المخابرات المركزية تعلن عن مقتل عملائها !! .. كتاب حرب الجواسيس في القرن الــ 21

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
كتاب
" حرب الجواسيس في القرن الــ 21"
الحلقة الواحدة والثلاثون
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.


المخابرات المركزية تعلن عن مقتل عملائها !!

إلمنتدي هنا ، قد وضع الهدف الواضح ... وهو أن نستكمل ما في منتدانا من مواضيع ، لتصبح مراجع للباحثين في المستقبل ...

هكذا نكتسب العديد من القراء والباحثين ويتوسع منتدانا ليصبح من أحد أهم الأعمدة ومواقع الأنترنت

سأوالي نشر كافة المواضيع المتفرعة والمتعلقة ، بكتاب كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21" بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.والتي تنشرهم جريدة "الشرق الأوسط" وحتي تتاح لكل باحث إمكانية التنقل بين أبواب منتدانا ... لموضوع معين


د. يحي الشاعر


spacer.gif
spacer.gif
26 ابريل 2008 - 12:23 مساء
31398068.jpg
الحلقة الواحدة والثلاثون من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
مصادر عدة مختصة في أنباء التجسس والمخابرات ذكرت أن الضابط سبان ربما كان أول من يقتل من ضباط جهاز جديد أنشأته وكالة المخابرات المركزية باسم: " فرقة النشاطات الخاصة، " SAD " ، وهي تضم ما يقرب من 5000 عميل برتبة ضابط جرى تدريبهم على القتل والاغتيال السري والفنون العسكرية .
من الظواهر غير المسبوقة في تاريخ الجاسوسية ، و كذلك المخابرات ، التي عادة ما تكون المصدر الرئيسي للعملاء و الجواسيس ، أن يعلن جهاز استخباراتي عن مقتل جاسوسه ، أو عميله .. نعم سابقة جديدة يشهدها القرن الواحد و العشرين !!

فقد فوجئ العالم بوكالة المخابرات الأمريكية " سي . آي . إيه " أكبر جهاز استخباراتي في العالم ، و في بيان رسمي يعترف بمقتل عميل كبير من عملائه ، و جاسوس له وزنه من جواسيسه برتبة ضابط هو جوني مايك سبان في سجن مزار الشريف في أفغانستان ، ليفتتح ملفاً جديداً حول طبيعة المهمة التي كان يقوم بها هذا العميل ، و الدور الذي يلعبه لحساب وكالة المخابرات المركزية.
سبان (32 عاماً) من وينفيلد في ولاية آلاباما كان قد انضم إلى العمل في " سي . آي . إيه " في يونيو عام 1999 آتياً من قوات المارينز. وبمقتله تكون " سي . آي . إيه " قد فقدت – آنذاك - الضابط التاسع والسبعين ، الذي يقتل أثناء مهمة يقوم بتنفيذها منذ أن تم تأسيس "سي آي . إيه " عام 1947. وكان أربعة من الأميركيين قد قتلوا في غمرة النشاطات العسكرية الأميركية في أفغانستان أيضاً.

وفي ظاهرة ملفتة أثارت حادثة مقبل سبان واضطرار "سي . آي . إيه " إلى إصدار بيان حولها، جدلاً واختلافاً بين المختصين بشؤون المخابرات حول مدى ضرورة ذلك البيان. ولذلك عاد بيل هارلو، الناطق باسم "السي آي أي" وأصدر بياناً جاء فيه: "أنتقد العديد من المختصين والخبراء إعلاننا عن مقتل جوني ميشيل سبان ضابط المخابرات في أفغانستان. واعتبر هؤلاء أن بياناً من هذا النوع يشكل سابقة لا مثيل لها وأن " سي . آي . إيه " تحاول من خلال بيانها هذا كسب تأييد إيجابي من الجمهور. ونحن ليس من عادتنا الرد على انتقادات كهذه. لكن انتشار هذه الانتقادات في قنوات التلفزيون حمل استهتاراً ونيات غير طيّبة، الأمر الذي أجبرنا على الرد.


إن حماية مصادر وطرق عمل وشخصيات الضباط الذين يعملون في ظروف سرية تحت غطاء معين هي من الضرورات الأساسية في عمل الوكالة، بل إننا نبذل جهوداً كبيرة من أحل الحفاظ على الأمن العملياتي .
وخلال سنوات طويلة وضمن ما تسمح به الظروف كانت الوكالة تعلن عن شخصية من يقتل من ضباطها أثناء القيام بمهامهم . فثمة 78 منهم نقشت أسماؤهم على الجدار التذكاري لـ "سي . آي . إيه " ، ومن بينهم 30 ضابطاً كانوا في إدارة العمليات السرية. ففي عام 1975 قتل وليام ويلش في أثينا، وقتل أيضاً وليام باكلي وأعلن عنهما رسمياً.
و قال جورج تينيت مدير " سي . آي . إيه " إن ميشيل سبان كان بطلاً لأميركا. ولم نجد أي سبب يمنع من الإعلان عن اسمه، ووافقت على ذلك أسرته. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الكثير من الوكالات الإعلامية عن اسمه قبل صدور بياننا الرسمي وعن علاقته بالسي آي آي حتى قبل وصول جثته إلى الولايات المتحدة أيضاً. لكننا مع ذلك لن يكون بمقدورنا الكشف عن اسم كل من يقتل من ضباط الوكالة أثناء وجوده في مهمته".
" سي . آي . إيه " كانوا شخصياً، يقومون باستجواب عدد كبير من الأسرى الطالبان وغيرهم من اتباع بن لادن العرب والمسلمين الآخرين للحصول على معلومات عن مكان اختفاء وبقية مجموعته هناك.
ورغم هذا البيان الذي لا يتحدث عما كان يقوم به سبان في أفغانستان لأنه من أسرار الوكالة إلاّ أن مصادر عدة مختصة في أنباء التجسس والمخابرات ذكرت أن الضابط سبان ربما كان أول من يقتل من ضباط جهاز جديد أنشأته وكالة المخابرات المركزية باسم: "فرقة النشاطات الخاصة، (SAD)، وهي تضم ما يقرب من 5000 ضابط جرى تدريبهم على القتل والاغتيال السري والفنون العسكرية .
وذكر أحد المسؤولين الأميركيين في تعقيبه على ظروف عدم الكشف عن أي اسم لهؤلاء الضباط قائلاً: "إنه على الرغم من عدم تورّط "السي آي آي" خلال عقود بعمليات الاغتيال، إلاّ أنها تقوم بتدريب رجالها أو جواسيسها على المهارات شبه العسكرية. و هناك عدد منهم يعملون ضمن فروع تستوجب مهارات عسكرية كبيرة".

وكشفت مجلة "التجسس العالمي" الأميركية أن معظم النشاطات التدريبية لهذه الفرقة (SAD) تجري في "كامب بيري" وهو معسكر قرب وليام سبورغ (فرجينيا) يشكل مركزاً للتدريب الخاص ب"السي آي أي" إضافة إلى بوينت هارفي في نورث كارولاينا. لكن السؤال المنطقي الذي يطرح في هذا الصدد: ما الذي يدفع السي آي أي إلى تدريب هؤلاء الضباط على عمليات الاغتيال والمهارات العسكرية إذا كانت لا تقر ممارسة الاغتيال كما تقول؟ يقول أحد المسؤولين الأميركيين: "من أجل الدفاع عن النفس أولاً. ثم إذا كانت "السي آي أي" تمنع الآن منح غطاء لتنفيذ اغتيالات سياسية فإن هذا المنع لا يشمل إلاّ القادة السياسيين في ظروف السلم ولا يشمل قتل "الإرهابيين" أوالمقاتلين الآخرين". ومع ذلك، يتضمن تدريب هذه الفرقة على التجسس، والتخريب والإنقاذ والخطف وتقييم أخطار العبوات المتفجرة، والعمليات المضادة للإرهابيين، وإنقاذ الرهائن خارج الولايات المتحدة.

ويؤكد جيفري ريشيلسون، الكاتب المؤرخ الذي اختص بتاريخ التجسس، أن هذه الفرقة (SAD) تقوم بمهام متنوعة وهي تضم بعد إنشائها حديثاً، 200 ضابط تم تقسيمهم على شكل مجموعات عدة هي: مجموعة العمليات الخاصة، مجموعة تدريب الأجانب، مجموعة الدعاية والعمل السياسي المختصة بمعالجة المعلومات ونشر المعلومات المطلوبة، مجموعة الكومبيوتر التي تختص بحرب المعلوماتية، ومجموعة هيئة إدارة الممتلكات (PMS) التي تختص بترتيب تأسيس شركات تجارية أو شرائها وإعداد المكاتب التي تمنح غطاءً مناسباً لضباط فرقة (SAD) .

ويجري تجنيد هؤلاء الضباط من بين العسكريين الذين تقاعدوا أو استقالوا من الجيش، وخصوصاً من العسكريين في "قوة دلتا"، ومن العسكريين الذين عملوا خارج الولايات المتحدة في مهام خاصة. ويقول ريشيلسون: "وعلى الرغم من التدريبات الواسعة التي يتلقاها هؤلاء في مراكز تدريب السي آي أي إلاّ أنهم ليسوا على غرار أفلام جيمس بوند لأن "السي آي أي" تفرض تعليمات صارمة عليهم أثناء تأديتهم لمهامهم".

ويبدو أن الحديث حول "التعليمات الصارمة" لم يكن دقيقاً لأن الضابط ميشيل سبان قتل، كما روت بعض الأنباء، في ظروف سرية قام خلالها بارتكاب عمل فظيع ضد الأسرى الذين كانوا داخل سجن مزار الشريف في أفغانستان
. و ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن ميشيل سبان دخل برفقة ضابط آخر من "سي . آي . إيه " يدعى ديفيد إلى السجن واقترب من أحد الجنود الأسرى من طالبان وسأله ربما لأنه لم يكن أفغانياً: "ماذا تفعل هنا في أفغانستان"، فأجابه جندي طالبان قائلاً: "إننا هنا لكي نقتلكم" وقفز على الضابط ميشيل منقضاً عليه فأطلق ميشيل النار عليه وعلى عدد من الأسرى الآخرين كانوا بقربه وأردى الجميع.
وتقول صحيفة " التايمز ": وعند ذلك نشأت حالة فورية من الغضب لدى بقية الأسرى الذين توفر لهم الإمساك بالضابط ميشيل وأوسعوه ضرباً بأيديهم وأرجلهم حتى قضوا عليه وهرب الضابط ديفيد أثناء ذلك للنجاة بنفسه.


لكن مصادر أخرى ذكرت أن ضباطاً من " سي . آي . إيه " كانوا شخصياً، يقومون باستجواب عدد كبير من الأسرى الطالبان وغيرهم من اتباع بن لادن العرب والمسلمين الآخرين للحصول على معلومات عن مكان اختفاء وبقية مجموعته هناك. وكان ميشيل سبان أحد هؤلاء الضباط الذين كلفوا بمهمة الاستجواب. ويبدو أن هذه الاستجوابات دفعت عدداً كبيراً من الأسرى، خصوصاً وأن قوات تحالف الشمال هي التي ينبغي أن تتولى مسؤولية إدارة السجن، إلى التمرد ضد هؤلاء الضباط وإهانتهم وما كانوا يقومون به من تعذيب للحصول على المعلومات، فظهرت شرارة تمرّد الأسرى بعد قيام سبان بفتح النار داخل السجن على عدد من الأسرى الأفغان والعرب وانقضاض عدد منهم عليه وقتله. وربما تكون أحد الأسباب التي دفعت قيادة الوكالة إلى إصدار بيان رسمي بمقتل سبان وإطلاع أسرته مسبقاً على نص البيان الرسمي الذي أعلنه بيل هارلو الناطق الرسمي، هي محاولة تجنب فضيحة أميركية لما قامت به " سي . آي . إيه " داخل سجن مزار الشريف الذي ارتكبت فيه مجزرة ضد الأسرى الذين حملوا جنسيات متعددة. لكن طبيعة ما قام به ضباط "السي آي آي" من وحدة " النشاطات الخاصة " لا بد أن يتم الكشف عنها مع تتابع أحداث أفغانستان وما ارتكبته الولايات المتحدة خلال ذلك من ممارسات خرفت فيها حقوق الإنسان وقوانين جنيف في معاملة أسرى الحرب هي وحلفاؤها من الأجنحة العسكرية الأفغانية.​
 
عودة
أعلى