رد: حركة 20 فبراير في المملكة المغربية
من أجل غد أفضل
حينما ندعو إلى التغيير فإننا نطالب بغد أفضل، لنا ولجيراننا وأهلنا وصغارنا.. لوطننا الذي نحب أن نراه شامخا بين الأوطان يحيا مواطنوه بكرامة..
وحينما نشير بأصابع الاتهام إلى المفسدين والخونة والمرتزقة، فإننا نسعى إلى أن ننظف إداراتنا وبرلماننا ومدارسنا ومستشفياتنا وكل مرافقنا العمومية حتى نستطيع أن نلجها دون خوف من الرشوة أو الزبونية أو المحسوبية..
لكن حينما نعرض أمن البلد للخطر ونكسر السلم الاجتماعي والأمني الذي ننعم به، فإننا ندفع بالبلد إلى فوضى وصراع ودمار لسنا مستعدين لتحمل عواقبه، فلا نحن بلد بترول حتى نعيد البناء في شهور، ولا نحن نتوفر على ثروات كبرى تجعلنا نحطم ونكسر ونهدم دون أن نفكر كيف سنعيد البناء.
لذلك يجب ألا نفقد ما كسبناه، بل يجب أن نحافظ على الموجود وننادي بالمفقود.. أن نحمي وطننا من الطعنات، وأن نخاف على بعضنا البعض، وأن نفكر في المستقبل بتعقل وروية ومسؤولية.
لسنا في حاجة إلى التخريب لنطالب بحقوقنا، لسنا في حاجة إلى إيذاء ممتلكات جيراننا ورفاقنا كي نفجر غضبنا وتوترنا، لسنا عدوانيين ولا مجرمين ولا مرضى..
نحن مواطنون، أبناء بررة لهذا الوطن، نحبه رغم كل شيء، نحميه ونخاف عليه ونضمد جراحه متى جرح، ونجفف دموعه متى بكى.. ونصرخ في وجهه متى ظلم، لكن لا ندمره ولا نرهبه ولا نجعل طرقاته موحشة ومظلمة.
الشباب المغربي يطالب بحقوق مشروعة، وكل مواطن يحمل حب هذا الوطن في قلبه ودمه من حقه أن يلومه ويعاتبه ويسأله التغيير والمساواة والقانون والإصلاح، كل عامل يستيقظ فجرا ليكدح، كل طفل يقطع مسافات ليصل إلى حجرات الدراسة وقد لا يصل، كل طفلة تمشي كثيرا من أجل قطرة ماء، كل من أنهكته الرشوة و«الحكرة» والظلم والشح والبطالة.. كل هؤلاء وغيرهم كثير من حقهم أن يقولوا: كفى.
لكن بمسؤولية وحكمة ونظام وتأن، كي لا ندمر عوض أن نبني ونخسر عوض أن نربح.. ونعود سنين إلى الخلف عوض أن نتقدم إلى الأمام.
يجب أن نفكر في أمن البلد وسلامة العباد، أن نفكر في أطفالنا ونسائنا وشيوخنا.. أن نفكر في مكاسب جديدة لكل الناس وليس لأفراد، فقد تعبنا من رؤية نفس الوجوه ونفس الأسماء ونفس الخطابات ونفس الوعود.. ونفس المعاناة والألم، الآن لا نريد أن نرى الدموع والخوف والألم والجراح ولا نقبل أن نرى المغربي يسطو ويدمر ويحرق ممتلكات أخيه، لسنا تتارا أو مغولا.. نحن شعب كريم شريف محب للخير يسعى إلى غد أفضل، تكون شمسه مشرقة وسماؤه صافية وأزقته آمنة وبيوته دافئة، نحن شعب يهوى السلم وينشد الكرامة فلا أرضنا تروى بدم ولا مدننا تضاء بالنيران..
فلا تشعلوا النيران بقلوبنا ولا تحرقوا ما بناه أجدادنا وإخواننا وأبناؤنا لسنين..
نريد العيش الكريم والمساواة والمحاسبة وعقاب كل من نهب البلاد والعباد، نريد من يسمع صوت الناس لا من يبيعها ويشتريها، نريد الأمل والفرح والسكينة.. نريد المجد لهذا البلد.
فلا تعبثوا به ولا تجرحوه ولا تهينوه ولا تنكلوا به..
إحموه واحرصوا على سلمه وسلامته.. كي يكون الحاضر والغد أفضل
http://www.almassae.press.ma/node/17805