مقابلة مع المدير السّابق لمتحف بغداد الدكتور فــــــوزي رشيـــــد
سرقة ونهب وتخريب متحف بغداد في بدايات احتلال العراق يوم 9 أفريل 2003 سيبقى وصمة عار في وجه الحلفاء الذين يتباهون بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية ويعدمون الذاكرة، الدكتور فوزي رشيد شغل مديرا لمتحف بغداد لمدّة عشر سنوات ودرّس ويدرّس اللغات القديمة في جامعات بغداد واليمن وليبيا وأخيرا تونس إلتقته «الشروق» في هذا الحوار :
دكتور فوزي رشيد، كيف تقبّلت دخول القوات الأمريكية إلى بغداد، وبماذا تشعر الآن وأنت تتابع أخبار العراق من بعيد؟
ـ أشعر كأن هناك خطة مدروسة لتهجير سكان العراق لأن عدد الذين تركوا العراق هو الدّال على هذه الحقيقة والآن من هم خارج العراق يزيد عددهم على الخمسة ملايين ولو تتوفّر فرص الخروج لأي مواطن عراقي سيتضاعف هذا العدد.
* ما تعرّض له المتحف ألا تعتقد أنّه كان مقصودا؟
ـ المتحف العراقي في قلب بغداد وما تعرّض له شيء يثير الألم في نفوس العراقيين والرعب لأن الآثار من أعزّ ما يملكه البلد وقد طالها الاعتداء فكيف والأشياء الأخرى.
أنا لو تتوفّر لي الفرصة في الرجوع إلى العراق سأتردّد كثيرا في الذهاب إلى هناك لأن كل ما نراه يؤكد على عدم وجود الأمان وهذا أسوأ ما يمكن لأن الإنسان عادة أول ما يطلبه هو الأمان وهذا غير متوفّر الآن في العراق.فلا تستطيع أن ترعب إنسانا أكثر من أن يفقد الأمان.
* ما هو حجم الأضرار التي تعرّض لها المتحف؟
ـ الكثير من الآثار سرقت وفي تصوّري أن هذه نتيجة عادية نظرا لغياب الأمن والآثار العراقية مطلوبة ومرغوبة فالأشخاص الذين على علم بهذه الحقيقة قد سرقوا الآثار لعلمهم بوجود من يتمنّاها خارج البلد.
* هل يوجد أمل في عودتها ؟
ـ عندي أمل كبير في علماء الآثار لكن الآثار المسروقة وقعت في أيادي من لا يدرك أهمية تلك الآثار وهذه هي الطامة الكبرى أنّك عندما تضع شيئا بيد من لا يدرك قيمته تكون قد فقدت أي أمل في رجوعه.
* ما هي أهمية المتحف العراقي؟
ـ المتحف العراقي يمنحك صورة متكاملة عن تاريخ العراق منذ أقدم عصور ما قبل التاريخ وحتى أحدث الفترات الإسلامية ولذلك ينطبق مائة بالمائة اسم متحف على المتحف العراقي لأنّه يحتوي على حلقة متكاملة من المعلومات عن تاريخ العراق الذي يعني اسمه باللغة السومرية «المدن المقدّسة».
وكلمة متحف في نظر اليونسكو تعني أي مكان يحتوي على حلقة متكاملة من المعلومات حول الشيء الذي يريد عرضه للجمهور.
أهم القاعات من الناحية المادية والعلمية فهي القاعة السومرية أما من الناحية العلمية فجميع القاعات ثمينة لما فيها من معروضات تقصّ لنا تاريخ الفترة التي صنعت فيها لأن الآثار في حقيقتها ما هي إلاّ الصورة المادية للأفكار البشرية التي نبعت في ذهن الإنسان زمن صناعتها.
وتوجد حوالي عشرين قاعة تقريبا وهو من أكبر المتاحف المتخصّصة في تاريخ بلد واحد... أقدم الآثار تعود الى حوالي 50 ألف سنة وما قبلها.
* ما هي أهم الآثار في المتحف العراقي ؟
ـ لقد سبق وأن ذكرت بأن الآثار ما هي إلاّ الصورة المادية للطاقة الفكرية البشرية ولذلك فإن الآثار القديمة كانت تحاول قدر الإمكان أن تعرض الأفكار وأكبر كمية منها في انتاج واحد.ومن أبرز هذه الآثار في المتحف العراقي هو الأناء النذري من الوركاء حيث يحتوي على مشاهد تعبّر عن فلسفة السومريين نحو الحياة وعن المراتب الاجتماعية للأفراد فضلا عمّا يدلّ عن إيمان الناس آنذاك أن الماء هو أساس الحياة أي { وجعلنا من الماء كل شيء حي } وهذا الأثر العظيم قد رأيته بأم عيني مهشّم نتيجة التخريب والنهب الذي تعرّض له المتحف العراقي.
* ما هي أهمية الآثار العراقية بالنسبة للتاريخ البشري؟
ـ الشيء الذي أفهمه أن الإنسان له ذاكرة وإذا فقد ذاكرته فلا يستطيع أن يعيش بصورة طبيعية والتاريخ بالنسبة للشعوب هو ذاكرتها فإذا حدث ما يسيء الى تلك الذاكرة فبالتأكيد سيؤثر على مجموع الشعب.ولذلك فخسارة العراق في أذية آثاره خسارة كبيرة لا تقدّر بثمن.
* هل هناك آثار لم يتم اكتشافها في العراق؟
ـ الأدلة المادية تؤكد أن الآثار ليست في العراق فقط إنّما المنطقة العربية كاملة لم تكشف لنا كل ما أنتجه سكّان المنطقة ومن أفضل الأدلة على ذلك أنّنا سابقا كنا نعتقد بأن معلوماتنا عن اللغات العربية القديمة قد اكتملت لكنّنا فوجئنا من خلال تنقيبات البعثة الإيطالية في «تل مارديخ» الاسم القديم «أبلا» بأن هذا الموقع كان يحتوي على لهجة جديدة لم نكن نعرفها من قبل.هذا الموقع وغيره دليل على أنّنا لم نعثر لحدّ الآن على كل ما هو جديد ومهم بالنسبة للتاريخ القديم.
* في التاريخ القديم هل كانت هناك علاقة بين العراق وقرطاج ؟
ـ العلاقة التي أستطيع أن أقولها أن الأشوريين قد حاولوا السيطرة على بلاد الشام فأثاروا الرعب حول مستقبل الفينيقيين وتجارتهم ولذلك فكّروا في إيجاد مكان آمن لهم من هذا الخطر الأشوري فظهرت قرطاج وأظهرت معها التأثيرات الفينيقية على الشمال الإفريقي.
* كيف تفهم ما يحدث في العراق الآن؟
ـ الشعور الذي ينتابني أنّ ما يحدث في العراق يرمي إلى أهداف يصعب تكهّنها ولكنّها مرعبة لأنها قد أشعرتني بأن المقصود منها هو تشتيت الشعب العراقي وإبعاد أهم عناصره المثقفة إلى خارج البلد.وهذا ما يمكن أن نسمّيه بتهديم العراق.
* هذا ما قاله بيكر؟
ـ ما قاله بيكر للأستاذ طارق عزيز بأنهم سيعيدون العراق إلى ما قبل التاريخ... هذا لم يكن زلة لسان بل نرى تداعياته كل يوم سواء في استهداف النخبة العراقية بالاغتيال أو التهجير أو بالاعتداء على المعالم الحضارية من متاحف ومكتبات وكليات ومؤسسات علمية.
* ما هو مستقبل العراق؟
ـ أنا شخصيا عندما أنظر الى تاريخ العراق القديم كان مقسّما منذ ذلك الوقت إلى منطقتين رئيسيتين هي : سومر وأكد... كما هو مقسّم حاليا بين الشيعة والسّنة.
والعراق لا يستقيم حاله ما لم يتمّ التوافق بين تلك المنطقتين كما هو الآن لا يمكن أن يعود إلى سابق عهده إلاّ بوعي الطرفين من أن الوفاق هو الحل الأنسب لإنقاذ العراق.
* العراق، هل عاش محنا مشابهة في التاريخ القديم؟
ـ نعم، وكثيرة جدّا العراق عاش محنا والأدلّة على ذلك كثيرة حيث لدينا الكثير من النصوص المسمارية التي تصنّف ضمن موضوع «مراثي المدن» حيث أن المدن العراقية القديمة كانت ترى بين فترة وأخرى ما يشابه ما يحصل في الوقت الحاضر، والسبب في ذلك هو الغنى المادي والحضاري في العراق فضلا عن عدم امتلاكه لحدود طبيعية آمنة فهذا ما سهّل على الطّامعين الدخول وارتكاب المآسي والمجازر كالتي نشاهدها حاليا.
مثلا مرثية أور ومرثية أكد وهي تشير إلى أن العراق قد عانى من دخول الغرب والطّامعين بحيث ألهبت تلك الأحداث مشاعر الأدباء فدوّنوا المراثي بخصوص المدن التي تعرّضت لتلك الأحداث.
* لكنهم غادروا مدحورين؟
ـ العراق عرف الغزاة لكنّهم غادروا، وهذا سيكون مآل الاحتلال البريطاني الأمريكي، الحياة لا تستقر على حال واحد، الحياة متجدّدة باستمرار سنّة الحياة تقتضي ذلك والتاريخ خير شاهد على ذلك لا توجد امبراطورية استمرت إلى أبد الآبدين... العراق دفع ثمن موقعه الجغرافي هي لعنة الجغرافيا دائما.
عن موقع الشروق
سرقة ونهب وتخريب متحف بغداد في بدايات احتلال العراق يوم 9 أفريل 2003 سيبقى وصمة عار في وجه الحلفاء الذين يتباهون بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية ويعدمون الذاكرة، الدكتور فوزي رشيد شغل مديرا لمتحف بغداد لمدّة عشر سنوات ودرّس ويدرّس اللغات القديمة في جامعات بغداد واليمن وليبيا وأخيرا تونس إلتقته «الشروق» في هذا الحوار :
دكتور فوزي رشيد، كيف تقبّلت دخول القوات الأمريكية إلى بغداد، وبماذا تشعر الآن وأنت تتابع أخبار العراق من بعيد؟
ـ أشعر كأن هناك خطة مدروسة لتهجير سكان العراق لأن عدد الذين تركوا العراق هو الدّال على هذه الحقيقة والآن من هم خارج العراق يزيد عددهم على الخمسة ملايين ولو تتوفّر فرص الخروج لأي مواطن عراقي سيتضاعف هذا العدد.
* ما تعرّض له المتحف ألا تعتقد أنّه كان مقصودا؟
ـ المتحف العراقي في قلب بغداد وما تعرّض له شيء يثير الألم في نفوس العراقيين والرعب لأن الآثار من أعزّ ما يملكه البلد وقد طالها الاعتداء فكيف والأشياء الأخرى.
أنا لو تتوفّر لي الفرصة في الرجوع إلى العراق سأتردّد كثيرا في الذهاب إلى هناك لأن كل ما نراه يؤكد على عدم وجود الأمان وهذا أسوأ ما يمكن لأن الإنسان عادة أول ما يطلبه هو الأمان وهذا غير متوفّر الآن في العراق.فلا تستطيع أن ترعب إنسانا أكثر من أن يفقد الأمان.
* ما هو حجم الأضرار التي تعرّض لها المتحف؟
ـ الكثير من الآثار سرقت وفي تصوّري أن هذه نتيجة عادية نظرا لغياب الأمن والآثار العراقية مطلوبة ومرغوبة فالأشخاص الذين على علم بهذه الحقيقة قد سرقوا الآثار لعلمهم بوجود من يتمنّاها خارج البلد.
* هل يوجد أمل في عودتها ؟
ـ عندي أمل كبير في علماء الآثار لكن الآثار المسروقة وقعت في أيادي من لا يدرك أهمية تلك الآثار وهذه هي الطامة الكبرى أنّك عندما تضع شيئا بيد من لا يدرك قيمته تكون قد فقدت أي أمل في رجوعه.
* ما هي أهمية المتحف العراقي؟
ـ المتحف العراقي يمنحك صورة متكاملة عن تاريخ العراق منذ أقدم عصور ما قبل التاريخ وحتى أحدث الفترات الإسلامية ولذلك ينطبق مائة بالمائة اسم متحف على المتحف العراقي لأنّه يحتوي على حلقة متكاملة من المعلومات عن تاريخ العراق الذي يعني اسمه باللغة السومرية «المدن المقدّسة».
وكلمة متحف في نظر اليونسكو تعني أي مكان يحتوي على حلقة متكاملة من المعلومات حول الشيء الذي يريد عرضه للجمهور.
أهم القاعات من الناحية المادية والعلمية فهي القاعة السومرية أما من الناحية العلمية فجميع القاعات ثمينة لما فيها من معروضات تقصّ لنا تاريخ الفترة التي صنعت فيها لأن الآثار في حقيقتها ما هي إلاّ الصورة المادية للأفكار البشرية التي نبعت في ذهن الإنسان زمن صناعتها.
وتوجد حوالي عشرين قاعة تقريبا وهو من أكبر المتاحف المتخصّصة في تاريخ بلد واحد... أقدم الآثار تعود الى حوالي 50 ألف سنة وما قبلها.
* ما هي أهم الآثار في المتحف العراقي ؟
ـ لقد سبق وأن ذكرت بأن الآثار ما هي إلاّ الصورة المادية للطاقة الفكرية البشرية ولذلك فإن الآثار القديمة كانت تحاول قدر الإمكان أن تعرض الأفكار وأكبر كمية منها في انتاج واحد.ومن أبرز هذه الآثار في المتحف العراقي هو الأناء النذري من الوركاء حيث يحتوي على مشاهد تعبّر عن فلسفة السومريين نحو الحياة وعن المراتب الاجتماعية للأفراد فضلا عمّا يدلّ عن إيمان الناس آنذاك أن الماء هو أساس الحياة أي { وجعلنا من الماء كل شيء حي } وهذا الأثر العظيم قد رأيته بأم عيني مهشّم نتيجة التخريب والنهب الذي تعرّض له المتحف العراقي.
* ما هي أهمية الآثار العراقية بالنسبة للتاريخ البشري؟
ـ الشيء الذي أفهمه أن الإنسان له ذاكرة وإذا فقد ذاكرته فلا يستطيع أن يعيش بصورة طبيعية والتاريخ بالنسبة للشعوب هو ذاكرتها فإذا حدث ما يسيء الى تلك الذاكرة فبالتأكيد سيؤثر على مجموع الشعب.ولذلك فخسارة العراق في أذية آثاره خسارة كبيرة لا تقدّر بثمن.
* هل هناك آثار لم يتم اكتشافها في العراق؟
ـ الأدلة المادية تؤكد أن الآثار ليست في العراق فقط إنّما المنطقة العربية كاملة لم تكشف لنا كل ما أنتجه سكّان المنطقة ومن أفضل الأدلة على ذلك أنّنا سابقا كنا نعتقد بأن معلوماتنا عن اللغات العربية القديمة قد اكتملت لكنّنا فوجئنا من خلال تنقيبات البعثة الإيطالية في «تل مارديخ» الاسم القديم «أبلا» بأن هذا الموقع كان يحتوي على لهجة جديدة لم نكن نعرفها من قبل.هذا الموقع وغيره دليل على أنّنا لم نعثر لحدّ الآن على كل ما هو جديد ومهم بالنسبة للتاريخ القديم.
* في التاريخ القديم هل كانت هناك علاقة بين العراق وقرطاج ؟
ـ العلاقة التي أستطيع أن أقولها أن الأشوريين قد حاولوا السيطرة على بلاد الشام فأثاروا الرعب حول مستقبل الفينيقيين وتجارتهم ولذلك فكّروا في إيجاد مكان آمن لهم من هذا الخطر الأشوري فظهرت قرطاج وأظهرت معها التأثيرات الفينيقية على الشمال الإفريقي.
* كيف تفهم ما يحدث في العراق الآن؟
ـ الشعور الذي ينتابني أنّ ما يحدث في العراق يرمي إلى أهداف يصعب تكهّنها ولكنّها مرعبة لأنها قد أشعرتني بأن المقصود منها هو تشتيت الشعب العراقي وإبعاد أهم عناصره المثقفة إلى خارج البلد.وهذا ما يمكن أن نسمّيه بتهديم العراق.
* هذا ما قاله بيكر؟
ـ ما قاله بيكر للأستاذ طارق عزيز بأنهم سيعيدون العراق إلى ما قبل التاريخ... هذا لم يكن زلة لسان بل نرى تداعياته كل يوم سواء في استهداف النخبة العراقية بالاغتيال أو التهجير أو بالاعتداء على المعالم الحضارية من متاحف ومكتبات وكليات ومؤسسات علمية.
* ما هو مستقبل العراق؟
ـ أنا شخصيا عندما أنظر الى تاريخ العراق القديم كان مقسّما منذ ذلك الوقت إلى منطقتين رئيسيتين هي : سومر وأكد... كما هو مقسّم حاليا بين الشيعة والسّنة.
والعراق لا يستقيم حاله ما لم يتمّ التوافق بين تلك المنطقتين كما هو الآن لا يمكن أن يعود إلى سابق عهده إلاّ بوعي الطرفين من أن الوفاق هو الحل الأنسب لإنقاذ العراق.
* العراق، هل عاش محنا مشابهة في التاريخ القديم؟
ـ نعم، وكثيرة جدّا العراق عاش محنا والأدلّة على ذلك كثيرة حيث لدينا الكثير من النصوص المسمارية التي تصنّف ضمن موضوع «مراثي المدن» حيث أن المدن العراقية القديمة كانت ترى بين فترة وأخرى ما يشابه ما يحصل في الوقت الحاضر، والسبب في ذلك هو الغنى المادي والحضاري في العراق فضلا عن عدم امتلاكه لحدود طبيعية آمنة فهذا ما سهّل على الطّامعين الدخول وارتكاب المآسي والمجازر كالتي نشاهدها حاليا.
مثلا مرثية أور ومرثية أكد وهي تشير إلى أن العراق قد عانى من دخول الغرب والطّامعين بحيث ألهبت تلك الأحداث مشاعر الأدباء فدوّنوا المراثي بخصوص المدن التي تعرّضت لتلك الأحداث.
* لكنهم غادروا مدحورين؟
ـ العراق عرف الغزاة لكنّهم غادروا، وهذا سيكون مآل الاحتلال البريطاني الأمريكي، الحياة لا تستقر على حال واحد، الحياة متجدّدة باستمرار سنّة الحياة تقتضي ذلك والتاريخ خير شاهد على ذلك لا توجد امبراطورية استمرت إلى أبد الآبدين... العراق دفع ثمن موقعه الجغرافي هي لعنة الجغرافيا دائما.
عن موقع الشروق