الاسلحه البيولوجيه
يعيش الشعب الأميركي حالة من الفزع والخوف الشديدين مما أصبح يطلق عليه بهستيريا الجمرة الخبيثة أو فوبيا الأنثراكس، وهذا الخوف له ما يبرره عند المواطن العادي، فهناك بعض الوفيات والعديد من المصابين بمن فيهم بعض الساسة، والرسائل المعفرة بالمسحوق اللعين ما زالت تتوالى حاملة معها الجمرة الخبيثة في مشهد رهيب يُذكر الغارقين بملذات الدنيا بلظى الموت وجمرات جهنم. الخوف لم يقتصر على مرض الجمرة الخبيثة بل تعداه إلى التوقع بأن هجوما بيولوجيا بأنواع أخرى من الميكروبات المرعبة أصبح قاب قوسين أو أدنى. أما الأمر الذي يجهله الكثيرون من الشعب الأميركي فهو أن هذه الميكروبات هي إحدى الثمار المرة لأطماع حضارتهم التي لا تنتهي.
* * *
في هذا المقال سنحاول الوقوف علي حقيقة الأسلحة البيولوجية وتاريخها ومدى خطورتها والدور المميز الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في تطوير هذه الأسلحة واستخدامها.
الأسلحة البيولوجية و مدى خطورتها:
استخدام الأسلحة البيولوجية يعني استخدام كائنات دقيقة - ميكروبات - لديها قدرات فتاكة، والغاية من استخدامها هي إما القتل أو التسبب بمرض مُقعد لدى المصاب، ومع أن الإنسان هو الهدف لمعظم هذه الأسلحة إلا أن هنالك أنواعاً من الأسلحة البيولوجية تستخدم للقضاء على الثروة الحيوانية أو على أصناف معينة من المحاصيل الزراعية للبلد المعادي. المواد الكيميائية السامة والتي تستخلص من بعض الكائنات الحية أُضيفت هي الأخرى إلى قائمة الأسلحة البيولوجية مع العلم أنها تشبه الأسلحة الكيميائية كونها غير قادرة على التكاثر والانتقال من المصابين إلى الأصحاء.
تعتبر الأسلحة البيولوجية من أشد الأسلحة قدرة على الفتك. وخطورة هذه الأسلحة تكمن في قدرتها المفزعة على التكاثر إذ بإمكان خلية بكتيريا واحدة - والتي لا ترى بالعين المجردة - أن تتضاعف إلى عدة بلايين خلال عشر ساعات إذا ما توفرت لها الظروف المناسبة كتلك التي يوفرها جسم الإنسان، وهذا الأمر يحوَّل المصابين إلى قنابل بيولوجية متحركة تنقل الميكروب أينما ذهبت، أما الأسلحة النووية والكيميائية فقدرتها على الفتك محصورة من ناحية الحيز الجغرافي. والأمر الأخر الذي يجعل هذه الأسلحة الأكثر رعباً هو أن الهجوم بها لا يحتاج بالضرورة إلى تجهيزات معقدة مثل الطائرات القاذفة أو الصواريخ العابرة للقارات، وكل ما يحتاجه المهاجم هو القليل من الخيال الهوليودي ليضعها إما في مياه الشرب أو الأغذية أو فلاتر السجائر أو أن يقوم بوضعها في مكيفات الهواء في بنايات مكتظة مما يجعل أكثر الدول تقدماً في النواحي التكنولوجية عاجزة عن رد هجوم مباغت في عقر دارها.
الكائنات الدقيقة المستخدمة لتصنيع الأسلحة البيولوجية:
تنقسم الكائنات الدقيقة المستخدمة لأغراض التسليح البيولوجي إلى أصناف ثلاثة:
1) البكتيريا: وأشهرها الـ "Bacillus anthracis" المسببة لمرض الجمرة الخبيثة أو ما يطلق عليه بالأنثراكس، والـ "Yersinia pestis" المسببة للطاعون، والـ "Vibrio cholera" المسببة للكوليرا.
2) الفيروسات: وأشهرها فيروس الإبولا - Ebola - الفتاك والذي يسبب نزفاً شديداً من أماكن مختلفة وغالباً ما تنتهي الإصابة بالوفاة. وفيروس الهنتا - Hanta Virus - والذي يسبب اضطرابات في الجهاز التنفسي، وفيروس الـ "Venezuelan Equine Encephalitis والذي يعرف اختصاراً "VEE" والذي يسبب ضرراً شديداً للجهاز العصبي قد ينتهي بوفاة المصاب.
3) الريكتسيات - Rickettsias -: التي تعيش داخل الخلية بشكل طفيلي وتنتقل عن طريق الحشرات، وأشهرها الـ "Rickettsia prowazekii" المسببة لحمى التيفوس التي أدى انتشارها خلال الحرب العالمية الأولى بشكل غامض إلى وفاة ثلاثة ملايين شخص في شرق أوروبا، والـ "Coxiella burnetii" والتي تتمتع بقدرة كبيرة على العدوى مسببة حمى وخلل في أنسجة عضلات القلب، وعلى الرغم من عدم خطورتها البالغة على الحياة إلا أن بإمكانها شل جيش كامل.
ومما يزيد في خطورة الأصناف الثلاثة المذكورة أعلاه هو إمكانية إضافة صفات وراثية جديدة لها عن طريق الهندسة الوراثية بحيث تصبح اكثر فتكاً أو أكثر مقاومةً للمضادات الحيوية.
أما بخصوص المواد السامة المستخلصة من الميكروبات فأشهرها وأكثرها فتكاً على الإطلاق هو سُم البوتولينم والذي يقدر الخبراء بأن بضع غرامات منه قادرة على إبادة مدينة كاملة إذا ما تم نشره بشكل جيد.
نبذة تاريخية:
شهد التاريخ البشري استخدام الأسلحة البيولوجية في الحروب منذ زمن بعيد، وفيما يلي أهم الأحداث التاريخية المتعلقة بهذا النوع من الأسلحة مرتبة حسب التسلسل الزمني لوقوعها:
استخدم الرومان جيف الحيوانات الميتة لتلويث مياه الشرب التي يستخدمها العدو.
1346م: قام التتار باستخدام المنجنيق لقذف جثث مصابة بالطاعون إلى داخل حصون أعدائهم في منطقة البحر الأسود.
1500م: قام الأسبان خلال حملاتهم ضد أميركا الجنوبية باستخدام المصابين بأمراض معدية لنقل تللك الأمراض للسكان المحليين والفتك بهم.
1763م: الجنرال البريطاني جفري أمهرست يعطي أوامره بتوزيع بطانيات كانت قد استُخدمت في مصحات لعلاج مرضى الجدري البريطانيين على الهنود الحمر الأمر الذي أدى إلى انتشار هذا الوباء بين الهنود الحمر والقضاء على أعداد هائلة منهم.
1914م: الحرب العالمية الأولى تشهد وفاة مائة ألف شخص وإصابة ما يقارب المليون نتيجة استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
1918م: الجيش الياباني ينشئ وحدة متخصصة للأسلحة البيولوجية أطلق عليها اسم الوحدة 731.
1925م: معاهدة جنيف لمنع استخدام الغازات السامة والبكتيريا الفتاكة خلال الحروب.
1930 -1940م: اليابان تحتل منطقة منشوريا الصينية والوحدة 731 في الجيش الياباني تقوم بتجارب واسعة النطاق على التجمعات الصينية مستخدمة أنواعاً مختلفة من الميكروبات إضافة إلى إطلاقها أعداداً هائلة من الجرذان الحاملة للطاعون.
خـلال نفس الفترة عدة دول من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية تبدأ برامج التسليح البيولوجي.
خلال الحرب العالمية الثانية قامت الوحدة 731 في الجيش الياباني باستخدام ميكروبات فتاكة في تجارب على الأسرى الأميركيين، إلا أن الأغرب من ذلك هو أن الولايات المتحدة الأميركية بعد انتهاء الحرب واستسلام اليابان قامت بمنح العديد من ضباط الوحدة 731 اليابانيين حصانة قضائية كي لا يُحاكموا كمجرمي حرب - مع علمها بما فعلوه بالأسرى الأميركيين - مقابل أن يزودوها بمعلوماتهم والنتائج التي حصلوا عليها من تجاربهم.
1943م: بريطانيا والولايات المتحدة تجربان البكتيريا المسببة للجمرة الخبيثة على جزيرة جرينارد الاسكتلندية والتي اعتُقد أنها بعيدة بما فيه الكفاية عن الشواطئ الاسكتلندية، إلا أنه تبين فيما بعد إصابة العديد من رؤوس الماشية في السواحل الاسكتلندية المقابلة.
1969م: الولايات المتحدة الأميركية تعلن وقف التجارب على الأسلحة البيولوجية من طرف واحد في مراوغة لدفع الرأي العام باتجاه الضغط على الاتحاد السوفيتي للتوقيع على معاهدة لوقف التجارب وتطوير الأسلحة البيولوجية.
1972م: الجمعية العمومية في الأمم المتحدة تصوت على معاهدة لوقف إنتاج وتطوير وتخزين الميكروبات الفتاكة والمواد السامة المستخلصة منها.
1974م: الولايات المتحدة تصادق على الاتفاقية كما أنها وافقت في نفس العام على اتفاقية جنيف 1925م - أي بعد نصف قرن -
1979م: حادثة تسرب للبكتيريا المسببة للجمرة الخبيثة من أحد المختبرات السوفيتية يؤدي لمصرع 60 شخص على الأقل، والحكومة الروسية في عهد يلتسين - عام 1992م - تعترف بأن ذلك التسرب كان من مختبر عسكري كان يقوم بإنتاج أسلحة بيولوجية.
الأسلحة البيولوجية؛ سهولة التصنيع وصعوبة المراقبة:
تعتبر الأسلحة البيولوجية الأقل تعقيداً من حيث الإنتاج إذا ما قورنت بالأنواع الأخرى لأسلحة الدمار الشامل فكل المعلومات المتعلقة بالإنتاج متوفرة إما في كتب جامعية أو في نشرات علمية أو حتى عبر شبكة الإنترنت، والعديد من التجارب الأساسية يتلقاها طلاب المرحلة الجامعية الأولى خلال دراستهم لتخصصات العلوم الحياتية المختلفة والمتوفرة في معظم بلدان العالم. إضافة إلى سهولة الإنتاج. تعتبر هذه الأسلحة الأقل كُلفةً فبأقل من خمسين ألف دولار يمكن لمجموعة من الهواة أن يمتلكوا سلاحاً بيولوجياً يهددون به دولة عظمى. لهذا السبب يُطلق على الأسلحة البيولوجية قنبلة الفقراء الذرية.
أما بخصوص مراقبة الأسلحة البيولوجية فالأمر في غاية الصعوبة بالمقارنة مع الأسلحة الكيميائية والنووية وذلك للأسباب التالية:
1) التنوع البيولوجي، فهنالك العديد من الكائنات الدقيقة التي تتواجد في الطبيعة منها ما هو معروف ومنها ما يزال مجهولاً.
2) عدم وجود حاجة لإنتاج وتخزين كميات كبيرة إلا عند الحاجة لتصنيع السلاح، ويُكتفى بتخزين كميات صغيرة جداً لا تتعدى بضع أجزاء من مليون من اللتر، أي أقل من قطرة.
3) ما ذكر آنفاً يجعل عملية نقل هذه الأسلحة أمراً في غاية السهولة بشكل لا يمكن ضبطه على النقاط الحدودية مهما كانت دقة التفتيش.
4) التكنولوجيا العلمية والتجهيزات المخبرية المستخدمة في تحضير هذه الأسلحة هي نفسها المستخدمة لأغراض البحث العلمي وهو ما يطلق عليه إمكانية الاستخدام المزدوج.
5) لا يمكن سن قوانين تمنع استخدام هذه الميكروبات الفتاكة على مستوى البحث العلمي، وذلك للحاجة الطبيعية والدائمة إلى تطوير مطاعيم وأدوية لهذه الميكروبات. من هذا المنطلق لا يمكن الحكم على بلد معين بأن لديه برنامج للتسليح البيولوجي لمجرد العثور على مثل هذه الميكروبات. إضافة إلى ذلك فإن المعاهدة الدولية لحظر إنتاج وتطوير وتخزين الأسلحة البيولوجية لعام 1972م تركت مرونة في بعض بنودها لضمان عدم الإضرار بمصالح الدول العظتمى فمثلاً تنص الفقرة الثانية من البند العاشر على "أن تطبيق هذه المعاهدة يجب أن يكون بطريقة تراعي عدم الإضرار بالتقدم التكنولوجي في مجال العلوم البيولوجية عند البلاد الموقعة".
الولايات المتحدة الأميركية والأسلحة البيولوجية:
تعتبر الولايات المتحدة الأميركية دولة ذات سجل مميز في إنتاج الأسلحة البيولوجية واستخدامها الفعلي ضد البشر والدواب والمحاصيل الزراعية إضافة إلى بيع هذه الأسلحة لعملائها في حربهم ضد المعارضين. فقد قامت الولايات المتحدة خلال وبعد الحرب العالمية الثانية باستثمار الكوادر البشرية التي هربت من أوروبا لتطوير برنامجها للتسليح البيولوجي والذي كانت قد بدأته في أوائل الأربعينيات وقام الجيش الأميركي وخلافاً للمعاهدات الدولية باستخدام أسلحة بيولوجية في العديد من حروبه مثل حرب كوريا وحرب فيتنام والعديد من الهجمات الجرثومية السرية ضد كوبا - حتى بعد توقيعها معاهدة 1972م - بهدف شل الطاقة البشرية عن طريق التسبب بأمراض غير قاتلة ولكنها مُقعِدة لليد العاملة أو عن طريق بث ميكروبات مهلكة للمحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الاقتصاد الكوبي، وهذا الأمر أشارت إليه صحيفة الواشنطن بوست خطأً عام 1979.
وفي عام 1981م أوردت وكالة الأنباء الهندية معلومات عن تجارب بالأسلحة الجرثومية أجرتها وحدة من العلماء تابعة للجيش الأميركي بالقرب من مدينة لاهور الباكستانية، والذي يؤكد صحة تلك المعلومات الأنباء بأن المنطقة المذكورة كانت قد شهدت في تلك الفترة عشرات الوفيات في ظروف غامضة.
ويبدو أن هنالك الكثير من الدلائل التي تؤكد استمرار أميركا في استخدام الأسلحة البيولوجية ضد كل من يهدد مصالحها كما حصل في حرب الخليج الثانية، فقد أشارت بعض الدراسات والتي قام بها البروفيسور جارث نيكلسون من جامعة تكساس وزوجته الدكتورة نانسي بأن الولايات المتحدة تخفي استخدامها لميكروبات من نوع الميكوبلازما الذي يحدث أعراض ما أطلق عليه بأعراض حرب الخليج التي ظهرت عند العديد من الجنود الأميركيين، وقد تعرض البروفيسور نيكلسون وزوجته للملاحقة والعديد من العقبات الأكاديمية كعقوبة على محاضراتهم المتكررة حول هذا الموضوع.
الولايات المتحدة وخلافاً لما تدعيه من تمتع مواطنيها بالحرية والحقوق المدنية قامت باستخدام المواطنين الأميركيين دون علمهم كفئران في تجارب على الأسلحة البيولوجية.
الميكروبات التي استخدمت في هذه التجارب معروفة بإحداثها لأعراض طفيفة نسبياً ولم تكن من الأنواع القاتلة أما الهدف من وراء هذه التجارب فكان تقييم الأضرار التي يمكن أن يُحدثها هجوم جرثومي على تجمعات سكانية، وقد اعترف الجيش الأميركي عام 1977م بإجراء 25 تجربة مستهدفاً التجمعات السكانية، والأغرب من ذلك أن قاضي المحكمة الأميركية العليا أنتوني سكاليا أصدر قراراً عام 1985م ينص على أن مساءلة الجيش الأميركي في مثل هذه القضايا يُعيق الأوامر العسكرية مما يضر بالأمن القومي.
أما أشهر تلك التجارب فكانت رش مدينة سان فرانسيسكو ببكتيريا الـ "Serratia marcesens" والتي أدت إلى حالة وفاة وبعض الإصابات وتبين فيما بعد أن معظم السكان قد وصلت البكتيريا إلى أجسامهم، وفي تجربة أخرى قام الجيش الأميركي بنفث دخان كثيف يحتوي على جراثيم غير فتاكة فوق مدينة مينابولس وقد بُلغ السكان وقتها أن هدف هذه التجربة هو فحص قدرة هذا الدخان على تضليل الصواريخ الموجهة بالرادار.
وفي تجربة أجريت عام 1966م أطلق الجيش الأميركي مسحوقاً يحتوي على بكتيريا الـ "Bacillus subtilis" غير الفتاكة في أحد محطات قطار الأنفاق في مدينة نيويورك والتي أثبتت أن آثار البكتيريا قد وصلت إلى جميع المحطات تحت المدينة نتيجة التيارات الهوائية التي تُحدثها القطارات.
الغريب أن كل هذه التجارب لم تُقنع أميركا بأنها الدولة الأكثر حساسية وضعفاً أمام هذه الأسلحة، والأمر اللافت للنظر أن العديد من التقارير حذرت من احتمال تعرض الولايات المتحدة الأميركية لهجمات جرثومية من المواطنين الأميركيين أنفسهم كما حصل مع فني المختبر لاري هاريس من أوهايو والذي قام بشراء كمية من البكتيريا المسببة لمرض الطاعون من شركة بيولوجية أميركية ثم تبيّن فيما بعد انتماؤه لمنظمة إرهابية أميركية.
وفي النهاية:
لابد لنا من نظرة تفحص، ووقفة تأمل نتجرد فيها من الأهواء، ونضع فيها هذه الأسلحة المرعبة، وتاريخها الممتلئ بالظلم، وحصد أرواح الأبرياء على بساط البحث لنرى أن الدول المفسدة، وذات الأطماع المادية، والرغبات الجامحة، وعلى رأسها الدول التي خرجت من رحم الرأسمالية، كانت صاحبة الريادة في استخدام هذه الأسلحة الشريرة لأن غاياتها العليا كانت، وما زالت، قهر الشعوب، واستعباد الأمم، ونهب خيراتهم.
أما الإسلام فقد جاء برسالة مميزة إلى أهل الأرض لتُشركهم فيما فيه المسلمون من نعمة، ولتخرجهم من الظُلمات والعبودية، إلى النور والانعتاق من ظلم البشر، وهذا ما جعل الملايين من شعوب الأرض المختلفة من مشارق الأرض ومغاربها تدخل في دين الله أفواجاً في زمن قياسي، قضت الدول الرأسمالية أضعافه لإرهاب الشعوب، وإجبارهم على العبودية للقيم المادية دون فائدة ترجى، أو نتيجة يُطمأَنُّ لها وصدق الله العظيم إذ يصف حالهم هذا.
{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}.
ويبدو أن الدول الرأسمالية التي قامت على أساس تقديس القيم المادية قد جعلت كل بنائها الحضاري مرهوناً بهذه القيم الواهية، فجاءها التحدي من أصغر العوامل المادية، وأحقرها في نظرهم ليُظهر لهم عجزهم، ووهن بنائهم الحضاري المتهاوي، وها هي عُصيات الجمرة الخبيثة تلقف ما صنعت أميركا من عِصي وحبال... وإذا بالسحر ينقلب على الساحر.
المصدر مجلة الوعي
التعديل الأخير بواسطة المشرف: