لم يخطئ ونستون تشرشل، وهو في نشوة النصر في الحرب العالمية الثانية، حينما وصف الحرب الالكترونية بأنها "الدرع والسيف" فهي تساعد على حماية من أقسى صور التدمير المعادي، كما تؤكد فاعلية التدمير المؤثرة ضد أنظمة العدو. وإذا كانت الحرب الالكترونية تمثل الاستخدام والتطبيق الواعي للتكنولوجيا فإنها تمثل بحق الحد القاطع للقوات المسلحة. ويمكن اعتبارها عاملاً لزيادة القوة (Force Multiplier) ولنطلق العنان لمخيلتنا لنستشعر الدور الذي يمكن أن تلعبه الحرب الالكترونية لتوفير الدرع الالكتروني الفعال لحماية الدبابة في ميدان القتال ولزيادة فاعلية تأثيرها كذلك بصورة ملحوظة.
ما أعنف أن تنشق السماء فجأة وفي سرعة مذهلة عن سيل من الذخائر الذكية تنقضّ على الدبابات في ميدان القتال لتصيبها في مقتل وتتركها قعيدة بلا حراك لتصبح الدبابات بعد ذلك قبورا متحركة. ومع تصاعد تهديد الذخيرة الذكية تفقد الدبابة مكانتها في الصراع مع الصواريخ. وهكذا التهديد الذي تمثله الذخيرة الذكية حقيقة جد خطير.
مستشعرات التهديد
لقد أصبحت الالكترونيات مثل بلازما الدم بالنسبة لأنظمة الاستشعار. وهكذا فإن الرؤية الكهرومغناطيسية تمثل عصب التهديد في منظومة الفعل ورد الفعل الموقوت.
وأخطر نقاط الضعف في الدبابة أن لها شكلاً خارجياً وتصنع من مادة هي الصلب ولها درجة حرارة يمكن كثيرا أن تختلف عن الخلفية علاوة على أنها لابد أن تتحرك. ومن ثم فإن الشكل الخارجي يمكن استشعاره بواسطة العين وأجهزة التليفزيون، كما أن مادة الدبابة وثناياها وأركانها يمكن رصدها بالرادار والموجات الملّيمرية علاوة على أن درجة حرارة الجسم يمكن استشعارها بواسطة الموجات الحرارية باستخدام المسح الحراري، أما الحركة فإن رصدها يتم بالرادارات الدوبلرية أما الليزر فيستخدم في تحديد الشكل الدقيق الخارجي للدبابة وكذا قياس وتحديد مسافتها لأقرب سنتيمتر... وهكذا يؤكد التقدم التكنولوجي باستخدام حيز الطيف الكهرومغناطيسي رؤية واضحة للدبابة تعرف بالرؤية الكهرومغناطيسية، وإذا ما تحركت الدبابة فإن هديرها ترصده الأجهزة الصوتية، وإذا أطلقت الدبابة طلقاتها استخدمت رادارات تحديد المحل لمعرفة المكان الدقيق للدبابة لتصبح الدبابة بذلك (شبه عارية) تماما أمام العنصر البشري باستخدام تكنولوجيا المستشعرات الكهرومغناطيسية.
ولكن مع تصاعد التهديد فإن ذلك يجب ألاّ يدعو للتشاؤم فمازال هناك دور للحرب الالكترونية كى تتدخل لقلب الآية تماما حيث يمكن التدخل في نظام أداء المستشعرات لتحييد عملها وذلك بالتدخل الصريح لصالح الدبابة لارباك أو لزغللة أو لتعمية أو لخداع تلك المستشعرات لتوفير الإجراءات المضادة بغرض حماية الدبابة وتقليل احتمالية تدميرها لأقصى حد، فالرؤية الكهرومغناطيسية يمكن توظيفها للرصد والتحديد كما توظف لأغراض الحماية والخداع.
وهكذا تعتبر أساليب الخداع التكنولوجي جزءا متكاملا من استراتيجية البقاء، ولقد أمكن تطويرها وتحسينها لتوفير الاستجابة للخداع في حيز كبير من الطيف الكهرومغناطيسي.
أهمية الوقت
إن التحذير المكبر عن التهديد المرتقب يوفر أزمنة رد فعل يمكن أن تستغل في توفير الإجراءات المضادة الموقوتة، كما أن زمن الاستجابة لأنظمة الإجراءات المضادة يلعب دورا هاما في دورة المواجهة. ولا يمكن أن يتم كله بواسطة الطاقم بل تلعب الحواسب الالكترونية الآلية وأنظمة الإجراءات المضادة في نظام يكفل سرعة وكفاءة المواجهة. وعموما فإن جزءا من الثانية يمكن اقتطاعه من زمن الانذار أو من زمن الاستجابة يمكن أن يؤكد النجاة للدبابة بطاقمها.
المستشعرات والطيف الكهرومغناطيسي
إن أهم ما يميز الذخائر الذكية المضادة للدبابات عن باقي الذخائر العادية هو أن الأولى يمكنها التبييت الذاتي على أهدافها أو تتم استثارتها بواسطة تلك الأهداف.
وعلى طرفي حيز الطيف الكهرومغناطيسي وحيز الضوء العادي تعمل بعض المستشعرات فنلاحظ أن الصاروخ مافريك F.GM - 65A جو- أرض يعمل بالكاميرات التليفزيونية التي تعمل مع أنظمة التتبع الآلية.
وهناك المستشعرات الليزرية التي تعمل في حيز الأشعة تحت الحمراء القريبة كما في الصواريخ "هل فاير" الموجهة بالليزر، وكذا كوبرهيد" A-712 عيار 155 ملم الموجهة.
ويتم إضاءة الهدف بواسطة أشعة الليزر، علاوة على استخدام الليزر لتحديد المسافة وأنظمة "أفكوسكيت" Avco-Skeet التي تنقض على الدبابة وتتعامل معها من أعلى في أضعف نقاطها.
وفي حالة التوجيه بالرادار تلعب الموجات المليمترية دورا بارزا فهي تعمل في حيز، ومن أمثلتها (الهاون 81 ملم ميرلين) الذى يطلق قذائف متعددة الرؤوس الموجهة طرفيا وتعرف ب Terminal - Guided Weapons (TGW).
وهناك أنواع من المستشعرات تكون مزدوجة في تهديد واحد، فهي توجَّه رادارياً في مراحل ثم تستخدم الاستشعار الحراري السلبي في مراحل التوجيه الأخيرة الأمر الذى يشكل صعوبة واضحة.
وهكذا فإن ازدواجية الاستشعار تملي أن تكون الدبابة مزودة بأكثر من وسيلة استشعار تتوافق مع مصادر التهديد، فعلى سبيل المثال تحمل (المركافا) أنظمة تحذير رادارية علاوة على أنظمة تحذير ليزرية وكذلك الدبابة الفرنسية (لكليرك).
وهنا يكون لزاما علينا توفير التكامل في أنظمة الاستشعار لرصد التهديد في الوقت المناسب حيث تكون المفاجأة مؤلمة الأمر الذى يؤكد ضرورة متابعة نظم التهديد المعادية لتوفير المستشعرات اللازمة والإجراءات المضادة الموقوتة حتى لا تغدو النتيجة أكثر إيلاما.
تقليل المقطع الراداري للدبابة
ازدهرت أخيرا تكنولوجيا الإخفاء (ستيلث(Stealth خصوصا في عالم الطائرات الخفية "الشبح" ولا شك أن الدبابات قد استفادت كثيرا من هذه التكنولوجيا لإخفاء الدبابة عند محاولة رصدها بالرادار، بحيث يؤدي استخدام بعض هذه التكنولوجيا إلى تقليل المقطع الراداري مما يؤدي إلى تقليل مدى الكشف بصورة كبيرة حيث تستخدم دهانات خاصة تعرف بالمواد الماصة راداريا (RAM) تقلل من الموجه المرتدة من الدبابة للمستشعر الرادارى فيقل الظهور الراداري، كما يتكامل التصميم الانسيابي وتقليل الثنايا مع استخدام مواد ودهانات ماصة للرادار وذلك لتقليل المقطع الرادارى للدبابة أكثر من عشر مرات بالنسبة للمقطع العادي، الأمر الذى يصعب كثيرا من تمييز الدبابة من الخلفية الأرضية.
إن الدراسة الواعية لخصائص الدهانات الماصة للرادار (RAM) تتطلب الحيطة والحذر حتى لا تستخدم بعض مواد الطلاء التى يمكن أن تقلل المقطع الراداري ولكنها قد تزيد من المقطع الحراري، الأمر الذى قد يسبب كارثة إذا استخدمت الصواريخ الحرارية.
الإخفاء والتمويه
لعل أقدم الإجراءات تتمثل في استخدام شباك التمويه لتقليل احتمالية التمييز بالنظر علاوة على استخدام بعض الدهانات بأشكال معينة لتقليل التباين (Contrast) مع الخلفية. ويمكن دهان الدبابة بلون واحد يتمشى مع الخلفية أو استخدام صورة مبرقشة يمكن أن تضيّع تماما معالم الشكل الخارجي مما يجعل الدبابة أقل ظهورا للعيان، وقد تمر فترة طويلة قبل أن يعاد اكتشاف الدبابة من جديد، وذلك في تقليد واضح يمكن أن نطلق عليه "إخفاء الحرباء".
ولقد أدى استخدام المستشعرات الحرارية السلبية إلى اللجوء إلى دهانات تتميز بالإشعاعية المنخفضة، وذلك لتقليل التباين بين مكونات صورة الهدف، بغرض طمس معالم الهدف، خصوصاً عند تعرض الدبابة لأشعة الشمس؛ إنها هندسة للتأثير على أنظمة الامتصاص والانعكاس، وتوظيف ذلك لصالح الإخفاء أو الإظهار حسب الحاجة.
خداع العين الأذن
تحمل صفحات التاريخ دروسا قيمة عن استخدام الخداع في صور طريفة، وعلى الرغم من بساطتها إلا أنه كان لها آثار نفسية رائعة لأنها كانت تتوافق تماما مع وسائل الرصد والاستطلاع التى كانت متوافرة في ذلك التوقيت. وفي خلال الحرب العالمية الثانية كانت الدبابات تمثل عنصر تهديد رهيب شهدته مسارح العمليات في شمال إفريقيا بين رومل والحلفاء في صور رهيبة من الكر والفر غلب عليها الصورة البندولية.
ولقد جنح رومل إلى استخدام محاكيات طريفة لردع الحلفاء وإيهامهم بجحافله المدرعة في مسرح العمليات الصحراوي فاستخدم ضمن أرتال التحرك المدرعة مولدات للغبار تمثلت في Blowers يتم تشغيلها لإثارة زوابع من العواصف الترابية مترافقة مع مولدات صوتية تمثل هدير محرك الدبابة. وهنا يتراءى لعناصر الرصد تحرك خداعي لجحافل هيكلية تخدع الحلفاء. وبنظرة فاحصة نجد أن الخداع وقتها كان يتوافق مع مستشعرات الرصد التى اقتصرت على السمع والبصر فقط.
شباك التمويه الرادارية
وهى عبارة عن شباك تمويه خاصة لأغراض الإخفاء الراداري تعمل على تشتيت الموجات الرادارية بحيث تغير من نظام الانعكاس الطبيعي بصورة تخالف الناقوس الطبيعي، ويتلخص عملها في وضعها على مسافة من جسم الدبابة، وعند سقوط الأشعة الرادارية عليها يتم تشتيت معظمها في اتجاهات لا تتفق مع اتجاه الانعكاس الطبيعي الذي يطلبه أو يتوقعه المهاجم. وعند نفاذ جزء من الأشعة الرادارية من الشبكة يصطدم بجسم الدبابة فإذا ما تم دهان جسم الدبابة ببعض الدهانات التى تمتص جزءاً كبيراً من الطاقة فإن القدر المنعكس من جسم الدبابة يكون صغيراً، ولكن هذا الجزء الصغير عندما ينفذ من الشبكة الرادارية يتشتت في اتجاهات غير مرغوبة، لا تتفق أيضاً مع الاتجاه الذي يتوقعه العدو، وهكذا لا ينفذ من الشبكة مرتداً إلى المستشعر الراداري غير جزء يسير جدا، الأمر الذى يقلل كثيرا من مدى الكشف في حيز الطول الموجي (1 - 10) سم.
وقد حققت النتائج لتجارب أجريت على شباك أنتجتها إحدى الشركات الانجليزية لأغراض الإخفاء الراداري انخفاضا في المقطع الراداري للدبابة لأقل من 1% من المقطع الراداري الأصلي، وذلك عند المسح الراداري بموجة طولها 3 سم الأمر الذى يعطي نتائج خداعية مبهرة تقترب من الإخفاء التام علاوة على تقصير مدى الكشف المؤثر للرادار إلى 10% فقط من المدى المتوقع في صورة دراماتيكية حققتها الحرب الالكترونية.
التمويه الحراري
إن الغرض الأساسي من التموية الحراري هو إخفاء الدبابة كمصدر حراري عن مستشعرات العدو الحرارية سواء كانت سلبية أو إيجابية. وتختلف ظروف التمويه طبقا لحالة الدبابة سواء كانت ساكنة أو بعد ضرب النار أو أثناء الحركة حيث تختلف الظروف في كل حالة:
*الدبابة الساكنة تكون درجة حرارتها ليلا أقل من درجة حرارة الخلفية.
*تكون في منتصف النهار ذات حرارة أعلى من الخلفية.
*يحدث الاخفاء الطبيعي للدبابة مرتين يوميا:
- في الصباح بعد طلوع الشمس ومرور فترة تصل فيها درجة الحرارة للدبابة إلى درجة حرارة الخلفية الأرضية.
- ومرة أخرى في السماء عند تساوي درجات الحرارة مع الخلفية.
وتعتمد البصمة الحرارية للدبابة على عدة نقاط هامة تتمثل في: غطاء المحرك الذي يسخن جدا بعد الحركة وكذا على جنزير الدبابة، علاوة على ماسورة المدفع بعد ضرب النار، لذا تختلف ظروف الخداع طبقا للوقت وحالة الدبابة.
الشباك المبللة
لاحظ العلماء صعوبة التصوير الحراري للدبابة الساكنة المبللة بالماء، حيث يقوم الماء بامتصاص قدر كبير من الأشعة الحرارية التى تسقط على جسم الدبابة، ومن هنا برزت فكرة استخدام الشباك المبللة فقد صنعت بعض الشركات بطانية خاصة من مادة حرارتها النوعية عالية، وبها عدة ثقوب في صورة تشبه الشبكة فتقوم البطانية بامتصاص الحرارة المنبعثة من جسم الدبابة أو التى تحاول الوصول إليها، كما تساعد الثقوب على تسرب الغازات دون مشاكل، كما يمكن أيضا استخدام شباك التمويه العادية بعد رشها بالماء للقيام بالغرض نفسه.
ولقد وجد أن الشباك المبللة بالماء علاوة على تشتيتها للأشعة الحرارية الصادرة من جسم الدبابة فإنها تمتص الجزء الأعظم منها فلا ينفذ خارج الشباك إلا جزء بسيط جدا من الاشعاعات الحرارية.
أما في حالة استخدام العدو للمستشعرات الحرارية الإيجابية فإن الشباك المبللة تمتص جزءا كبيرا من الطاقة التى تصل إليها من البواعث الحرارية للمستشعرات الإيجابية ولا ينفذ إلا جزء بسيط يصل إلى جسم الدبابة فينعكس جزء بسيط الأمر الذى يساهم في تحقيق التعمية الحرارية.
وفي حالة المستشعرات السلبية فإن الشبكة المبللة تمتص الجزء الأعظم من الطاقة الصادرة من جسم الدبابة دون أن ترتفع درجة حرارة البطانية (الشبكة) الأمر الذى يجعل المستشعرات لا تحس بالدبابة وتعمى إلكترونياً عن رصدها.
وهكذا يمكن أن يظهر للوجود مصطلح (شباك التمويه الكهرومغناطيسي) Electromagsetic Camoflage Nets (EMCN) التي تخفي شكل الدبابة علاوة على الإخفاء الراداري والحراري.
الدبابة الخداعية
عند محاولة محاكاة دبابة هيكلية لأغراض الخداع لتبدو عند رصدها بالمستشعرات الالكترونية المعادية أقرب ما يمكن من الدبابة الحقيقية، فإن الأمر يتطلب الدقة والتكامل في الإجراءات حتى لا يتم إغفال أى عنصر من عناصر الخداع يفسد كل المجهود ويجعله هباء منثورا، ولذا يلزم الاهتمام بمحاكاة الشكل الخارجي والبصمة الرادارية وتوفير التصرف الحراري المناسب.
إن توفير الشكل الخارجي يلزم له عمل قالب شبيه بالدبابة كما حدث في حرب الخليج عندما استخدم الجيش العراقي دمى من المطاط يتم نفخها فتظهر في صورة دبابة عند رصدها بالعين أو تصويرها بالتليفزيون، ولكن لابد أن يستمر تكامل سيناريو الخداع لتخدع الدمية المستشعرات الرادارية لينطلي الأمر على الرادار ويقتنع بأنها دبابة ومن ثم فلابد من توفير المقطع الراداري المكافئ للدبابة.
وعموما فإن مفهوم المقطع الراداري يمثل خاصية انعكاسية للهدف كما يلحظها الرادار الذى يبث موجات مرسلة تنعكس من الهدف وتعود للمستقبِل بكمية مفيدة تتوقف على حجم الهدف ومادته وشكله وعلى التردد المستخدم في إضاءة الهدف.
وتستخدم العواكس الركنية لأغراض الخداع الراداري وذلك عن طريق إيجاد أهداف هيكلية ذات مقطع راداري يماثل الهدف الحقيقي. والعواكس الركنية عبارة عن مجموعة من الأسطح المعدنية المتعامدة التي تساعد على عكس شعاع الرادار الساقط عليها بصورة كبيرة تماثل ما يرتد من هدف كبير، وتوضع مجموعة العواكس الركنية في هندسة محسوبة لتحقيق الغرض. والمقطع الراداري للدبابة الواحدة يكون في حدود (10 - 20) متراً مربعاً ويمكن توفيره باستخدام عاكس ركنيّ كرويّ ثمانيّ، قطره في حدود 50 سنتيمتراً.
وهكذا أصبح المقطع الراداري -سواء عن طريق محاكاته بالزيادة أو تقليله بالإجراءات المناسبة -من الإجراءات الالكترونية الفعالة التى يهتم بها مصممو الأجهزة والأنظمة لتوفير الخداع الألكتروني لزيادة القدرة على البقاء.
وعندما نريد إظهار هدف خداعي نزيد من المقطع الراداري المكافئ باستخدام هندسة العواكس الركنية. أما عندما نريد إخفاء الهدف راداريا فإننا نقلل من المقطع الراداري عن طريق الانسيابية المحسوبة أو باستخدام هندسة الشباك أو المواد الماصة للأشعة الرادارية.
خداع الصواريخ الحرارية
تتمثل مراحل الخداع الحراري في عدة مراحل تكون المرحلة الأولى فيها هى إخفاء الدبابة حراريا من وسائل الرصد والتصوير الحرارى المعادية.. فإذا ما تمكن العدو من رصد الدبابة وأطلق الصواريخ الحرارية نحوها فإنه في هذه الحالة يلزم توفير إجراء مضاد آخر يكون عامل الوقت فيه حاسما ومؤثرا، ويكون الفيصل بين البقاء والتدمير ثواني معدودة أو حتى أجزاء من الثانية لنجاح الإجراءات الرد فعلية التي تتمثل في أنظمة للرصد والانذار واتخاذ الإجراءات المضادة، التي تتمثل في: توفير أهداف حرارية تتماثل في البصمة الحرارية مع الدبابة.
ومن هذه الأهداف الخداعية نلحظ: الفوانيس والبالونات الحرارية التي يجب أن تتزامن مع أنظمة التحذير باستخدام الحواسب الآلية والمشغلات الدقيقة التى تقلل كثيراً من أزمنة رد الفعل، وهو ما يمكّن الدبابة أيضاً من القيام بحركة مناورة سريعة وحادة وعنيفة يمكن أن تتفادى معها الصواريخ المعادية في محاولة سريعة لا يمكن تكرارها، لأن الفشل أولاً يعني الدمار.
ويمكن أن تطلق الدبابة بسرعة خراطيش تحمل فوانيس حرارية تبدأ في الازدهار بعيدا عن الدبابة، وتبقى معلقة في أفق الصاروخ الحراري فينجذب إليها ويضل هدفه بعيدا عن الدبابة.
كما يمكن أيضا أن تستخدم مصايد حرارية أرضية منتشرة بالقرب من مكان تمركز الدبابة، ليتم تشغيلها مسبقا عند الإحساس بتهديدات الصواريخ الحرارية، فينجذب الصاروخ الحراري نحو (المقصلة) بين الدبابة والمصيدة الحرارية ويضل الهدف.
الدخان.. في منظومة الدرع الالكتروني
يعتبر الدخان من أقدم وسائل الإخفاء، سواء استخدمته عربة قتال أو دبابة، ويتم ذلك في صورة سحابة كثيفة لستر تحركات القوات. ويمكن للدبابة أن تحمل قواذف خاصة لإطلاق الدخان يتم تشغيلها في توافق مع التهديد وتكامل مع الحواسب الآلية والمشغلات الدقيقة.
والدخان عبارة عن غاز صناعي معلق في الهواء كدقائق صلبة أو سائلة تعمل على تقليل أو توهين الموجات الكهرومغناطيسية أثناء نفاذها من خلالها، حيث تمتص جزءاً كبيراً وتشتت جزءاً آخر بصورة تؤثر في الرؤية الكهرومغناطيسية.
ويعتمد ذلك على العلاقة بين التردد المستخدم وحجم ذرات الدخان المستخدمة وكثافة الدخان، فكلما تباينت حجوم ذرات الدخان المتولدة كان الدخان عريض النطاق، وكلما قلت كثافة الدخان زادت أزمنة استمرار السحابة. وهناك دخان يناسب الأشعة تحت الحمراء وآخر يناسب أشعة الليزر، وقد وجد أن زيادة طول موجة الليزر تعطي قدرة أكبر على النفاذية، لأن ليزر ثاني أكسيد الكربون (6،10 ميكرون) له قدرة أكبر على النفاذ من ليزر الأرجون (5،0 ميكرون).
ولا يتم توليد الدخان بطريقة القنابل فقط، بل يتم بتذرية الوقود أى تحويله إلى رذاذ من فتحة العادم لمحرك الدبابة. وعندما يلامس الوقود الساخن الهواء الخارجي يتكثف مكوناً ستارة ذاتية من الدخان.
وفي الطريقة الثانية تستخدم قواذف لإطلاق قنابل الدخان ففي الوقت الذى تحمل فيه الدبابة (ليوبارد 2)، 16 قاذف دخان على الأجناب، تحمل (ت - 72) 8 قواذف والتشفتين 12 قاذفاً والأمريكية (م - 1) 12 قاذفاً.
ونظرا لأن حمولة الدبابة يمكن أن تكون محدودة فإن استخدام الدخان يكون في صورة رد فعلية أي عند استشعار تهديد ولذا فإن مستشعرات التهديد فى الدبابة تكون في غاية الأهمية فالمستشعرات الليزرية (LWR) تستخدم ضد الصواريخ التى تركب شعاع الليزر فيلزم إضاءة الهدف (الدبابة) أولاً قبل إطلاق الصاروخ ومن ثم يلزم وجود هندسة واضحة للكواشف الليزرية على جسم الدبابة طبقا للدراسة الفنية لطبيعة وخصائص التهديد حتى تتم مواجهة التهديد من جميع الاتجاهات.
إن السرعات العالية للصواريخ المضادة للدبابات توفر الاقتراب السريع من الدبابة بصورة لا تعطي زمن رد الفعل الكبير ولا تترك سوى بضع ثوان معدودة، الأمر الذى يتطلب أزمنة رد فعل قصيرة جدا لأنظمة الدخان حتى لا يكون الزمن الفاصل المتيسر بين البقاء والتدمير سوى جزء من ألف من الثانية.
وإذا أخذ في الاعتبار خصائص قنابل الدخان، وأهمها ما يعرف بزمن التزهير Time-Bloom أى الزمن الذى توفر بعده قنبلة الدخان السحابة المطلوبة فإن تقليل زمن التزهير هذا يوفر مبدأ شراء الوقت الذى تنشده الحرب الالكترونية عند تقليل احتمالية التعرض للتهديد ويكون لازما لتوفير الأنظمة الناجحة للحماية الرد فعلية.
وعموماً فلا بد من أن يكون زمن الاستجابة للنظام قليلا جدا حتى تزدهر سحابة الدخان وتؤدي دورها في تعمية الصاروخ المعادي قبل أن يدخل في طور التبييت الذاتي على الهدف، وإلا حل الدمار الذي تأباه الحرب الالكترونية عند دعمها للدبابة.
الدروع الالكترونية للدبابات