بسم الله الرحمن الرحيم
....................................
((خريطة توضح طريق الطائرات المهاجمة))
..................................
مقدمة
هاجمت الطائرات اليابانية ميناء بيرل هاربرفي هاواي في 7 ديسمبر 1941 وهو حدث غير مجرى التاريخ وأرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية، وأسفر عن مقتل 2403 من الجنود الأمريكيين و 68 من المدنيين واغراق أو أتلاف 19 سفينة وبارجة حربية و تدمير 188 طائرة.
تمحور الهجوم الذي شنته 353 طائرة حربية يابانية على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر وعلى الطائرات الحربية الامريكية الرابضة على الأرض. ولم يكن الأمريكيون مستعدون لهذا لأنهم كانوا قد عقدوا معاهدت سلام مع اليابان التي لم تعرها اليابان أي اهتمام.
اسباب الهجوم اليابانى
علم اليابانيون أن عنصر المفاجأة و السرعة هما من أهم عناصر الهجوم قامت استراتيجيتهم على تجريد العدو من السلاح و تأسيس خطوط دفاعية حول المناطق المحتلة .
كانت خطة اليابان الطموحة تهدف إلى شل القوات الأميركية في جزر هاوي و في الوقت نفسه احتلال جنوب شرق آسيا .
كان الهجوم المدمر ضد الأسطول الإيطالي في ميناء تارانتو الذي شنته طائراتٌ بريطانية قاذفةٌ للطوربيدات انطلاقاً من حاملة الطائرات ، كان هذا الهجوم هو الذي أوحى لليابانيين بفكرة الهجوم على ميناء بيرل هاربر بعد ذلك بعام و يعد النجاح في الضربة الأولى للحاملات أمراً بالغ الأهمية و هنا كانت ثقة الأدميرال الياباني ياماموتو قد ترسخت من خلال أداء حاملة طائراتٍ بريطانية بمفردها في قصف ميناء تارانتو الإيطالي فقد أجرى دراسةً مكثفة على ميناء تارانتو الإيطالي في العام السابق .
كان ياماموتو مقتنعاً بضرورة القضاء على الأسطول الأميركي في بيرل هاربر أولاً قبل الاستيلاء على جنوب شرق آسيا فأنفق هو و ربابنة أسطوله أشهراً في التدرب سراً على الهجوم في قاعدةٍ يابانيةٍ منعزلة يقول
لقد تأكد ياماموتو بأن طائراته تحمل قذائف طوربيد مصممةً خصيصاً لكي تسقط و تنطلق في مياهٍ ضحلة و اليابانيون معتادون على الإبحار مباشرةً وراء منخفضٍ جوي إذ كانت سفن الأميرال ناغومو تستفيد من الغطاء الذي وفرته الغيوم و المطر و كانت غواصاتٌ يابانية تبحر في مقدمة السفن و تحتها من أجل حراستها .
يبحرأسطولٌ ياباني قوي مسرعاً نحو الشرق في ديسمبر عام 1941م و يتعمد قائد الأسطول الأميرال ناغومو الإبحار في طريقٍ يجنبه التعرض لمراقبةِ سفنٍ أو طائراتٍ أجنبية و يختلف هذا الأسطول الضخم اختلافاً جذرياً عن أي قوةٍ عسكريةٍ بحرية تم تجميعها من قبل إذ تبحر في قلب الأسطول مجموعةٌ من ست حاملات طائرات على متنها 360 طائرةً مقاتلة إن قدرة هذا الأسطول على الوصول إلى مداً بعيد في أعالي البحار إلى جانب القوة الهائلة لطائراته يعطيه قدرةً هجومية لا مثيل لها في التاريخ البحري و ستدخل هذه القوة البحرية المعركة لأول مرةٍ قريباً جداً و ستحرز نصراً كبيراً و تكتسب شهرةً واسعة و تحقق صيتاً ذائعاً فخلال ساعتين ستقوم الطائرات المنطلقة من حاملات الطائرات بقلب ميزان القوى في المحيط الهاديء كما ستضمن بأنه خلال الصراع الممتد عبر آلاف الأميال في المحيط ستخرج حاملة الطائرات سيدة الموقف بلا منازع .
كان مفهوم توجيه ضربةٍ جويةٍ شاملة إنطلاقاً من السفن ما يزال جديداً و لم يكن الأميرال ناغومو مقتنعاً على الإطلاق بأن مثل هذه الضربة ستثبت فعاليتها عملياً و رغم ذلك فإن أسطوله يستعد و لا يمكن الآن وقف الهجوم إلا بأمرٍ من القائد العام في طوكيو الأدميرال ياماموتو و يستدير الأسطول الياباني نحو الجنوب متجهاً إلى موقعٍ يبعد 300 كلم عن جزر هاواي و يعتبر ياماموتو القائد العسكري الأكثر موهبةً و دهاءاً في بلاده اليابان ، و يعود الفضل لكفاءته و بُعد نظره لإمتلاك الأسطول الامبراطوري الياباني لهذه القوة المتفوقة من حاملات الطائرات .
كما أن الاستراتيجية التي كانت تقوم عليها هذه الحملة البحرية هي إلى حدٍ كبير من وضع ياماموتو ، فهو يدرك بأن العدو الرئيسي لليابان ستكون الولايات المتحدة و تعتمد الركيزة الأساسية في استراتيجيته على شن هجومٍ مباغت ضد القاعدة الأميركية في بيرل هاربر مقر الأسطول الأميركي في المحيط الهاديء و يتم حشد كامل القوة الجوية لحاملات الطائرات اليابانية لهذه العملية بمفردها و التي جرى اختبارها بعناية من خلال تمريناتٍ مكثفة ، و يعتقد ياماموتو بأن فرصة النصر الوحيدة المتاحة أمام اليابان في الحرب القادمة هي أن تضرب أولاً و بلا هوادة ، و يعتزم ياماموتو أن يشن سلسلةً سريعةً من الهجمات الأخرى ضد تشكيلةٍ واسعةٍ من الأهداف و يأمل بأنه في الوقت الذي تكون فيه أميركا قد أعادت بناء قوتها البحرية تكون اليابان قد أصبحت امبراطوريةً بحريةٍ كبرى تحميها قواعد منتشرة في جزر المحيط الهاديء .
لقد كان أكثر ما يقلق ياماموتو هو أن لا تكون جميع سفن الأسطول الأميركي موجودةً في ميناء بيرل هاربر و كان يدرك بأن عليه قبل كل شيء أن يدمر حاملات الطائرات الأميركية.
الهجوم على بيرل هاربر
في 6/12/1941م انهارت المفاوضات بين البلدين فبعثت طوكيو رسالةً مطولة إلى سفارتها في واشنطن ، كان يتعين تقديم الرسالة التي اختتمت بإعلان اليابان الحرب على أميركا في الساعة الواحدة تماماً من اليوم التالي و كان كل بحارٍ ياباني يعلم بأن الحرب باتت وشيكة و يبرق ياماموتو إلى الأسطول قائلاً : (( إن مصير الامبراطورية معلقٌ على هذه المهمة و كل فردٍ يجب ألا يبخل بنفسه من أجل ذلك )) .
في 7 /12/ 1941م شن اليابانيون هجوماً في المحيط الهاديء ، تضمنت هجوماً على جنوب شرق آسيا و ميناء بيرل هاربر في جزر هاواي ، انطلقت 350 طائرة يابانية من حاملات طائرات اقتربت من شمال جزر هاواي و بلغت القواعد الأميركية في بيرل هاربر ، حدث ذلك باكراً في الصباح ، و كانت الرؤية و الأحوال الجوية مثالية و شعر الطيارون اليابانيون بأنهم أخذوا عدوهم على حين غرة و كانت المفاجأة تامة .
ففي صوت يشبه صوت الرعد ، انفجرت البارجة ( أيرزونا ) بعد أن أصابتها قنابل الطائرات اليابانية في بيرل هاربر ، و تناثرت قطعها على أجزاء المرفأ . فكانت هذه بداية المفاجأة .
قصفت قاذفات الانقضاض اليابانية محطة كانوهي الجوية للقوات البحرية الأميركية ، فيما ضربت قاذفات انقضاض أخرى و بعض المقاتلات حقل بيلوز
ويحكى احد الضباط الأميركيون الموجودين في حقل بيلوز
وصلت الطائرات الأفقية اليابانية إلى بيرل هاربرالساعة السابعة و ثمانية و خمسون دقيقة و لم يشك أحد في أنها يابانية،استمرت أسراب الطائرات في قصف المنشآت العسكرية و شن هجوم شامل على الجزيرة لكن اليابانيين لم يكتفوا بالمواقع العسكرية بل انتقلوا إلى الأهداف المدنية .
((صورة لميناء بيرل هاربر من احدى الطائرات اليابانية المهاجمة))
وتروى سيدة امريكية عن عند بداية الهجوم على ميناء بيرل هاربر ..
هرع كل من استطاع إلى حمل السلاح و المواجهة ساد جو من الارباك فيما كان الأميركيون يحاولون فهم ما يجري .
فى الساعة الثامنة و الخمس دقائق صباحاً فتحت مدافع البارجة نيفادا النيران على طائرات الطوربيد كما فتحت سفينة الترميم فيستال و الراسية قرب أريزونا النيران أيضاً و تلقت البارجة كاليفورنيا صاروخاً ضخماً و بدأت الطائرات اليابانية تشن هجماتها على البارجة على علوٍ مرتفع و كانت مقاومة الأميركيين غير منظمةٍ و غير فعالة .
و من بين الأهداف السهلة كانت أوكلاهوما الضعيفة ، حيث أصيبت السفينة أوكلاهوما بأكثر من عشرة صواريخ و أحدثت الانفجارات ثقوباً في درع السفينة و بما أن النوافذ و الفتحات قد تركت مفتوحة في الليلة السابقة ، تدفقت مياه البحر إلى داخل السفينة ، في الساعة الثامنة و أربع عشرة دقيقة صباحاً انقلبت أوكلاهوما على المرفأ و حجزت أكثر من 400 رجل في الداخل و هم يضربون الفولاذ بأيديهم نفذ مساعد مدفعي اسمه ليون كولب الأمر بإخلاء السفينة و توقع أن تتحول السفينة إلى حطام من فوق لهيب الحطام كان الطيار الياباني تايسوكي ماروياما ابن التسعة عشر عاماً يراقب الدمار الذي تحدثه قنابله قائلاً:
استمرت المحاولات اليائسة لإنقاذ العالقين داخل أوكلاهوما المنقلبة طوال الليل .
يسرد أحد البحارة الأميركيين أحداث الهجوم :
و يتذكر أحد البحارة عن ذلك اليوم
أصيبت كل الأهداف العسكرية وحرك الأميركيون كل آليات الدفاع و لكنها لم تكن بحجم قوة الهجوم في الساعة الثامنة و ثماني دقائق صباحاً أوقفت الاذاعة المحلية كاي جي أم بي بث الموسيقى و نادت كل العسكريين إلى تلبية نداء الواجب كانت الطائرات اليابانية تلقي قذائف خارقة للدروع تنفجر لاحقاً من علو عشرة آلاف قدم و ضربت إحداها البارجة أريزونا ضربة مباشرة و عند الساعة الثامنة وعشر دقائق صباحاً انفجرت مخازن الذخيرة الأمامية على البارجة أريزونا محدثةً دوياً مروعاً و كرة نارية هائلة غرقت السفينة الضخمة في أقل من تسع دقائق.
و يروي لنا أحد الذين شهدوا انفجار البارجة أريزونا:
تحولت يو أس أس أوكلاهوما القريبة جداً إلى هدف سهل و يقول أحد الجنود الأميركيين عن ذلك الهجوم :
((خريطة توضح اتجاهات موجات الهجوم اليابانى))
......
حققت الموجة الأولى من الهجوم الياباني المفاجيء نصراً مذهلاً للعدو و إرباكاً فورياً تلقى الأسطول الأميركي كمية لا بأس بها من الصواريخ المتطورة و المصممة خصيصاً لمياه بيرل هاربر الضحلة هزت انفجارات عنيفة الطرادات و زارعات الألغام و البوارج مثل أوكلاهوما و لكن كانت تلك البداية فقط إذ كانت الموجة الثانية من الهجوم الياباني على وشك أن تبدأ .
الساعة الثامنة و خمسون دقيقة اقتربت الموجة الثانية من الطائرات اليابانية من الشمال و كانت خطة الهجوم ضرب القواعد العسكرية المنتشرة على الجزيرة بالمقاتلات و القاذفات الأفقية و قاذفات الانقضاض ، عند الساعة الثامنة و أربعة و خمسون دقيقة بدأ الهجوم الثاني و أصابت 78 قاذفة انقضاض السفن في بيرل هاربر و ضربت 54 قاذفة بعيدة المدى المحطات الجوية التابعة للقوات البحرية و حامت 36 مقاتلة فوق المرفأ لضمان السيطرة على الأجواء ، لقد أحدثت الموجة الثانية فوضى عارمة ، أخذ الأميركيون يطلقون النار على كل ما يتحرك في الجو .
في الصباح موجتان من الطائرات قامتا بالهجوم ، الأولى في تمام الساعة الثامنة إلا خمس دقائق . و الثانية في تمام الساعة الثامنة و أربعين دقيقة . و كان كل شيء قد انتهى في العاشرة صباحاً .
حقق الهجوم المفاجيء نجاحاً ساحقاً و نجحت الخطة اليابانية نجاحاً كلياً حيث فاقت الهجمات كل توقعاتهم ، استطاع اليابانيون أن يتخلصوا بخطة محكمة جريئة بقسم كبير من القوات البحرية و الجوية الأميركية في الشرق الأقصى . القاذفات المنقضة ، و الطائرات المطاردة المقاتلة ، و الطائرات الحاملة للطوربيدات كلها استطاعت أن تحول بيرل هاربر إلى أكوام من الخرائب المحترقة و هبت النيران في المنشآت العسكرية ، و حولت القنابل و الطوربيدات اليابانية البارجة الأميركية رو إلى كتلةٍ من اللهب بفعل الانفجارات و الحرائق نتج عنها سحبٌ عارمةٌ من الدخان ، لقد كان المدنيون يفرون للنجاة بحياتهم و لم يكن أمام الجيش الأميركي إلا الرد بغياب أي خطة عمل منظمة .
و عندما انسحبت الطائرات المغيرة في النهاية عائدةً إلى حاملات طائراتها كانت تخلف وراءها مشهداً من الدمار لا نظير له .
إنها هزيمةُ مدمرة للبحرية الأميركية التي تخسر ثلاث بوارج من بينها كاليفورنيا و نيفادا و ست طرادات و خمسة غواصات و 140 طائرة و أصيبت مدمرتان بخسائر جسيمة ، فكانت الخسائر البشرية 4475 بين قتيل و مفقود و جريح من العسكريين و المدنيين و لكن كان السكان في حالة ذعر على جزر هاواي .
و يضيف أحدهم قائلاً :-
تلا الهجوم شعور بالخوف و القلق شلت حركة الجيش الأميركي و لم يكن هناك أي فرصة لردع اجتياح كلي لجزر هاواي ، فبدا الاجتياح حتمياً .
يصف أحد الجنود الأميركيين الحال بعد الهجوم الياباني قائلاً :
بعد انقضاء أربع ساعات على الهجوم اشتعلت النيران في الجزيرة و تبدلت الأجواء بدخان أسود خانق و قطعت الاتصالات مع البر الرئيسي و أصبح وصول النجدة شبه مستحيل .
نتائج المعركة
كان الهجوم الياباني مباغتاً و مدمراً و صاعقاً ساهم الخوف في اجتياح العدو في بروز حالة من جنون الارتياب ، لحق الدمار الجزيرة ألح القائد فوشيدا على متن حاملة الطائرات على إطلاق الموجة الثالثة و لكن في الساعة الواحدة و النصف ظهراً قرر الأميرال ناغومو إلغاء الهجوم و انسحب الأسطول الياباني.
يقول أحد الأميركيين
يبدو أن الأميرال ناغومو ألغى هجوم الموجة الثالثة لأنه لم يكن واثقاً من موقع حاملات الطائرات الأميركية وحقق اليابانيون نصراً ساحقاً في الموجتين الأوليتين و لم يشأوا المخاطرة بهجوم ثالث قد يكون فاشلاً وشل هجوم بيرل هاربر الأسطول الأميركي في المحيط الهاديء .
دخلت أميركا حرباً لم تكن مستعدة للمشاركة فيها ، كانت تلك أسوأ كارثة ضربت القوات البحرية الأميركية محققةً الأهداف التي وضعها اليابانيون لقد نتجت كارثة بيرل هاربر المأساوية من التخطيط الذكي للأدميرال الياباني ياماموتو من جهة و من الإهمال الأميركي من جهة ثانية تدمير بيرل هاربر كان ببساطة أول عنصرٍ في سياسة اليابان الكبرى التوسعية
.............................
تم بحمد الله........
....................................
((خريطة توضح طريق الطائرات المهاجمة))
..................................
مقدمة
هاجمت الطائرات اليابانية ميناء بيرل هاربرفي هاواي في 7 ديسمبر 1941 وهو حدث غير مجرى التاريخ وأرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية، وأسفر عن مقتل 2403 من الجنود الأمريكيين و 68 من المدنيين واغراق أو أتلاف 19 سفينة وبارجة حربية و تدمير 188 طائرة.
تمحور الهجوم الذي شنته 353 طائرة حربية يابانية على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر وعلى الطائرات الحربية الامريكية الرابضة على الأرض. ولم يكن الأمريكيون مستعدون لهذا لأنهم كانوا قد عقدوا معاهدت سلام مع اليابان التي لم تعرها اليابان أي اهتمام.
اسباب الهجوم اليابانى
علم اليابانيون أن عنصر المفاجأة و السرعة هما من أهم عناصر الهجوم قامت استراتيجيتهم على تجريد العدو من السلاح و تأسيس خطوط دفاعية حول المناطق المحتلة .
كانت خطة اليابان الطموحة تهدف إلى شل القوات الأميركية في جزر هاوي و في الوقت نفسه احتلال جنوب شرق آسيا .
كان الهجوم المدمر ضد الأسطول الإيطالي في ميناء تارانتو الذي شنته طائراتٌ بريطانية قاذفةٌ للطوربيدات انطلاقاً من حاملة الطائرات ، كان هذا الهجوم هو الذي أوحى لليابانيين بفكرة الهجوم على ميناء بيرل هاربر بعد ذلك بعام و يعد النجاح في الضربة الأولى للحاملات أمراً بالغ الأهمية و هنا كانت ثقة الأدميرال الياباني ياماموتو قد ترسخت من خلال أداء حاملة طائراتٍ بريطانية بمفردها في قصف ميناء تارانتو الإيطالي فقد أجرى دراسةً مكثفة على ميناء تارانتو الإيطالي في العام السابق .
كان ياماموتو مقتنعاً بضرورة القضاء على الأسطول الأميركي في بيرل هاربر أولاً قبل الاستيلاء على جنوب شرق آسيا فأنفق هو و ربابنة أسطوله أشهراً في التدرب سراً على الهجوم في قاعدةٍ يابانيةٍ منعزلة يقول
.أندرسون خططوا للإستيلاء على النفط و نقله سريعاً إلى اليابان ، لكن ما كان الخطر الأكبر بالنسبة لهم ، الأسطول الأميركي و أين كان هذا الأسطول ، في بيرل هاربر ، إذن كان الدافع الحقيقي لبيرل هاربر هو محاولة القضاء على الأسطول الأميركي لحماية مخزون النفط
لقد تأكد ياماموتو بأن طائراته تحمل قذائف طوربيد مصممةً خصيصاً لكي تسقط و تنطلق في مياهٍ ضحلة و اليابانيون معتادون على الإبحار مباشرةً وراء منخفضٍ جوي إذ كانت سفن الأميرال ناغومو تستفيد من الغطاء الذي وفرته الغيوم و المطر و كانت غواصاتٌ يابانية تبحر في مقدمة السفن و تحتها من أجل حراستها .
يبحرأسطولٌ ياباني قوي مسرعاً نحو الشرق في ديسمبر عام 1941م و يتعمد قائد الأسطول الأميرال ناغومو الإبحار في طريقٍ يجنبه التعرض لمراقبةِ سفنٍ أو طائراتٍ أجنبية و يختلف هذا الأسطول الضخم اختلافاً جذرياً عن أي قوةٍ عسكريةٍ بحرية تم تجميعها من قبل إذ تبحر في قلب الأسطول مجموعةٌ من ست حاملات طائرات على متنها 360 طائرةً مقاتلة إن قدرة هذا الأسطول على الوصول إلى مداً بعيد في أعالي البحار إلى جانب القوة الهائلة لطائراته يعطيه قدرةً هجومية لا مثيل لها في التاريخ البحري و ستدخل هذه القوة البحرية المعركة لأول مرةٍ قريباً جداً و ستحرز نصراً كبيراً و تكتسب شهرةً واسعة و تحقق صيتاً ذائعاً فخلال ساعتين ستقوم الطائرات المنطلقة من حاملات الطائرات بقلب ميزان القوى في المحيط الهاديء كما ستضمن بأنه خلال الصراع الممتد عبر آلاف الأميال في المحيط ستخرج حاملة الطائرات سيدة الموقف بلا منازع .
كان مفهوم توجيه ضربةٍ جويةٍ شاملة إنطلاقاً من السفن ما يزال جديداً و لم يكن الأميرال ناغومو مقتنعاً على الإطلاق بأن مثل هذه الضربة ستثبت فعاليتها عملياً و رغم ذلك فإن أسطوله يستعد و لا يمكن الآن وقف الهجوم إلا بأمرٍ من القائد العام في طوكيو الأدميرال ياماموتو و يستدير الأسطول الياباني نحو الجنوب متجهاً إلى موقعٍ يبعد 300 كلم عن جزر هاواي و يعتبر ياماموتو القائد العسكري الأكثر موهبةً و دهاءاً في بلاده اليابان ، و يعود الفضل لكفاءته و بُعد نظره لإمتلاك الأسطول الامبراطوري الياباني لهذه القوة المتفوقة من حاملات الطائرات .
كما أن الاستراتيجية التي كانت تقوم عليها هذه الحملة البحرية هي إلى حدٍ كبير من وضع ياماموتو ، فهو يدرك بأن العدو الرئيسي لليابان ستكون الولايات المتحدة و تعتمد الركيزة الأساسية في استراتيجيته على شن هجومٍ مباغت ضد القاعدة الأميركية في بيرل هاربر مقر الأسطول الأميركي في المحيط الهاديء و يتم حشد كامل القوة الجوية لحاملات الطائرات اليابانية لهذه العملية بمفردها و التي جرى اختبارها بعناية من خلال تمريناتٍ مكثفة ، و يعتقد ياماموتو بأن فرصة النصر الوحيدة المتاحة أمام اليابان في الحرب القادمة هي أن تضرب أولاً و بلا هوادة ، و يعتزم ياماموتو أن يشن سلسلةً سريعةً من الهجمات الأخرى ضد تشكيلةٍ واسعةٍ من الأهداف و يأمل بأنه في الوقت الذي تكون فيه أميركا قد أعادت بناء قوتها البحرية تكون اليابان قد أصبحت امبراطوريةً بحريةٍ كبرى تحميها قواعد منتشرة في جزر المحيط الهاديء .
لقد كان أكثر ما يقلق ياماموتو هو أن لا تكون جميع سفن الأسطول الأميركي موجودةً في ميناء بيرل هاربر و كان يدرك بأن عليه قبل كل شيء أن يدمر حاملات الطائرات الأميركية.
الهجوم على بيرل هاربر
في 6/12/1941م انهارت المفاوضات بين البلدين فبعثت طوكيو رسالةً مطولة إلى سفارتها في واشنطن ، كان يتعين تقديم الرسالة التي اختتمت بإعلان اليابان الحرب على أميركا في الساعة الواحدة تماماً من اليوم التالي و كان كل بحارٍ ياباني يعلم بأن الحرب باتت وشيكة و يبرق ياماموتو إلى الأسطول قائلاً : (( إن مصير الامبراطورية معلقٌ على هذه المهمة و كل فردٍ يجب ألا يبخل بنفسه من أجل ذلك )) .
في 7 /12/ 1941م شن اليابانيون هجوماً في المحيط الهاديء ، تضمنت هجوماً على جنوب شرق آسيا و ميناء بيرل هاربر في جزر هاواي ، انطلقت 350 طائرة يابانية من حاملات طائرات اقتربت من شمال جزر هاواي و بلغت القواعد الأميركية في بيرل هاربر ، حدث ذلك باكراً في الصباح ، و كانت الرؤية و الأحوال الجوية مثالية و شعر الطيارون اليابانيون بأنهم أخذوا عدوهم على حين غرة و كانت المفاجأة تامة .
ففي صوت يشبه صوت الرعد ، انفجرت البارجة ( أيرزونا ) بعد أن أصابتها قنابل الطائرات اليابانية في بيرل هاربر ، و تناثرت قطعها على أجزاء المرفأ . فكانت هذه بداية المفاجأة .
قصفت قاذفات الانقضاض اليابانية محطة كانوهي الجوية للقوات البحرية الأميركية ، فيما ضربت قاذفات انقضاض أخرى و بعض المقاتلات حقل بيلوز
ويحكى احد الضباط الأميركيون الموجودين في حقل بيلوز
كنت ضابطاً في قسم الاتصالات و عينت في دائرة المراقبة السادسة و الثمانين في حقل بيلوز الواقع على جانب الجزيرة للريح في السابع من ديسمبر و عند الساعة السابعة و النصف صباحاً استيقظ كل المقيمين في مركز الضباط العزب على صوت تحطم طائرة تحطمت طائرة B-17 عند آخر المدرج فدب الذعر في قلوب فريق العمل و أخذوا يصيحون بأنهم يتعرضون لهجوم ، بينما كنا نتحدث مع طاقم العمل بدأ سرب من الطائرات اليابانية بالقصف كانت تحلق على علوٍ منخفض بحيث رأينا وجوه الطيارين تبعثر الرجال للإحتماء من القصف أذكر أنني قفزت تحت كوخ العمليات
وصلت الطائرات الأفقية اليابانية إلى بيرل هاربرالساعة السابعة و ثمانية و خمسون دقيقة و لم يشك أحد في أنها يابانية،استمرت أسراب الطائرات في قصف المنشآت العسكرية و شن هجوم شامل على الجزيرة لكن اليابانيين لم يكتفوا بالمواقع العسكرية بل انتقلوا إلى الأهداف المدنية .
((صورة لميناء بيرل هاربر من احدى الطائرات اليابانية المهاجمة))
وتروى سيدة امريكية عن عند بداية الهجوم على ميناء بيرل هاربر ..
لم يبد تحليق الطائرات الواحدة تلو الأخرى أمراً استثنائياً ، فنحن نعيش في منشأة عسكرية و مع ذلك شعرنا بوجود شيء مختلف لأن جدران منزلنا قد اهتزت بسبب الانفجارات
هرع كل من استطاع إلى حمل السلاح و المواجهة ساد جو من الارباك فيما كان الأميركيون يحاولون فهم ما يجري .
فى الساعة الثامنة و الخمس دقائق صباحاً فتحت مدافع البارجة نيفادا النيران على طائرات الطوربيد كما فتحت سفينة الترميم فيستال و الراسية قرب أريزونا النيران أيضاً و تلقت البارجة كاليفورنيا صاروخاً ضخماً و بدأت الطائرات اليابانية تشن هجماتها على البارجة على علوٍ مرتفع و كانت مقاومة الأميركيين غير منظمةٍ و غير فعالة .
و من بين الأهداف السهلة كانت أوكلاهوما الضعيفة ، حيث أصيبت السفينة أوكلاهوما بأكثر من عشرة صواريخ و أحدثت الانفجارات ثقوباً في درع السفينة و بما أن النوافذ و الفتحات قد تركت مفتوحة في الليلة السابقة ، تدفقت مياه البحر إلى داخل السفينة ، في الساعة الثامنة و أربع عشرة دقيقة صباحاً انقلبت أوكلاهوما على المرفأ و حجزت أكثر من 400 رجل في الداخل و هم يضربون الفولاذ بأيديهم نفذ مساعد مدفعي اسمه ليون كولب الأمر بإخلاء السفينة و توقع أن تتحول السفينة إلى حطام من فوق لهيب الحطام كان الطيار الياباني تايسوكي ماروياما ابن التسعة عشر عاماً يراقب الدمار الذي تحدثه قنابله قائلاً:
أصابت القنبلة التي رميتها البارجة أوكلاهوما ، و بما أنني كنت أنفذ مهمتي الأولى سررت كثيراً بإصابة السفينة و بأننا ربحنا المعركة
استمرت المحاولات اليائسة لإنقاذ العالقين داخل أوكلاهوما المنقلبة طوال الليل .
يسرد أحد البحارة الأميركيين أحداث الهجوم :
عندما ضربت الصواريخ الأولى سفينتين في السابع من ديسمبر تساءلت عما يجري ، بعد حدوث الانفجارين الثاني و الثالث جاء المسؤول عن سطح المركب إلى غرفة الاتصالات و قال لنا : ليتخذ الجميع موقعه على السفينة إن العدو يهاجمنا ، و قلت في نفسي : من هو العدو ؟
و يتذكر أحد البحارة عن ذلك اليوم
أراد الجميع الثأر ، و ظننت أنه إذا تمكنا من بلوغ جزيرة فورد حيث مربط الطائرات كلها لأنقذنا بعض المدافع الرشاشة و واجهنا الطائرات في حال استمر الهجوم
أصيبت كل الأهداف العسكرية وحرك الأميركيون كل آليات الدفاع و لكنها لم تكن بحجم قوة الهجوم في الساعة الثامنة و ثماني دقائق صباحاً أوقفت الاذاعة المحلية كاي جي أم بي بث الموسيقى و نادت كل العسكريين إلى تلبية نداء الواجب كانت الطائرات اليابانية تلقي قذائف خارقة للدروع تنفجر لاحقاً من علو عشرة آلاف قدم و ضربت إحداها البارجة أريزونا ضربة مباشرة و عند الساعة الثامنة وعشر دقائق صباحاً انفجرت مخازن الذخيرة الأمامية على البارجة أريزونا محدثةً دوياً مروعاً و كرة نارية هائلة غرقت السفينة الضخمة في أقل من تسع دقائق.
و يروي لنا أحد الذين شهدوا انفجار البارجة أريزونا:
تطلعت إلى الأعلى و شاهدت القاذفات تتقدم على علوٍ مرتفع جداً و أخذت تلقي القنابل ، رأيت أريزونا تنفجر و ارتفعت ألسنة النيران و الدخان 500 أو 600 قدم في الهواء ، كان ذلك مرعباً ، و سألني أحدهم ما إذا كنت خائفاً فأجبته : طبعاً أنا خائف و من لا يخف ؟
تحولت يو أس أس أوكلاهوما القريبة جداً إلى هدف سهل و يقول أحد الجنود الأميركيين عن ذلك الهجوم :
شعرت في تلك اللحظة أنني قريب جداً من الموت ، أردت النزول إلى خزانتي في الأسفل لإخراج أغراضي منها بعد أن أمرنا بإخلاء السفينة ، كان بين الأغراض خاتم ماسي كنت قد اشتريته لزوجتي و لكن شيءٌ ما دفعني باتجاه الفرار
((خريطة توضح اتجاهات موجات الهجوم اليابانى))
......
حققت الموجة الأولى من الهجوم الياباني المفاجيء نصراً مذهلاً للعدو و إرباكاً فورياً تلقى الأسطول الأميركي كمية لا بأس بها من الصواريخ المتطورة و المصممة خصيصاً لمياه بيرل هاربر الضحلة هزت انفجارات عنيفة الطرادات و زارعات الألغام و البوارج مثل أوكلاهوما و لكن كانت تلك البداية فقط إذ كانت الموجة الثانية من الهجوم الياباني على وشك أن تبدأ .
الساعة الثامنة و خمسون دقيقة اقتربت الموجة الثانية من الطائرات اليابانية من الشمال و كانت خطة الهجوم ضرب القواعد العسكرية المنتشرة على الجزيرة بالمقاتلات و القاذفات الأفقية و قاذفات الانقضاض ، عند الساعة الثامنة و أربعة و خمسون دقيقة بدأ الهجوم الثاني و أصابت 78 قاذفة انقضاض السفن في بيرل هاربر و ضربت 54 قاذفة بعيدة المدى المحطات الجوية التابعة للقوات البحرية و حامت 36 مقاتلة فوق المرفأ لضمان السيطرة على الأجواء ، لقد أحدثت الموجة الثانية فوضى عارمة ، أخذ الأميركيون يطلقون النار على كل ما يتحرك في الجو .
في الصباح موجتان من الطائرات قامتا بالهجوم ، الأولى في تمام الساعة الثامنة إلا خمس دقائق . و الثانية في تمام الساعة الثامنة و أربعين دقيقة . و كان كل شيء قد انتهى في العاشرة صباحاً .
حقق الهجوم المفاجيء نجاحاً ساحقاً و نجحت الخطة اليابانية نجاحاً كلياً حيث فاقت الهجمات كل توقعاتهم ، استطاع اليابانيون أن يتخلصوا بخطة محكمة جريئة بقسم كبير من القوات البحرية و الجوية الأميركية في الشرق الأقصى . القاذفات المنقضة ، و الطائرات المطاردة المقاتلة ، و الطائرات الحاملة للطوربيدات كلها استطاعت أن تحول بيرل هاربر إلى أكوام من الخرائب المحترقة و هبت النيران في المنشآت العسكرية ، و حولت القنابل و الطوربيدات اليابانية البارجة الأميركية رو إلى كتلةٍ من اللهب بفعل الانفجارات و الحرائق نتج عنها سحبٌ عارمةٌ من الدخان ، لقد كان المدنيون يفرون للنجاة بحياتهم و لم يكن أمام الجيش الأميركي إلا الرد بغياب أي خطة عمل منظمة .
و عندما انسحبت الطائرات المغيرة في النهاية عائدةً إلى حاملات طائراتها كانت تخلف وراءها مشهداً من الدمار لا نظير له .
إنها هزيمةُ مدمرة للبحرية الأميركية التي تخسر ثلاث بوارج من بينها كاليفورنيا و نيفادا و ست طرادات و خمسة غواصات و 140 طائرة و أصيبت مدمرتان بخسائر جسيمة ، فكانت الخسائر البشرية 4475 بين قتيل و مفقود و جريح من العسكريين و المدنيين و لكن كان السكان في حالة ذعر على جزر هاواي .
و يضيف أحدهم قائلاً :-
لم نفكر يوماً في أنهم سيقصفون أقوى قاعدة لدينا و التي تضم معظم سفن أسطولنا ، لا أعتقد أن الضباط المسؤولين فكروا يوماً في أن اليابانيين سيشنون هجوماً عن قرب
تلا الهجوم شعور بالخوف و القلق شلت حركة الجيش الأميركي و لم يكن هناك أي فرصة لردع اجتياح كلي لجزر هاواي ، فبدا الاجتياح حتمياً .
يصف أحد الجنود الأميركيين الحال بعد الهجوم الياباني قائلاً :
أعلمنا لاحقاً في ذلك اليوم أن القوات الأرضية اليابانية نزلت على بيرل هاربر
بعد انقضاء أربع ساعات على الهجوم اشتعلت النيران في الجزيرة و تبدلت الأجواء بدخان أسود خانق و قطعت الاتصالات مع البر الرئيسي و أصبح وصول النجدة شبه مستحيل .
نتائج المعركة
كان الهجوم الياباني مباغتاً و مدمراً و صاعقاً ساهم الخوف في اجتياح العدو في بروز حالة من جنون الارتياب ، لحق الدمار الجزيرة ألح القائد فوشيدا على متن حاملة الطائرات على إطلاق الموجة الثالثة و لكن في الساعة الواحدة و النصف ظهراً قرر الأميرال ناغومو إلغاء الهجوم و انسحب الأسطول الياباني.
يقول أحد الأميركيين
))كان في إمكانهم قصف الحوض الجاف و إعاقة عملية ترميم البوارج المتضررة و لو أنهم قصفوا بوابة الحوض الجاف لكان حجم الأضرار أكبر بكثير
يبدو أن الأميرال ناغومو ألغى هجوم الموجة الثالثة لأنه لم يكن واثقاً من موقع حاملات الطائرات الأميركية وحقق اليابانيون نصراً ساحقاً في الموجتين الأوليتين و لم يشأوا المخاطرة بهجوم ثالث قد يكون فاشلاً وشل هجوم بيرل هاربر الأسطول الأميركي في المحيط الهاديء .
دخلت أميركا حرباً لم تكن مستعدة للمشاركة فيها ، كانت تلك أسوأ كارثة ضربت القوات البحرية الأميركية محققةً الأهداف التي وضعها اليابانيون لقد نتجت كارثة بيرل هاربر المأساوية من التخطيط الذكي للأدميرال الياباني ياماموتو من جهة و من الإهمال الأميركي من جهة ثانية تدمير بيرل هاربر كان ببساطة أول عنصرٍ في سياسة اليابان الكبرى التوسعية
.............................
تم بحمد الله........
التعديل الأخير: