مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

إنضم
3 مايو 2011
المشاركات
192
التفاعل
43 0 0
لاكسمان بيهيرا
بعد أيام فقط من إعلان الهند زيادة ميزانيتها الدفاعية بنسبة 11.6 في المائة لعام 2011، وذلك في شباط (فبراير)، أعلنت الصين زيادة ميزانيتها الدفاعية بنسبة 12.7 في المائة. غير أن هذا الاقتراب النسبي للزيادة أمر هامشي، كما أنه مؤشر ضعيف على الحجم الحقيقي للميزانيتين. وتبلغ الميزانية الدفاعية الصينية 91 مليار دولار، أي أكثر من ضعفين ونصف الميزانية الهندية. ويتسع هذا الفرق أكثر فأكثر إذا أخذ المرء في الاعتبار الإنفاق الدفاعي الصيني الفعلي - المعلن والخفي - حيث يقدر بأنه أعلى من الأرقام المعلنة بما يراوح بين ضعفين وثلاثة أضعاف، كما تشير إليه الأرقام الرسمية الواردة من بكين. فقد ازداد الإنفاق الدفاعي الصيني بنسبة مرعبة بلغت 2300 في المائة في الفترة من 1989 إلى 2011.

وتقف وراء هذا الرقم زيادة سنوية في هذه الميزانية بخانتين عشريتين دون انقطاع، باستثناء العام الماضي الذي بلغت الزيادة فيه 7.5 في المائة، وذلك في ظل زيادة أخرى على تحديث الدفاع الصيني بقيمة 60 مليار دولار خلال ذلك العام. وتجعل هذه الزيادة المستمرة الصين قادرة على الاحتفاظ بالمركز الثاني عالمياً من حيث حجم ميزانية الدفاع، بعد أن كانت في المرتبة الثامنة في أواخر تسعينيات القرن الماضي. وحدث كذلك تحديث نوعي على نطاق واسع على الآلة العسكرية الصينية، وبدرجة فاجأت حتى الولايات المتحدة.

في ظل العداوة التاريخية المتصلة بين الهند والصين، جاء النمو الصيني السريع على صعيد ميزانية الدفاع، وعمليات التحديث المستمرة للقوات المسلحة، كي يضيف بعداً جديداً للمخاوف التي تسود المؤسسة الأمنية الهندية. ويرى المسؤولون في هذه المؤسسة أن زيادة القوة العسكرية الصينية رافقتها زيادة ملحوظة في تصلب المواقف الصينية لدى تناول العديد من الأزمات، والخلافات مع أطراف أخرى. وظلت المؤسسة العسكرية الهندية تطالب بتعزيز القوات المسلحة لتجنب مثل ذلك الحرج الذي نجم عن هزيمة الهند أمام الصين عام 1962، حتى تكون الهند قادرة على المواجهة إذا تدهور الوضع بين الجانبين.

قد يكون من المؤذي للاقتصاد الهندي أن تحاول نيودلهي اللحاق السريع بأرقام الميزانية الدفاعية للصين. وستجبر الهند في مثل هذه الظروف على الدخول في سباق تسلح مكلف للغاية، وربما يصعب عليها تحمل تبعاته. وفي ظل اقتصاد صيني يبلغ أربعة أضعاف الاقتصاد الهندي، فإن لدى الصين ميزة طبيعية في تخصيص مزيد من الأموال للأغراض الدفاعية. وبالتالي، فإن على الهند أن تفكر بجدية حين يتعلق الأمر بما تستطيع أن تخصصه من إنتاجها القومي للأغراض الدفاعية، دون التضحية بالكثير من التنمية الاجتماعية الاقتصادية من خلال الانجرار إلى سباق تسلح باهظ التكلفة.

تبلغ ميزانية الدفاع الهندية للعام الحالي ما نسبته 1.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يكفي لتلبية حاجات القوات المسلحة. ومن المنطق أن تزيد الهند ميزانيتها الدفاعية على مدى فترة تراوح بين خمس وسبع سنوات كي تبلغ 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وإن هذه النسبة مقبولة بالمقاييس العالمية، كما أنها تفي بوعد رئيس الوزراء الذي أطلقه بهذا الخصوص عام 2005.

ينبغي للهند أن تعمل على تحديث إجراءات شراء السلاح من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية، والحصول على المعدات المطلوبة، في الوقت المناسب لذلك. وعليها في سبيل ذلك اجتياز العقبات التي أدت إلى عدم القدرة على شراء الأسلحة المناسبة على الرغم من توافر الإمكانات المادية لذلك، حيث عرفت هذه القضية ''بمتلازمة بوفورز''. وبينما تواجه الصين صعوبات كبيرة في إبرام صفقات مباشرة لشراء السلاح من الغرب، لأسباب جيوسياسية معروفة، فإن أمام الهند الكثير من العروض من جانب عدة بلدان تعرض حتى الدخول في مشروعات مشتركة لإنتاج الأسلحة. وبذلك، فإن بإمكان الهند شراء أي نوع تريده من السلاح، مع استثناءات بسيطة، إذ إن المجال مفتوح أمامها لتقوم بذلك في الأسواق العالمية. وإذا استطاعت الهند استغلال هذه الظروف المواتية لها، فإنها لن تكون قادرة فقط على التخلص من قدم المعدات الذي رافقها منذ سنوات طويلة، إنما تصبح كذلك قادرة على توفير رادع يمكنه الوقوف في وجه الصين المتشددة، والقوية عسكرياً.

غير أن عمليات شراء الأسلحة من السوق العالمية لتعزيز القدرات الدفاعية ليست حلا على المدى الطويل، حيث لا يوجد بلد رئيس في العالم يعتمد على الأسواق الخارجية في مجال التسليح، دون أن تكون لديه قاعدة صناعية تمكنه من الحصول على كثير من الأسلحة من مصادر محلية. ويلاحظ هنا أن معظم قوة الصين العسكرية في الوقت الراهن يعود إلى زيادة قدراتها الصناعية المحلية التي أصبحت قادرة على إنتاج الأنظمة الدفاعية المتطورة. وبينما استطاعت الصين النجاح في ذلك من خلال عمليات الإصلاح الشامل لصناعاتها العسكرية القديمة التي تم إنشاؤها زمن الزعيم ماوتسي تونج، فشلت الهند في تقليد ذلك، على الرغم ما تقوله دائما بأن لديها ''استقلالاً ذاتياً'' مرموقاً على صعيد إنتاج الأسلحة. ولم يكن هناك حماس كبير لتنفيذ عدد غير قليل من المقترحات التي تقدمت بها لجان ذات كفاءات عالية لتطوير الصناعة العسكرية الهندية، والتخلص من الكثير من عيوبها. ويعني ذلك أن تطوير هذه الصناعات العسكرية باتجاه اللحاق بالمستويات العالمية المتقدمة هو أكبر تحد عسكري تواجهه الهند خلال العقود الزمنية المقبلة.

بينما على الهند أن تحل مشكلاتها الدفاعية الخاصة بالتمويل، والمشتريات، في سبيل مواجهة القوة العسكرية الصينية مستمرة التحديث، فإن من المفروض كذلك أن تتحرك الهند دولياً لتبصير دول العالم بعواقب التطوير والتحديث السريعين للقوات المسلحة الصينية. وعلى الرغم من أن الهند اختارت عدم الدخول في أي حلف عسكري، فإنه ما زال أمامها طريق مفتوح لتطوير علاقات تعاون استراتيجي مع البلدان التي لها شكوك دائمة في النوايا العسكرية الصينية. وإن الهند في حاجة كذلك إلى مناورات عسكرية مشتركة، وتعاون على صعيد الصناعات الدفاعية، ومشاركة في المعلومات الاستخبارية مع البلدان ذات الأهمية الاستراتيجية الخاصة. وإن حصول الهند على دعم أخلاقي ومادي في أوقات السلام، والأزمات كذلك، سيزودها بسلاح إضافي يساعدها على مواجهة التهديد القادم من الصين.

خاص بـ «الاقتصادية»

حقوق النشر: Opinion Asia
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

لا يمكن للهند مجابهة الصين الا اذا حدثت معجزات الصين متفوقة على الهند في كل شيئ تقريبا و بعقود من الزمن و يكفي الاثتصاد الصيني المرعب الذي يشهد نمو رهيب و الذي انعكس اجابا على باقي القطاعات و المجالات
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

لا يمكن للهند مجابهة الصين الا اذا حدثت معجزات الصين متفوقة على الهند في كل شيئ تقريبا و بعقود من الزمن و يكفي الاثتصاد الصيني المرعب الذي يشهد نمو رهيب و الذي انعكس اجابا على باقي القطاعات و المجالات
السلام عليكم خويا عصام هناك بعض الاحصائيات تقول انه في افق 2020 سيصبح الاقتصاد الهندي يوازي الاقتصاد الامريكي
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

السلام عليكم خويا عصام هناك بعض الاحصائيات تقول انه في افق 2020 سيصبح الاقتصاد الهندي يوازي الاقتصاد الامريكي
و عليكم السلام و رحمة الله
اخي وليد اسعد الله ايامك
اخي العزيز لو كنت متابع قليلا للامور الاقتصادية ان الصين اخترقت السوق الاوروبي بقوة حتى انها تفوقت على الاتحاد الاوروبي في بعض مناطق نفوذها خاصة افريقيا كذلك اختارقها للسوق الامريكي و لاسواق الامريكية الجنوبية معدلات النمو في الصين هي الاعلى الدخل الخام و الدخل الوطني ممتاز جدا
هناك الكثير من نقاط التفوق لصالح الصين اما الهند فلديها الكثير من المعيقات ...............:a030[2]:
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

الهند لاتستطيع مقارعه الصين .. ولكن ليست مستحيله فليست الصين هي من ترتفع وتتطور كذلك الهند

الهند لاتنسو انها مدعوكه عكس الصين متقوقعه على نفسها

ولكن استبعد معركه في ظل وجود ردع نووي
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

سؤال للاخ هل انت هندي ؟
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

موضوع رائع وتشكر عليه...

بخصوص الميزانيات العسكريه فدائما ما ادخل في نقاشات مع الاخرين بهذا الخصوص

ولو انني سأخرج عن الموضوع قليلا .... بصرف النظر عن الفرق الشاسع بين الميزانيه العسكريه بين الصين واميركا ولكنه لو فكرنا قليلا سنجد ان الميزانيه العسكريه الامريكيه قريبه جدا من الميزانيه العسكريه الصينيه وسيتسائل البعض كيف والميزانيه العسكريه الامريكيه تصل الى 650 مليار دولار بينما الميزانيه العسكريه الصينيه 90 مليار دولار..........؟؟

لو نظرنا الى قيمة الدولار بالنسبه للصينيين لوجدت انه ذا قيمه عاليه جدا ولو تحدثنا عن تكاليف القوات الامريكيه لوجدت انها مكلفه جدا فمثلا لو احتسبنا راتب الجندي الامريكي ستجد ان راتبه الاساسي هو 1000 دولار بالاضافه الى علاوات المعيشه سيصل راتبه الى 1500 دولار الى 1700 دولار بينما الجندي الصيني بحسب توقعاتي فلن يتجاوز راتبه 200 دولار والا لما اتى الصيني للعمل في بلدنا براتب 200 دولار وكذلك بالنسبه للأسلحه الصينيه فمثلا البندقيه الامريكيه ام 16 تبلغ قيمتها 5000 دولار فيما يبلغ سعر الكلاشنكوف الصيني 1500 دولار وكذلك الحال بالنسبه للدبابات والطائرات والمدرعات والصواريخ وجميع الاسلحه ستجد ان الاسلحه الامريكيه الموازيه للأسلحه الصينيه في المواصفات او قريبه منها تبلغ قيمتها 3 الى اربعة اضعاف قيمة السلاح الصيني...

تحياتي
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

الهنود لا تنقصهم الكفائة التقنية ،لكن الصينيين اكثر ديبلوماسية ولباقة ، الهند تقوم بصفقات خيالية وتحظى بدعم روسي وفرنسي و....، عكس الصين التي التي تعمل بجد ولا تتكلم كثيرا وحققت صعودا جبارا لكنها ما زالت تطمح للكثير.
الافضل للهنود ان يتعاملوا مع الصينيين ويتعاونون معهم ، الصينيين صدرهم رحب والهند قد تكون الرابحة الاكبر ، انها السياسة والمصالح .
 
رد: مواجهة التحديث العسكري الصيني .. نظرة هندية

لماذا ترون الهند بهذا الضعف؟
الهند تملك حاملة طائرات ستخرج من الخدمة وواحدة ستدخل قريبا
بالاضافة الى مخطط هندي لصناعة اكثر من حاملة
بينما الصين لا تزال تصارع لتحصل على اول حاملة لها و هي اوكرانية
الهند ستحصل على الباك فا بعد روسيا مباشرة و الصين ستصنع الجيان 20 بمعدات روسية من المحرك الى الردار مرور بالتسليح
الهند تملك احدث ما في الترسانة الروسية من اسلحة برية من امثال ال تي 90 و الدبابات الصينية اقل قدرات منها
هناك توازن وليس تفوق كاسح لاي منهما
 
عودة
أعلى