"جرذان الصحراء"
اللواء المدرع السابع البريطاني
يمكن أن يكون اللواء المدرع السابع، الذي يعرف على نحو شائع أكثر باسم "جرذان الصحراء"، يبلغ من العمر 60 عاما، ولكن لديه أحد السجلات التاريخية الأكثر إنطواء على الفخر في الجيش البريطاني.
وقد تم تشكيل اللواء، وهو حاليا جزء من الفرقة المدرعة الأولى ويتخذ من برجن-هوهنه، ألمانيا، مقرا له، في شباط/فبراير من عام 1940.
وأحسن لحظات عمره كانت الحملة العنيدة التي خاضها ضد فرق رومل الأفريقية في بادية شمال أفريقيا.
واللواء، المزود بنحو 100 دبابة مقاتلة من طراز تشالنجر 2 بالإضافة إلى ناقلات جند مصفحة وقطع مدفعية منقولة، مصمم لعمليات الرد السريع.
وتنطوي هذه العملية على تغطية أو ملئ كل ثغرة للحيلولة دون أن تلحق العواصف الرملية الضرر بالتجهيزات وبالتالي تعطيل المدافع.
ويضم اللواء في صفوفه فرقة الحراس الاسكتلنديين الفرسان الملكيين، وفوج الدبابات الملكي الثاني، والكتيبة الأولى في فوج الجنود الملكيين، وفرقة المراقبة السوداء الشهيرة (فوج المرتفعات الملكي).
ولدى اللواء سرية إشارة خاصة به، مزودة بصف من أجهزة الاتصالات.
وتقدم هذه السرية اتصالات لاسلكية فضلا عن اتصال بنظام بتارميجان للإتصالات التكتيكية التابع للجيش.
ويبدأ تاريخ جرذان الصحراء في ربيع عام 1940 عندما أوكل إلى الفرقة المدرعة السابعة أمر وقف تقدم قوات المحور في شمال أفريقيا وحماية قناة السويس الحيوية.
وتبنى الجنود اسم "جرذان الصحراء" نسبة للشارة – التي تصور حيوانا صحراويا هو اليربوع – التي كانوا يلبسونها على أكتافهم.
وأجبر اللواء على التراجع إلى مصر وحوصر العديد من أفراده في طبرق في ليبيا.
أحسن اللحظات
ولكنهم قاتلوا وهزموا القوات المشتركة الألمانية والإيطالية التي كانت تحت إمرة رومل في معركة العلمين في تشرين الأول/أكتوبر عام 1942.
وكما كتب وينستون تشرتشل يقول: "قبل العلمين لم يكن لدينا نصر على الإطلاق. بعد العلمين لم يكن لدينا هزيمة على الإطلاق".
ودفع جرذان الصحراء الفرق الأفريقية وحلفائهم الإيطاليين غربا عبر ليبيا وتونس، مستعيدين السيطرة على مرفأ طبرق الإستراتيجي أثناء تلك العملية.
وخاض اللواء أيضا قتالا في الهند وبورما ضد القوات اليابانية وفي سورية.
وفي عام 1943 عاد جنود اللواء إلى أوروبا وخاضوا قتالا شقوا فيه طريقهم من الطرف الجنوبي لإيطاليا شمالا باتجاه روما.
وبعد خضوعهم لإعادة تدريب في بريطانيا شارك جرذان الصحراء في عمليات الإنزال على البر الأوروبي.
وشقت دباباتهم طريقها عبر فرنسا وبلجيكا – محررة مدينة جنت – وخاضوا معارك ضارية مع القوات الألمانية المتطرفة، بما فيها الشبيبة الهتلرية.
وبعد الحرب حلت الفرقة المدرعة السابعة ولكن جرذان الصحراء عادوا إلى الظهور في عام 1981 كاللواء المدرع السابع، وما زالوا يرتدون نفس الشعار الذي يصور يربوعا.
وفي تشرين الأول/أكتوبر من عام 1990 تم نشر اللواء في الحليج وشارك في "عملية سيف الصحراء"، التي تم فيها تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
كما أن جرذان الصحراء شاركوا في القتال في البلقان.
وتم نشرهم في البوسنة والهرسك في أيار/مايو من عام 1994 كجزء من "عملية التشبث" وفي نيسان/أبريل من عام 1997 عادوا إلى هناك في جولة أخرى لحفظ السلام.
وفي عامي 200 و2001 ذهبت الوحدة في جولتين أخريين لحفظ السلام في كوسوفو، حيث اتخذت من عاصمة الإقليم، بريشتينا، مقرا لها.
المصدر BBC