أكد عالم سويسري ما جاء في كتاب لعميل موساد سابق مفاده أن الموساد قام باغتيال سياسي ألماني في العام 1987. كما أشار الكاتب، عميل الموساد، إلى أن عملية الاغتيال مماثلة لاغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي في مطلع العام الحالي.
وتناولت "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم الأحد، هذه القضية، مشيرة إلى أنه بعد 23 عاما من العثور على السياسي الألماني أوبا بارشل (34 عاما) ميتا في غرفته في فندق في سويسرا، وبعد 15 عاما من ادعاء عميل الموساد فيكتور أوستروفسكي، في كتابه، أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال، أكد العالم السويسري أن الكاتب كان على صواب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها محقق كان له دور في التحقيق في القضية باتهام الموساد بشكل مباشر بعملية الاغتيال. علما أن الرواية الرسمية كانت تتحدث عن عملية انتحار.
يذكر أنه في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1987 عثر على جثة بارشل، الذي سبق وأن أشغل منصب رئيس حكومة "شيلزفيغ هولشطاين" في ألمانيا، في باطية مغمورة بالمياه في فندق في جنيف. وكان بارشل قد اتهم، قبل ذلك بوقت قصير، بملاحقة أحد خصومه السياسيين ونشر أكاذيب حوله، الأمر الذي نفاه، إلا أنه اضطر لتقديم استقالته ومغادرة ألمانيا مع عائلته.
وأدت هذه القضية التي أنهت حياته السياسية إلى الافتراض بأنه أقدم على الانتحار. إلا أن ظروف الوفاة الغريبة، وحقيقة العثور على تركيز عال من السموم في جسده أثارت شبهات جديدة بأن ما حصل هو عملية اغتيال وليس انتحارا.
وفي كتابه "الجانب الآخر من التضليل" الذي صدر عام 1995 كتب عميل الموساد السابق أوستروفسكي أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال، وذلك بسبب رفض بارشل السماح بنقل أسلحة إسرائيلية إلى إيران عن طريق موانئ ألمانية خلال الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينيات.
وفي مقالة، تنشر اليوم في أسبوعية "فولت أوم زونتاج" يؤكد خبير سويسري في السموم، البروفيسور هانس براندنبيرغر، أن نتائج الفحوصات الكيماوية التي أجريت على جثة بارشل تتناسب تماما مع وصف عملية الاغتيال وفقما ورد في كتاب أوستروفسكي.
وقال أوستروفسكي، الذي ترك البلاد ويعيش حاليا في أريزونا، يوم أمس السبت، في محادثة تلفونية مع "يديعوت أحرونوت" إن بارشل كانت لديه معلومات جزئية حول تعاون عسكري بين إيران وإسرائيل وألمانيا، وهدد بالكشف عن المعلومات المتوفرة لديه.
وبحسب عميل الموساد فإن الحديث كان عن نقل قطع غيار وبيع أسلحة وتدريب طيارين إيرانيين في ألمانيا. وأضاف أن بارشل، الذي لم يكن يعلم بكل التفاصيل، وبعد أن وضعوا حدا لحياته السياسية هدد بالكشف عن المعلومات، الأمر الذي كان من المتوقع أن يكون له أبعاد سياسية خطيرة، ولذلك تقرر اغتياله. بحسب أوستروفسكي.
وقال أوستروفسكي إن ألمانيا كانت في الصورة، وأن عملية الاغتيال لم تتم بدون علمها. وأضاف أن عملية الاغتيال مماثلة بشكل مطلق مع عملية اغتيال المبحوح في دبي، إلا أنه لم يكن هناك كاميرات تصوير في جنيف في حينه.
وفي وصفه لعملية الاغتيال، قال أوستروفسكي إنه جرى تخدير بارشل بداية، ثم أدخلوا كمية من السموم إلى جسده عن طريق أنبوب دفع إلى حلقه، لكي تبدو وفاته كمن أصيب بنوبة قلبية.
وعلى صلة، كتب رونين بيرغمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ما ورد في كتاب أوستروفسكي هو كذب، بيد أن ما ينشر اليوم من شأنه أن يقلب الأمور رأسا على عقب.
وأشار في تعقيبه إلى أن أوستروفسكي وبعد أن قرر كتابة مذكراته، بعد أن ترك الموساد وغادر إلى كندا، سافرت إليه مجموعة من كبار المسؤولين في الموساد، بينهم رئيس الموساد في حينه شبتاي شبيط، لإقناعه بالعدول عن إصدار الكتاب، إلا أنه رفض.
كما يشير الكاتب إلى أن الموساد توجه إلى القضاء الأمريكي والكندي لمنع نشر الكتاب بادعاء أن أنه يخل باتفاق الحفاظ على السرية، إلا أن المحاكم لم تستجب للطلب، وحقق الكتاب مبيعات عالية.
http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=75753