اللواء الركن المتقاعد إبراهيم بن محمد بن ناصر
القادة العرب رفضوا اقتراح الملك عبدالعزيز فخسروا فلسطين
الحديث عن المواضيع العسكرية بل حتى عن الذكريات واسترجاع بعض منها لا يمكن أن يكون إلا مع شخصيات لها حضورها المشرف على مدى عقود من الزمنوهم في هذا الوقت قلة إلا أننا سعينا بقدر الإمكان للوصول إليهم لنتعرف على خفايا بعض الحروب والمواقع فكان ضيفنا سعادة اللواء الركن المتقاعد إبراهيم بن محمد بن ناصر المالك الحاصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية والرجل ذو الخبرة الطويلة والعميقة والمخزون المعرفي والذكريات المهمة والمفعمة بحب الوطن والغنية بالمواقف البطولية المشرفة والمتزامنة مع علاقات مميزة بعدد مهم من رموز الوطن وبعض القيادات العسكرية العربية وهو أيضا صاحب المشاركات الدبلوماسية بالاضافة إلى مشاركته في مهام قتالية وسياسية لمصلحة الوطن ضيفنا تدرج في مناصبه فعمل قائد سرية وكان نموذجياً في عطائه وكذلك شغل مديرا لشعبة الاستخبارات العسكرية ومساعداً لقائد فوج الأسلحة المساعدة ثم مدير التدريب الحربي بوزارة الدفاع وهو عضو في مجلس القيادة العربية المشتركة في القاهرةوشغل منصب مدير مكتب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ومثل المملكة في الملحقية العسكرية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية شارك ضيفنا في حرب 48م وعمل مع كبار العسكريين الدوليين والرجوع لسيرته الذاتية لا يمكن اختصاره فحياته أطال الله بعمره حافلة بالإنجازات وحتى لا أطيل عليكم أترككم مع إجابات ضيفنا الكريمالطفولة ومرحلة الشباب عالم من الذكريات والأحداثهل تحدثنا في البدء عن هذه الحقبة الزمنية المهمة في حياة كل شخص؟في البدء أتقدم بالشكر الجزيل ممثلة في الجيل الجديد شاكرا لهم اهتمامهم بالرعيل الأول من الذين قدموا الكثير من أجل الوطن على امتداد تاريخهم العسكري وشكراً لحضوركم وزيارتي في مكتبي وأثني على حرصكم في استقطاب من لهم باع في الكتابات العسكرية وكذلك الاهتمام بالاستراتيجيات العسكرية والدراسات المتخصصة أما سؤالكم عن مرحلة الشباب فأقول ما قاله الشاعر أبو العتاهية ألا ليت الشباب يعود يومالأخبره بما فعل المشيب وفترة الشباب عند كل شخص خصوصاً أيام الدراسة هي من أحلى فترات الحياة التي يمر بها الشخص لأنها فترة خليط من الحب والسعادة والهناء والمأساة بعض الأحيان ولهذا السبب لا تعود كيف كانت فكرة التحاقك بالسلك العسكري وأين كانت؟ وهل لانضمامك قصة ترويها ؟كان خالي رحمه الله الشيخ عبدالمحسن الصالح مديراً لمكتب وزير الدفاع والطيران في ذلك الوقت وهو الأمير منصور بن عبدالعزيز وكانت الوزارة افتتحت مدرسة عسكرية لتخريج الضباط وقد أعلنت بالصحف والإذاعة عن ذلك ولكن أغلب الناس لم يستجيبوا لهذه الدعوة ولم يكن العدد الذي التحق كافيا لافتتاح المدرسة ولهذا لجأ المسئولون في وزارة الدفاع لأرباب الطلبة ليسدوا الفراغ المطلوب بإلحاق بعض أبنائهم في المدرسة المذكورة ومن ضمنهم كان خالي يرحمه الله الذي استجاب لهذا الطلب وأقنعني بضغط منه للالتحاق بالمدرسة التي كنت أدرس بها في مرحلة الإعدادية وأدخلني المدرسة العسكرية شاركت في حرب 1948م ولم توفق الجيوش العربية فيهاحدثنا عن الجيوش العربية كيف كانت وما هي مواطن الخلل؟ واذكر لنا بعض المواقف الطريفة التى مازالت عالقة في ذهنك من تلك المواجهة ؟الحديث يطول في الشرح عن هذه الحرب وقد تستوعبها هذه الصفحات لما فيه من تفاصيل وذكريات دقيقة لا يمكن اختصارها إلا أنه عندما أعلنت الحرب بين العرب واليهود سنة 1948م كنت برتبة ملازم ثانٍ حديث التخرج وقد اشتركت الدول العربية وعلى رأسها مملكتنا الحبيبة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد إلحاح شديد من قبل زعماء العالم العربي عن طريق الجامعة العربية لإقناعه باشتراك الجيش العربي السعودي في حرب فلسطين لأنهطيب الله ثراه كانت له فكرة بعدم اشتراك القوات المسلحة العربية النظامية في تحرير فلسطين بل تحريرها عن طريق المجاهدين من كل بلد حتى لا تخضع الدول العربية لقرارات التنظيم الدولي التي تتمثل في هيئة الأمم ومجلس الأمن باعتبارها أعضاء في هذا التنظيم ولكن لم يفلح في إقناع الدول العربية بذلك ولو وافقت على اقتراح الملك لما كان شيء يسمى بدولة إسرائيل ولهذا قرر إرسال جيش عربي سعودي إلى فلسطين لمشاركة إخوانه العرب في الحرب ولما لم يكن بيننا وبين دولة فلسطين حدود مباشرة فاتجهت تلك القوات إلى الجبهة الجنوبية مع القوات المصرية لتشاركها في الحرب أما بالنسبة لعدم التوفيق في هذه الحرب فهناك أسباب كثيرة أولها عدم التنسيق الجيد بين الجبهات الحربية حيث كل جهة تعمل وتحارب وحدها وقد كلفت في تلك الحرب كقائد لإحدى الوحدات العسكرية القيادات العسكريةتختلف وتتآلف في الرؤى في أوقات السلام هل تعتقد أن القادة العرب تآلفوا في حرب 1948م ؟نعم تختلف القيادات العسكرية في الرؤى في أوقات السلام ولكن حينما تقرر حل المشاكل السياسية بواسطة الحرب يجب أن تتحذ بغض النظر عن المصالح الخاصة خصوصا عندما تكون هذه الحرب دولية ويجب عدم النظر إلى المصالح الخاصة ووجهات النظر المختلفة لتتمكن هذه الدول من تحقيق أهدافها المشتركة أما في حرب 1948م فقد تداخلت هذه المصالح ونظرت كل دولة إلى مصالحها الخاصة دون النظر إلى تحقيق الهدف العام المقدس وهو تحرير فلسطين من براثن الصهيونية لهذا فشلت الحرب في تحقيق نتائج إيجابية ومزقت فلسطين تمزيقا طبقا لمصالح كل دولة على حدة وكثير من الدول التي شاركت كانت مرتبطة باحتلال أجنبي باستثناء المملكة صاحبة القرار المستقلالملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن عاصرته وعملت تحت رايته وقد دخلت المملكة الحرب وفق رؤى وطنية قومية ما مدى صحة هذا الكلام ؟مؤسس هذه البلاد الواسعة المتباعدة الأطراف قائد حكيم وشخصية فريدة من نوعها فهو أولاً مثقف ثقافة دينية صحيحة قلما تجدها في أي زعيم عربي فهو يخاف الله عز وجل ووضع نصب عينيه العدل والمساواة بين أفراد رعيته وتحققت على يده أول وحدة عربية إقليمية حقيقية في هذه المنطقة وظلت متماسكة وقوية وتعد تجربة ناجحة وباقية بإذن الله لأنها قامت على الصدق والإيمان والنوايا الطيبة وكانت أول وحدة عربية حديثة ناجحة بكل المقاييس رغم فشل التجارب السابقة الوحدوية والمشاريع الوحدوية المشتركة لبعض الحكام العرب وقد عاصرت الملك عبدالعزيز رحمه الله ولكن للأسف لم أعمل تحت قيادته المباشرة نظرا لصغر سني في ذلك الوقت وعدم وجود الخبرة الكافية لدي التي يستفاد منها في ذلك الوقت ولكن رصدت انطباعاً عن شخصيته رحمه الله وطيب الله ثراه فهو صاحب رؤية بخصوص تحرير فلسطين وهي انه لما كانت فلسطين عام 48م تعج بالعصابات الصهيونية رأى أن تقابلها البلاد العربية بحرب غير نظامية أي عن طريق الجهاد والمجاهدين حتى تبقى غير مسئولة دوليا ولو طبقت هذه النظرية الواعية الاستشرافية لما رأينا وسمعنا عن دولة تسمى إسرائيل ولتغير الوضع في كافة انحاء الوطن العربي على كافة المستويات هل تختلف المواقف السياسية عن المواقف العسكرية ؟ المواقف السياسية تختلف عن العسكرية في كثير من الأحيان وهي ببساطة إذا لم يتفق على حل المشاكل السياسية سلما فإن الأطراف المعنية تلجأ إلى المواقف العسكرية وفي هذه الحالة توضع الأقلام وترفع البنادق لحل أي مشكلة حربا قابلت العديد من الشخصيات العسكرية والقيادية وسنورد بعض الأسماء ليتك تحدثنا عنها باختصار وهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذه الشخصية العربية القيادية المتزنة ذات الخصال العربية الأصيلة والصفات الطيبة ملك ملك القلوب وعرف عند كل الشعوب بنقاوة السريرة وطيب القلب كما عُرف محباً لشعبه صادقا معهم متطلعا لهم بعين الرضا متأملاً أن يعم في عهده الرخاء والاستقرار وأن يرى أبناء شعبه في مراتب السمو والشموخ وهو على المستوى الإنساني محبوب عربيا وإسلاميا ويجسد بشخصه وحدة الأمة في مشاعرها وأهدافها النبيلةقريب من الضعفاء والمحتاجين وآمالهم وتطلعاتهم تسكن قلبه عرفته صادقا في عطائه قادرا على الإنجاز ينظر لأمته بعينالإجلال والتقدير وحريصا على أبناء شعبه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الكريم شخصية عسكرية مميزة حيث عرفته عن قرب كقائد عسكري محنك يمارس السلطة وهو يقف على أرضية صلبة من الخبرة المكتسبة بالعلم والمعرفة والاطلاع فقد اكتسب خبرة عالية نتيجة الممارسة لأكثر من 52 عاما كوزير لعدة وزارات وآخرها وليس آخرا بإذن الله وزارة الدفاع والطيران حيث نشأت في عهده القوات المسلحة السعودية وأصبحت من أحسن الجيوش العربية من حيث التدريب والتنظيم والتسليح وقد وصلت بفضل الله إلى افضل المستويات وقد عملت مع سموه بشكل مباشر لفترة كمدير لمكتبه العسكري وكان مدرسة للجميع على كافة الاصعدة الرئيس عبدالناصرهذا الرجل لا شك انه كان زعيما فذا ولكن في بدايته فقط وقبل نهايته كان معتزا بنفسه وابتدأ يدخله الغرور لهذا ارتكب غلطات كثيرة ومنها هزيمته في حرب 1967م لأنه كان يقرر ما يراه هو دون استشارة من لهم خبرة سواء في مصر أو خارجها ورأيي الشخصي هذا بنيته على خبرة عقود من الزمن ورصد لأحداث تاريخية جسام الرئيس محمد نجيب كنت بصحبة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز في زيارة رسمية وقابلت الرئيس محمد نجيب وللعلم فقد كان قائدا مباشرا في فلسطين قبل ان يكون رئيس جمهورية وهو شخصية فذة معتز بنفسه وصاحب قرار مدروس الرئيس السادات اختلف المؤرخون والكتّاب حول هذه الشخصية منهم من قال انه رجل شجاع ومنهم من وصفه بالرجل المؤمن وهناك من قال غير ذلك ومما لا شك فيه انه خُدع في الصلح مع إسرائيل نتيجة لإيقافه للحرب التي كلفت كثيرا ولو انه وفر الكثير بالنسبة لجمهورية مصر العربية من الناحية الاقتصادية وضغط المصاريف الخاصة بالحرب وقد اغتيل نتيجة التصرفات المتباينة في ممارسة السلطةالمشيرعبدالحكيم عامر هذا الرجل لم يكن على مستوى المسؤولية لأن المنصب الذي وصل إليه كان من رتبة صغيرة وليس لديه خبرة كافية تلائم وظيفته كقائد عام للقوات المسلحة هذا وأنا قد عملت تحت قيادته عندما كنت عضوا في القيادة العربية المشتركة في القاهرة ولدي العلم بما أقوله حصلت على العديد من الأوسمة والجوائز هل تتذكر بعضاً منها؟ نعم حصلت على العديد من الأوسمة منها على سبيل المثالنجمة فلسطيننوط الجدارة الذهبي وسام فرنسا وسام حرب السعودية واليمن 1970م عاصرت الحياة العسكرية ومارست بعد التقاعد الحياة المدنية ما الفرق بينهما؟ تختلف الحياة العسكرية عن المدنية خصوصاً عندما يتقاعد الإنسان ويصبح لا نشاط عندهعلى الأقل يسلي به نفسه ليسد أوقات الفراغ القاتلة التي يشعر بها بعد حياة عسكرية متعبة يكون فيها وقت الفراغ نادرا خصوصا عندما كان يمارس أعمالا قاسية ومراكز مهمة لهذا كان علي أن أبحث عن بديل لأشغل به نفسي أسد بعض الفراغ إلا أنني وجدت نفسي أمام هالة من المسئوليات التي شغلتني ليلا نهارا وكان بعضها مسليا ويمتعني ولا أخفيكم سرا أن بعضها مثل كثرة الاجتماعات والمواجهات وكثرة الأسفارتحمل شهادة الماجستير في العلوم العسكرية لماذا تغيب عن وسائل الإعلام في وقت هي بحاجة لوجود المحلل في الفكر العسكري ؟ وسائل الإعلام هي التي غابت عني وأمثالي من المتخصصين وأجزم بأن هناك من لدية قدرة على التحليل والتفسير من المتخصصين ما يفوق مهازل ما نراه في بعض القنوات من تحليلات في غالبها الجهل والاعتماد على توجه الدول دون إنصاف للعقل العسكري ومرئياته كنت تشغل منصب الملحق العسكري السعودي في الولايات المتحدة الأمريكيةخلال ازدهار العلاقات بين البلدين ما مدى تقييمك للعلاقة في الوقت الحاضر على كافة الأصعدة ؟ بالرغم من أنني كنت أشغل منصب الملحق العسكري السعودي في واشنطن وبالمناسبة كنت أول ملحق عسكري سعودي يشغل هذا المنصب في بلد ويكاد يكون أكبر وأهم البلدان في العالم وقد أديت واجبي على أكمل وجه وكانت العلاقات السعودية الأمريكية في احسن حالاتها ولاتزال والحمد لله إلا ما بدا منها من اختلاف في وجهات النظر في بعض المواقف والمفاهيم خصوصا الأسباب التي تتعلق بفلسطين وأفغانستان والظروف الحاضرة والموقف العام في العراق علما بأن المملكة لها مواقفها المبدئية التى لم تتغير منذ عهد المؤسس حتى يومنا هذا شغلت منصب مدير معهد الضباط العظام ماذا قدمت؟ وأين هذا المعهد الآن ؟معهد الضباط العظام كان يدرب ويؤهل الضباط لتولّي المناصب القيادية وكان يشمل الضباط ذوي الرتب الكبيرة والمتوسطة وأقصد بذلك الرتب التي تتكون من الرائد والمقدم وما فوق وعندما وجدت هذا التنظيم بحاجة الى التطوير اقترحت على المسئولين أن يحول الى كلية القيادة والاركان ولقد نلنا الموافقة وتم التحويل بمساعدة بعض الضباط الاكفاء وقد وضعنا النظام لهذه الكلية العسكرية وابتدأت تستقبل الدفعات من الضباط بشروط خاصة مدروسة للالتحاق واصبحت تمنح درجة الماجستير في العلوم العسكرية وهي مستمرة حتى هذا الوقت بفضل الله شاركت في العديد من المعارك العسكرية ما هي هذه المعارك ؟شاركت في حرب فلسطين سنة 1948م وقد كنت وقتها ضابطا لا تتعدى رتبتي الملازم الأول ثم معركة الاعتداء الثلاثي على جمهورية مصر العربية في سنة 1956م وكنت وقتهاعضوا في القيادة العربية المشتركة بالقاهرة ثم كان لي عدد من الانشطة الادارية منها تعزيز مواقف القوات المسلحة السعودية ميدانيا الى ان حدثت حرب 1967م وكنت وقتها مديرا لمعهد الضباط العظام في هيئة التدريس نكتب ومجموعة من الزملاء التقارير للمواقف العسكرية طبقا لتطورات المعارك على جبهات القتال ونرفع هذه التقارير الى المسئولين في وزارة الدفاع والطيران مع توصيات بما يجب فعله وعمله ثم في عام 1969م شاركت في المعارك التى دارت بيننا وبين دولة اليمن الجنوبي حيث كنت احد الضباط والقادة في ميدان المعركة التى انتهت بانتصارنا لك ذكريات مع كبار العسكريين الدوليين مثل اللواء سعيد الكردي يرحمه الله واللواء عبدالله عبدالعزيز العيسى والفريق سعد الدين الشاذلي والفريق عبدالمنعم رياض يرحمه الله والقائد إسماعيل صفوت ماذا تعني لك هذه الأسماء؟ وما مقدار ما تحفظ الذاكرة لهم من ذكريات ؟ كان اللواء سعيد الكردي يرحمه الله مدرسا لي عندما كنت طالبا في المدرسة العسكرية التى تخرجت منها وكان نعم المدرس والموجه ثم اصبح قائداً لي في حرب فلسطين وكان قائداً مشرّفاً فى كل تصرفاته وأعماله اما اللواء عبدالله العيسى فقد اشتركت معه في قيادة القوات السعودية في فلسطين وكان يرحمه الله على درجة عالية من المعرفة والخبرة والكفاءة وقد استفاد منه الجميع في أوقات الحرب والسلم أما بالنسبة للفريق سعد الدين الشاذلي فأعرف عنه الكفاءة التامة في شئوون الحرب وكان مدرسا وكبيراً للمعلمين في مدرسة المشاه المصرية بالقاهرة ولم أعمل تحت قيادته أو رئاسته وكان الفريق عبدالمنعم رياض رحمه الله ضابطا محترفا يعلم ببواطن الأمور ويقود من هو تحت رئاسته بكل اقتدار وهناك القائد العراقي اسماعيل صفوت الذي كان من الضباط الممتازين وهو بطل معركة جنين التى حصلت بين العراق واسرائيل في سنة 1948م والتى راح ضحيتها 400 قتيل اسرائيلي غير الجرحى والأسرى اذ كان قائداً للقوات العراقية آنذاك هل أخذتك التجارة من العسكرية؟ نريد لك مشاركات إعلامية تؤرخ من خلالها وتدون أهم الأحداث نظراً لحاجة المكتبة العربية لذلك هل تفعل ذلك وتعدنا به ؟ لا أخفيكم سرا أن التجارة أخذتني من العسكرية حيث انشغلت بها بشكل دائم والعمل فيها يحتاج إلى وقت لا سيما وهو ميدان جديد لأي شخص يزاول هذا العمل لذا تجدني لا أستطيع المشاركة الكافية إعلاميا على أقل تقدير تدوين الأحداث وتحليلها ولكن سأفعل هذا في القريب العاجل علما بان هذه مسئوليات الاعلام ملتقى الحوار الوطني هل هو إضافة فكرية منتجة من وجهة نظرك ؟هو أسلوب إضافي وبداية لخطوة الديموقراطية الصحيحة لهذا البلد الإسلامي حيث الحوار هو فرع من فروع الشورى التي تتمتع بها بلادنا منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله وآمل أن تتطور هذه الحوارات الفكرية التي حواها خادم الحرمين الملكعبدالله واهتم بها وبأنشطتها المتنوعة والمتميزة وذلك خدمة للوطن والوحدة المشتركة والرؤية الموحده لأبناء هذا الوطن حول المسائل المطروحة يعتقد البعض أن البطالة لها يد في كل الجرائمكعسكري وخبير في الاستراتيجيات العسكرية ما مدى اقتناعك بهذه الرؤية ؟البطالة لها يد كبيرة في كثير من الجرائم التي تحدث في بلادنا العزيزة أو غيرها من البلدان والسبب الرئيسي فيها عدم توفر المهن التي تحتاجها البلاد في كل المجالات وأعتقد أن إصدار نظام الخدمة العسكرية الإجبارية سيحد كثيرا من الجرائم نظرا لشغل أوقات الفراغ لدى الشباب في تأدية واجباتهم تجاه بلدهم وتعلم كثير من المهن عبر التدريبات وقد شاركت في إعداد هذا النظام في الخمسينيات وهو موجود وحتى هذه اللحظة لم يتم تطبيقه أعتقد أنه آن الأوان للقيام بتنفيذه لأن العسكرية تعلم الانضباط واحترام الوقت والعمل والالتزام به كيف تنظر إلى البرامج الحوارية المتخصصة في تقييم الاستراتيجيات العسكرية أو لنقل الفكر العسكري؟ هذا السؤال كبير في معناه، هام في تفسيره لأن الفكر العسكري يجب أن ينقل إلى البرامج الحوارية على أساس انه موضوع استراتيجي يدرج ضمن البرامج المعتمدة حتى يسهل على المتمرسين شرح وتفسير خفاياه لعامة الناس وللمهتمين في هذه الجوانب من العسكريين والإعلاميين ولكن للأسف غاب المتخصص عن تلك البرامج وحل مكانه من يمتلك جهورية الصوت وندرة المعلومة .
http://guudfeaad.jeeran.com/archive/2008/2/476205.html