كيف انتصر الشوان على الموساد (جمعة الشوان يجند إحدى ضباط الموساد)

مصحف و بندقية

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
10,807
التفاعل
6,996 5 0


كيف انتصر الشوان على الموساد

جمعة الشوان يجند إحدى ضباط الموساد




5A0CF5C


المجد_
ألقى جمعة الشوان الضوء على نجاحه في تجنيد ضابطة في الموساد "تُدعى "جوجو" للحصول على معلومات من داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، كاشفاً عن أن تلك الضابطة اعتنقت الإسلام، وتعيش في مصر حالياً باسم مستعار. وبدأ حديثه قائلاً: تعرفت على جوجو في بريطانيا، وكانت جميلة جداً، وسعت بعد الاقتراب مني إلى الوقوف على حقيقة انتمائي، كما أنها رغبت في الحصول على معلومات معينة عن علاقتي بالمصريين، ولكنها فشلت في ذلك، بل أن السحر انقلب على الساحر، عندما نجحت في تجنيدها ضد الموساد، وحصلت منها على معلومات خطيرة من داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، وعندما زادت ارتباطاً بي نقلت لي أحشاء الجيش الصهيوني، وتمكنت من خلال نفوذها الدخول إلى مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، وأمدتني بصور بالغة الأهمية من داخل المفاعل، وقمت بدوري بنقلها إلى المخابرات المصرية العامة.
ويبتسم الشوان، ويقول: لن يصدق احد عندما يسمعني أقول، إن جوجو ضابطة الموساد الصهيونية تعيش حالياً في مصر، بعد أن اعتنقت الإسلام، وتقيم مع أسرتها الصغيرة باسم مستعار، غير أن أحدا لا يستطيع الوصول إليها، وكما أن المخابرات المصرية تخشى على أمن وسلامة جوجو، تخشى أيضا على سلامتي، سيما أن إسرائيل لن تنسى إنني ضربتها في مقتل، عندما نجحت في خداعها لمدة احد عشر عاماً كاملة ولم ينته دوري في خدمة بلادي في تلك المهمة إلا بعد حرب أكتوبر بـ 19 يوماً.

ما المعلومات التي كانت تطلبها منك إسرائيل؟
إسرائيل كانت تطلب كل شيء يخص مصر والمصريين، لكنها كانت تركز في المقام الأول على المعلومات العسكرية والاجتماعية. أمددتها بمعلومات بتكليف من المخابرات المصرية العامة عن قواعد عسكرية مهمة، وكان سلاح الجو الإسرائيلي يقوم بقصف تلك القواعد، ويرسل لي الموساد برقيات شكر، ولم تكن القيادة العسكرية في تل أبيب تعلم أن تلك القواعد كانت هيكلية فقط، الأمر الذي كان يتسبب في تضليل تقارير تقدير الموقف التي كانت تعدها إسرائيل بشكل دوري عن الوضع العسكري في مصر.

وما قصة محل البقالة الذي افتتحته خلال تواجدك في القاهرة؟
في الحقيقة أنا لست بقالاً، ولم اعمل في تلك المهنة إلا بعد أن طلب مني الإسرائيليون ذلك، ففي فترة معينة طلبوا مني افتتاح محل للبقالة وشراء سيارة مستعملة حتى لا أثير الشبهات حولي، أما عن محل البقالة فكان غرض إسرائيل منه، الوقوف على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للشعب المصري، وذلك من خلال قراءة حجم المبيعات اليومية وتحليلها، وما السلع التي تشهد نقصاً في السوق المصرية والسلع المتوفرة، إلى غيره من معلومات حول السوق المصرية الحرة. وفيما يتعلق بالسيارة المستعملة فكان الغرض منها سرعة التنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن المعلومات المناسبة حول القواعد العسكرية، والتنقل من مقهى لآخر للوقوف عن انطباعات الشعب المصري عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، إلى غيره من معلومات.

كيف ساعدت مصر في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973؟

كانت الضابطة الإسرائيلية جوجو مصدراً شبه أساسي في الحصول على معلومات من أعماق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فكانت تمدني بشكل يومي خلال حرب أكتوبر بمعلومات خطيرة وبالغة الحساسية، واعتقد أن هذه المعلومات كان لها بالغ الأثر في إنزال الهزيمة بإسرائيل خلال يوم بدر "السادس من تشرين الأول/ أكتوبر"، وأتذكر تصريحات صادرة من الرئاسة المصرية في حينه أكدت أن حصولي من إسرائيل على جهاز استقبال معين هو الذي مكّن المصريين من عبور قناة السويس.

على ذكر الجهاز الذي حصلت عليه من إسرائيل، ما هويته، وكيف كنت تستخدمه، ولماذا كانت تل أبيب توليه تلك الأهمية؟
في حقيقة الأمر لم يكن جهازاً واحداً، وإنما كانا جهازين، ولم احصل عليهما إلا بعد أن أوهمت الموساد بولائي الكامل له، فبتوفيق من الله وبتدريب مكثف من رجال المخابرات المصرية العامة، اجتزت بنجاح تام اختبار جهاز كشف الكذب، الذي وضعتني إسرائيل عليه لضمان انتمائي لها والعمل لصالحها ضد مصر، وبعد اجتياز الاختبار حصلت على الجهاز الأول عام 1972، وهو عبارة عن جهاز إرسال واستقبال، ويُصنف على رأس أفضل جهاز اتصال على مستوى العالم في حينه، أما الجهاز الثاني فحصلت عليه بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 73، وكان بمقدور هذا الجهاز إرسال واستقبال الرسالة بين القاهرة وتل أبيب في 6 ثوان فقط، وأذكر أنني عندما سألت عن قيمته، وكنت أتوسط 18 ضابطاً من قادة الموساد، ابلغني احدهم أن قيمة هذا الجهاز تفوق قيمة الـ 18 ضابط الذي يقفون أمامي، مما يعني أن الجهاز كان يفوق في تقديره أي مبلغ مالي، كما أتذكر أيضا أنه بعد تلقي الموساد رسالة من المخابرات المصرية العامة، يشكر فيها الجهاز المصري نظيره الإسرائيلي على إمداده بجهاز الاتصال الخطير، مما يعني أنني اعمل لصالح مصر، قام 6 ضباط من الموساد بالانتحار، عندما أطلقوا النار على أنفسهم.

كيف نجحت في خداع الموساد الإسرائيلي طيلة هذه السنوات؟
كفاءة المخابرات العامة المصرية وتوفيق الله كانا سنداً لي في كل خطوة أخطوها داخل إسرائيل وفي أوروبا، فضلاً عن أنني كنت ابنا باراً لوطني وقوميتي وديني، فساعدتني تلك المقومات على أن اخدع الموساد طيلة احد عشر عاماً، ورغم أن إسرائيل كانت تعتبرني عميلاً مزدوجاً في فترة معينة، إلا أن ولائي التام كان لبلدي مصر.
من هُم أكثر ضباط المخابرات المصرية العامة الذين اقتربوا منك واقتربت منهم في تلك الفترة؟

أكن كل الاحترام والتقدير لكافة ضباط المخابرات المصرية العامة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر فؤاد نصار، واحمد إسماعيل علي، وأمين هويدي، ولكن أكثر من عاشرتهم واقتربت منهم هو اللواء محمد عبد السلام محجوب وزير التنمية المحلية الحالي، ومحافظ مدينة الإسكندرية السابق، الذي يعرفه الناس باسم "الريس زكريا" في مسلسل "دموع في عيون وقحة" الذي قام ببطولته النجم المصري عادل إمام.
 
عودة
أعلى