بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي القائد سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين،،اما بعد:
لقد تجولت كثيرا في اروقة هذا المنتدى المبارك إن شاء الله وكتبت بعض المواضيع ورددت وشاركت بمواضيع اخرى،،وقد لفتت انتباهي نقطة مهمة عند النقاش مع بعض الاخوة الاعضاء،،وهو عندما نقول ان النصر من الله سبحانة وتعالى تراهم مذبذبين ومشتتين ولنقل-مشككين - بالكلام الذي اقولة عندما اقول ان التوكل على الله يجلب النصر وان النصر لا يمكن ان يأتي ابدا الا من عند الله تعالى،،حتى لو انتصر المشركون على المسلمين،،وأحببت ان اكتب موضوعا لأناقش هذه الفكرة لعل الله يهدينا جميعا ويرزقنا ايمانا لا يرتد،انه ولي ذلك والقادر عليه.
ايها الاخوة الاعزاء،هناك مرحلتين رئيسيتين في اي اشتباك او نزاع عسكري.
المرحلة الاولى:ما قبل الاشتباك المباشر وهي تشمل تجهيز الاسلحة وتطويرها وتدريب المقاتلين واعدادهم ووضع الخطط الرئيسية والطارئة وجمع المعلومات عن العدو ومكافحة تجسسه علينا وتضليله عن نوايانا الحقيقية وحجم قواتنا الحقيقي وامكانياتها،وغير ذلك من التجهيز قبل الاشتباك المباشر وتطاحن الجيوش،،وقد سمى القران الكريم هذه المرحلة بـ"الإعداد" فقد قال ربنا تعالى:واعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل. ،،فلا يخرجن احد علينا ليقولانتم صدعتم روؤسنا بالتوكل حسنا كيف يمكن ان نقاتل بالتوكل وننسى التجهيز والعلم العسكري والتطور في الصناعات العسكرية!!) فنحن لا نقول انك يا مسلم توكل على الله ومن ثم اذهب فنام في منزلك وسوف تنتصر على عدوك! لم يقل احد هذا الكلام الفارغ.
فإن قيل:كيف يمكن ان نتوكل على الله تعالى في هذه المرحلة التي تسمونها اعداد؟؟ نقول: التوكل على الله تعالى في هذه المرحلة مطلوب كما في كل مراحل حياة المسلم ، وسنضرب لك مثلا بسيطا لعلك تفهم معنى التوكل،،لنفرض مثلا انك عندك كتيبة تريد ان تقاتل بها عدوك ولكن عدوك اكثر منك عددا وعدة ويفوقك قوة ولكنك مصر على القتال فيأتيك جنودك ليقولوا:كيف نقاتل هؤلاء؟؟سوف يسحقوننا ولا طاقة لنا بهم فترد انت بكل هدوء وطمأنينة : لا تخافوا إني متوكل على صديقي الجيش الامريكي والذي سوف لن يسمح بهزيمتنا وسوف يتدخل في الوقت المناسب لتمييل الكفة لصالحنا فالجيش الامريكي ناصرنا لا شك...هنا انت الان توكلت على الجيش الامريكي،،وهكذا قس،،فالقائد المسلم المتوكل على ربه جل وعلا،،متوكل على الله تعالى ويعلم ان الله يراهم ويرى عدوهم وسوف ينصره بلا شك، وانما هذه الدنيا هي دار امتحان وان الله لو شاء لانتصر من عدونا ولكن يريد ان يمتحننا،نسأل الله ان يستعملنا في طاعته،،فإن قال قائل:انت تقول اني لو توكلت على الله بهذه الطريقة فإنه سينصرني بلا شك؟؟نقول له : نعم سينصرنا بلا شك ولكن اذا التزمت بالضوابط التي وضعها ربنا شرطا لكي ينصرنا ومن هذه الضوابط : اولا ان لا تشك بأن الله سوف ينصر دينه طرفة عين ومجرد سؤالك هذا فيه تشكيك في قرارة نفسك وثانيا عليك ان تقاتل في سبيل الله على نور من الله لرفع كلمة الله وليس لاي هدف اخر وثالثا تعد لعدوك ما استطعت من قوة ورابعا ان يكون هدفك إعلاء كلمة الله وليس مجرد النصر لأن النصر يأتي ضمنا من الله تعالى فأنت عندما تقاتل في سبيل الله ليس مطلوبا منك ان تحقق النصر،،بل الله يطالبك ان تقاتل في سبيله فقط وعندها فالله تعالى وحدة سوف يختار لك الافضل: إما ان ينصرك او يلحقك به شهيدا في سبيله ويؤخر النصر ليجعله على يد اخوانك الذين يأتون من بعدك،،فالنصر قادم إذا اتقينا الله تعالى وقاتلنا في سبيله.
والمرحلة الثانية من النزاع هي : مرحلة الاشتباك المباشر والتصادم المباشر.
وإن سألتنا يا هذا:وكيف يمكن ان اتوكل على الله في هذه المرحلة تحت ضرب النار ؟
نقول : قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:النصر ساعة صبر،، او كما قال عليه الصلاةو السلام
وهنا في هذه المرحلة عليك ايها المسلم ان تذكر الله كثيرا وعليك بالثبات ولو انهزم اصحابك وعليك بالصبر والتوكل ،،وتوكلك هنا على الله تعالى يكون بانك تسلم امرك لله تعالى فهو ان شاء نصرك وان شاء اتخذك شهيدا وعليك ان تعلم انه لو لم تحن ساعة موتك فإنك لن تموت ابدا واعلم انه لو حانت ساعة موتك فسوف تموت ولو كنت في حضن امك في بيتك!! فلا علاقة للموت بالقتال لأن موتك محدد بالتاريخ والوقت والساعة فمن شاء فليمت جبانا ومن شاء فليمت شجاعا مقاتلا في سبيل الله تعالى،،وقد صدق الشاعر عندما قال: وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار ان تموت جبانا.
هذه بعض الخواطر التي احببت ان اسوقها لنفسي ولكم لعلنا نرجع الى الكنز العظيم الذي نمتلكه نحن المسلمين ولا يمتلكة غيرنا الا وهو التوكل على الله تعالى وانتظر اي سؤال او تصحيح او تعليق من الاخوة جميعا
وهذا الكلام مني فإن كان صوابا فمن الله وان كان خطئا فمني واستغفر الله