الأمويون في ميزان التاريخ

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,779
التفاعل
17,897 114 0
الأمويون في ميزان التاريخ

ينتسب الأمويون إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وفي عبد مناف يلتقي بنو أمية مع بني هاشم، وكان بنو عبد مناف يتمتعون بمركز الزعامة في مكة، لا يناهضهم فيه أحد من بطون قريش.. وجميع قريش تعرف ذلك وتسلم لهم الرياسة عليها(1).
وكانوا وحدة واحدة في اقتسام السلطة في مكة مع بني عمهم عبد الدار بن قصي، الذي فضله والده على سائر أبنائه، رغم شرفهم عليه، وجعل له الحجابة واللواء والسقاية والرفادة..
وكان زعيمهم في هذه المحاولة هو عبد شمس، أبو أمية، إذ كان أسن بني عبد مناف، وتفرقت قريش على ذلك بين فريقين، عبد مناف وعبد الدار..
ثم تداعوا إلى الصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، فولي الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف، وذلك أن عبد شمس كان رجلاً سفاراً، قلما يقيم بمكة، وكان مقلاً ذا ولد، وكان هاشم موسراً (2).. وهكذا كانت السلطة في مكة عبارة عن مراكز نفوذ تقررها الأهمية الاقتصادية، دون أن يكون لأسرة ما أو زعيم ما السيادة الكاملة على غرار ما كان لقصي زعيم قريش الأول (3) .

وكذلك اشترك بنو عبد مناف معاً في جهودهم لتنظيم التجارة بين مكة وما حولها (4)، وصاروا يداً واحدة تتحرك في تفاهم وتآلف، فلما ماتوا رثاهم الشعراء معاً، دون تفريق بينهم تماماً كما كانوا يمتدحونهم معاً (5)..
وهكذا تقتضي طبيعة الحياة العربية في الجاهلية أن يتناصر أبناء الأب الواحد، وأن تجتمع كلمتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا (6).

وأما الروايات التي تزعم وجود عداء مستحكم بين بني هاشم وبني عبد شمس وأميه قبل الإسلام، فهي واهية الأسانيد، لا تثبت، فهي تروي أن هاشماً وعبد شمس ولدا ملتصقين ففصل بينهما بالسيف، فكان بين أبنائهما الدماء لأجل ذلك (7) ، فهذه رواية لقيطة ليس لها راوي، تفوح منها رائحة الأسطورة والخيال، ويكذبها ما رواه ابن اسحاق من أن عبد شمس كان أسن بني عبد مناف (8) والروايات التي تروي أن منافرات حدثت بين هاشم وأمية بن عبد شمس، وبين عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية (9)، وكلتا الروايتين ترويان عن هشام الكلبي وهو راوية شيعي كذاب يرويهما كلتهما عن رجال مجهولين لا يعرف أسماءهم (10).

وهذه الروايات رغم سندها المعتل , ومتنها المصطنع كانت صدى لكل ما شيع من صراع بين بني أمية وبني هاشم , هذا الصراع الذي حاول الرواة أن يجعلوا له سنداً تاريخياً ثابتاً، رغم أن العلاقة بين القبيلتين كانت طيبة , يقول ابن خلدون : كان لبني عبد مناف في قريش جمل من العدة والشرف لا يناهضهم فيها أحد من سائر بطون قريش: وكان فخذاهم بنو أمية وبنو هاشم هما جميعاً ينتمون لعبد مناف، وينتسبون إليه، وقريش تعرف ذلك وتسأل لهم الرياسة عليهم (11) ..

يقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وقد سئل: أيكم كان أشرف أنتم أم بنو هاشم؟ فأجاب: كنا أكثر أشرافاً وكانوا هم أشرف، وكان فيهم عبد المطلب , ولم يكن فينا مثله، فلما صرنا أكثر عدداً وأكثر أشرافاً، ولم يكن فيهم واحد كواحدنا، فلم يكن إلا كقرار العين حتى قالوا: منا نبي، فجاء نبي لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يدرك هذه الفضيلة وهذا الشرف (12)؟ .

وهذا الكلام يفهم منه وجود نوع من التنافس بين الجانبين قبل الإسلام، في ضوء ما نعرف من طبيعة الحياة العربية في مكة قبل الإسلام، ولكنه تنافس يحدث بين الإخوة أحياناً، وبين أبناء الأب الواحد، غير أنه لم يتطور ليصبح تربصاً وعداء كما يزعم المتزيدون (13).
ولدينا من شواهد التاريخ ما يدل على قوة العلاقة بين بني هاشم وبني أمية، فقد كان عبد المطلب بن هاشم ـ زعيم الهاشميين في عصره ـ صديقاً لحرب بن أمية ـ زعيم الأمويين ـ كما كان العباس بن عبد المطلب بن هاشم صديقاً حميماً لأبي سفيان بن حرب بن أمية.

والغريب أن المقريزي الذي ألف كتاباً خاصاً عن علاقات الهاشميين والأمويين وجعل محوره النزاع والتخاصم ، يعترف بالصداقة الوطيدة التي كانت بين العباس وأبي سفيان (14)، فإذا كانت الصداقة الوطيدة قائمة، ووطيدة بين زعماء البيتين ـ الأموي والهاشمي ـ وهما أبناء أب واحد، وهو عبد مناف بن قصي، فإن الحدس بتأصيل النزاع بينهما بعد الإسلام والرجوع به إلى ما قبل الإسلام لا سند له من تاريخ (15) .

وكل ما جاء في كتاب " النزاع والتخاصم " من أن العداوة مستحكمة بين بني أمية وهاشم وأنها قديمة لا يثبت أمام البحث العلمي النزيه.
والذين ينظرون إلى تاريخ بني أمية من خلال موقف أبي سفيان من الإسلام في مكة , ومن خلال ما دار بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من حروب يبنون على ذلك ـ كما فعل العقاد ـ أوهاماً من صراع تاريخي قبل الإسلام وبعده , بين بني هاشم وبني أمية وتلك أوهام ليس لها من التاريخ إلا رواية ملفقة أو أحداثاً عارضة لا تمثل قط صراعاً بين هذين الفرعين الكريمين من بني عبد مناف , وهما ذروة الشرف في قريش(16)، والذي يظهره البحث العلمي النزيه ـ وبعد ترك الروايات والأساطير الساقطة ـ هو أن العلاقة بين البطنين كانت طبيعية مثلها مثل العلاقة بين باقي بطون قريش...

لقد كان تعامل الأمويين مع الدعوة الناشئة هو نفس تعامل بقية بطون قريش للدعوة الجديدة من أمثال بني مخزوم وبني هاشم وغيرهم , ولنأخذ على ذلك مثالاً وهو كيفية تعامل بني هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم وأقرب بطون قريش إليه مع الدعوة، لقد كان منطق العصبية السائد في الجاهلية يقتضي أن يتلقف بنو هاشم الدعوة الجديدة التي تحقق لهم العزة والشرف بالإيمان والنصرة , وأن يقفوا خلف النبي الهاشمي بالتأييد والبذل، وقد وقفوا إلى جواره فعلاً في بعض المواقف ولعل أشهرها حصار الكافرين لهم في شعب بني هاشم، ولكنهم في النظرة الشاملة انقسموا عليه بين مؤيد ومعارض , ومؤمن وكافر، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من قبائل مكة..
والمثال المشهور لكفار بني هاشم هو أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، ولم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل والكيد، فقد مارس صور شتى تعذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وصد الناس (17) عنه، وكانت معه زوجته أم جميل بنت حرب الأموية، وابنيه عتبة وعتيبة اللذين طلقا بنتي النبي رقية وأم كلثوم ليشغلا محمداً (18) ببنتيه، وكان ابنه عتبة يشارك في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دعا عليه فنهشه أسد في بعض أسفاره(19)..
بل إن أبا لهب لم يدخل مع قومه شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش (20) فيه، ولما لم يستطع الخروج مع قريش لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر استأجر بدلاً منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم (21)..

وقد كان أبو لهب في كفره وعناده مثالاً مشهوراً , ولكنه لم يكن الهاشمي الوحيد الذي كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم وجهد في إيذائه وحربه، فقد كان في أسرى المشركين يوم بدر من بني هاشم العباس بن عبد المطلب , وعقيل بن أبي طالب , ونوفل بن الحارث، وحليفهم عتبة بن عمرو بن جحدم، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فداءهم فيمن افتدى من أسرى قريش (22)، وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممن شهد قتال يوم بدر مع المشركين ونجا من القتل والأسر (23) , وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم , وأخوه من الرضاعة ـ أرضعتهما حليمة السعدية أياماً ـ وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان له ترباً , فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه عداوة لم يعادها أحد قط، ولم يدخل الشعب مع بني هاشم وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان من المجاهرين بالظلم له صلى الله عليه وسلم ولكل من آمن به قبل الهجرة (24).

إن أعظم النصرة والتأييد لقيهما النبي صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب الذي تحمل في سبيل ذلك ضغوطاً هائلة من قريش , ولكنه ظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته وفياً لدين آبائه، فمات على ملة الأشياخ من قومه (25)، وظل العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم الآخر في مكة، واشترك مكرهاً ضده في غزوة بدر وأسر بها، ولكنه لم يهاجر إلى المدينة , ويعلن إسلامه إلا والرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه لفتح مكة (26)..

وقد أسلم في مكة نفر من بني هاشم , وبذلوا في سبيل الدعوة الكثير مثل على بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب وغيرهم , ولكنهم كانوا يشاركون غيرهم من غير بني هاشم في ذلك , كأبي بكر وعمر وعثمان، ولم يكن بذلهم لأنهم هاشميون بل لأنهم مسلمون، ويظل إيمانهم دليلاً على صدق القول باختلاف استجابة الأفراد للدعوة الإسلامية بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية (27).
وبالنسبة لبني أمية وموقفهم من الإسلام فإن مؤرخينا لا يتحدثون عنهم كبطن مستقل من بطون قريش , وإنما يتحدثون عنهم مع غيرهم من بني عبد شمس والد أمية، فيعدونهم وحدة واحدة (28) ، وقد كانوا أبناء أب واحد , وتربطهم علاقات التصاهر والترابط الاجتماعي , ولذلك فإنهم عند حديثهم عن عداء بني أمية للرسول صلى الله عليه وسلم يذكرون اسمي عتيبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس، ورغم أنهما ليسا من بني أمية..
ويذكرون معهما أيضاً أبا سفيان بن حرب , وعقبة بن أبي معيط، فأما عقبة بن أبي معيط هذا فقد كان من مردة قريش، فقد تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورمى عليه صلى الله عليه وسلم سلا جزور وهو يصلي، وخنقه بثوب في عنقه حتى دفعه أبو بكر الصديق (29)..
وقد نال جزاءه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله بعد أسره يوم بدر، والغريب أنه كان يذكره بما بينهما من رحم (30) ، ومثل هذه النماذج الطائشة لم ينفرد بها بنو أمية أو عبد شمس في مكة آنذاك (31) .
وأما معارضة عتبة وشيبة ابني ربيعة فمعلومة ومشهورة , ومع هذا لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف , وصده عنها أهلها , وتبعه الصبيان والغلمان يرمونه ويصيحون به لجأ إلى حائط ابني ربيعة عتبة وشيبة، فلما رأياه على هذا الحال تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً نصرانياً يقال له عداس، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب إلى ذلك الرجل , فقل له يأكل منه (32).

وإذا جارينا نهج المؤرخين في الحديث عن بني أمية وبني عبد شمس معاً، فإننا نرى منهم جماعة كانوا من السابقين إلى الإسلام، فمنذ المرحلة السرية للدعوة وقبل الجهر بها كان قد أسلم كل من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق في أيام الإسلام الأولى (33)، وكذلك كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وقد أسلم في هذه المرحلة السرية التي دامت حوالي ثلاث سنين (34) ـ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (35) ، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب , وأخوه أبو أحمد بن جحش , وهما ابنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب (36).
وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو (37)، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية , ومعهم بعض حلفائهم ، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام , وفي إعطاء الأسوة , وضرب المثل في نبل التضحية , وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان , وهاجرت معه إلى المدينة , وثبتت معه على دينه , رغم مقتل أبيها وعمها (38).
وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية
على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً (39)، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة.

لم يكن إذن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والعداوة والمنافرة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين ونسجوا الأساطير والقصص حولها، وإنما الحقيقة التاريخية تقول، بأن علاقتهم كانت علاقة أبناء العمومة والإخوان والخلان، فهم من أقرب الناس فيما بينهم، يتبادلون الحب والتقدير، والاحترام، ويتقاسمون الهموم والآلام والأحزان..

فبنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام , وكلهم استقوا من عين واحدة , ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الأمثال (40) ، كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده , وكان على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زوج بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية.

المصدر : كتاب الدولة الأموية للدكتور علي الصلابي

الهوامش :

1- النجوم العوالي للعصامي (3/2) .
2- السيرة النبوية ابن هشام (1/137 ـ 138 ، 141) .
3- الحجاز والدولة الإسلامية ص 87 .
4- تاريخ الطبري (2/252) .[1][1]
5- السيرة النبوية ابن هشام (1/144 ـ 148) .
6- الدولة الأموية المفترى عليها ص 122 .
7- النزاع والتخاصم للمغريزي ص 181 .
8- السيرة النبوية ابن هشام (1/137).
9- النزاع والتخاصم ص 181، الدولة الأموية شاهين ص 122 .
10- الدولة الأموية المفترى عليها ص 122 .
11- تاريخ ابن خلدون (3/2) .
12- البداية والنهاية (8/138) .
13- الدولة الأموية المفترى عليها ص 123 .
14- العالم الإسلامي في العصر الأموي ص 2 .
15- المصدر نفسه ص 5 .
16- المناهج الإسلامية لدراسة التاريخ د. محمد رشاد خليل ص 24 .
17- السيرة النبوية لابن هشام (2/64 ـ 65) ، والسيرة للصَّلابي (1/404) .
18- السيرة النبوية لابن هشام (2/219) ، الدولة الأموية شاهين ص 125 .
19- أنساب الأشراف (1/130 ـ 131) .
20- السيرة النبوية ابن هشام (1/339) .
21- السيرة النبوية ابن هشام (2/183) .
22- تاريخ الطبري (2/465 ـ 466) .
23- المصدر السابق (2/462) .
24- في اختصار المغازي والسير ، لابن عبد البر ص 44 .
25- زاد المعاد (2/46) السيرة النبوية لابن هشام (1/256) .
26- السيرة النبوية لابن هشام (4/12) .
27- الدولة الأموية المفترى عليها ص 127 .
28- السيرة النبوية ابن هشام (3/70 ـ 71) .
29- البخاري ، رقم 3687 ، 3856 .
30- السيرة النبوية لابن هشام (2/212) .
31- الدولة الأموية المفترى عليها ص 127 .
32- السيرة النبوية (1/292 ـ 293) .
33- السيرة النبوية ابن هشام (1/260) .
34- تاريخ الطبري (2/318) .
35- السيرة النبوية ابن هشام (1/263) .
36- المصدر نفسه (1/262) .
37- المصدر نفسه (1/315) .
38- نسب قريش ص 104 ـ 105 .
39- تبيين في أنساب القرشيين ص 209 .
40- الشيعة وأهل البيت ص 141 .

عن موقع التاريخ
 
رد: الأمويون في ميزان التاريخ

جزاك الله خير أخي نبيل ,,,

البيت الأموي ,,,, قدم خدمات جليلة للإسلام فقد كانت الدولة الإسلامية تمتد من الصين شرقا للإندلس غربا ولكنه تعرض لحرب شعواء لأسباب شعوبية معروفة لديك

بارك الله فيك ولك أحسن تقييم ,,,,,​
 
رد: الأمويون في ميزان التاريخ

اخي ما هذا الكلام كلنا مسلمين عرب لاتسال فنحن امة النبي المصطفى الكريم الحبيب لا فرق بيننا

power engineer
 
رد: الأمويون في ميزان التاريخ

من أعلام بني أمية


عَلَمٌ من أعلام المسلمين، لُقِّبَ بحكيم آل مروان، ترك الخلافة واتجه إلى دراسة الكيمياء، واهتمَّ بها اهتمامًا كبيرًا، بعد أن كانت محاطة بالخرافات، وجلب لها الكثير من الكتب وأشرف على ترجمتها؛ فكان من أوائل من درسوا الكيمياء من المسلمين، ويرجع إليه الكثير من الفضل فيما توصَّل إليه المسلمون من تطور في هذا المجال.


نسبه وفضله


هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي، حكيم قريش وعالمها في عصره، اشتغل بالكيمياء والطب والنجوم، فأتقنها وألَّف فيها رسائل، وكان موصوفًا بالعلم والدين والعقل.



ذُكِر للخلافة بعد أن تنازل عنها أخوه معاوية بن يزيد، فتركها لمروان بن الحكم، واتجه هو إلى طلب العلم، وكان فاضلاً ذا همَّة ومحبًّا للعلوم، حَسْبُهُ أنه لولاه لتأخَّر نقل الكيمياء إلى العربية سنين.


ثناء العلماء عليه


نال خالد بن يزيد ثناء العلماء وتقديرهم؛ لأخلاقه الراقية، وعلمه الغزير، ولإسهاماته العظيمة في علم الكيمياء؛ فهو الرائد الأول لهذا العلم عند المسلمين، لذلك قال عنه البيروني: "كان خالد من أئمة المسلمين، ومن أول فلاسفة الإسلام"[1].



كما نال خالد بن يزيد إعجاب الكثير من المؤرخين؛ فها هو العلاّمة ابن كثير يتحدث عنه قائلاً: "كان أعلم قريش بفنون العلم، وله يدٌ طولى في الطب، وكلامٌ كثير في الكيمياء، وكان خالد فصيحًا بليغًا شاعرًا منطقيًّا"[2].



وتحدث عنه ابن النديم قائلاً: "كان خالد بن يزيد بن معاوية يُسَمَّى حكيم آل مروان، وكان فاضلاً في نفسه، له همة ومحبة للعلوم، خَطَر بباله الصنعة (الكيمياء)، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونانيين -ممن كان ينزل مدينة مصر وقد تفصَّح بالعربية- وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي، وهذا أول نقل كان في الإسلام من لغة إلى لغة"[3]. مما يؤكد سماحة العقلية الإسلامية، وتعايشها مع غيرها من الحضارات الأخرى، فلم يُؤْثَر عن الحضارة الإسلامية أنها هدمت حضارة، أو مَحَتْ تراثًا، ولكنها استفادت من التراث الإنساني، ونقلته بأمانة وإتقان، فأفادت البشرية جميعًا.



أما الجاحظ فقد قال في كتابه البيان والتبيين: "كان خالد بن يزيد بن معاوية خطيبًا شاعرًا، وفصيحًا جامعًا، وجيِّدَ الرَّأْي، كثيرَ الأدب، وكان أوَّل من أعطى التراجمة والفلاسفة، وقرّب أهل الحكمة، ورؤساء كل صناعة، وترجم كتب النجوم والطب والكيمياء والحروب والآداب والآلات والصناعات"[4]. وشهادة الجاحظ في حقِّ خالد تؤكد أنه أنفق من ماله على العلم، كما تَرُدُّ على الذين ادَّعَوْا أن خالدًا تعلَّم الكيمياء بحثًا عن الأموال التي افتقدها عندما تنازل عن الخلافة.



وقال عنه الذهبي في سير الأعلام: "وكان من نبلاء الرجال، ذا علمٍ وفضل وصوم وسُؤْدُدٍ"[5]. وقال ابن خَلِّكان في وَفَيات الأعيان: "كان من أعلم قريش بفنون العلم... وكان بصيرًا بهذين العلميْن: الطب والكيمياء، متقنًا لهما... وله شعر جيد"[6].



لم يكن خالد بن يزيد كيميائيًّا فقط، بل كان محيطًا بالعديد من العلوم؛ فكان يعرف شيئًا من علوم الطبيعة، وروى عن أبيه ودِحْيَة الكلبيّ. قال أبو زرعة الدمشقي: "كان هو وأخوه معاوية من خيار القوم"[7]. وكان خالدٌ من نوادر أقرانه في الثقافة الغزيرة؛ فقد كان شاعرًا أديبًا فصيحًا.


إنجازاته


يُعَدُّ خالد بن يزيد رائد علم الكيمياء؛ فهو أول من اهتمَّ من العرب بهذا العلم، وقد صار للكيمياء (علم الصنعة) بفضله شأنٌ عظيم، بعد أن كانت مرتبتها متدنية بين العلوم الأخرى.



إذن يرجع إليه الفضل فيما وصل إليه المسلمون من تقدُّم في هذا المجال؛ فكان أول من عني بنقل الطب والكيمياء إلى العربية، وكان هذا أول نقل في الإسلام. كما أمر بترجمة كتب جالينوس في الطب، وهو أول مَنْ جُمِعَتْ له الكتب وجعلها في خزانة[8].


مؤلفاته


تنوعت مؤلفات خالد بن يزيد في علم الكيمياء، من أهمها:

- كتاب السر البديع في فك رمز المنيع في علم الكاف.

- كتاب فردوس الحكمة في علم الكيمياء منظومة. يقول عنها حاجي خليفة: "منظومة في قوافٍ مختلفة، وعدد أبياتها: ألفان وثلاثمائة وخمسة عشر بيتًا".

أوَّلها:

الحمد لله العلي الفـرد *** الواحد القهار رب الحمـد

يا طالبًا بصناعة الحكماء *** خذ منطقًا حقًّا بغير خفاء[9]

- كتاب الحرارات.

- كتاب الرحمة في الكيمياء.

- كتاب الصحيفة الصغير.

- كتاب الصحيفة الكبير.

- مقالتا ميريانس الراهب في الكيمياء.

- وصيته إلى ابنه في الصنعة[10].



وتُعتبر مؤلفات خالد بن يزيد في مجال الكيمياء غزيرة جدًّا بالمقارنة لمقاييس عصره، خاصة إذا عرفنا أنه لم تكن توجد في هذه الفترة كتب تتحدث عن الكيمياء باللغة العربية، وكان علم الكيمياء من العلوم المتدنية المحاطة بالكثير من الخرافات.



ولم تقتصر جهود خالد بن يزيد على مجال الكيمياء فقط، بل كانت له مؤلفات عديدة منها: ديوان النجوم، وهو أبيات شعرية في التنجيم، وذكر بروكلمان أن نسخة منه موجودة بمكتبة كوبرالي، وثانية بمكتبة جار الله في إسطنبول. كما ذكر (كرنكو) أن نسخة منه كانت موجودة بمكتبة أنستاس الكرملي ببغداد.



وقد أورد البيروني شيئًا من ديوان خالد في الفلك والحساب الفلكي، حيث قال بأن عدد السنين بين آدم أبي البشر والإسكندر المقدوني هو 5180 سنة، وأن هجرة النبي كانت سنة 923 للإسكندر، أو 6113 لآدم، والرقم الأخير من حساب السنين هو ما ورد في شعر خالد.


خالد بن يزيد والراهب مريانس


وجاء في ديوان خالد بن يزيد ما جرى بينه وبين الراهب مريانس من الأسئلة العجيبة، وذلك لمَّا أرسل خالد غلامه غالبًا وراءه إلى بيت المقدس:

فلما كان ذا يوم قال له خالد:

يا مريانس، إني طلبت علم الصنعة لأعلمها، وبحثتُ عن خبرها وأمرها، واستقصيت عنها، فلم أرَ من يخبرني عنها، وأنا أسالك أن تسبب لي أمرها وعلاجها، ولك مني ما تحبُّ، مع عودتك إلى موضعك الذي كنت فيه.

قال مريانس:

أنصت للحكم معرفة وفهمًا تَعْلَمْهَا، وتفكَّر في أصول الأشياء تُدْرِكْ فروعها؛ إن هذا الأمر الذي طلبت ليس يقدر عليه أحد إلا بتؤدة[11]، ولا يظفر به العنف، ولا يوصل إليه من عالم إلا بالتؤدة والرفق والحب الصادق، فأوَّلُ ذلك رزق يسوقه الله إلى من يشاء من خلقه بالقدرة الغالبة، يتسبب له تعلم ذلك، ويكشف له عن مستوره، وإنما هو موهبة من الله تعالى يعلمه من أحب من خلقه الذليلين الخاضعين له.



ويُضيف مريانس في تعليمه خالد بن يزيد، يقول: "قال فيثاغورس: كما أن الأشياء كلها إنما كانت، وأتحدث من الواحد، كذلك هذه الصنعة إنما هي شيء واحد. وكما أن في بدن الإنسان الطبائع الأربع خلقها الله -تعالى ذِكْرُهُ- وجعلها مفروقة منفصلة، ومنفصلة مجتمعة، ومفترقة يجمعها بدن واحد، وكل واحد منها يعمل عملاً غير صاحبه، له قوَّة ولون وسلطان على حِدَة، كذلك هذا الشيء، وفي هذا شهادات الحكماء إذا نظرت فيها كثيرة.



واعلم -أيها الأمير- أنه لا يضيع شيء مما خلقه الله إلا مثل لونه ومثل شبهه، ألا ترى حبة القمح كيف تقع في الأرض فتموت، وتلين، وتعفن، وتسودُّ، وتخضرُّ، وتبيضُّ، ثم ترجع إلى جوهرها الأول، كذلك جميع ما خلق الله من النبات والحيوان... وقال هرمس: خذ الحجر الأحمر ظاهرة والبياض عنصره، فأديموا عليه السحق، حتى يظهر منه ما خفي على الناس من خير وما بقي. وقال زوسم: إن عملنا من الياقوتة الحمراء -التي أخرجت من بيضة الحكماء وسميناه العصفر- فهذا الحجر أيها الأمير يحترق بذاته من غير حاجة منه إلى غيره، ولا يختلط به سواه، فهو يحرق جسمه كما يحترق العود، ويصير فحمًا أسود، أو أبيض كما يبيض به، فاكتفِ بما قلته لك.



وفي آخر الديوان، قال خالد: "فهل فرغ تدبير الإكسير، أو بقي منه شيء لم تخبرني به؟". قال: "قد فرغ لمن أحبَّ الاختصار، فأما من أحب الفاتر فليسقه من الماء الخالد، يكون معداله، وعنده فإنه يزيد صبغه وقوته، وما لي أُكْثر عليك أيها الأمير، واعلم أنه يزيد في صبغه بلا نهاية، ويشرب كلما تسقيه بلا نهاية"[12].



وتظهر في هذه الرسائل مدى رغبة خالد بن يزيد في تعلُّم الكيمياء، حتى إن كان هذا الأمر على يد راهب؛ مما يدل على مدى حبِّه للعلم والتعلم، وعدم تعصبه ضد دين أو جنس أو لون.


خالد بن يزيد في رؤية المؤرخين


انقسم المؤرخون والمفكرون في آرائهم حول خالد بن يزيد، فمنهم من أنكر عليه اشتغاله بالكيمياء؛ مثل: ألدومييلي، الذي يقول: "لقد رفع بعض المؤرخين العرب -ثم بعض الكتاب المحدثين من بعدهم- من ذكر خالد بن يزيد بن معاوية، الذي لُقِّبَ كثيرًا بالحكيم أو الفيلسوف… ولم يقتصر كما زعموا على تشجيعه علماء اليونان وحثهم على ترجمة الكتب المؤلفة بلغتهم إلى العربية، بل كان هو نفسه عالمًا أصيلاً، عَنَى على الأخص بعلم الصنعة (الكيمياء القديمة) التي تعلمها -إن صحَّ ذلك- من راهب يوناني اسمه مريانس، وليس ذلك إلا محض افتراء، وعلى الأخص ما ذُكِرَ عن تبحره في علم الصنعة، وفوق ذلك كانت ترجمة كتب اليونان إلى العربية متأخرة عن ذلك العهد، كما أن المؤلفات العربية الأصلية أحدث كثيرًا منه".



ومن الافتراءات التي لحقت بخالد بن يزيد قول المستشرق الألماني يوليوس روسكا، أن أغلب الكتب التي نسبت إلى خالد، أو من جاء بعده بقليل، قد كتبها غيرهم بعد وفاتهم بمدة طويلة ونسبوها إليهم. ويردُّ ستابلتون على تلك الافتراءات قائلاً: "إن مثل هذه الآراء لا تستند إلى أدلة تاريخية صحيحة، ولا مَبْنِيَّة على العمق في التحقيق والتجرد في الحكم".



ويواصل روسكا افتراءاته قائلاً: "إن حاجي خليفة الذي كتب بعد قرون سبعة مدعيًا بأن لخالد خمسة عشر وثلاثمائة وألفين بيتًا من الشعر في موضوع الصنعة (الكيمياء) لهو زعم كبير". ويرد عليه الكيميائي هوليمارد قائلاً: "وحتى في الظروف التي أشار إليها روسكا، فلا تزال كتب وأشعار لخالد في مكتبات الهند ومصر وأوربا لم تُمَحَّصْ بعدُ ولم تُحَقَّقْ".



كذلك أنكر بعض المؤرخين العرب -مثل ابن خلدون في مقدمته- على خالد اشتغاله بالكيمياء لبداوته، وأن العرب لم يكونوا قد وصلوا بعدُ إلى الدرجة التي تمكنهم من الخوض في علوم غريبة عليهم، مثل علم الصنعة. ويردُّ عليه الكيميائي علي جمعة الشكيل في كتابه (الكيمياء في الحضارة الإسلامية) بأنه: "لئن كان أقرب إلى البداوة منه إلى الحضارة، إلا أنه عاش في عصر متحضر، وفي منطقة زخرت بالفلاسفة والعلماء، وإن كانوا من غير المسلمين. كما أن عدم حصوله على الخلافة قد يكون السبب الجوهر في اتجاهه إلى العلم (الجديد)، وربما كان العمل بالكيمياء متنفسًا له؛ لتغطية عزوفه عن خلافة المسلمين"[13].



لذا فليس غريبًا أن نجد علماء الغرب يشهدون بما قدمه خالد بن يزيد، فها هو جاك ريسلر يقول في كتابه الحضارة العربية: "هل هو واقع الظروف، أم واقع ذكاء العرب النظري، أن يشغفوا بما يثير الإعجاب، فقد اتجه خالد بن يزيد إلى ترجمة الكتب القديمة في الكيمياء إلى اللغة العربية، وتُعَدُّ من أولى الترجمات"[14].


وفاته

لقد كان لمجهودات خالد بن يزيد الذي تُوفِّي في دمشق سنة (90هـ/ 708م)[15]، الدور الأكبر في تطور علم الكيمياء عند المسلمين، خاصةً أن هذا العلم كان في بداية نشأته، وكان محاطًا بالكثير من الخرافات، فكان ما قدمه خالد بن يزيد الأساس الذي اعتمد عليه علماء المسلمين فيما بعد
 
رد: الأمويون في ميزان التاريخ

تم تنظيف الموضوع نهائيا من الردود الخارجة
لذلك اي خروج اخر سوف يحظر صاحبه مباشرة
 
رد: الأمويون في ميزان التاريخ

لكنني لم اخرج عن الموضوع قلت منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق الخيرات وقلت لاتكونوا أميوا الهوى
 
عودة
أعلى