اسم المرض الجمرة الخبيثة).
مصدر بكتيريا الانتراكس من الحيوانات التي يربيها الإنسان في الحظائر. وتنتقل الابواغ إلى الإنسان عند لمسه للحيوانات المصابة أو لمسه لإحدى منتجاتها (صوف، حليب) أو نتيجة أكل لحمها المصاب.
أعراض المرض مشابهة لأعراض مرض الرشح والتي تتطور إلى التهاب حيث تستقر بكتيريا الانتراكس في الرئتين وتسبب إلى حدوث الجمرة الرئوية. من الرئتين تنتقل بمساعدة الخلايا البالعة من جهاز المناعة إلى الخلايا الليمفاوية والى الجهاز الدموي. حيث تؤدي إلى التهابات في جميع أنحاء الجسم وخاصة في غشاء الدماغ. والمصابون بهذا يموتون على الأغلب خنقًا نتيجة نقص الأكسجين في الرئتين.
يتلقى مرضى الجمرة الخبيثة مواد مضادة بكميات كبيرة (مثل: البنسلين، تتراسكلين واريتروميسين). ولكن معالجة الجمرة في الرئتين بمساعدة المضادات يمكن أن يساعد في مراحل المرض الأولى فقط. وتصل نسبة الموت بمرض الجمرة الرئوية إلى 90% أو اكثر. وللوقاية من المرض تطعم الحيوانات بمصل يحتوي على بكتيريا مضعفة، بينما يتم تطعيم الإنسان بمصل يحتوي على قسم من بروتينات البكتيريا.
يتم في الحرب البيولوجية رش كميات كبيرة من الابواغ عن طريق الجو. ويكمن لهذه الابواغ أن تدخل إلى رئتي كل من يتواجد في منطقة الرش وبدون كمامة، بعدها تسقط الابواغ على الأرض وتلوث البيئة كلها.
الوسائل الممكنة لنشر البكتيريا في الحرب البيولوجية تتضمن:
صواريخ تحمل رؤوس بيولوجية، قذائف وقنابل تحمل مواد للحرب البيولوجية، طائرة رش بسيطة، رش يدوي، متفجرات بسيطة، وحتى القناني البسيطة التي يمكن أن تحتوي على البكتيريا الملوثة..

_____________________
تاريخ الحرب البيولوجية

يمكن إعطاء فكرة عامة عن الحرب البيولوجية، وذلك بالنظر إلى تاريخ هذه الحرب والاستفادة من تجارب الماضي، حيث أن هذا السلاح يسبب الرعب، وينشر الخوف في قلوب الناس. يمكن تقسيم تاريخ الحرب البيولوجية إلى أربع مراحل على النحو التالي:
المرحلة الأولى : وهي تمتد من الأزمان السحيقة حتى السبعينيات من القرن التاسع عشر، فمثلاً استعمل الصليبيون جثث المصابين بالطاعون لمحاربة الأعداء، كما استعمل الطريقة نفسها جنكيز خان وقذف بالجثث المصابة بالطاعون على أسوار المدن التي حاصرها في أوروبا، وأدى ذلك إلى انتشار الطاعون بسبب هرب السكان في شرق البلاد و غربها، وتم القضاء على 25 مليون شخص، أي ثلث سكان القارة الأوروبية في ذلك الزمان، وفي عام 1763 استعملت بريطانيا فيروس الجدري ضد الهنود الحمر في أمريكا، وأدى ذلك إلى إبادة 6 ملايين شخص، كما استعمل الفرنسيون الفيروس نفسه عند احتلال كندا، ويمكن تلخيص هذه المرحلة بالنقاط التالية:
الاستعمال المباشر للعوامل البيولوجية والسموم.
عدم وجود لقاحات ضد العوامل المستعملة.
استخدام عوامل تؤدي إلى انتشار الوباء كوسائل المكر والخديعة.
استخدام سموم الأفاعي والعقارب وسموم أخرى مستخرجة من نباتات وفطريات، أو أنواع الزرنيخ.
ليس للعلماء دور في تطوير أو إنتاج هذه المواد السامة.

لمرحلة الثانية : في الحرب العالمية الأولى ظهر استعمال واسع للأسلحة الكيميائية، ومنها مثلاً: غاز الكلور، وغاز الخردل، والفوسجين، وغيرها. وتم إصابة حوالي مليون ونصف شخص إصابات قاتلة. أدى هذا الاستعمال الرهيب للغازات السامة إلى ظهور اتفاقية جنيف عام 1925 ، والتي تحرم استعمال جميع الغازات السامة وما شابهها في التأثير. ورفضت اليابان والولايات المتحدة التوقيع على معاهدة جنيف، وأسست اليابان وحدة من جيشها متخصصة بالحرب البيولوجية، واستعملت في تجاربها أكثر من ثلاثة آلاف أسير معظمهم من الصين، وكوريا، ومنغوليا، ودرس اليابانيون مسائل هامة منها الجمرة الخبيثة، والكوليرا، والانفلونزا ، والطاعون، والتيفوس، والجدري، والكزاز والكثير غيرها. كما عملوا على بناء معامل بيولوجية في منشوريا. وقد قامت الولايات المتحدة بنقل هذه المعامل والعاملين فيها إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ويمكن تلخيص هذه المرحلة بالنقاط التالية:
تطور واسع في استخدام الأحياء الدقيقة.
استعمال الإنسان حيوان تجارب تحت إشراف طبي.
إنتاج وتطوير لقاحات.
تحول الاهتمام من العوامل الكيماوية إلى الحرب البيولوجية.
استغلال العلماء في تطوير الأسلحة البيولوجية.
تم انتهاك جميع الإتفاقيات الدولية منذ إعلان بروكسل عام 1874 وحتى بروتوكول جنيف 1925.

المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة ظهرت البيولوجيا الجزيئية، وأمكن زيادة فتك العوامل الممرضة، ومن خصائص هذه المرحلة ما يلي:
دراسة المادة الوراثية للجراثيم وإمكانية جعلها أشد فتكاً.
استعمال الطائرات والصواريخ في نقل الأسلحة البيولوجية.
زيادة تفهّم العالم لمشكلات الحرب البيولوجية المدمرة.

المرحلة الرابعة: وهذه بدأت قبل عقدين من الزمن وذلك باستعمال الهندسة الوراثية، ومن خصائص هذه المرحلة ما يلي:
إنتاج عوامل مبتكرة ذات مواصفات مطابقة لشروط معينة.
ابتكار طرق في نشر المواد الفعالة في مختلف الظروف.
إنتاج لقاحات لحماية المواطنين والسكان.

وعندما أدركت الدول العظمى أن بإمكان الدول الصغيرة إنتاج أسلحة بيولوجية، فهذا السلاح فتاك جداً، وسارعت بتقديم مسودة معاهدة الأسلحة البيولوجية وتوقيعها عام1972.

إذ إن استعمال 15 طناً من المواد البيولوجية تعدّ كافية للقضاء على كل مظهر من مظاهر الحياة على الأرض، وأن 225 غم من سم بكتيريا بيتيولينيم كافٍ لقتل جميع سكان المعمورة. ظهر في الفترة الأخيرة استعمال مواد تؤدي إلى فشل العدو وكسر شوكته، ولازال هناك الكثير من الأسئلة حول المرض الذي أصاب عشرات الألوف من الجنود الأمريكيين نتيجة حرب الخليج الأخيرة.

ويتميز العامل البيولوجي بالمواصفات التالية:
أن يكون شديد العدوى والتأثير.
أن يكون فعّالاً لفترة محددة ثم يفقد فاعليته.
يجب أن تكون الكمية اللازمة لإحداث الوفاة قليلة جداً.
أن يتم إنتاج المادة الفعالة بكميات كبيرة وأسعار معقولة.
أن يتم استخدامه في ظروف ميدانية مختلفة.
أن يتمتع بالثبات الكافي أثناء فترة التخزين.
أن لا يكون للمستهدَف أو العدو لقاح مضاد للعامل السام.
هناك خطورة كبيرة على البشرية جمعاء من الأسلحة البيولوجية المتوفرة في العديد من الدول، ذلك أنها تنتج من منشآت صغيرة، ويمكن إخفاؤها كما أن تكلفتها المادية غير باهظة. والخوف هو إنتاج مواد بيولوجية أشد خطورة، فيمكن مثلاً إنتاج مواد بيولوجية بجيث تؤثر على جنس من البشر دون الآخر، أو يمكن إنتاج مواد تؤثر على الصفات الجسدية، والعقلية بصورة سلبية، أو تسبب التصاق المادة السامة بالمادة الجينية، أو الحصول بالاستنسال ( الاستنساخ) على ما يسبب الإبادة الجماعية.
_________________________________

الحرب البيولوجية :
السلاح البيولوجى هو الاستخدام المتعمد للجراثيم والميكروبات والفيروسات او سمومها لهدف القتل واضرار العدو وأتلاف النباتات والماشية والإنسان والبيئة .
ترجع الأسلحة البيولوجية الى عهد الإمبراطورية الرومانية على الاقل , عندما كان من الشائع إلقاء جثث الحيوانات النافقة فى إمدادات مياه العدو لتسميمها و قد عرفت حكومة الولايات المتحدة الحرب البيولوجية بأنها الاستزراع أو الانتاج المتعمد للكائنات الممرضة من بكتريا أو فطريات أو فيروسات و نواتجها السامة بجانب مركبات كيميائية معينة بهدف نشر المرض أو الموت وتعمد تعريض جماعة بشرية الى مرض فتاك مثل الجمرة الخبيثة او الطاعون و تشمل الوسائل الاخرى للحرب البيولوجية التى ذكرها نيكسون تلك التى تهلك المحاصيل لا الانسان فقد تركزت الحرب البيولوجية على استخدام المسببات المرضية لأمراض مثل تفحم القمح و هو مرض نباتي تسببه انواع من الفطريات تنتمى الى الجنس Tilletia اذ يحل الفطر محل الجزء المزهر من نبات القمح ليكون كتلا من ابواغ سوداء سرعان ما تنتشر الى النباتات الاخرى و تفحم القمح مرض متوطن فى الكثير من أنحاء العالم و تسبب الإصابة الشديدة بة نقصا حادا فى غلة المحصول ولتفحم القمح صفة إضافية حيث انه ينتج غاز ثلاثى ميثايل امين القابل للاشتعال و الذى يمكن ان يفجر آلات الحصد التى جمعت الحبوب المصابة .

بدأ انتاج السلاح البيولوجى فى بريطانيا 1934 للانثراكس والسلاح البيولوجى يعد سلاحا فتاكا وكارثة بشرية لانة سلاح صامت يفتك بالملايين دون ضجيج لسهولة نقلة وتداوله فيمكن وضعة فى جهاز تكييف بمركز للمؤتمرات او صالة العاب او مركز للتسويق او يترك الوعاء الحاوى عليه ساعة الذروة على قضبان المترو فى مدينة عالمية مزدحمة بالسكان او فى الحقول او مع قطيع من الماشية فيقع الهجوم فى هدوء , يمكن استعماله فى صورة ضباب او سائل او ايروسول او رشة بالطائرات او تلويث مياه الشرب به او إطلاقه داخل الحشرات والفئران والطيور المعدية بالناقل المرضى , وعندا تجد الميكروبات ان الظروف البيئية غير ملائمة للبدأ بالفتك بالكائنات والإنسان فأنها تسكن وتكون جراثيم لعدد من السنين حتى تعود الظروف لتصبح ملائمة فيعاود نشاطه وهجومه من جديد .

ومنها:
الانثراكس
فالجراثيم فى معظمها تحافظ على حياة العائل لكى تتمكن هى من النمو والتكاثر والانتشار اما الانثراكس فانها تنتقل بسرعة وتتحول هى الى جرثومة تظل خامدة لسنين وتكون اكثر فتكا عندما يستنشقها الانسان بأنواعه المختلفة وهى ثلاثة:

1. الانثراكس المعوى :
والذى يسببه بكتريا Anthrax bacilli والذى يصيب الحيوانات المزرعية ثم ينتقل منها الى الانسان بتلوث الطعام وتنتقل البكتريا الى الحهاز الليمفاوى وتسبب القيء والإسهال وبط الحركة وتسمم دموى يؤدى الى نزيف أسود اللون يخرج من فتحات الجسم لذا يطلق علية الحمى الفحمية.

2. مرض غزل الصوف او الأنثركس التنفسى او الالتهاب الدماغى
وهو الأخطر تنتقل العدوى من العاملين بصناعة غزل الصوف الملوث بالبكتريا عند استنشاقه وتبدأ الأعراض كالأنفلونزا او البرد يتبعها ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة فى التنفس والسعال وهبوط التهاب رئوى ونزيف فى المخ وغيبوبة وموت .

3. الجمرة الخبيثة او إصابة الجلد
يصاب بها الفلاحون ومربو الماشية والأطباء البيطريون نتيجة الاحتكاك الجلدى بالحيوانات المصابة وتظهر فى صورة حبة حمراء صغيرة تكبر تدريجيا وتحتوى على فقاقيع تتقرح ويظهر بها سائل دموى اصفر يتحول الى الأحمر ثم الأسود , تنحر فى اللحم حتى تصل الى العظم .

الجدرى
بعد اختفاء الجدرى عام 1980 من قاموس الأمراض والأوبة ظلت الدكتورة الإنجليزية جانيت باركر التى تعاونت مع المخبرات البريطانية تجرى تجارها لانتاج فيرس مهندس وراثيا له صفات تعجز الأطباء عن مداواة المرضى به , ونتيجة عدوانيتها ماتت به بعد ان عجز الأطباء على علاجها من الجدرى الفتاك التى خلقته حيث لا يؤثر فيه العقاقير وقد اغلق معملها وتم تطهيره بل تطهير جامعة برمنجهام كلها وتم حرق جميع متعلقاتها الشخصية ولكن بقى الجدرى كسلاح بيولوجى فتاك فى حوذة كثير من الدول , يسبب فيروس الجدرى الحمى والقشعريرة والعرق الغزير والإغماء ثم الموت .

الطاعون
من اكثر انواع البكتريا فتكا بالإنسان تصل نسبة الموت للمصابين به 100% تظهر أعراضه فى صورة حمى يعقبها قشعريرة مع سعال وضيق فى التنفس نتيجة تسمم الدم والتهاب الرئة ثم يعقب ذلك اللام ثم انهيار كامل وموت محقق

الحرب البيولوجية على المحاصيل الغذائية
حيث ان جميع المحاصيل الغذائية الرئيسية تتركز فى عدد من الاصناف كل منها يلائم عادة مناخا معينا وظروف تربة معينة و تتباين هذة الاصناف فى حساسيتها لأمراض بذاتها , وتوجد الكائنات الممرضة بدورها فى سلالات تدمر وتصيب الاصناف والسلالات بدرجات متفاوتة من الإصابة لذلك تستطيع الدولة المعتدية ان تستغل هذة الخاصية لعزل سلالات من الكائنات الممرضة تعمل كقنابل ذكية فلا تهاجم الا مصادر العدو من المحاصيل الغذائية الرئيسية

ويمكننا ان نوضح قدرة الحرب البيولوجية على تدمير الاقتصاد اذا نظرنا الى ما تسببه الامراض فى الأحوال الطبيعية من خسائر ففى عام 1970 دمرت لفحه الاوراق فى الذرة ما قيمته بليون دولار فى جنوب امريكا , وقد تسبب صدأ أوراق البن فى القرن التاسع عشر فى تدمير مزارع البن بجنوب شرقى آسيا وفى العقدين الماضيين فى مشكلة ملحة فى امريكا اللاتينية .

على ان الواقع يقول ان النتائج قد تكون مروعة فشن هجوم بيولوجي مدبر يلحق أضرار جسيمة بنبات الأرز فى دولة فقيرة يعتمد عليها ملايين المواطنين على الأرز كغذاء , قد يتسبب فى مجاعة لا تقل خسائرها البشرية عن هجوم بالجمرة الخبيثة على مدينة ما والتاريخ خير شاهد فقد تسبب عن اللفحة المتأخرة للبطاطس فى المجاعة 1845 - 1846 بأيرلندا التى قتلت مليون من البشر والجئت مليون آخر الى الهجرة وكان مرض التبقع البنى للأرز سببا فى مجاعة منطقة البنغال بالهند عام 1942- 1943 والذى قضى على اكثر منة مليون شخص .

فى الحرب العالمية الثانية درست ألمانيا العديد من الامراض التى تصيب المحاصيل من بينها اللفحة المتأخرة فى البطاطس وصدأ القمح الأصفر والأسود الى جانب آفات حشرية مثل خنفساء كلورادو وخنفساء اللفت وخنفساء الذرة ولحسن الحظ استسلمت ألمانيا قبل استخدامها للحرب البيولوجية التى كان مخطط لاستعماله لعام 1945 .

اما امريكا فبين عامى 1951 و 1969 قامت بتخزين ثلاثين الف كجم من ابواغ الفطر Puccinia graminis tritici الذى يسبب صدأ الساق للقمح وهى الكمية التى تكفى لأصابته جميع نباتات القمح على الارض وكذلك بحلول عام 1966 كان لديها مخزون يقرب من الطن من ابواغ Piricularia oryzae المسبب الرئيسى لتدمير محصول الأرز .

وقد طورت امريكا عددا من الأسلحة لنشر الامراض وهى غاية فى الإتقان منها :

· قنبلة تزن 500 رطل صممت أصلا لنشر منشورات الدعاية المضادة اثناء الحروب ولكنها عبئت بريش الطيور المحمل بجراثيم المرض وجربت إطلاق قنابل الريش من حاويات او مناطيد فى كامب ديتريك بمريلاند بأمريكا وعند إطلاق الريش سبح فى الهواء ليهبط فوق مساحة هائلة لينتقل المسبب المرضى من الريش الى النباتات وقد عفر الريش بالابواغ بنسبة عشرة فى المائة من وزن الريش

· التقنية الثانية تعتمد على رش الابواغ من قاذفات F- 100 , F-105 , F-4C وهو النظام المتبع فى رش المبيدات الكيميائية والذى استخدم فى مقاومة الأعشاب التى كانت مخبئ لرجال المقاومة فى أحراش فيتنام

وللتقنية البيولوجية الحديثة دور بارز فى تطوير الأسلحة البيولوجية اذ يمكن للباحثين من ان ينتجوا سلالات ممرضة اكثر تحملا مقاومة للمبيدات قادرة على البقاء فى مدى أوسع من درجات الحرارة والرطوبة وفى عام 1998 وافق الكونجرس الأمريكي على برنامج لمكافحة المخدرات تبلغ ميزانيته 23 مليون دولار يتضمن بحوثا فى مجال ممرضات النبات وتشمل النباتات المستهدفة النباتات التى تنتج العقاقير المخدرة مثل الكوكايين والهروين والحشيش لتلاف النباتات المنتجة كأحد الحلول الجذرية فى الحرب ضد المخدرات وهذا البرنامج يثير مخاوف حيث ان تطوير القدرة على تدمير محاصيل المخدرات بممرضات النبات سيوفر بكل تأكيد ثروة من المعارف والخبرات العلمية يمكن ان تطبق بسهولة فى حرب بيولوجية اكثر فتكا وتدميرا تستهدف المحاصيل الغذائية .



الحرب الكيميائية :
معظم الأسلحة الكيميائية تقوم على تكنولوجيا بسيطة ولكنها تحتاج الى كميات كبيرة لأصابه عدد كبير من الضحايا لذلك فهى اقل فتكا من الأسلحة النووية والبيولوجية .

يرجع تاريخ استخدام المواد الكيميائية كسلاح فى الحرب الى عام 1914-1918 عندما هاجم الألمان فى الحرب العالمية الاولى الحلفاء بغاز الكلورين فتسبب الغاز فى وفاة 1.3 مليون وأصابه 100الف شخص , وفى عام 1936 اكتشف الألمان غاز الأعصاب الاكثر فتكا كسلاح كيميائى , وفى عام 1988 قتل خمسة آلاف كردى بغاز الأعصاب , وفى عام 1995 أطلقت احدى الطوائف الدينية غاز الأعصاب فى مترو الأنفاق فى طوكيو مما تسبب فى مقتل أثنى عشر ضحية واهم تلك الأسلحة الكيميائية هى :

1- الغازات
غاز الأعصاب " السارين " : عند استنشاق هذا الغاز يتفاعل مع أنزيم الأستيل كولين مثيريز وهو الأنزيم الذى يقوم بتكسير مادة الأستيل كولين وهى التى تقوم بنقل الإشارات بين الأعصاب والعضلات لذلك سمى بغاز الأعصاب , وعند توقف الهدم بفعل الغاز تتراكم ماة الأستيل كولين فى الجهاز العصبى بصورة كبيرة فتؤدى الى تقلص العضلات فيتألم المصاب ويضيق تنفسه ثم يبدأ الغثيان واضطراب القلب وتوقف الرئة والموت.
غاز الخردل : غاز بنى او قد يكون معدوم اللون له رائحة الثوم عند استنشاقه يصيب العين الاحتقان والدموع ويسبب احتراق الجلد والتهاب الرئتين وفشل التنفس والموت.
غاز الفوسيجين : غاز لا لون لة وله رائحة القش يسبب احتقان الاوعية الهوائية واستسقاء الرئة والاختناق.

2- السوائل
سيانيد الهيدروجين : هو سائل عديم اللون عند استنشاقه يؤدى الى الدوار وسرعة ضربات القلب وسرعة التنفس ثم التشنج والاختناق .
التوبان ( عامل الأعصاب ): سائل بنى اللون له رائحة الفاكهة عند استنشاقه او لمس الجلد له يسبب رشح للمصاب احتقان العينين وصعوبة فى الرؤية ودوار وإغماء وصعوبة التنفس والتشنج وفقد السيطرة على وظائف الجسم .
سم الريسين : جرام واحد منه اذا وضع فى جهاز تكييف لمركز كمركز التجارة العالمي كما يقول الخبراء فانه يكفى لقتل كل ما فيه فى ساعات معدودة ولا علاج له ويمكن الحصول علية من ثمان بذور من بذور الخردل وهو سلاح الضعفاء لانه غير مكلف سهل التحضير وهو مادة بروتينية بيضاء تفوق فى سميتها سبع مرات سم حيه الكوبرا وهو مستخلص من نبات الخروع Castor bean ( Ricinus communis ) ويرجع تأثيره السام فى إعاقته لبناء البروتين فى الجسم وبالتالى الأنزيمات فتتوقف العمليات الحيوية بالجسم ولهم أعراضه هبوت فى الدورة الدموية والحمى والدوار والغثيان وإسهال بالدم وتقلص بالمعدة وصعوبة فى التنفس وفشل كبدى وكلوى وكحالي وتدمير الغدد الليمفاوية وهبوط القلب والموت

_______________________-



إن الإنسان وعلاقته الآثمة بالبيئة هما السبب الأساسي في استمرار هذه المأساة ، وفي ظهور كارثة الجمرة الخبيثة ومثيلاتها من الأمراض الأخرى.
وعلي الرغم من وجود علم خاص بالبيئة "إيكولوجي - Ecology" والذي يسمي أيضاً باسم "تاريخ الطبيعة العلمي" القائم علي دراسة العلاقة بين الكائنات الحية والبيئة، والخاص أيضاًً بتنظيم هذه العلاقة ووضع الضوابط والقواعد لها، إلا أن الإنسان لا يلتزم بهذه الأطر المرسومة له، بل ويتجرأ علي بيئته مما يلحق الضرر بها وبنفسه. وأخذ يتعامل معها من منطلق الحروب لا من منطلق السلام، ويتفنن في أنواع هذه الحروب ليجعل منها أصنافاًً وأشكالاً مختلفة فنجده مستمتعاًً بترديد عبارة "أسلحة الدمار الشامل - Weapons of mass destructio"، فمن كثرة استخدامه لهذه العبارات نجدها فقدت معناها الحقيقي ومغزاها الخطير الذي يكمن ورائها. أصبح العديد من البشر يتعامل معها علي أنها كلمات سهلة يحدوها النغم مثلها في ذلك الكلمات الأخرى التي تتردد علي مسامعنا: "الأسلحة النووية - Nuclear weapons" و"الأسلحة البيولوجية والكيميائية - weapons Biological & chemical"، ويتبارى الإنسان في استخدام هذه الأسلحة في حروبه البارعة وفي اختراع أكثرها دماراً وخراباً.

- الحرب البيولوجية ----> الأسلحة البيولوجية.
- الحرب الكيميائية ----> الأسلحة الكيميائية.
- الحرب النووية ----> الأسلحة النووية.

وهذه الحروب تسمي "بحروب الإبادة الشاملة" أو "حروب الإبادة طويلة الأجل". لأن معاناة الإنسان لا تنتهي بانتهاء الحرب وإنما تمتد لما بعدها، ولا تظهر آثار هذه المعاناة أثناء الحرب أو بعدها مباشرة ولكن بعد فترة زمنية. فالأسلحة العادية من الدبابات والمدافع والطائرات تصيب الإنسان وتقضي علي حياته في الحال لكن علي العكس بالنسبة لوسائل الإبادة الشاملة فهي تقتل الإنسان وهو حي عدة مرات.

* أنواع حروب الإبادة الشاملة وأسلحتها:
1 - الحرب البيولوجية ----> الأسلحة البيولوجية. وتتطلب الأسلحة العوامل البيولوجية الآتية: الكائنات الحية الدقيقة أو السموم.
أ- الكائنات الحية الدقيقة -----> بكتريا أو فيروسات.
- عوامل تتحكم في الوظائف الحية بجسم الإنسان ( Bioregulators) -----> ضغط الدم أو ضربات القلب.
ب- السموم -------> داء التلريات - "Tularemia"(داء يصيب القوارض والإنسان وبعض الحيوانات الداجنة ويتخذ في الإنسان شكل حمي متقطعة تستمر عدة أسابيع)، و"الريسين - Ricin " (بروتين أبيض سام، و سموم تصيب الجهاز العصبي أو المعوي).
- البكتريا ------> الجمرة الخبيثة "Anthrax"، والكوليرا "Cholera"، والتلريات.
- الفيروسات -----> "الإيبولا - Ebola".
وكل هذه العوامل البيولوجية تستخدم كسلاح لإلحاق الضرر والدمار بالإنسان أو الحيوان أو النبات ، ولا يتم الاستعانة بها في الحروب فقط وإنما في أوقات السلم أيضاًً في الأغراض الطبية وإجراء الأبحاث.

2- الحرب الكيميائية -----> الأسلحة الكيميائية من أعظم الأخطار التي تمثل تهديداًً علي البشرية. وتعتمد فكرة الحرب الكيميائية علي استخدام "الغاز السام" من خلال أسلحة مصممة لإصدار الغازات السامة أو السائلة التي تهاجم أعصاب الجسد، أو الجلد أو الرئة، ومن أمثلتها:
- "Sarin "
- "HydroCyanic Acid Gas"
- "V X Gas"

3- الحرب النووية ------> الأسلحة النووية
- لا تمثل آثارها كارثة للأرض فقط بل للكون. وتتنوع أسلحتها: - القنبلة الذرية "Atomic Bomb" .
- القنبلة الهيدروجينية "Hydrogen Bomb".

4- حرب الروبوت ------> "Robot"-------> أسلحتها الإنسان الآلي.
هذه ليست أسطورة أو إحدى القصص الخيالية، إنها حقيقة فالإنسان الآلي الذي يصنعه الإنسان سوف يحارب الجنس البشري.
- جميعنا يتفق علي أن الإنسان هو سبب هذه الكارثة كما سبق وأشرنا من قبل، ولكن أي إنسان وفي أي بقعة علي سطح هذه الأرض هل هي الدول المتقدمة أم الدول النامية؟!! والإجابة مدعمة ببعض الأحداث المتفرقة هي علي النحو التالي حسب التسلسل الزمني للأحداث (علي سبيل الحصر لا القصر):

* 1346 م:
يرجع تاريخ الحرب البيولوجية منذ القدم إلي عهد التتار عندما وقعت مدينة "كافا" أو "فيودوسيا" حالياً تحت الحصار وتم قذف جثث موتي التتار الملوثة بمرض الطاعون فوق حوائط المدينة حتى يستسلموا مما أدي إلي انتشار المرض في أوربا وفي موانئ البحر المتوسط.

* 1710 م:
في الحرب الدائرة بين روسيا والسويد، قامت القوات الروسية باستخدام أشلاء الجثث الملوثة بالطاعون لنشر المرض بين الأعداء.

* 1767 م:
أثناء الحرب الدائرة بين الإنجليز والفرنسيين في الفترة ما بين 1754 - 1767 م، اعتمد كلا الجانبين علي حلفائهم من الهنود. وفي إحدى الهجمات التي شنتها فرنسا علي الإنجليز ألحقت خسائر فادحة بهم وتلتها هجمة أخري، مما أدى إلى تفكير الجنرال الإنجليزي/جيفري أمهريست بإهداء حلفاء الفرنسيين من الهنود ببطاطين مليئة بفيروس الجدري مما أدي إلي انتشار المرض في الهند وتخلل صفوف الجيش الهندي، مما مكنه من استعادة اسمه مرة أخري بعد انتصاره علي الفرنسيين في هجوم شنه عقب تلك الأحداث، أي أن الوباء لعب دوراًً حيوياًً وهاماًً في تحقيق النصر للإنجليز وإلحاق الهزيمة بالفرنسيين.

* 1797 م:
أجبــر نـابـليـون مـدينــة "مـانتــوا" عـلي الاستسـلام عـن طـريــق نشـــــــر عـــدوي حمى تسمى "Swamp fever" بين سكان المدينة.

* 1900 م:
قام طبيب أمريكي بحقن السجناء الفلبنيين بمرض الطاعون لإجراء أبحاثه.

* 1914 - 1917 م:
قام الألمان أثناء الحرب العالمية الأولي بنشر الكوليرا في إيطاليا، والقنبلة البيولوجية في بريطانيا.

* 1917 م:
في أثناء الحرب العالمية الأولي، قام الجانب الألماني بتلقيح الخيل والماشية قبل شحنها لفرنسا بمرض الرعام (مرض يصيب الخيل فيسيل مخاطها) وتم ذلك في أمريكا، وعلي الرغم من أن الخيل قوة لا يستهان بها في الحروب قديماًً إلا أن الألمان فشلوا في تغيير مسار الحرب لصالحهم.

* 1931 م:
قام المسئولون العسكريون في اليابان بتسميم الفاكهة بمرض الكوليرا لإيذاء لجنة البحث والتقصي القومية التي كانت تبحث أسباب وضع مدينة "مانشوريا" تحت حصار اليابان.

* 1937 - 1945 م:
بدأت اليابان برامجها للحرب البيولوجية في عام 1937 في معمل يسمي "يونيت 731-6" (Unit 731-6) وانتهت في عام 1945 عند أمر الجنرال "إيشيي" بحرق هذا المعمل بكل محتوياته ليصبح رماداwً وبنهاية الحرب العالمية الثانية، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية عفواً عاماًً للعلماء اليابانيين الذين شاركوا في هذه البحوث. وهذا العفو لا يعطي إلا في حالة واحدة وهو كشف هؤلاء العلماء عن تفاصيل البرامج البيولوجية لحكومة أمريكا. ثم قام بعد ذلك كلا من العالمين رادويون هيل وجوزيف فيكتور بزيارة اليابان عام 1945 وقابلا 22 عالماًً يابانياًً في مجال الأسلحة البيولوجية، وعادا إلي أمريكا محملين بحقائب عديدة من المعلومات لكنها لم تكن مفيدة للولايات المتحدة ولم تكن لها وزن مثل قائمة مشتر وات العوامل البيولوجية الموجودة الآن في الأسواق العالمية مثل: الجمرة الخبيثة، التيفود، بوتيوليزم (تسمم ناتج عن أكل لحم أو سمك فاسدين) ... وغيرها. وقد قام العالمان خلال هذه الرحلة بتشريح جثة 1000 شخص أصيبوا بمرض الجمرة الخبيثة عن طريق التنفس. بالإضافة إلي قيامهم بتخزين حوالي 400 كجم في عام 1945 من بودرة الجمرة الخبيثة ليتم استخدامها في القنبلة الانشطارية (تحول الجمرة الخبيثة إلي بودرة حتى يتم استنشاقها لكي يصاب الإنسان بسهولة العدوى).

* 1939 م:
قام العالم الأمريكي أي . جي . فاربين بإنتاج أول غاز سام للأعصاب للنازيين ومفعوله أقوي بكثير من مفعول "غاز الخردل -Mustard gas" الذي استخدم في الحرب العالمية الأولي وفي خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب العالمية الثانية قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالاستيلاء علي أطنان من عامل يسمي (Tabun) الذي أرسل في حاويات كبيرة مكتوب عليها "كلوريد" كما استطاعت تهريب العديد من المواد الكيميائية الأخرى الخاصة بالنازيين.

* في الأربعينيات:
قام بعض الأطباء الأمريكيين في شيكاغو بحقن حوالي 400 سجينا ً بمرض الملاريا، وذلك لاكتشاف عقار جديد يحارب هذا المرض الذي انتشر أثناء الحرب العالمية الثانية.

* 1940 م:
قامت طائرة يابانية بنشر وباء "الطاعون التريلي - Bubonic plague" علي الصين من خلال إسقاط حشرات حاملة لهذا المرض مع الحبوب التي تجذب الفئران (والتي كانت منتشرة في ذلك الوقت) وبالتالي أصبحت حاملة لهذه الحشرات ونقلتها للسكان.

* 1941 م:
بدأت قصة الولايات المتحدة الأمريكية في الاستعداد للحرب البيولوجية وتصنيع أسلحتها منذ عام 1941 عندما طلب سكرتير الحرب "هنري . إل . ستمسون" من الأكاديمية القومية للعلوم بتشكيل لجنة لدراسة جدوى خاصة بإنتاج مثل هذه الأسلحة، بعد أن وصلت الأخبار إلي جهاز المخابرات الأمريكي باستعداد كلا من اليابان وألمانيا لإنتاج الأسلحة البيولوجية، وسميت هذه اللجنة باسم "ناس - NAS".

* 1942 م:
أقرت اللجنة "ناس" بضرورة اتخاذ الإجراءات الفعلية في تصنيع الأسلحة البيولوجية لأن أمريكا كما يزعمون أنها معرضة للهجوم من أعدائها في أي وقت. وتم تشكيل وكالة مدنية "وكالة خدمات الحرب" بتوجيه من "جورج . دبليو . ميرك" - صاحب شركة ميرك الدوائية. وأعلنت الوكالة أنه ليس بوسعها تقديم أية معلومات بدون إجراء التجارب علي نطاق واسع. ثم طلب ميرك من "هيئة خدمات الحرب الكيميائية" بأن تكون مسئولة عن القيام بهذه التجارب علي نطاق واسع وإنشاء المعامل والمحطات الرئيسية وتشغيلها والتي خصصت لها الأماكن التالية: كامب ديتريك - ماريلاند - ناشيونال جارد - فريدريك.

* 1943 م:
أصبــح "كامب ديتريك" هو المقر الرئيسي لهذه التجارب ووصل عدد العاملين فيه إلي حوالي 4000 شخصاًً: 2800 من الجيش، و1000 من البحرية، و100 شخصاًً من المدنيين، أما الاختبار فكان يتم في المسيسبي ثم تم نقله بعد ذلك إلي "يتواها" عام 1994 بعد إنشاء معملاًً مجهزاًً هناك وتم تأسيس محطة لإنتاج هذه الأسلحة في نفس العام في "إنديانا" لكن هذه المحطة كانت تفتقد وسائل الأمان الهندسية مما أدي إلي انتشار "Bacillus glaligii.".

* 1943 - 1969 م:
قامت طائرات الهيلكوبتر والطائرات العادية بمهاجمة كمبوديــا بدخــان لــه ألـوان مختلفة (أصفر - أخضر - أبيض)، والذي أعقبه ظهور بعض الأعراض علي الحيوانات والسكان هناك: بفقدهم القدرة علي الاتزان والوقوع فريسة للمرض الذي أودي بحياة البعض منهم. وبعدها مباشرة عانت أفغانستان من نفس السحابة والتي أطلق عليها في ذلك الوقت اسم "المطر الأصفر".

* 1945 - 1949 م:
وبنهاية الحرب العالمية الثانية، انتهت الولايات المتحدة الأمريكية من كافة تجهيزاتها الخاصة بعمليات إعداد برامج التشغيل والإنتاج لتدخل حيز التنفيذ.

* 1946 م:
أعلنت وزارة الحرب للشعب الأمريكي بل للعالم بأسره بأن الولايات المتحدة الأمريكية تصنع الأسلحة البيولوجية، كما أعلنت عن اتخاذ جميع الاحتياجات التي تحمي المشاركين في العملية الإنتاجية من الإصابة بأية عدوى باستخدام أساليب تقنية حديثة حيث تم أخذ الاستعدادات علي كافة المستويات وخاصة في المستشفيات، ومع ذلك تم إصابة 60 شخصاًً عن طريق التعرض غير المقصود للميكروبات الفيروسية الحيوية عولج 52 شخصاًً وتم شفائهم تماماً، أما الثمانية المتبقين لم ينجوا من الإصابة. بالإضافة إلي إصابة 159 فرداًً نتيجة للتعرض لعوامل لها تركيز عالٍ وتم علاج كل هذه الحالات باستثناء حالة واحدة فقط، كما أصيب شخص آخر دون التعرض للعدوى لكنه شفي بعد تقديم العلاج له. وبالرغم من إعلان الولايات المتحدة نجاحها في هذه التجربة إلا أن الكم الذي أنتجته لم يكن كافياًً لإرضاء الطموح الأمريكي ووصي السيد / ميرك بضرورة الاستمرار في إنتاج المزيد لتوفير الحماية الملائمة.

* 1946 م:
وتحت حكم "كنيدي" تضاعف المخزون الأمريكي من الأسلحة الكيميائية بكمية تفوق ثلاث مرات الكمية الموجودة وأطلق عليها "الأصول القومية" التي التى مهدت الطريق للولايات المتحدة الأمريكية للانتشار في فيتنام، وأصبح الجيش الأمريكي بمثابة منجم للأسلحة الكيميائية، إلي جانب تطوير علماء هاردفارد للنابلم بواسطة "العالم/ لويس فايزر".

* 1947 م:
تم اختبار محفزين بيولوجيين في "كامب ديتريك":
1- "Bacillus gloligii"
2- "Serratia marscers"

* 1949 م:
تم إجراء أول تجربة عملية لاختبار الأسلحة البيولوجية التى تحتوي علي الجراثيم الممرضة في "كامب ديتريك" بأمريكا.

* 1950 م:
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير برامج أسلحتها البيولوجية وتوسيع نطاقها بعد تهديدات روسيا بتصنيع مخزونها من هذه الأسلحة، لكن هذا التوسع ظل في طي الكتمان.

* 1950 - 1953 م:
تم إسقاط ريش طيور فوق كوريا الشمالية ملوث بالجمرة الخبيثة ، كما تم حقن الباعوض بمرض الطاعون والحمي الصفراء وتم نشره في البلاد، وقد اتهمت الولايات المتحدة بهذه الأفعال.

* 1956 م:
صرح المارشال السوفيتي "ذو كوف" بأن الكونجرس السوفيتي سوف يستخدم ذخيرته من الأسلحة الكيميائية والحيوية بواسطة قواته المسلحة لإلحاق الدمار الشامل بأعدائها في المستقبل، وعليه قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمراجعة سياستها الخاصة بإنتاج الأسلحة البيولوجية لمواجهة تحديات روسيا.

* 1956 - 1958 م:
قام الجيش الأمريكي بنشر البعوض الحامل لمرض الحمي الصفراء عن طريق الطائرات وعن طريق البر لإجراء اختبار ميداني فى ولايات: فلوريدا، جورجيا، وآفون بارك مما أدي إلي موت العديد من الحالات المصابة.

* 1959 - 1969 م:
وصفت هذه الفترة "بالأعوام الذهبية" فيما حققته أمريكا من طفرة في إنتاج الأسلحة البيولوجية والتي وصلت تقنيتها إلي أعلي المراتب والتي تتلخص في النقاط الآتية:
- شهد تخمر جراثيم الكائنات الحية الدقيقة المستخدمة في هذه الأسلحة نجاحاًً كبيراًً وعلي نطاق أوسع من قبل.
- اتباع وسائل أمان غاية في الدقة.
- تطبيق أحدث الوسائل التكنولوجية الخاصة بتركيز البكتريا، الفيروسات، السموم، الريكتسيات (متعضيات مجهرية شبيهة بالبكتريا).
- تطوير الأساليب المستخدمة في تثبيت العوامل السائلة والجافة.
- النجاح في حفظ هذه العوامل تحت تأثير درجات الحرارة المختلفة وفي ظل ظروف بيئية متنوعة .
- التنوع في إنتاج الأسلحة البيولوجية.
- عمل الأسلحة البيولوجية بكفاءة عالية.
- الزعم بوضع مبادئ خاصة بعدم إلحاق الضرر بالبيئة والمحافظة عليها من التلوث!!!!!

* 1969 م:
قام الرئيس الأمريكي نيكسون بزيارة "أف. تي. ديتريك" قاعدة الأسلحة البيولوجية، وبعدها أعلن سياسته الجديدة التي تنص علي أن تمتنع أمريكا عن استخدام العوامل والأسلحة البيولوجية المميتة أو إجراء أية أبحاث أخري يزعم علمائها أنها تحقق الأمن والأمان لأمريكا. ولم يشر الرئيس الأمريكي في تصريحه إلي منع استخدام السموم، لذلك انتهز العلماء في "ديتريك" هذه الثغرة وقاموا بتغيير خططهم من العوامل البيولوجية للسموم.

* 1970 م:
ثم جاء الرئيس الأمريكي مرة أخرى في هذا العام ليؤكد علي ما قام به العلماء مصرحاًً بأن برامج الجيش ستقتصر علي استخدام السموم وذلك لحماية أمريكا من أي خطر يمكن أن يحدق بها أو من أجل العلاج الطبي فقط.

* 1972 م:
تم القبض علي أعضاء الجناح الأيمن في شيكاغو بتهمة حوزتهم من 30 - 40 كجم من مزرعة للتيفود لكي يتم تلويث المياه بها في شيكاغو.

* 1975 م:
وقع الرئيس الأمريكي "فورد" اتفاقية لتحريم استخدام الأسلحة البيولوجية وتطويرها وتخزينها وإنتاجها.

* 1978 م:
تم اغتيال "جيورجي ماركوف" المنفي عن طريق سمه بحقنه في رجله بها البروتين الأبيض السام "الريسين"، والمثبتة في إحدى الشمسيات عندما كان في انتظار الأتوبيس في لندن وتوفي بعدها بعدة أيام.

* 1979 م:
شاهدت روسيا إنفجار هائل والذي تم التصريح عنه بأنه إحدى الانفجارات الخاصة بالمجمع العسكري رقم 19 ... وبعد مرور عدة أيام، أصيب السكان القاطنين بالقرب من هذا المجمع بحمي شديدة وصعوبة في التنفس مما أدي إلي موتهم وازداد عدد الضحايا ليصل إلي 40 شخصاًً تم تشريح جثثهم ليكشف عن وجود مشاكل بالرئة والإصابة بتسمم حاد وتم تشخيص المرض علي أنه جمرة خبيثة رئوية، وبعضاًً منهم صرح بأنها الجمرة الجلدية نتيجة تناول هذه الأشخاص لحوم ملوثة بهذا المرض لكن التشريح أثبت عكس ذلك حيث لا يوجد ما يسبب الإصابة بالجمرة الجلدية أو المعوية وتم إعطاء أمصال واقية لسكان المنطقة لكن ارتفع عدد الضحايا ليصل من 200 إلي 1000 ضحية الذين تم دفنهم بطرق خاصة ومنع أقاربهم من حضور الجنازات.

* 1983 م:
قامت المباحث الفيدرالية الأمريكية بإلقاء القبض علي أخوين قاما بتصنيع 31 جراماً من بروتين الريسين السام.

* 1999 م:
تم اتهام الولايات المتحدة الأمريكية بتخليق زرع الكوكايين القاتل (Coca plant) الذي يضر بالنباتات الأخرى لكنها أنكرت مسئوليتها عن ذلك.

* 2000 م:
وتحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق/ بيل كلينتون قامت أمريكا بالاتفاق مع الاتحاد السوفيتي لتخليق جينات تحمل فيروسات وبكتريا لتقاوم الفاكسينات والمضادات الحيوية.

وعام ... وعام ... وعام ... الخ، وغيرها من ملايين الحقائق التي تفرض نفسها وحاول الإنسان إخفائها والاحتفاظ بها في طي الكتمان.
لماذا نجد السلام والإحساس بالأمن والأمان غير مكتملاًً أو مؤقتاً؟ لماذا الحرب والمنافسة من أجل الدمار؟ ما هي المتعة في أن نعيش داخل هذا العالم الصغير في رعب وخوف وعدم إحساس بالأمان؟ فأي سلام تسعي إليه شعوب العالم والتي ترتفع فاتورة خسائره يوم بعد يوم؟ لماذا التعالي والأنانية؟
 
و يعتقد ان مصر و سوريا والعراق(سابقا)إلى جانب الاسلحة الكيماوية لديها اسلحة بيولوجية
 
الحروب الكيميائيه والبيئه

:mad:محتويات المقال
  1. تأثير الحرب على الإنسان
  2. تأثير الحروب على التربة
  3. تأثير الحروب على الموارد المائية
  4. تأثير الحروب على الموارد الزراعية والحيوانية
  5. مقترحات لعلاج المشكلات المترتبة على الحروب
مقـــدمة

أن الله خلق الكون في احسن صورة وهيئه وجمله ووضع له القوانين والنواميس التي تحفظ
.
والله خلق الإنسان ليعمر في الأرض وجعله له خليفة فيها فمن الواجب على المستخلف ان يحافظ على ما أستخلف علية ولكن ماذا فعل الإنسان قام بتغيير كل شئ غير فى قوانين الكون فدمر الطبيعة ودمر الجبال والأراضي الذراعية والغابات وقام على إنتاج ما يدمر كل شي في الكون انتج الأسلحة الكيميائية والأسلحة الذرية التي أدت الى تدميره قبل اى شي عندما اكتشف نوبيل الديناميت حاول ان يكون اكتشافه في شئ يخدم الإنسان ولكن الإنسان استخدم في التدمير والقتل فلكى يكفر عن خطا غيره تبرع بالمال وانشا مسابقة للمخترعين والذين يخدمون الكون وليس للتدميير ،هذه هي طبيعة الإنسان من أول ما خلق هو الدمار والقضاء على كل شئ ألان يبحث فى الكون الخارجي هل ليعمره كما يقولوا لا أظن فان الدول التي تبحث على بيئة نظيفة هي أول الدول المدمرة للطبيعة .
فان التدهور البيئي أساسه الإنسان وهل من الممكن أدراك ذلك ؟
ومن حق أطفالنا ان يكون لهم بيئة نظيفة خالية من الأمراض.
تأثير الحروب على الموارد الطبيعية :

التلوث بالأسلحة الكيميائية أثناء الحروب :-

والحروب الحروب الكيميائية تمثل تعدى صارخ على البيئة .
وان الحروب الكيميائية كما ذكرها الدكتور طلعت إبراهيم في كتابه " التلوث الهوائي والبيئة " تبدأ قبل الميلاد بألفي سنة ، فقد استخدم في حروب الهند القديمة ، حواجز كثيفة من الدخان والأبخرة السامة التي تسبب الارتخاء والنعاس ، واستعملت في عهد مملكة سو نج الصينية أبخرة الزرنيخ ، وقد استعمل قدماء اليونان الغازات السامة في سنة 431 ق.م على شكل لهب يطلق بواسطة قاذفات كبيرة ( المنجنيق ) وكانت على شكل الكبريت والفحم والقطران .
وكانت أول دولة حديثة تستخدم الأسلحة الكيمائية فرنسا في الحرب العالمية الأول واستخدمتها ضد القوات الألمانية في أغسطس عام 1914 م واستخدمت الغازات المسيلة للدموع لتقف تقدم القوات الألمانية .
فكانت ذريعة للألمان فاستخدموا الغازات المسيلة على الجبهة الروسية وبعدها استخدم الألمان غاز الفوسيجين في 19/12/1915 ضد القوات الإنجليزية واكتشف الألمان غاز الخردل الذي إصابة اكثر من 16 %من الإنجليز و33% من الأمريكان وقد استعمل في قذف 400 ألف فتيل راح ضحيته 400الف جندي وتذكر بعض الإحصائيات أن حوالي 800 ألف جندي خرجوا من المعارك بسبب الغازات السامة .
وقد استخدمت إسرائيل غاز النابالم عام 1967 ضد الجيوش العربية واستخدمت إسرائيل الغازات السامة ضد الفدائيين في لبنان عام 1978 وهذه المواد السامة عبارة عن مركبات كيميائية قادرة على تدمير الإنسان وتؤثر على الأجيال المقبلة من الأطفال في صور مشوهين جسمانيا وعقليا .
الأسلحة الكيمائية أحد أنواع أسلحة التدمير الشامل وهدفها الإنسان والحيوان والنبات .
وهذه الأسلحة الكيميائية تسبب التلوث للهواء والماء والتربة والنبات لتنتقل عن طريقها إلى الإنسان .
أنواع الأسلحة الكيميائية وتأثيرها على البشر :-

غازات الأعصاب :

ومنها غاز الزاراين و ( مثل V X)
وتسبب هذه الغازات عجز الرؤية والقلق والصداع الشديد والخوف وزيادة إفراز اللعاب والإغماء وزيادة العرق والقيء والإسهال والتبرز والتبول ألا إرادي .
الغازات الكاوية :

( كالخردل )
وتسبب أمراض الرئة والجهاز الهضمي والتهاب الأوعية الدموية واحمرار الجلد ويصاحب ذلك القروح والتهاب الأنف واصابة العظام وانخفاض عدد كرات الدم البيضاء واصابة القرنية .
الغازات الخانقة :

( كالفوسيجين )
وتؤدى إلى انتفاخ الأغشية وامتلاء الرئة بالسائل وتلف الأغشية الواقية المبطنة للممرات الهوائية للجهاز التنفسي ؛ وتلف الشعب الهوائية والشعور بالاختناق وضيق التنفس ونقص الأوكسجين الذي يصل إلى الدورة الدموية ويسبب الوفاة .
الغازات الهلوسة :

( أل I S D )
و تدخل الجسم عن طريق التنفس أو الطعام أو الشراب وتسبب الأمراض العقلية .
غازات الدم :

( كالحامض الهيدورسيانيك )
غازات مسيلة للدموع :

( كالكلورو اسيتوفيتون )
من هذه الغازات القاتلة ولشل القدرة ، وتستمر هذه الغازات في البيئة لمدة زمنية معينة ، فغازات الأعصاب والكاوية تستمر من 12 ساعة إلى عدة أيام ، والغازات الأخرى غير المستمرة تبقى من عدة دقائق إلى ساعات وتؤثر في لون النبات والمزروعات وتسبب موت كثير من الحيوانات .
الحروب البيولوجية :

وهى أسلحة دمار شامل وتأثر على الإنسان بصورة كبير وتؤدى إلى الخلل الجسمي أو العقلي .
وقد أنتجت اليابان أول قنبلة بيولوجية تم حملها وقذفها بالطائرات لتملا الجو بالأحياء الدقيقة التي تسبب الأمراض واستطاعت اليابان تحضير قنابل بيولوجية تحتوى على ميكروبات تسبب أمراض التيفود والكوليرا والطاعون بجانب الأمراض الأخرى .
ونشطت الدول الأخرى في إنتاج هذه الأسلحة البيولوجية .
ومن هزة الأسلحة :-

مرض الجمرة الخبيثة :


ويصل مدى فيروساته إلى 20 كم خلال ساعتين وقد الإرهاب استخدم ضد أمريكا بعد أحداث سبتمبر وقد استخدم البريد في هذه الأسلحة وسببت زعر كبير في الولايات المتحدة الأمريكية .


مرض الكوليرا :


تصل مدى فيروساته إلى 22 كم وتنتقل عبر الهواء والمياه والتغذية .

مرض الطاعون :


مدى فيروساته تصل إلى 15 كم ولو ضريت به مدينة عدد سكانها مليوني إنسان يموت 175 ألف شخص .

الحمى القلاعية :


مدى فيروساته تصل إلى 12 كم خلال 65 دقيقة ، ولو وجه ضد مدينه تعدادها ثلاث مليون نسمة تكون النتيجة موت 250 ألف شخص .


التيفوس الوبائي :


مدى فيروساته تصل إلى 8 كم خلال 40 دقيقة ولو وجه ضد مدينة عدد سكانها مليوني نسمة تكون النتيجة موت 125 ألف شخص.

تأثير الحروب على الموارد البشرية :-

والسموم الكيميائية تشمل الأحماض والقلويات وغيرها من المواد الخطيرة مثل ( الصوديوم والبوتاسيوم ) وهى تحدث التهابات جلدية وخطورتها الأكبر عن طريق إنتاج غاز سيانيد الهيدروجين آو أبخرة السامة جدا ( حيث جرعته المميتة 9 ملليجرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم ) وذلك عن طريق التنفس أو الهضم وتأتيها على أنزيمات التنفس بالذات مما يؤدى إلى موت الخلية .
ومن اكبر الكوارث التي سببتها الحروب الانفجار النووي :-


لقد كان تفجير القنبلتين الذريتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكى في الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها حوالي 72 ألف مواطن ياباني أصيب اكثر من ذلك بإصابات بالغة وأدى هذا الانفجار إلى ترك جيل من المشوهين لعدت أجيال

تأثير الحروب على الموارد المائية :-

حذر تقرير صادر من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية بواشنطن من الزيادة السكانية في الدول المطلة على الأنهار وروافدها ومن المتوقع أن تخلق أزمات طاحنة نتيجة للتنافس على موارد المائية المحدودة خاصة بين دول الشرق الأوسط وأفريقيا التي تتميز بندرة مواردها المائية .
وقد أشار التقرير إلي أن هذا الوضع يمثل خطرا متزايدا لنشوب الخلافات والمنازعات والصراعات الدولية المسلحة بين الدول المطلة على أحواض انهار الأردن والنيل ودجلة والفرات .
ومن الدول التي تخطط للتوسع الزراعي أثيوبيا في حوض نهر النيل وسوريا في نهر اليرموك وتركيا في أعالي نهر دجلة والفرات وهذه الدول سوف تحتاج إلى زيادة حصة كل دولة من المياه ومنها تبدا الخلافات والصراعات بين الدول وقد تؤدى هذه الخلافات إلى حروب .
ومن الخلافات الطارقة على الساحة مشكلة دول حوض النيل وحصة كل دولة وتدخل دول أجنبية في هذا التقسيم وسوف يؤدى هذا إلى صراع وحروب إذا لم تتفق دول الحوض على حصة كل دولة بالتراضى .
فمصر اكثر الدول التي تطل على حوض النيل عرضة للضرر للاعتماد الأكبر الكامل على النيل ويؤكد الخبراء أن أثيوبيا هي اكثر الدول إخفاء لتفاصيل مشروعاتها وخططها الخاصة بتنمية مواردها المائية ويشير التقرير إلى أن التصور السائد يتضمن استخدام كمية تقدر بنحو 4بلايين متر مكعب من الماء في ري 120هكتار في أحواض المجرى الرئيسي للنهر في أثيوبيا ، وذلك مما يشكل تهديدا حقيقيا وخطيرا يؤدى إلى خلق اختلافات جوهرية بين مصر واثيوبيا .
والسودان لديه خطط لتحويل المياه إلى المملكة العربية السعودية عن طريق أنابيب وتأمل دول أخرى من الاستفادة من مياه النيل وقد استطاعت أن تدعى اختلافات بين دول حوض النيل لكي تستفيد من هذه الخلافات .
فهذه الخلافات سوف تنشأ حربا بين الدول المطلة على منابع الأنهار ودول المصب إن لم تحل بطريقة عادلة وبعيد عن أي تدخلات من دول اخرى.
تأثير الحروب على التربة والهواء :-

الحروب واستنزاف الأراضي والتلوث الذي أحدثته هذه الحروب .
حرب الخليج أثار هذه الحرب :

إن دول الخليج اكثر عرضة للتلوث بسبب البترول والحروب التي كانت سبب في تلوث التربة والهواء .
وكانت الصراعات التي دارة في ارض الخليج بسبب البترول أهمها حرب الخليج الثانية واحتلال العراق للكويت ثم احتلال الأمريكان للعراق من اكثر الحروب تأثير على التربة وتلوثها ، فتلوث مياه الخليج بالبترول كان كارثة طويل المدى سوف تؤثر على التربة .
وقد أعلن خبراء البيئة أن منطقة الخليج أصبحت بسبب الحروب منطقة كوارث بيئية لاستخدام النفط كهدف وقد عمل النظام السابق للعراق في أحداث تلفيات كبيرة في الآبار البترولية فقام بإشعال أبار البترول ومصافي البترول وخزاناته وخزانات الغاز والمصفاة البحرية التي تم تدميرها .
فان إشعال هذه الآبار يمثل مصدر متواصل للنيران والأدخنة والتلوث والتي استمر فترة طويلة حتى تم إطفائها وهذه النيران تسبب مواد كيميائية تساعد على سقوط أمطار حمضية والتي تؤثر على التربة والمزارع والحيوانات وقد انتشرت سحابة سوداء داكنة الناتجة عن احتراق أبار النفط وقد أدت هذه ألا دخنه لحجب الشمس .
والسحب التي تكونت من الآبار المحرقة نقلتها الرياح إلى بلدان أخرى ليث لها علاقة بالمناطق الملوثة وأدت إلى تلوث التربة .
ومن الآثار المدمرة للبيئة في تلك المعركة هو انتشار بقعت الزيت التي افترشت مسطحا مائيا كبيرة بزيت خام وقد دفعت الرياح البقعة نحو الجنوب في اتجاه الساحل السعودي .
وقد أصيبت الحياة النباتية والمائية بالسوء الأضرار فأثرت هذه الأدخنة في تساقط الطيور نتيجة أصابتها بالعمى .
ولمقال للدكتور فاروق الباز

وعن الآثار المترتبة على هذه الكارثة انه ما تولد انفجارات قد انتج مادة مثيرة للعواصف الرملية التي تتحد كيميائيا مع الغاز البترولي الناتج من الحرائق والتي لها أثار مدمرة على المناخ في دول الخليج والمناطق والمجاورة .
  • ومن المحتمل تغير اتجاه الأمطار التي تسقط على أثيوبيا التي تمثل نحو 80 % من حجم المياه التي تغزى نهر النيل .
  • يتوقع أن يقل معدل الأمطار عن المعدلات الطبيعية هذا فضلا على أن هبوط الأمطار مع الدخان المشبع بالكبريت سوف يجعل التربة اكثر حمضية .
وفى تقرير علمي أصدره معهد ماكس بلانك بألمانيا وضع المنطقة في ثلاث محاور تطوق المنطقة في حلقات وتتسع عن الاخرى .
figureGet.php

ولقد نالت الدائرة الأولى بنتائج الكوارث للحرب وفيها تركزت العناصر المختلفة من رمال الحرب والبارود .
ونالت الدائرة الثانية درجة أخف.
والدائرة الثالثة فقد طوقت بمنطقة أوسع وجازت مصر نصيب منها وهى الصحراء الشرقية حيث تكون الأمطار الحمضية .
ويقر التقرير أن اكثر من 1500مليون نسمة سوف يدفعون ثمن هذه الحرائق و ثلاثون دولة سوف تتأثر ببيئتها على المدى الطويل وقد أغرقت الأمطار الحمضية دول جنوب شرق آسيا .
ويتوقع أن يقل معدل الأمطار عن المعدلات الطبيعية هذا فضلا على هبوط الأمطار مع الدخان المشبع بالكبريت الذي سوف يجعل التربة اكثر حمضية والتي سوف تؤثر بالضرورة على النبات والمحاصيل الزراعية .
تأثير الحروب على الموارد الزراعية والموارد الحيوانية :-

لقد عانت الدول النامية بعد الحرب العالمية الثانية كثيرا من عدة مجاعات وحاولت وكافحت كثيرا لزيادة الانتاج الزراعي حتى يتجاوب مع النمو السكانى العارم والحاجة الملحة للغذاء.
بما أن الحروب أثرت على التربة والماء فبكل تأكيد الأضرار سوف تعم على الزراعة والأضرار التي سوف تنتج عن نزول الأمطار الحمضية .
ومصر من اكثر الدول التي ضرت من هذه الحروب ، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تركت ورائها كارثة ففي منطقة العالمين التي كانت مسرحا رهيبا للحرب التي خلفت ورائها كارثة الألغام الذي بلغ 1140 حقلا منتشرة تحت سطح الأرض ففي مساحة 80كيلو متر مربعا بذرت هذه الألغام .
وتعتبر هذه المنطقة اكبر خسارة لمصر لوجود اكثر من مليون فدان صالحة للزراعة وتربتها من أجود الأراضي الصحراوية ،فضلا عن وجود 190 بئر مياه عزبة ومياه أمطار موجودة قبل الحرب .
ولا يستطيع أي إنسان أن يطأ هذه الأرض ليستزرعها أو يستفيد من أبار المياه .
ويوجد مشاريع كثير في هذه المنطقة قد جمدت بسبب هذه الألغام علما بان هذه الحرب كان ليس لنا بها ناقة ولا جمل بل حصدنا الغام وفقدان منطقة من ارض مصر .
وكان من المتوقع إنشاء مشروع تربية 60 ألف راس أغنام على المراعى الطبيعية في هذه المنطقة وخلاف المشروعات الأخرى .
وبسبب الحروب سوف يتأثر على الموارد الزراعية والحيوانية وبذلك الامن الغزائى وتنتشر المجاعة وخاصة فى الدول النامية .
المقترحات لعلاج المشكلات :-

لكي نبقى واقعيين في هذه حل هذه المشكلات لابد أن نعم السلام على الأرض وذلك عن طريق الدين الإسلامي .
إن الدين الإسلامي يأمر بتعمير الأرض وليس دمارها والإسلام دين محبة لكل الشعوب وليس دين حرب وقتال كما يدعى الغرب.
إن سبب هذه الكوارث لو نرى على مر السنيين سوف نرى الغرب هم السبب في تدمير البيئة باختراعاتهم وأسلحتهم التي تدمر كل شيء .
فان الغرب هم الذين يتصارعون في إنتاج الأسلحة الكيمائية والبيولوجية والأسلحة النووية فهم يمنعون أي دولة تمتلك هذه الأسلحة ويفرضون الحظر عليها ونحن معهم في هذا ولاكن لابد أن يبدؤه بأنفسهم انهم يقولون نحن لا نستخدمها .
لقد ألقت أمريكا على أفغانستان قنابل تمتص الهواء من الكهوف واستخدمت أسلحة دمار شامل على العراق لغزوها لها انهم يقولون مالا يفعلون انهم يريدون لبلادهم الأمن والسلام .
ولا يريدوا ذلك لباقي الدول يدعون بأنهم دول متقدمة هم متقدمين في الدمار والخراب ودمار كل شئ بعيد عنهم .
بعكس الإسلام يريد الأمن والسلام لكل البشر ويأمر بتعمير الأرض وان يعيش كل البشر أخوه ولا يعلوا شعب على شعب ففي عصر الخلافة الإسلامية لقد ساوى الخلفاء بين المسلمين وكل الأديان هذا هو الإسلام و الحل .
أن نقول أن نمنع الدول في إنتاج الأسلحة لم نستطيع لان الدول المتقدم هي أول الدول التي تنتج هذه الأسلحة وتجربها على الدول الفقيرة انهم يريدون الألمان لشعبهم فقط كم من محاولة لدفن المخلفات النووية والمخلفات التي حاولوا دفنها في قارة أفريقيا لولا يقظة بعض البلاد مثل مصر لكانت الصحراء حقل لنفاياتها ومن المتضرر فى هذا الدول النامية .
كارثة العالمين

وبالنسبة للألغام التي في الصحراء الغربية التي تسبب فيها الدول المتحاربة والتي ضرت مصر ضررا كبيرا في الموارد البشرية والزراعية والحيوانية .
نطلب من الدول المسئولة عن هذه الكارثة أن يمولوا مشروع لازالت هذه الألغام ونعرض الأمر على كل الجهات من مجلس الأمن إلى الجمعيات أو المؤسسات نطرح هذه القضية الهامة الخطيرة ونكثف كل الجهود لإزالة هذه الألغام ولا بد أن نستفيد من هذه المنطقة لتعميرها .
أن اليهود استفادوا من محرقة النازية التي كثفوا كل شئ لاجبار ألمانيا على التعويضات وكذبوا وبالغوا في عرض قضيتهم التي ليس لها واقع ولا مستندات .
ونحن لا نطالب أن ناخذ غير حقنا لا نريد شئ غير أن يزيلوا ما فعلوه بنا والواقع أمامنا وأننا لا نكذب ولا نبالغ في حقنا .
وكلنا أمل في ان الدول التي تنتج الأسلحة تحول التكليفات والمليارات والتي تصرف في إنتاج الأسلحة المدمرة و التي هي اكبر كارثة للبيئة إلى الدول الفقيرة التي تعانى من الجوع وقلت مواردها الطبيعية والصناعية وقلت إمكانياتها الصحية .
هذا هو الحل تقليل إنتاج الأسلحة المدمرة أسلحة الدمار الشامل ولابد ان تعلم الدول المنتجة لهذت الأسلحة أنها سوف تذوق مرارة هذه الأسلحة وأنها ليس فى أمان من أن تطولها الأسلحة المدمرة سوف يذوقوا ما أنتجوه نأمل أن يتحدوا ولا ينتجوا هذه الأسلحة وليس لا ان يفرضوا الحظر فقت على الدول الفقيرة وهم لا يعبون وينتجونها .
وبالنسبة للزراعة والموارد الحيوانية :-

بما ان الحروب تؤثر على الموارد البشرية وبذلك سوف تؤثر على الموارد الزراعية والحيوانية .
يجب تكثيف الطاقات والأموال التي تصرف على الحروب فى التنمية الزراعية والحيوانية بالتوسع فى الصحراء وخاصة افريقيا لوجود اكبر نسبة صحارى وقلت الموارد المائية فيها .
وباستخدام الأبحاث والتطور فة الزراعة وتربية الحيوان وعلى البلاد المتطورة مساعدة الدول الفقيرة بالمال والتكنولوجيا المتقدمة لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة التى انتشر بها المجاعة .
التركيز على الاساليب الزراعية :

مزيد منالاهتمام للحفاظ على موارد الاسمدة العضوية وعمل برامج وتجارب على الجينات وتحديثها والهتمام بزراعة المواد الاساسية مثل القمح والارز الزى يتحكم به الدول الغنية للضغط على الدول الفقيرة .
المـــراجـــع

  1. اسطوانة cd روائع الطبيعة (صحراء مصر الشرقية والبحر الاحمر ).
  2. كتاب التلوث الهوائي والبيئة
  3. كتاب الإنسان وتلوث البيئة
  4. العالم الجديد
 
موضوع ولا اروع ...

جزاك الله خيرا يا زين على هذا الموضوع القيم جدا ...
 
موضوع ممتاز من عضو مميز

فعلا البشرية يتهددها الفناء بسبب عبث الإنسان

هو الصعود الى الهاويه
 
هناك موضوع يتحدث عن السلاح الكيميائي وهوا شامل سادمج هذا الموضوع معه حتى يكون موضوع مصدر لمن يبحث عن معلومات عن هذا السلاح
 
بالرغم من انها اسلحة فتاكة الا انه اتمنى ان تمتلكها مصر والدول العربية حتى يكون بايدينا شى نستطيع تهديد اسرائيل به
 
اخوانا مشكورين على المعلومات المفيده ولاكن هذه الاسلحه لايمكن ضربها على دول الجوار ولا يمن التحكم بها ولايمكن لمصر ولالبنان تهديد اسرائيل بها
 
هناك بعض الدول العربية تمتلك اسلحة بيولوجية مثل العراق سابقا وسوريا
 
.

بارك الله فيك وشكرا على هذا الموضوع المفيد للغاية

.
 
رد: الاسلحة البيولوجية

بالرغم من انها اسلحة فتاكة الا انه اتمنى ان تمتلكها مصر والدول العربية حتى يكون بايدينا شى نستطيع تهديد اسرائيل به
 
عودة
أعلى