كوريا الشمالية كما تراها أجهزة المخابرات الأمريكية
بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وتزايد النفوذ الأمريكي في شرق آسيا وجدت كوريا الشمالية نفسها ونظامها الشيوعي محاصرا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية الدول التي تختلف معهم في كل شيء كما ان النظام العالمي الجديد الذي تدير دفته الولايات المتحدة الأمريكية جعل من كوريا الشمالية تشعر بالتهديد في كل لحظة ولذلك عملت على بناء قواتها المسلحة في كافة الميادين ولا يزال الصراع حتى الآن قائما بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والمفاوضات الدبلوماسية تسير بنفس الوقت الذي تسير فيه التهديدات ويخبو التهديد بينهما ليعود من جديد ، صراع بينهما على كل شيء ما دفع الولايات المتحدة ان ترصد كل طاقاتها التجسسية حول كوريا للحصول على معلومات عنها في وقت أصبحت المعلومات فيه عن أخطر سلاح في يد المحارب.ومن هنا نريد أن نلقي الضوء حول ما جمعته تجهزة المخابرات الأمريكية حول كوريا الشمالية وقدراتها العسكرية .
جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أو ما يسمى بكوريا الشمالية دولة محكومة بنظام سلطوي تفردي منذ عقود على كافة الصعد الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية وحتى الدينية يقطنها
21.966 مليون نسمة بحسب تقديران 2001م وتقع في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية بين بحر اليابان شرقا وحوض كوريا غربا، ولها من الشمال حدود طويلة مع الصين (1416كم)، وحدود متوسطة مع شقيقتها الكورية الجنوبية (238 كم)، وحدود قصيرة مع روسيا (19كم). فهي بذلك تقع بين ثلاث قوى، إحداها تحتضن وجودا عسكريا للولايات المتحدة مقابل الصين وروسيا.
كوريا الشمالية كما تقيمها أجهزة المخابرات الأمريكية
"بيونغ يانغ تشكل التهديد العسكري الأول لأمريكا"
في دراسة عن مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن (من إعداد أنثوني كورديسمان) م حول قدرات بيونغيانغ نقلا عن البنتاجون والمخابرات الأمريكية تقول: تمتلك كوريا الشمالية جيشاً من مليون و200 ألف جندي ولديها أسلحة كيميائية يمكن توجيهها عسكريا عبر الصواريخ البالستية (منها سكود) والطائرات والمدرعات والأساليب غير التقليدية. ونحو
إحدى عشرة ألف قطعة مدفعية يمكن أن تدمر أجزاء كبيرة من كوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة والأخطر أن كوريا الشمالية لديها ترسانة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي يمكن أن تكون مزودة برؤوس نووية مما قد يعرض للخطر اليابان والجنود الأميركيين الموجودين في كوريا الجنوبية والمقدر عددهم بنحو 40 ألف جندي
كما تمتلك أكثر من 800 صاروخ ذاتي الدفع بعضها يمكن أن يحمل رؤوسا كيماوية أو ربما بيولوجية, وهي تقوم حاليا بعملية تحديث لصواريخها المتنقلة وهو ما يسهل عليها شن هجوم مفاجئ على دول الجوار. وصواريخها تستطيع الوصول الى جميع الأراضي الكورية الجنوبية وهي تمتلك أكثر من نوعين من الصواريخ القادرة على الوصول الى اليابان . وهي قادرة على استهداف مدن اميركية عدة بصواريخ بعيدة المدى بالإضافة إلى امتلاكها احتياطيا كبيرا من الأسلحة الكيماوية وهناك اعتقاد بامتلاكها قدرات هجوم بالأسلحة البيولوجية، بناء على بحوثها التي بدأت منذ الستينيات، ولديها مئات الصواريخ البالستية التي لو استمرت في تطويرها لكان بإمكانها أن تهدد أجزاء من القارة الأمريكية.
ومن بين منتجاتها: 500 من صواريخ سكود قصيرة المدى وكمية كافية لاستخدامها، وصواريخ "نودونغ إم آر إم بي" التي يصل مداها إلى أكثر من 1300 كم، والتي يمكن باستخدامها عزل شبه الجزيرة الكورية عن أي تعزيز عسكري من قبل القوات الأمريكية، واستهداف السواحل اليابانية.
في عام 1998 جربت بيوينغاينغ نظام "تايبودونغ-1" الفضائي لإطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ طويلة المدى، ثم تطويرها لصواريخ "تايبودونغ-2" طويلة المدى وتم تطوير صواريخ مضادة للسفن مبنية على الهندسة الروسية والصينية، بالإضافة إلى امتلاكها مخزونا كبيرا من أسلحة تقليدية أخرى من طائرات مهاجمة ومروحيات ومدرعات ودبابات وأسلحة مضادة للدروع والدبابات.
ويبدي مسئولو البنتاجون قلقهم من أن بيونغيانغ تبدو مستعدة لبيع تقنياتها التسليحية لدول أخرى تدعيما لخطتها العسكرية -على حساب اقتصادها المدني- كأحد أبرز مصادرها من العملة الصعبة، متهمين بيونغيانغ ببيعها تقنية صواريخ "نودونغ" لإيران لدعم مشروعها لتصنيع شهاب �3، وتقنيات صواريخ "نودونغ إم آر بي إم" لباكستان، معتبرين ذلك قد "أثر على الميزان الإستراتيجي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وقد تبيع تقنياتها لدول أخرى تشكل مصدر قلق" (يشار إلى قلق الهند وإسرائيل من ذلك)
لقد كان أول تقرير حول برنامج كوريا النووي قد ظهر في عام 1993، وما انتجته كوريا من البلوتونيوم حتى الآن يمكن استخدامه لتصنيع من قنبلة الى 12 قنبلة نووية و10 رؤوس نووية أو أكثر وتقول المخابرات العسكرية الأمريكية بأنها تعتقد أن هناك 10 مواقع سرية لتصنيع الأسلحة النووية .
كما تعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية ان بيونغيانغ سعت عبر قنوات تجارية في الصين إلى استيراد ما لا يمكنها تصنيعه، وما تحتاجه من مواد خام لبرامجها التسليحية. ومن ذلك شراؤها لطائرات "ميج-21" من كازخستان عام 1999. وفي المقابل، لم تتوقف عن تصدير خبراتها، وبيع منتجاتها العسكرية.
وتعتقد مصادر المخابرات الاميركية ان صاروخ تابودونغ-2 المعدل و الذي لم يتم اختباره قد يكون قادرا على الوصول الى ألاسكا, هاواي, وبعض مناطق غرب الولايات المتحدة, محملا بشحنات صغيرة من المتفجرات عالية الفعالية رؤوس بيولوجية او كيميائية إذا وصل مدى الصاروخ إلى أكثر من 15 ألف كم، مع قدرة على نقله حمولة هجومية بمئات الكيلوجرامات؛ وذلك في حالة تدشين بيونغيانغ للمرحلة الثالثة من المشروع لكنه غير قادر على الأرجح على حمل رؤوس نووية.
كما تسعى بيونغ يانغ الى تطوير صواريخ عابرة للقارات تطال جميع أراضي الولايات المتحدة الاميركية. ومن
الممكن لها ان تصل الى هذه القدرات وفق تقديرات الخبراء في العام 2015 اذا توافرت الموارد المادية والإرادة السياسية لتطوير برنامج صواريخ طموح كهذا
وبناء عليه يعتبر مجلس الأمن القومي الأمريكي أنه "بعد روسيا والصين تعد كوريا الشمالية أكثر الدول قدرة على تهديد الولايات المتحدة خلال الـ15 سنة القادمة".
كوريا الشمالية العاجزة عن شن أي حرب
اقتصاديا واجتماعيا:
كوريا الآن في أضعف حالاتها عسكريا واجتماعيا ، فهي تعرضت لحالة من الضعف الشديد للجهود الأمريكية والدولية لتضييق الخناق عليها وذلك بإغلاق كافة مصادرها النقدية الخارجية بعد أن كانت قد أتقنت كل النشاطات المحظورة بدءاً بالاتجار بالصواريخ والتكنولوجيا المرتبطة بها، وانتهاء باستخدام بعثاته الدبلوماسية في تهريب المخدرات، مروراً بتزوير الدولارات، خصوصاً ورقة المائة دولار بطريقة يتعذّر في أحيان كثيرة
كشفها.كما أن شعبها الوحيد في العالم الذي لا يحق له استخدام الهاتف الجوّال، ومطار عاصمته ليس مفتوحاً سوى أمام عدد قليل من الرحلات إلى العاصمة الصينية بيجينغ وحدها. لقد أصبحت كوريا الشمالية مشهورة بتزييف أوراق فئة 100 دولار أمريكي، وغسيلها عن طريق البنوك الآسيوية. وقد أدت سلسلة من برامج العقوبات والمراقبة بما في ذلك عمليات المخابرات السرية إلى وقف الكثير من الأنشطة الكورية الشمالية، وبالتالي غلق مصادرها من العملة الأجنبية منذ عام 2003م.
كوريا تتلقى أكبر مشروع إغاثي في العالم من قبل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة؟ هذا كاف لمعرفة حجم المجاعة والفقر والعوز في هذا البلد وسكانها البالغ تعدادهم 23 مليون نسمة يعانون المجاعة بل إن كوريا لتجاوز هذه الأزمة ولسد هذه الثغرة فقد اعتمدت تجارة بيع الصواريخ بعد تطويرها مورد رزق وفير حيث تشير التقديرات إلى رقم 500 مليون دولار تجنيه بيونج يانج سنويا من مبيعاتها للصواريخ متوسطة المدى إلى كل من إيران وسوريا وباكستان واليمن وغيرها من الدول.
عسكريا:
تشير التقارير الاستخباراتية التي تم إعدادها خلال الصيف الحالي حول المناورات الحربية المقبلة إلى أن القوات التقليدية الكورية الشمالية لا تستطيع
القيام بأي غزو لكوريا الجنوبية ولا إدامته في حال القيام به. وقالت التقارير أيضا إن القوات البرية ليست مسلحة بشكل جيد كما أنها ضعيفة للغاية.
حتى المدفعية المتمركزة على طول المنطقة المنزوعة السلاح التي كان يخشاها الجميع تعتبر الآن في حالة سيئة ولا يمكنها مواصلة أي صراع مطول. وهي تعاني من عجز شديد في الوقود، كما لا يتم صيانة الأسلحة والأجهزة كما ينبغي ولا يتم اختبارها إلا نادرا، علاوة على أن القوة البشرية يعتريها الضعف الشديد بسبب الافتقار إلى المعدات اللازمة للتدريب ناهيك عن سوء التغذية فضلا عن ذلك تقتصر قوة كوريا الشمالية الصاروخية على الطرازان القديمة من صواريخ سكود التي لا تتمتع بأي دقة، وتتعرض دائما لأعطال فنية. كما خلصت وكالة المخابرات العسكرية والقيادة
الأمريكية في الباسيفيك (باكوم) إلى أن كوريا الشمالية تمتلك صواريخ طويلة المدى غير قابلة للاستخدام.
يقول الخبراء إن مصادر الدولة الكورية الشمالية تصب في التصنيع العسكري وإطعام وإكساء أكثر من مليون جندي وذلك على حساب الصحة والتغذية والتعليم
إن أمام بيونج يانج سنوات عديدة قبل أن تتمكن من تدشين أي سلاح قادر على ضرب الولايات المتحدة الأمريكية..
نظام كيم جونج على وشك السقوط
لقد كان حصيلة ما جمعته المخابرات الأمريكية أن إدارة البيت الأبيض ينبغي أن تبدأ بوضع خطط الطوارئ مع كوريا ما بعد الرئيس كيم جونج ، فالنظام هناك على وشك السقوط ولا أدل على ذلك من المؤتمر السري الذي
عقدته القيادة الأمريكية للعمليات الخاصة في كوريا في أيار 2005 لمناقشة مستقبل كوريا الشمالية ما بعد كيم جونج ، وقضايا نقل السلطة وما سيشكله النظام الجديد وكيف سيتم التعامل معه كما ان ما قام به النظام الكوري الشمالي أخيرا من تفجير نووي محدود كما يرى الكثير من المراقبين ينم عن حالة من الاحتضار، فكوريا تعلم أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة كما أن التحالف الأمريكي الياباني الكوري شدد الخناق حول عنقها من ناحية والصين الحليف الاستراتجي لها والمنفذ الواسع لتصدير منتجاتها إلى العالم بدأ بالتقارب المحسوب مع الولايات المتحدة من ناحية أخرى حيث أجرت القيادة الأمريكية في الباسيفيك حملة نشطة لتحسين العلاقات العسكرية العسكرية مع بكين وقامت سفينتان تابعتان للأسطول الصيني بزيارة سان دييجو عام 2001 م وبناء عليه لم يعد أمام كوريا إلا خيار واحد وهو بناء قوة من الصواريخ الطويلة المدى كوسيلة لحماية نفسها وتوسيع قدراتها في مجال الردع وأن امتلاك الأسلحة النووية هو أفضل السبل لردع قوات الولايات المتحدة المترصدة لحدودها جنوبا .
ونحن ازاء ما مر معنا نرى ان المعلومات تتضارب حول قدرات كوريا الشمالية وفعالية تهديداتها العسكرية فهي من ناحية مصممة على استعمال كل ما لديها من اسلحة تقليدية وغير تقليدية من أجل الحفاظ على النظم القائم ومن ناحية أخرى فإن الوضع الإجتماعي والإقتصادي وصل الى حالة من التردي تنذر بقرب وفاة هذا النظام والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كانت الولايات المتحدة وحسب أجهزتها المخابراتي تقول ان النظام في كوريا الشمالية وصل الى نهايته وان الأمر مسألة وقت فقط فلماذا إذا هذا التهويل من الخطر الووي الكوري ؟ هل هذا التهويل هو خوف من وصول هذه الأسلحة لدول ومنظمات مغضوب عليها أمريكا؟ أم ان للولايات المتحدة أجندة خاصة في شرق آسيا
من وراء هذا التهويل كما فعلت مع نظام صدام حسين قبل غزو العراق؟ لعل المستقبل القريب سيجيبنا عن ذلك!
بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وتزايد النفوذ الأمريكي في شرق آسيا وجدت كوريا الشمالية نفسها ونظامها الشيوعي محاصرا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية الدول التي تختلف معهم في كل شيء كما ان النظام العالمي الجديد الذي تدير دفته الولايات المتحدة الأمريكية جعل من كوريا الشمالية تشعر بالتهديد في كل لحظة ولذلك عملت على بناء قواتها المسلحة في كافة الميادين ولا يزال الصراع حتى الآن قائما بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والمفاوضات الدبلوماسية تسير بنفس الوقت الذي تسير فيه التهديدات ويخبو التهديد بينهما ليعود من جديد ، صراع بينهما على كل شيء ما دفع الولايات المتحدة ان ترصد كل طاقاتها التجسسية حول كوريا للحصول على معلومات عنها في وقت أصبحت المعلومات فيه عن أخطر سلاح في يد المحارب.ومن هنا نريد أن نلقي الضوء حول ما جمعته تجهزة المخابرات الأمريكية حول كوريا الشمالية وقدراتها العسكرية .
جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أو ما يسمى بكوريا الشمالية دولة محكومة بنظام سلطوي تفردي منذ عقود على كافة الصعد الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية وحتى الدينية يقطنها
21.966 مليون نسمة بحسب تقديران 2001م وتقع في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية بين بحر اليابان شرقا وحوض كوريا غربا، ولها من الشمال حدود طويلة مع الصين (1416كم)، وحدود متوسطة مع شقيقتها الكورية الجنوبية (238 كم)، وحدود قصيرة مع روسيا (19كم). فهي بذلك تقع بين ثلاث قوى، إحداها تحتضن وجودا عسكريا للولايات المتحدة مقابل الصين وروسيا.
كوريا الشمالية كما تقيمها أجهزة المخابرات الأمريكية
"بيونغ يانغ تشكل التهديد العسكري الأول لأمريكا"
في دراسة عن مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن (من إعداد أنثوني كورديسمان) م حول قدرات بيونغيانغ نقلا عن البنتاجون والمخابرات الأمريكية تقول: تمتلك كوريا الشمالية جيشاً من مليون و200 ألف جندي ولديها أسلحة كيميائية يمكن توجيهها عسكريا عبر الصواريخ البالستية (منها سكود) والطائرات والمدرعات والأساليب غير التقليدية. ونحو
إحدى عشرة ألف قطعة مدفعية يمكن أن تدمر أجزاء كبيرة من كوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة والأخطر أن كوريا الشمالية لديها ترسانة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي يمكن أن تكون مزودة برؤوس نووية مما قد يعرض للخطر اليابان والجنود الأميركيين الموجودين في كوريا الجنوبية والمقدر عددهم بنحو 40 ألف جندي
كما تمتلك أكثر من 800 صاروخ ذاتي الدفع بعضها يمكن أن يحمل رؤوسا كيماوية أو ربما بيولوجية, وهي تقوم حاليا بعملية تحديث لصواريخها المتنقلة وهو ما يسهل عليها شن هجوم مفاجئ على دول الجوار. وصواريخها تستطيع الوصول الى جميع الأراضي الكورية الجنوبية وهي تمتلك أكثر من نوعين من الصواريخ القادرة على الوصول الى اليابان . وهي قادرة على استهداف مدن اميركية عدة بصواريخ بعيدة المدى بالإضافة إلى امتلاكها احتياطيا كبيرا من الأسلحة الكيماوية وهناك اعتقاد بامتلاكها قدرات هجوم بالأسلحة البيولوجية، بناء على بحوثها التي بدأت منذ الستينيات، ولديها مئات الصواريخ البالستية التي لو استمرت في تطويرها لكان بإمكانها أن تهدد أجزاء من القارة الأمريكية.
ومن بين منتجاتها: 500 من صواريخ سكود قصيرة المدى وكمية كافية لاستخدامها، وصواريخ "نودونغ إم آر إم بي" التي يصل مداها إلى أكثر من 1300 كم، والتي يمكن باستخدامها عزل شبه الجزيرة الكورية عن أي تعزيز عسكري من قبل القوات الأمريكية، واستهداف السواحل اليابانية.
في عام 1998 جربت بيوينغاينغ نظام "تايبودونغ-1" الفضائي لإطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ طويلة المدى، ثم تطويرها لصواريخ "تايبودونغ-2" طويلة المدى وتم تطوير صواريخ مضادة للسفن مبنية على الهندسة الروسية والصينية، بالإضافة إلى امتلاكها مخزونا كبيرا من أسلحة تقليدية أخرى من طائرات مهاجمة ومروحيات ومدرعات ودبابات وأسلحة مضادة للدروع والدبابات.
ويبدي مسئولو البنتاجون قلقهم من أن بيونغيانغ تبدو مستعدة لبيع تقنياتها التسليحية لدول أخرى تدعيما لخطتها العسكرية -على حساب اقتصادها المدني- كأحد أبرز مصادرها من العملة الصعبة، متهمين بيونغيانغ ببيعها تقنية صواريخ "نودونغ" لإيران لدعم مشروعها لتصنيع شهاب �3، وتقنيات صواريخ "نودونغ إم آر بي إم" لباكستان، معتبرين ذلك قد "أثر على الميزان الإستراتيجي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وقد تبيع تقنياتها لدول أخرى تشكل مصدر قلق" (يشار إلى قلق الهند وإسرائيل من ذلك)
لقد كان أول تقرير حول برنامج كوريا النووي قد ظهر في عام 1993، وما انتجته كوريا من البلوتونيوم حتى الآن يمكن استخدامه لتصنيع من قنبلة الى 12 قنبلة نووية و10 رؤوس نووية أو أكثر وتقول المخابرات العسكرية الأمريكية بأنها تعتقد أن هناك 10 مواقع سرية لتصنيع الأسلحة النووية .
كما تعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية ان بيونغيانغ سعت عبر قنوات تجارية في الصين إلى استيراد ما لا يمكنها تصنيعه، وما تحتاجه من مواد خام لبرامجها التسليحية. ومن ذلك شراؤها لطائرات "ميج-21" من كازخستان عام 1999. وفي المقابل، لم تتوقف عن تصدير خبراتها، وبيع منتجاتها العسكرية.
وتعتقد مصادر المخابرات الاميركية ان صاروخ تابودونغ-2 المعدل و الذي لم يتم اختباره قد يكون قادرا على الوصول الى ألاسكا, هاواي, وبعض مناطق غرب الولايات المتحدة, محملا بشحنات صغيرة من المتفجرات عالية الفعالية رؤوس بيولوجية او كيميائية إذا وصل مدى الصاروخ إلى أكثر من 15 ألف كم، مع قدرة على نقله حمولة هجومية بمئات الكيلوجرامات؛ وذلك في حالة تدشين بيونغيانغ للمرحلة الثالثة من المشروع لكنه غير قادر على الأرجح على حمل رؤوس نووية.
كما تسعى بيونغ يانغ الى تطوير صواريخ عابرة للقارات تطال جميع أراضي الولايات المتحدة الاميركية. ومن
الممكن لها ان تصل الى هذه القدرات وفق تقديرات الخبراء في العام 2015 اذا توافرت الموارد المادية والإرادة السياسية لتطوير برنامج صواريخ طموح كهذا
وبناء عليه يعتبر مجلس الأمن القومي الأمريكي أنه "بعد روسيا والصين تعد كوريا الشمالية أكثر الدول قدرة على تهديد الولايات المتحدة خلال الـ15 سنة القادمة".
كوريا الشمالية العاجزة عن شن أي حرب
اقتصاديا واجتماعيا:
كوريا الآن في أضعف حالاتها عسكريا واجتماعيا ، فهي تعرضت لحالة من الضعف الشديد للجهود الأمريكية والدولية لتضييق الخناق عليها وذلك بإغلاق كافة مصادرها النقدية الخارجية بعد أن كانت قد أتقنت كل النشاطات المحظورة بدءاً بالاتجار بالصواريخ والتكنولوجيا المرتبطة بها، وانتهاء باستخدام بعثاته الدبلوماسية في تهريب المخدرات، مروراً بتزوير الدولارات، خصوصاً ورقة المائة دولار بطريقة يتعذّر في أحيان كثيرة
كشفها.كما أن شعبها الوحيد في العالم الذي لا يحق له استخدام الهاتف الجوّال، ومطار عاصمته ليس مفتوحاً سوى أمام عدد قليل من الرحلات إلى العاصمة الصينية بيجينغ وحدها. لقد أصبحت كوريا الشمالية مشهورة بتزييف أوراق فئة 100 دولار أمريكي، وغسيلها عن طريق البنوك الآسيوية. وقد أدت سلسلة من برامج العقوبات والمراقبة بما في ذلك عمليات المخابرات السرية إلى وقف الكثير من الأنشطة الكورية الشمالية، وبالتالي غلق مصادرها من العملة الأجنبية منذ عام 2003م.
كوريا تتلقى أكبر مشروع إغاثي في العالم من قبل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة؟ هذا كاف لمعرفة حجم المجاعة والفقر والعوز في هذا البلد وسكانها البالغ تعدادهم 23 مليون نسمة يعانون المجاعة بل إن كوريا لتجاوز هذه الأزمة ولسد هذه الثغرة فقد اعتمدت تجارة بيع الصواريخ بعد تطويرها مورد رزق وفير حيث تشير التقديرات إلى رقم 500 مليون دولار تجنيه بيونج يانج سنويا من مبيعاتها للصواريخ متوسطة المدى إلى كل من إيران وسوريا وباكستان واليمن وغيرها من الدول.
عسكريا:
تشير التقارير الاستخباراتية التي تم إعدادها خلال الصيف الحالي حول المناورات الحربية المقبلة إلى أن القوات التقليدية الكورية الشمالية لا تستطيع
القيام بأي غزو لكوريا الجنوبية ولا إدامته في حال القيام به. وقالت التقارير أيضا إن القوات البرية ليست مسلحة بشكل جيد كما أنها ضعيفة للغاية.
حتى المدفعية المتمركزة على طول المنطقة المنزوعة السلاح التي كان يخشاها الجميع تعتبر الآن في حالة سيئة ولا يمكنها مواصلة أي صراع مطول. وهي تعاني من عجز شديد في الوقود، كما لا يتم صيانة الأسلحة والأجهزة كما ينبغي ولا يتم اختبارها إلا نادرا، علاوة على أن القوة البشرية يعتريها الضعف الشديد بسبب الافتقار إلى المعدات اللازمة للتدريب ناهيك عن سوء التغذية فضلا عن ذلك تقتصر قوة كوريا الشمالية الصاروخية على الطرازان القديمة من صواريخ سكود التي لا تتمتع بأي دقة، وتتعرض دائما لأعطال فنية. كما خلصت وكالة المخابرات العسكرية والقيادة
الأمريكية في الباسيفيك (باكوم) إلى أن كوريا الشمالية تمتلك صواريخ طويلة المدى غير قابلة للاستخدام.
يقول الخبراء إن مصادر الدولة الكورية الشمالية تصب في التصنيع العسكري وإطعام وإكساء أكثر من مليون جندي وذلك على حساب الصحة والتغذية والتعليم
إن أمام بيونج يانج سنوات عديدة قبل أن تتمكن من تدشين أي سلاح قادر على ضرب الولايات المتحدة الأمريكية..
نظام كيم جونج على وشك السقوط
لقد كان حصيلة ما جمعته المخابرات الأمريكية أن إدارة البيت الأبيض ينبغي أن تبدأ بوضع خطط الطوارئ مع كوريا ما بعد الرئيس كيم جونج ، فالنظام هناك على وشك السقوط ولا أدل على ذلك من المؤتمر السري الذي
عقدته القيادة الأمريكية للعمليات الخاصة في كوريا في أيار 2005 لمناقشة مستقبل كوريا الشمالية ما بعد كيم جونج ، وقضايا نقل السلطة وما سيشكله النظام الجديد وكيف سيتم التعامل معه كما ان ما قام به النظام الكوري الشمالي أخيرا من تفجير نووي محدود كما يرى الكثير من المراقبين ينم عن حالة من الاحتضار، فكوريا تعلم أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة كما أن التحالف الأمريكي الياباني الكوري شدد الخناق حول عنقها من ناحية والصين الحليف الاستراتجي لها والمنفذ الواسع لتصدير منتجاتها إلى العالم بدأ بالتقارب المحسوب مع الولايات المتحدة من ناحية أخرى حيث أجرت القيادة الأمريكية في الباسيفيك حملة نشطة لتحسين العلاقات العسكرية العسكرية مع بكين وقامت سفينتان تابعتان للأسطول الصيني بزيارة سان دييجو عام 2001 م وبناء عليه لم يعد أمام كوريا إلا خيار واحد وهو بناء قوة من الصواريخ الطويلة المدى كوسيلة لحماية نفسها وتوسيع قدراتها في مجال الردع وأن امتلاك الأسلحة النووية هو أفضل السبل لردع قوات الولايات المتحدة المترصدة لحدودها جنوبا .
ونحن ازاء ما مر معنا نرى ان المعلومات تتضارب حول قدرات كوريا الشمالية وفعالية تهديداتها العسكرية فهي من ناحية مصممة على استعمال كل ما لديها من اسلحة تقليدية وغير تقليدية من أجل الحفاظ على النظم القائم ومن ناحية أخرى فإن الوضع الإجتماعي والإقتصادي وصل الى حالة من التردي تنذر بقرب وفاة هذا النظام والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كانت الولايات المتحدة وحسب أجهزتها المخابراتي تقول ان النظام في كوريا الشمالية وصل الى نهايته وان الأمر مسألة وقت فقط فلماذا إذا هذا التهويل من الخطر الووي الكوري ؟ هل هذا التهويل هو خوف من وصول هذه الأسلحة لدول ومنظمات مغضوب عليها أمريكا؟ أم ان للولايات المتحدة أجندة خاصة في شرق آسيا
من وراء هذا التهويل كما فعلت مع نظام صدام حسين قبل غزو العراق؟ لعل المستقبل القريب سيجيبنا عن ذلك!
التعديل الأخير: