بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .... الدب الروسي في مواجهة مستمرة مع النسر الأمريكي .. آفاقه .. أبعاده ... وتأثيراته على العالم العربي ... المشهد على الساحة العالمية
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية .. قام المنتصرون بتقسيم مناطق النفوذ بينهم وتبادل بعضهم تلك المناطق .. وتبادلوا الأدوار .. وتشكلت التحالفات بين شرقي وغربي.. وعدم انحياز ... وأطبقت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الخناق على حلفائهما الأصغر شأنا والأقل قدرة ... بل وسحق كل منهما الشخصية الوطنية بقدر ما استطاعا ذلك في كل دولة من الدول المتحالفة معهما ... وتقاسما ألمانيا .. الغنيمة الكبرى في تلك الحرب .. ووصل الأمر إلى تقاسم العلماء الذين استفادت منهم الدول المنتصرة أيما استفادة ...تقاسموا كل شيء الأرض ... العقول .. الموارد ... وتبادلوا السيطرة على العالم
مع انهيار الاتحاد السوفيتي ... تبدل وجه الأرض ولم تعد الدنيا كما كانت .. زال الند الوحيد أمام الولايات المتحدة من الوجود .. فكان لزاما عليها التقدم نحو الأمام واحتلال الفضاء السوفيتي بكل ما فيه .. وتكرار اللعبة بشكل مختلف ... تقدمت الولايات المتحدة نحو العراق بعد دخوله الفخ الاستراتيجي الأكبر في عام 1991م بعد تجيش الجيوش .. فعادت المصانع الأمريكية للعمل بعد كادت تتوقف نتيجة للوضع الاقتصادي الخانق والذي وصلت إليه أمريكا بعد الصراع المحموم مع الاتحاد السوفيتي ........... تقدم الأمريكيون بكل ثقة وبكل ثقلهم الحربي إلى المنطقة وتمكنوا من إحراز نصر كبير وصريح وساحق .. وثبتوا أقدامهم في منطقة هي الأهم والأكثر حساسية في العالم بالنسبة إليهم ... كانت تلك الخطوة الأولى والأكثر أهمية في إرساء نظامهم العالمي الجديد .. ولكنها لم تكن الأخيرة فاستغلال الانهيار يجب أن يكون كاملا وشاملا فتقدمت أمريكا في فضاء الاتحاد السوفيتي السابق ... فهناك الكثير مما يجب استغلاله بشكل جيد ... ولنرى ما جرى ...... الخطوة التالية كانت زرع خلايا التجسس ومعرفة ما الذي كان يدور خلف الستار الحديدي السابق ومعرفة الأسرار التي لم تتمكن من معرفتها سابقا
الخطوة الثنية في المسرح الروسي .. كانت دعم الجمهوريات المنسلخة عن الاتحاد السوفيتي .. وإمدادها بما تحتاجه مع إظهار الولايات المتحدة نفسها كالاه قادم لإنقاذها من الإفلاس والتحطم الكامل ... ومع الدولار الأمريكي الأخضر تمكن أمريكا من غزو تلك الجمهوريات سياسيا وماليا ... وأخذت تنشأ الشركات الخاصة التي أرادت استثمار ما يمكن استثماره في المنقطة ... مع العلم أن حلف الناتو كان قد اتخذ من الضغط الخارجي وسيلة للتعامل مع روسيا ... حيث كان يضغط من خلا ل ثلاث جبهات رئيسية على الاتحاد السوفيتي .. وهي
1 مرساة الشرق
اليابان + كوريا الجنوبية
2
الجبهة الجنوبية
أفغانستان ( أثناء احتلالها من قبل الروس)
الخليج العربي ... والقواعد التي كانت متواجدة في المنطقة ... + تركيا
3
الجبهة الغربية من خلال الحشد الكبير لحلف الناتو في مقابل دول حلف وارصو
ولو أخذنا بنظر الاعتبار أن الروس كانوا يخططون للوصل إلى المياه الدافئة ( مياه الخليج العربي)
فان واحدا من أهداف الولايات المتحدة هو الحيلولة دون تحقيق هذا الهدف ولعدة أسباب منها أن الولايات المتحدة لا تريد أي نوع من المنافسة ( المؤثرة ) في منطقة تعد من أثرى واهم مناطق العالم بالنفط .. وهو المادة الأساسية للتقدم الاقتصادي الأمريكي
من ناحية أخرى عملت الولايات المتحدة لفترة طويلة على جعل المنطقة أمريكية خالصة من الناحية الجيوسياسية ولا يمكنها أن تسمح بتوغل روسي فيها مهما كان الثمن
ثالثا .... أن خسرت أمريكا المنطقة لصالح الاتحاد السوفيتي فان الطوق المضروب عليه سيتفتت حيث سيقوم الاتحاد السوفيتي بالاتفاق على أوروبيا من خلال الشرق الأوسط إذا توجه نحو مصر والجزائر وسيقوم بفتح جبهة جنوب أوروبا وهو الأمر الغير مسموح به أطلسيا
على الجبهة الغربية .. حاول حلف الأطلسي تفتيت الجهة المقابلة من أوروبا عن طريق الحرب النفسية المتقدمة ... والدعاية الأمريكية المتفوقة .. بالإضافة إلى دور الكنيسة الكاثوليكية باعتراف البابا في حينها عن طريق السعي إلى دب الخلاف بين السوفيت المنتمين في ( أصولهم ) إلى الدين المسيحي واستغلال الأخطاء الفادحة التي ارتكبها قادة الاتحاد من عدم احترام الأديان وأتباعها
عملت الدعاية الأمريكية على تحطيم المواطن السوفيتي من الداخل عن طريق تقديم الحياة الأمريكية المرفهة على أنها الطريق الأقرب نحو السعادة التي يفتقدها مواطنو الاتحاد ووصل الأمر إلى حد ( فعل أي شيء) للحصول على علبة سكائر من نوع ( مارلبورو ) أو بنطال ( كاوبوي) في الكتلة الشرقية برمتها .... واعتمادا على القول بان أفضل الحروب هي تلك التي يمكن الانتصار فيها دون إراقة قطرة دم واحدة عملت الكتلة الغربية بجنون لتفتيت الشرقيين من خلال الدعاية والحرب النفسية بشكل مركز .... فيما خسر الشرق حربه النفسية والدعائية بشكل لافت ........حيث أن النموذج الذي طرح في حينه لا يتماشى مع النزعة الإنسانية إلى التملك والاستمتاع بالحياة ... أما الغرب فكان على النقيض تماما أما الجبهة الشرقية ( اليابان) فقد دعمت من قبل أمريكا بشكل ثابت من خلال الدعم العسكري ... والمساعدة على إعادة بناء اليابان .. وهنا لا يفوتني أن أقول بان معظم الشركات اليابانية اعتمدت على رؤوس أموال أمريكية !!!!!!!!!
أن إحدى أهم نقاط القوة الأمريكية .. هي استخدام كل ما في الإمكان لهزيمة العدو ... الاقتصاد ... السياسة .. الدعاية .. التجارة ... الدين .... العلمانية ... أي شيء وكل شيء في خدمة المعركة .. وتوصف السياسة في خدمة الدين تارة .. والدين في خدمة السياسة تارة .. وتستخدمهما معا لخدمة الاقتصاد... تارة أخرى ... تميزت السياسة الأمريكية بتلونها المستمر والمحير .. وهو ما يحير أعدائها بشكل كبير ويحرمهم من فرصة معرفة ما يدور بالضبط في أروقة البيت الأبيض مهما كان لون رئيسه .. لان الولايات المتحدة لا تحكم من قبل شخص واحد أو مؤسسة واحدة ...
في نفس الوقت ومن فرط الذكاء .. قامت أمريكا بتحجيم أوروبا بشكل كامل ... من خلال فرض نمط معين من العلاقات والتصرفات التي كانت تمليها على الدول الغربية ... وجرت الجميع أعدائها وحلفائها إلى حرب النجوم .. وقامت بتفريغ أوروبا من علمائها في خطوة لم ينتبه لها الكثيرون في حينها .. فازدادت أمريكا قوة ... وازداد أعداؤها وحلفاؤها ضعفا على ضعف !!!!!!
واضطرت الجميع إلى إنفاق المليارات .... سواء في الاتحاد السوفيتي .. أو حلف وارصو أو أوروبا الغربية
انهار الجدار .. ورأى الجميع ذلك الدب الضخم القابع خلفه .. وهو ينزف من كل مكان في جسده الخائر القوى في منظر رهيب .... وحلق النسر فرحا بنصره الذي لم يكلفه سوا عدد كبير من العلماء الذين تم تصفيتهم على يد رجال أل (k g p ) ... والكثير الكثير من الدولارات .. .. وبعد أن حلق ذلك النسر انقض على حلفاء الدب واحدا تلوى الآخر .. فسقط الأسد العراقي
وترنحت أحجار الدومينو المحيطة بروسيا وسقطت في ثورات ملونة من منها البرتقالي ومنها الخضر ومنها الأصفر ... وقبلها حرب قاسية ودامية .. ضرب فيها أبناء الاتحاد السابق بعضهم ببعض ... وسقطوا جميعا .. مسلمين .. وشيوعيون .. ومسيحيون ... ولم يعلموا أن جميعهم خاسر
حيث أظهرت الولايات المتحدة نفسها كالعادة المنقذ للمسلمين المستضعفين من براثن الدب الملحد ولم يعرف المسلمون أن حربهم بالوكالة كان هدفها الأوحد الحصول على تنازلات روسية مهمة لدخول الشركات الأمريكية إلى الأراضي الروسية لغرض الاستثمار في مجال النفط .. وبعدها ألقت لذلك الدب المتعطش بقايا إخوة الأمس ليكونوا وجبة اليوم .. فالتهمها الدب دونما شفقة أو رحمة وكيف لا وهم من خانه وحاول الصعود على ظهره في اشد الأوقات حرجا ... الأوقات التي شمت به كل الأمم والشعوب فيها دوما رحمة سفك الدم الذي كان يوما دما واحدا ... وواصل النسر تحليقه دوما اكتراث لأحد ........ ولكن الدب استفاق حينما رأى من بعيد حليفه القديم بالقرب من المكان ... التنين الأصفر الذي لم يرق له ما حدث لصديقه القديم رغم كل الخلاف والاختلاف فرؤية الدب مضرجا بالدماء على كومة الثلج لن يكون مدعاة فرح وسرور .. لان النسر يحوم حول التنين لكنه يدرك جيدا أن التنين ليس باللقمة السهلة ... ولد التحالف الجديد في الشرق ... واخذ الدب ينهض من جديد .. وسيطر على شركات النفط التي كادت تذهب بمساعدة ( اليهود الروس) أدراج الرياح .. وكاد النفط الروسي يذهب بأبخس الأسعار إلى أسياد البيت الأبيض ........ لم يرق الأمر كثيرا للولايات المتحدة فباشرت بالثورات الملونة لكبح جماح الدب الذي حفظ الدرس .. ووضع نصب عينيه الهدف الوحيد .. وهو الانتقام من ذلك النسر يسانده في ذلك تنين طامح إلى التفوق والرغبة في الانتقام بسبب ( قرن الإذلال الوطني ) كما يسمونه في الصين في إشارة إلى الحقبة التي عاشتها الصين تحت تأثير الأفيون الذي أغرقتها به بريطانيا العظمى في حينه ........ إذن تلاقت المصالح والدوافع .. وها هم يمضون
هنا اسمحوا لي أن افصل كل جبهة على حدا وعدد الجبهات أربعة ....
القطب الشمالي بعد ظهور كميات كبيرة من النفط والغاز
1
القطب الشمالي وهنا سأطرح وجهة نظري .. الخاصة .. والتي تحتمل الخطأ والصواب
من المعلوم أن الولايات المتحدة أطلقت قمرا صناعيا لاكتشاف الثروات الطبيعية والمعادن في باطن الأرض .. ومن جملة ما اكتشفه ذلك التابع الفضائي .. كميات كبيرة من النفط والغاز و( المعادن النادرة) في القطب الشمالي ... بعدها بفترة قصيرة بدأ الجميع يلاحظ تغير المناخ بشكل ملحوظ وليس بشكل تدريجي .... وأنا أقول متحملا المسؤولية أن الولايات المتحدة قامت باستخدام غاز ( الكوميتريل) لإذابة الجليد وطبقاته الهائلة لتفتح الطريق أمام سفنها وبعثاتها ولتعديل الأجواء هناك بما يسمح باستغلال الثورات التي تم الكشف عنها .. رغم وجود منافسة من الدول الخمسة المطلة على حوض القطب إلا أن الولايات المتحدة معروفة بجرأتها على خوض غمار المنافسة معتمدتا على أسلوب كل شيء في خدمة المعركة ... والتقدم عبر القطب الشمالي يمكن الأمريكان من
1 الحصول على مزيد من الثروات الطبيعية ....
2 التقرب من الحدود الشمالية لروسيا الاتحادية وتهديدها بشكل مباشر وفتح جبهة إضافية معها
2
الجبهة الجنوبية
وهي الأوسع والأقرب إلى روسيا وعاصمتها العتيدة موسكو تضم هي الجبهة تشكيلة وساعة من الدول والعروق والاثنيات والجماعات المختلفة في كل شيء إلا شيء واحد .. هو التخلف بشكل عام .. اقتصاديا .. سياسيا ... علميا .. ثقافيا .. اجتماعيا ... .. فهي دول فقيرة تطفو على كميات كبيرة من الثروات الطبيعية .. وتسعى لاستغلالها والطبقات الحاكمة فيها من النوع الدكتاتوري المتسلط .... لنستعرض تلك الدول
تركيا .... إيران ... أوزبكستان .. طاجاكستان ... تركمانستان ... جورجيا .. ارمينا الشيشان
الخ
من إفرازات الحرب البادرة .. نشوء عقلية أوروبية جديدة .. تمثلت في المضي قدما نحو التكتل تحت لواء أوربي واحد لان القادة الأوربيون استوعبوا الدرس الماضي .. صحيح أنهم نجوا من الدب الروسي ... ولكنهم اكتشفوا أن النسر الأمريكي حلق بعيدا أخذا معه الكثير والكثير مما كان لديهم ونسب الفضل لنفسه في ذلك الانتصار الكبير ... عادة فرنسا إلى حلف الناتو .. ووحدت ألمانيا نفسها .. وبدأت أوروبا بالتقرب إلى الإخوة القدامى وأعداء الأمس القريب ... لبناء تكتل قوي ومتين يحفظ لهم أمنهم دون الحاجة إلى ذلك النسر المتعجرف !!!
وهذا يقتضي أن يقترب الأوروبيون خطة من الروس ... لضمان أمنهم بشكل وثيق .. ولكن هذه الخطوة غير مقبولة من الجانب الأمريكي وهي النقطة الأكثر تعقيدا في العلاقة بين الطرفين .... وقد تجلى هذا التقارب في حرب جورجيا .. حيث دخل القيادة في كل من فرنسا وألمانيا على الخط ... وبذلا جهدا كبيرا لإقناع الروس بتهدئة الأمور لعدم إعطاء الأمريكيين فرصة لعمل ما لا تريده أوروبا وهو إقحامها في صراع جديد مع روسيا .... إذن استوعب الجميع الدرس .. وانكشفت ألاعيب البيت الأبيض فالجميع متفق على أن يتم حل الأمور بعقلانية وضمان مصالح الجميع مسؤولية الجميع ........ هناك كان لزاما على النسر أن يأتي بلعبة جديدة لإبقاء الأمور تحت السيطرة وإلا ضاع كل شيء .. وكان النصر الذي تحقق قبل حوالي عشرين عاما دون طعم ولا رائحة وكأن شيئا لم يكن ....... الدرع الصاروخية كانت الحل بالنسبة لواشنطن .... والحجة .. صواريخ إيران البالستية .... لم يستطع الأمريكيون القول بان روسيا تهدد امن أوروبا لان القول هذا أصبح من الماضي وغير مقبول أوربيا ... وهنا يمكن السر في صبر الولايات المتحدة على برنامج إيران النووي .. وطرح حلول غير مقبولة لأي عاقل كإخراج كل المخزون الإيراني من اليورانيوم .. دفعة واحدة ومعالجته ومن ثم إعادة إرساله إلى طهران !!!!!
لقد عملت الولايات المتحدة على إطالة زمن الأزمة مع طهران لحد هذه اللحظة لأنها مستفيدة من بقاء الوضع على ما هو عليه الآن .... وتقوم إيران باستغلال الموقف لخدمة مصالحها الذاتية من خلال تسويق نفسها على أنها شرطي الخليج القديم الجديد والجيش الأكبر في المنطقة والقادر على تحقيق المصالح الدينية والقومية لشعوب المنطقة
والعجيب أنها تقوم بالتركيز على صناعة الصواريخ البعيدة المدى بدلا من أن تكتفي بالأسلحة الدفاعية لإقناع الجميع بأنها لا تشكل خطر يذكر على أوروبا .. هنا يتجلى لقاء المصالح بين إيران وأمريكا وأتوقع استمرار ( الإمام الإيراني ) بنفس النسق ما دامت الأمور في مصلحته
إيران لاعب مراوغ يسعى إلى الاستفادة مما يدور من حوله دون مواجهة فهو يستخدم حزب الله في لبنان للتحرش بإسرائيل والضغط لكسب مواقف معينة .. يستخدم الورقة الشيعية لتثبيت أقدامه على أشلاء الأسد المذبوح على ارض العراق
ويسعى بنفس الأسلوب للضغط على المملكة العربية السعودية عبر الورقة الحوثية ويهاجم مصر في وقت اشتد الصراع العلني بينها وبين إسرائيل
ذلك الإمام يلعب على التناقضات ولكن الأسلوب الإيراني لن يعود بالنفع على الساسة الإيرانيين على المدى الطويل .. لأنه دور مكشوف ولا يساعد على تأسيس أرضية جيدة للتفاهم مع الدول المحيطة فهو أسلوب ابتزاز سيتم الرد عليه من قبل الدول الإقليمية في أول فرصة تظهر في المنطقة
تركيا
لا يعاب على تركيا دورانها في فلك الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة .. فلم يكن أمام الأتراك كثيرا من الخيارات ليختاروا من بينها الأنسب... ولكن بعد 1990م تغير الأمر .. وصار لزاما على تركيا إيجاد طريقها الخاص وقد عانت الكثير على الصعيد الداخلي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه مع حكومة رجب طيب اردوكان .. تقع تركيا على مسافة قريبة جدا من موسكو ... ورغم أنها وقفت مع أمريكا إلا أنها لا تريد استضافة الدرع الصاروخية على أراضيها !!!! ترى ما السبب ؟؟؟ وهي تقول علنا أنها ترفض أن يدرج اسم إيران كهدف لتلك الدرع .. وهي ترفض أدراج أي دولة بعينها لتكون هدفا للمنظومة المزمع إنشائها على الأراضي التركية ؟؟؟؟
وهنا ندرك أن تركيا لا تريد العودة إلى الصراع الدائر مع روسيا وان تفقد تركيا المزيد من مصالحها لحساب الولايات المتحدة في لعبتها الجديدة .. وعلى الأقل ستطالب تركيا بالقضاء على حزب العمال الكردستاني .. وتقاسم النفوذ مع إسرائيل في المنطقة لتحقيق مصالحها الاقتصادية والتوسع التجاري في المنطقة ... لضمان النجاة من أي امة اقتصادية قد تسببها الولايات المتحدة للعالم لضمان التفوق الاقتصادي الشامل ..... بالإضافة إلى الدخول في الاتحاد الأوروبي .. وخلاصة موقف تركيا
الموافقة على الدرع ستكون بثمن .. وهو
1 ضمان توسيع النفوذ التركي في المنقطة
2 توسيع الفرص التجارية وضمان حق المنافسة في الأسواق الإقليمية
3 دخول الاتحاد الأوروبي
4 قطع الطريق أمام إسرائيل في التدخل في الشؤون الداخلية التركية .. وقطع أي دعم إسرائيلي لحركات التمرد الكردية في شرق تركيا
5 عدم الدخول في أي صراع إقليمي أو دولي ضد روسيا لأنها لا تريد أن تكون في خط المواجهة الأمامي في حرب قادمة
أوزبكستان + طاجاكستان + تركمانستان الخ
أنظمت هذه الدول إلي التكتل المعروف بمنظمة ( شانكهاي) للتعاون والأمن والتي تضم بالإضافة إلى الدول المذكورة كل من الصين وروسيا لعدة أسباب
منها
الكثير من القيادات فيها كانت تعمل تحت لواء جهاز الاستخبارات السوفيتي السابق
قرب تلك الدول من روسيا الأم وعدم الانتظام إلى التكتل معناه أنها تعادي روسيا وهذا ليس من مصلحة أي من الأطراف كافة
عدم الثقة بالسياسة الأمريكية مع معرفة القادة في تلك الدول بما يجري خلف الكواليس ومع الكم الهائل من المعلومات المتوفرة عن خبايا الإستراتيجية الأمريكية تجاه كل تلك الدول .. فالنسر الأمريكي لا يمكنه حمل أي صديق إلى الأجواء التي يطير فيها فقد خلق ذلك النسر ليطير وحيدا ناظرا إلى من دونه عن بعد !!!!!!
ولكن هذا لا ينفي قدرة أمريكا على الدخول إلى تلك الدول وشن حرب غير مباشرة ضد روسيا فأمريكا لها القدرة ومن خلال المساعدات السخية على كسب الأصدقاء دائما .. حتى لو كان ألائك الأصدقاء من الغباء بمكان بحيث يعرضون أنفسهم ودولهم إلى الهلاك من اجل حفنة من الدولارات .. أو حبا في الانتقام من روسيا على ما فعلت سابقا .. أو حتى لمجرد وجود حب العظمة في قلوب ألائك القادة .. أمثال (( ساكشفيلي )) الذي اختار المواجهة مع الدب .. معتقدا انه الفارس الهمام على الحصان الأبيض والذي ستكون نهاية الشر القابع في موسكو على يديه !!!!!! لم يدرك ذلك أل ( ....) انه مجرد أداة في يد واشنطن حاولت من خلالها إيجاد صدع جديد بين روسيا ومحيطها الأوروبي ... والمرور على الدماء الجورجية نحو حلم أمريكي قديم جديد في السيطرة على ( أوراسيا )
3 المرساة الشرقية
اليابان + كوريا الجنوبية
رغم أن اليابان استخدمت من قبل الأمريكيين للضغط على الاتحاد السوفيتي سابقا ... إلا أن الدور تحول مؤخرا لاحتواء التنين المستيقظ والغاضب والطموح .... وقد ألحقت كوريا الجنوبية بالمعادلة لعدم قدرة اليابان منفردة على لعب ذلك الدور رغم كل إمكانياتها الاقتصادية والعلمية
كان احد الشروط الأمريكية على اليابان أن تكون اليابان بلا جيش قوي .. وإنما مجرد جيش للدفاع الوطني والمحدود التسليح والإمكانيات .. وان تكون اليابان تحت المظلة الأمريكية .. إلا انه ومع تبدل الموقف في جنوب شرق أسيا .. أصبح حصول اليابان على التقنية العسكرية وعلى جيش كبير وقوي مسالة ملحة أمريكيا .. ولكن اليابانيين هم من يرفضون هذه المرة .. فهم يدروكن الثمن الاقتصادي الباهظ الذي ينتظرهم في حال تشكيل ذلك الجيش بالإضافة إلى ذلك فان المجتمع الياباني العدائي لم يعد قائما .. لقد قامت الولايات المتحدة بجهود جبارة لإبعاد اليابانيين عن النزعة العنصرية والقتالية المعروفة لدى الشعب الياباني العنيد والمقاتل الشرس .. وها هي اليوم دفع ثمن ما فعلته .. ولكن ذلك لن يدوم وستقوم أمريكا بحشر اليابان في الزاوية الصعبة ... وستجرب اليابان عاجلا أم آجلا على تشكيل ذلك الجيش الإمبراطوري قريبا
كوريا الجنوبية
الأمر ليس بأفضل حالا من اليابان .. كوريا الجنوبية تعد فريسة لطرفين .. جار شمالي مجنون .. وحليف أمريكي غير مكترث بشكل كبير ... رغم أهمية كوريا الجنوبية لذلك الحليف الذي يبدو هادئ الأعصاب .. لما لا فهو يطير عاليا ولن يصيبه إلا القليل من شرر المعركة إذا ما اشتعلت نارها ..... ولو صحت المقولة بان الولايات المتحدة هي من اغرق السفينة الكورية الجنوبية .. فسيكون ذلك مؤشر خطير على أن الولايات المتحدة تدفع الجميع إلى التسلح .. وخصوصا اليابان التي ترفض إنشاء الجيش الإمبراطوري !!!!!!!
كما أن النسر يريد تحجيم التنين ودفعه إلى الانكفاء إلى الخلف قدر الإمكان في خطوة مجنونة في اعتقادي الشخصي لان أجنحة التنين باتت اكبر من أن تنكفئ إلى الخلف
الزمن لا يعود إلى الوراء ... واليكم تحليلي لما سيجري .... الشماليون حلفاء الصين ولن تتخلى عنهم الصين مهما حدث لأنهم يمثلون الأداة التي تحتاجها الصين في هذا الوقت بالذات لمد الأجنحة بعيدا عن بكين ..... فالصينيون معنيون بان تكون شبه الجزيرة الكورية هادئة وتحت السيطرة ولكن ليس أي سيطرة .. إنما سيطرتهم هم ......... وفي حين يسعى الشماليون لفك الحصار عن أنفسهم ولو بالقوة المسلحة وبالانتحار لو لزم الأمر ... فان من مصلحة الصين تخفيف العبء عن نفسها بتخفيف الحصار عن الشماليين والتقدم نحو كوريا الديمقراطية والاستيلاء ولو بشكل غير مباشر على قاعدة صناعية ضخمة في جنوب شرق أسيا أو تحيدها عن المنافسة في سيناريو آخر .... ومن خلال الحرب حتى لو لم يتم للصين وكوريا الشمالية النصر الصريح فيها إلا أن الصين ستوسع نفوذها في المنطقة عبر الكير من الوسائل ومن ضمنها اتخاذ الحرب حجة لها لزيادة قوتها العسكرية المتنامية .... والضغط على تايوان التي لا ترفع الصين عينيها عنها .. فهي هدف قابل للقطاف في أي لحظة مناسبة .... يدعم الصين في هذا المسعى روسيا الاتحادية التي ستكون في غاية السرور إذا لاحت بعض السهام النسر الأمريكي
لي تكملة أن شاء الله تعالى .. والى ذلك الحين لكم مني السلام والتحية