انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

تقنية

عضو
إنضم
17 مارس 2008
المشاركات
581
التفاعل
129 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم


انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي


14159c72e8.png


بقلم \ العميد الركن الدكتور
ظــــافــر بن عـــــلي الشـهـــــري

أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز– حفظه الله تعالى– عن انتصار قواتنا المسلحة الباسلة على المتسللين الإرهابيين، ودحرهم خارج الحدود السعودية، وأكد– يحفظه الله– أن القوات المسلحة السعودية تتحرك ضمن حدود المملكة، ولم ولن تتجاوزها، كما أكد عدم التدخل في شؤون أي دولة، فإنه لا يرحب بالتدخل في شؤون المملكة العربية السعودية. كلمات قليلة ثمينة توضح بما لا يقبل الشك أو التشكيك سياسة المملكة والظفر السعودي الحاسم، ومنذ نوفمبر الماضي (11 / 2009م) والقوات السعودية الباسلة تحيط حدودنا الجنوبية في (الدرع الجنوبي) جوار الشقيقة اليمن بأجساد متراصة، وأقدام ثابتة، وإرادة لا تلين للذود عن الوطن وتطهيره من رجس جرائم المتسللين المضللين بالعصبية المذهبية العرقية من بعض الدول الإقليمية لزرع الفتنة والاقتتال في هذه المنطقة المسالمة، وما عهدنا عن الدولة السعودية طوال تاريخها إلا الأمن والأمان، والجنوح للسلم والسلام عبر كل دول الجوار بالدرجة الأولى أو عبر علاقاتها الإقليمية والدولية بالحرص نفسه، لكنها وقد وجدت من طغمة المتسللين أعمالاً طائشة شنيعة وتخريبية طالت الأبرياء وأملاكهم، ودنست بخطواتها الآثمة تراب الوطن، فلم تتردد قيادتنا لحظة واحدة في صد هذا البغي، وردعه، وسحقه في تصميم شديد على تطهير حدودنا من تلك العناصر الباغية، وفي حزم لصد وقطع دابر هذه الدسائس والمؤامرات من قاع أوكارها، ما جعل قواتنا العسكرية في حالة استنفار وكر دائمين في اتجاه مصادر التسلل، ومعاقل الإجرام، فخاضت القوات المسلحة السعودية معارك نوعية فرضتها الطبيعة الوعرة والجبلية المعقدة للمنطقة المتاخمة لحدودنا المشتركة مع اليمن الشقيق، تطلبت تكتيكات وغارات مركزة محددة نحو أهداف بعينها، حريصة كل الحرص على أن تسحق زمر المعتدين، وفي الوقت نفسه تجنب المدنيين المخاطر، الأمر الذي استدعى مساحة من الوقت لكي يكون الإنجاز العسكري بأقل الأثمان من الشهداء الأبطال أو من الخسائر المادية والمدنية

هذا الانتصار الغالي وقف خلفه القائد الأعلى لقواتنا المسلحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووضع له خططه، وأشرف عليه وتابعه سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقاده في الميدان سمو مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بمعاونة رئيس هيئة الأركان ونائبه وقادة القوات، وكتبه بالثبات والتضحية نائب قائد القوات البرية صاحب السمو الملكي اللواء الركن خالد بن بندر بن عبد العزيز وضباط وجنود قواتنا المسلحة البواسل..

إنه انتصار للسلام من أجل السلام، انتصار للأمن من أجل الأمن، انتصار قواتنا المسلحة من أجل المواطنين، بل انتصار قواتنا المسلحة والمواطنين من أجل وطن شاءته قيادته، كما شاءه شعبه، أسوة حسنة لمصلحة استقرار وكرامة العرب، مثلما هو أيضاً نبراس حق، وعدل، وسلام، منذ أن اختاره الله مهبطاً للوحي، ومقراً للمشاعر المقدسة، وقبلة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومهوى أفئدة الخلق للأمن والأمان فيه، لأنه البلد الأمين.

إن أداء القوات المسلحة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين في الذود عن الحدود الجنوبية للمملكة هو ملحمة عسكرية في ميزان الاستراتيجية، وقد أثبتت قوات خادم الحرمين الشريفين المسلحة استمرارها بكلِّ ثبات وإخلاص، في صون الرسالة وأداء الواجب، سلاحها الإيمان، وحافزها ثقة القيادة والوطن والتفافه حولهم، وفي استعدادهم الدائم للبذل والتضحية ذود عن حياض الوطن، وحفاظ على أمنه واستقراره، لتجسيد أصدق معاني العسكرية المحترفة في أتم جاهزيتها واستعدادها، ولا بد من التنويه هنا بدور قيادة العمليات التي أدارها بجسارة وحنكة سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، مساعد وزير الدفاع الذي أشار إلى أن: (القوات المسلحة تنفذ ما أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو تطهير كل شبر من أرض الوطن، وعدم الاعتداء على أحد ولو بشبر واحد)،
وأن أي شخص، أو متسلل، أو قناص يدخل هذه المنطقة، فإن أمامه الاستسلام أو القتل.

لقد استطاعت القوات المسلحة السعودية أن تثبت جاهزيتها واستعدادها الدائم للدفاع عن كل شبر من أراضي المملكة، وأن تثبت أن جهود التحديث للقوات المسلحة السعودية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أتت أُكلها- بفضل الله- ولا نبالغ بالقول بأن ذلك الأداء الفريد قد أحدث تغييرات تكتيكية في نظريات الحروب غير المتناظرة، وأضاف أبعاداً جديدة لتلك النظريات والتكتيكات.

ولا يمكن استيعاب أهمية الانتصار السعودي بمعزل عن الإحاطة الدقيقة بالبيئة الاستراتيجية التي تمت في إطارها المعارك والأهداف الجيواستراتيجية للأهداف المتوخاة من أطرافها، والمتغيرات الإقليمية والدولية التي تتم في سياقها، والأداء العسكري المذهل لقواتنا ومن هذه الأهداف ما يلي:

أولاً: النظرة الشاملة للاستراتيجية السعودية:

للمملكة استراتيجية شاملة أو عقيدة استراتيجية تستند إلى ركائز معينة تحدد فيها الأسس التي تعتمد عليها هذه الاستراتيجية والأهداف التي تتطلع إليها، والوسائل اللازمة لتحقيقها، والإطار الزمني الذي تتم فيه، والرقعة الجغرافية التي تحتوي عليها، والمدى الذي تؤثر فيه هذه الاستراتيجية في النطاقين المحلي أو العالمي.
وإذا أخذنا بالنظرة الشاملة للاستراتيجية السعودية من حيث كونها تعكس تطلعاتها لتحقيق الأمن الوطني في مرحلة زمنية معينة، نجد أن المحددات التي تحكم التحرك السعودي في إطار الاستراتيجية الشاملة للأمن الوطني تتمثل في القدرة على الدفاع عن النفس ضد التهديدات العسكرية الخارجية، سواء كانت تلك القدرة ترتبط باستراتيجية دفاعية تهدف إلى صد وإحباط العدوان العسكري في حالة وقوعه أو استراتيجية ردعية تهدف إلى منع وقوع العدوان من خلال امتلاك قدرة مؤكدة على التحرك الاستباقي أو الرد المضاد، وهذا يؤكد أن التوجهات السعودية استقرت منذ فترة طويلة على اتباع سياسات تعتمد على عدم المغامرة العسكرية أو التورط الخارجي، وقد استمرت المملكة في التأكيد على ثوابتها العسكرية والثقة بخياراتها الدفاعية دون التأثر بأي أجواء من الشحن أو الضغط على طريق التورط العسكري بما يتعارض مع ما تمليه من مصالحها الوطنية.
واقع الأمر أنه يحق لشعب المملكة العربية السعودية أن يفخر بقوات الملك عبد الله بن عبد العزيز المسلحة، هذه القوات المسلحة التي يدعمها ويوجهها من خلال الإمكانات الكبيرة التي حققها لنا القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولقد قامت القوات المسلحة بواجبها في صد المتسللين وطردهم، وكان لا بد من ردعهم لعدم المغامرة مع دولة بوزن المملكة، تظل المملكة العربية السعودية أحد البلدان الرئيسية والمحورية في منطقة الخليج والعالم العربي، فهي تلعب دوراً محورياً رائداً في ضمان أمن واستقرار المنطقة، كما أنها تلعب دوراً أساسياً فيما يتعلق بحاضر ومستقبل هذه المنطقة الحيوية لاستقرار وثبات الاقتصاد العالمي، فهي محط أنظار العالم بأسره، إضافة إلى دورهاالروحي الكبير.
وفي إطار حرص المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين بما لها من ثقل إسلامي، وعربي، وعالمي، واقتصادي، وحضاري على معالجة الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل الذي لا يقتصر فقط على المسائل العسكرية والمحافظة على وحدة التراب الوطني والسيادة، بل ويشتمل أيضاً على الجوانب الأمنية، والاقتصادية، والثقافية، والحضارية، والعمل على إيجاد آلية لحل النزاعات البينية، خاصة أن التجربة أثبتت بما لا يقبل الشك قدرة الجهد المخلص لقيادتنا على حل القضايا العربية في إطار البيت العربي بمنأى عن أية تدخلات خارجية، فقد تقدمت المملكة خلال اجتماع القمة العربي الذي عقد في المملكة في أواخر شهر مارس 2007 بورقة عمل تم اعتمادها في القمة هدفت إلى معالجة الأمن القومي بمفهومه الشامل، والعمل على إيجاد آلية لتفعيل العمل العربي المشترك، وحل جل القضايا في الإطار العربي لمنع التدخلات الخارجية، وحفظ الأوطان العربية وصيانتها والنهوض بالأمة، وتكريس هويتها، ووطنيتها لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة.


فالمملكة في تحركاتها تهدف إلى بقاء الدول العربية وسيطرتها الكاملة على كل أراضيها، وحماية حدودها، وممارسة سيادتها الوطنية، واستقلال قرارها السياسي، والاقتصادي، والتكنولوجي، مع الحفاظ على الثروات العربية بمختلف أنواعها للوطن العربي، والتأكيد على تعزيز الانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية، واحترام القيم الدينية إسلامية، ومسيحية، والحفاظ على أصالة الثقافة الإسلامية والعربية، وتراثها الحضاري، وأعراف وتقاليد مجتمعها، ومقاومة التغريب ودعاته، والتطرف وجماعاته، كل تلك الأهداف تجدها بعض الدول الإقليمية كابحاً لتطلعاتها الإقليمية في الهيمنة على دول الخليج والدول العربية.

ثانياً: استخدام عناصر الميليشيا (المتمردين) كأداة لتطلعات إقليمية:

بدأت أولى مراحل الصراع بين عناصر الميليشيا (المتمردين)، والسلطة اليمنية في عام 2004، فعلى مدى الأشهر الثلاثة الممتدة من يونية حتى أغسطس من ذلك العام، دارت معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني، وقوات عناصر الميليشيا (المتمردين)، وأشارت التحليلات إلى أن مسرح المواجهة كان يتميز بالصعوبة الشديدة بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة، وكانت معاناة القوات الحكومية كبيرة، لأنها كانت تواجه مسلحين يحتمون بالجبال، إضافة إلى معرفتهم التامة بالأرض، وتمتعهم بدعم السكان المحليين، وقد بلغ عدد القتلى زهاء (1000) قتيل كان من بينهم (قائد المتمردين) نفسه.. ولم يكد يمر عام إلا واندلعت مرحلة ثانية من المواجهات بين الطرفين خلال شهري مارس وإبريل عام 2005، ليصل عدد القتلى إلى زهاء (1500) شخص، وفي مايو من العام نفسه رفضت ميليشيا (المتمردين) مبادرة طرحها الرئيس اليمني تقضي بإبرام صفقة تقوم على منح عناصر الميليشيا عفواً عاماً مقابل إلقائهم السلاح والاستسلام، وقد أدى رفضها إلى استمرار الحرب حتى فبراير 2006، لتعود من جديد مع بداية عام 2007 عندما قامت الميليشيا في 28 يناير بمهاجمة بعض المنشآت العسكرية اليمنية، ليأتي الرد من جانب الحكومة في التاسع عشر من فبراير من العام نفسه عن طريق حملة عسكرية واسعة النطاق، استهدفت مناطق التمركز الشيعي في محافظة صعدة، واستمر القتال حتى السادس من يونية 2007، حيث تم التوصل إلى اتفاق وقف العمليات المسلحة بين الطرفين، غير أنه سرعان ما انهار هذا الاتفاق لتبدأ جولة أخرى من الصراع في إبريل 2008 عندما اشتبكت مجموعة من الجنود الحكوميين مع بعض عناصر الميليشيا في الثاني من مايو 2008 عقب انفجار استهدف الشيعة في أحد مساجد صعدة أدى إلى مقتل (15) وجرح (55) من المصلين، لتبدأ المواجهة بين الطرفين في الثاني عشر من الشهر نفسه، وتستمر حتى السابع عشر من يونيو من العام نفسه بإعلان الرئيس اليمني وقف العمليات القتالية.
بيد أنه سرعان ما تجدد مرة أخرى في يونيو 2009، حينما دار عديد من الاشتباكات بين الطرفين، وإن ظل الهدوء النسبي هو المسيطر على العلاقة بين الطرفين، لتنفجر الأوضاع بجولة سادسة من الصراع في الحادي عشر من أغسطس من العام نفسه 2009، وتستمر إلى اليوم، مخلفة عشرات من القتلى من الجانبين، إضافة إلى دمار هائل، ونزوح أكثر من 200 ألف عن ديارهم، وهو ما يؤثر بتداعياته السلبية في مستقبل الأوضاع في اليمن، ليفتح الباب واسعاً أمام سيل من التفاسير والتأويلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الصراع.

والحقيقة أن التداخل بين تحديات الداخل، وتضارب المصالح والأهداف والاستراتيجيات على مستوى الخارج أدى إلى تكوين كل هذا التعقيد والتشابك في القراءات المتعددة للأزمة. وهو ما يدفعنا– بداية– إلى تسجيل ملاحظتين مهمتين في هذا الخصوص:

الأولى: إن أزمة عناصر الميليشيا (المتمردين) لم تكن أزمة طارئة (وليدة اليوم، وإنما امتدت إلى أكثر من خمس سنوات فشلت الحكومة اليمنية في حسمها، سواء عسكرياً، أو سياسياً، بما يمكن معه القول بأنها كانت بمعدل معركة واحدة كل عام، مع استمرار المناوشات والاشتباكات المحدودة بين كل معركة كبيرة وأخرى، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل أبرزها أن جغرافيا اليمن الجبلية مكنت أنصار عناصر الميليشيا من الاحتماء بالجبال بصورة تمثل عائقاً أمام استهداف القوات الحكومية لهم، وتوافر السلاح لعناصر الميليشيا بشكل كبير، وذلك بالنظر إلى واقع ظاهرة انتشار السلاح في اليمن بشكل عام وسهولة الحصول عليه، واستفادة تلك الشرذمة (عناصر الميليشيا المتمردين) من تردد الحكومة في حسم مواجهتهم منذ البداية، بل دعمهم مالياً في بعض الأحيان من أجل استرضائهم، فضلاً عن الدعم القبلي لأنصار الحركة، حيث تشير المصادر المختلفة إلى أن هناك بعض القبائل التي تدعم تلك العناصر المتمردة بوازع الثأر من النظام الحاكم بسبب مقتل بعض أبنائها في المواجهات السابقة.

الثانية: تتعلق بمدى خطورة هذه الأزمة، مقارنة بالأزمات الأخرى التي يواجهها اليمن، وتنبع هذه الخطورة من انطوائها على أبعاد مختلفة يمكن أن تتسع بشكل يؤدي إلى تشابك وتداخل الخيوط بين السياسي والمذهبي، والداخلي والإقليمي، بشكل خطر.. وهنا ينبع البعد المذهبي في الصراع كون عناصر المتمردين شيعة ينطلقون من منطلقات دينية مذهبية تعتمد على أنصار المذهب، وترفع شعار المطالبة بحقوق الشيعة اليمنيين.. والدولة من جانبها تركز أيضاً في معطيات مذهبية في مواجهتها لهم، إذ تتهمهم بالتآمر على النظام الجمهوري، والتخطيط لإعادة نظام الإمامة، كما اتهمت عناصر المتمردين بادعاء الإمامة.
وقد استغلت بعض الدول الإقليمية هذا الصراع لإمداد عناصر ميليشيا المتمردين بالمال والسلاح ثم تحريضهم على التسلل إلى أراضي المملكة، ليكونوا رأس رمح في مخططهم الإقليمي في المنطقة الساعي إلى الهيمنة، سواء عبر علاقاته مع أطراف حاكمة في العراق أو عبر تزويد حزب الله بأسباب قوته من حيث التسليح، والتمويل، والتدريب، وكذلك مساندة حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي بالمال. وترى بعض الدول الإقليمية أن البيئة الإقليمية في أعقاب غزو العراق أضحت ملائمة لمصالحهم ولأهدافهم الإقليمية– وهذه سمة أخرى من سمات غياب الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة. وقد خدم احتلال الولايات المتحدة العسكري للعراق وأفغانستان تلك الدول الإقليمية، فقد زال نظامان مناهضان لها هما النظام العراقي، ونظام طالبان. فبعض الدول الإقليمية في موضوع عناصر ميليشيا المتمردين يريدون استهداف الدور السعودي الإسلامي والعربي الجامع السابق الإشارة إليه وإرباكه وإضعافه.

ومن هنا يتبين أن المملكة ليس لها علاقة بذلك الصراع داخل اليمن، إلا أنه حدث وفقاً لمخطط بعض الدول الإقليمية بأن قام عناصر ميليشيا المتمردون بإرسال مقدمات بذريعة اتهام المملكة العربية السعودية بمساعدة الحكومة اليمنية، وأن قواتها تضرب مواقعهم، وهو ما نفته المملكة، والأمر ليس جديداً عندما تخسر أي فئة مواقعها وتشعر بالخسارة، تلجأ إلى خلق جهة أو عدو تضيفه لخلافاتها، وعملية فتح معركة مع المملكة لمصلحة طرف خارجي، وتسويغ هذا الأمر بعمل قلاقل لها تأتي كشاهد أن عناصر ميليشيا المتمردين مجرد أداة في إدارة لعبة أكبر.
والثابت أن المملكة تفضل دائماً الحياد في الصراعات العربية الداخلية بما فيها اليمن لإدراكها أن الحساسيات السياسية قد تتطور إلى اتهامات، فحروب، أو أعمال تخريبية، والتجارب كثيرة. فالمملكة لا تريد أن تكون طرفاً في مشكلة يمنية داخلية، وقد عملت المملكة ولا تزال بكل جهودها على استقرار اليمن الذي تدرك أهميته بأن يكون بلداً يتسع لكل المذاهب والأحزاب، ويبني مؤسساته بإرادة جماعية، ولعل عناصر ميليشيا المتمردين يدركون من تجارب اليمن نفسه كيف كانت خسائر الحروب الأهلية والانقلابات، وأيضاً اتخاذ تجربة لبنان، والعراق، وأفغانستان وغيرها، ومدى ما خلفته تلك الحروب من مآسٍ لا تزال تدفع ثمنها حتى اليوم.

لقد عاش اليمن في عهوده المختلفة وحدته الوطنية، ولم تبرز الطائفية حتى في أقسى الظروف، إلا أن عناصر ميليشيا المتمردين الذين أرادوا تغيير المعادلات بعمل فوضى تقسم اليمن إلى ولاءات وصراعات قبلية بمذاهب متعددة، بإيعاز خارجي له أجندته في المنطقة، فتورطهم بإرسال مجموعات تسللت إلى أرض المملكة، وأطلقت النار على بعض قوات حرس الحدود، وغيرها من الأعمال العدائية في خرق واضح وفاضح لحرمة التراب الوطني السعودي.

ثالثاً: السياق الاستراتيجي:

القضية أبعد من تسلل شرذمة آثمة إلى أراضي المملكة، فتحرك عناصر ميليشيا المتمردين المتسللين تم بتدبير أحكم بليل في إطار الموقع والموقف الاستراتيجي الذي تدور من خلاله الأحداث، فبعض الدول الإقليمية تعلم تماماً أهمية البعد الاستراتيجي لموقع اليمن، حيث يتميز اليمن بموقع استراتيجي فريد، فهو يقع على مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية الكبرى. كما أنه يملك سواحل طويلة على كل من البحر الأحمر، وخليج عدن، إضافة إلى تبعية عدد من الجزر المهمة مثل جزر حنيش الكبرى والصغرى عند مدخل مضيق باب المندب بين البحر الأحمر، وجزر سومطرة في بحر العرب، ناهيك من أنه البوابة الرئيسية التي تربط شبه الجزيرة العربية بالقارة السمراء، وعقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر دفعت الاعتبارات الأمنية ببعض أدبيات التفكير الاستراتيجي الغربية إلى التوسع في استخدام مفهوم القرن الإفريقي ليشمل اليمن، وربما بعض بلدان الخليج العربية‏، يقول (روبرت روتبرج) في ذلك: إن القرن الإفريقي الكبير ينطلق بقوة دفعه الذاتية صوب اليمن،‏ ومنها إلى قلب الجزيرة العربية والخليج العربي، كما أنه يشمل منطقة بالغة التعقيد في شمال شرق إفريقيا‏، وهي تمتد من قمم جبل كليمنجارو حتى منخفضات جيبوتي، ومن صحراء تشاد حتى سواحل البحر الأحمر‏،‏ وهو يتجه جنوباً مروراً برأس عسير حتى سواحل بلاد بونت (الصومال)‏، ويمكن لنا أن نحدد جملة من المتغيرات أسهمت، ولا تزال في إعادة صياغة وتشكيل القرن الإفريقي، ‏أهمها الموقع الجغرافي وأثره على التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمنطقة‏، إذ لا يخفى أن القرن الإفريقي يمثل ممراً وبوابة للبحر الأحمر، وخليج عدن‏،‏ إضافة إلى الخليج العربي والمحيط الهندي‏،‏ وهو الأمر الذي جعله لقرون طويلة، ولا يزال محط اهتمام القوى الدولية المسيطرة‏،‏ وكذلك القوى الإقليمية.

وعلى هذا، فإن التدخلات الخارجية من أجل السيطرة والنفوذ هي التي حددت بشكل كبير تطور الأحداث ومآلاتها في المنطقة‏،‏ بيد أن درجة ومستوى هذه التدخلات تباينت من فترة زمنية لأخرى مع انتشار المجاعة والكوارث الطبيعية‏، ويبدو أن الصور الذهنية التي تروج لها وسائل الإعلام الغربية والدولية، أضحت تقارب بين الإقليم والمجاعة‏، حتى إنه بات يعرف باسم قرن المجاعة‏، ولعل أخطر موجة ضربت الإقليم كانت عامي ‏1984‏ و‏1985‏، وقد أفضت هذه الكوارث إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي الذي أسهم بدوره مع الحروب الأهلية في زيادة مأساة ومعاناة المواطنين‏.‏ ويبدو أن الدول الغربية والقوى المانحة التي تهرع لتقديم العون والمساعدة للإقليم ما فتئت تستخدم هذا الغطاء الإنساني لتخفي وراءه أجندة التنافس من أجل السيطرة والنفوذ‏،‏ وهو ما يشكل أحد أبرز أبعاد الصياغة الجيواستراتيجية للمنطقة‏، فقد ورث القرن الإفريقي انتشاراً غير مسبوق لتجارة الأسلحة الصغيرة والخفيفة التي أصبحت اليوم أكبر مصدر لتهديد الأمن والاستقرار في الإقليم برمته‏‏ على أن عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر قد جعل المنطقة تعج بالأنشطة العسكرية، والاستخباراتية الغربية، والأمريكية،‏ والإقليمية،‏ وذلك بحجة محاربة الإرهاب تارة، ومواجهة أعمال القرصنة تارة أخرى‏.‏

فإذا ما أضفنا العلاقات الاستراتيجية الوثيقة ما بين إيران وإريتريا لاتضحت الصورة أكثر وأوضح، وقد بدأت العلاقات الإيرانية الإريترية في عام 2006 عندما ذهب مبعوث إريتري إلى طهران بدعوة من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لبناء علاقات مع إريتريا لموقعها الاستراتيجي في البحر الأحمر حتى يتمكن من تضييق الخناق على المملكة العربية السعودية ومصر واليمن.
في شهر مايو 2008 تم التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين التي تنص في الظاهر على التعاون الاقتصادي، والزراعي، والاستثمارات الفنية، وفي حفل التوقيع على مذكرات التفاهم (كما توصف) قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد: إن إيران، وإريتريا عازمتان على تطوير علاقاتهما في المجالات كافة، وقد أعطى الرئيس الإريتري كامل الصلاحيات للإيرانيين بالتصرف في مصفاة تكرير البترول التي تم بناؤها من قبل الروس في ميناء (عصب) والتي تم توقف أعمالها قبيل بدء الحرب الحدودية مع إثيوبيا، ومن خلال هذه القاعدة التي هي في الظاهر اقتصادية، وفي الباطن عسكرية استخباراتية، أرسلت إيران سفنها وغواصاتها المحملة بالصواريخ البالستية إلى ميناء (عصب)، وشوهد عناصر من الحرس الثوري الإيراني في منطقة أبو علي جنوب غرب ميناء عصب.

واستخدمت تلك القاعدة لمد عناصر ميليشيا المتمردين بالسلاح عبر رحلات بحرية إلى المناطق القريبة من سواحل مينائي ميدي واللحية القريبين من صعدة، وللتأكيد على أن إيران لها أهداف مبيتة غير تلك المعلنة المتعلقة بمصفاة تكرير البترول، ومن تلك الأهداف تمركز إيران في أهم ممرين مائيين في العالم هما: مضيق هرمز، وباب المندب.

ونقلت تقارير أن سفناً إيرانية محملة بالأسلحة والعتاد المختلفة لعناصر الميليشيا المتمردين وصلت مؤخراً إلى جنوب البحر الأحمر، لكنها لم تستطع الاقتراب من السواحل اليمنية، وتحديداً سواحل منطقة ميدي نتيجة طوق الحصار المحكم الذي تفرضه قوات البحرية السعودية، ما دفع بتلك السفن التوجه إلى السواحل الإريترية وإفراغ شحنتها من الأسلحة هناك ليتم بعد ذلك تهريبها، ونقلها إلى الأراضي اليمنية عبر قوارب صغيرة بما فيها قوارب خاصة بالصيد، والأمر اللافت هنا أن إرسال الصواريخ والسلاح الإيراني بأنواعه لعناصر ميليشيا المتمردين المأجورين في اليمن عبر السواحل الإريترية التي توجد فيها قواعد عسكرية إسرائيلية لم يتم ضربها من قبل إسرائيل، وبكل تأكيد ما يدور في إريتريا بين إيران وإسرائيل زواج متعة، ويتمتعان معاً في ضرب المملكة العربية السعودية، لأن إضعاف المملكة غاية الطرفين.

رابعاً: عناصر ميليشيا المتمردين ومخطط بعض الدول الإقليمية لاستخدام (استراتيجيات غير متناظرة):

كانت الاستراتيجية لبعض الدول الإقليمية من توريط عناصر ميليشيا المتمردين المتسللين في اقتحام أراضي المملكة هو استخدام (استراتيجيات غير متناظرة) ضد القوات السعودية المسلحة بغية الإرباك كعتلة لتسليط ضغط استراتيجي على المملكة، وهذه الاستراتيجيات قد يتراوح مداها بين الإرهاب عند الطرف الأدنى، وخطر الصواريخ عند الطرف الأعلى، وهنا تتلاقى تلك الأهداف مع تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يهدد بمهاجمة أهداف محددة ذات صلة بالطاقة، سواء باب المندب أو مضيق هرمز، حيث إمدادات الطاقة والنفط. ففي حسابات تلك الدول الإقليمية قد لا يكون من الضروري إدامة شن الحملات، ولكن الطرف المهاجم قد يبقى يعلق آماله على إثارة الفوضى في بلد يتحكم، ويؤثر بصفة رئيسية في أسواق النفط والمال العالمية، وهذا يقع تماماً ضمن الخط التقليدي للاستراتيجية التي تستهدف الإرباك بدلاً من التدمير كعتلة لتسليط ضغط استراتيجي، إن محاولة إحداث إرباك مؤقت في المملكة (وهو الأمر الذي يؤثر في أسواق الطاقة والمال أو من خلال اتباع أعمال التخريب) كانت ضمن مخططات بعض الدول الإقليمية باستخدام أداة هي عناصر ميليشيا المتمردين.

خامساً: الأداء الملحمي للقوات المسلحة السعودية في الميزان الاستراتيجي:

في التقييم الاستراتيجي لأداء القوات المسلحة السعودية، فإنه يمكن تقييمها الموضوعي والعلمي عبر المحددات التالية:

الأهداف:

تركز الأهداف للأعمال العسكرية (في المعنى المجازي: الهدف هو التأثير المطلوب. وفي المعنى الملموس، الهدف هو الشيء المادي للعمل المتخذ) يتطلب اختيار القصد تفكيراً واضحاً ومنطقياً، يجب أن يكون الهدف واضحاً ومباشراً، وأن يفسّر سبب القيام بالعمل العسكري.

المهمات والواجبات:

الواجب هو عمل أو وظيفة تعطى للمرؤوس من قبل سلطة أعلى، والمهمة هي الواجب الذي مع السبب بإمكانه أن يشير بوضوح إلى العمل الذي يجب القيام به، وفي أثناء ديناميكية الصراع يسيطر السبب على الواجب.

حرية الحركة:

هي القدرة على التصرّف، وفقاً للإرادة، وحرية حركتنا السياسية والعسكرية هي مفتاح النجاح في الصراع، لذلك يكون القصد التركيز على الاحتفاظ بحرية الحركة ومنعها على العدو.

السيطرة:

في المعنى العسكري السيطرة على بقعة أرض أو على نشاط ما يمنع القوة المسيطرة حرية استعمالها، ومنعها عن العدو في الحرب أو في العمليات المحدودة، ويمكن اللجوء إلى العمل العسكري ليس للسيطرة على بقعة أرض أو نشاط فحسب، بل للمساهمة أيضاً في إرساء السيطرة السياسية، وذلك بهدف مساعدة السكان على التغيير بطرق تحسّن النظام الداخلي والدولي.

الهجوم والدفاع:

هي الأشكال الأساسية للعمل العسكري، فالدفاع: هو حماية شيء ما ضد الضربة، والهجوم: هو إطلاق الضربة– نقل المعركة إلى أرض العدو– لا يمكن اعتبار كل من المفهومين مستقلاً عن الآخر فهما متكاملان.

العمليات واللوجستية:

العمليات: هي ترتيب أنظمة القتال المتوافرة في نموذج منسق من الأعمال وتوجيهها كرد على متطلبات الاستراتيجية واللوجستية، أحياناً تفرض اللوجستية مجرى الأمور على العمليات، إذا كان النظام اللوجستي بحاجة إلى قاعدة تمركز أو مركز اتصالات أو محور، يجب أولاً الحصول عليها ومن ثم المدافعة عنها.

اللوجستية: هي ترتيب أنظمة الموارد (التموين، النقل، الصيانة، الطبابة،... إلخ). التحضير اللوجستي الجيد ينتج ليونة عملياتية، لذا يتم تنسيق المسعى العملياتي اللوجستي.

الخداع:

هو أي عمل يستهدف العدو من خلال التأثير في فهمه للوضع، ويعرف عنه على أنه تلك الإجراءات المتخذة لتضليل العدو بواسطة التلاعب، أو التحريف، أو تزوير الوقائع بهدف إقناعه، ودفعه إلى ردات فعل تناقض مصالحه. وهناك مقاربتان أساسيتان للخداع، الأولى: تكمن في زيادة عامل القلق والشك بهدف منع العدو من التحرك في الوقت المناسب، والثانية: هي تضليل العدو عن محور عمل يدعم المجهود الميداني.

العوامل الإنسانية:

يتطلب الفن العسكري تفهماً للطبيعة الإنسانية، الصديقة والعدو على السواء، خصوصاً في إطار الأعمال الحربية.
وقد نجحت القوات المسلحة، وفق تلك المحددات تماماً، ولم يُفاجأ المتسللون باكتشاف أهدافهم هم والقاعدة فحسب، بل بالقدرة السعودية الهائلة، والتنظيم السريع بين وحدات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية، وبين تشكيلات القوات المسلحة بتنوعها وتعددها التابعة لوزارة الدفاع وبالتنظيم المتقن والسريع حتى مع وزارات المالية، والصحة، والدفاع المدني، ومحافظات المنطقة بتعددها، ما يشير إلى تناسق رائع ومدهش في أعمال هذه الوزارات، سواء كانت مدنية أو عسكرية عند حدوث الملمات والطوارئ، ثم الاستجابة الشعبية الرائعة جداً من صحف مطبوعة وإلكترونية غطت الحدث ببراعة، ولم تترك لترهات القنوات الفضائية المتحيزة دوراً، وحتى المواطنين في القرى التي تم إخلاؤها تماماً استجابوا للتنسيق بهدوء، وتم نقلهم إلى مراكز جهزت لغرض إيوائهم ومواصلة أبنائهم للدراسة، كل ذلك في أقل من يومين.
بهذا التنظيم المحكم الرائع والسريع استطاعت القوات المسلحة السعودية أن تشكل حزاماً أمنياً بعمق عشرة كيلومترات داخل الأراضي السعودية بعد أن تم إخلاء جميع القرى داخل هذا السياج الأمني، وبالتالي تتبع جميع حالات التسلل المخطط لها واكتشافها بسهولة للاستسلام أو تعرضها لنيران القوات المسلحة. كما شنت القوات الجوية السعودية هجمات ضد المتمردين المتسللين باستخدامها مقاتلات من طراز (إف– 15)، وطائرات (التورنيدو) للهجوم على المواقع الأرضية، لعمل حزام أمني يمتد نحو عشرة كيلو مترات لمنع المتمردين المتسللين من معاودة التسلل.

إن ملحمة النصر في (الدرع الجنوبي) والسيطرة الكاملة عليه، الذي يعد من (أهم المناطق استراتيجياً)، يؤكد أن القوات السعودية قامت بتطهير وتدمير أي قوة معادية موجودة.
ولا بد من التنويه هنا بأن زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين لجنوده والاطمئنان على سير المعارك لهو دليل على امتزاج القيادة السعودية الرشيدة بقواتها المسلحة، كما قام المليك بتفقد مراكز إيواء النازحين، وأكد سيدي خادم الحرمين الشريفين أثناء الزيارة في حديث توجه به إلى قياداته الأمنية أن المملكة (لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبراً من أراضيها ) مضيفاً: ( أنه لا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى النصر بعزة وكرامة أو الشهادة في سبيل الله ثم الوطن)، إن القوات المسلحة، وحرس الحدود يؤديان واجبات وطنية غاية في الأهمية، وبقدر ما تضحي قواتنا العسكرية، فإنه قليل من أجل الوطن الغالي، وبقدر ما يكون التضامن الوطني محققاً لصادق الولاء والوفاء لقيادة المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقطاعات العسكرية كافة، ولسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وقد كان اعتداء العناصر المتسللة المخربة على جزء من حدود المملكة الجنوبية سبباً في تحريك قوات الواجب السعودية لمواجهة المعتدين، وحسم الموقف في المكان والوقت المناسب، وهو الأمر الذي حظي بالاحترام والتضامن من داخل المملكة وخارجها.
وقد مكن الله– سبحانه وتعالى– لجنودنا البواسل أن يحققوا النصر المؤزر في حروب وعمليات حربية وأمنية متعددة، لتصبح بلادنا واحدة من أكثر بلدان العالم أمناً واستقراراً، فالقوات المسلحة السعودية، وقوى الأمن السعودي كافة تعمل في ظل سياسة سعودية حكيمة منطلقها العدل والوضوح.

وقد كانت، ولا تزال القوات السعودية، تنطلق من مبادئ عادلة، وتخوض حرباً أو عمليات عادلة غايتها إحقاق الحق، وقطع دابر العدوان، وإذا كانت معركة الخفجي قد تمت في إطار حرب عامة أكدت فيها القيادة السعودية قدرتها على اتخاذ القرار الصائب، وحسم الموقف بقوة السلاح، وعزيمة الرجال المخلصين، فإنها اليوم تنفذ عمليات حربية مكثفة قوامها العمليات المشتركة المنسقة، وكما كان الجندي السعودي المظفر عند حسن ظن القيادة ومفخرة للوطن على مر التاريخ، فإنه بما يحقق هذه الأيام على الحدود الجنوبية (الدرع الجنوبي) يزداد احتراماً، ويكسب مزيداً من المصداقية بجاهزيته لتلبية نداء الواجب، وباحترافه العمل العسكري وتفوقه في استخدام السلاح.

ومن يعرف طبوغرافية مسرح العمليات الراهنة على الحدود السعودية اليمنية يدرك طبيعة العمليات التي تتم خلالها أبرز أشكال فن الحرب، وتديرها القيادة السعودية بكل ثقة واقتدار، إنها نوع من أنواع الحرب تسمى العمليات الحربية في غير زمن الحرب، وينظر إليها بأنها نوع من الصراع منخفض الشدة لاحتوائه على مهام متعددة لتحقيق غاية حربية واحدة، وفي هذه العمليات تكامل لعدد من المهام الحربية في عمليات مشتركة تنفذها القوات السعودية بمستوى من القيادة، والسيطرة، والاتصال يبرهن على التفوق، ودقة الأداء الحربي.

فهنالك عمليات برية، وجوية، وبحرية، وعمليات للقوات الخاصة، وعمليات أمنية، ومهام استطلاع مستمرة ناهيك عن العمليات الإنسانية في الإخلاء والإيواء للسكان، وتنظيم شؤون المتسللين، وتنفذ هذه العمليات في منطقة شديدة التضاريس، وفي مواجهة عناصر معادية مختلفة كلياً في غاياتها وقيمها الحربية، ما يبرهن عن فروسية المقاتل السعودي الذي يخوض المعارك بأخلاق وقيم رفيعة تعكس قيم الدولة والمجتمع على حد سواء.

وإذا كانت القوات السعودية قد تمكنت من الانتقال إلى الحدود السعودية عبر أكثر من محور وطني، فإنها قد تمكنت بسبب مظاهرها الحربية المشرفة من كسب القلوب والعقول على المستوى الوطني، وهي تنفذ عمليات حربية وأمنية، وتقدم مساندة إنسانية كريمة.

فلم تعد الحروب والعمليات الحربية تدار بعيداً عن أعين العالم، بل إن حجم التغطيات الإعلامية، وتوافر جميع وسائل الإرسال والاتصال جعلت مسرح العمليات الحربية أكثر شفافية ووضوحاً، وقد ساهمت وسائل الإعلام المباشر في جعل العالم على اطلاع مستمر عن مدى عدالة الموقف السعودي، وعدالة القوات السعودية في عملياتها الميدانية التي لم تخرج فيها عن الغاية التي من أجلها تدار هذه الأزمة.

لقد كان تطهير المناطق الحدودية من المخربين، ومنع تسللهم هدفاً رئيسياً يعكس في واقعه مدى الإصرار والعزيمة لقمع كل من تسول له نفسه أن يعبث بالتراب السعودي. وفي هذه العمليات رسالة شديدة الوضوح لمن يدعم هؤلاء الأشرار أو يتعاطف معهم، وسيعلم أصحاب النوايا الشريرة أو الأجندة الإقليمية أن هزيمة تلك الميليشيا المتمردة من قبل الجيش اليمني داخل أرض اليمن الشقيق ثم هزيمتهم على الحدود السعودية تعد أكبر رسالة لأعوانهم للتعبير عن تضامن قوي وتعاون مؤكد بين المملكة واليمن، لتنسيق جميع المواقف الأمنية لمنع مخاطر الإرهاب، وتجفيف منابعه الفكرية والسياسية.

لقد استطاعت القوات المسلحة السعودية أن تثبت جاهزيتها واستعدادها الدائم للدفاع عن كل شبر من أراضي المملكة، وأن تثبت أن جهود التحديث للقوات المسلحة السعودية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام آتت أكلها بفضل الله.

ويمكن استخلاص أهم الدروس التي استخلصها العسكريون والمحللون من الأداء القتالي السعودي كالتالي:

- التأكيد على أهمية المعلومات الاستخباراتية.
- التركيز على السكان واحتياجاتهم وأمنهم.
- تأسيس وتوسيع نطاق المناطق الآمنة.
- عزل المتمردين عن المناطق المأهولة.
- إجراء عمليات تجميع معلومات بصورة مستمرة، وفعالة، وموسعة.
- توعية وتدريب القوات على القيام بعمليات مكافحة التمرد.
- الاستفادة من الخبرات العسكرية، وزرع العملاء، وتطوير العمليات الخاصة.
- حرمان المتمردين من الملاذ الآمن.
- تشجيع تبادل المعلومات والتعاون العسكري والسياسي الوثيق.
- تأمين حدود الدولة، وحماية البنى الأساسية فيها بتوافر قاعدة معلوماتاستخبارية مسبقة.

إن القوات المسلحة لخادم الحرمين الشريفين قد سطرت بأدائها البطولي، وبدمائها الزكية الكرامة وقوة استمرارها، واليوم وبعد تحقيق النصر تقف القوات المسلحة السعودية (قوات خادم الحرمين الشريفين) شامخة بسيوفها المعقودة في ساحات المجد، والعزة، والكرامة، وما الشهداء الذين سقطوا سوى أبطال من أبطالها، ما رضوا بالغدر والعدوان، فخلدوا ليخلّد العلم، وينهض الوطن، هم الذين عصوا على العدو، فما استطاعت شرذمتهم تحقيق أهدافهم الخبيثة، وانتصرنا عليهم، حفظاً لعزّة الوطن، وصوناً لقيمه وحضارته الإسلامية الفريدة المميزة، فلقد حاول الإرهاب، وتحت ستار الدين، الذي هو منه براء، أن يوجه لوطننا ضربة قاصمة باعتقاده أنه يستطيع إرهاب قواتنا المسلحة باعتبارها مقدّمة لإنهاء الوطن، كما نشط المتسللون الغادرون المدفوعون بتوجهات من الخارج، إلا أن تضحيات قواتنا وصمودهم وسهرهم الدائم، وهم أصحاب قضية الدفاع عن الإسلام والوطن، أحبط كل تلك المؤامرات.
إن هذا النصر ما هو إلا ثمرة جهود قوات خادم الحرمين الشريفين، وتضحياتها، والتزامها الدؤوب، وهي دوماً حزاماً للأمن والأمان لوطن ينعم- بحمد الله- تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والمخلصين من أبناء هذا الوطن، برونقه، وتألقه، وعدله، وسماحته، وخدمته لمقدسات الإسلام والمسلمين، وتراب الوطن الغالي.
حمى الله ديننا، وبلدنا، ومليكنا، وولي عهده، وشعبنا من كل مكروه، ولقائد الميدان البطل الأمير خالد بن سلطان ومعاونيه التحية والإجلال، ولبواسل وأبطال قواتنا المسلحة الأحياء منهم والشهداء والمصابين الفخر والاعتزاز.

الـمـصـدر


 
التعديل الأخير:
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

نقل كافي ووافي
تسلم يمينك
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

*****************



نعم الفخر لنا ثم لنا ثم لنا لأننا الوحيدين الواقفين في وجه المجووووووووووس قال شوية متخلفين
هؤلاء الشوية المتخلفين قاموا بست حروب في بلدهم والقتلى مايقرب العشرة آلاف يامنصف :bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]::bleh[1]:
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

انا شد انتباهي في الموضوع هذه الفقرة

ولا نبالغ بالقول بأن ذلك الأداء الفريد قد أحدث تغييرات تكتيكية في نظريات الحروب غير المتناظرة، وأضاف أبعاداً جديدة لتلك النظريات والتكتيكات.

ممكن صاحب الموضوع يزيد يذكرلنا شرحها بالتفصل
ولعلى وعسى نستفيد منها في الجزائر في محاربة الجماعات الاجرامية المسلحة
واجره على الله مسبقا
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

قطعت يد ايران في اليمن وفي البحرين وستقطع بأذن الله في جميع ارجاء الوطن العربي
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

الخوبة .. السد المنيع

alkobah.PNG




إعداد \ اللواء الركن الدكتور

عبدالعزيز العبيداء

الخوبة جزء عزيز من المملكة العربية السـعودية، قفز للأخبار في الآونة الأخيرة كونه مسرحاً لعمليات عسكرية بين الجيش العربي السعودي المدافع عن أرضه، وفئة خارجة على قوانين بلادها وتعتدي على جيرانها. والخوبة مركز حضاري في محافظة الحرث، إحدى محافظات منطقة جازان. وكانت محافظة الحرث قد برزت إلى الأخبار في عام 2001م عندما انتشر فيها وباء حُمى الوادي المتصدع، مع بعض محافظات جازان الأخرى، حيث زارها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد حينها)- حفظه الله- قادماً من باريس في خطوة جذبت الاهتمام العالمي والمحلي على كل الأصعدة، وبعد ما يقرب من تسع سنوات على ذلك الاهتمام الكبير ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يزور المنطقة للاطمئنان على جنوده البواسل، ورفع معنوياتهم للدفاع عن أراضيهم التي شـهدت اعتداء من الإرهابيين الحوثيين على جبل الدخان الواقع داخل الأراضي السعودية، لتقفز المحافظة مرة أخرى لتتصدر نشرات الأخبار.

ولا شك أنه سيكون للمنطقة أهمية إستراتيجية قصوى في ردع المعتدين على أراضي المملكة، لأن الظروف توحي بأن هناك نية للنيل من استقرار اليمن بين إرهاب الحوثيين، وتزايد نشاط القاعدة، كذلك تزايد أصوات الانفصاليين الجنوبيين، وهذا لو حدث- لا قدر الله- سيكون أثره في المنطقة سيئ، حيث إنه سيمكن العصابات الفوضوية من الانتشار في منطقة تضاريسها صعبة، وتطل على بحر العرب، والبحر الأحمر، وقد يمكنها من السيطرة على الضفاف الشرقية لمضيق باب المندب، الذي يعاني أصلاً من عصابات القرصنة، ولا شك أنه إذا اجتمع الطرفان، فإنها ستكون كارثة بجميع المقاييس على حركة التجارة العالمية، وستعاني منها الأساطيل التجارية، والعسكرية، والملاحة العالمية بصورة عامة، كما ستكون أراضي المملكة معرضة لعصابات من نوع أو آخر في مناطق متعددة من الحدود الطويلة والوعرة مع اليمن.
لذا لا بد من وضع هذا الموضوع على طاولة البحث والتفكير لإعداد العدة لمرحلة عدم استقرار عالمية تخوضها جماعات تدعمها دول، وأحياناً شركات حكومية وغير حكومية، وربما أفراد، أو تدعم نفسها عن طريق جمع التبرعات والاستثمار.
العقد الماضي قلب كثيراً من المفاهيم، ولا تكاد دولة تنجو من آثاره السيئة اقتصادياً، أو عسكرياً، أو اجتماعياً، ومن الدول القليلة التي تخطت هذا العقد بسلام المملكة العربية السعودية، فبعد أن كانت أحد المستهدفين في موجة التغيير، أصبحت مفتاحاً لحل الأزمات الإسلامية، والعربية، والإقليمية، وهذا بفضل الله ثم بالسياسة الحكيمة التي اتبعتها الدولة منذ بداية الصراع الأخير في المنطقة العربية، حيث تدخلت بقوة لتحرير دولة الكويت، ونأت بنفسها عن المشاركة في احتلال العراق، ونجح تحرير الكويت، وما زال العالم يتخبط في العراق.
أما اقتصادياً، فالمملكة تعيش إحدى أهم فترات نهضتها، ففي الوقت الذي تعصف بالعالم تيارات الكساد الاقتصادي، والمالي، والاجتماعي، تتحول المملكة إلى ورشة عمل للمشاريع العملاقة، التي تؤسس لمستقبل مشرق بحول الله، حيث إن النهضة ركزت على أسس قياس التحضر في المجتمعات، وهي الصحة، والتعليم، ولم تهمل الدفاع، والأمن، والميادين الأخرى. فالمدن الجامعية والجامعات العملاقة قفزت من سبع جامعات إلى (24) جامعة، وهي في تزايد، وكذلك المرافق الصحية أخذت نصيباً كبيراً من الاهتمام، كما مدت الطرق، والسكك الحديدية، وأقيمت المُدن الاقتصادية والصناعية، ووسـعت الأماكن المقدسـة، وابتعث عشـرات الآلاف من الشـباب للدراسة في الخارج والداخل، ودعمت صناديق الرعاية الاجتماعية، والإقراض الحكومي، وزيدت الرواتب، والخير من فضل الله كثير، وفي ازدياد.
ولا شك أن هذا العهد الزاهر امتداداً لما قبله من عهود زاهرة، والذي حققت المملكة خلاله قفزات هائلة اجتماعية واقتصادية، كما أن دورها الإقليمي والدولي على المستويين العالمي والإسلامي، أصبح بارزاً ومهماً، ويكفيها فخراً أنها الدولة الإقليمية الوحيدة بين مجموعة العشرين الأكبر عالمياً.
في هذا الجو المفعم بالتفاؤل والأمل خرج للعالم شرذمة من الإرهابيين الخارجين على قوانين بلادهم ليعكروا هذه الأجواء المتفائلة، ولكن الحكمة التي يتمتع بها قادة المملكة ستحتوي أمثال هؤلاء رغم غدرهم، فها هو خادم الحرمين الشريفين- حفظة الله- يعلنها صريحة أنه ليس للمملكة أطماع في جيرانها، ولا تتعدى على أحد، ولا ترضى أن يُدنس ترابها معتد.
وهذا هو سمو ولي عهده الأمين- سلمه الله- يتكلم بحرقة وأسف عن هذه الأحداث، وهو المعروف لدى أهل اليمن أفراداً وشيوخاً بأياديه البيضاء وأفضاله التي لا تحصى عليهم وعلى غيرهم. كما أن لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان القائد الميداني للقوات السعودية رؤية لخصها بأن المملكة طهرت أراضيها، ولن تنجر إلى حرب مع أحد، وسوف تكون بالمرصاد لأي متسلل غادر. والأمير خالد بن سلطان صاحب خبرة كبيرة في قيادة جيوش متعددة الجنسيات في أطول حروب عصرنا الحديث وهو يدرك جيداً العلاقة بين السياسة والحرب.
في هذه الورقة سنتحدث بشيء من التفصيل عن مسار خط الحدود بين المملكة واليمن، كما سنلقي الضوء على منطقة جازان، ومحافظة الحرث، وسنتناول بشيء من التفصيل الخوبة، وما يحيط بها من جبال وأودية. المكتوب عن هذه المناطق قليل، وكان لي شرف زيارتها أثناء تسلم نقاط الحدود بين اليمن والمملكة، حيث قمت ومجموعة من الزملاء بزيارة معظم النقاط الحدودية بدءاً من جزر فرسان إلى الطوال، وانتهاء بالنقطة الثلاثية السعودية اليمنية العمانية شرق الخرخير، ثم عبرنا الربع الخالي باتجاه الشمال تقريباً إلى يبرين، واستغرقت رحلتنا 9 أيام قطعنا خلالها نحو 2100 كم، وكان لحرس الحدود دور مهم في إنجاز هذه الرحلة.
كما أنني استعنت بعد الله في رسم خريطة المنطقة التوضيحية والتعرف على المنطقة بالتفصيل بأحد أكثر الرجال معرفة بهذه المنطقة، من وجهة نظري، حيث قضى سنوات عديدة يعمل في لجان الحدود، وأكاد أجزم بأنه من أهم المراجع في معرفة الحدود الدولية للمملكة، وهو الأستاذ عبدالله بن صالح العنيزان، أحد موظفي هيئة المساحة الجيولوجية، فله مني جزيل الشكر، ولزملائي في رحلة الحدود والربع الخالي أيضاً الشكر.

الحدود الدولية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية
يبلغ مجمل طول خط الحدود البرية للمملكة نحو 4531 كم، منها 1327كم مع الجمهورية اليمنية أي ما نسبته 29% من مجمل الحدود.
وتوثيقاً للعلاقات الأخوية المميزة بين البلدين، تم الاتفاق على تعيين الحدود البرية والبحرية بينهما بموجب معاهدة الحدود الدولية بين البلدين الموقعة في مدينة جدة في العاشر من شهر ربيع الأول عام 1421هـ الموافق 12/6/2000م، ويمكن تقسيم خط الحدود حسب طبيعة الأرض إلى ما يلي:

الجزء الأول:

يبدأ من العلامة الساحلية رقم واحد على البحر الأحمر المسماة (رصيف البحر تماماً رأس المعوج شمالي لمنفذ رديف قراد), وينتهي عند علامة جبل الثأر, التي تحمل الرقم (292)، ويمثل هذا الجزء القطاع الساحلي والجبلي، ويبلغ طوله نحو 400 كم.

الجزء الثاني:

ويبدأ من جبل الثأر جنوب شرق نجران, وينتهي عند نقطة النسق الجغرافي لتقاطع خط العرض (19) شمالاً مع خط الطول 52 شرقاً، وهي نقطة التقاء الحدود السعودية اليمنية العمانية، ويمثل القطاع الرملي, ويبلغ طوله نحو 927 كم، وقد تم ترسيم خط الحدود, وتثبيت علاماته على الطبيعة، وإنتاج خرائط خاصة بمقاييس رسم مختلفة تغطي مسار الحدود.

نبذة عن الحدود السعودية اليمنية

الخرائط والعلامات الحدودية
تتكون علامات الحدود التي تم تعيينها وتشييدها على الطبيعة من العلامات الرئيسة والفرعية, والعلامات الإرشادية, إضافة إلى العلامات الدالة التي تُنشأ بالقرب من العلامات الرئيسة، وتم تعيين مواقع هذه العلامات بواسطة النظام الكوني لتحديد المواقع بالأقمار الصناعية (GPS) باستخدام أجهزة ثنائية التردد وعالية الدقة، وتم ربط هذه النقاط بمحطات دائمة من شبكة الخدمات الجيوديسية العالمية (IGS).

منطقة جازان

تقع منطقة جازان في الطرف الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعودية، ويحدها شمالاً منطقة عسير, وشرقاً وجنوباً الجمهورية اليمنية، وغرباً البحر الأحمر. تبلغ مساحة منطقة جازان نحو 13 ألف كم2، وتعد المنطقة الثانية عشرة بين مناطق المملكة من حيث المساحة، وتمثل نحو 0.7% من مجمل مساحة المملكة، ويبلغ عدد سُكانها نحو 1.2 مليون نسمة حسب إحصاء عام 1425هـ، كما تعد السادسة بين مناطق المملكة من حيث عدد السكان، وتمثل 5.2% من مُجمل سكان المملكة، ويعمل معظم سكانها في صيد الأسماك, والزراعة, والرعي, والتجارة, والأعمال الحكومية.
يتكون سطح منطقة جازان من سهل ساحلي واسع في الغرب يصل عرضه إلى نحو 40 كم، وهو جزء من سهل تهامة، يليه باتجاه الشرق مرتفعات جبلية, وهي (جبال تهامة) يتدرج ارتفاعها باتجاه الشرق، ومن أهم جبالها: العبادل، وسلا، وفيفا، وبني مالك، والحشر، والقهر، وثهران, ثم تبدأ بعدها سلسلة جبال السروات ذات الارتفاع العالي، والتي من أهم جبالها في المنطقة: آل عطيف، وقيس، وآل زيدان، وآل يحيى، والربوعة.
وتنحدر من تلك الجبال مجموعة كبيرة من فحول الأودية التي تخترق السهل الساحلي لتصب في البحر الأحمر، ومن أشهر تلك الأودية مُرتبة من الجنوب إلى الشمال أودية: تعشر، وخلب، وجازان، وضمد، وبيش، وعتود، وريم. ويتبع منطقة جازان عدد كبير من الجزر الواقعة في مياه البحر الأحمر أهمها: أرخبيل جزر فرسان، والتي يزيد عددها على مئتي جزيرة مختلفة المساحات، ومن تلك الجُزر: فرسان الكبير، وسجيد، والدسان، وقمّاح، وزفاف، وساسوه، ودوشك، ودمسق، ورامين، وذو ثلاث.
تضم إمارة منطقة جازان 13 محافظة, إضافة إلى مقر إمارة مدينة جازان، ويتبع مقر الإمارة ومحافظاتها أكثر من 30 مركزاً إدارياً. وتكتسب منطقة جازان أهميتها من عدة عوامل منها: تنوع طبيعة تضاريس سطحها من جُزر بحرية، ثم سهل ساحلي، ثم مرتفعات جبلية يتدرج ارتفاعها نحو الشرق ليصل إلى أكثرمن 2000م، وأودية عميقة تُغذي السهل الساحلي، ما ساعد على وجود مقومات اقتصادية, وزراعية, وسياحية واعدة، إذ تعد إحدى أهم مصادر الخضار والفواكه بالمملكة، حيث تشتهر بزراعة الحبوب خاصة (الذرة) والفواكه مثل (الموز، والمانجو، والتين), والخضراوات, والقهوة.
كما أن موقعها الجغرافي زاد من أهميتها، حيث تجاور الجمهورية اليمنية بحدود يبلغ طولها نحو 220 كم، عبر أراضي مركز الموسم التابع لإمارة المنطقة, ثم محافظات صامطة, والحرث, والدائر (بني مالك)، وتخترق في معظمها منطقة جبلية عالية, وعرة التضاريس, ومجاري أودية عميقة، كما يوجد في المنطقة منفذ الطوال الحدودي الذي يربط الأجزاء الغربية من المملكة مع اليمن.

يقابل منطقة جازان من الأراضي اليمنية القطاع التهـامي من محافظة صعدة (منطقة الظاهر)، ويضم من الغرب باتجاه الشـرق مجموعة من التجمعات السـكانية والزراعية أهمهـا: ميدي على البحر الأحمر، وتقابل بلدة الموسـم السـعودية، ثم حرض, وهي المنفذ اليمني الذي يقابل منفذ الطوال السـعودي، ثم بلدة الملاحيظ (قاعدة منطقة الظاهر) التي تقابل بلدة الخوبة السعودية.

محافظ الحرّث

تقع محافظة الحرّث في الطرف الشرقي الجنوبي من منطقة جازان، ويحدها من الشمال محافظة العارضة, والجمهورية اليمنية، ومن الجنوب محافظة صامطة, والجمهورية اليمنية، ومن الشرق الجمهورية اليمنية، ومن الغرب محافظة العارضة، ومحافظة أحد المسارحة، ويبلغ عدد سكانها نحو 48 ألف نسمة حسب إحصاء عام 1425هـ، ويقع مقر محافظتها في بلدة الخوبة، ويتبعها إدارياً مركز واحد هو مركز الخشل، إضافة إلى عشرات القرى، ويمثل سطح المحافظة منطقة انتقالية بين السهل الساحلي من الغرب والمرتفعات الجبلية من الشرق، وقد سُميت بمحافظة الحرّث, لأن مُعظم سُكانها من قبيلة بني الحارث.
وتمتاز بمناخها المعتدل شتاءً، والحار صيفاً مع هطول الأمطار بشكل مستمر، وخصوصاً في فترة الصيف، ما ساعد في ازدهار نشاطها الزراعي، ويُعد القمح, والذرة, والسمسم, والدخن, والبُن من أهم المحاصيل الزراعية، إلى جانب أنواع متعددة من الفواكه، كالموز, والمانجو, والخضراوات المتنوعة، إضافةً إلى نشاطها الزراعي هناك نشاط تجاري يمارسه السكان لتصريف منتجاتهم الزراعية, وشراء مستلزماتهم الأخرى من سوق الخوبة الأسبوعي، أحد أشهر أسواق منطقة جازان، والذي يعقد كل يوم خميس. ويفد إليه المتسوقون من كل أنحاء منطقة جازان، ومن بعض مناطق المملكة الأخرى، وتعد مركزاً تجارياً لتوافر جميع أنواع البضائع، إضافة إلى الأواني التراثية، ويُعد سوق الخوبة نقطة للتبادل التجاري, ولكن بصورة شعبية بين السعودية واليمن، حيث يفد إليها المتسوقون من المناطق الحدودية مع اليمن لبيع منتجاتهم بحثاً عن مردودات مادية أفضل، وتمتاز محافظة الحرث بوجود عدد من المواقع السياحية، ومن أهم هذه المواقع العين الحارة، ووادي الدحن، ووادي دهوان، ووادي ذهبان، وجبل جحفان، وحجر سعيدة، والحصون، وسوق الخوبة. ويعد متنزه وادي الدحن من أشهر هذه المتنزهات, حيث يمتاز بغطائه النباتي الكثيف، ما جعله مقصداً للسياح, ومكاناً لعقد المناسبات الاجتماعية للمنطقة. وللهيئة العليا للسياحة اهتمام في عدد من المواقع السياحية بالمحافظة مثل العين الحارة, وذلك لإعادة تأهيلها, وتسجيلها ضمن المناطق السياحية السعودية، وكغيرها من مناطق المملكة تشتهر الحرث في تركيبها الاجتماعي بالبناء القبلي المتنوع، حيث تعد قبائل الهزازي والشراحيلي والمجرشي- وهي من فروع قبيلة بني الحارث- من أشهرها.

وفي الجانب العمراني تشهد المحافظة نهضة عمرانية حولت مساكنها من النمط القروي إلى النمط المعماري الحديث الذي ينتشر في بقية مدن المملكة. وفي المجال الصحي, أنشأت الحكومة السعودية أكثر من 6 مراكز رعاية صحية أولية مجهزة بالتجهيزات اللازمة في مختلف أرجاء المحافظة، كما يوجد بها مسـتشفى اكتمل إنشاؤه, وينتظر التشغيل بسعة 50 سريراً قابلة للزيادة، كذلك هناك مركز لمكافحة الأمراض المستوطنة، أما في المجال التعليمي فتضم المحافظة كثيراً من المدارس الابتدائية, والمتوسطة, والثانوية, بنين وبنات في معظم قراها، إضافة إلى مدرسـتين لتحفيظ القرآن الكريم بنين وبنات.

الخوبة
تقع بلدة الخوبة على ضفتي وادي خلب، على الأطراف الشرقية لسهل تهامة الساحلي قرب مسار خط الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، ويبلغ متوسط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر نحو 270م، ويبلغ عدد سكانها مع القرى المجاورة لها نحو 28.500 نسمة، وتقع بلدة الخوبة في منطقة انتقالية بين سهل تهامة الساحلي, ومرتفعات متوسطة الارتفاع يزداد ارتفاعها ووعورتهاباتجاه الشرق حتى تصل إلى جبال السروات، كما أن أوديتها والأودية المحيطة بها ذات مجار عميقة. وهي بلدة ذات موقع استراتيجي مميز لوقوعها في سهل زراعي قرب مسار الخط الحدودي مع الجمهورية اليمنية، إذ لا تبعد عنمسار خط الحدود بأكثر من 2 كم من الجهة الشمالية، وتحيط بها بعض الجبال ذات الارتفاع المتوسط، حيث يحدها من الجنوب جبل الدخان (497موامتداده الجنوبي جبل الرميح (621م)، ويحدها من الجنوب الشرقي على التوالي جبال: المري (389م) والهلة، والدود (507م)، وتنتشر حولها مجموعة من مراكز السكان التابعة لها منها: العره، وبتول، ومدبع من الشرق، والرصفة، والقرقاعي، والبرنية، والصيابة من الشمال الشرقي، وقائم الكعوب، وقوى من الشمال، والقرن، والبحطيط، والدفينية، وسودانه من الغرب، والشانق، والغاوية، ومصفوقة من الجنوب، ويقابلها من الشرق داخل الحدود اليمنية بلدة الملاحيظ اليمنية, وتبعد عنها نحو 5 كم.
ترتبط بلدة الخوبة مع مدينة جازان, ومعظم مقار محافظات جازان الجنوبية والشرقية بطرق معبدة, حيث تبعد عن مدينة جازان بنحو 90 كم، وعن صامطة بنحو 40 كم، وعن أبو عريش بنحو 60 كم، وعن العارضة بنحو 40 كم. وتعد الخوبة مركزاً زراعياً، حيث تقع وسط سهل زراعي تنتشر فيه زراعة الحبوب خاصة (الذرة), والفواكه, والخضراوات، كما أنها مركز تجاري، حيث تشتهر بسوقها الأسبوعي الذي يعقد يوم الخميس، ويعد واحداً من أكبر وأشهر أسواق تهامة، حيث تعرض فيه جميع المواد الغذائية والحيوانية والصناعية، كما تشتهر بوجود العين الحارة في غربها على مجرى وادي خلب، وهي ينابيع معدنية ذات مياه حارة.

أهم الجبال والأودية بمحافظة الحرث وما حولها

تضم محافظة الحرث مجموعة من الجبال التهامية ذات الارتفاع المتوسط الذي لا يتجاوز ألف متر، وتتميز بمواقعها الإستراتيجية لمحاذاتها مسار خط الحدود بين المملكة واليمن؛ ولإشرافها على مجموعة من القرى والبلدات السعودية واليمنية، ومن أشهر تلك الجبال:

1 جبل الدُّخان:

يقع إلى الجنوب مع ميل للغرب من بلدة الخوبة، عند تقاطع دائرة العرض 30 . 12 . 16 . شمالاً مع خط الطول 30 . 12 . 43 . شرقاً, ويكوّن مع امتداده الجنوبي (جبل الرميح) وحده جبلية واحدة، ويفصل بينهما شعيب القصب، ينحصر جبل الدخان بين مجرى وادي خمران ـ أحد روافد وادي خلب ـ من الشمال ، وشعيب القصب ـ الذي يفصله عن جبل الرميح ـ من الجنوب. ويبلغ طول جبل الدخان من الشمال إلى الجنوب نحو 3 كم، وعرضه من الشرق إلى الغرب نحو 5 كم، ويبلغ أقصى ارتفاع له نحو 497 م, وذلك في أطرافه الشرقية. يقع الجبل داخل الأراضي السعودية، عدا جزء صغير من سفوحه الجنوبية الشرقية فتقع في الأراضي اليمنية، حيث تقع بلدة المعرّسة المشتركة (السعودية اليمنية)، تحيط بالجبل من جميع الجهات بلدات وقرى سعودية، عدا الجهة الجنوبية, حيث يحده جبل الرميح. من أهم البلدات المحيطة به: الخوبة مقر محافظة الحرث التي تقع قرب سفحه الشمالي الشرقي، إضافة إلى بلدات: الشانق، والمدفن، والجيبة، والمزبرات، والسودي من الشمال، والفليقة, والمقتّل, وقعموص, ومخارج, والمشباح, والقصيبات, والمخيم, وأم القبور, وأم الصلقة من الغرب، والسبخاية من الجنوب الشرقي، وسيلان, والمعرّسة, وأم الجملة, ومصفوقة, والغاوية من الشرق.

2 جبل الرميح:

يعد امتداداً جنوبياً لجبل الدخان، حيث لا يفصل بينهما سوى مجرى شعيب القصب، يقع عند تقاطع دائرة العرض 45 . 43 . 16 . شمالاً مع خط الطول 30 . 12 . 43 . شرقاً، وهو ينحصر بين شعيب القصب من الشمال، ومجرى شعيب صامطة ـ أحد روافد وادي ليه ـ من الجنوب، وبين مجرى وادي اللحي من الشرق، ومجرى وادي ليه من الغرب، ويبلغ طوله نحو 4 كم، كما أن عرضه يصل إلى نحو 4 كم، ويبلغ أقصى ارتفاع له نحو 621م, وذلك في وسطه. وتقع أطراف سفوحه الجنوبية الشرقية داخل الأراضي اليمنية، تحيط به مجموعة من البلدات, والقرى, والمراكز السعودية، فمن الشرق تقع بلدة السبخايه، ومن الجنوب بلدة ومركز جلاح، وقعموصة, وشرقان، ومن الغرب الراحة والذهليات.

3 جبل الدود:

مرتفع جبلي يقع جنوب شرق بلدة الخوبة، عند تقاطع دائرة العرض 30 . 45 . 16 . شمالاً مع خط الطول 30 . 14 . 43 . شرقاً، إلى الشرق من جبل الدخان, حيث يفصل بينهما سهل صغير يضم بلدات منها الغاوية, ومصفوقة والعقم، يبلغ طوله نحو 2 كم, وعرضه نحو 2 كم، ويبلغ أقصى ارتفاع له نحو 507م يحفه مسار خط الحدود بين المملكة واليمن من الجنوب, والجنوب الشرقي، كما يحفه في نفس الاتجاه مجرى وادي اللحي أحد روافد وادي ليه، كما يقع شماله بعض المرتفعات الممتدة إلى مجرى وادي خلب, التي من أهمها: جبل الهلّة, وجبل المرّي، يتميز الجبل بموقع استراتيجي, حيث يشرف على مجموعة كبيرة من البلدات السعودية واليمنية الواقعة على سفوح جبال السروات؛ حيث يحيط به مجموعة كبيرة من البلدات, والقرى السعودية, واليمنية، فمن الشمال توجد قرى: قمادة، والسر, ومن الشمال الغربي توجد الغاوية، ومن الغرب، توجد قرى: مصفوقة, والعقم, والشربة، ومن الجنوب الغربي: المنشوح, والمعرّسة, ومن الجنوب وادي الموقد، والقرى اليمنية: ظهر الحمار, والروقي, والمدغوي، ومن الشرق: المدفن, والمقبص, وغارب كبع، والمجدعة, وهي قرية مشتركة سعودية يمنية يخترقها مسار خط الحدود مع وسطها والقرى اليمنية الشتيفي, والبروكية, والصبة, والملاحيظ, والعقيم.

4 جبل جحفان:

مرتفع جبلي يقع عند تقاطع دائرة العرض 30 . 41 .16 . شمالاً مع خط الطول 00 . 10 . 43 . شرقاً، يمتد من الشمال إلى الجنوب بطول يبلغ نحو 4 كم، وعرض يصل إلى نحو 3 كم، ينحصر بين مجرى وادي المغيالة من الجنوب، ومجرى وادي ليه من الشمال، يحفه مسار خط الحدود من الجنوب، يتميز بارتفاعه عما حوله وإشرافه على مناطق واسعة، حيث يصل ارتفاعه إلى نحو 500م تحيط به بعض القرى السعودية منها: المكندرات، وجلاح من الشمال, والشمال الشرقي، وأم القروش، والكنابيش، وأم الحجل، وأم التراب من الغرب, والجنوب الغربي.

5 جبل الفخيذاء:

يقع شمال بلدة الخوبة، عند تقاطع دائرة العرض 30 . 48 . 16 . شمالاً مع خط الطول 30 . 13 . 43 . شرقاً، ويقطعه مسار خط الحدود من أطرافه الشرقية، وينحصر بين مجرى وادي ذهبان ـ أحد روافده وادي خلب ـ من الجنوب والشرق، ووادي الجاره أحد روافده وادي ذهبان من الشمال والغرب، وهو يعد النهايات الجنوبية لجبل تويلق؛ حيث يفصل بينهما مجرى وادي الجارة، ويبلغ طوله من الشرق إلى الغرب نحو 3 كم، ومن الشمال إلى الجنوب نحو 2 كم، ويبلغ أقصى ارتفاع له نحو 411م. تحيط به مجموعة من البلدات والقرى السعودية من الجنوب والغرب، في حين تحيط به من الشرق بعض البلدات اليمنية، فمن الجنوب تحيط به بلدات: البرنية, والصيابه, وقائم الكعوب، ومن الجنوب الغربي قوّى، ومن الغرب: الرزمة, ودار النصر, وقايم الصيّاب. في حين تحيط به من الشرق بعض البلدات اليمنية أشهرها: الحصّامة, والواسط, وقمبورة.

6 جبل تويلق:

يقع شمال الخوبة، عند تقاطع دائرة العرض 30 . 50 . 16. شمالاً مع خط الطول 30 . 12 . 43 . شرقاً, ويقطعه مسارخط الحدود من وسطه تقريباً، وينحصر بين وادي الجاره من الشرق والجنوب، ووادي دهوان, وبعض روافده من الشمال، يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب نحو 4.5 كم، ومن الشرق إلى الغرب نحو 2 كم، ويبلغ أقصى ارتفاع له نحو 692م. ويعد جبل الفخيذاء امتداداً جنوب له، كما يعد جبل كعب امتداداً شمالي غربي له، يحفه من الشرق الطريق المعبد الواصل إلى جبل رازح اليمني, الذي تبدأ سفوحه الغربية من قرب جبل تويلق.

يتميز هذا الجبل في إشرافه على بعض المراكز السعودية واليمنية المهمة مثل مركز الحصامة اليمني الواقع قرب طرفه الجنوبي الشرقي، ومركز الجابري السعودي الواقع قرب طرفه الشمالي الغربي، كما أنه يشرف من الناحية الغربية على السهل الزراعي السعودي الواقع بين الخوبة والخشل؛ والذي يضم عشرات القرى الزراعية، تحيط به من الغرب مجموعة من القرى السعودية منها: المعترض, والمسايل, ومشباح اللبيني, والخقاقة, والمروي, والمشعر, والعبادية, والجابري، كما تحيط به من الشمال بعض القرى اليمنية منها: الخرائج, والمحبلة, والمشاف, والراحة، كما أنه يجاور جبل رازح اليمني من الجنوب الغربي، وجبل شدا اليمني من الجنوب.

7 جبل ملحمة السفلى:

أحد جبلين يسميان الملحمتين، أحدها العليا (الشرقية), وهي يمنية، والسفلى (الغربية), وهي سعودية، تقع شمال غرب مركز الجابري, وجنوب شرق الخشل، عند تقاطع دائرة العرض 30 . 52. 16 . شمالاً مع خط الطول 00 . 10 . 43 . شرقاً، ويمر خط الحدود فيما بينهما، يحفه من الجنوب الشرقي مجرى وادي دهوان، يبلغ طوله من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي نحو 4 كم، وعرضه نحو 2 كم، يشرف من الجنوب والجنوب الغربي على مجموعة كبيرة من البلدات السعودية واليمنية، فمن الجنوب يشرف على بلدات منها: الجابري، والمصيدي، والمخرج، ومن الغرب: المقعد، ومورعة، والمجالية، والكبشية، والخشل، كما يجاور جبل شدا اليمني من الجنوب الغربي.

كما تخترق أراضي محافظة الحرّث مجموعة من المجاري المائية منها:

1 وادي ليه:

تنحدر روافده العليا من جبال اليمن، ويقع جنوب الملاحيظ، وبعد دخوله الأراضي السعودية يفصل بين جبلي جحفان من الجنوب، والرميح من الشمال، وتقع عليه داخل الأراضي السعودية مجموعة من البلدات منها: ضبيرة، وجلاح، وشرقان، والراحة، أهم روافده: وادي اللحي، وشعيب صامطة، وشعيب القصب.

2 وادي خلب:

تنحدر روافده العليا من جبال اليمن، تقع عليه قرب الحدود مجموعة من البلدات اليمنية أشهرها الملاحيظ، كما تقع عليه في الجانب السعودي: العرّه، والمضبر، والخوبة، من أهم روافده أودية: خمران، وذهبان, ودهوان، والدحي.

3وادي ذهبان:

أحد روافد وادي خلب يقع شمال الخوبة، تنحدر روافده العليا من جبل رازح في اليمن؛ حيث تقع عليه بلدة الحصامة اليمنية، كما تقع عليه بعض البلدات السعودية منها: الصيابة، وقائم الكعوب, كما تقع على أحد روافده بلدتا القرقاعي, والبرنية.

4 وادي دهوان:

أحد روافده وادي خلب، تنحدر روافده العليا من جبل رازح في اليمن، ويفصل بين جبال تويلق في الجنوب، وشدا والملحمتين في الشمال، يقع عليه مركز الجابري السعودي.

5 وادي الغيالة:

أحد روافد وادي تعشر، ويمر عبره مسار خط الحدود، وتقع عليه بعض البلدات السعودية مثل: السر، وأم القروش، ومنبوقة.

6 وادي الدحن:

أحد روافد وادي خلب، يمر شمال وغرب بلدة الخشل السعودية، وتنحدر روافده العليا من بعض الجبال السعودية واليمنية، ويفصل بين جبل شدا اليمني من الشرق، وجبل دبير السعودي من الغرب، يتكون من اجتماع رافديه: وادي الملحي, ووادي رجاف، وتقع عليه بعض البلدات السعودية منها: السودة والخشل، كما تقع عليه بعض القرى اليمنية منها المشنق.

الخلاصة

هذا المقال تعامل مع موضوع التسلل الذي حدث من فئة خارجة عن القانون داخل اليمن ضد حدود المملكة، وبشكل خاص في محافظة الحرث في منطقة جازان بأسلوب إستراتيجي علمي، مستخدماً معلومات غير رسمية وغير سرية، ولا تمثل أي جهة رسمية، بل هي معلومات شخصية، وجميع المواد المقدمة من مصادر غير رسمية ومنشورة على صفحات الإنترنت أو غيرها من المصادر المتاحة للجميع.

من خلال ما تم تقديمه عن المنطقة يتضح أن السيطرة على الحدود مع اليمن أمر في غاية الأهمية، نظراً لطول الحدود، ووعورة وتنوع طبوغرافيتها، وتنوع وكثافة سكانها، وتداخل قراها، وطول هذه الحدود يقل قليلاًً عن نصف طول الحدود بين أمريكا والمكسيك 3141 كم (1969 ميلاً)، ورغم أن الحكومة الأمريكية تحشد إمكانات هائلة للسيطرة عليها، حيث تقيم سوراً منيعاً للفصل بين البلدين تنتشر حوله أسلاك وموانع صناعية عديدة، وتضع حوله آلاف الكاميرات، وأجهزة الرؤية الليلية، والاستشعار المتقدمة، وآلاف الجنود الذين يجوبون المناطق الحدودية ليل نهار تساندهم دوريات السيارات، وطائرات الهيلوكوبتر، وتدعمهم الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، ووسائل الاستخبارات المتطورة الأخرى، ومع هذا ينجح 500 ألف مكسيكي وأمريكي جنوبي في عبور تلك الحواجز سنوياً.

كما أن هناك أمراً غاية في الخطورة يتعلق بحدودنا مع اليمن، وهو انتشار مجموعة من أسواق بيع السلاح قرب خط الحدود منها أسواق: الرقو، وكتفاء، وأفيق، والباحة، والطلح، والبقع وغيرها، حيث تستورد صعدة القريبة من الحدود السعودية كميات هائلة من الأسلحة والذخائر عبر البحر الأحمر وبحر العرب، ومن أو عبر مصادر متعددة منها دول، وشركات حكومية وغير حكومية، ومنظمات دينية، وغير دينية، وأفراد، مواطنين، وأجانب. هذه الأسواق بعضها مرخص، وبعضها غير مرخص، وتعرض مختلف أنواع الأسلحة من الذخائر إلى الأسلحة الثقيلة. وتشير التقديرات إلى أن أعداد الأسلحة الفردية في اليمن يزيد على 60 مليون قطعة، هذه الأسلحة على اختلاف مصادرها وأنواعها يبدو أنها تخزن من فترات طويلة، ربما استعداداً لهذا التمرد والاعتداء على الأراضي السعودية. ولكي تعيش هذه المنطقة في أمان لا بد من إبعاد أسواق السلاح عن منطقة الحدود مع وضع ضوابط لها، بحيث تتوافر عنها معلومات متبادلة بين البلدين بصورة دورية.

لا شك أن الخرائط، ونظم المعلومات الجغرافية، وأنظمة استقبال صور الأقمار الصناعية المباشرة وغير المباشرة لها أهمية بالغة، والفرصة مواتية لعمل خرائط، وقواعد معلومات رقمية تفصيلية لهذه المناطق مع وضع آلية لتحديثها باستمرار، حسب أهميتها وحساسيتها للتغير.


يبقى أن ندرك ومن خلال الحروب الحديثة مثل احتلال العراق، وأفغانستان، والاعتداء الإسرائيلي على لبنان، وغزة أن المعلومات الجغرافية، والصور الجوية، وصور الأقمار الصناعية وحدها غير كافية وغير فعالة إن لم يصاحبها معلومات استخباراتية أرضية، أو نتيجة لتحليل المصادر السابقة، أي أن المدافع عن هذه المناطق يحتاج إلى معلومات مكانية استخباراتية (انظر مجلة الدفاع الأعداد 142، 143، 144، ومجلة البرية العدد 6).


يحرص خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، والحكومة الرشيدة على إيصال الخدمات الصحية، والتعليمية، والخدمية إلى المدن والقرى في جميع أنحاء المملكة، ومنطقة جازان تحظى بالاهتمام الكبير، ففي كل يوم تزف البشائر إلى أهالي المنطقة بإقامة مشاريع عملاقة جديدة من مدن جامعية، واقتصادية، وعسكرية، ومراكز متطورة لحرس الحدود وغيرها، ومرافق اقتصادية مثل مصفاة جازان، وجميع هذه المشاريع أنشئت لكي تساهم في إنعاش هذه المناطق، وتفتح مجالات العمل لأبنائها لخدمتها، ولتحد من الهجرة إلى المدن الكبرى وترك هذه الأماكن للعاملين الأجانب الذين قد يندس بينهم بعض العابثين، والعملاء، والإرهابيين.

وأكبر الأمثلة على هذا الخير جامعة جازان التي أنشئت عام 1426هـ، حيث توضح إحصائيات عام 1430هـ أن عدد كليات الجامعة قفز من ثلاث كليات إلى سبع عشرة كلية بلغت أقسامها سبعة وثـمانين قسماً، كما تجاوز عدد طلابها ثلاثة وثلاثين ألف طالب وطالبة، وسيتم قبول ثلاثة عشر ألف طالب وطالبة هذا العام، ويبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس ألفاً ومئتين وستة وثلاثين عضواً، وللقارئ تقدير ماذا أوجدت هذه الجامعة التي لم يتجاوز عمرها السنوات الخمس من فرص للعمل، والدراسة لأهالي هذه المنطقة الغالية من بلادنا، وكم ستوفر باقي المشاريع من هذه الفرص في جازان وغيرها من مدن المملكة. كما أن الربط الإلكتروني للدوائر الحكومية عبر الحكومة الإلكترونية سيشكل قاعدة معلومات مفيدة ومهمة للأغراض السلمية، والأمنية، والعسكرية.

لا شك أن أقنعة كثيرة قد سقطت من جراء الأحداث الأخيرة، فلم تعد الشعارات المذهبية قابلة للتصديق، عندما يتحد الأضداد لإثارة البلبلة في أوطانهم أو لدى جيرانهم، كما أن موقف المملكة من اليمن اتضح. فالمملكة تريد جاراً مستقراً موحداً، وليس مقسماً، كما روجت له كثير من الأبواق المغرضة، كما أن الظروف تحتم على المملكة وجيرانها كثيراً من التنسيق الإعلامي، والدبلوماسي، والأمني، والعسكري لمواجهة هذه الجماعات المخربة وغيرها.

السياسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية بالبقاء على مسافات متساوية سياسياً، واقتصادياً، وتسليحاً من جميع القوى العالمية الكبرى، ومن أهم أولوياتها أمنها الوطني، ووحدة وسلامة أراضيها، كذلك استقرار جيرانها وأشقائها، وأصدقائها، هذه السياسة الحكيمة سوف تساعد على إبعاد منطقتنا عن الصراع بين هذه القوى.

وفي كل الحالات، فإن المولى- عز وجل- سيدحر كل معتد، ويرد كيد الخائنين في نحورهم بقوته وقدرته، وستبقى الخوبة درساً لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا البلد الأمين، وسيندحر بحول الله وقوته كل من أراد بهذه البلاد سوءًا، وصدق الله العظيم، إذ يقول في الآية( الكريمة (126 من سورة البقرة على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام: { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير}

الـمـصـدر



 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

انا شد انتباهي في الموضوع هذه الفقرة

ولا نبالغ بالقول بأن ذلك الأداء الفريد قد أحدث تغييرات تكتيكية في نظريات الحروب غير المتناظرة، وأضاف أبعاداً جديدة لتلك النظريات والتكتيكات.

ممكن صاحب الموضوع يزيد يذكرلنا شرحها بالتفصل
ولعلى وعسى نستفيد منها في الجزائر في محاربة الجماعات الاجرامية المسلحة
واجره على الله مسبقا

اهلا وسهلا بالصديق العزيز :a020[2]::a020[2]:
الشرح بسيط جدا
الحرب الغير متناظرة المقصود بها الحرب الغير نظامية او حرب العصبات
وماهو التكتيك الذي ابتدعه الجيش السعودي فقلب على اساسه نتائج الحرب الغير متناظره هو تكتيك حرب العصابات التصادمية
وجهنا القناصة بقناصة اشد فتكا والكمين بكمين والتسلل بتسلل في العمق والالتفاف على المحاور بالتفاف شامل لكافة الوية الهجوم الخاصة
ضربناهم بعنف داخل جحورهم
الايمان و الشجاعة و الفدائية كانت العنوان الابرز للاداء السعوي في المعركة
فحرب العصبات لا تجابه بالاليات بل بالافراد الشجاعان المدربين والمجهزين
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

موضوع رائع اخي العزيز ...ومجهود تشكر عليه

تعليق بسيط :

بعضهم لايصدق بأن السعودية تملك قوة رادعة ...لكن الحقيقة تفرض نفسها ...واحب ان انوه ان السعودية في حربها مع الحوثيين لم تكشف كل الاوراق ..

والشي العجيب ان الذين ينكرون قوة السعودية ليس لديهم معلومات اساسية عن الجيش السعودي ومدى جاهزيته ..

تقبلوا خالص تحياتي جميعا,,,
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي


بصراحه طرح واعي ومثقف وشامل .. أستمتعت جداً بقرائته حرف حرف .. أتضحت كثير من الصور .. والفضل يعود للنقل المباركـ منكـ أستاذي (تقنيه)
شكراً لهذهـ الأنامل .. أحلى تقيم لكـ وفايف ستارز للموضوع .. بالفعل يستحق القرائه .

دمت بخير


اهلا وسهلا بالصديق العزيز :a020[2]::a020[2]:
الشرح بسيط جدا
الحرب الغير متناظرة المقصود بها الحرب الغير نظامية او حرب العصبات
وماهو التكتيك الذي ابتدعه الجيش السعودي فقلب على اساسه نتائج الحرب الغير متناظره هو تكتيك حرب العصابات التصادمية
وجهنا القناصة بقناصة اشد فتكا والكمين بكمين والتسلل بتسلل في العمق والالتفاف على المحاور بالتفاف شامل لكافة الوية الهجوم الخاصة
ضربناهم بعنف داخل جحورهم
الايمان و الشجاعة و الفدائية كانت العنوان الابرز للاداء السعوي في المعركة
فحرب العصبات لا تجابه بالاليات بل بالافراد الشجاعان المدربين والمجهزين

رائع يانمر .. شرح وافي وسهل وسلس .. وتكتيكـ رائع عند تجد الرجال البوآسل الذين يدوسون الأخطار في سبيل العزهـ ..
ذكرني هذا التكتيكـ .. بمقولة محقق عصابات في إمريكا لأعلم أين قرأتها بالضبط مفادها "عندما تريد القبض على مجرم والقضاء عليه .. فكر كمجرم" أي تقمص شخصيته وألعب أدآورهـ ولكن بحرفيه أكبر

شكراً لكـ أستاذي الفاضل + تقييم
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

نقل قوي ومصدر قوي .. (( ظربة قويه لبعض الجهله الذين يكتبون كلام لا صحة له وبدون مصدر )) .
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

اقوى استراتيجيه استخدمت في هذه الحرب في رأيي هو سرعة تغيير التكتيك والعده والعتاد عند اي ملاحظه واستيعاب الصدمه بسرعه ومن ثم التحرك الفعال وارتفاع درجة التنسيق بين اجهزة الامن في الداخل والقوات المسلحه على الحدود والاستخبارات ونقل المعلومه بسرعه ودقه جنبت وقوع خسائر لاداعي لها وكانت ستؤدي لكوارث ( مثل اعطاء الجانب اليمني للجانب السعودي احداثيات لموقع كان يتواجد فيه اللواء حسين الاحمر بغرض تصفيته من دون توريط انفسهم ) وركزت الضربات الاستباقيه الموجعه على مواقع القياده والذخيره والتموين وخطوط الامداد واهم مكسب في رأيي كسب الخبرات ومعرفة نقاط الضعف والخلل والقوه والأهم في رأيي من كل ذلك الاستفاده من هذه الخبرات بصوره عاجله
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

موضوع رائع اخي العزيز ...ومجهود تشكر عليه

تعليق بسيط :

بعضهم لايصدق بأن السعودية تملك قوة رادعة ...لكن الحقيقة تفرض نفسها ...واحب ان انوه ان السعودية في حربها مع الحوثيين لم تكشف كل الاوراق ..

والشي العجيب ان الذين ينكرون قوة السعودية ليس لديهم معلومات اساسية عن الجيش السعودي ومدى جاهزيته ..

تقبلوا خالص تحياتي جميعا,,,


هؤلاء مجموعة حاقدين
 
رد: انتصار القوات المسلحة السعودية ,, في الميزان الاستراتيجي

الفضل بعد الله سبحانه وتعالى ,, ثم الأخ العزيز "نمر"

وما أنا إلا ناقل الموضوع من "نمر" جزاه الله خير الجزاء
 
عودة
أعلى