اعجبنى هذا المقال كثيرا لتميزه بالحشد والتركيز (ذكر أكبر قدر من الحقائق المثبتة بالمصادر الأصلية بأقل قدر من الكلمات )ونقلته لكم لتعم الفائدة
بقلم د . حاكم المطيري
Ommah [email protected]
هزيمة جيوش الحلفاء في الغرب والشرق سنة 1915م:
وفي هذه الفترة التي بدأت فيها جيوش الخلافة العثمانية تتصدى لجيوش الحملة الصليبية على أراضيها (الجيش الروسي الأرثوذكسي شمالا، والجيش البريطاني البرتستانتي جنوبا، والجيش الفرنسي الكاثوليكي وحلفائه غربا) كانت جيوش الحلفاء تواجه أكبر هزيمة عسكرية في حملة غاليبولي للسيطرة على مضيق البسفور واحتلال اسطنبول، تلك الحملة التي تصدى لها الجيش العثماني ببسالة بهرت قادة جيوش الحلفاء، وأوقعت بقواتهم عشرات الآلاف من الضحايا، وأدت إلى سقوط الحكومة البريطانية في مايو 1915م، وإقالة تشرشل عن القيادة العسكرية وكما يقول فرومكين: (فقد أخفقت الأوساط السياسية البريطانية في استيعاب حقيقة جوهرية، وهي أن قيادة قوات البر والبحر البريطانيين يخسرون الحرب، وأن الحلفاء هم الجانب الخاسر في الحرب الدائرة في الشرق، وأن الجانب الآخر العثماني هو الجانب الرابح، وأن شجاعة وصمود الجنود الاستراليين والنيوزلنديين والبريطانيين والفرنسيين، كانت تماثلها شجاعة وصمود خصومهم العثمانيين)[1].
هزيمة الجيش البريطاني في معركة كوت العمارة:
وفي الوقت الذي استطاع الجيش العثماني هزيمة الحلفاء في الغرب، نجح أيضا في هزيمتهم في الشرق، حيث استطاع في العراق أن يحاصر الجيش البريطاني في كوت العمارة، ذلك الجيش الذي تحرك منذ أن أعلنت بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية في 6/11/1914م نحو البصرة، وقد تراجع أمامه الجيش العثماني، مما دفع البريطانيين للتقدم، حتى حاصرهم الجيش العثماني في العمارة مدة 146 يوما، حاول البريطانيون خلالها فك الحصار عنهم بأي وسيلة، فلم ينجحوا، حيث تم تدمير القوات البريطانية المحاصرة، إلى أن استسلم قائدها دون شرط في شهر إبريل سنة 1915م، وتم اقتياد الجنود الذين أنهكهم الجوع والمرض إلى الأناضول، حيث مات أكثرهم في الطريق، ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى عدد قليل، بعد أن لحق بهم عشرة ألاف إصابة، وثلاث وعشرون ألف إصابة في القوات التي جاءت من أجل إنقاذها، وعلى حد فرومكين (كانت هذه مذلة قومية أخرى حلت ببريطانيا على يد العدو العثماني، الذي كان البريطانيون دائما يعتبرونه عديم الفاعلية، وكان المكتب العربي في القاهرة يعتزم سحقه بواسطة عمل تخريبي داخلي في وقت لاحق من عام 1916) [2].
الإعداد البريطاني للثورة العربية وخيانة الدولة العثمانية:
لقد كانت الاستخبارات البريطانية قبل الحرب العالمية بسنوات طويلة تعد لهذه الثورة التي ستقلب موازين الحرب لصالح بريطانيا على يد العرب، بعد خيانتهم للدولة العثمانية التي كانوا يعملون كموظفين تابعين لها في ولاياتها، وقد رفض الضباط العرب في الجيش العثماني التورط في هذه الخيانة التي تورط فيها بعضهم، فقد ثبت كما يقول فرومكين (أن السكان العرب لم يغيروا ولاءهم، وأن الجنود العرب أظهروا ولاءهم ليس فقط للإسلام، بل للحكومة العثمانية أيضا، وقد جاء في مذكرة أعدتها المخابرات البريطانية على أساس مقابلات مع الضباط العرب الأسرى في معسكرات أسرى الحرب، أن معظم الضباط كانوا في الحقيقة مؤيدين للحكومة العثمانية، وحتى الأقلية منهم التي لم تكن مؤيدة لم تستطع بوازع الضمير أن تقبل القيام بثورة مسلحة والبلاد في مواجهة العدو)[3].
وهذا ما عبر عنه سليمان فيضي للكابتن لورنس العرب في 4/1916م بعد احتلال الجيش البريطاني للبصرة حيث تم استجواب فيضي على يد لورنس الذي سأله:
(أليس الترك أعداءكم؟ ألم يكن مستعبديكم؟ ألم تكونوا تؤلفون الجمعيات السرية للتخلص منهم؟
فرد عليه فيضي - الذي كان سكرتيرا لجمعية الإصلاح التي يرأسها النقيب - فقال: أما الترك فلم يستعبدونا قط، ولم يكن أي فرق بين التركي والعربي سواء من جهة الحقوق أو من جهة الوظائف في الدولة والجيش، فالتركي والعربي متساويان في الدرجات والحقوق والوظائف، وكما أن التركي يكون واليا ومتصرفا كذلك العربي، وكل الوظائف في بلادنا تقريبا بيد أهل البلد، أما تأليفنا الجمعيات السرية وعملنا ضد الأتراك فأسباب ذلك النزاع تنحصر في أمور محددة، ولو لم تحدث الحرب لكانت البلاد العربية قد حصلت على أكثر مطالبها)[4].
الخطط البريطانية لصناعة الزعامات العربية:
لقد طلب لورنس من فيضي أن يقوم بتدبير أمر الثورة ضد العثمانيين في المناطق التي ما زالت تحت حكمهم، ووعده بجعل أموال البنك تحت تصرفه، وكذا كل ما يحتاجه من السلاح من أجل الثورة، وعندما اعتذر فيضي عن ذلك محتجا بأنه لا نفوذ له ولا عشيرة يستطيع تحريكها أجابه لورنس العرب بقوله: (إن المال الذي سأجعله تحت أمرك هو الذي يجعل الناس يلتفون حولك من كل جانب، فإذا نصبت لك خياما عديدة في جهة من البر، وعينت لك عددا كبيرا من الحراس والخدم، وهيأت الزاد، وبذلت الأموال والهدايا والعطايا أصبحت رئيسا مطاعا، وأقبل الناس إليك أفواجا، وجمعت لك في مدة وجيزة جيشا عظيما لا يقاوم، ولا أهمية لما تذكره من تألم الشعب فإنه وقتي!) [5].
وهذا يفسر كيف ظهرت فجأة زعامات في الخليج والجزيرة العربية في مطلع القرن العشرين، لتشكل تحالفات قبائلية كبرى، وتقود جيوشا عشائرية جرارة لا يستطيع أحد جمعها إلا الذهب البريطاني والتخطيط البريطاني والسلاح البريطاني، وهو ما نشاهد مثله اليوم في أفغانستان والعراق!
لقد وجدت بريطانيا ضالتها ليس في الضباط العرب في الجيش العثماني، والذي يشكل العرب فيه نسبة كبيرة جدا، ولا في قادة الأحزاب والمنظمات العربية السرية، ولا في الزعماء السياسيين في المدن والأمصار، بل في الصحراء العربية في الحجاز ونجد والخليج!
التخطيط البريطاني للقضاء على قبيلة العجمان في الأحساء:
وبعد معركة جراب وانتصار ابن رشيد على ابن سعود المدعوم بريطانيا، نجحت الدولة العثمانية في تشكيل تحالف بين ابن رشيد وقبيلة العجمان القوية بقيادة ابن حثلين - التي يمتد نفوذها من الإحساء جنوبا إلى مدينة الكويت شمالا - لتستطيع بذلك تحييد ابن سعود وشل حركته، حتى يستطيع ابن رشيد تقديم الدعم للدولة العثمانية في حربها الدائرة في العراق مع البريطانيين هناك، وقد قدمت الدولة العثمانية دعما ماليا للعجمان مقابل صمودهم.
وبعد توقيع بريطانيا معاهدة دارين مع ابن سعود في شهر 4 سنة 1915م خططت بريطانيا لضرب العجمان أعداء ابن سعود في الإحساء فقد (استفاد ابن سعود فائدة كبيرة من توقيع معاهدة القطيف في إمداد بريطانيا له بالسلاح الذي كان في حاجة ملحة إليه لمقاتلة العجمان حلفاء آل رشيد، هذا بالإضافة للمساعدات النقدية، والمساعدات العينية، كما سهلت له بريطانيا استيراد الذخيرة لحسابه الخاص من البحرين، حتى يستطيع أن يفي باحتياجات الحملة التي وجهها ضد قبائل العجمان) [6].
وقد أرسل الوكيل السياسي في الكويت وليم كراي – وكان وكيلا من 1915-1917 - رسالة إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي يؤكد له دعم ابن رشيد للعجمان، ودعم العثمانيين له، وقد دعمت بريطانيا ابن سعود من أجل القضاء على العجمان - كما يقول فيلبي - بعشرين ألف جنيه، وألف بندقية، ومهد له الوكيل السياسي في البحرين السبيل لاستيراد الذخيرة والمعدات الحربية لدحر العجمان[7].
وقد قامت بريطانيا بالتنسيق بين مبارك الصباح وابن سعود، للقضاء على خطر العجمان جنوبا وكسر شوكتهم، ليتمكن ابن سعود بعد ذلك من الهجوم على حائل شمالا، واتفق ابن سعود ومبارك على تحريك قوات مشتركة لتنفيذ الهجوم المرسوم، ووصل ابن سعود إلى الإحساء في شهر 6 سنة 1915م، قبل أن تصله قوات الكويت بقيادة سالم بن مبارك، وهجم ابن سعود على العجمان في معركة (كنزان)، غير أنهم نجحوا في هزيمته وقتل أخيه سعد بن عبد الرحمن، فانسحب ابن سعود إلى الهفوف حيث أرسلت إليه الحكومة البريطانية الأسلحة والذخيرة من البحرين على الفور، كما جاء في برقية الوكيل السياسي في البحرين إلى المقيم السياسي في الخليج العربي بتاريخ 6/8/1915م[8].
وقد بلغ عدد قوات ابن سعود أربعة آلاف مقاتل، وقد تعرضت لهزيمة شنيعة على يد العجمان، وتكبدت خسائر فادحة في المعركة.[9]
وبعد وصول المدد العسكري البريطاني من البحرين، ووصول جيش سالم الصباح إلى الإحساء، واتباع الخطة العسكرية - التي أيدها الوكيل السياسي البريطاني في الكويت الذي رسمها ابتداء وأمر مبارك بها - نجح ابن سعود وسالم في هزيمة العجمان في شهر اكتوبر 10سنة 1915م بعد أن تم محاصرتهم من ثلاث جهات، مما اضطرهم للرحيل شمالا نحو الكويت، حيث استقبل مبارك الصباح شيوخ العجمان استقبلا لائقا بعد أن شرط عليهم لزوم الهدوء.[10]
وقد كانت الخطة البريطانية تهدف إلى فتح الطريق للعجمان لإخلاء الإحساء منهم، حتى يتفرغ ابن سعود للمهمة التي ستوكل إليه بعد ذلك للهجوم على حائل، وقد كان مبارك يسير على هدي ما يشير به عليه الوكيل السياسي في الكويت، والذي كان قد وضع خطة مبارك في الهجوم على العجمان من ثلاث جهات، فلما تحقق لبريطانيا ما تريد من إخراج العجمان من الإحساء، وكسر شوكتهم، أرادت أن تحاصرهم في منطقة محددة ليكونوا تحت المراقبة، وهو ما نفذه مبارك، غير إن ابن سعود لم يرض من مبارك أن يقوم بحماية أعدائه العجمان، ولهذا أرسل ابن سعود إليه رسالة جاء فيها إنني لم أحارب العجمان إلا إكراما لك).[11]
وهو ما يؤكد أن حرب العجمان في الإحساء كانت بإيعاز من مبارك، الذي كان يتحرك ضمن المشروع البريطاني المحكم، والذي نجحت بريطانيا في توظيف الجميع من أجل إنجاحه وتحقيقه، وقد دفعت القبائل ثمن هذا المشروع فادحا من خلال ما تعرضت له من تهجير وقتل وتشريد من أراضيها بشكل جماعي، ومحاصرتها في مناطق معزولة كإقامة جبرية، وهو شبيه تماما لما تعرض له الهنود الحمر على يد الأنجلو سكسون[12]!
وقد توفي مبارك بعد ذلك في شهر نوفمبر 11 سنة 1915م، بعد أن قام بتنفيذ كل ما يشير به عليه الوكيل السياسي البريطاني في الكويت مدة عقد كامل، وكانت قد تعهدت له بريطانيا مقابل وقوفه مع الحلفاء (أن تضمن الحكومة البريطانية في كل الأزمان بقاء الشيخ مبارك وورثته وخلفاءه شيوخا على الكويت، ومنذ اللحظة التي احتلت فيها القوات البريطانية العراق ظلت الحكومة البريطانية محافظة على تعهداتها والتزاماتها تجاه شيخ الكويت).[13]
وهي التعهدات نفسها التي تعهدت بها بريطانيا لحلفائها في المنطقة، ومازالت شعوب الخليج العربي تدفع ثمنها غاليا إلى اليوم بمصادرة حقها الطبيعي كبقية شعوب العالم في اختيار حكوماتها، ومازال الاستعمار وفيا بالتزاماته لها، وما زالت هي وفية بالتزامها تجاه مشروعه الاستعماري الصليبي في المنطقة على حساب حرية شعوبها وسيادتها واستقلالها!
وقد كانت بريطانيا حين وفاة مبارك قد وطدت علاقتها بابن سعود، ووقعت معه معاهدة حماية في 4 ديسمبر 1915م، أي بعد وفاة مبارك بشهر واحد، إذ سيحل ابن سعود محل مبارك الصباح في استكمال تنفيذ المشروع البريطاني في المنطقة.
وفي 22/ 12/ 1915م أمرت بريطانيا جابر المبارك بترحيل العجمان من الكويت، وأمرته بمنعهم من التزود بالمؤن من سوقها، وحاصرتهم شمالا في صفوان جنوب الزبير وفرضت عليهم إقامة جبرية في هذه المنطقة، لمراقبتهم حتى لا يقدموا الدعم لحائل أو للسعدون حليفي الدولة العثمانية، وقد ذهب قسم من العجمان للسعدون، وقسم آخر لحائل، وقد نجحت بريطانيا بعد ضغطها على العجمان ومحاصرتهم، وقطع الإمدادات عنهم، في الحصول منهم على تعهد بلزوم الهدوء[14].
وقد بعثت بريطانيا الكولونيل هاملتون الوكيل السياسي لحكومة الهند البريطانية في الكويت إلى الرياض في آخر سنة 1917م وقضى مدة ثلاثة أسابيع في الرياض، وكان هدف بعثته تشجيع ابن سعود على مهاجمة حايل، ومحاصرة الحاميات العثمانية فيما وراء حدود العراق الغربية، وفرض الحصار على طرق الإمداد عبر الصحراء بين دمشق والأتراك، ووضع سياسة سلمية بين ابن سعود والعجمان يرضى بها الطرفان[15].
وقد أثار هاملتون مع ابن سعود المشكلات التي تخص عددا من القبائل في المنطقة كالعجمان والعوازم ومطير، خاصة مشكلة مغادرة مطير والعوازم الكويت وتوجههم للإحساء، وقد عرض ابن سعود على هاملتون أن يرد مطير والعوازم إلى الكويت، بشرط أن تطرد الكويت شيخ العجمان ابن حثلين، وأن يقطع ابن حثلين اتصالاته مع ابن رشيد، ووافق هاملتون على هذه الشروط[16].
وقد كتب هاملتون باقتراحاته لحكومته وتضمنت:
1- رغبة ابن سعود في معاملة بريطانيا له كمعاملتها للشريف حسين.
2- رغبته باعتراف بريطانيا بمركزه في نجد، وأن يحظى من بريطانيا بلقب(جلالة حاكم نجد).
3- كما يرغب بأن تخضع وتدين له جميع القبائل العربية في وسط الجزيرة العربية وتشمل عنزة ومطير وعتيبة وبني هاجر والدواسر والمناصير وبني عبد الله من مطير والعجمان والظفير وشمر، وأن تصبح هذه القبائل تحت سيادته، وأن يحصل على تفويض من بريطانيا عن طريق المقيم البريطاني في الخليج العربي يعترف بموجبه بتبعية هذه القبائل لسلطته.
4- يتعهد ابن سعود مقابل ذلك بعدم الدخول في علاقات مع أي دولة غير بريطانيا، كما يمتنع عن التعرض للقبائل العربية أو القوى الحليفة لبريطانيا.[17]
وهذا ما تحقق فعلا حيث تم إخضاع قبائل المنطقة الرئيسية العصية لسيطرة ابن سعود من خلال الدعم المالي والعسكري التي قدمته بريطانيا له مقابل تنفيذ مشروعها الاستعماري للمنطقة، واضطرت القبائل الرئيسة في نجد والإحساء، والتي كانت تستلم مخصصاتها من خزينة الدولة العثمانية، إلى الخضوع والتبعية لبريطانيا، بعد سيطرتها على المنطقة!
المحمية البريطانية لقبيلة العجمان جنوب الزبير :
كما قامت بريطانيا بعد وفاة جابر وتولي سالم الصباح للحكم سنة 1917 والذي كان يميل إلى دعم العجمان والسماح لهم بدخول الكويت (بعقد تسوية مع كل من ابن سعود وسالم الصباح وشيوخ العجمان في 4 مارس 1918م تم الاتفاق بموجبها على أنه بموجب إرادة صديق بريطانيا ابن سعود، وبعد توسط الشيخ سالم للعجمان الذين هم تحت رعايته الآن، فقد وافقت الحكومة البريطانية أن تجعل قبائل العجمان تحت حمايتها لمدة عام من نهاية الحرب، شريطة انتقالهم إلى مكان آخر تحميهم فيه جنود بريطانية، وتوافق عليه بريطانيا، وألا يدخلوا الكويت إلا بتصريح من المندوب البريطاني في العراق وبعد موافقة مسبقة من شيخها، وأن تعتبر مقاطعات الكويت خارجة عن حدود القبيلة، وأنه بعد توقيع هذه الاتفاقية من قبل شيوخ العجمان ينقلون إلى الزبير إلى حين تحديد مكان آخر لاستقرارهم فيه، وأن هذه القيود لا تفرض على أفراد العجمان الذين يعيشون في الكويت والذين يشتغلون في صيد اللؤلؤ وفي حياتهم العامة، وإنما تفرض على الشيخ ابن حثلين وأتباعه من الشيوخ البارزين)[18].
وكان الهدف من فرض الحصار عليهم حتى يستطيع ابن سعود التقدم شمالا ليحتل حائل عدوة بريطانيا التي ما تزال المدينة الرئيسية الوحيدة في نجد في هذه الفترة التي ترفض التعاون مع بريطانيا ضد الخلافة العثمانية، ولم يستطع ابن سعود الهجوم عليها بعد أن أمره البريطانيون بذلك، بسبب وجود العجمان في جانبه الجنوبي والشرقي، مما حدا ببريطانيا لطردهم ومحاصرتهم شمال الكويت في أبعد نقطة عن ابن سعود، ليتفرغ للمهمة التي أوكلته بالقيام بها.
وقد كان السبب في ترحيل العجمان من الكويت إلى صفوان، هو ما وصل بريطانيا من معلومات بأن جابر المبارك - للتأثير الديني عليه - كان يميل قلبيا مع الدولة العثمانية وحليفها ابن رشيد، وكانت صلته به قوية، وسعى للإصلاح فيما بينه وبين ابن رشيد، الذي وصل بقواته، حتى نزل على الجهراء، وأرسل رسالة يطمئن الكويت فيها إلى حسن نواياه، حيث لم يعد أمامه طريقا للتموين إلا ميناء الكويت، بعد أن أصبحت البصرة والزبير تحت الاحتلال البريطاني، وهو ما عرض حائل للخطر بقطع طرق التجارة عنها ومحاصرتها، وقد علمت بريطانيا بهذه الحركة، فأرسلت برسالة لجابر، نصت على أنه لا يحق له بموجب المعاهدة أن يدخل في أي علاقة ودية مع ابن رشيد، قبل قيامه بالتشاور الكامل مع السلطات البريطانية، وقد اعتذر جابر لها بأنه كان يحاول إقناع ابن رشيد بالتحالف مع بريطانيا، غير أن بريطانيا ظلت تشك في موقفه، وأرسلت له رسالة تهديد وتحذير شديد اللهجة، أعلن جابر بعدها خضوعه المطلق لبريطانيا، ورغبته في تنفيذ رغباتها، وقد أمرته بمنع قوافل التجارة المتجهة لحائل ومصادرتها، فنفذ الأمر[19].
وبعد أن حكم سالم الصباح بعد أخيه جابر الذي لم يعش طويلا تعاطف سالم مع العجمان لميوله الدينية مع الدولة العثمانية، وأخذ يدعمهم ضد ابن سعود سرا، إلى أن توسط كوكس بينهما على أن يكف ابن سعود عن تهديد الكويت شريطة أن يقوم سالم بطرد العجمان إذا لجأوا إليه بعد هجوم ابن سعود عليهم (والواقع أن شيخ لكويت كان يود توسيع إمارته على حساب مناطق العجمان في الجنوب فساعدهم على الثورة على ابن سعود بتوزيع الأسلحة عليهم مما جعل مركز ابن سعود حرجا من كل جانب)[20].
ويلاحظ أن جابر المبارك وبعده سالم المبارك لم يحكما طويلا، وكلاهما لم يكن مخلصا لبريطانيا، وكلاهما توفي في ظروف غامضة!
وقد ألح ابن سعود في طلب مقابلة مع كوكس وتمت في العقير في شهر 11 سنة 1916م، حيث أوضح ابن سعود لكوكس سبب فشله في تنفيذ ما طلب منه بشن هجوم على حايل شمالا، وأن ذلك يعود لحروبه مع العجمان وآل مرة، وأنه لا يستطيع مواصلة الحرب في جبهتين في آن واحد، وقد عنى اجتماع العقير هذا ببحث الطرق ولوسائل التي تمكن ابن سعود من تجهيز حملة عسكرية قوية ضد ابن رشيد[21].
غير أنه(لم تمض مدة طويلة على استقرار العجمان في شمال الكويت حتى حدثت بينهم وبين قبيلة مطير وقبيلة الهواجر عدة اشتباكات، كما هاجموا بعض القوافل النجدية، وعندما أبدى ابن سعود استياءه من ذلك، وجهت الحكومة البريطانية تحذيرات إلى شيوخ العجمان وتركهم لانتقام ابن سعود، وفي الوقت نفسه أبلغت السلطات البريطانية ابن سعود أن في إمكانه اتخاذ ما يراه مناسبا لتأديب العجمان، ونتيجة لذلك سنحت الفرصة لابن سعود لتوجيه غزوة ضد العجمان انتهت باستسلامهم وخضوعهم له في عام 1919، حيث اعترفوا به إماما عليهم، وانخرطوا في صفوف الأخوان التي لم يكونوا قد انضموا إليها بعد لأنهم كانوا يتوجسون من نوايا ابن سعود الرامية إلى إضعافهم) [22].
ولم يقتصر ابن سعود على ذلك بل (لجأ إلى تطبيق سياسة الحصار التجاري بعد مؤتمر العقير، وهو المؤتمر الذي خرج منه غانما الكثير من قبائل الكويت وأراضيها، ولذلك أدرك أن كثيرا من القبائل التي انتقلت تبعيتها إليه كالعوازم والعجمان ومطير لها علاقات وثيقة بالكويت، وكان من الطبيعي إذا ما حدث اتصال تجاري أن تعود الاتصالات بين هذه القبائل وبين الأقسام التي استمرت تحت تبعية الكويت، إذ أن النجديين كانوا لا يكتفون فقط بالمسابلة - أي المتاجرة - وإنما كانت تتم مصاهرات بينهم وبين قبائل الكويت، ولما كان ابن سعود يخشى من وجود هذه العلاقة فقد تشدد في فرض الحصار التجاري، لأن ذلك من شأنه أن يقف حائلا أمام اتصالات قبائله بقبائل الكويت التي هي في حقيقة الأمر جزء منها)[23].
وهكذا دفع شعب الخليج والجزيرة والقبائل الرئيسة في المنطقة ثمن المخطط البريطاني الخطير، الذي جزأ الشعب والقبيلة الواحدة، بين حلفاء بريطانيا الجدد، يتقاسمون عشائرها وأراضيها، التي طالما عاشت عليها حرة عزيزة موحدة، ولتحاصرها بريطانيا في كانتونات جديدة، ولتقسم أراضها التي عاشت عليها قرونا طويلة لصالح دويلات الطوائف الجديدة التي لم يكن لها أي وزن أو وجود قبل تحالفها مع الاستعمار البريطاني الذي كافأها على ذلك بترويض القبائل لها، وإحكام السيطرة عليها، ومد نفوذها إلى داخل الصحراء من خلال سلاح البحرية والطيران البريطاني، لا لتصبح جزءا منها له كامل الحقوق على الأرض التي كانت في الأصل لها، بل لتتحول إلى فئات دخيلة على أراضيها، خاضعة لسيطرة الأسر التي ضمنت بريطانيا لها الحكم بشكل وراثي نهائي، واعترفت لها بالأرض والسلطة والثروة وحق منح امتياز النفط، قبل أن تصبح دولا، وقبل أن يكون لها شعب، لتبدأ أزمة الهوية في الخليج والجزيرة العربية، ولتدفع شعوب المنطقة ضريبة الاحتلال البريطاني، وضريبة قيام دويلات الطوائف، وإقطاعيات الأسر الحليفة له، وضريبة سقوط الدولة العثمانية الموحدة لكل مدنها وقبائلها مدة خمسمائة عام، بل وسقوط الدولة الإسلامية الموحدة تحت ظل الخلافة منذ ظهور الإسلام إلى سقوطها في الحرب العالمية الصليبية الثامنة على العالم الإسلامي!
وما زلنا مع (الحرية وأزمة الهوية في الخليج والجزيرة العربية) فللحديث بقية!
[1] ولادة الشرق 181.
[2] ولادة الشرق 228 .
[3] ولادة الشرق 233 .
[4] مذكرات سليمان فيضي 233 .
[5] مذكرات سليمان فيضي 229 .
[6] تاريخ الخليج لزكريا 3/35 .
[7] تاريخ نجد لجون فيلبي ص 318، وعبد العزيز وبريطانيا ص 185 .
[8] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 172-173 .
[9] عبد العزيز وبريطانيا 184 نقلا عن الوثائق البريطانية.
[10] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 174-176 ، وكان هذا بإيعاز بريطاني لتحييد العجمان وفرض إقامة جبرية عليهم بعيدا عن خطوط المواجهة بين حلفائها وابن رشيد.
[11] تاريخ الكويت لخزعل 2/219 .
[12] وما زال بعض كبار السن من الرجال والنساء من القبائل يروون قصصا مروعة لما تعرضوا له على يد حلفاء بريطانيا وطيرانها من حروب وقتل وتشريد أصبح أكثره طي النسيان إلا أن التاريخ لا ينسى!
[13] الكويت وجاراتها 1/145 .
[14] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 185، وتاريخ الخليج لزكريا 3/56.
[15] عبد العزيز وبريطانيا ص 105 ، نقلا عن (يوميات هاملتون).
[16] عبد العزيز وبريطانيا ص 105، وتاريخ العلاقات البريطانية الكويتية للخترش ص93.
[17] عبد العزيز وبريطانيا ص 106 نقلا من مذكرات هاملتون، وقد نجحت بريطانيا في تنفيذ ما أراده ابن سعود وأخضعت له كل القبائل في نجد والإحساء بدعم مالي وعسكري ولوجستي.
[18] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/58 .
[19] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد 192-195، وتاريخ الكويت للرشيد 231.
[20] تاريخ الخليج العربي 3/35 .
[21] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/37 .
[22] تاريخ الخليج العربي 3/59 .
[23] تاريخ الخليج العربي 3/106 .
بقلم د . حاكم المطيري
Ommah [email protected]
هزيمة جيوش الحلفاء في الغرب والشرق سنة 1915م:
وفي هذه الفترة التي بدأت فيها جيوش الخلافة العثمانية تتصدى لجيوش الحملة الصليبية على أراضيها (الجيش الروسي الأرثوذكسي شمالا، والجيش البريطاني البرتستانتي جنوبا، والجيش الفرنسي الكاثوليكي وحلفائه غربا) كانت جيوش الحلفاء تواجه أكبر هزيمة عسكرية في حملة غاليبولي للسيطرة على مضيق البسفور واحتلال اسطنبول، تلك الحملة التي تصدى لها الجيش العثماني ببسالة بهرت قادة جيوش الحلفاء، وأوقعت بقواتهم عشرات الآلاف من الضحايا، وأدت إلى سقوط الحكومة البريطانية في مايو 1915م، وإقالة تشرشل عن القيادة العسكرية وكما يقول فرومكين: (فقد أخفقت الأوساط السياسية البريطانية في استيعاب حقيقة جوهرية، وهي أن قيادة قوات البر والبحر البريطانيين يخسرون الحرب، وأن الحلفاء هم الجانب الخاسر في الحرب الدائرة في الشرق، وأن الجانب الآخر العثماني هو الجانب الرابح، وأن شجاعة وصمود الجنود الاستراليين والنيوزلنديين والبريطانيين والفرنسيين، كانت تماثلها شجاعة وصمود خصومهم العثمانيين)[1].
هزيمة الجيش البريطاني في معركة كوت العمارة:
وفي الوقت الذي استطاع الجيش العثماني هزيمة الحلفاء في الغرب، نجح أيضا في هزيمتهم في الشرق، حيث استطاع في العراق أن يحاصر الجيش البريطاني في كوت العمارة، ذلك الجيش الذي تحرك منذ أن أعلنت بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية في 6/11/1914م نحو البصرة، وقد تراجع أمامه الجيش العثماني، مما دفع البريطانيين للتقدم، حتى حاصرهم الجيش العثماني في العمارة مدة 146 يوما، حاول البريطانيون خلالها فك الحصار عنهم بأي وسيلة، فلم ينجحوا، حيث تم تدمير القوات البريطانية المحاصرة، إلى أن استسلم قائدها دون شرط في شهر إبريل سنة 1915م، وتم اقتياد الجنود الذين أنهكهم الجوع والمرض إلى الأناضول، حيث مات أكثرهم في الطريق، ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى عدد قليل، بعد أن لحق بهم عشرة ألاف إصابة، وثلاث وعشرون ألف إصابة في القوات التي جاءت من أجل إنقاذها، وعلى حد فرومكين (كانت هذه مذلة قومية أخرى حلت ببريطانيا على يد العدو العثماني، الذي كان البريطانيون دائما يعتبرونه عديم الفاعلية، وكان المكتب العربي في القاهرة يعتزم سحقه بواسطة عمل تخريبي داخلي في وقت لاحق من عام 1916) [2].
الإعداد البريطاني للثورة العربية وخيانة الدولة العثمانية:
لقد كانت الاستخبارات البريطانية قبل الحرب العالمية بسنوات طويلة تعد لهذه الثورة التي ستقلب موازين الحرب لصالح بريطانيا على يد العرب، بعد خيانتهم للدولة العثمانية التي كانوا يعملون كموظفين تابعين لها في ولاياتها، وقد رفض الضباط العرب في الجيش العثماني التورط في هذه الخيانة التي تورط فيها بعضهم، فقد ثبت كما يقول فرومكين (أن السكان العرب لم يغيروا ولاءهم، وأن الجنود العرب أظهروا ولاءهم ليس فقط للإسلام، بل للحكومة العثمانية أيضا، وقد جاء في مذكرة أعدتها المخابرات البريطانية على أساس مقابلات مع الضباط العرب الأسرى في معسكرات أسرى الحرب، أن معظم الضباط كانوا في الحقيقة مؤيدين للحكومة العثمانية، وحتى الأقلية منهم التي لم تكن مؤيدة لم تستطع بوازع الضمير أن تقبل القيام بثورة مسلحة والبلاد في مواجهة العدو)[3].
وهذا ما عبر عنه سليمان فيضي للكابتن لورنس العرب في 4/1916م بعد احتلال الجيش البريطاني للبصرة حيث تم استجواب فيضي على يد لورنس الذي سأله:
(أليس الترك أعداءكم؟ ألم يكن مستعبديكم؟ ألم تكونوا تؤلفون الجمعيات السرية للتخلص منهم؟
فرد عليه فيضي - الذي كان سكرتيرا لجمعية الإصلاح التي يرأسها النقيب - فقال: أما الترك فلم يستعبدونا قط، ولم يكن أي فرق بين التركي والعربي سواء من جهة الحقوق أو من جهة الوظائف في الدولة والجيش، فالتركي والعربي متساويان في الدرجات والحقوق والوظائف، وكما أن التركي يكون واليا ومتصرفا كذلك العربي، وكل الوظائف في بلادنا تقريبا بيد أهل البلد، أما تأليفنا الجمعيات السرية وعملنا ضد الأتراك فأسباب ذلك النزاع تنحصر في أمور محددة، ولو لم تحدث الحرب لكانت البلاد العربية قد حصلت على أكثر مطالبها)[4].
الخطط البريطانية لصناعة الزعامات العربية:
لقد طلب لورنس من فيضي أن يقوم بتدبير أمر الثورة ضد العثمانيين في المناطق التي ما زالت تحت حكمهم، ووعده بجعل أموال البنك تحت تصرفه، وكذا كل ما يحتاجه من السلاح من أجل الثورة، وعندما اعتذر فيضي عن ذلك محتجا بأنه لا نفوذ له ولا عشيرة يستطيع تحريكها أجابه لورنس العرب بقوله: (إن المال الذي سأجعله تحت أمرك هو الذي يجعل الناس يلتفون حولك من كل جانب، فإذا نصبت لك خياما عديدة في جهة من البر، وعينت لك عددا كبيرا من الحراس والخدم، وهيأت الزاد، وبذلت الأموال والهدايا والعطايا أصبحت رئيسا مطاعا، وأقبل الناس إليك أفواجا، وجمعت لك في مدة وجيزة جيشا عظيما لا يقاوم، ولا أهمية لما تذكره من تألم الشعب فإنه وقتي!) [5].
وهذا يفسر كيف ظهرت فجأة زعامات في الخليج والجزيرة العربية في مطلع القرن العشرين، لتشكل تحالفات قبائلية كبرى، وتقود جيوشا عشائرية جرارة لا يستطيع أحد جمعها إلا الذهب البريطاني والتخطيط البريطاني والسلاح البريطاني، وهو ما نشاهد مثله اليوم في أفغانستان والعراق!
لقد وجدت بريطانيا ضالتها ليس في الضباط العرب في الجيش العثماني، والذي يشكل العرب فيه نسبة كبيرة جدا، ولا في قادة الأحزاب والمنظمات العربية السرية، ولا في الزعماء السياسيين في المدن والأمصار، بل في الصحراء العربية في الحجاز ونجد والخليج!
التخطيط البريطاني للقضاء على قبيلة العجمان في الأحساء:
وبعد معركة جراب وانتصار ابن رشيد على ابن سعود المدعوم بريطانيا، نجحت الدولة العثمانية في تشكيل تحالف بين ابن رشيد وقبيلة العجمان القوية بقيادة ابن حثلين - التي يمتد نفوذها من الإحساء جنوبا إلى مدينة الكويت شمالا - لتستطيع بذلك تحييد ابن سعود وشل حركته، حتى يستطيع ابن رشيد تقديم الدعم للدولة العثمانية في حربها الدائرة في العراق مع البريطانيين هناك، وقد قدمت الدولة العثمانية دعما ماليا للعجمان مقابل صمودهم.
وبعد توقيع بريطانيا معاهدة دارين مع ابن سعود في شهر 4 سنة 1915م خططت بريطانيا لضرب العجمان أعداء ابن سعود في الإحساء فقد (استفاد ابن سعود فائدة كبيرة من توقيع معاهدة القطيف في إمداد بريطانيا له بالسلاح الذي كان في حاجة ملحة إليه لمقاتلة العجمان حلفاء آل رشيد، هذا بالإضافة للمساعدات النقدية، والمساعدات العينية، كما سهلت له بريطانيا استيراد الذخيرة لحسابه الخاص من البحرين، حتى يستطيع أن يفي باحتياجات الحملة التي وجهها ضد قبائل العجمان) [6].
وقد أرسل الوكيل السياسي في الكويت وليم كراي – وكان وكيلا من 1915-1917 - رسالة إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي يؤكد له دعم ابن رشيد للعجمان، ودعم العثمانيين له، وقد دعمت بريطانيا ابن سعود من أجل القضاء على العجمان - كما يقول فيلبي - بعشرين ألف جنيه، وألف بندقية، ومهد له الوكيل السياسي في البحرين السبيل لاستيراد الذخيرة والمعدات الحربية لدحر العجمان[7].
وقد قامت بريطانيا بالتنسيق بين مبارك الصباح وابن سعود، للقضاء على خطر العجمان جنوبا وكسر شوكتهم، ليتمكن ابن سعود بعد ذلك من الهجوم على حائل شمالا، واتفق ابن سعود ومبارك على تحريك قوات مشتركة لتنفيذ الهجوم المرسوم، ووصل ابن سعود إلى الإحساء في شهر 6 سنة 1915م، قبل أن تصله قوات الكويت بقيادة سالم بن مبارك، وهجم ابن سعود على العجمان في معركة (كنزان)، غير أنهم نجحوا في هزيمته وقتل أخيه سعد بن عبد الرحمن، فانسحب ابن سعود إلى الهفوف حيث أرسلت إليه الحكومة البريطانية الأسلحة والذخيرة من البحرين على الفور، كما جاء في برقية الوكيل السياسي في البحرين إلى المقيم السياسي في الخليج العربي بتاريخ 6/8/1915م[8].
وقد بلغ عدد قوات ابن سعود أربعة آلاف مقاتل، وقد تعرضت لهزيمة شنيعة على يد العجمان، وتكبدت خسائر فادحة في المعركة.[9]
وبعد وصول المدد العسكري البريطاني من البحرين، ووصول جيش سالم الصباح إلى الإحساء، واتباع الخطة العسكرية - التي أيدها الوكيل السياسي البريطاني في الكويت الذي رسمها ابتداء وأمر مبارك بها - نجح ابن سعود وسالم في هزيمة العجمان في شهر اكتوبر 10سنة 1915م بعد أن تم محاصرتهم من ثلاث جهات، مما اضطرهم للرحيل شمالا نحو الكويت، حيث استقبل مبارك الصباح شيوخ العجمان استقبلا لائقا بعد أن شرط عليهم لزوم الهدوء.[10]
وقد كانت الخطة البريطانية تهدف إلى فتح الطريق للعجمان لإخلاء الإحساء منهم، حتى يتفرغ ابن سعود للمهمة التي ستوكل إليه بعد ذلك للهجوم على حائل، وقد كان مبارك يسير على هدي ما يشير به عليه الوكيل السياسي في الكويت، والذي كان قد وضع خطة مبارك في الهجوم على العجمان من ثلاث جهات، فلما تحقق لبريطانيا ما تريد من إخراج العجمان من الإحساء، وكسر شوكتهم، أرادت أن تحاصرهم في منطقة محددة ليكونوا تحت المراقبة، وهو ما نفذه مبارك، غير إن ابن سعود لم يرض من مبارك أن يقوم بحماية أعدائه العجمان، ولهذا أرسل ابن سعود إليه رسالة جاء فيها إنني لم أحارب العجمان إلا إكراما لك).[11]
وهو ما يؤكد أن حرب العجمان في الإحساء كانت بإيعاز من مبارك، الذي كان يتحرك ضمن المشروع البريطاني المحكم، والذي نجحت بريطانيا في توظيف الجميع من أجل إنجاحه وتحقيقه، وقد دفعت القبائل ثمن هذا المشروع فادحا من خلال ما تعرضت له من تهجير وقتل وتشريد من أراضيها بشكل جماعي، ومحاصرتها في مناطق معزولة كإقامة جبرية، وهو شبيه تماما لما تعرض له الهنود الحمر على يد الأنجلو سكسون[12]!
وقد توفي مبارك بعد ذلك في شهر نوفمبر 11 سنة 1915م، بعد أن قام بتنفيذ كل ما يشير به عليه الوكيل السياسي البريطاني في الكويت مدة عقد كامل، وكانت قد تعهدت له بريطانيا مقابل وقوفه مع الحلفاء (أن تضمن الحكومة البريطانية في كل الأزمان بقاء الشيخ مبارك وورثته وخلفاءه شيوخا على الكويت، ومنذ اللحظة التي احتلت فيها القوات البريطانية العراق ظلت الحكومة البريطانية محافظة على تعهداتها والتزاماتها تجاه شيخ الكويت).[13]
وهي التعهدات نفسها التي تعهدت بها بريطانيا لحلفائها في المنطقة، ومازالت شعوب الخليج العربي تدفع ثمنها غاليا إلى اليوم بمصادرة حقها الطبيعي كبقية شعوب العالم في اختيار حكوماتها، ومازال الاستعمار وفيا بالتزاماته لها، وما زالت هي وفية بالتزامها تجاه مشروعه الاستعماري الصليبي في المنطقة على حساب حرية شعوبها وسيادتها واستقلالها!
وقد كانت بريطانيا حين وفاة مبارك قد وطدت علاقتها بابن سعود، ووقعت معه معاهدة حماية في 4 ديسمبر 1915م، أي بعد وفاة مبارك بشهر واحد، إذ سيحل ابن سعود محل مبارك الصباح في استكمال تنفيذ المشروع البريطاني في المنطقة.
وفي 22/ 12/ 1915م أمرت بريطانيا جابر المبارك بترحيل العجمان من الكويت، وأمرته بمنعهم من التزود بالمؤن من سوقها، وحاصرتهم شمالا في صفوان جنوب الزبير وفرضت عليهم إقامة جبرية في هذه المنطقة، لمراقبتهم حتى لا يقدموا الدعم لحائل أو للسعدون حليفي الدولة العثمانية، وقد ذهب قسم من العجمان للسعدون، وقسم آخر لحائل، وقد نجحت بريطانيا بعد ضغطها على العجمان ومحاصرتهم، وقطع الإمدادات عنهم، في الحصول منهم على تعهد بلزوم الهدوء[14].
وقد بعثت بريطانيا الكولونيل هاملتون الوكيل السياسي لحكومة الهند البريطانية في الكويت إلى الرياض في آخر سنة 1917م وقضى مدة ثلاثة أسابيع في الرياض، وكان هدف بعثته تشجيع ابن سعود على مهاجمة حايل، ومحاصرة الحاميات العثمانية فيما وراء حدود العراق الغربية، وفرض الحصار على طرق الإمداد عبر الصحراء بين دمشق والأتراك، ووضع سياسة سلمية بين ابن سعود والعجمان يرضى بها الطرفان[15].
وقد أثار هاملتون مع ابن سعود المشكلات التي تخص عددا من القبائل في المنطقة كالعجمان والعوازم ومطير، خاصة مشكلة مغادرة مطير والعوازم الكويت وتوجههم للإحساء، وقد عرض ابن سعود على هاملتون أن يرد مطير والعوازم إلى الكويت، بشرط أن تطرد الكويت شيخ العجمان ابن حثلين، وأن يقطع ابن حثلين اتصالاته مع ابن رشيد، ووافق هاملتون على هذه الشروط[16].
وقد كتب هاملتون باقتراحاته لحكومته وتضمنت:
1- رغبة ابن سعود في معاملة بريطانيا له كمعاملتها للشريف حسين.
2- رغبته باعتراف بريطانيا بمركزه في نجد، وأن يحظى من بريطانيا بلقب(جلالة حاكم نجد).
3- كما يرغب بأن تخضع وتدين له جميع القبائل العربية في وسط الجزيرة العربية وتشمل عنزة ومطير وعتيبة وبني هاجر والدواسر والمناصير وبني عبد الله من مطير والعجمان والظفير وشمر، وأن تصبح هذه القبائل تحت سيادته، وأن يحصل على تفويض من بريطانيا عن طريق المقيم البريطاني في الخليج العربي يعترف بموجبه بتبعية هذه القبائل لسلطته.
4- يتعهد ابن سعود مقابل ذلك بعدم الدخول في علاقات مع أي دولة غير بريطانيا، كما يمتنع عن التعرض للقبائل العربية أو القوى الحليفة لبريطانيا.[17]
وهذا ما تحقق فعلا حيث تم إخضاع قبائل المنطقة الرئيسية العصية لسيطرة ابن سعود من خلال الدعم المالي والعسكري التي قدمته بريطانيا له مقابل تنفيذ مشروعها الاستعماري للمنطقة، واضطرت القبائل الرئيسة في نجد والإحساء، والتي كانت تستلم مخصصاتها من خزينة الدولة العثمانية، إلى الخضوع والتبعية لبريطانيا، بعد سيطرتها على المنطقة!
المحمية البريطانية لقبيلة العجمان جنوب الزبير :
كما قامت بريطانيا بعد وفاة جابر وتولي سالم الصباح للحكم سنة 1917 والذي كان يميل إلى دعم العجمان والسماح لهم بدخول الكويت (بعقد تسوية مع كل من ابن سعود وسالم الصباح وشيوخ العجمان في 4 مارس 1918م تم الاتفاق بموجبها على أنه بموجب إرادة صديق بريطانيا ابن سعود، وبعد توسط الشيخ سالم للعجمان الذين هم تحت رعايته الآن، فقد وافقت الحكومة البريطانية أن تجعل قبائل العجمان تحت حمايتها لمدة عام من نهاية الحرب، شريطة انتقالهم إلى مكان آخر تحميهم فيه جنود بريطانية، وتوافق عليه بريطانيا، وألا يدخلوا الكويت إلا بتصريح من المندوب البريطاني في العراق وبعد موافقة مسبقة من شيخها، وأن تعتبر مقاطعات الكويت خارجة عن حدود القبيلة، وأنه بعد توقيع هذه الاتفاقية من قبل شيوخ العجمان ينقلون إلى الزبير إلى حين تحديد مكان آخر لاستقرارهم فيه، وأن هذه القيود لا تفرض على أفراد العجمان الذين يعيشون في الكويت والذين يشتغلون في صيد اللؤلؤ وفي حياتهم العامة، وإنما تفرض على الشيخ ابن حثلين وأتباعه من الشيوخ البارزين)[18].
وكان الهدف من فرض الحصار عليهم حتى يستطيع ابن سعود التقدم شمالا ليحتل حائل عدوة بريطانيا التي ما تزال المدينة الرئيسية الوحيدة في نجد في هذه الفترة التي ترفض التعاون مع بريطانيا ضد الخلافة العثمانية، ولم يستطع ابن سعود الهجوم عليها بعد أن أمره البريطانيون بذلك، بسبب وجود العجمان في جانبه الجنوبي والشرقي، مما حدا ببريطانيا لطردهم ومحاصرتهم شمال الكويت في أبعد نقطة عن ابن سعود، ليتفرغ للمهمة التي أوكلته بالقيام بها.
وقد كان السبب في ترحيل العجمان من الكويت إلى صفوان، هو ما وصل بريطانيا من معلومات بأن جابر المبارك - للتأثير الديني عليه - كان يميل قلبيا مع الدولة العثمانية وحليفها ابن رشيد، وكانت صلته به قوية، وسعى للإصلاح فيما بينه وبين ابن رشيد، الذي وصل بقواته، حتى نزل على الجهراء، وأرسل رسالة يطمئن الكويت فيها إلى حسن نواياه، حيث لم يعد أمامه طريقا للتموين إلا ميناء الكويت، بعد أن أصبحت البصرة والزبير تحت الاحتلال البريطاني، وهو ما عرض حائل للخطر بقطع طرق التجارة عنها ومحاصرتها، وقد علمت بريطانيا بهذه الحركة، فأرسلت برسالة لجابر، نصت على أنه لا يحق له بموجب المعاهدة أن يدخل في أي علاقة ودية مع ابن رشيد، قبل قيامه بالتشاور الكامل مع السلطات البريطانية، وقد اعتذر جابر لها بأنه كان يحاول إقناع ابن رشيد بالتحالف مع بريطانيا، غير أن بريطانيا ظلت تشك في موقفه، وأرسلت له رسالة تهديد وتحذير شديد اللهجة، أعلن جابر بعدها خضوعه المطلق لبريطانيا، ورغبته في تنفيذ رغباتها، وقد أمرته بمنع قوافل التجارة المتجهة لحائل ومصادرتها، فنفذ الأمر[19].
وبعد أن حكم سالم الصباح بعد أخيه جابر الذي لم يعش طويلا تعاطف سالم مع العجمان لميوله الدينية مع الدولة العثمانية، وأخذ يدعمهم ضد ابن سعود سرا، إلى أن توسط كوكس بينهما على أن يكف ابن سعود عن تهديد الكويت شريطة أن يقوم سالم بطرد العجمان إذا لجأوا إليه بعد هجوم ابن سعود عليهم (والواقع أن شيخ لكويت كان يود توسيع إمارته على حساب مناطق العجمان في الجنوب فساعدهم على الثورة على ابن سعود بتوزيع الأسلحة عليهم مما جعل مركز ابن سعود حرجا من كل جانب)[20].
ويلاحظ أن جابر المبارك وبعده سالم المبارك لم يحكما طويلا، وكلاهما لم يكن مخلصا لبريطانيا، وكلاهما توفي في ظروف غامضة!
وقد ألح ابن سعود في طلب مقابلة مع كوكس وتمت في العقير في شهر 11 سنة 1916م، حيث أوضح ابن سعود لكوكس سبب فشله في تنفيذ ما طلب منه بشن هجوم على حايل شمالا، وأن ذلك يعود لحروبه مع العجمان وآل مرة، وأنه لا يستطيع مواصلة الحرب في جبهتين في آن واحد، وقد عنى اجتماع العقير هذا ببحث الطرق ولوسائل التي تمكن ابن سعود من تجهيز حملة عسكرية قوية ضد ابن رشيد[21].
غير أنه(لم تمض مدة طويلة على استقرار العجمان في شمال الكويت حتى حدثت بينهم وبين قبيلة مطير وقبيلة الهواجر عدة اشتباكات، كما هاجموا بعض القوافل النجدية، وعندما أبدى ابن سعود استياءه من ذلك، وجهت الحكومة البريطانية تحذيرات إلى شيوخ العجمان وتركهم لانتقام ابن سعود، وفي الوقت نفسه أبلغت السلطات البريطانية ابن سعود أن في إمكانه اتخاذ ما يراه مناسبا لتأديب العجمان، ونتيجة لذلك سنحت الفرصة لابن سعود لتوجيه غزوة ضد العجمان انتهت باستسلامهم وخضوعهم له في عام 1919، حيث اعترفوا به إماما عليهم، وانخرطوا في صفوف الأخوان التي لم يكونوا قد انضموا إليها بعد لأنهم كانوا يتوجسون من نوايا ابن سعود الرامية إلى إضعافهم) [22].
ولم يقتصر ابن سعود على ذلك بل (لجأ إلى تطبيق سياسة الحصار التجاري بعد مؤتمر العقير، وهو المؤتمر الذي خرج منه غانما الكثير من قبائل الكويت وأراضيها، ولذلك أدرك أن كثيرا من القبائل التي انتقلت تبعيتها إليه كالعوازم والعجمان ومطير لها علاقات وثيقة بالكويت، وكان من الطبيعي إذا ما حدث اتصال تجاري أن تعود الاتصالات بين هذه القبائل وبين الأقسام التي استمرت تحت تبعية الكويت، إذ أن النجديين كانوا لا يكتفون فقط بالمسابلة - أي المتاجرة - وإنما كانت تتم مصاهرات بينهم وبين قبائل الكويت، ولما كان ابن سعود يخشى من وجود هذه العلاقة فقد تشدد في فرض الحصار التجاري، لأن ذلك من شأنه أن يقف حائلا أمام اتصالات قبائله بقبائل الكويت التي هي في حقيقة الأمر جزء منها)[23].
وهكذا دفع شعب الخليج والجزيرة والقبائل الرئيسة في المنطقة ثمن المخطط البريطاني الخطير، الذي جزأ الشعب والقبيلة الواحدة، بين حلفاء بريطانيا الجدد، يتقاسمون عشائرها وأراضيها، التي طالما عاشت عليها حرة عزيزة موحدة، ولتحاصرها بريطانيا في كانتونات جديدة، ولتقسم أراضها التي عاشت عليها قرونا طويلة لصالح دويلات الطوائف الجديدة التي لم يكن لها أي وزن أو وجود قبل تحالفها مع الاستعمار البريطاني الذي كافأها على ذلك بترويض القبائل لها، وإحكام السيطرة عليها، ومد نفوذها إلى داخل الصحراء من خلال سلاح البحرية والطيران البريطاني، لا لتصبح جزءا منها له كامل الحقوق على الأرض التي كانت في الأصل لها، بل لتتحول إلى فئات دخيلة على أراضيها، خاضعة لسيطرة الأسر التي ضمنت بريطانيا لها الحكم بشكل وراثي نهائي، واعترفت لها بالأرض والسلطة والثروة وحق منح امتياز النفط، قبل أن تصبح دولا، وقبل أن يكون لها شعب، لتبدأ أزمة الهوية في الخليج والجزيرة العربية، ولتدفع شعوب المنطقة ضريبة الاحتلال البريطاني، وضريبة قيام دويلات الطوائف، وإقطاعيات الأسر الحليفة له، وضريبة سقوط الدولة العثمانية الموحدة لكل مدنها وقبائلها مدة خمسمائة عام، بل وسقوط الدولة الإسلامية الموحدة تحت ظل الخلافة منذ ظهور الإسلام إلى سقوطها في الحرب العالمية الصليبية الثامنة على العالم الإسلامي!
وما زلنا مع (الحرية وأزمة الهوية في الخليج والجزيرة العربية) فللحديث بقية!
[1] ولادة الشرق 181.
[2] ولادة الشرق 228 .
[3] ولادة الشرق 233 .
[4] مذكرات سليمان فيضي 233 .
[5] مذكرات سليمان فيضي 229 .
[6] تاريخ الخليج لزكريا 3/35 .
[7] تاريخ نجد لجون فيلبي ص 318، وعبد العزيز وبريطانيا ص 185 .
[8] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 172-173 .
[9] عبد العزيز وبريطانيا 184 نقلا عن الوثائق البريطانية.
[10] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 174-176 ، وكان هذا بإيعاز بريطاني لتحييد العجمان وفرض إقامة جبرية عليهم بعيدا عن خطوط المواجهة بين حلفائها وابن رشيد.
[11] تاريخ الكويت لخزعل 2/219 .
[12] وما زال بعض كبار السن من الرجال والنساء من القبائل يروون قصصا مروعة لما تعرضوا له على يد حلفاء بريطانيا وطيرانها من حروب وقتل وتشريد أصبح أكثره طي النسيان إلا أن التاريخ لا ينسى!
[13] الكويت وجاراتها 1/145 .
[14] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 185، وتاريخ الخليج لزكريا 3/56.
[15] عبد العزيز وبريطانيا ص 105 ، نقلا عن (يوميات هاملتون).
[16] عبد العزيز وبريطانيا ص 105، وتاريخ العلاقات البريطانية الكويتية للخترش ص93.
[17] عبد العزيز وبريطانيا ص 106 نقلا من مذكرات هاملتون، وقد نجحت بريطانيا في تنفيذ ما أراده ابن سعود وأخضعت له كل القبائل في نجد والإحساء بدعم مالي وعسكري ولوجستي.
[18] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/58 .
[19] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد 192-195، وتاريخ الكويت للرشيد 231.
[20] تاريخ الخليج العربي 3/35 .
[21] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/37 .
[22] تاريخ الخليج العربي 3/59 .
[23] تاريخ الخليج العربي 3/106 .
التعديل الأخير: