في هذا المقال نعطي فكرة عن طرق التشويش ضد أجهزة الرادارات العسكرية وعن الإجراءات الممكن اتخاذها للحد من أثر هذا التشويش على الرادارات، وفي البداية يجب التأكيد على أن الوسائل المضادة للتشويش (E.C.C.M) المركبة على أجهزة الرادارات هي للحد من أثر التشويش، وأن هذه الرادارات المزودة بمثل هذه الوسائل يمكن التشويش عليها من قبل عدو مصمم لدفع تكاليف هذا التشويش، لذا فالغاية من الوسائل المضادة للتشويش هي جعل العدو يدفع ثمنا غاليا ما أمكن.
ويمكن تقسيم التشويش إلى فئتين رئيسيتين:
1- التشويش غير الفعال (السلبي): هو قصاصات معدنية تختار أبعادها بحيث تكون طنانة عند تردد الرادارات المعادية، وتلقى على مسار الطائرات المقاتلة فوق منطقة القتال لتعطي أصداء كاذبة تغطي على الأهداف الحقيقية.
1- التشويش الفعال (الإيجابي): هو تلك الأجهزة التي تشع استطاعة تولدها أو تكبرها وتعيد إشعاع استطاعة مستقبلية، ويمكن أن تحمل على طائرة مقاتلة أو على طائرة استطلاع بدون طيار أو أن تلقى بمظلة فوق منطقة القتال.
وتقسم المشوشات الفعالة قسمين:
(أ)- المشوشات التي تشع نبضات.
(ب)- المشوشات التي تشع باستمرار.
ويوجد قسم ثالث يمكن أن يصنف في أي القسمين السابقين الذكر ويعرف بالمشوش (A)، وتشع المشوشات (A) نبضات منفصلة من القدرة المتوافقة مع خواص الرادار المراد التشويش عليه، والغرض هو إنتاج عدد من الأهداف الكاذبة تتميز عن الهدف الحقيقي بحيث تصرف انتباه عامل الرادار أو مستخلص المعلومات من الرادارات، مما يزيد من التحميل الزائد لنظم الرادارات المعادية، وتسمى هذه المشوشات بالمشوشات المضللة، ومن أمثلة المشوشات (A):
1- مرسلات باستطاعات صغيرة بمرسل نبضات مؤخرة، وتظهر على شاشات الرادارات المعادية كأهداف متحركة.
2- مرسلات باستطاعة عالية ذات خرج متوافق مع المخطط الإشعاعي الأفقي للرادار، بغرض دخول الفصوص الجانبية لنظام هوائي الرادار المعادي، وبالتالي إنتاج عدد كبير من الأهداف المتحركة على مختلف المسافات والزوايا.
3- مرسلات نبضات ذات استطاعة عالية وذات ترددات تقع على أو بالقرب من ترددات الرادار المعادي منتجة قطارا من النبضات مع تحكّم أو بدون تحكم على تردد التكرار (P.R.F) للرادار المعادي، إلا أن معدل التكرار أعلى بكثير بحيث ينتج عددا كبيرا من الإنذارات الكاذبة التي تعرقل عمل الرادار أو نظم المعالجة.
وهناك نوع آخر من المشوشات يسمى بالنوع (B) وتشع هذه المشوشات مستوى عالياً من الاستطاعة باستمرار، والقصد دخول الفصوص الجانبية إضافة إلى الحزمة الأساسية لهوائي الرادار لإشباع نظام الرادار بإنذارات كاذبة أو لإخماد أصداء الهدف. وتوجد أشكال مختلفة وعديدة من هذا النوع من المشوشات الفعالة، إلا أنها جميعا تتطلب استطاعة أعلى بكثير من المشوشات (A)،.
ومن أمثلة المشوشات من النوع (B):
1- موجات مستمرة (C.W) وغير معدلة، ويمكن أن تكون تردداتها محكمة على ترددات الرادار أو غير محكمة عليها.
2- موجات مستمرة معدلة سَعَوِيّاً (مطالياً) (التعديل المطاليّ: Amplitude Modulation).
3- موجات مستمرة معدلة تردديا.
4- موجات مستمرة معدلة مطاليا بالضجيج، وتؤثر هذه المشوشات تأثيرا فعالا إذا كان التعديل متوافقاً مع عرض مجال مستقبل الرادار.
5- مشوشات عريضة المجال معدلة تردديا بأشكال موجات دورية أو معدلة تردديا بضجيج، أو كليهما، مع مجال كنس قد يكون بضعة ميجاهرتزات إلى بضع مئات من الميجاهرتز، وعرض مجال التعديل من عدة ميجاهرتزات إلى العديد من الميجاهرتز.
6- مشوشات ضجيج أبيض ثابت ذات مجال عريض.
من السهولة عمليا إنتاج مشوشات من النوع (B) بواسطة صمامات ميكروية كالماجنترون الذي له مردود عال ونسبة عالية للوزن- الحجم بالنسبة للاستطاعة المشعة، ويصبح تصميم الأجهزة معقدا إذا كانت أشكال الموجات المشوشة معقدة، وكلما زادت نسبة الاستطاعة- عرض المجال (شدة التشويش) تطلب ذلك استطاعة أعلى وبالتالي أجهزة أثقل وأغلى. وأنواع المشوشات المذكورة أعلاه تصبح الإجراءات المضادة لها بالتالي صعبة في الرادار.
الإجراءات المضادة
إن الدور الرئيسي للإجراءات المضادة للتشويش هو إجبار العدو على اقتناء أجهزة تشويش معقدة وغالية ليضمن نجاح عملية التشويش، وهذا يعني أنه من الممكن الحصول على مناعة ضد التشويش (M.E.C) المستخدم من قبل عدو غير مجهز تجهيزا جيدا وحديثا، وقبل البدء بالنظر فيما يمكن للرادارات المضادة للتشويش إنجازه وكيفية عملها، يجب ملاحظة أن تكون هذه الرادارات ذات مدى ديناميكي أعظميّ قدر الإمكان، إذ إن أي خواص غير خطية غير مرغوب فيها في أي نظام مضاد للتشويش ستعطي تأثيرا عكسيا يصل إلى إنتاج إشارة جديدة غير مرغوبة، إضافة إلى أنه يجب تصميم النظام بحيث يكون له خواص استعادة بسرعة بعد الإشباع، إذ عندما يكون هناك تشويش فعال وشديد فقد يتجاوز المدى الحركي لحظات، ويجب بهذه الحالة ألا نسمح للنظام المضاد للتشويش أن يبقى معطلا مدة طويلة بعد خفوت أثر التشويش.
الإجراءات المضادة للنوع (A):
تسبب الحالة البسيطة من هذا النوع تشويشا على حزمة الإشعاع الرئيسية للهوائي، ويكون تردد التكرار النبضي لجهاز التشويش محكما على تردد التكرار، ولكن يؤخر النبضة المعاد إرسالها بمقدار ثابت بحيث تظهر الأهداف الكاذبة في الدور التالي للرادار، وعادة يوضب ذلك بحيث. تظهر الأهداف على مدى أقصر بالنسبة للرادار المعادي ومن المدى الفعلي لطائرة التشويش، بحيث يجبر العدو على التقصي أولاً، كما يمكن لطائرة التشويش إنتاج أهداف كاذبة على مسافات أخرى بحيث أيضا تشغل النظام الاعتراضي المعادي.
ومن الإجراءات المضادة المؤثرة:
استخدام تردد التكرار المرتب خلافا (P R F) Staggered، بالإضافة إلى استخدام مميز تردد التكرار (P R F D)، وإذا تردد التكرار المرتب خلافا ترتيبا بسيطا، فلا توجد حماية من مشوشات مزودة بأجهزة تحليل تردد التكرار، التي بهذه الحالة توجب التأخير بحيث يعوض عن التغيرات في الدور الداخلي لنبضة الرادار، ولذا فمن المرغوب فيه أن يزود جهاز الرادار بمولد تردد تكراري اعتباطي لإعطاء الترتيب خلافا ومزود بمميز تردد تكرار مناسب. وفي السابق كان من الصعب، حتى بكلفة عالية إنتاج مضاعفات دور التردد التكراري، ولكن مع التجهيزات الحديثة الرقمية لمعالجة الإشارة يمكن بسهولة إنتاج مضاعفات أدوار النبضات، ويمكن أن تعطي انتقاء اعتباطيا على مجال عريض.
ويمكن الحصول على نتيجة مشابهة إذا كان جهاز الرادار مزودا بانتقاء تردد اعتباطي نبضة فنبضة، وقد تكون هذه الطريقة مكلفة ضد المشوشات من نوع (A)، ولكن يمكن استخدامها أيضا ضد المشوشات من النوع (B)؛ فعندما يصدر المشوش تأخيرا قصيرا فقط فإنه بالتالي يصدر هدفا كاذبا في داخل دور النبضة، ولكن على مدى أكبر لا يستطيع نظام مميز تردد التكرار إعطاء الحماية اللازمة، حيث أن الهدف الكاذب يظهر على مدى أبعد من الهدف الحقيقي فلا يمثل سوى تهديد ضئيل، ولكن عند وجود الهدف الحقيقي معه فإن عامل الرادار المدرب تدريبا جيدا يستطيع اكتشاف العلاقة الثابتة بين مواقع النقط (polt)، ويمكن استخدام التباين الترددي في تحديد الأهداف الكاذبة ما لم يكن جهاز التشويش مرسلا على كل الترددات بآن واحد.
وبالنظر إلى الاستجابة على أقنية الترددين المستخدمين للتباين بخاصية الاستقبال يمكن للمشغل تبيان الهدف الحقيقي من الهدف الكاذب، ويمكن أيضا التحقق من الأهداف بجهاز رادار منفصل لتحديد الارتفاع يعمل على تردد آخر غير تردد الرادار، الذي يساعد في تحديد الأهداف. ومن المناسب ألا تدخل مستقبل ال (E.C.C.M) عندما يصل التشويش إلى مستوى معين، ويمكن لمستقبل خطي الخواص إعطاء المعلومات المطلوبة. وبأخذ عينات لمستوى الضجيج من مثل هذا المستقبل وباستخدام تكامل ومستويات عتبة مناسبين، فإن مثل هذا النظام لا يعطي فقط إنذاراً بوجود التشويش، بل يوصل آليا جهاز مستقبل الإجراءات المضادة للتشويش عند E.C.C.M في حال الضرورة. وعندما يكون الرادار مستخدما للتباين الترددي فغالبا ما يكون التشويش سيئا على قناة أكثر من الأخرى، والحساسية الإجمالية يمكن أن تتحسن إذا ما أهملنا القناة التي هي أكثر ضجيجا، ونظام الكشف المشار إليه أعلاه يمكن أن يغذي مقارناً (جامع) وهو بدوره يقرر ما إذا كانت إحدى القناتين تعطي رداءة للخواص الإجمالية ويخرجها من الدارة.
الخلاصة
من المناسب تلخيص الخطوط العريضة، التي يجب أن يراعيها جهاز الرادار للتخفيف قدر الإمكان من أثر التشويش، فيما يلي:
1- إن أول خطوة هي تقييد القطاع الأفقي (السمت) قدر الإمكان المؤثر من جهاز التشويش، ويمكن الوصول إلى ذلك باستخدام هوائيات بفصوص جانبية منخفضة المستوى تصل إلى (30) ديسيبلاً، ومن المهم أيضا أن تكون الفصوص الجانبية الأخرى ذات مستويات أخفض تصل إلى حوالي (40-50) ديسيبلاً، وبذلك فإن تأثير المشوش ينحصر في الحزمة الرئيسية لهوائي الرادار، وعندما لا يكون هوائي الرادار متجها مباشرة إلى المشوش نحصل على الحساسية الكلية للمستقبل.
2- إن الخطوة التالية هي إجبار العدو على أن يوزع استطاعة التشويش المتاحة له قدر الإمكان على أكبر عرض مجال، ويمكن الوصول إلى ذلك باستخدام تباين ترددي للرادار مزدوج أو أكثر، والخطوة التالية أن نستخدم أكثر من مجال ترددي راداري، ويكون ذا فائدة كبيرة استخدام رادار مبين الارتفاع إذا كان يعمل على تردد آخر غير ترددات الرادار.
3- يجب أن يسبق مستقبل الرادار مرشح مرور حزمة لتضمحل الإشارات التي تقع خارج عرض مجال العمل، وهذا ضروري حتى حين وجود مكبر كالمكبر البارامتري ذي عرض الحزمة المحدد، حيث أن دارة المدخل ذات عرض مجال عريض والإشارات خارج عرض المجال، ومثل هذا المكبر يمكن أن يسبب تغييرا وبالتالي تقل حساسيته.
4- يجب أن يصمم قسم الاستقبال ليكون له مجال ديناميكي عريض وألاّ يكون عرضة للتوقف بإشارة عالية الاستطاعة مدة طويلة كمكبر لوغاريتمي، ويجب أن يزود الرادار بمميز طول النبضة (P.L.D) ويجب أن يحتوي نظام الاستقبال على قناة (E.C.C.M) من النوع (B).
5- إن نظام معالجة الإشارة يمكن أن يساعد في الإجراءات المضادة للتشويش إضافة إلى عملها الطبيعي في حذف الأصداء الثابتة (M.T.I)، ويجب أن يحتوي الرادار على إمكانية تأمين تردد تكراري موزعا خلافا وبصور اعتباطية (P.R.F) Staggered مع مميز تردد تكراري، وذلك لإزالة الخواص من المشوشات.
6- يجب أن يتضمن الرادار وسائط لمراقبة المحيط لاكتشاف الزيادة في ضجيج المستقبل، وذلك لإعطاء إنذار عن وجود تشويش، وبحالة الضرورة أن يختار ال (P.R.F.D) المناسب للاستقبال مع المشوشات، ويجب أن تتضمن أجهزة الاستقبال وسائل لتحديد اتجاه التشويش.
7- إن حجب الفصوص الجانبية ((S.L.B مفيد لحذف التشويش النبضي الداخل من الفصوص الجانبية للهوائي.
وأخيرا نقول أنه توجد عدة طرق يمكن للعدو أن يلجأ لها للتشويش على أجهزة الرادار، ولكن تكلف أموالا وتشغل حيزا قيما في الطائرة، ومن الصعب جدا أن نصنع جهاز رادار منيعاً ضد كافة أنواع التشويش، ولكن من الممكن أن يكون الرادار منيعا لبعض أنواع التشويش البسيطة، وبالتالي يجبر العدو على استخدام مشوشات أكثر تعقيدا وأكثر كلفة، والنتيجة الجديرة بالملاحظة أنه عندما يضع المهاجم أجهزة تشويش بوضعية العمل فهو يعلن عن وجوده، وتوجد عدة طرق لتحديد موضعه وتدميره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر مجلة الحرس الوطني
ويمكن تقسيم التشويش إلى فئتين رئيسيتين:
1- التشويش غير الفعال (السلبي): هو قصاصات معدنية تختار أبعادها بحيث تكون طنانة عند تردد الرادارات المعادية، وتلقى على مسار الطائرات المقاتلة فوق منطقة القتال لتعطي أصداء كاذبة تغطي على الأهداف الحقيقية.
1- التشويش الفعال (الإيجابي): هو تلك الأجهزة التي تشع استطاعة تولدها أو تكبرها وتعيد إشعاع استطاعة مستقبلية، ويمكن أن تحمل على طائرة مقاتلة أو على طائرة استطلاع بدون طيار أو أن تلقى بمظلة فوق منطقة القتال.
وتقسم المشوشات الفعالة قسمين:
(أ)- المشوشات التي تشع نبضات.
(ب)- المشوشات التي تشع باستمرار.
ويوجد قسم ثالث يمكن أن يصنف في أي القسمين السابقين الذكر ويعرف بالمشوش (A)، وتشع المشوشات (A) نبضات منفصلة من القدرة المتوافقة مع خواص الرادار المراد التشويش عليه، والغرض هو إنتاج عدد من الأهداف الكاذبة تتميز عن الهدف الحقيقي بحيث تصرف انتباه عامل الرادار أو مستخلص المعلومات من الرادارات، مما يزيد من التحميل الزائد لنظم الرادارات المعادية، وتسمى هذه المشوشات بالمشوشات المضللة، ومن أمثلة المشوشات (A):
1- مرسلات باستطاعات صغيرة بمرسل نبضات مؤخرة، وتظهر على شاشات الرادارات المعادية كأهداف متحركة.
2- مرسلات باستطاعة عالية ذات خرج متوافق مع المخطط الإشعاعي الأفقي للرادار، بغرض دخول الفصوص الجانبية لنظام هوائي الرادار المعادي، وبالتالي إنتاج عدد كبير من الأهداف المتحركة على مختلف المسافات والزوايا.
3- مرسلات نبضات ذات استطاعة عالية وذات ترددات تقع على أو بالقرب من ترددات الرادار المعادي منتجة قطارا من النبضات مع تحكّم أو بدون تحكم على تردد التكرار (P.R.F) للرادار المعادي، إلا أن معدل التكرار أعلى بكثير بحيث ينتج عددا كبيرا من الإنذارات الكاذبة التي تعرقل عمل الرادار أو نظم المعالجة.
وهناك نوع آخر من المشوشات يسمى بالنوع (B) وتشع هذه المشوشات مستوى عالياً من الاستطاعة باستمرار، والقصد دخول الفصوص الجانبية إضافة إلى الحزمة الأساسية لهوائي الرادار لإشباع نظام الرادار بإنذارات كاذبة أو لإخماد أصداء الهدف. وتوجد أشكال مختلفة وعديدة من هذا النوع من المشوشات الفعالة، إلا أنها جميعا تتطلب استطاعة أعلى بكثير من المشوشات (A)،.
ومن أمثلة المشوشات من النوع (B):
1- موجات مستمرة (C.W) وغير معدلة، ويمكن أن تكون تردداتها محكمة على ترددات الرادار أو غير محكمة عليها.
2- موجات مستمرة معدلة سَعَوِيّاً (مطالياً) (التعديل المطاليّ: Amplitude Modulation).
3- موجات مستمرة معدلة تردديا.
4- موجات مستمرة معدلة مطاليا بالضجيج، وتؤثر هذه المشوشات تأثيرا فعالا إذا كان التعديل متوافقاً مع عرض مجال مستقبل الرادار.
5- مشوشات عريضة المجال معدلة تردديا بأشكال موجات دورية أو معدلة تردديا بضجيج، أو كليهما، مع مجال كنس قد يكون بضعة ميجاهرتزات إلى بضع مئات من الميجاهرتز، وعرض مجال التعديل من عدة ميجاهرتزات إلى العديد من الميجاهرتز.
6- مشوشات ضجيج أبيض ثابت ذات مجال عريض.
من السهولة عمليا إنتاج مشوشات من النوع (B) بواسطة صمامات ميكروية كالماجنترون الذي له مردود عال ونسبة عالية للوزن- الحجم بالنسبة للاستطاعة المشعة، ويصبح تصميم الأجهزة معقدا إذا كانت أشكال الموجات المشوشة معقدة، وكلما زادت نسبة الاستطاعة- عرض المجال (شدة التشويش) تطلب ذلك استطاعة أعلى وبالتالي أجهزة أثقل وأغلى. وأنواع المشوشات المذكورة أعلاه تصبح الإجراءات المضادة لها بالتالي صعبة في الرادار.
الإجراءات المضادة
إن الدور الرئيسي للإجراءات المضادة للتشويش هو إجبار العدو على اقتناء أجهزة تشويش معقدة وغالية ليضمن نجاح عملية التشويش، وهذا يعني أنه من الممكن الحصول على مناعة ضد التشويش (M.E.C) المستخدم من قبل عدو غير مجهز تجهيزا جيدا وحديثا، وقبل البدء بالنظر فيما يمكن للرادارات المضادة للتشويش إنجازه وكيفية عملها، يجب ملاحظة أن تكون هذه الرادارات ذات مدى ديناميكي أعظميّ قدر الإمكان، إذ إن أي خواص غير خطية غير مرغوب فيها في أي نظام مضاد للتشويش ستعطي تأثيرا عكسيا يصل إلى إنتاج إشارة جديدة غير مرغوبة، إضافة إلى أنه يجب تصميم النظام بحيث يكون له خواص استعادة بسرعة بعد الإشباع، إذ عندما يكون هناك تشويش فعال وشديد فقد يتجاوز المدى الحركي لحظات، ويجب بهذه الحالة ألا نسمح للنظام المضاد للتشويش أن يبقى معطلا مدة طويلة بعد خفوت أثر التشويش.
الإجراءات المضادة للنوع (A):
تسبب الحالة البسيطة من هذا النوع تشويشا على حزمة الإشعاع الرئيسية للهوائي، ويكون تردد التكرار النبضي لجهاز التشويش محكما على تردد التكرار، ولكن يؤخر النبضة المعاد إرسالها بمقدار ثابت بحيث تظهر الأهداف الكاذبة في الدور التالي للرادار، وعادة يوضب ذلك بحيث. تظهر الأهداف على مدى أقصر بالنسبة للرادار المعادي ومن المدى الفعلي لطائرة التشويش، بحيث يجبر العدو على التقصي أولاً، كما يمكن لطائرة التشويش إنتاج أهداف كاذبة على مسافات أخرى بحيث أيضا تشغل النظام الاعتراضي المعادي.
ومن الإجراءات المضادة المؤثرة:
استخدام تردد التكرار المرتب خلافا (P R F) Staggered، بالإضافة إلى استخدام مميز تردد التكرار (P R F D)، وإذا تردد التكرار المرتب خلافا ترتيبا بسيطا، فلا توجد حماية من مشوشات مزودة بأجهزة تحليل تردد التكرار، التي بهذه الحالة توجب التأخير بحيث يعوض عن التغيرات في الدور الداخلي لنبضة الرادار، ولذا فمن المرغوب فيه أن يزود جهاز الرادار بمولد تردد تكراري اعتباطي لإعطاء الترتيب خلافا ومزود بمميز تردد تكرار مناسب. وفي السابق كان من الصعب، حتى بكلفة عالية إنتاج مضاعفات دور التردد التكراري، ولكن مع التجهيزات الحديثة الرقمية لمعالجة الإشارة يمكن بسهولة إنتاج مضاعفات أدوار النبضات، ويمكن أن تعطي انتقاء اعتباطيا على مجال عريض.
ويمكن الحصول على نتيجة مشابهة إذا كان جهاز الرادار مزودا بانتقاء تردد اعتباطي نبضة فنبضة، وقد تكون هذه الطريقة مكلفة ضد المشوشات من نوع (A)، ولكن يمكن استخدامها أيضا ضد المشوشات من النوع (B)؛ فعندما يصدر المشوش تأخيرا قصيرا فقط فإنه بالتالي يصدر هدفا كاذبا في داخل دور النبضة، ولكن على مدى أكبر لا يستطيع نظام مميز تردد التكرار إعطاء الحماية اللازمة، حيث أن الهدف الكاذب يظهر على مدى أبعد من الهدف الحقيقي فلا يمثل سوى تهديد ضئيل، ولكن عند وجود الهدف الحقيقي معه فإن عامل الرادار المدرب تدريبا جيدا يستطيع اكتشاف العلاقة الثابتة بين مواقع النقط (polt)، ويمكن استخدام التباين الترددي في تحديد الأهداف الكاذبة ما لم يكن جهاز التشويش مرسلا على كل الترددات بآن واحد.
وبالنظر إلى الاستجابة على أقنية الترددين المستخدمين للتباين بخاصية الاستقبال يمكن للمشغل تبيان الهدف الحقيقي من الهدف الكاذب، ويمكن أيضا التحقق من الأهداف بجهاز رادار منفصل لتحديد الارتفاع يعمل على تردد آخر غير تردد الرادار، الذي يساعد في تحديد الأهداف. ومن المناسب ألا تدخل مستقبل ال (E.C.C.M) عندما يصل التشويش إلى مستوى معين، ويمكن لمستقبل خطي الخواص إعطاء المعلومات المطلوبة. وبأخذ عينات لمستوى الضجيج من مثل هذا المستقبل وباستخدام تكامل ومستويات عتبة مناسبين، فإن مثل هذا النظام لا يعطي فقط إنذاراً بوجود التشويش، بل يوصل آليا جهاز مستقبل الإجراءات المضادة للتشويش عند E.C.C.M في حال الضرورة. وعندما يكون الرادار مستخدما للتباين الترددي فغالبا ما يكون التشويش سيئا على قناة أكثر من الأخرى، والحساسية الإجمالية يمكن أن تتحسن إذا ما أهملنا القناة التي هي أكثر ضجيجا، ونظام الكشف المشار إليه أعلاه يمكن أن يغذي مقارناً (جامع) وهو بدوره يقرر ما إذا كانت إحدى القناتين تعطي رداءة للخواص الإجمالية ويخرجها من الدارة.
الخلاصة
من المناسب تلخيص الخطوط العريضة، التي يجب أن يراعيها جهاز الرادار للتخفيف قدر الإمكان من أثر التشويش، فيما يلي:
1- إن أول خطوة هي تقييد القطاع الأفقي (السمت) قدر الإمكان المؤثر من جهاز التشويش، ويمكن الوصول إلى ذلك باستخدام هوائيات بفصوص جانبية منخفضة المستوى تصل إلى (30) ديسيبلاً، ومن المهم أيضا أن تكون الفصوص الجانبية الأخرى ذات مستويات أخفض تصل إلى حوالي (40-50) ديسيبلاً، وبذلك فإن تأثير المشوش ينحصر في الحزمة الرئيسية لهوائي الرادار، وعندما لا يكون هوائي الرادار متجها مباشرة إلى المشوش نحصل على الحساسية الكلية للمستقبل.
2- إن الخطوة التالية هي إجبار العدو على أن يوزع استطاعة التشويش المتاحة له قدر الإمكان على أكبر عرض مجال، ويمكن الوصول إلى ذلك باستخدام تباين ترددي للرادار مزدوج أو أكثر، والخطوة التالية أن نستخدم أكثر من مجال ترددي راداري، ويكون ذا فائدة كبيرة استخدام رادار مبين الارتفاع إذا كان يعمل على تردد آخر غير ترددات الرادار.
3- يجب أن يسبق مستقبل الرادار مرشح مرور حزمة لتضمحل الإشارات التي تقع خارج عرض مجال العمل، وهذا ضروري حتى حين وجود مكبر كالمكبر البارامتري ذي عرض الحزمة المحدد، حيث أن دارة المدخل ذات عرض مجال عريض والإشارات خارج عرض المجال، ومثل هذا المكبر يمكن أن يسبب تغييرا وبالتالي تقل حساسيته.
4- يجب أن يصمم قسم الاستقبال ليكون له مجال ديناميكي عريض وألاّ يكون عرضة للتوقف بإشارة عالية الاستطاعة مدة طويلة كمكبر لوغاريتمي، ويجب أن يزود الرادار بمميز طول النبضة (P.L.D) ويجب أن يحتوي نظام الاستقبال على قناة (E.C.C.M) من النوع (B).
5- إن نظام معالجة الإشارة يمكن أن يساعد في الإجراءات المضادة للتشويش إضافة إلى عملها الطبيعي في حذف الأصداء الثابتة (M.T.I)، ويجب أن يحتوي الرادار على إمكانية تأمين تردد تكراري موزعا خلافا وبصور اعتباطية (P.R.F) Staggered مع مميز تردد تكراري، وذلك لإزالة الخواص من المشوشات.
6- يجب أن يتضمن الرادار وسائط لمراقبة المحيط لاكتشاف الزيادة في ضجيج المستقبل، وذلك لإعطاء إنذار عن وجود تشويش، وبحالة الضرورة أن يختار ال (P.R.F.D) المناسب للاستقبال مع المشوشات، ويجب أن تتضمن أجهزة الاستقبال وسائل لتحديد اتجاه التشويش.
7- إن حجب الفصوص الجانبية ((S.L.B مفيد لحذف التشويش النبضي الداخل من الفصوص الجانبية للهوائي.
وأخيرا نقول أنه توجد عدة طرق يمكن للعدو أن يلجأ لها للتشويش على أجهزة الرادار، ولكن تكلف أموالا وتشغل حيزا قيما في الطائرة، ومن الصعب جدا أن نصنع جهاز رادار منيعاً ضد كافة أنواع التشويش، ولكن من الممكن أن يكون الرادار منيعا لبعض أنواع التشويش البسيطة، وبالتالي يجبر العدو على استخدام مشوشات أكثر تعقيدا وأكثر كلفة، والنتيجة الجديرة بالملاحظة أنه عندما يضع المهاجم أجهزة تشويش بوضعية العمل فهو يعلن عن وجوده، وتوجد عدة طرق لتحديد موضعه وتدميره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر مجلة الحرس الوطني