من هو الجاسوس ؟ هل هو خائن أم بطل؟ ولماذا هو الجاسوس ؟··

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
من هو الجاسوس ؟ هل هو خائن أم بطل؟ ولماذا هو الجاسوس ؟··



نتسائل جميعا....


من هو الجاسوس ......؟؟؟
هل هو خائن أم بطل ......؟؟؟
ولماذا هو الجاسوس ......؟؟؟
وكيف تم تجنيده ......؟؟؟
وما الدور الذي لعبه ويلعبه عبر التاريخ ......؟؟؟
وما هو الدور الذي لعبه في قيام دولة في حجم إسرائيل ......؟؟؟

حاول خالد محمد غازي الإجابة علي تلك الأسئلة في كتابه "الجاسوس ·· طريق الخداع سري للغاية" والذي ينقسم إلي عشرة فصول ··

وقد حاول خلالها الكشف عن العديد من الإجابات لأسئلة طالما ألحت في أذهاننا كلما وصل الي مسامعنا الكشف عن إحدي شبكات التجسس·

د. يحي الشاعر




" عودة إلي التاريخ " تحت هذا العنوان ·· حاول المؤلف أن يرجع بنا إلي البدايات التاريخية للجاسوسية ، بدءاً من المعني اللغوي للكلمة والتي جاءت من كلمة "جس " أي وطأ ·· وجس الخبر أي بحث عنه وتفحصه ، وفي تفسير القرطبي أن التجسس هو البحث عما يكتم عنك ، ويقول علماء اللغة أن التجسس نابع من الجس والجس هو اللمس باليد وموضعه المجسة أي يجسه جساً وأجتسه أي مسه ولمسه، أما تعريف الجاسوس في القانون الدولي العام فهو الشخص الذي يعمل في خفية أو تحت إدعاء كاذب في جمع أو محاولة جمع معلومات عن منطقة الأعمال الحربية لإحدي الدول المحاربة بقصد إيصال هذه المعلومات لدولة العدو·، والجاسوسية في الاصطلاح القانوني هي العمل سراً وبإدعاء كاذب ليستولي شخص أو يحاول الاستيلاء علي معلومات حيوية لفرصة توصيلها للأعداء ·
فن فرعوني

ويؤكد المؤلف أنه لايوجد علي وجد اليقين ما يشير إلي البادئ باستحداث أول نظام للجاسوسية في العالم ·· ويشير إلي الصيني "صن تسو" والذي كان أول من درس الجاسوسية كرياضة ذهنية وحلل هذه الظاهرة في عام 510 ق· م في حين تؤكد المصادر التاريخية أن التجسس فن فرعوني قديم حيث كان للمصريين القدماء نظام تجسس منذ خمسة آلاف عام وكانوا يعتبرونه فنا رفيعا ولونا من ألوان العلم الحربي يوظف ضد الأعداء وهو الأمر الذي يؤكده الأثريون من خلال النقوش الفرعونية ، كما أن سجلات قدماء المصريين قد حوت ما يفيد قيامهم بأعمال عظيمة في المخابرات قبل حادث طروادة بعدة قرون خلال حكم الأسرة الثانية عشر 3400-3600 ق· م·

كما عرفت اليونان القديمة ما يسمي بالطابور الخامس الخاص وقد سار هذا الطابور من قبل السلطات الحاكمة اليونانية علي قواعد ظلت تتبع في عالم الجاسوسية في القرن التاسع عشر كما حفلت ملحمة الألياذة لشاعر اليونان الكبير"هو ميروس" بالكثير من أعمال الجواسيس·

وكما عرف الصينيون نظام الجاسوسية مبكراً كذلك فعلت الهند·· فقد عرف لديها كتاب شفوي توارثته الأجيال منذ أمد بعيد يتضمن العديد من التقاليد المتبعة في إحضار المعلومات ورصد حركات الخصوم والأعداء وقد جاء ، في كتب التراث الهندية أن الإله "براهما" قد أوصي أحد الحكماء بهذه المقولات ··" أرسل جواسيسك بأسرع مما تتحرك قدماك ولاتدع نفسك تهلك لأمن الأقربين أو من الأجانب تجسس عليهم وأعرفهم

أرض الميعاد

ويستعرض المؤلف أهمية الجاسوس ودوره في الديانات السماوية الثلاث مؤكداً أن فكر التجسس ما هو إلا انعكاس لفكرة الحرب ومفهومها لدي المتحاربين والحرب في الشريعة اليهودية كانت هدفاً مقدساً ونابعاً من مفهوم ديني بأنهم شعب الله المختار الذي وعدهم فيها بأرض الميعاد منذ خروج موسي عليه السلام بهم من أرض مصر بعد الاستعباد فأباحوا القتل والذبح واستعباد سكان هذه الأرض وأتيحت كافة الوسائل للوصول لهذا الهدف · · وبالتالي أتيحت كل الوسائل لمعرفة المعلومات، لذا فالجاسوس اليهودي لعب دوراً هاماً حتي أننا يمكن أن نعتبره مفتاح النصر للشعب اليهودي الذي يسخر كل إمكانياته في خدمة تنفيذ الشريعة اليهودية·

أما الدور الذي لعبه الجاسوس في الديانة المسيحية فيكاد يكون منعدماً فلم تكن معركة المسيح- عليه السلام - معركة أرضية أومادية ، فالحرب في المسيحية كانت ضد السلوكيات الخاطئةفي الإنسان وغرس قيم المحبة والتسامح الديني بين بني البشر جميعا·· فلم يأت المسيح ليخوض حرباً أو ليصبح ملكا أو يكتسب أرضا··فلايوجد في نصوص الانجيل نصوصاً تحض علي الحرب وما يتبعها من وسائل كالتجسس مثلما وجد في النص التوراني ·

أما مفهوم التجسس في الفكر الإسلامي فيشير المؤلف إلي المفهوم الخاص للحرب الذي عبر عنه النص القرآني والذي أباح القتال لغرض أساسي وجوهري وهو حماية الدين والعقيدة والدفاع عن النفس ضد أي اعتداء ·· والحرب بهذا المفهوم لابد أن تقوم علي الخدعة ، والجاسوسية ما هي إلا إحدي وسائل الخداع ·· يتم اللجوء إليها لخدمة الهدف الأسمي وهو حماية العقيدة ·· لذا فقد لعب الجاسوس دوراً كبيرا في حماية العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي بوجه عام·

جاسوس الإنترنت

لايصلح أي إنسان لأن يكون جاسوسا ·· ومهما بلغ من إمكانات وملكات خاصة لاتكفي بأي حال من الأحوال لأن يكون جاسوساً ناجحا فلابد لأي جاسوس من أدوات تساعده علي إنجاز مهمته بسهولة وسرعة وفي نفس الوقت لاتعرضه للخطر ، لذا فقد عرف الجاسوس وسائل متعددة حاول استغلالها وتسخيرها منذ فجر التاريخ وحتي عصر الانترنت ·· هذا ما أراد المؤلف أن يوضحه لنا في الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان "الجاسوس من الحمامة إلي الإنترنت ·· مشيرا لانتباه الإنسان منذ فجر التاريخ لبعض ال*****ات والطيور التي تمتلك حواس خاصة فتم توظيفها لخدمة أغراض مختلفة سواء في السلم أو الحرب ، فوقع اختياره الأول علي الحمام لما يتمتع به من ذكاء ، فاحتل الحمام الزاجل منزلة خاصة لدي الجاسوس البدائي منذ آلاف السنين لنقل رسائله ، بل ولم يتوقف الأمر علي استغلال الحمام فلقد انتبه الإنسان إلي إمكانات الطيور وال*****ات الأخري بل وتطورت الأمور لاستخدامها في القتال كما استخدم طائر النورس للكشف عن الغواصات أثناء الحرب العالمية الأولي ، كما عمل الروس علي تدريب الكلاب لتفجير الدبابات ·

وكان من الطبيعي أن تتطور تقنيات وأدوات الجاسوس مع القفزات التكنولوجية المتالية خاصة بعد اختراع الهاتف والشفرات والكاميرات الدقيقة وصولاً إلي عهد الكمبيوتر والانترنت والرسائل الالكترونية، فأصبحت تلك التقنيات هي المعول الأساسي لتفوق الجاسوس دون أن يعرض نفسه للخطر ، وكلما كانت تلك التقنيات دقيقة وسرية كلما تفوق جهاز الاستخبارات وتأكد من صعوبة سقوط جواسيسه ·

كما يشير المؤلف إلي نقطة هامة حين يتحول الإنسان ذاته إلي أداه للتجسس عن طريق التحكم في عقله وتفكيره والتأثير علي جميع حواسه ·· مستخدمين بذلك العديد من الطرق منها أجهزة كشف الكذب والعقاقير المخدرة ، بالإضافة إلي التنويم المغناطيسي·

التراث اليهودي

ويفرد الكاتب خالد غازي فصلاً خاصا لمفهوم التجسس لدي الشخصية اليهودية بعنوان ستة آلاف سنة من التجسس ، والذي يعد من العقائد الثابتة في فكر اليهودي بشكل عام ولعل هذا المفهوم الخاص هو السبب الأول في تفوق دولة بحجم دولة إسرائيل لتكون لها اليد العليا في السياسة الدولية مشيرا إلي أن التجسس لدي اليهودي يمارسه تعبيرا عن وجوده وإثباتاً لذاته ولعقيدته الثابتة بأنه يتفوق علي سائر البشر أجمعين وأن الله فضله عليهم·· ولذا فإن التجسس علي "الأمميين" بالمصطلح اليهودي ·· هدف يحقق له هذا التفوق الذي يستمد جذوره من العقيدة الصهيونية من التراث اليهودي بدءا من التوراه والتلمود وبروتكولات حكماء صهيون·

ويستعرض المؤلف قصص الجاسوسية اليهودية بدءا من قصة العاهرة" راحاب " المعروفة بعاهرة أريحا والتي ساهمت في تقويض دعائم ملك الكنعانيين كذلك "دليلة" أول جاسوسة استخدمت محاسنها لإغواء "شمشون"، وغيرها من قصص الجاسوسية اليهودية التي حفلت التوارة باستعراض أدوارهم في دعم العقيدة اليهودية·

كما تناول الكتاب لدور الجاسوس في بناء الدولة اليهودية القديمة كذلك أوضح الدور الذي لعبه الجاسوس الحديث في بناء الدولة الصهيونية واحتلال فلسطين ، وذلك تحت عنوان "النكسة الكبري لسبعة جيوش عربية" مؤكداً حقيقية عامة وهي أن التاريخ الحديث لليهود لم يختلف عن قديمهم·· فقد انتبه اليهود مبكراً لأهمية أجهزة التجسس كأحد العناصر الضرورية للمشروع الصهيوني في فلسطين ومع نشأة الوكالة اليهودية ذلك التنظيم الذي أخذ علي عاتقة مهمة تأسيس الدولة في فلسطين مهما كانت الصعوبات ، ومن أجل هذا الهدف تجسس اليهود علي العرب والأتراك والإنجليز، كما عملوا لصالح الانجليز تارة وضد الأتراك والألمان تارة أخري وانتشرت شبكات التجسس الصهيونية في مصر وسورية ولبنان والأردن وتركيا وفلسطين وغيرها لخدمة أهداف الوكالة اليهودية وما تفرع عنها من منظمات عسكرية أخذت علي عاتقها مهمة تنفيذ أهداف المشروع الصهيوني بالقوة والاغتصاب·· ولم تنس الوكالة اليهودية أن تكون لها شبكاتها العالمية للوصول للهدف الأكبروأطماعهم ، لذا فقد أنشأت الوكالة اليهودية فروعها في باريس وروما وبرلين ولندن وزيورخ وفينا وموسكو وغيرها·

ويشير المؤلف إلي الدور الذي لعبه" بن جوريون" في تأيسيس دولة إسرائيل والسبب في اعتبار اليهود له بأنه مؤسس الدولة الإسرائيلية وذلك حين تولي منصب رئاسة الوكالة اليهودية والتطوير الذي قام به حيث قسمها إلي ثلاثة أقسام ، الأول وهو القسم العامل في المجال العربي والذي اختص بالقضايا التجسسية المتعلقة بأمور فلسطين خاصة والمواطنين العرب عامة ، أما القسم السياسي فقد كانت مهمتة جمع المعلومات السياسية في المجالين الداخلي والدولي، أما القسم الثالث فهو القسم العسكري والذي أوجده للقيام بأعمال التجسس علي البريطانيين وعلي اليهود الشرقيين والعرب·· وقد عملت الوكالة اليهودية بأقسامها الثلاث علي ترسيخ أقدام اليهود في فلسطين·

ويشير المؤلف إلي الدور الذي لعبته الوكالة اليهودية أثناء الحرب العالمية الثانية ووقوفه بجانب الحلفاء والدور الذي قامت به بعد انتهاء الحرب والذي ارتكز علي مهمتين أساسيتين هما تأمين قيام الدولة اليهودية وجلب اليهود من خارج فلسطين وتهريب الأسلحة، والمهمة الثانية هي القيام بعمليات إرهابية ضد العرب وضد البريطانيين داخل البلاد·

مظمات سرية

وبمزيد من التفصيل يستعرض المؤلف تحت عنوان قبل قيام دولة إسرائيل دور المخابرات الصهيونية والذي يمكن تقسيمها من خلال خمس مراحل بداية من القرن العشرين ، المرحلة الأولي وهي التي كانت تعبر عن علاقة المخابرات الصهيونية مع القوات البريطانية وما قدمته من عون وتمهيد لغزو الحلفاء لفلسطين وإسقاط الأمبراطورية العثمانية ، وقد أنشئت منظمة "بيلو" السرية عام 1954 من مجموعة من المهاجرين اليهود من أوربا الشرقية بهدف إمداد بريطانيا بالمعلومات عن أوضاع السلطات العثمانية ونشاط الفلسطينين إلا أن هذه المحاولة فشلت عندما اكتشفت السلطات العثمانية هذه المنظمة في عام 1907 ·

أما المرحلة الثانية وهي التي كانت قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولي بعد إنشاء منظمة سرية باسم "نيلي" والتي أقامت اتصالاً مع المخابرات البريطانية في المنطقة ونشر شبكات تجسسها في مختلف أنحاء فلسطين وساهمت مساهمة فعالة في حسم معركة جنوب فلسطين لصالح الحلفاء عن طريق المعلومات التي زودتهم بها حول استعدادات الجيش العثماني في غزوة بئر سبع ، إلا أن السلطات العثمانية اكتشفت أمرها وقامت بتصفيتها عام 1917 ·

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولي ووعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود بدأت المرحلة الثالثة والتي أخذت فيها المخابرات بعداً أكثر تطوراً بعد أن أصبحت مستقلة عن العلاقة ببريطانيا أو غيرها ، وفي عام 1920 تألفت الوكالة اليهودية وأنشأت فروعها في القدس ولندن ونيويورك وجينيف والقاهرة وباريس وبرلين ·· كما أنشئ لها قسم خاص هو "المكتب السياسي الذي تولاه الكولونيل "كيسي" والذي قام بتنظيم شبكة الجاسوسية اليهودية وراحت فروع الشبكة تنتشر وراء هيئات مختلفة ، فبعضها عبارة عن نوادي رياضية تأخذ الطابع العادي أو منظمات عالمية، أما الأسم الرسمي لهذه الشبكة فهو "الهاجاناه" والتي كانت تتشكل من ثلاثة أقسام ثلاث منها · قسم وحدات "الهاجان" العسكرية للقتال ، وقسم وحدات "البالما" لأعمال التخريب والكوماندوز وقسم وحدات "الشاي" أي خدمات الاستخبارات·

جيش سري

أما جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" فيعود إنشاؤه إلي ما بعد قيام دولة إسرائيل وكان قد أنشئ كجيش سري تابع لـ"الهاجاناه" وتركز عمله في تنظيم الهجرة غير الرسمية لفلسطين وتهريب الأسلحة ، ثم توسعت مهامه لتشمل جميع أنواع التجسس خارج حدود فلسطين ، إضافة إلي أعمال مكافحة الجاسوسية المضادة ومعاقبة اليهود الخارجين علي رغبة الهاجاناه·

أما المرحلة الرابعة فقد عكست الصراع بين العصابات الصهيونية استعداداً لإنشاء الكيان·· ففي عام 1947نشب صراع بين أجهزة المخابرات المختلفة وبدأت في تصفية بعضها البعض بالتعاون مع بريطانيا في بعض الأحيان·

وبعد إعلان الدولة العبرية في عام 1948 بدأت المرحلة الخامسة بعد الاتفاق علي حل معظم التشكيلات السابقة للمخابرات وتشكيل جهاز مركزي للإستخبارات ، وقد قام "بن جوريون" بانتخاب معظم عناصر هذا الجهاز من الهاجاناه ليتأكد من تسلمهم للمناصب القيادية ، ولكنه استفاد أيضا من العناصر الممتازة الموجودة في التنظيمات الأخري وقد تم تقسيم الجهاز إلي ثلاث دوائر متخصصة في أول اجتماع للجهاز : الدائرة الأولي وهي الاستخبارات العسكرية، والثانية في الدائرة السياسية في وزارة الخارجية ومهمته الحصول علي المعلومات من السفارات في الخارج ، أما الدائرة الثالثة فهي الأمن الداخلي "الشين بيت" وتشمل مهمته ملاحظة الجواسيس والأمن الداخلي ·· ولم تنجح هذه التنظيمات في القيام بمهامها علي أكمل وجه وهو الذي أدي إلي حدوث عدد من التقلبات في تنظيم وإدارة أجهزة المخابرات حتي تم إعادة تنظيمه مرة أخري ، ولم يستمر طويلا حتي أعيد تشكيله مرة أخري برئاسة الجنرال "منير عميت" وكان أهم أنجاز هذا الجهاز هو التحضير لحرب 1967 ·· والذي استقال في العام التالي·· لتتوالي التغيرات علي الجهاز بتشكيلاته خاصة، بعد هزيمة أكتوبر 1973 وهو ما أدي إلي إنشاء لجنة الأمن القومي لإسرائيل التابعة لرئاسة الحكومة·

الاستخبارات ·· كيف تعمل ؟

تحت هذا العنوان يشير المؤلف إلي عامل هام اتسمت بها أجهزة التجسس الإسرائيلية وهو التغيير والتبديل في الأشخاص ·· فيما كان الاستقرار قائم من خلال وحدة فكر العقيدة التخابرية الصهيونية والقيادة الواحدة التي ترجع إلي شخصين ، الأول رئيس الوزراء الإسرائيلي والثاني هو رئيس جهاز المخابرات الموساد الصهيونية الذي يتصل مباشرة برئيس الوزراء والأساس الذي يحكم وجود الأشخاص أو يحدد بقاء الأجهزة والأدوات هو نجاحها في تحقيقها لأهدافها الكلية·

ويشير المؤلف إلي جهاز الموساد الذي يعد أهم منظمات المخابرات الصهيونية وهو الجهاز الذي يتبع مباشرة لرئيس الوزراء وهوالمسئول عن جمع المعلومات الخارجية والعمل السياسي لاتخاذ القرارات ومكافحة الدور التحريري ، العربي عن طريق عملائها ضد الدول العربية ·

وينقسم الموساد في تنظيمه الحديث إلي خمسة فروع هي:
1- وزارة خارجية سرية تقيم علاقات غير دبلوماسية مع دول غير عربية·
2- فرع الشئون العربية الذي يهتم بإرسال عملاء إلي الدول العربية المجاورة·
3- فرع الأبحاث الذي يجمع المعلومات ويحللها ويقارنها مع المعلومات المتوفرة لدي دولة تالية·
4- فرع المهام الخاصة الذي يتولي إرسال مجموعات الاغتيال والتصفية·
5- فرع الاتصال الذي يتولي الاتصال مع المخابرات الصديقة·

أما عدد العاملين في الموساد فيتراوح ما بين 1500 إلي 2000 شخص ، أما عن طريقة تدريب أعضائه فلابد وأن يتم تدريب الأعضاء الجدد علي منهج العمليات الميدانية وتستغرق فترة التدريب بشكل عام حوالي عامين ، ويقوم بالتدريب في هذه الدورات إما مدرسون دائمون أو ضباط للمخابرات أومسؤولون في الإدارة العامة أو الرئاسة ·· أما الهيكل الوظيفي لجهاز الموساد فإنه يتكون من عدة دوائر لكل منها دورها ووظيفتها المحددة وهي :
1- 1 - الإدارة العامة وتقع في أطراف تل أبيب وبها حوالي مائة موظف ومكتب المدير وبعض المساعدين وسكرتارية خاصة بالمدير، ويتم تعيين مدير الموساد عن طريق رئيس الوزراء مباشرة·
2- قسم التخطيط للعمليات والتنسيق ، ومهمته الإدارة والتطوير ووضع الخطط المستقبلية وتنسيق عمل الشبكات·
3- قسم جمع المعلومات وهو أكبر وحدات الموساد ·
4- قسم العمل السياسي والخارجي وهو المسئول عن الاتصالات في الدول الأجنبية التي لها علاقات مع إسرائيل·
5- قسم الإعداد والتدريب وهو المختص بتدريب الأعضاء والعاملين علي الأجهزة التكنولوجية والمعلومات·
6- قسم المهام الإدارية ، وهو المختص بترتيب وتوظيف العاملين وترقياتهم وإختيارهم·
7- قسم البحوث ، وهو يقوم بإعداد بحوث لتطوير العمل ومكافحة التجسس والاختراق والأمن·
8- قسم التكنولوجيا ، وهو خاص بكل الأجهزة العلمية التي تحتاجها الموساد ·
9- قسم العلاقات للتنسيق مع الأجهزة المخابراتية الأخري·
10- قسم العلاقات التكتيكية والفنية ، ويضم ضباط محترفين في القتل والتخريب وإخفاء الجريمة والملاحقة·

النفسية العربية

يعتبر التجسس علي العرب هو الواجب الأول علي كل إسرائيلي نحو أرض الميعاد ·· لهذا فإن القسم الموجه ضد الدول العربية يعد من أهم أقسام المخابرات الإسرائيلية بسبب فعاليته ضد الدول العربية فإسرائيل وهي عدوة العرب لايمكن لها أن تخطط لأي معركة أو القيام بأي اشتباك أو تحقيق أي نصر إلا إذا تجمعت لديها كل المعلومات المطلوبة عن الدول العربية عامة ، أما قسم السيكولوجيا العربية في إسرائيل فيلعب دوراً هاماً في التوصل إلي الاستنتاجات الصائبة حول ردود الفعل العربية المتوقعة ، كذلك يهتم هذا القسم بدراسة التيارات الفكرية المعاصرة في العالم العربي والاختبار الفعلي للنفسية العربية من أجل اختيار الأهداف التي عليها سيشن الجهاز الدعائي الصهيوني حملاته النفسية·

أما فرع رصد محطات الإذاعة العربية فمهمته الأولي هو الإصغاء إلي المحطات العربية وتسجيل كل ما يذاع عنها ·· كما لم يغفل الموساد عن الدول المستقلة الحديثة فأنشأ فرعاً للتغلغل في أجهزة الدولة المستقلة، والذي يختص بالتغلغل في أجهزة الأمن والمخابرات في الدول المستقلة حديثا خاصة الدول الأفريقية ، وهناك فرع الجدعونيون وهو الجهاز الموكل إليه لتنفيذ عمليات الخطف والقتل والتهديد، ويختص فرع برايشا بإيقاظ كوامن الأحقاد ضد الألمان النازيين القدامي كي يتم الضغط الصهيوني علي ألمانيا الغربية·

ولم يغفل جهاز الموساد عن أهمية الخديعة فأنشأ مكتباً للخديعة الإعلامية مهمتها ترويج الإشاعات الكاذبة من أجل التضليل·

تجنيد العميل

كيف يتحول الإنسان العادي في غضون فترة زمنية قصيرة إلي جاسوس؟ وما هي مراحل تدريبه؟·· هذا ما يجيب عنه المؤلف من خلال الفصل الذي خصصه لتجنيد العميل ·· والذي يوضح خلاله كيفية تقسيم العملاء·· ومراحل تدريبهم والتي تحتوي علي معلومات أساسية لابد من الإلمام بها ولعل من أهمها ، طرق جمع المعلومات وكيفية استعمال المتفجرات وتطبيق عمليات النسف والحرق ، كذلك كيفية استعمال التصوير السري، ومسح الأراضي بالإضافة لمعرفة المركبات الكيماوية التي من الممكن الاستفادة منها في عمليات التجسس ·· كذلك كيفية كتابة الشفرة وحل رموزها وإرسال واستقبال الموجات اللاسلكية القصيرة والكتابة بالحبر السري بالإضافة لكيفية التعرف علي الأسلحة الحربية من برية وجوية وبحرية وتحديد قدرة تسليحها وطاقتها ومداها الجوي·

ويشير المؤلف إلي نقطة هامة في اختيار أجهزة التجسس الإسرائيلية لعملائها ·· وهي التي تقوم علي مبدأ أساسي وهو أن في أعماق كل إنسان نقطة ضعف ولكل إنسان ثمة مركز إنطلاق للسيطرة علي ذلك الإنسان، قد تكون نقطة الضعف تلك ، الفقر أو النساء أو الحقد نحو نظام لا يتلاءم مع طموح ومتطلبات ذلك الإنسان ، من خلال نقطة الضعف هذه يتم تجنيد العميل بشكل سري وغير ملحوظ ولايفيق العميل إلا بعد أن يجد نفسه جاسوساً وعضواً في شبكة لايستطيع الفكاك منها·

ولايقتصر من يقع عليهم الاختيار لتجنديهم من قبل الموساد لمن لديهم نقط ضعف يتم استغلالها، بل لجأت المخابرات الإسرائيلية إلي الوسائل اللاأخلاقية للضغط علي الأسري العرب ، فلا تترك أية وسيلة مادية أو معنوية لتحويل نفوس أولئك الأسري إلي أعداء لبلادهم·· وتختلف تلك الطرق: منها الإرهاب وفتح النار علي الأسري من خلف ظهورهم أو الابتزاز ال***ي ، أو السياسي ، أو عمليات غسيل المخ والتنويم المغناطيسي وجهاز كشف الكذب ·· بالإضافة إلي التعذيب الجسماني والتي يتفنن في طرق تنفيذها·

كما لم تغفل المخابرات الإسرائيلية عن إمكانية تجنيد الأطفال واستغلال فقر وتشرد الأطفال الصغار والتي تبدأ في عمل اختبارات ذكاء لهم وعمل التدريب النفسي والذهني لهم لأعدادهم للعمل في خدمة ما يتم تكليفهم به·

ويفرد المؤلف لجهاز الموساد فصلا كاملا يتناول من خلاله أوجه تفاصيل إدارة ذلك الجهاز وعلاقاته بالأجهزة السياسية المختلفة سواء داخل إسرائيل أو خارجها وبالإضافة للبرامج التدريبية التي يمر بها عملاء الموساد·
المرأة اليهودية

لايستطيع أحد أن يغفل الدور الهام الذي لعبته المرأة اليهودية في بناء الدولة الصهيونية·· وخاصة في أجهزة المخابرات سواء كجاسوسة أو كوسيلة لتجنيد العملاء وقد زودت المخابرات الإسرائيلية في توظيف النساء في هيكل وظائفها فوظفت بنات الهوي في علب الليل لاستدراج الزبائن الدبلوماسيين أو ضباط أو أي وظائف هامة للحصول علي المعلومات التي تبحث عنها ·· وتحت عنوان النساء في الدهاليز يستعرض المؤلف الدور الهام الذي لعبته المرأة الإسرائيلية في أعمال التخابر والتجسس بدءا من "دليلة" التي استطاعت أن تأسر عدو بني إسرائيل شمشون الجبار ، ومروراً بقصة الغانية أستير والذي ورد ذكرها بسفر كامل من العهد القديم والتي استطاعت بجمالها وفتنتها أن تسلب لب أحد الملوك الذي استسلم لها طائعا وسلمها مقاليد أسور مملكته ، كذلك "سالومي" ابنة زوجة الملك" هيرودوت" التي رقصت أمام الملك لتطلب رأس يوحنا المعمدان، وغيرها من القصص الحديثة التي تصور بوضوح أهمية ال*** في وصول إسرائيل لأغراضها ولعل من أبرزها قصة الفتاة اليهودية "ميرا" التي لعبت دوراً هاماً في اغتيال الكونت برنادوت الوسيط الدولي·· وغيرها من القصص التي إن دلت علي شيء فإنما تدل علي الدور الخطير الذي لعبته النساء في دعم الدولة الصهيونية·

شبكات عربية

من البديهي أن يختلف هدف المخابرات الإسرائيلية بعد عام1948 وقيام دولة إسرائيل وهي الفكرة التي أفرد لها المؤلف في الفصل الأخير مستعرضا من خلالها لأهم الجواسيس الذين تم زرعهم في الدول العربية المختلفة بعد قيام الدولة الصهيونية لخدمة أغراض التوسع في الدول العربية ،وفك العزلة الدولية ومحاولة تقويض أركان الاستقرار في البلاد العربية ومعرفة خبايا وأسرار جيوشها وصناعاتها الاستراتيجية، وتحركاتها ونياتها تجاه إسرائيل ، ولعل من أخطر الشبكات التي كشفتها أجهزة المخابرات العربية هي شبكة التجسس الأردنية التي عملت 14 عاما وتضم 59 شخصاً والذين قاموا بالعمل التجسس خلال المدة ما بين عام 1948 وحتي نهاية عام 1962 ، ولم يغفل علي المخابرات الإسرائيلية أهمية دولة في حجم العراق والتي زرعت داخلها عملاءها والذين كانوا خليطا ما بين العرافين والإيرانيين واليهود، وفي سوريا كانت أهداف إسرائيل التجسسية أكثر خطوة ولعل من أبرز تلك الشبكات التي تم كشفها شبكة الجاسوس الإسرائيلي" إلياهو كوهين " والذي قضي في النهاية بإعدامه·· وغيرها من الشبكات التي تم كشفها ·· وغيرها ما لم يتم كشفه حتي الآن·

في النهاية نستطيع أن تؤكد أن ما قام به الكاتب خالد غازي من دراسة هامة لدور الجاسوس ***نه أولي لقيام الدولة الصهيونية ، مستعرضا الدور الهام الذي لعبه لإعطاء مثل هذه الدولة الصغيرة تلك القوة العظمي التي تنافس وتقوض أكبر دول العالم قوة ··

فلم تكن تلك الدراسة سوي صرخة أطلقها المؤلف في صدورنا نحن العرب ·· ليقول لنا انتبهوا يا عرب!!

الكتاب: الجاسوس: طريق الخداع ·· سري للغاية·
المؤلف : خالد محمد غازي·
الناشر : وكالة الصحافة العربية
الطبعة : الأولي - القاهرة - 2002 ·

*موقع العربية مناطق 48
*مركز الوطن للدراسات الامنية-غزة


منقول
 
موضوع رائع جداً ومهم جداً جداً .....
مشكور على مجهودك الرائع أستاذ يحيى سأقراءة وأعلق عليه
لكني أردت أن أكون أول من يرد على الموضوع

تحياتي
 
موضوع رائع جداً ومهم جداً جداً .....

مشكور على مجهودك الرائع أستاذ يحيى سأقراءة وأعلق عليه
لكني أردت أن أكون أول من يرد على الموضوع


تحياتي

أهلا وسهلا بسطور تعليقك ...

وإن شاء الله ، سأنشر العدد من التكملات الهامة ، حتي يصبح منتدنا مرجعا كاملا متكاملا للباحثين



د. يحي الشاعر
 
عودة
أعلى