تحاول بعض التيارات أن تجعل من السلفيه أو المنهج السلفى كيانا مرعبا يخوف به الناس من السير على هدى النبى صلى الله عليه و سلم و الشرع الحنيف تماما كما كانوا يُخوفوننا و نحن صغار من الأساطير التى تجعلنا نهاب ذلك و نخشى الخوض فى ذلك ...
و لكن إن متاطلبتنا بالرجوع الى المنهج السلفى أو إلى إتباع السلف ناجمه عن دراسه تاريخيه و شرعيه أستُخلص منها هذا التوجه كانت هذه مقدمه بين يدى كلمه أود أن أنقلها من كتاب ( قواعد المنهج السلفى فى الفكر الإٍسلامى المُعاصر ) أ.د / مصطفى حلمى رئيس قسم الدراسات الإسلاميه كليه دار العلوم جامعه القاهره و قد حاز هذا الكتاب على جائزة الملك فيصل العالميه للدراسات الإسلاميه ...
يقول الدكتور مصطفى بعد أن تكلم عن الفتوحات فى عهد الخلافه الراشده :
و مضت الفتوحات كما دونت لنا كتب التاريخ لتكتب أروع صفحاته لأن هؤلاء الفاتحين تحركوا بالعقيده فى نفوسهم و قلوبهم و عرفوا رسالتهم و فهموا حق الفهم دورهم
و كان المسلمون يُعبِرون بعقائدهم السمحه و أخلاقهم الحسنه عن الإسلام أحسن تعبيره و لم يستهدفوا الغزو لذاته أو فرض الإسلام بالقوه كام يشيع المستشرقون و أتباعهم و يُقدم الدكتور حسين مؤنس خير شاهد على ذلك منواقع دراسته و أبحاثه الشامله و العميقه فى تاريخ المسلمين و يرى أنه سواء فى مصر أو الشام أو المغرب أو إيران فتح العرب البلاد و دعوا الناس لدخول الإٍسلام و بينوا لهم فضائله ثم تركوهم بعد ذلك يمتثلونه على مهلٍ و من هنا نرى كيف أن الإسلام لم يدخل بلدا ثم تلاشى منه إلا فى حاله الأندلس و صقليه و كانت لذلك ظروف و أسباب خاصه
و نستخلص أيضا أن القرون الأولى للمسلمين كانت خير القورن فى الدين و الدنيا معا فقد حققوا الإسلام فى قلوبهم فدانت لهم الدنيا و أقاموا أفضل حضاره لإنها قائمه على الحق و العدل و مستويه على الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر فإذا نادينا بالإقتداء بهم فإن هدفنا الإرتفاع للمستوى العالى الذى حققوه كرودا فهموا الإسلام كدين و حضاره
و من زاويه بحثنا سنرى أنهم بلغوا الذروه فى فهم العقيده الإسلاميا إستعيابا و تنفيذا و الإقتداء بهم يتطلب الإرتفاع إلى مستواهم لا الرجوع إلى الزمن الذى عاصروه بوسائله و أدواته فالإتباع إذن فى القيم التى حققوها و عاشوا من اجلها لا فى الوسائل المعيشيه التى إستخدموها . أنتهى